قراءات فكرية حول مفهوم الدولة المدنية للشيخ الدكتور محمد السعيدي بعدد 21 تغريدة
----
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه تغريدات عن رأيي في مفهوم الدولة المدنية آمل أن ينفع الله بها أبدؤها بسرد مفاهيمها المختلفة لدى
الكتابِ الإسلاميين ..
الكتابِ الإسلاميين ..
1- يَفهمُ البعضُ الدولةَ
المدنية أنها التي توفرُ الحريةَ والعدالة والتنمية وفصل السلطات والرقابة
على الموارد العامة ولا تتعارضُ مع الدينِ والقيمِ والأخلاق
2- يفهم البعضُ الدولةَ المدنية على أنها التي لا يحكمها رجالُ الدين وليس لهم وصايةٌ أو سلطةٌ روحية فيها دون أن يتعارض هذا مع مرجعيتها الدينية
3- يفهمُ الدولةَ المدنيةَ قومٌ على أنها التي تتعاملُ مع مواطنيها على أساسِ المواطنةِ دون اعتبارٍ لأي انتماءٍ آخر ويرون أن ذلك لا يخلُ بمرجعيتها الدينية
4- يرى آخرون أن المفاهيم السابقة بمجموعها هي مواصفاتُ الدولةِ المدنيةِ وكلُ تلك المواصفات لا تتعارضُ مع الدين بل يرى بعضهم أنها هي الدين
5- يرى قومٌ أن الدولةَ المدنية هي التي جاء بها الرسول صلى الله عليه وسلم وهي مبنيةٌ على مصدرية الشريعة للقانون ,والولايةُ فيها للأكفأ ولو لم يكن من علماء الشريعة
6- المفاهيمُ السابقة خلاصةُ طرحِ كثيرٍ من الإسلاميين ،أما غير الإسلاميين في بلادنا الإسلامية فلا يختلف طرحُهم عن تعريفات الدولة المدنية في الغرب
وفي الغرب تُعَرَّفُ الدولةُ المدنيةُ
بأنها ضدُ الدولة الثيوقراطية التي يحكمها رجال الدين مباشرة أو بإضفاء
القداسة على الحكام المرضيين لديهم
7- لا اعتبارَ في الدولة الثيوقراطية لأي قوانين أو مبادئ أو مُثُل أو حُقُوق تحكم الدولةَ سوى ما يُقِرُّهُ رجالُ الدين بناءاً على إرادتهم دون الاستنادِ لنصٍ ديني
8- المعنى المقابل للدولة الثيوقراطية(الدينية) وهو المعتمد لديهم هو الدولة المدنية وتعني عندهم التي تنبني قوانينُها على المصلحة المحضة دون اعتبار للدين ورجاله
9- الدولة المدنية عند مفكري الغرب
مرادفٌ صحيحٌ للدولةِ العلمانية وليست مرادفا أبدا للدولة الديمقراطية بل
قد تكون الدولة مدنيةً وليست ديمقراطية
10- دولةُ نابليون بونابرت القنصليةُ
والإمبراطوريةُ لم تكن ديمقراطيةً ومع ذلك يعتبرها الغربُ مدنيةً مما يبطل
التلازمَ بين الدولةِ المدنيةِ والديمقراطية تعاليمُ الإسلامِ تدل على أنه
جاء بالمدنية والتمدن، هذا أمرٌ مسلمٌ به ،لكن السؤال هو:هل يصح رفع
الدولة المدنية كشعارٍ ندعوا إليه؟
11- مصطلحُ الدولةِ المدنيةِ نشأ في
ظروفٍ أوربيةٍ خاصة جعلت له دِلالات مغايرة لما يمكن قبوله لدينا،لكن هل
يمكن تكييفُ هذا المصطلح ليناسب ما عندنا؟الجواب فيما يلي
الأصل :لا مشاحةَ في الاصطلاح ،،لكن
هذه القاعدة لا يمكن تطبيقُها إلا على ما لا تُشْكِلُ دِلالتُه كتسميةِ
الفرضِ واجباً والسنةِ ندباً والحرامِ محظوراً
12- إذا كانت دلالةُ المصطلحِ على ما نريده منه تُحَقِّقُ إشكالاً معنوياً كإطلاقِ وصفِ المسلم على الكتابي باعتبارِ الأصلِ في ديانته فلا يُقَرُّ وتَلْزَم المشاحةُ فيه
13- إذا دلَّ المصطلحُ على معانِيَ أو
ذواتٍ شتى فإن اسْتَغْرَقَهَا استغراقَ العامِ لأفرادِه صحَّ استخدامُه
فيها جملة وتفصيلا كدلالةِ الصوفيةِ والشيعةِ على فرقٍ عديدةٍ
14- إذا دل المصطلحُ على معانيَ أو ذواتٍ شتَّى ولا جامِعَ لها لم يَصِح استخدامُه في أحدِها مجرداً عن دلالة السياقِ كدلالةِ العينِ على المبصرةِ والحارسِ والجاسوسِ
15- إذا كان للمصطلح دلالة مستقرة في مَنْشَئِهِ فإنه يحمل جميع مؤثرات النشأة من بيئة ومجتمع وتاريخ وحينَ تستخدمهُ في موطنٍ آخرَ فلن يتجردَ من تلك المؤثرات
16- لا ينبغي أن نُغْفِل أثرَ البيئة التي نشأ فيها المصطلحُ على دلالته مهما حاولنا عزله عنها فإنه يبقى مُحَمَّلاً بآثارها مهما حاولنا تجريده منها
17- تجربةٌ تاريخية:حاول علماء الكلام أسلمة مصطلحات يونانية كالجوهر والعرض فوقعوا في أن سموا الله جوهرا وصفاته أعراضا ورتبوا على ذلك أخطاءاً متعدية
18- لِمَا تقدم من الحديث عن خصائص المصطلحات أذهبُ إلى عدمِ إمكانِ إطلاقِ مصطلحِ الدولة المدنية على الإسلامية لأنه حتما سيلقي علينا أعباءه الثقيلة
19- إقرارُ مصطلحات بعيدة المنشأ ومحاولةُ صرفِها إلى ما يناسبنا يجعلنا بين خيارين إما الانشغال بالدفاعِ عن مقصودنا بالمصطلح أو الاستسلام لمعطياتها
20- كثيرٌ من الإسلاميين الذين استخدموا مصطلح الدولة المدنية شعاراً انزاح بهم هذا المصطلح إلى مفهومه عند الغرب حتى أصبحوا ينادون بالعلمانية دون شعور
21- الدولةُ الإسلامية لا يُصْطَلَحُ عليها بالدينية كي لا يلتبس بالثيوقراطية أو يجرَّ إليها ولا بالمدنية كي لا يلتبس بالعلمانية :إسلامية وحسب قد يُعذرُ في حدود ضيقة من ينادي بالدولة المدنية في خطابه السياسي لكن لا يُعذر بحال من ينادي بها في خطابه التنظيري
د محمد السعيدي
@mohamadalsaidi1
دكتوراة في أصول الفقه جامعة أم القرى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..