الثلاثاء، 10 يوليو 2012

رسالة إلى أحمد عدنان الأفعى في حجرك و المخالب في الخارج

أخي الأجل :
الأستاذ / احمد عدنان                                      حماه الله وأنار بصيرته

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:    أما قبل

أخي: القدير الشاب المثقف أحمد عدنان , عرفتك بحقيقة معدنك الثقافي وأدركت أن في
جسدك الثقافي ،بؤر .. [الطموح].. و ..[ الحماس ].. و .. [ عشق التحدي ]..،.

ومنذ مدة بعيدة أتابع بدقة  متناهية وهدوء قراءة ..[ التغريدات].. التي ترسلها عبر توتير . وجلست إلى نفسي كثير ، وقلت أن أحمد عدنان صديقي ، وأحبه كأخ في الإسلام ، ومن حق ..[ الصداقة].. و ..[المحبة].. أن أحاول تقديم (نصيحة) مخلصة وصادقة وغيورة لأخي الصغير أحمد عدنان. كما قال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم : ( انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً ..... ) فأريد أن أنصرك يا أخي !. فاطلب ..(( الاستئذان )).. بذلك ، افعل هذا الاستئذان حسبما تقتضي لياقتي الأدبية .

فهذه رسالة تحمل لك ..[ نصيحة ].. وأجب علي أن أقولها وأكتبها لك , من حقك يا أخي أن ..[ تقبلها ].. ، ومن حقك أن ترفضها أو..[ تمزقها].. أو تفرمها في فرامة مكتبك.
£

البداية : أذكرك بمقولة الدكتور طه حسين الرائعة التي تقول : (( تلك شطحة من شطاحات الشباب )).
£

أخي : وجدت في كثير من نصوصك وجملك وعباراتك التي تكتبها ..[ خروج ].. على
..[ الدين ].. وبعضها الأخر فيها تجاوز قبيح على بعض العلماء والفقهاء والشيوخ . وبعضها فيها ..[ استهزاء ].. بالقامات الدينية . كل ذلك لا يليق بشاب مثلك مسلم من اهل مدينة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، لأن ما تكتبه قد يلتقفه الصغار من الشباب فيحاولون تقليدك في السب والشتم والقدح والتجاوز والاستهزاء . وهذا أمر يفقد هيبة ومكانة وأهمية علماءنا وفقهاءنا وشيوخنا . فيصبحون محل الأخذ والعطاء والجدل من قبل كل من هب ودب .
وأنا شخصيا أرفض ممارسة هذا المنهج غير الاسلامي وغير الحضاري .

أخي : أحمد  كما أنا فخور بك كأبن , وصديق , وأخ ، وزميل ، في المهنة فأقبل نصيحتي ، فأني ارى غيم فوق رأسك لا اعرف متى يسقط او كيف ؟!. وقم بمراجعة نفسك وفحصها وتقليبها على كل الأوجه والخفايا والخبايا في نفسك . والتي لا يعرفها إلا أنت ومن خلقك . وأدخل غرفتك وصلى ركعتين لله . و تكون البداية بقراءة سورة (يس) ثم بعد الصلاة أرجوك أن تقرأ في الكتب الدينية التي لديك عن (عذاب القبر).
£


أخي : أحمد  أن القوم يأتمرون بك فأخشى عليك أن ينزلق بك السير إلى طرق الهاوية والدمار النفسي والدخول في متاهات أنت في غنى عنها . فالحذر ، ثم الحذر !. من مغبة الزمن وما يخفيه القدر لك من مقادير .

أخي : ليس ..[ عيباً].. أو ..[ عار].. أن تتراجع عن بعض مواقفك وأراك وأفكارك . التي تعتقد أنها أدخلتك حلقة من حلقات ..[ الجدل].. و ..[ التهاون ]..،. فهؤلاء قادة جماعة الجهاد والتكفير تراجعوا عن كثير من قناعاتهم وأفكارهم ومواقفهم، وتراجعهم كان صريحا ومعلن ونشر في كتب وفي الصحافة المصرية وغيرها .
£
الحديث والكتابة عن الدين ليس حديثا ليناً هيناً ولا هو من الذي يمضى نصوصه في المعابر والممرات لإثارة ضجة.
£
أخي : لا تستدعي خصومة دينية مستمرة لك ، قد تنتهي بك إلي شئ من العنف والاستبداد وهو ليس بقليل.
£
أخي : أنت رجل شغلت الناس اليوم في بعض أفكارك وتوجهاتك الدينية وما يبرح الناس يختصمون في آمرك. بين مؤيد ومعارض لك !.
£
أخي : أحمد  لا تكن عاملا فعالا في هدم نفسك وتمزيق عرى الوحدة الوطنية. فارجوك ان تفكر في نصيحتي الصادقة لك ، ربما ، يأتي يوم ما تشكرني عليها !.
£
أخي : أنت امام مشكلات عظيمة الخطورة بعيدة الأثر عليك.
£
أخي : أرجوك ، أرجوك ، بل أتمنى عليك ، وأطلب منك أن تكتب في لين ورفق حتى يكون القارئ الكريم على بينة من أمره . فانت كاتب مثقف تمتلك الكتابة في شئون عدة ، إلا الكتابة في الدين فابتعد عنها قدر الإمكان. وهذا ليس أمر ، بل هو خيار يعود لك .
£
هناك أخطاء تكلفتها ، وأراء أساءت فيها ، فيجب أن لا يغيب عن فهمك أنك الأن ..[ مستهدف].. و ..[متربص بك].. من مؤسسة قوية إذا قالت فعلت فلا تستهين بخصومك مهما كانت قوة من يدعمك ويؤيدك.
£
وشئ آخر أيضا لا تعج حياتك وأنت في ريعان شبابك بخصومات تضر بك ، وتؤثر على مستقبلك . فلابد لك من أخماد نيران تلك الخصومات. ووضع حد لهذه الخصومات. فإما أن تختار ..[ الحلم الكتابي ].. أو تختار..[ الشدة في الخصومة ].. وأعرف جيداً أن طبيعتك ليست بالشديدة بل هي أقرب منها إلى الأول. وهذا شأنك .
£
أخي : أحمد  أخشى ما أخشاه عليك هو كثير من الإغراق في ..[العناد].. الذي أخرج إبليس اللعين من الجنة . فلا تخرج من الجنة مثل ابليس فاخشى عليك ان ترجم مثل أبليس . كما أخشى عليك من ..[التحيز].. , ..[لحزب ابليس].. الذي يبعدك عن ..[حزب الله].. فالظلم والاستبداد يتساويان مع العدالة في عدلهما.
£
أخي : أحمد  أن ..[التفكير].. و ..[الكتابة].. هذه الصورة الجاهمة كونت عنا جميعا أننا أخوان إبليس ، فشكلت في دواخل خصومنا ثورات داخلية لم تهدأ ولن تهدأ ضدنا . هكذا قال لنا التاريخ. فانت -إن شاء الله-يا أخي المسلم لست على ضلال بين ، وخطأ مبين ، لأن الإسلام العظيم دين يحارب الظلام والفوضى والإغراق في الذنوب. ولا اريد محاكمتك على ..[ نوايا قلبك المسلم ].. فالتفتيش فيه ، يعني سيطرة ابليس على عملية التفتيش . فاهم يا رجل !.
أخي : أرديك أن تقف موقفا وسطاً ، وما أنكرنا عليك إخلاصك ولا اندفعاك في سبيل الدفاع عن عقيدتك الاسلامية . ولكن انتقد فيك اغراقك في التحليل والتفسير وتطرفك في تحميل النص ما لا يطيق.
£
أخي : هذا العصر جاهماً متلبداً في الابداع صحيح أنه براقاً وزاهراً في جعل التقنية أرقى وسائل واليات ..[ الحرية ].. ولكن هذه الحرية ثمنها كبير جداً وكبير ، فلقد اطاحت برؤوس شامخة مثل صاحب موقع (ويكيلكس) ، فأحكام لأخلاق الحرية البعيدة والسخيفة تلفق القضايا وتكبر الاتهامات عبر (الجنح) الصغيرة التى استطاعت قطف وقطع رؤوس الرجال الكبار مثل قضية رئيس صندوق النقد الدولي السابق.
£
أخي : أنت تعرف جيداً أن حياتي كزهير كتبي الكاتب والمثقف ، والمصلح قد اثارت كثيراً من ..[الارتباك].. و..[ الارباك ].. و..[القلق].. فأصبحت حياتي تعج من الخصومات المتعددة والمتشعبة، وانا بطبعي وتركيبة شخصيتي أحب ..[ التمرد ].. على كل ما هو فيه نوعا من أنواع ..[الطغيان الديني].. و ..[الطغيان السياسي].. وأعرف أن الناس تخاف التعامل معي ، لأن ذلك بادياً على الوجوه ظاهراً على خطرات الألسن ونظرات الأعين وما تخفي الصدور.
£
أخي : أنا تركت الأقدار تداهمني وتأخذ على كل سبيل فلما جاء دور الحياة أخترت أنا ..[مواقفي].. وأطلقتها على وجوهها ولم أخاف !.  لدرجة أنني بايعة الأطفال ، والعجزة ، والمعاقين ، والمعتوهين ، ووجدت في ..[ مواقفي].. نكراً كثيراً. فيضطر ..[ مكرهاً].. للانتقام مني لأخذ البيعة مني عبر ..[الحيلة].. ،. وكان كل ذلك بقدر الله ، ولكني كنت في مرحلة النضوج الثقافي والديني والسياسي والاجتماعي . واليوم تجدني واقفا على ارض صلبة ، ومحصن نفسي بقوة الإيمان بالله .
£
أخي : أحمد لكن الذي لا شك فيه أن مواقفي قد أرضت ..[ضميري].. و ..[ديني].. و ..[وطني].. لأنني وقفت أمامها بشموخ فجابهت عاصفة شديدة من التحديات والرهانات والمشكلات الكبيرة . التي كانت أثقل مني . لأنها كانت خصومة مستترة وكرها لم أفهمه حتى الآن . ولم أعرف أسبابه إلا بعضها اليسير وأجهل كثيرها .
£
وأخيراً : وبعد هذا المشوار المرهق والشاق والمتعب أردت كزهير كتبي أن أصير إلي صندوق قبري بمقبرة جنة المعلاة في مكة المكرمة وبجوار السيدة العظيمة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها لأسكن بقربها وأفوز ببركتها وأصير إلي قبري وأكون رهين رحمة ربي وأخشى من كثرة ذنوبي وخطاياي ، التي أرهقتني وأسير إلى الجنة إن شاء الله بعفوه وكرمه وأنا واثق الخطى .
£
أخي : أحمد  لا تركب هواك , ولا تخلف الأمل في حياتك ولا تقصر الأجل الثقافي في  حياتك . وصير إلى قبرك بعد عمر مديد وأنت رهينا بأعمالك التطبيقية التي ذكرها لنا ديننا الإسلامي العظيم.
£
أخي : أحمد أخشى ما أخشاه أن نبكي من أجلك حتى تجرى دموعنا على خدودنا بدون توقف . فلا تجعل مستقبلك ضعيف هش. ولا تبكينا .
فأنت المحتمل لكل ذلك فشانك وأمرك
والله لئن سئلت أمام رب لقلت لملائكته
اللهم أني قد بلغت فأشهد
اللهم أني قد بلغت فأشهد
اللهم أني قد بغت فأشهد
والله يسترنا فوق الأرض، وتحت الأرض، ويوم العرض، وساعة العرض، وأثناء العرض.

أخوكم الكبير
الكاتــــب الصحــــــــافي
الدكتور:
زهير محمد جميل كتبي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..