الحادي عشر: أخلاق العقيلات
1-الشجاعة:
يتمتع العقيلات بقسط وافر من الشجاعة والجسارة عندما يصل الأمر إلى مجابهة الأعداء وجهاً لوجه، ذلك أنه
بحكم احتكاكهم بالقبائل التي يمرون عبر أراضيها وحكم مواجهتهم للمشاكل التي تعترضهم أثناء هذه الرحلات المتكررة عبر السنوات الطويلة التي أكسبتهم القوة والصلابة وثبات الجأش والشجاعة والإقدام لمجابهة ما قد يعترضهم أو يعرض قوافلهم وأموالهم للخطر من الطامعين بتلك الأموال سواء أكانوا من الغزاة الطامعين أو قطاع الطرق المتربصين الذين يعترضون هذه القوافل، وتتفاوت درجة الشجاعة بين شخص وآخر من العقيلات كما قسمها الله سبحانه وتعالى، لكن بصفة عامة فإنهم يتصفون بالشجاعة والإقدام والجسارة، وليس أدل على ذلك من اختراقهم تلك الصحاري الشاسعة بما يوجد بها من المخاطر والمشاق والمتاعب والعوائق البشرية والطبيعية والحيوانية حيناً يقطعون هذه البيد الشاسعة المهلكة بالنهار تحت حرارة الشمس ولهيب السماء وغبار العواصف الرملية وحيناً آخر يقطعون تلك المفازات الموحشة التي لا تخلو من السباع والضواري تحت جنح الظلام الدامس في حالة تغييرهم الطريق فيما لو شعروا بخطر محدق يكتنف الطريق التي يسلكونها، فهم بذلك يقتحمون الأهوال في مجاهل الصحراء التي يخترقونها بقلوب ثابتة وخطوات راسخة ووثبات جادة، فالواحد منهم يسير في هذه الصحاري ثابت الجنان جاد الخطوات إلى الغاية التي يريد الوصول إليها، لا يتقيدون في وقت معين للمسير متى أحسوا بالخطر، يسيرون في أول الليل أو منتصفه أو آخره حتى يتجاوزوا منطقة الخطر الذي قد يعرض أنفسهم وقوافلهم ينفذون ذلك وقلوبهم ثابتة على شجاعتها إذا جد الجد وحصلت المواجهة لكن تداركهم للأخطار المحدقة خير من الوقوع فيها، وبقدر ما يجابهون الطامعين في قوافلهم فهم يجابهون العوامل الطبيعية بكل جرءة وإقدام، لا تحول العواصف الرملية دون اجتيازهم مجاهل الطريق، ولا تعوق السيول الجارفة مسيرتهم متى رأوا أن الوقت مناسب للعبور، ولا تؤثر العواصف الثلجية كثيراً على رحلاتهم وإن عاقتها بعض الوقت لكنهم يتغلبون عليها، يكابدون المشاق وينتصرون عليها ولم يقتصر الأمر على الشجاعة المعهودة بالفعل فإن لديهم كذلك الشجاعة الأدبية حيث يواجهون من يعارضهم بصراحة ووضوح وصدق عما يجب أن يقال حتى ولو كان هذا المعترض في طريقهم ذو سلطة أو جاه، وليس أدل على ذلك من سقوط بعضهم قتلى بغدر الولاة الأتراك أيام الحكم التركي حينما واجهوا هؤلاء الأتراك بعين الحقيقة التي لا يريدها أولئك الحكام الأتراك ويرغبون بدلاً عنها المجاملات والتزلف بالكلام الذي يدغدغ مشاعر أولئك الحكام وعندما واجههم العقيلات بشجاعتهم المعهودة ما كان منهم إلا أن قبضوا عليهم وقتلوهم صبراً كما حدث عام 1258هـ – 1842م حين قتل سليمان الغنام رئيس عقيل أهل العارض وقتل علي السليمان الخالدي رئيس عقيل أهل القصيم الذي قتله محمد نجيب باشا وإلى بغداد من أجل أنه قال كلمة الحق دون محاباة أو مجاملة أما الذين قتلوا وهم يدافعون عن قوافلهم فهم كثير جداً بما لا يمكن حصره كما أن لموقفهم عندما قطعوا الجسور وهم في حي الكرخ ببغداد عندما تسربت إليهم أخبار من أن رئيسهم قد قتله الوالي بدلاً من مقابلته فعمدوا إلى قطع الجسور بين الكرخ والرصافة وسيطروا على ما تحت أيديهم من المدينة حتى تأكد لهم أن رئيسهم لم يمس بأذى وقد أشير إلى ذلك آنفاً مما يدل شجاعتهم، وتنعكس شجاعة العقيلات وإقدامهم على استمرار قوافلهم عبر تلك المفازات الشاسعة عدة قرون رغم ما في هذه البيد المترامية من المخاطر التي مر ذكرها وبهذه الشجاعة الذاتية والمكتسبة من تجارب الحياة التي يتحلى بها العقيلي استمر تدفق قوافلهم في مختلف الاتجاهات داخل الجزيرة العربية وخارجها في الأقطار العربية المجاورة في الهلال الخصيب وما جاوره من أقطار.
2- الكرم:
لا غرو أن يشتهر العقيلات بالكرم، فهم أو غالبيتهم من نجد منبع الكرم فضلاً عن أنهم يجوبون مناطق يتمسك سكانها بسجية الكرم العربي ويكاد الكرم أن يتجسد في أنحاء الجزيرة العربية بصفة عامة لا يستثنى من ذلك جزء على جزء. كما تضفي شمولية الكرم العربي على أقطار الوطن العربي دون استثناء بنسب متفاوتة، لكن من عاش في الصحراء أو قريب منها يختلف عمن عاش على السواحل وقرب البحار والأنهار حيث الطبيعة بتلك الأماكن قد يجد الإنسان أي إنسان ما يأكله ويسد رمقه ويستبقي حياته من صيد البحر والأنهار وما ينمو حولها من أشجار وثمار أما من يعيش في كبد الصحراء وبطون البراري فإنه لا يجد ما يدفع عنه غائلة الجوع ويبقى على حياته إلا أن يطرق بيت شعر يجده في جوف هذه الصحراء ويستضيف أهله ولذلك تجد سكان هذه الصحاري قد انغرست في نفوسهم وسرت مع دمائهم سجية الكرم بطريقة لا إرادية حيث يتوقف على ذلك حياة أو موت الإنسان وتكاد أن تكون في بدايتها تبادل منفعة ومصلحة ثم أصبحت سجية جُبِلَ عليها العربي وعرف بها وعرفت به منذ قرون سحيقة وصارت عنده بمثابة أحد أركان شخصيته وأخلاقه المميزة تأسره بمثلها الإنسانية التي تجعل إكرام الضيف من السمات التي يتحلى بها العربي أينما حل وحيثما رحل، فهو بتقديم ما يملك من طعام وشراب لإنسان محتاج في جوف هذه البراري قد ساهم إنسانياً في إنقاذ حياة هذا الإنسان بالدرجة الأولى، وقدم له من الخدمات من المأوى والدفء ما خفف عنه تعب السفر ووعثائه وأمده بطاقة جديدة تدفعه إلى مواصلة رحلته لبلوغ هدفه وما دام الإنسان في هذه البقعة قد تعود على هذا العمل الإنساني ونشأ عليه وتخلق بهذه السجية فلا أقل بأن يسلك العقيلات هذا المسلك المشرف، كيف لا وهم أحفاد ذلك الجواد الكريم حامل لواء الكرم العربي حاتم بن عبدالله الطائي الذي يقوم لغلامه:
أوقد فإن الليل ليلٌ قر * * * والريح ياواقد ريحٌ صر
عسى يرى نارك من يمر * * * إن جلبت ضيفاً فأنت حر
هذا الخلق الفطري النبيل جبل عليه العقيلات في حلهم وترحالهم فبيوتهم في أماكن تجمعهم مقاصد الزوار والمحتاجين وطالبي الرفد والغرثى ومخيماتهم أثناء رحلات قوافلهم مآل من أخذ منه الجوع والعطش مأخذه حيث يجدون فيها الشبع والري، هذا فضلاً عما يصرفونه على مرافقيهم وما ينفحونهم به من الهبات والعطايا وما يبادلون به شيوخ القبائل من التحف والهدايا وبسبب هذه السجية قد أحبهم الناس كل على قدر استفادته منهم، ولا غرو في ذلك فالكرم قد يغسل الكثير من أوضار النفوس وينظف القلوب من الأوشاب ويمسح مواطن الضغائن ويسمح الخواطر ويستبدل الكره بالمحبة والحقد بالتسامح ويذيب ما في النفوس من رواسب الاحتاك، ولا شك أن هذه السجية قد خدمت العقيلات وسهلت الكثير من طرقهم وأزالت ما يعترض هذه الطرق من العوائق وليس الأمر مقتصراً على الكرم المادي من تقديم الطعام والشراب والنقود والملابس والهدايا وغيرها ولكن هناك ما هو أهم من ذلك ألا وهو كرم الأخلاق الذي يتمثل بالجانب الإنساني المهم حيث يجد الضيف أو القاصد الترحيب والابتسامة على الجبين التي سنتكلم عنها مفصلة في فقرات لاحقة.
3- الأمانة:
تعتبر الأمانة إحدى ركائز التجارة الرئيسة التي تقوم عليها التجارة الناجحة، وبدون الأمانة فمهما ازدهرت التجارة فإن مصيرها إلى الفشل، وليست الأمانة مقصورة على التجارة لوحدها ولكنها على جميع متطلبات الحياة بل ومجرى حياة الإنسان بكاملها لكنها بالنسبة للتجارة شيء أساسي، ذلك لأن التعاملات التجارية الصحيحة لا تقوم إلا عليها، فالعقيلي بحكم عمله في التجارة والنقل تمثل الأمانة لديه أحد عوامل نجاحه الرئيسة إذ أنه يتعامل مع مختلف الطبقات من التجار والمواطنين، ولما لم تكن الكتابة والتدوين منتشرة في ذلك الوقت بدرجة كافية فإن التعامل يتم بالأمانة، يعطي الرجل العقيلي مبلغاً من المال إما ليتاجر به مع تجارته أو ليحضر له شيئاً معيناً بما يسمى "سفر" فيقضي هذا حاجة رفيقة بكل أمانة ودقة، وقد يكون مع العقيلي في صندوقه الذي يحمل به نقوده أو مزادته أموالاً للعديد من الناس كل مال شخص موجود في صرة لوحده بعضهم يكتب عليه اسم صاحبه والبعض الآخر يعرفه بعلامة مميزة فيحضر له ما راد بكل أمانة، وقد شهد للعقيلات بالأمانة من رافقهم في رحلاتهم من مختلف الأمم والأديان رحالة كانوا أم تجاراً، وحكايات أمانة العقيلات كثيرة جداً وكنماذج حية لتكون شاهداً على ما أشرنا إليه في أحد الأيام جاء الشيخ إبراهيم بن ناصر الضبعان رحمه الله وهو أحد العقيلات المتعهدين لنقل الحجاج قاصداً رفيقه الشيخ فالح بن إبراهيم اليوسف رحمه الله ليقترض منه بعض النقود وذلك لشراء حاجته من الإبل لنقل الحجاج فوافى رفيقه فالح مصعداً الشارع يريد فتح دكانه وأخبره بحاجته، فما كان من فالح إلا أن أعطاه مفتاح خزنته وقال له: إنها داخل الغرفة وهذا مفتاح الخزنة فافتحها وخذ ما تريد من النقود وأعد إلي المفتاح، ذهب إبراهيم وأخذ حاجته ولم يسأله فالح كم أخذت وبعد بضعة أيام جاء إبراهيم ومعه المبلغ الذي أخذه فأعطاه فالح المفتاح مرة أخرى قائلاً له: من فضلك أعد المبلغ إلى مكانه لأنني مشغول الآن بمن عندي لم يكن هذا قصده، لكنه لم يرد أن يشعر رفيقه بأنه عرف المبلغ الذي أخذه، أخذ إبراهيم المفتاح وأعاد المبلغ إلى مكانه وأحضر المفتاح دون أن يسأله فالح كم أخذت وكم أعدت ودونما يفصح إبراهيم عن مقدار ما أخذ وما أعاد، وعندما انصرف سأله رفاقه عن الأمر فأخبرهم بالقصة فقال أحدهم: كيف تعطيه مفاتيح خزينتك وبها أموالك ولا تدري كم أخذ ولا كم أعاد فما زاد فالح أن قال: لقد أمنته أولاً وأمنته أخيراً ولا أشك أنه عند أمانتي له، وحادثة ثانية فقد كان الشيخ عيسى بن عبدالله القفاري رحمه الله وأخيه إبراهيم بن عبدالله القفاري مشتركين مع الشيخ عبدالكريم بن صالح السالم البنيان رحمه الله في تجارة فاشتروا ثمانين بعيراً وبقي عند عيسى مبلغ 2000ريال (فرانسي) في بيته وكان المبلغ كبيراً، وحملها ليودعها في دكان الشيخ عبدالكريم فوجده مغلقاً دكانه فأودعها عند الشيخ محسن بن خلف الغصاب رحمه الله لأنها ثقيلة الحمل على أساس أنه سيودعها من يوم غد عند الشيخ عبدالكريم وفي اليوم التالي نسي عيسى أنه وضع الدراهم عند محسن بن خلف الغصاب وجاء إلى الشيخ عبدالكريم فقال له أعطني الألفي ريال التي أتيتك بها أمس فلم يشأ الشيخ عبدالكريم أن يكذب رفيقه وأيقن أنه واهم في الأمر فلعله أن ينتبه ويتذكر أو أنه بنفسه قد نسي الموضوع فما كان منه إلا أن نقد عيسى مبلغ 2000ريال (فرانسي) خرج بها عيسى واشترى بها زيادة إبل وبعد مضي ثلاثة أيام مرَّ عيسى من عند دكان الشيخ محسن بن خلف الغصاب فناداه محسن وقال له: أما تريد دراهمك التي وضعتها عندي منذ ثلاثة أيام؟ عند ذلك ذكر عيسى الأمر فحمل المبلغ إلى رفيقه عبدالكريم واعتذر إليه وقال له: لماذا لم تنبهني على ذلك أو تعارضني فلعلي أفطن لمن أودعتها عنده؟ فقال له عبدالكريم: لو عارضتك وأنكرت عليك قد لا يدرك الناس ذلك وربما اتهموني بالتلاعب والخيانة لأن المال بيننا مشترك وكل يوم تأتي إلي بمبالغ مماثلة، وقصة ثالثة وهي أن زيد بن مبارك القريشي رحمه الله قد أعطى إبراهيم بن عبدالله القفاري ناقة يذهب بها مع قافلته ليحضر عليها كيل لبيته وأعطاه مبلغ عشرين ريالاً (فرانسياً) وبعد أن سارت القافلة بيومين طرأ على زيد أن يلحق بالقافلة بنفسه ومعه خمسة من الإبل وبالفعل لحق بالقافلة وأثناء استراحة القافلة أخرج زيد ستة جنيهات ذهب و100 ريال (فرانسي) يريد أن يعطيها إبراهيم ليضعها في "مقفلته" وهي المزادة التي توضع فيها النقود لكن زيداً وضع هذه النقود عند محط راحلته وسهى عنها وقام إلى المجموعة الذين كانوا عند النار وسمروا ثم نام القوم قليلاً ثم نهضوا مبكرين مع أذان الفجر تحت غلس الليل فأدوا الصلاة وساروا إلى هدفهم وعندما وصلوا إلى مدينة النجف "المشهد" بالعراق قال زيد لإبراهيم: أعطني المبلغ الذي أعطيتك فبحث إبراهيم عن المبلغ في صرائر النقود فلم يجد لزيد سوى 20 ريال مكتوب على صرتها اسمه، لكن زيداً قال إنني أعطيتك ستة جنيهات ذهب و 100 ريال بمراحنا بالمكان الفلاني، فما كان من إبراهيم الذي لا يملك مثل هذا المبلغ إلا أن اقترض من التاجر الذي يتعاملون معه في المشهد الذي يدعى "عبد شنون" المبلغ المطلوب وأعطاه لرفيقه زيد وكأن شيئاً لم يكن وفي طريق عودتهم بعد حوالي شهر مروا في طريقهم بكامل القافلة بما فيهم الشيخ زيد على مراحهم تلك الليلة المعلومة لأخذ حاجة قد نسوها هناك وجاءوا بقرب مبرك مطية زيد في تلك الليلة فوجدوا النقود في مكانها كما هي ستة جنيهات ذهب و 100 ريال فرانسي فأخذها زيد وسلمها لإبراهيم وهو يعتذر إليه وعندما قال له: لماذا وافقتني على إعطائي المبلغ فوراً قال له رفيقه إبراهيم: أنا أمين هذه القافلة كلها وأمانتي أعز علي وأغلى من أن يتفوه أحد بكلام يمس سمعتي وأمانتي وإلا فإنني متأكد من أنك لم تعطني شيئاً غير ما أعطيتني في حائل وهي 20 ريالاً، هذه النماذج الثلاثة من مئات بل آلاف القصص التي تحدث في مجال الأمانة مما قد لا يتسع المجال لذكره، فالأمانة كانت إحدى الركائز التي يعتز بها العقيلي وهي من مقومات شخصيته ومن أمانة العقيلي ترسخ الثقة فيه من التجار الذين يتعاملون معه في بلده الأم وفي الأقطار العربية التي يتاجر فيها وليس الأمر مقتصراً على تعامله مع التجار ولكن يتعداهم إلى المواطنين أنفسهم فهذه الأمانة هي رأس ماله الذي يتاجر به وموضع الثقة فيه أينما حل وحثما رحل.
4- الصدق :
الصدق والأمانة صنوان متلازمان لا ينفرد أحدهما عن الآخر، قال أحد المؤرخين: لم تعرف المنطقة العربية عن العقيلات إلا الصدق والإخلاص في العمل وقد شهد للعقيلات من رافقهم من النصارى واليهود رحالة كانوا أم تجاراً فضلاً عن المسلمين شهد هؤلاء للعقيلات بحسن الخلق وبالعقل الراجح والذكاء المتقد والشجاعة والأمانة والصدق وغير ذلك من صفات المسلم الحق والعربي الصميم، وتصف بلانت: العقيلي فرحان الذي رافقها وزوجها أثناء رحلتهم إلى نجد في مطلع القرن الرابع عشر ووصولهم إلى حائل فتقول: إنه أحسن العاملين معهم أخلاقاً وأعلاهم همة وأكثرهم أهلاً للثقة لصدقه وإخلاصه. ويصف زوجها: زايد بقوله: ذلك البدوي الذي دخل في خدمتنا بأنه رجل خيال أخلاق وذكاء دفاق وهو شأنه شأن بدو نجد شاعر بالسليقة صادق فيما يقول وهو مثلهم مغرم في رحلاتهم عبر الصحراء ، فلمسوا منهم أخلاق المسلم الحق الصادق في قوله وفعله المخلص لعمله وما التزم به الأمين على ما أتمن عليه من أموال الناس ولا غرابة في ذلك فتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف تحث على الالتزام بمثل هذه الأخلاق السامية وأخلاقنا العربية الأصيلة تعتبر منبعاً ثراً لمثل هذه الأخلاق الحميدة فالصدق في القول من صفات العربي منذ الأزل، يقول الحق ولو على نفسه ثم جاء الإسلام الحنيف وعزز هذه الفضيلة وأشاد بها ورفع من قدرها وجعلها إحدى ركائزه وامتدح الصدق والصادقين في آيات كريمات تفوق الحصر ولهذا فلا غرو من أن يصبح العقيلات وهم من العرب المسلمين أن يصبحوا صادقين وبهذا الصدق في القول والفعل كسبوا ثقة الناس، كسبوا ثقة من يتعاملون معهم تجارياً ومن يتعاملون معهم محاربين ومدافعين كما حصل لهم مع الولاة الأتراك وثقة من يستعينون بهم على حراسة قوافلهم التي تحمل الأموال الطائلة وثقة من يعبرون معهم أحشاء الصحراء من الرواد الأجانب من تجار ومكتشفين وثقة الحجاج الذين يحملونهم عبر تلك المسافات الشاسعة الجرداء دون حماية من أحد سواهم، وثقة المواطنين أنفسهم الذين يتعاملون معهم في التجارة وغيرها، كل هذا حصل بسبب الصدق الذي اتصف به العقيلات، فالواحد منهم إذا قال قولاً التزم به، لذلك فإنهم يأنفون من الكذب ويحاربونه ويستنقصون الرجل الذي يتصف بالكذب ويستبعدونه من قوافلهم ويتخلصون منه بأي وسيلة ولذلك فإن هذا الجانب وأعني الصدق مهم جداً يحرص العقيلي كل الحرص على ألا يصدر منه أي حديث كاذب حتى لو خسر الكثير من ماله حتى لا يؤثر عنه أنه كاذب فيضر ذلك بسمعته وهي أغلى ما لديه وتعتبر إحدى ركائز تجارته ورأس ماله الذي يتاجر به، فبدون الصدق والأمانة والإخلاص لا يمكن لأي إنسان أن ينجح في عمله أياً كان فم بالك بالعقيلي الذي تتنوع خدماته للآخرين من تجارة إلى حراسة إلى مناصرة وغير ذلك من الخدمات التي يكتسب العقيلي منها لقمة العيش أو ينمي بها تجارته ويزيد رأسماله فلا مناص والحال كذلك من التزام الصدق في القول والجد والإخلاص في العمل مما جعل حتى الأجانب يضعون كامل ثقتهم بالعقيلات لصدقهم وإخلاصهم ويروى أن القائد الإنجليزي "جلوب" أو "أبو حنيك" عندما كانت بريطانيا باسطة نفوذها على الأردن لا يتخذ حرسه الخاص وحرس المواقع الحساسة والمناطق المهمة إلا من العقيلات وذلك بسبب صدقهم وإخلاصهم وتفانيهم لدرجة الاستماتة في أداء واجباتهم على الوجه الأكمل، ومن قبل هذا الإنجليزي الحكام الأتراك للسبب نفسه ويتضح ذلك في الفصل الخاص بهذا الجانب من هذا الكتاب فالصدق ميزة من مميزات العقيلات وكان أحد أسباب نجاحهم في عملهم خلال بضعة قرون من الزمن.
5- المروءة:
المروءة هي المبادرة بالعطاء والبذل وصنع المعروف والنجدة قبل أن تسأل، والمروءة والنخوة توأمان تسند إحداهما الأخرى وتدعمها غير أن المروءة العطاء قبل السؤال والنخوة العطاء بعد السؤال أياً كان هذا العطاء والمروءة ليست مقتصرة على العقيلات التي زادها الإسلامي ترسيخاً بامتداحها والحث عليها والمروءة هي إحدى الركائز التي بنى العقيلات عليها مجدهم الجاري وعلاقتهم بالآخرين وتعتمد المروءة على عمق النظرة وشموليتها وسعة الأفق ورقة الإحساس وإنكار الذات والابتعاد عن الأنانية بحيث يتصور الإنسان نفسه بمكان هذا الإنسان الذي يجب مساعدته وإنقاذه فيبادر إلى مد يد المساعدة إليه فوراً قبل أن يطلب منه ذلك، يتخيل أن هذا الإنسان بحاجة إلى طعام أو شراب ونحوه فيبادر بتقديم ما يحتاج إليه بقدر استطاعته بقصد إنقاذ حياته أو فك أزمته وضائقته لا يريد من ذلك جزاء من أي نوع وإنما كان ذلك من وحي ضميره الحي وتلبية لنداء مروءته، حدثني الشيخ إبراهيم بن عبدالله القفاري أحد العقيلات المذكورين في هذا الكتاب يقول: في إحدى رحلاتنا من العراق إلى حائل ونحن نسير في يوم عاصف شديد الحرارة لمحت من بعيد بجانب أحد عروق الكثبان الرملية سمارة بدا لي أنها تتحرك أحياناً وتسكن أحياناً أخرى وظننت في بداية الأمر أنه خلق ثوب تحركه الرياح، لكني لمحت غير بعيد عنه سمارة أخرى فزاد شكي وأردت أن أقطع الشك باليقين فقصدت المكان على عجل وحذر وعندما اقتربت منه تبين لي أنه إنسان يرفع رأسه حيناً ويخفضه حيناً آخر فأسرعت إليه فوجدته رجلا قد ارتمى على الأرض وقد كاد أن يهلك من شدة العطش وهو في الرمق الأخير ينازع سكرات الموت يغيب في غيبوبة تارة ثم ينهض تارة أخرى وغير بعيد عنه مزادته فركضت بأقصى سرعتي نحو القافلة واستدعيت أحد رفاقي وأحضرنا الماء وعكة السمن وبدأت أقطر في حلق الرجل قطرات من الماء أتبعها قطرات من السمن حتى عادت إليه روحه وهكذا قطرات ماء ونقط سمن وشيئاً فشيئاً حتى عادت إليه الحياة فأعطيناه جرعة ماء وتلا ذلك جرعة أخرى عادت إليه الحياة تماماً وحملناه معنا إلى مورد في الطريق واتضح لنا أنه رجل قد ذهب خلف بعيره فنفذ ماؤه واسمه عبدالله الحواس من أهل القصيم وعلى المورد وجدنا رفاقه وتركناه عندهم وبعد مضي بضع سنين جاء يسأل عني وقد أحضر لي معه مكافأة مالية جزاء إنقاذي له فرفضتها، عند ذلك شكرني وعاد إلى أهله في القصيم وقصة أخرى رواها لي أحد العقيلات وهو الشيخ يوسف بن صالح السويطي الذي قال إنه في عهد السيارات كنت قد ذهبت إلى بلدة أم القلبان المعروفة في النفود إلى الشمال عن حائل وكان الطريق إليها صعب بسب رمال النفود وفي طريق العودة بعد المغرب في ذلك اليوم الصيفي الحار لمحت على نور السيارة سمارة ترتفع وتنخفض فاقتربت إليها وعلى الفور رأيت رجلاً قد أوشك على الهلاك من شدة العطش فنزلت إليه وبدات أقطر في حلقه حتى عادت إليه الحياة وإذا هو خليف الشمري الذي هربت زوجته منه تريد أهلها في مدينة موقق وجاء على أثرها ونفذ ما معه من الماء في الحال ركب يوسف سيارته وأمضيا تلك الليلة بطولها يبحثان عن الزوجة التي ربما لاقت نفس المصير لكنهما وجداها عند أحد أحياء العرب بالقرب من تلعة شوط وبعد إصلاح أمر الرجل وزوجته أعادهما يوسف إلى بيتهما ورفض أن يقبل أي أجرة أو جزاء عن ذلك. وأمثال هذه القصص كثير تملأ الصفحات من إنقاذ النفوس من الهلاك سواء أكان ذلك بفعل العطش أو بسبب الجوع أو بسبب الضيم والقهر في بعض المواقف تدفع الإنسان مروءته إلى إنقاذ هذا الإنسان والعقيلات يتصفون بالمروءة لكثرة تعاملهم مع غيرهم في رحلاتهم بقوافلهم التي تجوب تلك الصحاري والقفار والفيافي المهلكة وحالة كهذه لابد أن يكون لهم من المروءة النصيب الوافر وبسبب ما لديهم من هذا الجانب فقد نجحت مسيرتهم خلال تلك القرون.
6- الإيثار:
الإيثار على النفس أمر اشتهر به العرب منذ زمن بعيد وما قصة كعب بن أمامة الأيادي الذي أعطى حصته من الماء لرفيقه النمري ومات هو عطشاً هذه القصة ليست غائبة عن الأذهان، وغيرها آلاف القصص المشابهة لها ولكنها للأسف الشديد لم تدون، والعقيلات الذين يجوبون تلك الفيافي الشاسعة لابد وأنهم قد واجهوا الكثير من المواقف المشابهة لقصة كعب ورفيقه النمري فقد كانوا يدفنون قرب الماء تحت الكثبان الرملية ويضعون حولها علامات يعرفونها من باب الاحتياط لمثل تلك المواقف التي تصبح قطرة الماء لا تقدر بثمن ويكون شرب الماء في مثل هذه الحالة بالحصة وبمقدار معين يضعون حصاة في الإناء ويصبون الماء حتى تنغمر هذه الحصاة ويشرب كل واحد منهم هذا المقدار بالسوية، وهنا تبرز سجية الإيثار على النفس حين يمنح الواحد منهم حصته لرفيقه إذا كان شيخاً كبيراً أو له وضع خاص وينطبق هذا الأمر على الطعام لكن الطعام أقل خطراً من الماء سيما في تلك المهالك والمظامئ ويتصف العقيلات بهذه الصفة الإيثار على النفس من شيخ القافلة أو رئيسها إلى أدنى واحد في تنظيمها يقول أحد الرواد الأوربيين الذين رافقوا العقيلات في أسفارهم: الفقراء من العقيلات قانعون والأثرياء غير مبذرين فلا يظهر الثراء في لباسهم ولا في أية ناحية من نواحي حياتهم يسير المرافقون منهم للإبل حفاة دون سراويل وصدورهم عارية يقطعون الطريق كله مشياً على الأقدام ويمد شيخ القافلة عقيلاته طول فترة الرحلة. يتحف الشيخ هذه المجموعة بـ"البلاو" وهو الأرز المطبوخ مع السمن مرة في اليوم كما يمدهم الشيخ بكسر الخبز الجاف (يقصد الكليجا) والبصل بجعلونه في جيوب ثيابهم يأكلون منه خلال مسيرتهم الشاقة الطويلة كلما عنَّ لهم ذلك فالرفاهية أمر غريب على الصحراء وساكنيها الذين لا يدينون برزقهم إلا لخالقهم وليس هناك فرق كبير في السلوك والمظهر بين شيخ القافلة وأدنى الجمالين المرافقين لهم وكلهم فخور بهويته العربية، هذا الكلام من رجل أوربي يدل على بساطة حياة العقيلات فلا شيخ القافلة يتميز عن غيره من رجالها بشيء ظاهر فكلهم متساوون مظهرياً في عين ذلك الأوربي وما خفي عنه أعظم من درجة الإيثار، كل واحد منهم قد يؤثر رفاقه على نفسه في الأكل والشرب والمنفعة، ومن هذا المنطلق تتساوى النفوس ومن قصص الإيثار أن الشيخ عبدالعزيز بن سليمان العريفي كان أول ما تصل قافلته القادمة من العراق إلى حائل تحمل الأطعمة وكان صاع الأرز العراقي "التمن" يساوي الشيء الكثير كان هذا العقيلي يعمد رأساً إلى حمل بعير كامل من أجود أنواع التمن الذي أحضرته قافلته ويوزعه على جيرانه وعلى المحتاجين ممن يعرف من أقاربه وغيرهم كل بقدر حجم عائلته وصادف ذات مرة أن وصلت القافلة وهو غائب فتم توزيع حمل بعير ولكن من نوع أقل جودة فلما حضر وعلم بذلك بكى، وعاد فوزع حملاً آخر من النوع الجيد الذي اعتاد توزيعه، هذا من باب الإيثار والإحسان إلى الفقراء الساغبين الذين هم بحاجة ماسة إلى لقمة العيش وغيره كثير ممن هم على شاكلته وإنما أوردت ذلك على سبيل الاستشهاد، هذه النماذج التي سقت شيئاً منها وبقي الكثير الكثير لم يدون مما يمتاز به العقيلات من الإيثار على النفس مثل مراعاة أن يركب الكبير أو الصغير أو المريض أو المرأة والشاب أو الفتى يسير على قدميه، ومنها تقديم الطعام أو الشراب للأكبر سناً وإيجاد الراحة له وغير ذلك من الأمور التي تحكمها وتنظمها عادات العقيلات وتقاليدهم وترتكز على محور الإيثار على النفس في المأكل والمشرب والمركب والمجلس وغيرها وبذلك كانت لهم مكانتهم التي احتلوها بفضل هذه الميزة.
7- حسن النية:
حسن النية هي منافات الشك واستبعاد حدوثه وأخذ الأمور حسب النية التي يقطع عليها القلب، وقد جاء في الأثر "على قدر نياتكم ترزقون" أو ما معناه ويقول المثل" "النية مطية" وقال الشاعر الشعبي إبراهيم الداوودي:
النون نيتك الذي في ضامرك * * * تسري وهي تضرب لك المصباح
من هذا المنطلق اتصف العقيلات بحسن النية وصفاء الطوية لم يذكر في تاريخ العقيلات الطويل أن واحداً منهم نقض اتفاقاً أو حل بيعاً حتى لو كلفه ذلك خسارة كبيرة في الوقت والجهد والمال، هذه صفة من صفاتهم فهم رجال يسيرون على نياتهم يحترمون كلمتهم لا يتراجع الواحد منهم عن موقفه البناء، يعتبر الكلمة التي قالها أقوى من أي ميثاق وألزم من أية اتفاقية يوقع عليها، ولذلك فإن الكلمة الواحدة من أحدهم تعد بمثابة الاتفاق يلتزم بها اشد الالتزام يحترمها غاية الاحترام يشتري الواحد منهم الصفقة الكبيرة من التجارة أو يقوم بتسيير قافلة كبيرة تحتوي على آلاف الأفراد بكلمة من تاجر دونما أية مكاتبة أو تدوين، يبيعون ويشترون بمئات الآلاف من الجنيهات الذهبية والريالات الفضية يحصلون على أرباح مجزية ويتحملون خسائر فادحة بمجرد كلام غير مكتوب يسهل التراجع عنه والروغان والزوغان منه لكنهم لا يفعلون ذلك استناداً إلى نياتهم المتينة الصادقة من كل غش ويراقبون ربهم ويخشون سطوته لمن أخلف النية أو خان، فالنفس البشرية لا أحد يزكيها من الزلل، فقد يوجد من بين العقيلات من لديه بعض الانحراف لكن سرعان ما ينكشف أمره ويصبح منبوذاً بين رفاقه في هذا الوسط الذي يمتاز بهذه الظاهرة الجيدة وبسبب حسن نياتهم أمكنهم التعامل مع مختلف المستويات في مجتمع البادية الذي تسود فيه روح القبلية والأمية وهي عدم القراءة والكتابة، وإنما وثائق الكتابة بينهم هي تلك الكلمة التي ينطق بها اللسان وترسخ جذورها في القلب، كما أن بإمكانهم التعامل مع من يجيد القراءة والكتابة وهذا أحد الرواد الغربيين الذي سافر أكثر من مرة مع العقيلات يقول "دزني": كنت متخوفاً عندما سافرت مع العقيلات لأول مرة فلم أسر معهم إلا بعد أن دونت اتفاقاً مترجماً دونته بنفسي ووقع عليه رئيس القافلة دون اكتراث وعاملوني معاملة أحسن مما جاء في الاتفاق وصار الاتفاق لا قيمة له وصرت في المرات التالية أسافر معهم دون اتفاق فأجد بنفسي منهم المعاملة الحسنة والاحترام المتوقع وفوق ما أتوقع وهذا عائد إلى طبيعتهم وحسن نيتهم، وقال غربي آخر: ما كان أشد عجبي عندما رأيت رئيس قافلة ضخمة تعدادها حوالي ثلاثة آلاف بعير وهو لا يقرأ ولا يكتب ومع هذا يجيد ضبط أموالها ويعطي كل ذي حق حقه غير منقوص. وحسن النية يرتكز على مراقبة الله عز وجل والخوف من العقوبة لمن غير نيته أو حاد عن طريق الصواب فالمسلم الحق دائماً يجعل الله نصب عينيه يراقبه في جميع أعماله وأقواله وهؤلاء نشأوا على فطرة الإسلام ولم يتعلموا طرق المراوغة والاحتيال أو قلب النية والتراجع عما قطع عليه قلب الواحد منهم وذلك بفضل الله ثم بفضل الفطرة التي جبلوا عليها وبفضل البيئة التي نشأوا فيها والمجال الذي تعاملوا فيه وبهذه الصفة شقوا طريقهم ونجحوا في تجارتهم وتعاملهم مع الآخرين في مختلف الأقطار العربية التي عملوا فيها حتى اشتهروا بهذه الصفة وهذا نموذج مما حصلت فيه حسن النية حينما كان العقيلي سليمان بن إبراهيم العميم رحمه الله في مدينة حائل إبان الحرب العالمية الأولى عام 1333- 1337هـ-1914- 1918م قبيل اندلاع الحرب بيوم أو يومين مر عليه في دكانه أحد العراقيين المقيمين في مدينة حائل آنذاك "المشاهدة" واحدهم "مشهدي" نسبة إلى مدينة النجف أو "المشهد" مر هذا المشهدي على سليمان وسام منه عدة أصناف من لفافات القماش "طاقات" بسعر كذا واستمرت المساومة بينهما حتى دفع المشهدي سعراً نوى سليمان أن يبيعه به عليه لكنه لم ينطق بكلمة البيع غادر المشهدي دكان سليمان وبعد ثلاثة أيام أو أربعة بعد اندلاع الحرب ارتفعت أسعار السلع كلها بما في ذلك القماش أضعافاً مضاعفة ومر المشهدي من عند دكان رفيقه فناداه وقال له: لقد نويت بيعك القماش بالسعر الذي سمته فيه فقال المشهدي: صحيح أنني سمت منك ذلك قبل أربعة أيام والآن قامت الحرب وارتفعت أقيام السلع وزاد سعره إلى أضعاف ما كان عليه يقول ذلك وهو يحسب رفيقه لا يعرف هذا، لكن رفيقه قال: أعلم ذلك ولكني نويت البيع عليك حين كنت بدكاني ولذلك لم أتصرف بالقماش والمال مالك إن أردته وإن لم ترده فهذا أمر آخر فأخذ المشهدي القماش بسعره الذي سامه فيه قبل ارتفاع قيمة السلع وهكذا نرى ثبات العقيلات على حسن النية غير أنهم لم يسلموا من بعض المقالب ولكن نادراً ما يحصل لهم مثل هذه المقالب لأن من يتعاملون معهم يخشون عاقبة ذلك لاستمرار تعاملهم معهم اللهم إذا حصل مثل هذا الفخ لمرة واحدة من رجل لا يتعامل مع العقيلات الذين يتمسكون بصفة حسن النية في تعاملاتهم.
8- الثقة بالنفس:
الثقة بالنفس عماد نجاح الإنسان في أموره الحياتية وثقته بالآخرين سر نجاحه في التعامل معهم وثقته بالله وهي أساس كل أعماله، فإذا كان الإنسان واثقاً بربه عز وجل فإن الله سيوفقه في أعماله كما جاء في الحديث الشريف: "أنا عند حسن ظن عبدي بي" أو ما في معناه، وإذا وثق بالآخرين من منطلق ثقته بنفسه مع توفيق الله له جزاء حسن ظنه فيه فإن النجاح سيكون حليفه بإذن الله من هذه الأمور التي جعلها العقيلات نصب أعينهم في تعاملاتهم التجارية والخدمات التي قاموا بها طيلة فترة تواجدهم على الساحة لبضعة قرون فكان الواحد منهم يتكلم عن ثقة وصدق ويأخذ كلام رفيقه عن ثقة بأن ما قاله هو عين الحقيقة التي لا ينافيها شيء آخر فكانت المبادلات التجارية تدل على الثقة يقول أحدهم الكلمة الصادقة المليئة بالثقة والاعتزاز بالنفس يبيع الصفقة الكبيرة أو يشتريها بكلمة ثقة حتى لو ترتب على هذه الكلمة الخسارة الفادحة أو قاصمة الظهر لا يزوغ عنها ولا يروغ بل يتحمل ما يترتب على كلامه، يذكر أحدهم عشرات أو مئات الإبل لبيع ويصفها بألوانها وأحوالها وأسنانها وسمنها وهزلها فيشتريها منه رفيقه دون أن يراها وغنما يأخذها حسب الثقة بكلام رفيقه وعند معاينتها يجدها كما وصفها رفيقه إن لم تكن أحسن مما وصف يأخذ النصح من رفيقه بشراء حاجة أو سلوك طريق أو تجنبه واثقاً من كلام رفيقه الذي يؤمن إيماناً تاماً أنه لن يخدعه إلا ما ندر وهذا لا حكم له، أما الغالبية منهم فإن كلام الواحد منهم يمثل الثقة بعينها التي لا يحيد عنها أحد، يأخذ أحدهم من رفيقه المبلغ من المال ويسأل رفيقه عن مقداره فإن قال له إنه كذا أخذه دون أن يعده واعتبر كلام رفيقه صحيحاً، وإن قال لا أعلم كم هي وعليك أن تعدها فعدها اعتبر صاحب المال الأول كلام رفيقه لا شائبة فيه، وما مر علينا من القصص التي جرت على العقيلات في حوادث سابقة تعطي البرهان القاطع على صحة ما نقول، فلو أن الشيخ فالح بن إبراهيم اليوسف لم يثق برفيقه إبراهيم بن ناصر الضبعان رحمهما الله لما أعطاه مفتاح خزنته التي يوجد بها الكثير من النقود وقال له: خذ حاجتك دون أن يسأله عن مقدار حاجته أو أن يكتب عليه كتابة أو وثيقة وعندما أعاد المبلغ أعطاه ذات المفتاح وقال له: أعد ما أخذت إلى مكانه دون أن يسأله عن مقدار ما أخذ ومقدار ما أعاد ولم يكن تعلله بالانشغال هو الانشغال فعلاَ ولكن تجنباً لإحراج رفيقه وحتى يكون فعلاً عند محل ثقته فيه، ولو لم يكن الشيخ عبدالكريم بن صالح السالم رحمه الله واثقاً من كلام رفيقه عيسى بن عبدالله القفاري رحمه الله لما أعطاه مبلغ الـ2000 ريال فرانسي لمجرد أنه طلب منه هذا المبلغ ولولا ثقة الشيخ إبراهيم بن عبدالله القفاري بكلام رفيقه زيد بن مبارك القريشي رحمه الله لما أعطاه الجنيهات الذهبية والريالات الفضية كما مر بنا في قصص سابقة في فقرة الأمانة وهذه القصص تعتبر نماذج لتلك الثقة التي كان يتصف بها أولئك الرجال وهناك مئات بل آلاف القصص من هذا القبيل التي لا يتسع المجال لذكرها وربما كان هناك ما هو أعمق منها وأكثر غرابة، فقلما يكتب العقيلات بين بعضهم البعض اتفاقيات أو تعهدات تجارية أو ما بينهم وبين من يتعاملون معهم وإنما يأخذون معظم أمورهم حسب الثقة المتبادلة سواء أكان ذلك في التجارة أو النقل أو الخدمات، حتى أن الرواد الغربيين من مستشرقين وتجار وغيرهم حينما عرفوا هذه الصفة عندهم لم يعودا يهتمون بكتابة مثل تلك الاتفاقيات والتعهدات إلا إذا كان ذلك لأول مرة قبل أن يتعاملوا معهم وحينما عرفوا حقيقة أمرهم صاروا يذهبون معهم ويعودون دون تعهدات ويكاد ينطبق هذا الأمر على الحجاج فقد كانت ثقتهم بناقليهم كبيرة اشتهر عدد كبير منهم بهذا الجانب وتعالم به الحجاج فكانوا يأتون إلى أولئك الأشخاص من باب الثقة بهم وهكذا نجد العقيلات قد نجحوا في مجالات عملهم بالثقة وحسن النية وهذا لا ينفي وجود بعض الشواذ ولكنها قليلة لدرجة تصل إلى الندرة.
9- الحذر:
الحذر من متطلبات الإنسان وخاصة من يعبرون الصحاري والقفار، ليس الحذر من الوحوش المفترسة بقدر الحذر من الإنسان ذي النفس المتوحشة الذي يتسم بالأخلاق الشريرة فيغتصب حقوق الآخرين وربما استباح دماءهم، ولهذا فالحذر من أهم متطلبات الإنسان عامة والعقيلات بصفة خاصة ولهذا نجدهم رغم أخلاقهم الطيبة بينهم وبين من يعرفون إلا أنهم حذرين أشد الحذر من الغرباء وذلك للمحافظة على أرواحهم وأموالهم وممتلكاتهم وأموال من اتمنوهم على أموالهم، ورغم أنهم يتحركون بقوافل كبيرة أو متوسطة أو صغيرة إلا أنهم يضعون الحذر نصب أينهم سواء في الطريق الذي يسلكونه أو الأشخاص الذين يرافقونهم أو الأفراد الذين يسيرون بمحاذاتهم، فإنه من تكوين رجال القافلة الأساسي كما مر بنا عناصر الحذر وهم رجال الطلائع أو السبور أو "القلوط" وهم الذين يسبرون الطريق الذي ستسلكه القافلة ليروا ما إذا كان آمناً وخالياً من قطاع الطرق أو غزوات السلب والنهب، هؤلاء الرجال يمثلون عن القافلة الحذرة التي تحرص أشد الحرص على أمان مسير القافلة وسلامة رفاقهم وضمان أموالهم وما دام في القافلة تلك العيون التي تراقب طريق القافلة أثناء سيرها وتكون أمامها مسافة كافية لاتقاء أي خطر يكمن في الطريق فيتخذ رئيس القافلة حذره قبل الوقوع فيه فيعمد إلى الإجراءات الكفيلة بتفاديه، سواء بتجنب الطريق كله إن كان هذا الخطر غزواً كبيراً من قبيلة معادية غير القبائل التي يوجد لها معرفين مع القافلة، أو إذا كان الخطر مجموعة أفراد من قطاع الطرق يمكن التغلب عليهم أو إقناعهم ولم تقتصر حراسة القوافل على هؤلاء الفئة، بل إن الحراسة تكون عن يمين القافلة ويسارها وأمامها وخلفها كما مر بنا وتستمر الحراسة في الليل عند مبيت القافلة أو راحتها، هذا الحذر فيما يتعلق بالقافلة، أما الحذر عن تعامل العقيلات مع من يتخذونهم حراساً ومرافقين فإنهم يختبرونهم ليعرفوا درجة حذرهم وحذقهم ونباهتهم قبل أن يتخذوا منهم رجالاً لحراستهم أو مرافقتهم، ومتى عرفوهم ووثقوا بهم أصبحوا من رجالهم تحت التجربة لعدة سفرات حتى يثقوا بهم تماماً ومن ثم يصبحوا من حراسهم ومرافقيهم على الدوام ويدفعون لهم أجوراً طيبة وقد حدثني الشيخ يوسف بن صالح السويطي عن مثل هذا الاختبار، قال في أول عملي مع العقيلات كنت شاباً في مقتبل العمر لم يطر شاربي فعرض علي عقيلي أن أصاحبه ضمن رجال قافلته إلى عمان وذهبنا إلى منزله وكانت إبله مناخة ومعقلة في ساحة أمام منزله منها الخلفات المعدة للحليب ومنها الركاب المعدة للركوب ومنها "الزمَّل" المعدة لحمل الأثقال، وبعد أن تناولنا طعام العشاء قال لي عليك أن تنام عند الإبل في الساحة حتى الصباح، فاضطجعت بمكان مرتفع أستطيع منه مراقبة الإبل كلها وهجعت الناس وبعد منتصف الليل، رأيت شخصاً يتسلل إلى الإبل تحت جنح الظلام فمكثت قليلاً لأتحقق ماذا سيفعل، وبعد لحظات عمد إلى إحدى النياق وحل عقالها وأثارها من مبركها فأسرعت إليه وإذا معه إناء يريد أن يحلب فيه الناقة وهو يحاول أن يحل صرارها فقلت له: مكانك ماذا تفعل، وتقدمت منه على حذر، عند ذلك قال: "عفيت ولدي" أي عافاك الله، وإذا هو العقيلي نفسه صاحب الإبل يريد أن يختبر حذري ومدى انتباهي لإبله، وعند ذلك أناخ الناقة وتوليت عقلها ومن ثم قفل عائداً إلى منزله وعدت إلى مكاني بقيت فيه يقظان نائم، بمثل هذا الاختبار المبدئي للفرد والأفراد العاملين مع العقيلات فما بالك بالتجار وأصحاب الخدمات الذين يتعاملون معهم فإذا اطمأن إليه حاز على ثقته وتقديره، وعلى هذا فإن العقيلات يأخذون بالحذر في طريقهم التي يسلكونها بما أعدوا لها من عدة وفي من يتعاملون معه باختبارهم أثناء التعامل معهم.
10- حسن التعامل:
حسن التعامل إحدى الركائز الأساسية لنجاح التجارة وغيرها من شئون الحياة ولذلك نرى العقيلات اتخذوها مقصدهم بدافع ديني وأخلاقي فقد ورد في الحديث الشريف عن الرسول صلى الله عليه وسلم قوله: "المسلم سمح إذا باع سمح إذا اشترى سمح إذا قضى سمح إذا اقتضى" ومن منطوق هذا الحديث كانت السماحة تمثل معظم تعاملاتهم التجارية والخدمات التي يقومون بها، فالسماحة والصدق من سمات حسن التعامل الذي نجح بسببه العقيلات إضافة إلى المزايا الأخرى، كان الواحد منهم إذا باع على رفيقه وهو يثق به لا يطالبه أن يسدد له ماله حاضراً إن لم يكن عنده ما يكفي وإن سدده شيئاً من حقه وبقي عليه شيء فإنه لا يضيق عليه من أجل تسديده في الحال بل يمهله فترة حتى تتيسر أموره ولو بعد حين، وإذا حصل لرفيقه خسارة ما، في نائبة من نوائب الدهر فإنه يمهله حتى يستعيد عافيته ويعوض عن خسارته وربما سامحه عن جزء من حقه وربما عن حقه كاملاً، وإذا كان هذا العقيلي متاجراً بمال رفيقه العقيلي الآخر على الطريقة المعروفة عندهم "بالبضاعة" وهي أن يأخذ العقيلي المبتدئ من العقيلي التاجر الكبير شيئاً من المال ويتاجر له بنفسه وعلى مسئوليته على أن يكون الربح مقاسمة بالنصف فيما بينهما وراس المال لصاحبه، فمن التاجر الكبير المال ومن العقيلي الصغير الجهد والحركة فإذا حصل أن العقيلي المبتدئ تعثر في طريقه ووثق التاجر الكبير إنما حصل ليس بسوء تصرف رفيقه أو إضاعة ماله أو التفريط به وإنما حصل بسبب تقلبات السوق رغماً عن التاجر المبتدئ، فإن رفيقه الكبير يعطيه مالاً آخر ينجح ويرد عليه ماله الأول ويستمر في المال الثاني في طريق نجاحه حتى يصبح في عداد التجار الكبار ومثال على ذلك ما فعل عبيد بن عبدالله المسلماني برفيقه علي بن سعد الزرقا عندما كان هذا الأخير بالشام ومرض وخسر جل ما معه في العلاج فأرسل لرفيقه قصيدته التي يجد القارئ منها أبياتاً في مكان آخر من هذا الكتاب ومطلعها:
سار القلم بالحبر وابديت الأمثال * * * قلته وأنا عند الطبيب المداوي
فأمده عبيد بمال آخر يتاجر به حتى استعاد وضعه ونجح في تجارته ورد المال لصاحبه، ذلك قليل من كثير وإنما أوردت هذا المثل كنموذج لإثبات صحة ما أشرت إليه آنفاً، هذا فيما يتعلق بتعاملهم مع بعضهم البعض أما ما يتعلق بتعاملهم مع الآخرين من غير العقيلات فلا يقل تسامحاً عن تعاملهم مع بعضهم، ذلك أنهم يتعاملون مع تجار كبار مقيمين في عواصم الأقطار العربية ومع قبائل مختلفة يشترون منهم الإبل بأعداد كبيرة والخيل بأعداد طيبة كما يتعاملون مع أولئك التجار الكبار بنقل تجارتهم من مكان إلى آخر ويقومون بنقل أعداد كثيرة من الحجاج من مكان انطلاقهم في العراق والشام إلى الأماكن المقدسة لأداء فريضة الحج ثم العودة بهم إلى بلدانهم وينقلون التجار والرواد والمستشرقين كما مر بنا إلى أنحاء متعددة من أقطار الوطن العربي ويقومون بخدمة السلطات التي تستعين بهم لأداء خدمة لها سواء في المجال الحربي أو غيره فيؤدون هذه الخدمات بإخلاص وتفاني جاعلين نصب أعينهم المعاملة الحسنة من تلك الأطراف ما أمكن، ولهذا فإن نجاحهم يعزى إلى ما يتمتعون به من أخلاق سامية سبق تفصيلها في الفقرات السابقة وكان آخرها هذه الفقرة وهي مسك الختام المتمثلة في حسن التعامل مع الآخرين سواء أكانوا من العقيلات أو من غيرهم خلال فترة تواجدهم على الساحة، ولا تزال بقايا بصماتهم الأخلاقية منطبقة على من كان لهم احتكاك بهم أو ساروا على نهجهم في الجزيرة العربية أو خارجها وقد وجدت مرة تاجراً في حي الحسين بالقاهرة وعندما تجاذبنا الحديث وعرف أني من نجد قفزت من عينية دمعتان وهو يجر زفرة عميقة ويقول: أنت يا بني من بلد العقيلات الذين يتصفون بالأخلاق الكريمة والمعاملة الحسنة، فقد كنت مع أبي ألذي يتعامل معهم وكان الرجل في العقد الثامن من عمره، هكذا ترك العقيلات بصماتهم الأخلاقية ومضوا وكانوا زهرة من زهرات وقتهم.
الثاني عشر: تراث العقيلات
1-ثقافتهم:
بحكم الاستعداد الفطري للعقيلات وذكائهم فقد حصلوا على قدر من الثقافة التي تجاري وقتهم ولو أن من تعلم منهم فإنما درس القرآن الكريم وبعض العلوم الشرعية، لكن نظراً لاحتكاكهم بسكان الحواضر الكبرى في الأقطار العربية التي تعتبر مهد الثقافة العربية الإسلامية منذ القدم وبحكم تعامل العقيلات مع تجار وحجاج من الحضارات الأخرى فقد ظهر أن من العقيلات مثقفون ثقافة عامة جعلت عند الواحد منهم معلومات كافية تؤهله للتعامل مع أولئك الأقوام الذين يحتك بهم، وفوق المعلومات التي استقوا منها حصيلة طيبة كان فيهم عدد كبير ممن يتكلمون اللغات المختلفة للأقوام الذين يتعاملون معهم كاللغة الأردية والفارسية والكردية والتركية والإنجليزية والفرنسية والإيطالية وغيرها وكانت هذه الحصيلة كافية لأن يتفاوض التاجر العقيلي مع التجار الآخرين بلغتهم في الأمصار التي يتعاملون مع تجارها مثل مدينة بومبي وحيدر آباد وشيراز واسطنبول وروما وباريس ولندن وغيرها من المدن العالمية سواء في مجال التجارة أو النقل العام أو نقل الحجاج فكان الكثير من العقيلات يتقنون التحدث بلغة القوم الذين يتعاملون معهم كالحجاج من شمال الهند والسند وفارس الذين يأتي حجاجهم عن طريق البر ويمرون عبر العراق مع طريق الحج البصري أو الكوفي الذي يمر إلى الشرق من مدينة حائل كما اكتسب العقيلات الذين عملوا مع الحكام الأتراك اللغة التركية وأتقنوها أثناء عملهم معهم الذي استمر قرابة مائة وخمسين سنة أتقنوا هذه اللغة تحدثاً وربما كتابة بحكم عملهم وربما كان لوجود بعض الكلمات الفارسية والتركية في اللهجة النجدية مما جلبه العقيلات معهم من تلك الأقطار ومثال ذلك من اللغة الفارسية "الدروازة" وهي البوابة "والدريشة" وهي الشباك و "خوش" و "خوب" يمعنى جيد و "خوب دري" بمعنى جيد جداً ومثال اللغة التركية "التفق" وهي ذخيرة البندقية أو السلاح و "التفاق" وهو الرامي و"القهوجي" وهو عامل القهوة "السفرجي" وهو من يقدم الطعام ومن اللغة الهندية "الكشتة" وهي النزهة وغير هذه الكلمات كثير وربما ذلك بحكم الاحتكاك بالتجار والحجاج لكن الأولى عندي أرجح وكانت اللغات التي اكتسبوها من تجار تلك البلدان هي لغة محادثة بحكم اختلاطهم بأولئك الأقوام استفادوا من التفاهم مع أولئك القوم واتخذوا أعمالهم وأدوا خدماتهم غير أن ذلك لم يكن على حساب لغتهم العربية أو لهجاتهم المحلية فقد كانوا يصطحبون مع قوافلهم شيوخاً يؤمونهم في الصلوات الخمس ويرشدونهم في أمور دينهم ويفتونهم في الأمور الشرعية ويحلون مواضيعهم القضائية وفق الشريعة الإسلامية إذا احتاجوا إلى ذلك وقلما يحتاجون إليهم لعدم وصول الأمر معهم إلى هذا الحد، وهناك فئة من العقيلات لديهم عمق ثقافي واطلاع واسع على الثقافة العربية الإسلامية وثقافات الأمم الأخرى مما يقرءونه من الكتب أثناء استراحاتهم في رحلاتهم الطويلة فهناك من يقرأ الكتاب وهو على ظهر مطيته وهناك من يقرأ إذا استراحت القافلة سيما إذا كانت استراحة طويلة تمتد بضعة أيام وربما شهر وأكثر عندما يجدون مرعى طيباً لإبلهم يريدونها أن تستفيد منه ونسمن فيكون الكتاب رفيق العقيلي يقضي معه وقتاً طيباً، ورغم أن طباعة الكتب لم تكن منتشرة في ذلك الوقت بدرجة كافية إلا أنهم كانوا يعتمدون على ما يطبع في مصر بمطابع بولاق أو بيروت-لبنان وما يطبع في ليدن بهولندا بالإضافة إلى المخطوطات التي يشترونها من عند الوراقين في كل من دمشق وبغداد والبصرة والقدس والقاهرة يتداولون الكتاب القارئ بعد الآخر فالعقيلات إجمالاً على درجة طيبة من الثقافة العامة نسبة إلى غيرهم وذلك بحكم احتكاكهم بالآخرين من أقطار عربية متعددة وأقطار ذات ثقافات مختلفة ممن يتعاملون معهم وإن لم يظهر فيهم مثقف بارز أو شاعر بالفصحى حسبما اطلعت عليه من مصادر أما شعرهم الشعبي فكثير وسنورد نماذج منه في فقرة لاحقة وأكثرهم يقرءون ويكتبون باللغة العربية وبعضهم بلغات غير العربية تبعاً للأقوام الذين يتعاملون معهم أما لغة التخاطب فيجيدها كثير منهم بحيث يستطيعون أن يتفاوضوا مع كبار التجار في العواصم العالمية كما رأينا ذلك في فقرة سابقة.
2 – أسماء الأشخاص:
أسماء العقيلات أكثر من أن تحصر في صفحات قليلة، لكن الكثير من الأسماء اندثرت لقدم العهد أو النسيان فحصيلة حوالي سبعة قرون من نشاط العقيلات ليست بالفترة اليسيرة سيما وأنه لا يوجد سجلات تحتوي على أسمائهم يمكن الرجوع إليها والتعويل على محتواها، لكن ما يدرك كله لا يترك كله، فقد جمعنا من العقيلات أنفسهم ومن كبار السن الذين يذكرون أسماء بعضهم ومن بعض الشبان النابهين الذين لهم اهتمام بهذا الجانب ولديهم أسماء قد استقوها من كبار السن عن العقيلات وهذه حصيلة ما توصلت إليه من الأسماء وأغلبهم من مدينة حائل بالإضافة إلى كل من مدينة بقعاء ومدينة الروضة ومدينة الغزالة ومدينة موقق ومدينة جبة وما حول هذه المدن من البلدات والقرى والبادية، وربما حصلت على أسماء إضافية فيما بعد يمكن إدراجها في محلها مستقبلاً في الطبعات التالية للكتاب ولكي يسهل على القارئ العثور على ما يريد من هذه الأسماء وهي كما يلي : -
- إبراهيم بن عبدالله الفرج
- إبراهيم بن رشيد الرشيد
- إبراهيم بن عبدالكريم العبيدا
- إبراهيم بن ناصر الحميد
- إبراهيم بن ناصر الضبعان
- إبراهيم بن صالح المشعان
- إبراهيم بن عبدالله الهدلق
- إبراهيم بن صالح الزيد
- إبراهيم بن عبدالكريم الفرج
- إبراهيم بن عبدالله العودة
- إبراهيم بن عبدالله القفاري
- إبراهيم بن عيسى الحميد
- إبراهيم بن سليمان العميم
- إبراهيم بن سالم النزهة
- إبراهيم بن صالح الجريفاني
- إبراهيم بن صالح المحيني
- إبراهيم بن صالح المرشدي
- إبراهيم بن صالح الطيار
- إبراهيم بن معجل الفرج
- إبراهيم بن جارالله الزيد
- أحمد بن سعد الخريصي
- أحمد بن إبراهيم السعيد
- أحمد بن عبدالعزيز الباتع
- أحمد بن زيد الجروان
- أحمد بن زيد العصيمي
- إسماعيل بن محمد الشومر
- باتع بن حمد الباتع
- بشير بن عنيزان الشمري
- بكر بن عبدالله البكر
- بكر بن عبدالله التركي
- تركي بن عبدالله السديري
- راشد بن عبدالله العطية
- جارالله بن إبراهيم المجراد
- جديع بن يْتيِّم الشمري
- حامد بن محمد الشعشاع
- حامد بن عودة الشمري
- حامد بن عبدالله الشمري
- حمد بن صالح اليحيا
- حمد بن صالح الصقيه
- حمد بن صالح العقيلي
- حمود بن إبراهيم الطيار
- حمود بن عبدالله الخلف
- حمود بن عبدالله الكريشان
- حمود بن سليمان العميم
- حميدي بن فيحان لاالشمري
- حواس بن إبراهيم الحواس
- خالد بن موسى الفهيد
- خدام بنى صالح الفايز
- خلف بن عيد الشمري
- خلف بن عبدالله الشمري
- خلف محمد الصقيه
- خلف بن ركاد العديلي
- خليفة بن محمد الناهض
- خميس بن محمد الناهض
- دخيل الله بن هجهوج العنزي
- دغيم بن شلوان الشمري
- ذعار بن مخيمر الشمري
- رباح بن مخيمر الشمري
- راشد بن سعود العارضي
- راشد بن زيد الجروان
- راشد بن عبدالله العطية
- راشد بن فريح الشرطان
- راشد بن محمد الجربوع
- راشد بن عبدالعزيز البدران
- راشد بن علي الرمالي
- راشد بن مناور الشمري
- رخى بن محمد الرمالي
- رشيد بن نحو الشمري
- رويق بن عروج الشمري
- زيدان بن جوفان الشمري
- زيد بن مبارك القريشي
- زيد بن حماد الرمالي
- زيد بن عبدالله الهمزاني
- سامر بن دراج الخفاجي
- سالم بن إبراهيم المشاري
- سالم بن مطلق الأزيمع
- سالم بن عبدالله الخلف
- سالم بن راجح الراجح
- سالم بن حسن النزهة
- سالم بن عتيق الشمري
- سالم بن سعود العارضي
- سالم بن عبدالرحمن المهوس
- سالم بن محمد الشمري
- سعود بن إبراهيم المشاري
- سعود بن محمد الشومر
- سعود بن مطر الشمري
- سعود بن عبدالعزيز الدحيم
- سعود بن عبدالله العسكر
- سعود بن عبدالله العقيلي
- سعود بن صالح الهدلق
- سعود بن محمد العيد
- سعود بن رجا الرمالي
- سعود بن طحيح الحازمي
- سعود بن محمد المرشدي
- سعود بن شعث الشمري
- سعدون بن حسين الشمري
- سعيد بن رجا الرمالي
- سلطان بن سليمان العنقري
- سلامة بن زيد الجارالله
- سليمان بن سعود العارضي
- سليمان بن خلف الدايود
- سليمان بن عودة العودة
- سليمان بن فهد الجحان
- سليمان بن فهد البقعاوي
- سليمان عبدالرحمن الفايز
- سليمان بن عبدالله المجراد
- سليمان بن عبدالعزيز العريفي
- سليمان بن عبدالعزيز القاسم
- سليمان بن صالح الفرج
- سليمان بن إبراهيم العميم
- سليمان بن إبراهيم الجميعة
- سليمان بن محمد الجريفاني
- سليمان بن صالح الشمر
- سليمان بن صالح الدخيل
- سليمان عبدالله الخلف
- سليمان بن صالح اليحيا
- سليمان بن حمود السيف
- سليمان بن حمد العويصي
- سليمان بن إبراهيم العتيق
- سليمان بن فرج الحنيظل
- سليمان بن فرج الخليفي
- سليمان بن عبدالله العطية
- سليمان بن حسن الحمدان
- سليم بن حسن الحمدان
- سليم بن صالح الهدلق
- سماح بن مرزوق الشمري
- سميحان بن حماد الشمري
- سمير بن صالح الخطيب
- شكر بن سويلم الغيثي
- شكر بن مشهور بن غازي
- صالح بن إبراهيم العريفي
- صالح بن عبدالله عطية
- صالح بن سليمان الحامد
- صالح بن محمد الزنيدي
- صالح بن محمد العبيدي
- صالح بن محمد اليحيا
- صالح السمير الخطيب
- صالح بن فهد النزهة
- صالح بن عبدالله الفراج
- صالح بن محمد الجديعي
- صالح بن محمد السيف
- صالح بن هدلق الهدلق
- صالح بن عبدالله الزقدي
- صالح بن محمد القواري
- صالح بن فايز العقلا
- طحيح بن عبدالعزيز الحازمي
- طراد بن سعد الجوفي
- طلال بن سلامة الشمري
- ظبيان بن خلف الشمري
- عادي بن محمد الرمالي
- عاشق بن فهيد الفهيد
- عامر بن بادي الرمالي
- عايد بن لقيط الشمري
- عبدالرحمن بن فهد العميم
- عبدالرحمن بن ناصر الخشمان
- عبدالرحمن بن زيد الجار الله
- عبدالرحمن بن زيد النصر الله
- عبدالرحمن بن صالح اليحيا
- عبدالرحمن بن عبدالله البكر
- عبدالرحمن بن إبراهيم المهوس
- عبدالرحمن بن عبدالله السويداء
- عبدالرحمن محمد البخناني
- عبدالرحمن بن محمد البراك
- عبدالرحمن بن عبدالله المجراد
- عبدالرحمن بن طحيح الحازمي
- عبدالرحمن بن رشيد الجميل
- عبدالرحمن بن كميان الشمري
- عبدالرزاق بن قاسم البغدادي
- عبدالعزيز بن زيد الجروان
- عبدالعزيز بن عودة العودة
- عبدالعزيز بن محمد الفايز
- عبدالعزيز بن دحيم العيسى
- عبدالعزيز بن ناصر الخشمان
- عبدالعزيز بن محمد العساف
- عبدالعزيز بن أحمد الأحمد
- عبدالعزيز بن أحمد العنبري
- عبدالعزيز بن عبدالمحسن الرخيص
- عبدالعزيز بن محمد القواري
- عبدالعزيز بن عثمان الغنيمي
- عبدالعزيز بن عبدالله الجلوي
- عبدالعزيز بن زيد الزيد
- عبدالعزيز بن جارالله النزهة
- عبدالعزيز بن طحيح الحازمي
- عبدالعزيز بن علي الزيد
- عبدالعزيز بن علي النصر الله
- عبدالعزيز بن علي الغشام
- عبدالعزيز بن زيد الجارالله
- عبدالعزيز بن عبدالله الضيف
- عبدالعزيز بن سليمان العريفي
- عبدالعزيز بن إبراهيم النزهة
- عبدالعزيز بن إبراهيم الزقدي
- عبدالعزيز بن عبدالله الخلف
- عبدالعزيز بن راشد البدران
- عبدالعزيز بن عبدالكريم الزرقان
- عبدالكريم بن محمد الفايز
- عبدالكريم بن معجل الفرج
- عبدالكريم بن ناصر الخشمان
- عبدالكريم بن صالح السالم
- عبدالكريم بن عبدالرحمن الملق
- عبدالكريم بن موسى الربيعان
- عبدالكريم بن عبدالعزيز الرزقان
- عبدالكريم بن عبيد المسلماني
- عبدالله بن علي الرشيد
- عبدالله بن إبراهيم العريفي
- عبدالله بن صالح النونان
- عبدالله بن عبدالرحمن اليحيا
- عبدالله بن عبده الفايز
- عبدالله بن نهار الشمري
- عبدالله بن محمد الطيار
- عبدالله بن فرحان الشمري
- عبدالله بن عودة البراهيم
- عبدالله بن عيادة الزويمل
- عبدالله بن جارالله النزهة
- عبدالله بن جارالله النصار
- عبدالله بن محمد الجميلي
- عبدالله بن عبيد المسلماني
- عبدالله بن سليمان الجريفاني
- عبدالله بن محمد العميم
- عبدالله بن علي القاسم
- عبدالله عبدالله بن ناصر الجميلي
- عبدالله بن زيد الجروان
- عبدالله بن علي الثويني
- عبدالله بن علي البراك
- عبدالله بن حمد الشمري
- عبدالله بن خلف الشغدلي
- عبدالله بن فهد العريفي
- عبدالله بن معجل الفرج
- عبدالله بن إبراهيم الرشيد
- عبدالله بن عبدالرحمن الفرج
- عبدالله بن عودة العودة
- عبدالله بن محمد السديري
- عبدالله بن محمد الضعيفي
- عبدالله بن فهد العميم
- عبدالله بن فهد الحجيلان
- عبدالله بن علي البليهي
- عبدالله بن إبراهيم الطيار
- عبدالله بن صالح الأشقر
- عبدالله بن صالح العيد
- عبدالله بن سالم البركة
- عبدالله بن محمد الوهيب
- عبدالله بن محمد اليحيا
- عبدالله بن جبر البراهيم
- عبدالمحسن بن خدام الفايز
- عبدالمحسن بن عبدالرحمن النزهة
- عبدالمحسن بن عبدالرحمن الملق
- عبدالمحسن بن مشاري المشاري
- عبدالمحسن بن عبدالرحمن المشاري
- عبدالمحسن بن عبدالرحمن المرشدي
- عبدالمحسن بن عبدالرحمن الغشام
- عبدالمحسن عبدالله الضبعان
- عبدالمحسن بن عبدالله العنبري
- عبدالمحسن بن علي العقيلي
- عبدالوهاب بن عبدالرحمن الفايز
- عبدالوهاب بن محمد الحميد
- عبيد بن عبدالله المسلماني
- عبيده بن محمد الفايز
- عبيده بن محمد الغسلان
- عبيده بن محمد العميم
- عبطان الرمالي الشمري
- عتيق بن الرمالي الرمالي
- عثمان بن إبراهيم السعيد
- عثمان بن محمد الزنيدي
- عثمان بن صالح الحر
- عثمان بن عبدالله السعيد
- عقيل بن مشهور الغازي
- عقيل بن صعب الشمري
- عقيل بن سايح الشمري
- عقيل بن راشد الخميس
- عقيل بن فهيد عروج الرمالي
- العقيل بن فهاد عروج الرمالي
- علي بن عبدالعزيز العريفي
- علي بن عبدالمحسن النزهة
- علي بن أحمد الخريصي
- علي بن عبدالله الخلف
- علي بن محمد الفايز
- علي بن سعد الزرقا
- علي بن فهد النزهة
- علي بن عبدالله السديري
- علي بن فهد الخالد
- علي بن فهد الداود
- علي بن عبدالله الثويني
- علي بن عبدالله الفريدي
- علي بن لفف الرمالي
- علي بن سلامة الشمري
- علي بن إبراهيم الطيار
- علي بن محمد العبيد
- علي بن محمد العجلان
- علي بن سليمان العريفي
- علي بن حمود الصقيه
- علي بن عبدالرحمن الزيد
- علي بن جارالله الزيد
- علي بن عبيد الفرج
- علي بن عبدالله الجلوي
- علي بن صقيه الصقيه
- علي بن صقيه الضعيفي
- عمر بن عبدالوهاب السويطي
- عمر بن عبدالعزيز الفحيل
- عمر بن بادي الرمالي
- عواد بن سلطان الشمري
- عواد بن معيوف الشمري
- عواد بن موسى الهمزاني
- عودة بن سرهيد الشمري
- عوض بن فهيد الهمزاني
- عيادة بن خليف الشمري
- عيد بن بادي الرمالي
- عيد بن بادي الدخيل
- عيد بن بدر الغازي
- عيد بن غازي الشمري
- عيسى بن دحيم العيسى
- عيسى بن مبارك العميم
- عيسى بن عبدالله القفاري
- غالي بن فهد الشمري
- غانم بن فيروز الشمري
- غانم بن فهد الغانم
- غريب بن طبش الشمري
- فالح بن إبراهيم اليوسف
- فالح بن عبدالمحسن العتيق
- فالح بن عبدالمحسن الغسلان
- فالح بن منور الشمري
- فراج بن مفرح الشمري
- فهاد بن عروج الرمالي
- فهد بن حسن العريفي
- فهد بن علي النزهة
- فهد بن مطلق الازيمع
- فهد بن حميد الشمري
- فهد بن محمد الزريقي
- فهد بن جارالله النزهة
- فهد بن عبدالمحسن النزهة
- فهد بن ناصر الشمري
- فهيد بن محمد الحريقي
- فهيد بن صالح الصقري
- كميان بن خلف الشمري
- مانع بن خلف الحبيب
- مبارك بن خلف السعد
- متعب بن عبدالله الرشيد
- مجول بن فهيد الشمري
- محمد بن عبدالله الرشيد
- محمد بن عبدالله الحلي
- محمد بن إبراهيم الطيار
- محمد بن عبدالله المديفع
- محمد بن عبدالله العديلي
- محمد بن صالح الشومر
- محمد بن حامد الشعشاع
- محمد بن رشيد الرشيد
- محمد بن صالح القريشي
- محمد بن عبدالله العودة
- محمد بن دخيل الله الازيمع
- محمد بن دخيل الله الحميان
- محمد بن ناصر الحماد
- محمد بن عبدالعزيز العتيق
- محمد بن عبدالعزيز النزهة
- محمد بن عبدالله العريفي
- محمد بن عبدالله العساف
- محمد بن عبدالكريم الفايز
- محمد بن عبدالله السديري
- محمد بن عبدالله العطية
- محمد بن صالح الجديعي
- محمد بن عبدالله الجريفاني
- محمد بن فهد القباع
- محمد بن صالح العثمان
- محمد بن عبدالله القرعاوي
- محمد بن عبدالله الضيف
- محمد بن فهد الخالد
- محمد بن صالح اليحيا
- محمد بن مفرج الشمري
- محمد بن عساف العصفور
- محمد بن مضيان الشمري
- محمد بن سليمان الطخيم
- محمد بن إبراهيم الركيان
- محمد بن عبدالله السيف
- محمد بن فالح الشمري
- محمد بن فالح العارضي
- محمد بن عبدالعزيز الظفر
- محمد بن عيسى الرديعان
- محمد بن سعد السعد
- محمد بن عبدالعزيز العتيق
- محسن بن عبدالعزيز الهمزاني
- محيسن بن عبدالعزيز الهمزاني
- مخلف السليطي الشمري
- مدلول بن بدر الغازي
- مذود بن عيد الهمزاني
- مذود بن سعيد الشمري
- مرزوق بن رميح الشمي
- مرشد بن مطلق التميمي
- مسلم الغريري الشمري
- مصيخ بن ذويخ الأسلمي
- معزى بن بخيت البخيت
- مطرب بن محسن السويداء
- مطر بن منزل الشمري
- مطلق بن عبدالله القاسم
- مطلق بن عبدالوهاب السويطي
- مطلق بن جارالله المجراد
- مطني بن شايع الشمري
- معجل بن عبدالكريم الفرج
- مقبل بن عوض الشمري
- ملهى بن فالح الشمري
- مناحي بن فهاد الرمالي
- منصور بن إبراهيم الجربوع
- منوخ بن فضي الغيثي
- منوخ بن تركي الشمري
- موسى بن لفف الرمالي
- ناصر بن سليمان الطخيم
- ناصر بن صالح الأشقر
- ناصر بن فهد القباع
- ناصر بن محمد العقيلي
- نايف بن محمد الصالحي
- نفجان بن سليمان الطخيم
- نواف بن مناور السعيد
- هدلق بن صالح الهدلق
- هندي بن سلامة الشمري
- يحيا بن صالح اليحيا
- يوسف بن صالح السويطي
- يوسف بن عبدالرحمن العريفي
- يوسف بن إبراهيم العتيق
3 – أسماء الشهداء:
اشترك العقيلات في الكثير من الحروب في الأقطار العربية العراق والشام وفلسطين ومصر كما مر بنا في فقرات الكتاب وما يهمنا في هذا المجال هي الحروب التي كان هدفها طرد المستعمر ودحره في الأقطار العربية مثل وقعة ميسلون في سوريا ومساندة عرابي في مصر ومقاومة الاحتلال اليهودي في فلسطين فضلاً عما حصل لهم من معارك طاحنة في العراق أثناء الحكم التركي سواء كان ذلك ضد الفرس أو ما بين الحكام الأتراك أنفسهم كما رأينا ذلك في مكانه، وللأسف الشديد أنني لم أحصل على أسماء الشهداء من العقيلات في سوريا ومصر وكل ما حصلت عليه هو بعض أسماء الشهداء الذين سقطوا على أرض فلسطين من العقيلات ومن التم عليهم من المتطوعين من الجزيرة العربية والمملكة العربية السعودية بالذات وسموا رسمياً بالمتطوعين، وليست هذه كل أسمائهم فهم أكثر من ذلك بكثير لكن هذا ما استطعت الحصول عليه الآن وربما حصلت فيما بعد على أسماء ممن استشهدوا في موقعة ميسلون أو مواقع عرابي أو تكملة عن فلسطين فأضيفها في طبعة قادمة إن شاء الله وليسهل على القارئ الوصول إلى الاسم الذي يريد رتبت الأسماء على حروف الهجاء كسابقتها وهي كالآتي ومن أراد الاستزادة فيما يتعلق بالأسماء والمواقع فيمكنه الرجوع إلى كتاب "سجل الشرف" للشيخ فهد المارك والجزء الثالث من كتابنا "جذوع وفروع"، وهذه أسماء الشهداء في فلسطين.
- أحمد بن إبراهيم العاصمي
- أحمد بن عتيق الغامدي
- أحمد بن عبدالله الحربي
- أحمد عبدالرحمن المطيري
- أحمد بن بري الغامدي
- أحمد بن رده المالكي
- بندر بن هادي المطيري
- تركي بن ناهض الجهني
- حامد بن مخلف الشمري
- حبيب بن إبراهيم الحربي
- حسن بن محمد الزهراني
- حسن بن محمد العسيري
- حسن بن سعيد العمري
- حسين بن محمد العجمي
- حماد بن محمد العطوي
- حمد بن عمر الشمري
- حمدان بن محمد الغامدي
- حميدان بن بصيلان الشمري
- حميد بن سعيد الجهني
- حميد بن دحيلان الشمري
- الحريب بن عطية الجهني
- خضر بن علي الزهراني
- خلف بن غنيم الشمري
- خلف بن خابور الشمري
- خليف بن مرشد العنزي
- خلف بن مرشد العنزي
- خلف بن فالح الشمري
- راشد بن صلاح الشمري
- راشد بن مغرم الشهري
- راشد بن عبدالله العمري
- زايد بن علي المدني
- زبن بن خزيم الشمري
- زعل بن حمود العنزي
- سالم بن محمد البلوي
- سالم بن علي الغامدي
- سالم بن بكري الغامدي
- سعد بن فريح النشيو الشمري
- سعد بن محمد الجهني
- سعد بن عايش الجهني
- سعد بن محمد الحربي
- سعد بن فالح الجهني
- سعد بن مرزوق المطيري
- سعود بن مانع البيشي
- سعيد بن عياد الشمري
- سعيد بن عبدالله العمري
- سعيد بن عبدالله الغامدي
- سلطان بن إبراهيم الجوفي
- سلامة بن محمد الجهني
- سليمان بن عودة العطوي
- سليمان بن إبراهيم الصخري
- سليمان بن عوض الحربي
- سليمان بن عوض الجوفي
- شخص بن دخيل الله الغامدي
- شلاش بن عواد العنزي
- شلش بن غانم العنزي
- شنين بن علي العنزي
- صالح بن هندي العمري
- صابح بن مصلح الغامدي
- صالح بن مرزوق الجهني
- ضاوي بن محمد العتيبي
- ضيف الله بن محمد الغامدي
- ظاهر بن رايق الجهني
- عايد بن منيس الشمري
- عايش بن عوض الشمري
- عامر بن سعد القحطاني
- عايض بن محمد الشمراني
- عبدالرحمن بن سعد المطيري
- عبدالرحمن بن محمد حجازي
- عبدالرحمن بن مطلق المطيري
- عبدالرحمن بن محمد العنزي
- عبدالرحمن بن شامان العنزي
- عبدالرحمن بن صالح العمري
- عبدالرحمن بن علي الشقراني
- عبدالله بن سعيد الحربي
- عبدالله بن شلاش العنزي
- عبدالله بن بكري الغامدي
- عبدالله بن غشان الشمري
- عبدالله بن يحيا الزهراني
- عبدالله بن محمد الجهني
- عبدالله بن رزق الحربي
- عبدالله بن شعيع السبيعي
- عبدالله بن جمعان الغامدي
- عبدالله بن نايف العتيبي
- عبدالله بن شلاش الشمري
- عبدالله بن عوضة الشهري
- عبدالوهاب بن محمد الشهري
- عبود بن محمد العمري
- عبيدالله بن عيادة الشمري
- عبيد بن سعيد الحربي
- عشوي بن عيادة الشمري
- عطا الله بن ضيف الجهني
- عطية بن عبدالواحد المالكي
- علي بن وقعان الشمري
- علي بن مصلح الحجاوي
- علي بن محمد الغامدي
- علي بن حمدان الشهري
- علي بن حسن الزهراني
- علي بن سليمان الشمري
- علي بن محمد حجازي
- علي بن سعيد الغامدي
- علي بن عبدالله الرفاعي
- علي بن صالح الشمري
- علي بن مفلح القحطاني
- علي بن جديد الغامدي
- علي بن درفاس الزهراني
- عواد بن علي الجهني
- عواد بن دخيل الجهني
- عوض بن بخيت الجهني
- عيد بن محمد الرشيدي
- عيد بن عيسى الصخري
- عيد بن معلول الحربي
- عيد بن رجا الحربي
- عيد بن خميس المالكي
- فارس بن عبدالله المطيري
- فرج بن حمد الجهني
- فريح بن مسلم الجهني
- فريح بن مليح الجهني
- قاسم بن جليدان الجهني
- كريم بن علي النحاس الجوفي
- لافي بن رشيد الخيبري
- مبروك بن علي المالكي
- مبروك بن حمد الحربي
- محمد بن عبيد الشمري
- محمد بن عبدالله الدوسري
- محمد بن سعيد المالكي
- محمد بن تومان الجوفي
- محمد بن حميد الجهني
- محمد بن عمر الشمري
- محمد بن غنيم الشمري
- محمد بن عبدالله الشمري
- محمد بن عبدالله المطيري
- محمد بن عبدالله الفرحان
- محمد بن سعيد المطيري
- محمد بن سعيف الزهراني
- محمد بن ظافر الشهري
- محمد بن متولي البلوي
- محمد بن سعيد الحربي
- محمد بن عبدالواحد الجهني
- محمد بن عبدالله الحربي
- محمد بن معوض الجهني
- محمد بن محسن الجهني
- محجوب بن سفر الغامدي
- مذود بن سالم الشمري
- مرزوق بن عبد ربه الجهني
- مساعد بن عواد الجهني
- مسلم بن سليم الجهني
- مشلخ بن عروج الشمري
- مشلخ بن فهاد الشمري
- مشرف بن عواد الجهني
- مصلح بن صالح الحربي
- مصلح بن مفرح الحربي
- معتوق بن محمد الحربي
- معاشي بن عبدالباري الرويلي
- مفرح بن فالح الشراري
- نشا بن محمد الشمري
- هواد بن عبدالله الحربي
- يتيم بن جبر العنزي.
أما من أصيبوا بعاهات مستديمة فهم :
- عبيد بن علي الرشيدي أصيب بشلل في الدماغ
- علي بن سليمان العريفي قطعت رجله
- محمد بن معيتق الحربي فقدت يده اليمنى
- مسفر بن راشد الجهني عطبت رجليه وبقيّ مقعداً
رحم الله الجميع برحمتع الواسعة وأسكنهم فسيح جناته جزاء تضحيتهم بأرواحهم .
4- ما قيل فيهم من أشعار:
الشعر إحدى الموارد التي يتسلى بها العقيلات ويستعينون بها على قطع المسافات الشاسعة بأسفارهم الطويلة وللأسف أنني لم أجد فيهم من الشعر الفصيح شيء ويبدو أن هذا الجانب إما أنه لم يدون ويتناقله الناس أو أنه لم يقل أحد فيهم من الشعر الفصيح شيء وهناك احتمال مرجح وهو أن دورهم القوي وذروة نشاطهم واكب عصر الركود الذي يسميه البعض عصر الانحطاط الأدبي كما صادف انتشار العامية والشعر العامي ولذلك كثر فيهم من يقوله وكثر استعمالهم له حيث يتغنون بالشعر للتسلية ويقولونه للدعابة والمزاح والمدح والهجاء وغير ذلك من الأغراض غير أن معظمه اندثر في ثنايا النسيان إلا ما كان من نتف متناثرة هنا وهناك جمعت نماذج منها مكتفياً من القصيدة بالأبيات التي يرد فيها ذكر للعقيلات وقد رتبتها على الحروف الهجائية ليسهل الرجوع إليها وشرحها في نهاية الكتاب.
قال فهد بن مطلق الأزيمع يعني رفيقه سليمان بن عبدالله الخلف:
(1) رِجلَك اللي جاه من زايد خطاها * * * خابر شغلك على عوص النجايب
(2) كم سريت وكم مشيتوا في شقاها * * * وكم جرى لك من هموم ومن مصايب
(3) أنشد الصوان والحوصا وماها * * * والطبيق وما شريت من الركايب
(4) يابو عبدالله ترى هذا بلاها * * * ما جرى لك به صواب ولا أنت شايت
(5) به رجال بالخطر شابت لحاها * * * وانت شابت ركبتك شيء عجايب
وقال سعد بن جريد الشريهي الشمري رحمه الله من قصيدة له:
(6) يا راكب من فوق عشرٍ على لون * * * شعل يهادون الأظلة خوات
(7) حوفوا عليهن وان نويتوا تمدون * * * حطوا معاليق الخلا والمات
(8) إمشوا قبال الجدي حتى تدلون * * * تر النعايم سبعةٍ بينات
(9) مدوا من التيم عساكم تعودون * * * الأولة بين النقا والبيات
(10) والثانية خب العرادي تعشون * * * تريحوا وركابكم ممرحات
(11) والثالثة جوب الحفر لا تعدون * * * والصبح من خل الحفر حايلات
(12) والرابعة بوعال ممشى على هون * * * لا تشحنون ركابكم مصدرات
(13) والخامسة باطراف حسنا تمسون * * * واظنهم عقب العشا ساريات
(14) والسادسة بالجوف عصر تحوطون * * * تريحوا وركابكم شاربات
(15) والسابعة بشغار وامسٍ عنه دون * * * وارهن على شيببا حلول الصلاة
(16) والثامنة بارض المعاصر تعشون * * * خمسٍ عشاهن بالعجل خايفات
(17) لا جيتوا السهلة تراكم تخافون * * * بالليل سمع وبالنهار التفات
(18) والتاسعة بثرا عليها تعشون * * * حطَّن حضوضي قفوهن مقفيات
(19) والعاشرة بدغيم الأزرق تنامون * * * عقب الكلل تريحن هاجعات
(20) والحادية في بطن حوران تبدون * * * مثل النعايم جلد مسرعات
(21) الصبح أقيموا بالغرابة تدورون * * * دوروا من الربعة لبطن النجاة
(22) أهل أربع منكم لزوم يتعدون * * * والخامسة لمعان تنهج وتأتي
(23) وأهل ذلولين لزوم يدورون * * * للشام والنقرة وحمص وحماة
(24) وترى وعدهن دار الأطرش تلاقون * * * شدن شوابيش الغنا لاقيات
والقصيدة كاملة مع شرحها في كتابنا "در الشعر الشعبي" الصادر عام 1420هـ:
وقال شاعر من عقيل لم أهتد لاسمه:
(25) ريمة ترزم فوق جال الركية * * * قلت أبشري بالري راعيك مياح
(26) لعيونها طبيت والشمس حية * * * ولا ظهرت إلا سنا الصبح قد لاح
(27) باغ ليا روح سعود عشية * * * وتلاوذوا بأكوارهن والعلق طاح
(28) رديتها للي ذلوله ردية * * * وعلقت أنا كوره وقلت أفلح رواح
(29) ماني بهلباج ينافر خويه * * * ليا طالت الفرجة غدا تقل نباح
وقال شاعر آخر:
(30) ياراكب ياللي من عقيل تقللوا * * * على أكوار كومٍ كاملات الكلايف
(31) تشوق مشتاق الهجين بشوفها * * * بحس الحداوي واختلاف السفايف
(32) شبهتها بالله لا صرمت بكم * * * تواثيب كدري القطا بالوصايف
(33) يا ركب ريضوها تقبلتوا الهدى * * * لو كان راضات النضا شرب عايف
(34) تسمعوا مني كلامي ومقصدي * * * أقول للعراف وش أنت شايف
(35) لا عاد لي يا وافي الخال حجة * * * طرسٍ تودونه عديم الوصايف
وقال شاعر آخر يصف جبل الشيخ قرب دمشق:
(36) هذا طويل الثلج يا طريف جيناه * * * وين الحطب نبي نسوي عشانا
(37) البق والبرغوث حنا وصلناه * * * الديرة اللي ما هواها هوانا
(38) لولا الغلا والدين ما كان جيناه * * * مير المصاري غاليات ورانا
وقال شاعر آخر من مودعي عقيل:
(39) لا سار ركب عقيل جينا نودع * * * واعزتا للحال من يوم يمشون
(40) مسيرهم للعز والجاه يصنع * * * بالسيف والمنسف بيوم يسيرون
(41) كم قالةٍ لعقيل والسيف يلمع * * * ضد الأعادي عزهم يوم ينوون
وقال آخر:
(42) يا راكب من عندنا فوق مومي * * * بعيد ثفن الكوع للزور ما جاه
(43) خله على كيفه يذب الحزومي * * * يعجبك لا طال المدى روح ممشاه
(44) صبح أربع يلفى شفاتي لزومي * * * عبدالله الصالح زبونه وملفاه
(45) إليا لفيته خبره بالعلوم * * * قل له يدور صويحبي بالهواداه
(46) تراه با مشكاي جاني بنومي * * * واسقان خمر ذايب من شافاياه
(47) يوم انتبهت وطار رايح حلومي * * * لاني وراسيف البحر ما اتحلاه
(48) عضيت بنيابي طوارف بهومي * * * وصفقت بالكفين من حر فرقاه
(49) قل له يدور عمان وارض البقوم * * * واكفيه مصر ونابلس مع قراياه
(50) حتى مع العربان لما لمومي * * * بالقيظ يوم إن الظوامي على ماه
(51) واعطيك أنا وصفه ثلاث الرقوم * * * اللي كما عنق الوضيحي حلاياه
وهذه مداعبة من المداعبات التي جرت في ذلك الوقت بين عقيلي شاعر ترك كلب صيد كان معه يصحبه مع القافلة عند عقيلي آخر في عمان وعند عودة هذا العقيلي الذي كان على علاقة طيبة بالأمير عبدالعزيز بن أحمد السديري رحمه الله أمير القريات يومذاك، سأل الأمير العقيلي الشاعر عن الكلب الذي كان معه عندما مروا بهم ذاهبين إلى عمان فأجابه شعراً:
(52) وكلت ابن.... على الكلب يشيله * * * حيثه ليا شاف السلق به حبابه
(53) هذا يقلقس له وهذا يدعيه * * * وهذاك يلعب له على أبو عتابه
(54) ومن حسن ذاته كل كلب مصافيه * * * ويكسر بذيله مثل قوس الربابة
(55) الله لهن من بد الاشخاص هاديه * * * عنده كلاب عقيل مثل العصابة
فاستحسن الأمير هذا الجواب وأرسل الدعابة إلى العقيلي المعنى وكان هو الآخر على علاقة طيبة به، وكان هذا لا يستطيع قول الشعر فاستعان بعقيلي آخر للرد على الشعر وأرسل هذه الأبيات للأمير:
(56) يامير مكتوبك فهمنا معانيه * * * حي الكتاب وحي من هو كتابه
(57) حي الكتاب اللي لفى وانت راعيه * * * ومهندزه ومتكزه عن عيابه
(58) ...... ما لقى من يلفيه * * * لولا جنابك كان عمد سرابه
(59) يامير دور له مقام يعليه * * * وظيفة يامير ياقف ببابه
(60) لكلابه الحازم وما حاش واديه * * * خله يجودهن ويضبط حسابه
(61) تراه شيخ شاطر لا تخليه * * * يفهم عذاريب السلق والكلابه
وقال عادي بن محمد الرمالي الشمري رحمه الله من قصيدة له:
(62) طرشتي صارت مع الحضر صادوفي * * * قلعوا بي وابعدوا عنك يا هلاله
(63) متعبٍ نفسي على غير مصروفي * * * يم يافا والمداريج وجباله
(64) يارخي من دونهم راف والجوفي * * * والنفود وديرة التنف وسهاله
(65)واعسى عشب الحيا عندهم طوفي * * * بخب جبة والمرابيب مدها له
وقال ساير بن عومان الشمري رحمه الله:
(66) واشوف أناكل الربوع متوازين * * * وكل ركب عقب العقيلي مسامه
وقال الأمير عبدالله بن علي الرشيد رحمه الله:
(67) اللي وسم حالي خفي على الناس * * * وسم المحوص بجال خطو الركية
(68) الغوش ركبوا ضمر مثل الأقواس * * * حيل يفتن حيل راع الردية
(69) تعاطن المعبار من عند دواس * * * وأنا على الخابور مالي مطية
(70) وكل تذكر عزوة له مع الناس * * * وانا اتذكر عزوة الشمرية
وقال محمد بن دخيل الله الأزيمع رحمه الله من قصيدة له:
(71) واو جودي وجد من ورد الأجلال * * * قربته في واهج القيظ مطوية
(72) ورد الشبرم ومنه العرب خالي * * * ضاع فكرة يوم هايق على الطية
وقال شاعر آخر:
(73) ياما حلى الجوف والجوبة * * * لما نوينا التغاريبي
(74) الله على كور منجوبه * * * من شايبات المحاقيبي
(75) أحلى من الهرش وركوبه * * * بأطراف زمل المعازيبي
وقال شاعر آخر:
(76) كل معيد ومستانس * * * وانا بسوق السبع عيدي
(77) البل ممهونة الخامس * * * أسوقه وقعدت بيدي
وقال شاعر آخر:
(78) يااهل الركاب منين لاوين باغين * * * أنتم عليكم لنج لاشي خافي
(79) لا انتم عقيلات عليكم سعادين * * * ولا أنتم صويطات عليكم كفافي
(80) إنتم طروش الحق ما انتم خفيين * * * يما خذويتوا من بطون لطاف
وقال محيسن الريشاني الرويلي رحمه الله:
(81) با راكب حمرا من الني تبني * * * ومرودم غير الدفوف السنامي
(82) ترعى زهر نوار برقٍ جذبني * * * مر باعها ما بين شرقٍ وشامي
(83) هات العقيلي وانسفه فوق زبني * * * وافرق نحرها يم وجه الايمامي
وقال شارع آخر:
(84) نبي نسير وجبة الظهر لعقيل * * * ياما سعد والا نصينا السناني
(85) دفاقة البن الحمر خالطة هيل * * * تلقى الرغيف مطرق بالصياني
(86) اللي يخوضون الفيافي على الخيل * * * كم ديرةٍ هاموا عسيره وهاني
وقال علي بن سعد الزرقا رحمه الله من قصيدة له:
(87) يركب على حمرا بنا تهذل اهذال * * * من فوقها واحلوا حس الحداوي
(88) قطم الفخوذ اللي بنا تقطع اللال * * * مامونةٍ خرجه صخيف حساوي
(89) يا هديب ياللي للملازيم شيال * * * يامنوتي من بد كل المناوي
5 - ما قيل فيهم من الأمثال:
الأمثال خلاصة تجارب الشعوب ونتائج معاناتهم فرسموا الجملة التي تختصر الكثير من الكلام، وقد قيل في العقيلات الكثير من الأمثال نقتطف منها هذه النماذج المحدودة كعينة وهي قليل من كثير:
1- "حب الشام لا يقتلك" يقال أن صبياً كان مستنداً بجانب أمه ذات مساء تحدثه ويحدثها عن آماله وطموحاته عندما يكبر ويصير رجلاً، فقال لها أنني عندما أكبر سأذهب إلى الشام وآتيك بأحمال كثيرة من حب الشام الذي تعطيني منه القليل لأقضمه، وعندما آتيك بتلك الأحمال فسوف أقضم منها وأقضم فما كان من الأم إلا أن لكدته بمرفقها وهي تقول له: "أبك حب الشام لا يقتلك"!! فذهب مثلاً لأمر لم يعد كونه حلماً لم يتحقق بعد.
2- "يطالع مناير مصر" اعتاد عقيلي على الحياة في مصر وعندما عاد إلى أهله في نجد ومكث عندهم فترة من الزمن حن إلى الحياة في مصر فقال لأمه ذات يوم وهو فوق أكمة مرتفعة أو فوق سطح المنزل وكأنه ينظر إلى مكان بعيد.. لا إله إلا الله، فقالت له أمه، ماذا تطالع يا بني؟ فقال إنني أطالع مناير مصر، أي أنه عازم على الذهاب إلى هناك فذهب قوله مثلاً سائراً يضرب للأمر يرى منه مالا يرى.
3- "على قلوة وشظاظ" القلوة هناة أو خشبة أو حجر بمقدار الكف المقبوضة أو أصغر قليلاً توضع في أعلى زاوية فرده البعير من فوهتها العليا وتربط عليها عروة الفردة حتى تتحمل ما في داخلها عندما تحمل على البعير والشظاظ عود بطول الفتر أو الشبر تقرن به عروتي الفردتين فوق ظهر البعير وإذا جهزت الأحمال ولم يبق إلا شبك العرى وشظها فيعتبر كل شيء جاهز، ويضرب المثل للسرعة ودرجة الاستعداد القصوى فيقال "على قلوة وشظاظ" أي بأقصى حالات التأهيب.
4- "بني عقيل" عقيل يمارسون الكثير من الأعمال بما في ذلك البناء لكنهم غير متخصصين فيه بدرجة رئيسة ويقال إن مجموعة من رجال عقيل مروا على أحد الفلاحين فقال لهم ألا تبنون لي هذا الجدار الساقط من "كتره" أي كتل الجدار المنهار قالوا: بلى واتفقوا على السعر وبنوا الجدار بناء دمشقة أي غير متقن فلا تستغربوا كلمة دمشقة فهي فصيحة واسم مدينة دمشق بالشام مشتق منها، فرأوا أن الجدار مائلاً على وشك السقوط، وهنا أمسكه مجموعة منهم من الجانب الآخر حيث لا يراهم الفلاح وذهب مجموعة منهم وأخذوا الأجرة المتفق عليها من الفلاح، وعند ذلك ابتعد الرجال عن الجدار فسقط مرة ثانية ويضرب المثل لرداءة العمل فيقال "بني عقيل".
5- "الشام شامك ليامن الدهر ضامك" كانت بلاد الشام وغيرها هي المكان الذي يجعله طالب الرزق نصب عينيه عندما تضيق البلد بأهلها بفعل الجدب وشح الأرزاق فكان الكثير مع الناس يذهبون مع عقيل إلى الأقطار العربية ليجدوا على الأقل ما يسد الرمق من لقمة العيش فضلاً عن أن يجد الواحد من الثروة ما يعود به إلى أهله ولذلك أطلق المثل أحد المحتاجين وفي الوقت الراهن الآية منعكسة الآن بفضل الله فالناس تأتي من تلك الأقطار إلى المملكة العربية السعودية لطلب الرزق.
6- "الهند هندك ليا قضى ما عندك" هذا المثل شبيه بسابقه مع اختلاف وجهة طالب الرزق إلى الهند، فقد كانت بلاد الهند والسند مقصد الكثير ممن تحكم عليهم ظروف قاسية في وقت مضى مثلما يحصل الآن لسكان الهند وغيرها الذين يفدون إلى هذه البلاد، وقد أطلق المثل من كان يقاسي تلك الظروف القاسية.
7- "جاب الجمل وما حمل" يضرب هذا المثل لمن جاء بالأمر كله مرة واحدة فلم يبق منه شيئاً.
8- "غيرها الطبة" يحكى أن أحد العقيلات تغرب إلى الشام لمدة 25 سنة متواصلة وحصل على ما حصل عليه من مال وعاد إلى أهله وعندما أشرف على بلده سطا عليه قطاع الطرق وسلبوه حصيلة عمره، ولم يتركوا له غير قربة الماء وشيئاً من الطعام فمر في الليل ببئر في طرف بلدته ليملأ قربته حيث صادف شخصاً يعرفه، ولكنه أخبر هذا الشخص أنه لن يذهب إلى أهله وإنما سيعود من حيث أتى إلى الشام وأنه خجل من أن يأتي إلى أهله بعد كل هذه الغيبة الطويلة خالي الوفاض وعندما ذكره هذا الرجل بأن يمر على أهله ويسلم عليهم بما فيهم والدته العجوز التي تنتظر عودته على أحر من الجمر لم يزد هذا العقيلي إلا أن قال: "غيرها الطبة" فذهب قوله مثلاً سائراً للأمر تعزف عنه وتتحاشاه.
9-"ما عنده بالجنطي" الجنطي حزام جلدي عريض يشبه "الكمر" في الوقت الحاضر بداخله وتجاويف توضع فيها النقود الفضية والذهبية يحزمه الإنسان على وسطه ليحفظ به نقوده ويدل المثل على الثقة المطلقة بالشخص المحدث عنه بأن ما عنده من مال مضمون وكأنه داخل مثاني الحزام.
10- "كثر الدراهم يودعنك سنافي" هذا المثل شطر من بيت شعر قاله أحد الشعراء منذ زمن بعيد والبيت يقول:
كثر الدراهم يودعنك سنافي * * * شف يا عملهن مسندي بابن رواف
وأسرة الرواف من أهل بريدة بالقصيم وهم من أشهر العقيلات وقد ذكر لهذه الأسرة في الكتاب وعلى رأسها الشيخ أحمد الرواف الذي فض النزاع بين آل مهنا أمراء قوافل الحجاج والأمير متعب بن عبدالله الرشيد في النصف الثاني من القرن الثالث عشر الهجري، فضلاً انظر فصل التنافس، ويعني المثل أن المال عصب الحياة الذي يسند الظهر وبهذا نكتفي بهذه القمشة الخفية من الأمثال.
6- ما حدث لهم من طرائف:
طرائف العقيلات كثيرة أكثر من أن تحصى حيث تحدث لكل مجموعة من الطرائف في كل سفرة من سفراتهم أو رحلة من رحلاتهم، وحسبنا من القلادة ما أحاط بالعنق كما يقول المثل العربي حسبنا أن نورد نماذج من هذه الطرائف.
*يقال أن رجلاً قال لرفيق له: "يا زين السكر زيناه" قال له رفيقه وهل ذقت السكر حتى تتمطق وترشف ريقك؟ فقال لا، ولكن ابن عمي قد ذاقه من وراء الخيشة زمان كان مع عقيل!!.
*عمل الشيخ هندي بن سلامة الشمري مع العقيلات فترة طويلة، وقد أخبرني أنه في إحدى الرحلات كان مرافقاً للعقيلي عبدالكريم النصرالله ونزل بالبئر يغرف بالدلو على السانية في بئر الحيانية إلى الشمال الشرقي عن مدينة حائل وكانت الإبل كثيرة العدد فبقي داخل البئر يومين بلياليهن يعني 48ساعة من العمل المتواصل.
*كان بعض العقيلات وهم قلة نادرة ممن يخادع رفاقه فيما يشتريه من بضائع وذلك من باب المنافسة يقال أن أحدهم عندما كانوا بالكويت يشترون بضائع ليخرجون بها إلى نجد سأله رفاقه عن البضاعة التي سوف يأخذها معه فقال إنني سأشتري "قاز" "كيروسين" في صفائح وكانوا يحضرونه من الكويت وذلك لغرض الإضاءة وكانت سوق هذا النوع من السلع تنشط في الشتاء وتفتر في الصيف والوقت الذي كانوا فيه باستقبال الصيف وقد أحضر على عيون رفاقه من تاجر رفيق له عدداً من صفائح "القاز" ووضعها في البيت الذي يسكنون فيه مؤقتاً حتى يغادروا المدينة فيأخذها رفيقه مرة ثانية وخدع أصحابه بهذه الطريقة فاشترى معظمهم صفائح "قاز" خاصة الذين كانوا بدور الأمعة من العقيلات الجدد وعندما خرجوا من المدينة بأحمالهم من "القاز" خرج هو بأحمال من القماش الصيفي النسائي والرجالي وخيوط الحرير "البرسيم" وغيره من البضائع التي تناسب السوق في الصيف فاكتشف أصحابه أنه خدعهم وفاز عليهم بثمرة الحملة وخسر الذين اشتروا "القاز".
*كان لكل حاضرة من حواضر نجد ميزة خاصة، واهتمام ينوع من البضائع والسلع، فمدينة يهتم أكثر عقيلاتها باستيراد المفروشات من البسط والقطائف وغيرها، ومدينة أخرى يهتم معظم عقيلاتها بالملابس الرجالية والنسائية مثل العبي "والزبنوات" و "الصايات" والعقل، وثياب النساء المطرزة وغيرها أو ما يسمى "هدم" ومدينة ثالثة غالبية عقيلاتها بالقهوة وأوانيها وبهاراتها وما إلى ذلك، وهكذا في كل مدينة. والتجار في الحواضر العربية يأخذون لمثل هذا الأمر أهبته وأهميته فكل أهل صنف يتباشرون إذا "طب" أي وصل أهل صنفهم لأنهم يبيعون من بضائعهم كميات كبيرة ويقال أن أحد تجار العقيلات في إحدى الحواضر العربية قيل له "طب" أي وصل أهل البلد الفلاني، فقال: بشر أهل "الزل" القطائف ونحوها وفي اليوم الثاني قيل له: لقد "طب" أهل البلد الفلاني قال: بشر أهل القهوة، وفي اليوم الثالث قيل له "طب" أهل البلد الفلاني فقال: بشر أهل "الهدم" وفي اليوم الرابع قيل له "طب" أهل البلد الفلاني فقال بشر أهل سوق الغناء والمغنيات.
*كان بعض العقيلات يتهربون من دفع الجمارك على الحدود وفي إحدى السنوات منعت السلطة في ذلك القطر خروج الذهب من الجنيهات الذهبية، وجاء عقيلي ومعه كمية كبيرة من الجنيهات يصعب إخفاؤها لكثرتها وليس معه إلا إبل بدون أحمال ولما اقترب من الحدود عمد إلى الجنيهات التي معه وأناخ ناقة مسنة معه وصار يعلفها إياها في كتل من التمر فيفتح فم الناقة ويعلفها إياها لتجرعها دون أن تعلكها حتى وضع كامل الكمية، التي معه من الجنيهات ثم اقتفى إبله مسرعاً وعبر بها الحدود حيث خضع لتفتيش دقيق ولم يعثروا معه على شيء وعندما اجتاز مركز التفتيش ودخل حدود البلد الآمن عمد إلى الناقة ونحرها واستخرج الجنيهات من كرشها دون نقص أو تأثر.
*روى لي الشيخ صالح بن علي الصمعاني وهو من عقيلات منطقة القصيم قال حينما صدر أمر جلالة الملك عبدالعزيز رحمه الله بعدم تصدير الإبل إلى خارج المملكة واستعد الشيخ عبدالله السليمان الحمدان رحمه الله وزير المالية يومذاك بشراء كل الإبل التي مع العقيلات كنا على مشارف العراق وتبلغنا بالبرقية التي نقلت مضمونها إلينا الدورية السعودية عدنا على الفور، وما علمنا إلا والدورية العراقية تلاحقنا بأفرادها المسلحين والسيارة التي عليها الرشاش مدعين أننا اجتزنا الحدود العراقية ولم ندفع جمرك الإبل وكنا ثلاثة معنا ثلاث رعايا من الإبل كل رعية سبعين بعيراً، فقدمنا إبلنا أمامنا ومررنا ببيت شعر كبير فاعترضنا صاحبه ودعانا لتناول القهوة فاعتذرنا إليه لكنه لزم علينا فأخبرناه بواقعنا فزاد إصراره ولزم علينا أكثر فحللنا ضيوفاً عنده وما كدنا نصل إلى البيت حتى وقف رجال الدورية فرحب بهم صاحب البيت وقدم لهم القهوة وقدم لنا طعام الغداء وكذلك هم وعندما انتهوا من الغداء كلموه في الأمر فقال لهم هؤلاء ضيوفي ومن المستحيل أن تمسوهم بسوء ووالله إن من مسهم بسوء سيرى ما يكره، فقالوا له: لكنهم مخالفين للقانون وعليهم دفع الجمرك، فقال: لو أمسكتم بهم قبل أن يصلوا إلى بيتي لكان لكم شانكم بهم أما الآن بعد أن وصلوا إلى بيتي وذاقوا طعامي فهم في وجهي ووالله لن تمسوهم بسوء فاذهبوا راشدين في سبيلكم واتركوا ضيوفي، ولم يكتف بذلك بل أرسل معنا أحد رجاله ومعنا إبلنا كاملة حتى بلغنا مأمننا في الأراضي السعودية ذلك الرجل هو الشيخ وبدان بن سعدون أحد شيوخ المنتفق جزاه الله خيراً ورحمه إن كان ميتاً.
كان أبناء سطام بن شعلان الرويلي العنزي خالد وطراد كل واحد منها في بيت مستقل بقرب بيت والدهم، فنزل بجانب طراد تاجر إبل عقيلي يشتري الإبل ممن يجلبها من أفراد الفريق، وذات يوم نزل بجانب بيت خالد ضيف من الضيوف، فعرف بعيراً له عند التاجر العقيلي وطلبه منه فأبى العقيلي الذي اشتراه من رجل جلبه مع مجموعة إبل واشتد النزاع بينهما، هذا مصر على أخذ بعيره والعقيلي متمسك بالبعير فقام طراد بن سطام بن شعلان ينافح مع جاره العقيلي وصار خالد بن سطام بن شعلان يحامي مع ضيفه واشتد اللغط بينهما واحتدم النزاع ووصل الأمر إلى قرب استخدام السلاح بين الأخوين في غيبة التفكير والعقل كما يحدث للبعض وكان أبوهما غائباً عن الحي في ذلك اليوم وانضم إلى كل من الأخوين أعوانه وتواعد الأخوان الميدان في الصباح لحسم الموقف على ظهور الخيل وكان الشاعر خلف بن زويد الشمري نازلاً بجوار الشيخ سطام بن شعلان ولما علم بما جرى بادر بقصيدة جيدة تتكون من 30بيتاً حلت النزاع بين الأخوين في تلك الليلة، ولما حضر والدهما من الغد وعلم بما جرى كافأ أبا زويد على ما فعل ومطلع القصيدة:
(90) يالله يا عالم خفيات الأسرار * * * عليم ما تخفى عليه الجحادة
إلى أن قال:
(91) وخلاف ذا يا راكب فوق مذعار * * * ما عليه إلا قربته مع شداده
(92) تلفى لخالد علمه كل الأخبار * * * عليه يظهرن السراير وكادة
(93) إصبر ولا بالصبر لك كسر تعبار * * * يمالك الدنيا تبين مقاده
(94) يا صار ضيف ومخطي له على جار * * * أنا أشهد أنك سالم من سواده
(95) ولولا رداة العقل ما صار ما صار * * * من خلقة الدنيا طlعها فساده
فحلت هذه القصيدة الإشكال وحقنت الدماء وأعطى خالد ضيفه بعيرين بدلاً من البعير الواحد وصار بيت أبي زويد ما قبل الأخير بمثابة قاعدة تحكم مثل هذا الموقف والقصيدة كاملة مع شرحها بكتابنا "من شعراء العاميين" الجزء الثاني.
7 - ما التصق بأسمائهم:
على اعتبار العقيلات إحدى القوى الفاعلة التي كان لها دور بارز كما مر بنا في الفقرات السابقة وكانت وسيلتهم التي يجوبون عليها الصحاري ويشقون بها القفار هي الإبل، وهي رفيق الإنسان العربي منذ أن وجد على تراب هذه الجزيرة العربية المعطاء وقد جابوا أنحاء هذه الجزيرة من أقصاها إلى أقصاها وطرقوا المدن والأمصار في الأقطار العربية الأخرى وقد عرف الناس عنهم الكثير مما يميزهم عن غيرهم فمن ذلك مظاهر اللباس، فالعقال الذي يلبسه الكثير من الناس في المملكة ودول الخليج والذي أصبح الآن أحد مظاهر الزينة وأحد المظاهر المميزة للباس العربي كانوا يلبسونه لبسة معينة وكان من قبل يسمى العصابة ولونه أبيض ويرى البعض وإن كنت لا أوافقه على ذلك للأسباب التي بينتها في موضعها في فقرة سابقة فقرة سبب التسمية، يرى هذا البعض أن اسم العقيلات مشتق من لبسهم للعقال، أما الشيء الثابت أن هناك نوع من الأشدة يسمى شداد عقيلي لرشاقته وظرافته فضلاً انظر ذلك في فصل الأشدة وقد قال فيه الشاعر عومان بن ساير الشمري:
واشوف أنا كل الربوع متوازين * * * وكل ركب عقب العقيلي مسامة
وهناك خرج من خروج الإبل يسمى عقيلي وهو خرج ظريف متوسط العثاكيل فضلاً انظر أدوات الركوب، كما أن هناك العديد من الأسر التي علق عليها لقب العقيلي في كثير من البلدان التي يصل إليها العقيلات حتى طغى اللقب على الاسم أو اللقب الأصلي للأسرة سواء أكان ذلك من باب الإطلاق الفعلي أي أن الرجل عقيلي أو عمل مع العقيلات أو أنه تشبه بهم، وكان لهم مظهر خاص في اللباس مثل لبسة العقال على الكوفية "الشماغ" أو "الغترة" و "الزبون" و "الصاية" وحتى الركوب على المطية كان العقيلي يظهر بشيء من التأنق والخيلاء بما يميزه عن غيره من الركبان هذه الصفة أخذها عن العقيلات جيش أو قوة الهجانة في الجيش العربي الأردني ومن شاهد رجال هذه القوة على ركابهم الزاهية بخروجها وعثاكيلها (دلالها) يرى نصب عينيه فرقة من ركبان عقيل يسمون هذه الهيئة بالعقل "الميالة" واللباس المميز وعصى الخيزران بالهيئة العقيلية أو هيئة عقيل وغير ذلك ما التصق بأسمائهم من الأمور التي تحتاج إلى بحث مستفيض.
8- اصطلاحاتهم:
يستخدم العقيلات مصطلحات عامة وسائدة في الأقطار التي يرتادونها وإن كان بعضها خاصاً بهم، والبعض الآخر موجود منذ أقدم العصور من موروثات العرب الأوائل وجل تلك الأسماء والكلمات إن لم تكن كلها فصيحة لا غبار عليها ومن هذه المصطلحات ما هو مستحدث، ومع كثرة هذه المصطلحات التي لا نستطيع الإلمام بها في هذه العجالة إلا أننا نجتزئ منها ما يلي:
غرَّبوا: تعني السفر إلى الشام مغربين.
الغربية: وتعني جهة الشام ويقصد بها على الأخص عمان.
شرَّقوا: وتعني عودتهم إلى الجزيرة العربية مشرقين.
عدوّا: وتعني عبروا نهر الأردن أو نهر النيل أو قناة السويس بعد حفرها أو نهر الفرات.
مضحَّي: مكان الاستراحة والإقامة ضحى لتناول الغداء.
معشَّي: وتعني الاستراحة والإقامة مساء لتناول طعام العشاء.
إبل مصدرة: أي أنها وردت الماء وارتوت وصدرت منه.
إبل عازبة: الإبل إذا تركت ترعى في المفلى لعدة أيام.
الرِّبع: من إظماء الإبل وهو أن ترد الإبل لليوم الرابع وقيل ثلاث ليال وأربعة أيام.
الخِمس: من إظماء الإبل وهو أن ترد الإبل الماء لليوم الخامس وقيل ترعى ثلاثة أيام وترد الرابع.
غِبْ: وهو أن تشرب الإبل يوماً وترعى يوماً.
جلب: الإبل والخيل والغنم تجلب للسوق للبيع.
رحول: الناقة متوسطة السن تعد للركوب والحمل قبل أن يفطرنا بها.
فاطر: الناقة الكبيرة التي فطر نابها.
هرش: الجمل المسن الكبير.
زمل: جمع زامل أو زاملة وهو الجمل المعد لنقل الأحمال الثقيلة.
بكرة: البكرة والبكر الفتية من النياق.
قعود: الفتى من الإبل أكبر من الحاشي قبل أن يثني.
الحاشي الصغير من الإبل حتى يصل إلى سن القعود.
عمانية: ناقة من حرائر الإبل من عمان والعماني الذكر من الإبل من حرار إبل عمان.
عنزية: إبل من إبل قبيلة عنزة وتمتاز إبل عنزة بضخامة الأجسام.
شرارية: إبل من إبل الشرارات وتمتاز للركوب حيث يربون سلالات ممتازة.
شمرية: إبل من قبيلة شمر وتمتاز بضخامة الأجسام مثل إبل عنزة.
نجدية: إبل من قبائل وسط نجد عتيبة قحطان مطير.
حويطية: من إبل قبيلة الحويطات.
صخرية: من إبل قبيلة بني صخر.
رويلية: من إبل قبيلة الرولة وتمتاز بضخامة الأجسام.
شقحاء: الإبل البيضاء دون سابقتها.
وضحاء: الإبل البيضاء دون سابقتها.
ملحاء: الإبل سوداء اللودن وسميت ملحاء تحاشياً من ذكر السواد.
صفراء: إبل بين السوداء والحمراء.
حمراء: إبل تميل إلى اللون الأحمر أو (الوردي الغامق).
قمراء: إبل حمراء بميل البياض أكثر من الشعلاء.
شعلاء: إبل حمراء بميل إلى البياض أقل من الشعلاء.
قعدة: الراحلة التي يركبها الراعي ويضع ماءه ومتاعه.
معزِّب: يجمع على معازيب وهم التجار المسئولون عن الحملة أو أصحابها ومن في حكمهم.
رفق: الرجل المرافق من القبيلة التي ترتبط مع العقيلات بأحلاف.
دليلة: من يدل الطريق ويهدي القافلة إلى الطريق الصواب.
ملحاق: مساعد الراعي الذي يلحق ما تخلف من الرعية.
خوي: الخوي المرافق للتاجر وغيره ويجمع على خوياء.
عمود: عمود البيت أو الخيمة أو الشراع ويخص منه الأوسط.
طنب: حبل تثبيت البيت أو الخيمة أو الشراع.
وتد: وتد أو ود وهو ما يثبت في الأرض ويربط حبل الطنب الذي يثبت الخيمة.
رسن: الحبل الذي تقاد به المطية.
شكيمة: نوع من الرسن تقاد به المطية انظر الفرق بينهما في موضعه.
ميسم: أداة من قضيب الحديد يحمى في النار وتوسم بها الإبل والغنم وغيرها.
صميل: وعاء اللبن.
شكوة: وعاء اللبن والماء الصغير.
قربة: وعاء نقل الماء وتبريده بأحجام مختلفة.
راوية: وعاء كبير لنقل الماء.
ثاية: يطلق على جميع احتياجات الشراع أو الخيمة من الفرش والمواد الغذائية وغيرها.
مقام: خشبة يستخرج عليها الماء من البئر فضلاً انظر تفصيلاً عنها بمكانها.
رشا: حبل تخرج به الدلو المليئة بالماء من البئر.
حوض: إناء مصنوع من الجلد يصب به الماء وتشرب به الإبل وغيرها.
شداد: الرحل المصنوع للركوب على ظهر المطية.
مسامة: الرحل المصنوع لنقل الأحمال الثقيلة.
الغبيط: الرحل المصنوع لنقل الأحمال ذات الحجم الكبير.
حداجة: نوع من الأشدة لنقل الأحمال.
قتب: نوع من الأشدة للسني.
ميركة: حشوة توضع فوق مقدمة الشداد لراحة الراكب.
مزودة: أو مزادة وعاء توضع فيه الأمتعة والملابس.
جراب: وعاء جلدي يوضع فيه بعض الأمتعة.
سفرة: وعاء جلدي يوضع فيه التمر الرطب وغيره.
خرج: وعاءين على ظهر المطية توضع فيهما الأمتعة.
عدل: أو فردة حمل وعاء مصنوع من الصوف توضع فيه الأحمال.
بضاعة: مال يأخذه تاجر مبتدئ من تاجر مقتدر انظر تفصيله في مكانه.
صدرية: جبة بدون أكمام على الصدر والظهر.
زبون: ثوب مشقوق طولاً من الأمام انظر ذلك في فقرة الملابس.
صاية: من نفس النوع مع اختلاف القماش وهي أخف من الزبون.
نسرية: الهواء الذي يهب من الشمال الشرقي من مطلع النسر الواقع شديد البرودة.
هيف: الرياح الجنوبية وتكون حارة صيفا.
النكباء: الرياح الشمالية الغربية شديدة وقوية.
خطيطة: أثر السابة من المطر وتكثر في مطر الوسمي.
باكورة: عصا من الخيزران معقوفة الرأس.
أم قنيَّة: عصا من الخيزران برأسها عقدة على هيئة كورة.
مشعاب: عصا غليظ برأسه جذع فرع.
قناة: عصا غليظة برأس كروي من صخر أو حديد أو معدن أو جذع شجرة.
أم فتيل: نوع من البنادق ذات الفتيل فضلاً انظر فقرة السلاح تجد تفصيلاً.
أم إصبع: نوع من البنادق ذات إصبع في زنادها.
عصملي: نوع من البنادق وردت في آخر العهد التركي.
فرد: أو المسدس نوع من البنادق الصغيرة الشخصية.
جنيه عصملي: جنيه ذهب عثماني.
دينار عراقي: عملة عراقية ورقية صدرت في آخر عهد العقيلات.
ليرة: عملة فلسطينية ورقية.
جنيه: عملة مصرية ذهبية ثم صارت ورقية.
ريال فرانسي: عملة فضية انظر تفصيلا عنها في محله.
ريال سعودي: عملة فضية سعودية ثم صارت ورقية.
9 - بقية بصماتهم:
لقد رأينا في فقرات الفصول السابقة أوضاع العقيلات منذ أن برزوا على الساحة قبل بضعة قرون وما كان لهم من دور إيجابي في عدة جوانب اقتصادية وسياسية وحربية واجتماعية ودينية وخدمات، ولذلك فقد بقيت بصماتهم واضحة المعالم حتى بعد انتهاء دورهم في الأقطار العربية التي كانوا يمارسون نشاطهم فيها فقد بقيت مدينة الزبير في جنوب العراق تمثل بقية آثارهم حتى وقتنا الراهن في مجال التجارة والعادات والتقاليد والتركيبة السكانية كما أن مثل هذا الأثر يوجد بمدينة سوق الشيوخ العراقية وله مثيل في مدينة الكويت وتمثل مدينة الزرقاء بالأردن بقية التواجد السكاني من العقيلات، كما أنه يوجد بحي الميدان بمدينة دمشق ومدينة دير الزور بسوريا تجمعات سكانية من بقايا العقيلات وكذا الحال في مدينة غزة بفلسطين يوجد هناك مجموعة كبيرة من العقيلات يقدر عددهم بخمسة آلاف وقد استوطنوا هناك واستقروا، كما يوجد في إمبابة والقنطرة والمطرية بمصر تجمعات سكانية من بقايا العقيلات هذا من الناحية "الديمغرافية" السكانية التي بقيت معالمها في تلك الأقطار أما الجوانب الاقتصادية فقد بقي منها أمور كانت بدايتها مع العقيلات وتطورت حتى وصلت إلى ما وصلت إليه في الوقت الراهن من ذلك المصارف التجارية "البنوك" فقد ابتدأت بالصرافة العادية لتجار معينين من العقيلات ثم تحولت بعد أن توسعت أعمالها إلى شركات مصارف مساهمة ومعظم البيوتات المالية العربية العريقة بدأت أول ما بدأت مع العقيلات في المدن العربية في كل من عمان ودمشق وبغداد والبصرة والزبير والنجف والكويت وغزة وبلبيس والقاهرة وأم درمان والمدينة المنورة وحائل والجوف وبريدة وعنيزة ومكة المكرمة وشقراء والأحساء والمجمعة والزلفي وكان العقيلات أول من بدأ بنواة هذه المصارف "البنوك" في الأقطار العربية كان الواحد يودع نقوده في عمان عند أحد كبار التجار ويأخذ حوالة على أي قطر يريد التوجه إليه ليأخذ نقوده من تاجر آخر في ذلك البلد مثلما يجري الآن في المصارف الحديثة وكانت النقود في ذلك الحين من الذهب والفضة التي يصعب حملها ويخاف من يحملها على نفسه فيأخذ عليها حوالة من هذا البلد إلى ذلك ومن أمثلة التجار الكبار أو وكلاء العقيلات الذين لهم فروع في مدن أخرى ففي دمشق مثلاً هناك عبدالله الحليسي وعبدالعزيز الحجيلان ومنصور الجربوع وعلي الفضل وغيرهم وفي غزة سليمان المهنا ومحمد الرميحي وعبدالعزيز العبيد وإبراهيم الفالح وغيرهم وفي مصر القنطرة شرق صالح الحليسي وسليمان البراك وجلوي الصقعبي وغيرهم وفي أم درمان عبدالعزيز الحجيلان وعبدالعزيز المجيدل ومحمد الصمعاني وغيرهم ولم يقتصر تعامل العقيلات في هذا المجال على التجار من العقيلات النجديين وإنما هناك بيوتات عربية مالية في الأقطار العربية الأخرى فعلى سبيل المثال لا الحصر هناك في العراق بيت الجعفري وبيت القدوري وفي سوريا بيت عمر هاشم وبيت ذياب وبيت البيكي وغيرهم وفي عمان بيت الشومان هذا في مجال الصرافة أما العلاقات التجارية والوكالات فإن هناك الكثير من الوكالات الكبيرة التي يمتد تاريخها من زمن العقيلات بين الأقطار العربية لولا أن تعصف بها بين الحين والآخر الزوابع السياسية في السنوات الأخيرة هذه بعض بصماتهم السكانية والاقتصادية وهناك بصمات أخرى لا يتسع المجال لذكرها في هذا الحيز الضيق وتحتاج إلى بحث أعمق وأشمل.
10 - انتهاء دورهم:
بعد أ أدى العقيلات هذا الدور الهام الذي لعبوه على مسرح الأحداث في مختلف المجالات كما مر بنا في فصول الكتاب وفقراته خلال بضعة قرون من الزمن بدا دورهم يتقلص شيئاً فشيئاً حتى وصلوا إلى نهايته وأهم العوامل التي أدت إلى هذا الأمر عوامل سياسية وتقنية واقتصادية ومن هذه العوامل:
1- تحديد الحدود التي وضعها المستعمر وقسم بها الوطن العربي إلى دويلات ضعيفة بعضها بقي تحت سيطرته مدة طويلة وشدد على تلك الحدود بحيث لا يعبرها من قطر إلى قطر إلا من يحمل جواز سفر وقد يحتاج إلى تأشيرة دخول مسبقة وتأشيرة خروج وغير ذلك من الإجراءات المعقدة التي أصبحت فيما بعد حجر عثرة في طريق العقيلات، تلك الطريق التي كانوا يسلكونها بدون عوائق ثم أصبحوا لا يجتازونها إلا تحت هذه الإجراءات بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى واقتسام البلاد العربية بين دول المحور الغربي بريطانيا وفرنسا وإيطاليا ثم ترسخ ذلك بشكل أكثر بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وهزيمة الغرب لألمانيا.
2- احتلال اليهود عام 1948م-1368هـ لأجزاء من فلسطين ظلماً وعدواناً بمساعدة ومساندة الدول الغربية والشرقية دون استثناء وفق مؤامرة يهودية صهيونية دولية محكمة وإن كان بعض الدول الغربية يتميز عن البعض الآخر بجانب معين هذا الجزء المحتل من فلسطين يمتد على طول شاطئ البحر الأبيض المتوسط حتى خليج العقبة على البحر الأحمر ويقطع الطريق ما ببين الأقطار العربية وفلسطين ومصر وأصبح عقبة كأداة في طريق العقيلات يصعب عبورها مما كان له كبير الأثر على إنهاء دورهم.
3- عوامل تقنية وهي الاستغناء عن الإبل والخيول التي كانت تمثل عصب الحياة والاستعاضة عنها بالسيارات والطائرات والقطارات للركوب والنقل واستخدام الآلة في الزراعة والري وغيرها بدلاً من الإبل والخيول مما أفقد العقيلات هذه التجارة الرائجة منذ قبل التاريخ عبر آلاف السنين حين حلت الآلة محلها في مختلف شئون الحياة.
4- توارد المخترعات الحديثة من أجهزة الاتصال التي اختصرت الوقت واستخدام الطائرات في الأسفار والنقل مما اختصر المسافات ويسر على الناس عملية الانتقال فقاربت البلدان وخففت تكلفة السفر فصارت الكرة الأرضية بكاملها فضلاً عن جزء منها وهو أقطار العالم العربي صارت هذه الكرة في عصر الأقمار الصناعية بمثابة القرية الصغيرة التي لا يخفى شيء منها في وقتنا الحاضر.
5- عوامل اقتصادية منها استغناء الإنسان عن استخدام الحيوانات كما أسلفنا وبذلك قلت القيمة الاقتصادية للإبل والخيل ولم يعد يقتنيها أحد إلا على نطاق ضيق جداً في الأرياف والمناطق الجبلية التي يصعب على السيارات الوصول إليها كما يقتنيها فئة من المترفين لغرض السباق.
6- القفزة الهائلة في أطر التجارة العالمية بعد تطور النقل البحري على السفن الضخمة التي تعمل بالنفط فضلاً عن النقل الجوي للبضائع الخفيفة الوزن الغالية الثمن بالإضافة إلى الأساليب التجارية الأخرى.
7- تطور الصناعات وكثرة المنتجات الصناعية بملايين الأصناف تحتاج إلى سرعة التصريف والتسويق وإيصال الجديد منها أولاً بأول في أسرع وقت إلى الأسواق العالمية.
هذه الأسباب وغيرها كان لها دور مؤثر على الانتهاء دور العقيلات التجاري والاقتصادي والحربي والاجتماعي الذي أدوه بأمانة وإخلاص وتفان منقطع النظير، فجزاهم الله خير الجزاء لقاء ما قدموه لأمتهم العربية المسلمة وللمسلمين كافة خلال بضعة قرون.
11- شرح أبيات الشعر الشعبي لمن لا يدرك معناها:
1- اللي: التي، عوص: جمع عوصاء الناقة طويلة الرقبة والظهر فصيحة.
يقول إن سبب ما صار لرجلك هو من كثرة ما مشيت عليها وقد خبرت ذلك بنفسي عندما كنت تسري وتجري على تلك النجائب العوص من الإبل الكريمة.
2- سرى: السرى السير بالليل فصيحة.
يقول كم يوم سرت فيه بالنهار وسريت في الليل وكم كابدت من مصاعب الحياة وشقائها وكم جرى لك من هموم في سبيل الحصول على لقمة العيش الكريمة.
3- انشد: اسأل، الصوان أرض منبسطة خشنة التضاريس بها حجر الصوان الذي يقدح به الزناد وتخرج منه النار بظهر الطبيق من الشمال، الحوصا إلى الشمال من الطبيق، الطبيق جبال شمال جو مغيرا غرب وادي السرحان، يقول عليك إذا أردت تصديق ما أقول أن تسأل تلك المعالم التي طالما مررت بها روحة وجيئة في أسفارك.
4- ترى: اعلم صواب: إصابة مؤثرة ببندقية وغيرها.
يقول: إن كثرة أسفارك وترددك على مثل تلك المواضع هي التي أثرت برجلك وإلا فرجلك لم تصب باذى ولا كنت شيخاً كبيراً.
5- يقول: إنه مما يبعث على العجب أن هناك رجال قد صبغ الشيب لحاهم من كثرة ما تداهمهم الأخطار، أما أنت فقد غزا الشيب ركبتك قبل أن يغزو شعر لحيتك.
6- شعل: جمع أشعل أو شعلاء وهي الوضحا مشوبة بحمرة يهادون يجفلن من أظلتهن يركب الشاعر أهل ركائب للبحث عن ابنيه "سيف وشوردي" الذين ذهبا مع عقيل وأطالا المدة عليه وذلك لطلب الرزق بالشام تلك الركاب اللواتي كلهن على لون واحد وهو اللون الأشعل وكأنهن أخوات.
7- حوفوا تفقدوا ركابكم، تمدون: تنطلقون، المعاليق: ما يعلق على المطية من المتاع، والماء جاهزات إذا عزمتم الانطلاق فتفقدوا لوازمكم وعلقوا على ركابكم لوازم السفر التي تحتاجونها.
8- الجدي: النجم القطبي المعروف والنعايم: الدب الأكبر أو بنات نعش التي تدور حول الجدي يوجه الشاعر الركب إلى جهة الشمال باتجاه الجدي وعلامته النجوم التي تدور حوله.
9- مدوا: انطلقوا، التيم: مورد تحول إلى هجرة في النفود إلى الشمال عن حائل ثم أصبحت قرية النقا: كثيب طويل إلى الشمال الشرقي عن مدينة جبة.
يقول إذا انطلقتم من التيم فأول ليلة يكون مراحكم بين النقا والبيات.
10-خب العرادي: خبوب في النفود على يمين المصعد من النقا والبيات.
يقول: إن مراحكم في الليلة الثانية في خب العرادي تعشون وتستريحون وتريحوا ركابكم.
11-الحفر: يعني حفرا بن رخيص الذي ذكره الأمير عبدالله بن رشيد حينما قال: "بالخمس مع نصف الثمانين ندليه، يقول إن مراحكم يكون على جوب الحفر فارتووا منه وفي الصباح أمضوا مع الخل إلى هدفكم.
12-وعال: يقصد خب قرب جبل أم أوعال في الحماد شمال شرق طريق وهو إلى الشرق الشمالي عن مدينة جبة 90كيلاً تشحنون: تشددون يقول الشاعر والليلة الرابعة تكونون على وعال وعيلكم المشي بالهوينى ولا تشطوا على ركابكم لأنها مصدره من الماء وتحتاج إلى لين في المسير.
13-حسناء: نازية من الكثبان الرملية في النفود.
يقول الشاعر: الليلة الخامسة تكونوا قد وصلتم أطراف حسناء وعليكم أن تسيروا ليلكم لأن الطريق واضح في هذا المكان بعد اجتياز متاهات النفود.
14-الجوف دومة الجندل المدينة العريقة المعروفة.
يقول في الليلة السادسة إنكم تصلون الجوف عصراً فاستريحوا واسقوا ركابكم استعداداً للمرحلة التالية.
15- شغار: مورد على الطريق، أرهن: أي أنظر إليهن، شيبا: مورد آخر من موارد وادي السرحان يقول في الليلة السابعة على ذلك الماء المسمى شغار ثم عده مورد شيبا عند حلول الصلاة.
16- المعاصر: مورد ماء بعد حضوضي من موارد وادي السرحان.
يقول في الليلة الثامنة تشربون من مورد المعاصر وعليكم أن تكونوا حذرين لأن هذه الأرض أرض مخوفة.
17- السهلة: الأرض المنبسطة هذا البيت غاية في الحذر والانتباه حيث يوصي الشاعر أهل تلك الركاب بانتهاج الحذر والاعتماد على التنصت بالليل والإلتفات بالنهار والنظر إلى ما حولكم حتى تجتازوا هذه الأرض المخوفة.
18- بثرا: اسم علم وحوله مورد، حطن: جعلن، حضوضي سبخة رخوة يغوص فيها من يقترب منها والتي أشار إليها الشاعر بقوله: "يا جديع في نقرة حضوضي رمى بي"
يقول في الليلة التاسعة تعشون على بثرا بعد أن وضعتم حضوضي خلفكم.
19- دغيم الأزرق أو دغلة شعاب مليئة بالطرفاء.
يقول في الليلة العاشرة بدغيم الأزرق تنامون وتسترحون بعد هذا الجهد.
20- حوران: جبل حوران من أرض الشام.
يقول إنكم في الليلة الحادية عشر تكونوا قد وصلتم إلى حوران ركابكم تجري بكم وكأنها النعائم منطلقات مسرعات بكم.
21- الغرابة: موضع تجمع، تدورون: تبحثون، الربعة: موضع بطن النجاة موضع يقول أقيموا ذلك اليوم بالغرابة وابحثوا عن أبنائي ما بين الربعة وبطن النجاة التي يحتمل أن يكون أبناؤه يوجدون هناك.
22- معان: المدينة المعروفة في الأردن.
وزع أهل الركاب من هذا الموضع فأهل أربع يذهبون إلى ما بعد هذا المكان تذهب لمعان ثلاث يذهبون إلى الروض والصقر.
23- وأهل ذلولين يذهبون إلى الشام وحمص وحماة وتلك الجهات.
24- دار الأطرش: يعني مدينة السويداء بجبل الزور، شوابيش الغنا: غناء الطرب لاقيات: واجدات ما ذهت من أجله.
يقول وأهل هذه الركاب التي وزعها موعد لقائهم في مدينة السويداء ببلد سلطان الأطرش وقد وجدوا ما كلفتهم بالبحث عنه.
25- ريمة اسم لناقته، ترزم تحن بترديد فصيحة جال جانب، فصيحة، الركية: البئر الصغيرة، مياح: يخرج الدلو بقوة ونشاط فصيحة.
يقول هذا العقيلي إن مطيته تحن وترزم على جانب المورد من شدة العطش فبشرها بأنها ستروى لأن صاحبها قادر على إروائها لأنه سيخرج لها الماء بقوة ونشاط.
26- طبيت: نزلت في البئر، وإنما أشار إلى ناقة واحدة رمزاً لكل الإبل التي معه يقول إنه من أجل عيني مطيته قد نزل في البئر ليخرج لها الماء منذ العصر وبقي طول الليل يغرف في جوف البئر ليسقي إبله ولم يخرج حتى بان فجر اليوم الثاني.
27- باغ: مريد، ليا: إذا، تلاوذوا: ركبوا فصيحة من لاذ أي ركب، العلق: ما يعلق على المطية يقول إنني أريد من وراء ذلك أن ألوذ بكورها عند وقت اللزوم في وقت الغارة عندما تغير الركاب بأصحابها ويكاد ما عليها من الأمتعة أن يسقط من شدة الجري.
28- للي: للذي، أفلح: تعال أو اذهب، رواح: أي أقبل إلى أو اذهب إلى هدفك. يقول إن ذلولي المشار إليها من خيار الإبل فإذا حصلت الغارة ثنيت خلف من مطيته ردية وحميته من الأعداء وقلت له أقبل إلي أو انطلق إلى هدفك آمناً غير خائف.
29- هلباج: الهلباج والهلباجة الرجل البليد الردئ فصيحة، خوية: رفيقة، الفرجة: طول السفر تقل: كأنه، نباح: كلب.
يفتخر الشاعر بنفسه فيقول إنني لست هلباجة ينافر رفيقه فإذا طالت عليه مسافة السفر أكثر على رفيقه من لغط الكلام وكأنه الكلب النابح.
30- تقللوا: ساروا أساسها فصيح، أكوار: جمع كور وهو الشداد فصيحة، الكلايف ما يلزمها.
يقول الشاعر إن إولاء الركب من عقيل الذين فوق أكوار تلك الركاب التي اكتمل ما عليها من مستلزمات السفر.
31- الهجن: الركاب فصيحة، بشوفها: برؤيتها فصيحة الأصل، الحداوي: جمع حداء نوع من الغناء على الإبل فصيحة، السفايف: عثاكيل الخرج المتدلية إلى الأرض بألوانها الزاهية.
يقول إن هذه الركاب عندما انطلقت بتلك الهيئة الكاملة فإنها تطرب من يشتاق لرؤية الركاب وعليها الركبان يرددون أحدياتهم وأغانيهم تتراقص عثاكيل الخرج تحتها.
32- صرمت: انطلقت مسرعة فصيحة، كدري القطا، نوع من القطا وهو الجون والكدري لونه بغبرة فصيحة.
يقول إنني قد شبهت تلك الركاب عندما انطلقت بكم مثل توثب القطا الكدري في سرعته واجتماعه.
33- ريضوها: تأنوا بعض الوقت فصيحة، النضا: الركاب جمع نضو فصيحة.
يقول بعد أن وصفها بتلك الصفات المغرية من فضلكم أريضولي بعض الوقت ولو أن التريض لأهل الركاب المنطلقين غير مستحب ولكن لأحملكم رسالة مني.
34- العراف: صاحب المعرفة، وش انت: أي شيء أنت، شايف: ترى .
يقول استمعوا مني ما سأقوله وأوجهه لصاحب المعرفة فيكم وأسأله ماذا يرى في هذا الكلام الذي سأحمل الركب إياه.
35- وافي الخال: كامل الحسب والنسب، حجة: حول، طرس: ورقة فصيحة تودونه: توصلونه فصيحة، عديم الوصايف: الذي لا أحد يماثله أو يشابهه.
يقول إن ما أحملكم إياه أيها الركب هو شيء خفيف فهي رسالة مكتوبة على الورق توصلونها إلى تلك التي لا يوجد من يشبه أوصافها.
36- طويل الثلج: يقصد جبل الشيخ الواقع إلى الجنوب الغربي عن دمشق بالشام، نبي: نريد، نسوي: نطبخ فصيحة الأصل من التسوية وهي التحسين والإبداع "خلق فسوى".
يقول الشاعر لرفيقه إننا قد وصلنا لهذا الجبل الأشم الذي لا يفارق الثلج قمته ولذا سمي جبل الشيخ فأين نريد أن نجهز عشاءنا.
37- العقيلات أكثر ما يسكنون في الغوطة والميدان جزء منها وهذا موضع غابات وتدفق مياه ولابد والحالة هذه أن يكون فيه تلك الحشرات التي ذكرها وهو متعود على جو الصحراء.
38- الغلا: غلاء الأسعار في بلدنا التي جئنا منها في نجد، مير: لكن، المصاري: النقود يقول إننا ما جئنا لهذه الديار إلا مضطرين تحت ضغط غلاء الأسعار وارتكام الديون علينا وقلة النقود التي جئنا في سبيل الحصول عليها.
39- يتألم هذا الشاعر المودع لركب عقيل إذا ساروا وجاء الناس يودعونهم ويقول واعزتا لمن شاهد هذا الموقف ويبدو أنه شعر امرأة.
40- المنسف: صحفة كبيرة يقدم بها الطعام ويرمز إلى الكرم.
يقول الشاعر إن مسيرهم يهدف إلى العز والجاه بالسيف وهو رمز الحرب والقوة والمنسف وهو رمز الكرم والبذل.
41- قالة: اشتباك أو مشكلة أو معركة.
يقول كم من معركة خاضها العقيلات بسيوفهم ضد أعدائهم حتى ارتفع عزهم وانتصروا على خصومهم بحد السيف.
42- مومي: سريع الجري، ثفن: جمع ثفنة وهي ما على المرفقين والزور والفخذين فصيحة، الكوع: المرفق، وتباعد الثفن من علامات الجودة.
يوصي الشاعر راكب تلك المطية التي تتمتع بصفات طيبة من تباعد ثفن المرفقين عن ثفنة الزور وهي من علامات الجودة والسرعة والنجابة.
43- خله: اتركه فصيحة، يذبك يجتاز فصيحة، الحزوم: جمع حزم وهو أكبر من الحزن فصيحة لا طال: إذا طال.
يقول اترك هذا الحر المطية يقطع ويجتاز الحزوم والحزون فإنه يعجبك جريه كلما طالت الفرجة وبعدت المسافة.
44- شفاتي: ما أنا حريص على رؤيته، زبونه: مقصده، ملفاه: من يؤول إليه فصيحة الأصل.
يقول أن هذه المطية ستكون صبح اليوم الرابع عند من أنا حريص على رؤيته وهو المسمى عبدالله الصالح فهو منتهى تلك المطية والتي ستؤول إليه.
45- إليا: إذا، لفيته: أتيت إليه ليلاً فصيحة، بالهواداة: بالهوادة والتؤدة والروية يقول إذا وصلت إلى عبدالله فبلغه سلامي وقل له يبحث عن صاحبي بالهدوء والروية حتى يجده.
46- مشكاي: يا من اشتكي إليه، جاني: جاءني.
يقول قل لرفيقي عبدالله إن صاحبي المشار إليه قد أتاني طيفه وأنا نائم وأسقاني من خمر ثغره الذائب فارتويت من شفتيه.
47- سيف: شاطئ فصيحة، أتحلاه: أراه.
يقول إنني عندما انتهيت من النوم وجدت أن ما حدث هو حلم لا حقيقة وأن الحقيقة أنني وراء سيف البحر لا أراه ولا يراني.
48- بهومي: إبهامي.
يقول إنني عندما انتبهت ورأيت أن الأمر عبارة عن حلم لم أزد على أن عضضت على إبهامي يدي ندماً وصفقت بكفي من شدة فراقة.
49- عمان: المعروفة في شرق جنوب الجزيرة العربية-البقوم: القبيلة العربية المعروفة يقول لرفيقه عبدالله عليك أن تبحث عن محبوبتي تلك في منطقة عمان أرض قبيلة البقوم وأنا سأكفيك الجهة التي أنا فيها أرض مصر ونابلس بفلسطين وقراها.
50- لما لموم: قاطبة.
يقول وعليك أن تبحث عنها مع العرب الرحل النازلين حول موارد المياه في فصل الصيف أو القيظ وستجدهم قد تجمعوا هناك على المناهل.
51- الرقوم ثلاث نقط مثل نقاط الثاء وهو رمز للوشم الذي كانت تستعمله النساء، الوضيحي: المها أو بقرة الوحشي فصيحة، حلاياه: أوصافها.
يقول إن من علامات محبوبته أن بها وشم ثلاث رقوم وأنها مثل عنق المهاة.
52- حذفت اسم المعنى تجنباً للحرج يشيله: يثيره ويدعوه فصيحة، ليا: إذا، السلق: جمع سلوق فصيحة.
يقول الشاعر أنني وكلت أمر كلب الصيد الخاص بي إلى ذلك الرجل حيث أنه يعرف طبائع كلاب الصيد وترتاح إليه.
53- يقلقس: يدعوه بكلمات يأتي إذا سمعها مثل: قس، قس، تس، تس، أبو عتابة: حركات مرحة تدل على الفرحة والسرور والحبور. يقول إنه يعالجهن ويداعبهن فيرتحن لوجوده ويظهرن له علامات المرح والسرور.
54- يكسر: يحنيه، الربابة: أداة الطرب المعروفة.
يقول إن تلك الكلاب إذا رأته ارتاحت له وبدأ بعضها يلعب وبعضها يظهر حركات تدل على المرح والسرور ومنها أن يحني ذيله مثل قوس الربابة.
55- بد: من بين.
يقول أن كلابة عقيل تتجمع عنده لما يحصل بينهن من المرح والحبور.
56- يقول لقد فهمنا مضمون رسالتك فحي هذه الرسالة وحي صاحبها.
57- اللي: الذي، لفى: وصل ليلاً فصيحة، راعيه: صاحبه، مهندرة: مهندسة بقلب السين إلى زاي أي متقنة، متكزة متقن كتابته ومبناه ومعناه.
58- حذفت اسم الشاعر تجنباً للحرج، لقى: وجد، يلفيه: يستقبله، عمد سرابه: صار بخاراً.
يقول إن هذا الشاعر الذي قال الدعابة السابقة لم يجد من يستقبله سواك ولولا وجودكم الكريم لذهب وصار بخاراً أو سراباً بقيعة.
59- دور إبحث، ياقف بباب: يداوم بها ويعمل.
يقول لعلك أيها الأمير تبحث له عن وظيفة يعمل بها ويداوم على ممارستها.
60- الحازم منطقة عند القريات، حاش: احتوى فصيحة، خله: اجعله.
يقول لا تعجزك أيها الأمير تلك الوظيفة فإن هناك منطقة الحازم وواديه وما فيه من الكلاب اجعله موكلاً بها يجود عددها ويضبط حسابها فإنه جدير بها.
61- تراه: اعلم أنه، شاطر: مقتدر وبارع، عذاريب: عيوب.
يقول أنه جدير بأن يشغل تلك الوظيفة فلا يفوتك أن تكل إليه أمور تلك الكلاب والسلق وهي كلاب الصيد لأنه يعرف عيوبها ومميزاتها.
62- طرشة: السفرة، صادوف: مصادفة، قلعوا: أبعدوا، هلاله، ابنة عمه ومحبوبته نقتطف من هذه القصيدة الطويلة الرائعة ما يختص بالسفر والقصيدة كاملة مع شرحها بكتابنا من شعراء الجبل العاميين يقول إن سفرتي مع الحضر ويعني العقيلات جاءت مصادفة بدون تخطيط مني وقد أبعدوا بي ونأيت عنك يا هلالة.
63- مصروف: فائدة، يم: جهة فصيحة، يافا: المدينة المشهورة بفلسطين، المداريج: منطقة بتلك الجهات.
يقول أنني قد أتعبت نفسي بتلك الجهات البعيدة على غير فائدة توازي قربي منك ولكن غربتي هي من أجل تحصيل المهر لأعود وأتزوجك.
64- رخي: وهو ابن عم الشاعر، راف جبل إلى الشمال الغربي عن الجوف، التنف منطقة إلى الشمال الغربي عن الجوف على طريق الجوف عمان.
يشتكي الشاعر إلى ابن عمه بعد محبوبته عنه بسبب سفره مع العقيلات وأن بينه وبينها تلك المسافات الشاسعة .
65- طوف: نامي مرتفع كثير ومتغطرف، خب: مثاني النفود فصيحة، المرابيب جبيلات إلى الجنوب الغربي عن مدينة جبة منها السطحية بها ورد ماء، وضحية، وكتيفة، وعراف وفيها مورد ماء، ولقيمين مدهاله: مآله وموهلة ومرابعه.
لا يسع الشاعر إلا أن يدعو للأرض التي تقطنها محبوبته بالغيث بحيث تنبت الأعشاب وتغيف في خب جبة وما حولها لتنعم مع أهلها في ذلك الربيع.
66- أشوف: أرى فصيحة، الربوع: الجماعة فصيحة، متوازين على مستوى واحد لا فرق بينهم فصيحة، عقب: بعد العقيلي: نوع من الأشدة سبقت الإشارة إليه، المسامة نوع أيضاً أشير إليه.
يقول إنني أرى الناس وقد تغيرت أوضاعهم بفعل الظرف الذي ألم بهم فلا فرق بينهم فأصحاب الجاه والناس العاديين صاروا في مستوى واحد وكل ركب بعد العقيلي على المسامة التي تنقل عليها الأحمال.
67- الوسم العلامة أو الحز أو الكي فصيحة، المحوص: جمع محص وهو الحبل القوي الشديد الفتل فصيحة الركية البئر القصيرة فصيحة.
يقول الشاعر أن الذي يشغل قلبه وقد حز في نفسه كما تحز المحوص والحبال تلك الصخور التي يطوى بها جال تلك الركية أو البئر.
68- الغوش الشباب أو الرجال الشجعان والكلمة أصلها كنعاني، الضمير يعني الركائب.
يقول الشاعر أن ما حز في نفسه وآلمه وضيق صدره أن أولئك الرجال الذين مروا عليه في أصيل ذلك اليوم وسروا من عنده على تلك النجايب التي تشبه انحناء الأقواس من الضمر وبوده لو كان معهم.
69- تعاطن: تجاذبن وعبرن، دواس موقع جسر يجتاز نهر الفرات سبقت الإشارة إليه، والخابور: نهر بالعراق.
يقول أن تلك النجائب يمتطيها أولئك الرجال النشطين قد عبرن نهر الفرات من معبر دواس وهو جالس بقرب نهر الخابور لا يوجد لديه مطية يمتطيها ويرافق صحبه.
70- العزوة: ما يعتزى به فصيحة.
يقول الشاعر أن لكل قبيلة أو عشيرة وربما عائلة أو فرد عزوة يعتزى بها فإذا اعتزى كل بعزوته فإنني أعتزي بالعزوة الشمرية التي هي عزوة قبيلته.
71- الوجد التألم مما يجد فصيحة، الأجلال: مورد سبق ذكره، واهج: شدة الحر فصيحة.
يقول الشاعر أن وجدي على زوجتي التي فقدتها مثل وجد ذلك الظمآن الذي وصل إلى ذلك المورد في شدة حر الصيف وليس معه رشاء يستقي فيه فبقي ظمآناً.
72- الشبرم: مورد سبقت الإشارة إليه، هايق: أطل ورأى بعد قعر البئر يواصل الشاعر ذكر وجده بوجد من ورد مورد الشبرم ولم يجد عليه أحد يمكن أن يستقي بدلوه والماء بعيد عنه فقد ضاع فكره عندما رأى عمق البئر.
73- الجوف: دومة الجندل، الجوبة: المنطقة المحيطة به والمنخفضة عما حولها، لما: عندما، التغريب: الذهاب إلى الغربية عمان وما وراءها.
يقول الشاعر ما أحلى عندما نصل إلى الجوف في طريقنا للذهاب إلى الغربية وذلك لأننا قطعنا من الطريق خلال رمال النفود.
74- كور: شداد فصيحة، منجوبة: مختارة، محاقيب موضع الحقب شابت من كثر الشد.
يتمنى الشاعر أن يركب على شداد مطية مختارة مما قد شاب موضع الحقب منها.
75- الهرش: الجمل المسن، زمل: الجمال المعدة للحمل، المعازيب جمع معزب وهو صاحب المال يقول أن هذه المطية خير من ركوب الجمل المسن ونكون مع إبل صاحب المال أو رئيس القافلة.
76- سوق السبع: أي سوق بئر السبع بفلسطين سبقت الإشارة إليه.
يقول الشاعر إن كل قد أدركه العيد عند أهله فاستأنس بقضاء أيام العيد بين أهله وأحبابه أما أنا فقد عيدت في سوق بئر السبع متكدر النفس.
77- ممهونة الخامس: جملة ذم وتأفف، أسوقه وأعرضها للبيع.
يقول أن الإبل النحسة قد بسلت في يدي وأبت أن تباع وكم حاولت بيعها لأعود إلى أهلي وأعيد عندهم ولكن بدون جدوى.
78- باغين: مريدين، لنج: هيئة أو شكل.
يقول هذا الشاعر الذي يختصر ويخيل إليه أنه رأى ركاباً عليها رجال من أين أتيتم وإلى أين تريدون فإن لكم هيئة تختلف عما رأيت.
79- عقيلات: من عقيل، سعادين: عباءات سعدونية، صويطات: أي من آل سويط أمراء الظفير، كفافي: جمع كفيه وكانت من لباس السويطات مثل الغترة.
يقول الشاعر إن هيئتكم تختلف فلا أنتم من العقيلات الذين يلبسون العباءات السعدونية ولا أنتم من السويط الذين يلبسون الكفافي فمن أنتم إذاً؟
80- طروش: مسافرين، الحق: الموت، بطون لطاف: أي الجميلات ناحلات الخصور من الشابات والنساء يقول إنكم بلا شك ملائكة الموت ولستم بخافين وياما أخذتم من الشباب والشابات الجميلات ذوات الأوساط المهضومة.
81- الني: الشحم يكتنز بالسنام، مرودم: تراكم الشحم في سنامها، الدفوف: جانبي السنام.
ينادي الشاعر راكب تلك المطية السمينة التي اكتنز الشحم في سنامها وجانبيه.
82- يقول إن تلك المطية قد رعت أعشاب وأزهار تلك الأرض المربعة الخصبة التي رأيت بروق السحائب التي تمطر عليها ولفت نظري ذلك البرق.
83- انسفه ضعه: إفرق نحرها: وجهها، يم جهة فصيحة، الإيمام: المقصود جهة الجنوب.
يقول أحضر الشداد العقيلي وضعه عليها ثم لذ بكورها وضع نحرها جهة المقصود الذي سأرسلك إليه.
84- نبي: نريد، وجبة الظهر: وقت الظهر، يا إما سعد: أن نظفر بخير، السنان: الرمح.
يقول إننا سوف نذهب إلى مكان تواجد العقيلات في وقت الظهيرة حينما ينتهون من عملية البيع والشراء فإما وجدنا عندهم ما نريد أو حربنا معهم.
85- دفاقة: مقدمة، مطرق: مقدم وعليه السمن الذي يدهن به وهو رمز للكرم.
يقول إن العقيلات يقدمون لمن يأتيهم القهوة العربية المبهرة بالهيل وفوق هذا يقدمون الطعام في تلك الصواني الكبيرة فيأكل منه الآكلون.
86- اللي: الذين، الفيافي: جمع فيفاء: الأرض الواسعة فصيحة، ديرة" بلد فصيحة.
يقول أولئك العقيلات الذين يخوضون ويقطعون الفيافي على ظهور خيولهم وإبلهم وكم بلد يعتقد بأنه يعسر الوصول إليه لكن العقيلات وصلوا إليه وهان أمره عليهم.
87- حمرا: يعني المطية، الحداوي: جمع أحدية فصيحة الأصل.
يقول إن ذلك الراكب أو المندوب يركب مثل تلك المطية التي تسرع في جريها ومن فوقها ما أجمل أصوات الأحديات التي يرددها الركبان.
88- قطم: قصيرة الفخذين، وهي ميزة جيدة من حيث متانة المطية، اللي: التي، اللال: السراب فصيحة، صخيف: غير عريض، حساوي صناعة الأحساء.
يقول إن ميزات تلك المطية التي تقطع بنا تلك الأرض التي يتراقص ويتموج فيها السراب وهي مأمونة الجري وعليها خرج ظريف من صنع الأحساء.
89- هديب: لقب لجمل يحمل ما يوضع عليه ويكنى به عن الرجل الذي يتحمل المهمات، الملازيم: اللازم من المهمات، شيال: حامل، منوتي: ما أتمنى، بد: من بين.
ينادي الشاعر رفيقه ويصفه بالكناية بأنه حمال الأثقال ويفديه بنفسه ويقول يا أمنيتي الوحيدة من بين ما أتمنى أن أراك.
90- يفتتح الشاعر هذه القصيدة بدعائه لربه عز وجل وهو عالم ما تخفى الصدور من أسرار ونوازع ولن يستطيع مخلوق أن يخفي أو يجحد عن ربه شيئاً.
91- وخلاف ذا: أي وبعد ذلك، مذعار: من الذعر وهي سريعة الجفول فصيحة القربة: وعاء الماء فصيحة، بعد أن فرغ الشاعر التفت إلى الموضوع للدخول فيه فأرسل مندوبه على تلك الناقة التي يجفلها أقل شيء وهي خفيفة الحمل ليس عليها إلا القربة متاع راكبها.
92- تلفى: تصل فصيحة، خالد: خالد بن سطام بن شعلان رحمه الله، وكاده: بالتأكيد.
ينادي الشاعر خالداً أن تلقى نصائحه أذناً صاغية منه وأن يرى آثار القبول على وجهه.
93- تعبار: اعتبار، يما: حتى، مقاده طريقها يوصي الشاعر خالداً بالصبر وقوة الاحتمال مبيناً له أن الصبر لا يهضم حقه ولا ينقص من اعتباره حتى تتضح الطريق السليمة.
94- يا صار: إذا صار، يتابع الشاعر إيضاح الموقف فيقول إذا كان ضيفك أخطأ على جار أخيك فإن العرف السائد يعفيك من اللائمة ويجتاز المحذور فجارك وضيف أخيك لا يجب أن يسببا القطيعة.
95- رداة العقل: ضعف التفكير يلوم الشاعر المعنيين بالأمر ويؤنب كل واحد مذكراً إياه أن كل ما حدث عائد إلى قصر النظر، وكل ما حدث ويحدث هو بسب أطماع الدنيا.
قائمة المصادر:
1- أخلاق الرولة: لويس موزل، ترجمة الدكتور محمد بن سليمان السديس-ط1 1414هـ 1994م/ جامعة الملك سعود.
2- الأخبار النجدية: محمد بن عمر الفاخري، تحقيق د. عبدالله بن يوسف الشبل، جامعة الإمام محمد بن سعود.
3- من أخبار نجد والحجاز/ تاريخ الجبرتي: محمد بن أديب غالب، ط1 1395هـ 1975م، دار اليمامة –الرياض.
4- الإبل في الشعر الجاهلي: د. أنور عليان أبو سليم- ط 1403هـ 1983م/ دار العلوم –الرياض.
5- الإبل: سليمان الأفنس الشراري –ص 1412هـ 1962م، طبرجل – الجوف.
6- الألف سنة الغامضة من تاريخ نجد: عبدالرحمن بن زيد السويداء – ط1413هـ 1993م، دار السويداء للنشر والتوزيع –الرياض.
7- اكتشاف جزيرة العرب: جاكلين بيرين، ترجمة قدري قلعجي، دار الفاخرية –الرياض.
8- أنساب الأسر الحاكمة في الأحساء: أبو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري، 1403هـ 1983م، دار اليمامة- الرياض.
9- آل الجرباء: ابو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري، 1403هـ 1983م، دار اليمامة- الرياض.
10- بنو خالد وعلاقتهم في نجد: عبدالكريم بن عبدالله الوهبي، 1410هـ 1990م/ دار ثقيف- الرياض.
11- تاريخ بعض الحوادث في نجد: إبراهيم بن صالح بن عيسى، ط2 1408هـ 1988م، دار اليمامة- الرياض.
12- تاريخ حمد بن لعبون: ط2 1408هـ 1988م، دار المعارف- الطائف.
13- تاريخ الكويت: يعقوب عبدالعزيز الرشيد: 1391هـ 1971م، مكتبة الحياة- بيروت.
14- تاريخ نجد: حسين بن غنام، تحقيق د. ناصرالدين الأسد، ط2 1403هـ 1983م.
15- تاريخ ابن ربيعة: تحقيق د. عبدالله بن يوسف الشبل ط1406هـ 1986م.
16- تحفة المشتاق في أخبار نجد والحجاز والعراق: عبدالله محمد البسام، مخطوطة.
17- تاريخ مطالع السعود: مقبل بن عبدالعزيز الذكير، مخطوطة عام 1331هـ.
18- تاريخ سيناء: نعوم شقير، دار الجيل- بيروت.
19- جذوع وفروع: عبدالرحمن بن زيد السويداء، 1409هـ 1989م، دار السويداء- الرياض.
20- خلاصة تاريخ مصر والشام والعراق والجزيرة العربية: نعوم شقير، دار الجيل- بيروت.
21- الحصان العربي: مهندس نذير الزيات ط1413هـ 1993م، دار الألباء- دمشق.
22- الدرر الفرائد المنظمة: عبدالقادر بن محمد الجزيري، تحقيق حمد الجاسر، 1403هـ 1983م، دار اليمامة- الرياض.
23- داود باشا والي بغداد: د. عبدالعزيز سليمان نوار، وزارة الثقافة- مصر 1378هـ 1958م.
24- الرحالة الغربيون: د. دوبن بدول، ترجمة: عبدالله آدم نصيف، ط1409هـ 1989م.
25- رحلة ابن بطوطة ط1405هـ 1985م، دار بيروت- لبنان.
26- رحلتي مع العقيلات: إبراهيم المسلم، ط2 1404هـ 1984م/ الجمعية العربية للثقافة والفنون- الرياض.
27- الزبير: عبدالله ناصر الزير، 1416/1995م- دار المجد- دمشق.
28- سجل الشرف: فهد المارك- ط1385هـ 1965م، مؤسسة المعارف- بيروت.
29- شذى الند في تاريخ نجد: مطلق بن صالح المطلق، مخطوطة.
30- طرق التجارة الدولية: نوال حمزة الصيرفي، ط1393هـ 1973م القاهرة.
31- العماد في علوم الخيل: مهند الغبرة، 1413هـ 1993م، دار طلاس- دمشق.
32- العقيلات: إبراهيم المسلم، ط2 1409هـ 1989م، مكتبة العقيلات- الرياض.
33- العلاقة بين الدولة السعودية الأولى والكويت: د. عبدالله بن صالح العثيمين، ط2 1411هـ – 1991م.
34- قلب جزيرة العرب: فؤاد حمزة، ط2 1388هـ 1968م، مكتبة النصر الحديثة- الرياض.
35- قبيلة العوازم: عبدالرحمن بن عبدالكريم العبيد، ط1391هـ 1971م.
36- قبيلة الشرارات: عبدالله قاسم النواق، ط1415هـ 1994م.
37- قصة رحلة إلى المدينة ومكة: المستشرق والين 1845م.
38- كتاب الخيل: عبدالله بن محمد الكلبي ط1406هـ 1986م- دار العرب الإسلامي- بيروت.
39- مسالك الابصار: أحمد بن يحى العمري، تحقيق دورو تياكرافوسكي، ط1 1406هـ 1986م، بيروت- لبنان.
40- معلمة التراث الأردني: روكس بن زايد العزيزي، ط 1403هـ 1983م، وزارة الثقافة الأردنية.
41- المناسك وطرق الحج: أبي إسحاق الحربي، تحقيق حمد الجاسر، ط1389هـ 1969م، دار اليمامة- الرياض.
42- مسائل في تاريخ الجزيرة العربية، أبو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري، ط2 ،1413هـ 1993م، دار الكتاب السعودي- الرياض.
43- من شعراء الجبل العاميين: عبدالرحمن بن زيد السويداء، ط1409هـ 1989م، دار السويداء- الرياض.
44- من حديث بوركهارت: ترجمة د. عبدالله صالح العثيمين، ط1411هـ 1991م، دار التوبة- الرياض.
45- نشأة أمارة آل الرشيد: د. عبدالله بن صالح العثيمين، ط1412هـ – 1991م.
46- نجديون وراء الحدود: د. عبدالعزيز عبدالغني إبراهيم، ط1410هـ -1990م.
47- النقود العربية الإسلامية: الأب انستانس الكرملي، مكتبة الثقافة الدينية- القاهرة.
48- نمر بن قبلان العدوان: روكس بن زايد العزيزي.
قائمة أسماء الرواة :
قائمة أسماء الرواة سواء أكانوا من العقيلات أنفسهم أو ممن يذكرون أسمائهم أو ممن لهم اهتمام بهذا الموضوع وزودوني بأسماء مما دونوه عن غيرهم:
إبراهيم بن عبدالله القفاري•
إبراهيم بن علي العبدالمنعم•
• أحمد بن فهد العريفي
حمود بن محمد النافع•
رجاء بن عادي الرمالي•
• زيد بنى عبدالرحمن السويداء
سعود بن عبدالله الجلعود•
سعود بن محمد• العيد
سعيد بن فهيد الهمزاني•
صالح بن سعد العصفور•
صالح بن علي• الصمعاني
عاشق بن فهيد الفهيد•
عبدالرحمن بن عبدالله السويداء•
• عبدالرحمن بن زيد الجارالله
عبدالعزيز بن عبدالمحسن الرخيص•
عبدالعزيز• بن رشيد الرديعان
عبدالعزيز بن عبدالكريم الزرقان•
عبدالله بن فهد• العميم
عبدالله بن علي المايز•
عبدالله بن عبدالعزيز البدران•
• عبدالله بن إبراهيم الرشيد
عبدالله بن علي القاسم•
عبدالله بن عبدالوهاب• السويطي
عبيد بن محمد العميم•
عيسى بن سالم السويداء•
فالح بن• عبدالمحسن العتيق
فهد بن مطلق الازيمع•
فهد بن علي العريفي•
محمد• بن عبدالله الجريفاني
محمد بن سلمان الرشدان•
محمد بن عبيد العميم•
• محمد بن عيسى الهذال
يوسف بن صالح السويطي.•
أسماء الأعلام ممن لم ترد أسماؤهم مع العقيلات:
- إبراهيم بن صالح عيسى
- إبراهيم بن محمد الفالح
- إبراهيم بن محمد الدايودي
- إبراهيم المسلم
- إبراهيم محمد علي باشا
- إبراهيم الرشيد
- إبراهيم الجطيلي
- ابن بطوطة
- ابن الجوزي
- ابن سند
- ابن دخيل
- ابن الجراح الطائي
- أبي محمد المناضحي
- أحمد بن يحيى بن عطوة
- أحمد عرابي
- أحمد الرواف
- أحمد حسن باشا
- أحمد حسن خان
- أحمد أغا
- أوليفر
- بدر بن حسنوية
- بشير بن نصار التميمي
- بنية من قرينيس الجربا
- جلوي الصقعبي
- "جلوب" "أبو حنيك"
- جوهان لودفج بوركهارت
- حمود بن ثامر المنتفق
- حمد بن عتيق الحربي
- حميد الجمال الهلالي
- حجيلان بن حمد آل أبو عليان
- حسن بن علي البسام
- حسن بن آبي نمي
- حسن باشا
- حسين باشا
- حنفي محمد باشا
- خالد بن سطام بن شعلان
- خلف بن زويد الشمري
- داود باشا
- داوتي
- دزني
- دوبريه
- رشاد الشواء
- زامل بن سلطان الخطيب
- زامل بن سليم
- زكروية القرمطي
- زين بن الحسين الشريف
- سطام بن شعلان الرويلي
- سعود بن عبدالعزيز بن محمد آل سعود
- سعيد باشا
- سليمان بن ناصر الوشمي
- سليمان باشا الكبير
- سليمان باشا الصغير
- سليمان الغنام
- سليمان فايق
- سليمان البراك
- سليم الثاني
- سليمان المهنا
- سونز
- صالح الزهير
- صالح السليمان
- صالح بن عيسى المنتفق
- صالح البلاع
- صالح الحليسي
- صفوق بن فارس الجربا
- طاهر بن حسن الطائي
- طراد بن سطام بن شعلان
- طلحة بن العوام
- ظالم بن موهوب العقيلي
- عبدالعزيز محمد آل سعود
- عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
- عبدالعزيز بن عبدالرحمن السديري
- عبدالعزيز العبيد
- عبدالعزيز الحجيلان
- د. عبد العزيز عبدالغني إبراهيم
- عبدالكريم أبا الخيل
- عبدالله بن فيصل آل سعود
- عبدالله بن سليمان الحمدان
- عبدالله بن أحمد بن حمدان
- عبدالله باشا
- عبدالله الحواس
- عبدالله الحليسي
- عبد شنون
- عبيد بن ناصر الرشيدي
- علي سليمان الخالدي
- علي محمد الطائي
- علي الفضل
- علي رضا باشا
- عمير بن حجيلان بن حمد
- عمر هاشم
- فارس بن محمد الجربا
- فلاح بن مصيخ الظفيري
- فيصل بن تركي آل سعود
- فيصل بن الحسين الشريف
- فهد بن معمر
- قاسم بن محمد الشاوي
- قاسم الرواف
- قرواش بن مقلد العقيلي
- قريش بن بدران العقيلي
- قرينيس بن محمد الجربا
- كعب بن مامة الإيادي
- الجعفري
- الدريعي الرويلي
- الذياب
- الزبير بن العوام
- السويدي
- الشريف الرضي
- الشريف المرتضى
- القدوري
- المقلد بن المسيب العقيلي
- البيكي
- ليارد
- اللنبي
- الليدي بلانت
- لورانس
- لويس موزل
- ماضي بن صلال الدوسري
- مانع بن جلود العنزي
- محمد بن المسيب العقيلي
- محمد بن عبدالله العوني
- محمد نجيب باشا
- محمد الرشودي
- محمد بن حسين بن حماد (الاصيفر)
- محمد الرواف
- محمد علي باشا
- محمد بن عبدالوهاب
- محمد إبراهيم بن حميدان
- محمد بن داود
- محمد الرميحي
- محمد محمود باشا
- محمد الشواربي باشا
- محمد الصمعاني
- محمود سبكتكين
- محسن بن خلف الغصاب
- مسلم بن قريش العقيلي
- مسفر بن راشد الجهني
- منصور بن راشد المنتفق
- موسى الرواف
- مهنا الصالح المهنا
- موزل
- نابليون بونابرت
- ناصر الدغيثر
- نامق باشا
- نادر شاه
- نيبوز
- وبدان بن سعدون المنتفق
- هيود
- يحيا بن زهير
مع تحيات واس
تم الاعداد والجمع والترتيب مقابل دعوة في ظهر الغيب
الشكر للنادي الادبي بحائل
1-الشجاعة:
يتمتع العقيلات بقسط وافر من الشجاعة والجسارة عندما يصل الأمر إلى مجابهة الأعداء وجهاً لوجه، ذلك أنه
بحكم احتكاكهم بالقبائل التي يمرون عبر أراضيها وحكم مواجهتهم للمشاكل التي تعترضهم أثناء هذه الرحلات المتكررة عبر السنوات الطويلة التي أكسبتهم القوة والصلابة وثبات الجأش والشجاعة والإقدام لمجابهة ما قد يعترضهم أو يعرض قوافلهم وأموالهم للخطر من الطامعين بتلك الأموال سواء أكانوا من الغزاة الطامعين أو قطاع الطرق المتربصين الذين يعترضون هذه القوافل، وتتفاوت درجة الشجاعة بين شخص وآخر من العقيلات كما قسمها الله سبحانه وتعالى، لكن بصفة عامة فإنهم يتصفون بالشجاعة والإقدام والجسارة، وليس أدل على ذلك من اختراقهم تلك الصحاري الشاسعة بما يوجد بها من المخاطر والمشاق والمتاعب والعوائق البشرية والطبيعية والحيوانية حيناً يقطعون هذه البيد الشاسعة المهلكة بالنهار تحت حرارة الشمس ولهيب السماء وغبار العواصف الرملية وحيناً آخر يقطعون تلك المفازات الموحشة التي لا تخلو من السباع والضواري تحت جنح الظلام الدامس في حالة تغييرهم الطريق فيما لو شعروا بخطر محدق يكتنف الطريق التي يسلكونها، فهم بذلك يقتحمون الأهوال في مجاهل الصحراء التي يخترقونها بقلوب ثابتة وخطوات راسخة ووثبات جادة، فالواحد منهم يسير في هذه الصحاري ثابت الجنان جاد الخطوات إلى الغاية التي يريد الوصول إليها، لا يتقيدون في وقت معين للمسير متى أحسوا بالخطر، يسيرون في أول الليل أو منتصفه أو آخره حتى يتجاوزوا منطقة الخطر الذي قد يعرض أنفسهم وقوافلهم ينفذون ذلك وقلوبهم ثابتة على شجاعتها إذا جد الجد وحصلت المواجهة لكن تداركهم للأخطار المحدقة خير من الوقوع فيها، وبقدر ما يجابهون الطامعين في قوافلهم فهم يجابهون العوامل الطبيعية بكل جرءة وإقدام، لا تحول العواصف الرملية دون اجتيازهم مجاهل الطريق، ولا تعوق السيول الجارفة مسيرتهم متى رأوا أن الوقت مناسب للعبور، ولا تؤثر العواصف الثلجية كثيراً على رحلاتهم وإن عاقتها بعض الوقت لكنهم يتغلبون عليها، يكابدون المشاق وينتصرون عليها ولم يقتصر الأمر على الشجاعة المعهودة بالفعل فإن لديهم كذلك الشجاعة الأدبية حيث يواجهون من يعارضهم بصراحة ووضوح وصدق عما يجب أن يقال حتى ولو كان هذا المعترض في طريقهم ذو سلطة أو جاه، وليس أدل على ذلك من سقوط بعضهم قتلى بغدر الولاة الأتراك أيام الحكم التركي حينما واجهوا هؤلاء الأتراك بعين الحقيقة التي لا يريدها أولئك الحكام الأتراك ويرغبون بدلاً عنها المجاملات والتزلف بالكلام الذي يدغدغ مشاعر أولئك الحكام وعندما واجههم العقيلات بشجاعتهم المعهودة ما كان منهم إلا أن قبضوا عليهم وقتلوهم صبراً كما حدث عام 1258هـ – 1842م حين قتل سليمان الغنام رئيس عقيل أهل العارض وقتل علي السليمان الخالدي رئيس عقيل أهل القصيم الذي قتله محمد نجيب باشا وإلى بغداد من أجل أنه قال كلمة الحق دون محاباة أو مجاملة أما الذين قتلوا وهم يدافعون عن قوافلهم فهم كثير جداً بما لا يمكن حصره كما أن لموقفهم عندما قطعوا الجسور وهم في حي الكرخ ببغداد عندما تسربت إليهم أخبار من أن رئيسهم قد قتله الوالي بدلاً من مقابلته فعمدوا إلى قطع الجسور بين الكرخ والرصافة وسيطروا على ما تحت أيديهم من المدينة حتى تأكد لهم أن رئيسهم لم يمس بأذى وقد أشير إلى ذلك آنفاً مما يدل شجاعتهم، وتنعكس شجاعة العقيلات وإقدامهم على استمرار قوافلهم عبر تلك المفازات الشاسعة عدة قرون رغم ما في هذه البيد المترامية من المخاطر التي مر ذكرها وبهذه الشجاعة الذاتية والمكتسبة من تجارب الحياة التي يتحلى بها العقيلي استمر تدفق قوافلهم في مختلف الاتجاهات داخل الجزيرة العربية وخارجها في الأقطار العربية المجاورة في الهلال الخصيب وما جاوره من أقطار.
2- الكرم:
لا غرو أن يشتهر العقيلات بالكرم، فهم أو غالبيتهم من نجد منبع الكرم فضلاً عن أنهم يجوبون مناطق يتمسك سكانها بسجية الكرم العربي ويكاد الكرم أن يتجسد في أنحاء الجزيرة العربية بصفة عامة لا يستثنى من ذلك جزء على جزء. كما تضفي شمولية الكرم العربي على أقطار الوطن العربي دون استثناء بنسب متفاوتة، لكن من عاش في الصحراء أو قريب منها يختلف عمن عاش على السواحل وقرب البحار والأنهار حيث الطبيعة بتلك الأماكن قد يجد الإنسان أي إنسان ما يأكله ويسد رمقه ويستبقي حياته من صيد البحر والأنهار وما ينمو حولها من أشجار وثمار أما من يعيش في كبد الصحراء وبطون البراري فإنه لا يجد ما يدفع عنه غائلة الجوع ويبقى على حياته إلا أن يطرق بيت شعر يجده في جوف هذه الصحراء ويستضيف أهله ولذلك تجد سكان هذه الصحاري قد انغرست في نفوسهم وسرت مع دمائهم سجية الكرم بطريقة لا إرادية حيث يتوقف على ذلك حياة أو موت الإنسان وتكاد أن تكون في بدايتها تبادل منفعة ومصلحة ثم أصبحت سجية جُبِلَ عليها العربي وعرف بها وعرفت به منذ قرون سحيقة وصارت عنده بمثابة أحد أركان شخصيته وأخلاقه المميزة تأسره بمثلها الإنسانية التي تجعل إكرام الضيف من السمات التي يتحلى بها العربي أينما حل وحيثما رحل، فهو بتقديم ما يملك من طعام وشراب لإنسان محتاج في جوف هذه البراري قد ساهم إنسانياً في إنقاذ حياة هذا الإنسان بالدرجة الأولى، وقدم له من الخدمات من المأوى والدفء ما خفف عنه تعب السفر ووعثائه وأمده بطاقة جديدة تدفعه إلى مواصلة رحلته لبلوغ هدفه وما دام الإنسان في هذه البقعة قد تعود على هذا العمل الإنساني ونشأ عليه وتخلق بهذه السجية فلا أقل بأن يسلك العقيلات هذا المسلك المشرف، كيف لا وهم أحفاد ذلك الجواد الكريم حامل لواء الكرم العربي حاتم بن عبدالله الطائي الذي يقوم لغلامه:
أوقد فإن الليل ليلٌ قر * * * والريح ياواقد ريحٌ صر
عسى يرى نارك من يمر * * * إن جلبت ضيفاً فأنت حر
هذا الخلق الفطري النبيل جبل عليه العقيلات في حلهم وترحالهم فبيوتهم في أماكن تجمعهم مقاصد الزوار والمحتاجين وطالبي الرفد والغرثى ومخيماتهم أثناء رحلات قوافلهم مآل من أخذ منه الجوع والعطش مأخذه حيث يجدون فيها الشبع والري، هذا فضلاً عما يصرفونه على مرافقيهم وما ينفحونهم به من الهبات والعطايا وما يبادلون به شيوخ القبائل من التحف والهدايا وبسبب هذه السجية قد أحبهم الناس كل على قدر استفادته منهم، ولا غرو في ذلك فالكرم قد يغسل الكثير من أوضار النفوس وينظف القلوب من الأوشاب ويمسح مواطن الضغائن ويسمح الخواطر ويستبدل الكره بالمحبة والحقد بالتسامح ويذيب ما في النفوس من رواسب الاحتاك، ولا شك أن هذه السجية قد خدمت العقيلات وسهلت الكثير من طرقهم وأزالت ما يعترض هذه الطرق من العوائق وليس الأمر مقتصراً على الكرم المادي من تقديم الطعام والشراب والنقود والملابس والهدايا وغيرها ولكن هناك ما هو أهم من ذلك ألا وهو كرم الأخلاق الذي يتمثل بالجانب الإنساني المهم حيث يجد الضيف أو القاصد الترحيب والابتسامة على الجبين التي سنتكلم عنها مفصلة في فقرات لاحقة.
3- الأمانة:
تعتبر الأمانة إحدى ركائز التجارة الرئيسة التي تقوم عليها التجارة الناجحة، وبدون الأمانة فمهما ازدهرت التجارة فإن مصيرها إلى الفشل، وليست الأمانة مقصورة على التجارة لوحدها ولكنها على جميع متطلبات الحياة بل ومجرى حياة الإنسان بكاملها لكنها بالنسبة للتجارة شيء أساسي، ذلك لأن التعاملات التجارية الصحيحة لا تقوم إلا عليها، فالعقيلي بحكم عمله في التجارة والنقل تمثل الأمانة لديه أحد عوامل نجاحه الرئيسة إذ أنه يتعامل مع مختلف الطبقات من التجار والمواطنين، ولما لم تكن الكتابة والتدوين منتشرة في ذلك الوقت بدرجة كافية فإن التعامل يتم بالأمانة، يعطي الرجل العقيلي مبلغاً من المال إما ليتاجر به مع تجارته أو ليحضر له شيئاً معيناً بما يسمى "سفر" فيقضي هذا حاجة رفيقة بكل أمانة ودقة، وقد يكون مع العقيلي في صندوقه الذي يحمل به نقوده أو مزادته أموالاً للعديد من الناس كل مال شخص موجود في صرة لوحده بعضهم يكتب عليه اسم صاحبه والبعض الآخر يعرفه بعلامة مميزة فيحضر له ما راد بكل أمانة، وقد شهد للعقيلات بالأمانة من رافقهم في رحلاتهم من مختلف الأمم والأديان رحالة كانوا أم تجاراً، وحكايات أمانة العقيلات كثيرة جداً وكنماذج حية لتكون شاهداً على ما أشرنا إليه في أحد الأيام جاء الشيخ إبراهيم بن ناصر الضبعان رحمه الله وهو أحد العقيلات المتعهدين لنقل الحجاج قاصداً رفيقه الشيخ فالح بن إبراهيم اليوسف رحمه الله ليقترض منه بعض النقود وذلك لشراء حاجته من الإبل لنقل الحجاج فوافى رفيقه فالح مصعداً الشارع يريد فتح دكانه وأخبره بحاجته، فما كان من فالح إلا أن أعطاه مفتاح خزنته وقال له: إنها داخل الغرفة وهذا مفتاح الخزنة فافتحها وخذ ما تريد من النقود وأعد إلي المفتاح، ذهب إبراهيم وأخذ حاجته ولم يسأله فالح كم أخذت وبعد بضعة أيام جاء إبراهيم ومعه المبلغ الذي أخذه فأعطاه فالح المفتاح مرة أخرى قائلاً له: من فضلك أعد المبلغ إلى مكانه لأنني مشغول الآن بمن عندي لم يكن هذا قصده، لكنه لم يرد أن يشعر رفيقه بأنه عرف المبلغ الذي أخذه، أخذ إبراهيم المفتاح وأعاد المبلغ إلى مكانه وأحضر المفتاح دون أن يسأله فالح كم أخذت وكم أعدت ودونما يفصح إبراهيم عن مقدار ما أخذ وما أعاد، وعندما انصرف سأله رفاقه عن الأمر فأخبرهم بالقصة فقال أحدهم: كيف تعطيه مفاتيح خزينتك وبها أموالك ولا تدري كم أخذ ولا كم أعاد فما زاد فالح أن قال: لقد أمنته أولاً وأمنته أخيراً ولا أشك أنه عند أمانتي له، وحادثة ثانية فقد كان الشيخ عيسى بن عبدالله القفاري رحمه الله وأخيه إبراهيم بن عبدالله القفاري مشتركين مع الشيخ عبدالكريم بن صالح السالم البنيان رحمه الله في تجارة فاشتروا ثمانين بعيراً وبقي عند عيسى مبلغ 2000ريال (فرانسي) في بيته وكان المبلغ كبيراً، وحملها ليودعها في دكان الشيخ عبدالكريم فوجده مغلقاً دكانه فأودعها عند الشيخ محسن بن خلف الغصاب رحمه الله لأنها ثقيلة الحمل على أساس أنه سيودعها من يوم غد عند الشيخ عبدالكريم وفي اليوم التالي نسي عيسى أنه وضع الدراهم عند محسن بن خلف الغصاب وجاء إلى الشيخ عبدالكريم فقال له أعطني الألفي ريال التي أتيتك بها أمس فلم يشأ الشيخ عبدالكريم أن يكذب رفيقه وأيقن أنه واهم في الأمر فلعله أن ينتبه ويتذكر أو أنه بنفسه قد نسي الموضوع فما كان منه إلا أن نقد عيسى مبلغ 2000ريال (فرانسي) خرج بها عيسى واشترى بها زيادة إبل وبعد مضي ثلاثة أيام مرَّ عيسى من عند دكان الشيخ محسن بن خلف الغصاب فناداه محسن وقال له: أما تريد دراهمك التي وضعتها عندي منذ ثلاثة أيام؟ عند ذلك ذكر عيسى الأمر فحمل المبلغ إلى رفيقه عبدالكريم واعتذر إليه وقال له: لماذا لم تنبهني على ذلك أو تعارضني فلعلي أفطن لمن أودعتها عنده؟ فقال له عبدالكريم: لو عارضتك وأنكرت عليك قد لا يدرك الناس ذلك وربما اتهموني بالتلاعب والخيانة لأن المال بيننا مشترك وكل يوم تأتي إلي بمبالغ مماثلة، وقصة ثالثة وهي أن زيد بن مبارك القريشي رحمه الله قد أعطى إبراهيم بن عبدالله القفاري ناقة يذهب بها مع قافلته ليحضر عليها كيل لبيته وأعطاه مبلغ عشرين ريالاً (فرانسياً) وبعد أن سارت القافلة بيومين طرأ على زيد أن يلحق بالقافلة بنفسه ومعه خمسة من الإبل وبالفعل لحق بالقافلة وأثناء استراحة القافلة أخرج زيد ستة جنيهات ذهب و100 ريال (فرانسي) يريد أن يعطيها إبراهيم ليضعها في "مقفلته" وهي المزادة التي توضع فيها النقود لكن زيداً وضع هذه النقود عند محط راحلته وسهى عنها وقام إلى المجموعة الذين كانوا عند النار وسمروا ثم نام القوم قليلاً ثم نهضوا مبكرين مع أذان الفجر تحت غلس الليل فأدوا الصلاة وساروا إلى هدفهم وعندما وصلوا إلى مدينة النجف "المشهد" بالعراق قال زيد لإبراهيم: أعطني المبلغ الذي أعطيتك فبحث إبراهيم عن المبلغ في صرائر النقود فلم يجد لزيد سوى 20 ريال مكتوب على صرتها اسمه، لكن زيداً قال إنني أعطيتك ستة جنيهات ذهب و 100 ريال بمراحنا بالمكان الفلاني، فما كان من إبراهيم الذي لا يملك مثل هذا المبلغ إلا أن اقترض من التاجر الذي يتعاملون معه في المشهد الذي يدعى "عبد شنون" المبلغ المطلوب وأعطاه لرفيقه زيد وكأن شيئاً لم يكن وفي طريق عودتهم بعد حوالي شهر مروا في طريقهم بكامل القافلة بما فيهم الشيخ زيد على مراحهم تلك الليلة المعلومة لأخذ حاجة قد نسوها هناك وجاءوا بقرب مبرك مطية زيد في تلك الليلة فوجدوا النقود في مكانها كما هي ستة جنيهات ذهب و 100 ريال فرانسي فأخذها زيد وسلمها لإبراهيم وهو يعتذر إليه وعندما قال له: لماذا وافقتني على إعطائي المبلغ فوراً قال له رفيقه إبراهيم: أنا أمين هذه القافلة كلها وأمانتي أعز علي وأغلى من أن يتفوه أحد بكلام يمس سمعتي وأمانتي وإلا فإنني متأكد من أنك لم تعطني شيئاً غير ما أعطيتني في حائل وهي 20 ريالاً، هذه النماذج الثلاثة من مئات بل آلاف القصص التي تحدث في مجال الأمانة مما قد لا يتسع المجال لذكره، فالأمانة كانت إحدى الركائز التي يعتز بها العقيلي وهي من مقومات شخصيته ومن أمانة العقيلي ترسخ الثقة فيه من التجار الذين يتعاملون معه في بلده الأم وفي الأقطار العربية التي يتاجر فيها وليس الأمر مقتصراً على تعامله مع التجار ولكن يتعداهم إلى المواطنين أنفسهم فهذه الأمانة هي رأس ماله الذي يتاجر به وموضع الثقة فيه أينما حل وحثما رحل.
4- الصدق :
الصدق والأمانة صنوان متلازمان لا ينفرد أحدهما عن الآخر، قال أحد المؤرخين: لم تعرف المنطقة العربية عن العقيلات إلا الصدق والإخلاص في العمل وقد شهد للعقيلات من رافقهم من النصارى واليهود رحالة كانوا أم تجاراً فضلاً عن المسلمين شهد هؤلاء للعقيلات بحسن الخلق وبالعقل الراجح والذكاء المتقد والشجاعة والأمانة والصدق وغير ذلك من صفات المسلم الحق والعربي الصميم، وتصف بلانت: العقيلي فرحان الذي رافقها وزوجها أثناء رحلتهم إلى نجد في مطلع القرن الرابع عشر ووصولهم إلى حائل فتقول: إنه أحسن العاملين معهم أخلاقاً وأعلاهم همة وأكثرهم أهلاً للثقة لصدقه وإخلاصه. ويصف زوجها: زايد بقوله: ذلك البدوي الذي دخل في خدمتنا بأنه رجل خيال أخلاق وذكاء دفاق وهو شأنه شأن بدو نجد شاعر بالسليقة صادق فيما يقول وهو مثلهم مغرم في رحلاتهم عبر الصحراء ، فلمسوا منهم أخلاق المسلم الحق الصادق في قوله وفعله المخلص لعمله وما التزم به الأمين على ما أتمن عليه من أموال الناس ولا غرابة في ذلك فتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف تحث على الالتزام بمثل هذه الأخلاق السامية وأخلاقنا العربية الأصيلة تعتبر منبعاً ثراً لمثل هذه الأخلاق الحميدة فالصدق في القول من صفات العربي منذ الأزل، يقول الحق ولو على نفسه ثم جاء الإسلام الحنيف وعزز هذه الفضيلة وأشاد بها ورفع من قدرها وجعلها إحدى ركائزه وامتدح الصدق والصادقين في آيات كريمات تفوق الحصر ولهذا فلا غرو من أن يصبح العقيلات وهم من العرب المسلمين أن يصبحوا صادقين وبهذا الصدق في القول والفعل كسبوا ثقة الناس، كسبوا ثقة من يتعاملون معهم تجارياً ومن يتعاملون معهم محاربين ومدافعين كما حصل لهم مع الولاة الأتراك وثقة من يستعينون بهم على حراسة قوافلهم التي تحمل الأموال الطائلة وثقة من يعبرون معهم أحشاء الصحراء من الرواد الأجانب من تجار ومكتشفين وثقة الحجاج الذين يحملونهم عبر تلك المسافات الشاسعة الجرداء دون حماية من أحد سواهم، وثقة المواطنين أنفسهم الذين يتعاملون معهم في التجارة وغيرها، كل هذا حصل بسبب الصدق الذي اتصف به العقيلات، فالواحد منهم إذا قال قولاً التزم به، لذلك فإنهم يأنفون من الكذب ويحاربونه ويستنقصون الرجل الذي يتصف بالكذب ويستبعدونه من قوافلهم ويتخلصون منه بأي وسيلة ولذلك فإن هذا الجانب وأعني الصدق مهم جداً يحرص العقيلي كل الحرص على ألا يصدر منه أي حديث كاذب حتى لو خسر الكثير من ماله حتى لا يؤثر عنه أنه كاذب فيضر ذلك بسمعته وهي أغلى ما لديه وتعتبر إحدى ركائز تجارته ورأس ماله الذي يتاجر به، فبدون الصدق والأمانة والإخلاص لا يمكن لأي إنسان أن ينجح في عمله أياً كان فم بالك بالعقيلي الذي تتنوع خدماته للآخرين من تجارة إلى حراسة إلى مناصرة وغير ذلك من الخدمات التي يكتسب العقيلي منها لقمة العيش أو ينمي بها تجارته ويزيد رأسماله فلا مناص والحال كذلك من التزام الصدق في القول والجد والإخلاص في العمل مما جعل حتى الأجانب يضعون كامل ثقتهم بالعقيلات لصدقهم وإخلاصهم ويروى أن القائد الإنجليزي "جلوب" أو "أبو حنيك" عندما كانت بريطانيا باسطة نفوذها على الأردن لا يتخذ حرسه الخاص وحرس المواقع الحساسة والمناطق المهمة إلا من العقيلات وذلك بسبب صدقهم وإخلاصهم وتفانيهم لدرجة الاستماتة في أداء واجباتهم على الوجه الأكمل، ومن قبل هذا الإنجليزي الحكام الأتراك للسبب نفسه ويتضح ذلك في الفصل الخاص بهذا الجانب من هذا الكتاب فالصدق ميزة من مميزات العقيلات وكان أحد أسباب نجاحهم في عملهم خلال بضعة قرون من الزمن.
5- المروءة:
المروءة هي المبادرة بالعطاء والبذل وصنع المعروف والنجدة قبل أن تسأل، والمروءة والنخوة توأمان تسند إحداهما الأخرى وتدعمها غير أن المروءة العطاء قبل السؤال والنخوة العطاء بعد السؤال أياً كان هذا العطاء والمروءة ليست مقتصرة على العقيلات التي زادها الإسلامي ترسيخاً بامتداحها والحث عليها والمروءة هي إحدى الركائز التي بنى العقيلات عليها مجدهم الجاري وعلاقتهم بالآخرين وتعتمد المروءة على عمق النظرة وشموليتها وسعة الأفق ورقة الإحساس وإنكار الذات والابتعاد عن الأنانية بحيث يتصور الإنسان نفسه بمكان هذا الإنسان الذي يجب مساعدته وإنقاذه فيبادر إلى مد يد المساعدة إليه فوراً قبل أن يطلب منه ذلك، يتخيل أن هذا الإنسان بحاجة إلى طعام أو شراب ونحوه فيبادر بتقديم ما يحتاج إليه بقدر استطاعته بقصد إنقاذ حياته أو فك أزمته وضائقته لا يريد من ذلك جزاء من أي نوع وإنما كان ذلك من وحي ضميره الحي وتلبية لنداء مروءته، حدثني الشيخ إبراهيم بن عبدالله القفاري أحد العقيلات المذكورين في هذا الكتاب يقول: في إحدى رحلاتنا من العراق إلى حائل ونحن نسير في يوم عاصف شديد الحرارة لمحت من بعيد بجانب أحد عروق الكثبان الرملية سمارة بدا لي أنها تتحرك أحياناً وتسكن أحياناً أخرى وظننت في بداية الأمر أنه خلق ثوب تحركه الرياح، لكني لمحت غير بعيد عنه سمارة أخرى فزاد شكي وأردت أن أقطع الشك باليقين فقصدت المكان على عجل وحذر وعندما اقتربت منه تبين لي أنه إنسان يرفع رأسه حيناً ويخفضه حيناً آخر فأسرعت إليه فوجدته رجلا قد ارتمى على الأرض وقد كاد أن يهلك من شدة العطش وهو في الرمق الأخير ينازع سكرات الموت يغيب في غيبوبة تارة ثم ينهض تارة أخرى وغير بعيد عنه مزادته فركضت بأقصى سرعتي نحو القافلة واستدعيت أحد رفاقي وأحضرنا الماء وعكة السمن وبدأت أقطر في حلق الرجل قطرات من الماء أتبعها قطرات من السمن حتى عادت إليه روحه وهكذا قطرات ماء ونقط سمن وشيئاً فشيئاً حتى عادت إليه الحياة فأعطيناه جرعة ماء وتلا ذلك جرعة أخرى عادت إليه الحياة تماماً وحملناه معنا إلى مورد في الطريق واتضح لنا أنه رجل قد ذهب خلف بعيره فنفذ ماؤه واسمه عبدالله الحواس من أهل القصيم وعلى المورد وجدنا رفاقه وتركناه عندهم وبعد مضي بضع سنين جاء يسأل عني وقد أحضر لي معه مكافأة مالية جزاء إنقاذي له فرفضتها، عند ذلك شكرني وعاد إلى أهله في القصيم وقصة أخرى رواها لي أحد العقيلات وهو الشيخ يوسف بن صالح السويطي الذي قال إنه في عهد السيارات كنت قد ذهبت إلى بلدة أم القلبان المعروفة في النفود إلى الشمال عن حائل وكان الطريق إليها صعب بسب رمال النفود وفي طريق العودة بعد المغرب في ذلك اليوم الصيفي الحار لمحت على نور السيارة سمارة ترتفع وتنخفض فاقتربت إليها وعلى الفور رأيت رجلاً قد أوشك على الهلاك من شدة العطش فنزلت إليه وبدات أقطر في حلقه حتى عادت إليه الحياة وإذا هو خليف الشمري الذي هربت زوجته منه تريد أهلها في مدينة موقق وجاء على أثرها ونفذ ما معه من الماء في الحال ركب يوسف سيارته وأمضيا تلك الليلة بطولها يبحثان عن الزوجة التي ربما لاقت نفس المصير لكنهما وجداها عند أحد أحياء العرب بالقرب من تلعة شوط وبعد إصلاح أمر الرجل وزوجته أعادهما يوسف إلى بيتهما ورفض أن يقبل أي أجرة أو جزاء عن ذلك. وأمثال هذه القصص كثير تملأ الصفحات من إنقاذ النفوس من الهلاك سواء أكان ذلك بفعل العطش أو بسبب الجوع أو بسبب الضيم والقهر في بعض المواقف تدفع الإنسان مروءته إلى إنقاذ هذا الإنسان والعقيلات يتصفون بالمروءة لكثرة تعاملهم مع غيرهم في رحلاتهم بقوافلهم التي تجوب تلك الصحاري والقفار والفيافي المهلكة وحالة كهذه لابد أن يكون لهم من المروءة النصيب الوافر وبسبب ما لديهم من هذا الجانب فقد نجحت مسيرتهم خلال تلك القرون.
6- الإيثار:
الإيثار على النفس أمر اشتهر به العرب منذ زمن بعيد وما قصة كعب بن أمامة الأيادي الذي أعطى حصته من الماء لرفيقه النمري ومات هو عطشاً هذه القصة ليست غائبة عن الأذهان، وغيرها آلاف القصص المشابهة لها ولكنها للأسف الشديد لم تدون، والعقيلات الذين يجوبون تلك الفيافي الشاسعة لابد وأنهم قد واجهوا الكثير من المواقف المشابهة لقصة كعب ورفيقه النمري فقد كانوا يدفنون قرب الماء تحت الكثبان الرملية ويضعون حولها علامات يعرفونها من باب الاحتياط لمثل تلك المواقف التي تصبح قطرة الماء لا تقدر بثمن ويكون شرب الماء في مثل هذه الحالة بالحصة وبمقدار معين يضعون حصاة في الإناء ويصبون الماء حتى تنغمر هذه الحصاة ويشرب كل واحد منهم هذا المقدار بالسوية، وهنا تبرز سجية الإيثار على النفس حين يمنح الواحد منهم حصته لرفيقه إذا كان شيخاً كبيراً أو له وضع خاص وينطبق هذا الأمر على الطعام لكن الطعام أقل خطراً من الماء سيما في تلك المهالك والمظامئ ويتصف العقيلات بهذه الصفة الإيثار على النفس من شيخ القافلة أو رئيسها إلى أدنى واحد في تنظيمها يقول أحد الرواد الأوربيين الذين رافقوا العقيلات في أسفارهم: الفقراء من العقيلات قانعون والأثرياء غير مبذرين فلا يظهر الثراء في لباسهم ولا في أية ناحية من نواحي حياتهم يسير المرافقون منهم للإبل حفاة دون سراويل وصدورهم عارية يقطعون الطريق كله مشياً على الأقدام ويمد شيخ القافلة عقيلاته طول فترة الرحلة. يتحف الشيخ هذه المجموعة بـ"البلاو" وهو الأرز المطبوخ مع السمن مرة في اليوم كما يمدهم الشيخ بكسر الخبز الجاف (يقصد الكليجا) والبصل بجعلونه في جيوب ثيابهم يأكلون منه خلال مسيرتهم الشاقة الطويلة كلما عنَّ لهم ذلك فالرفاهية أمر غريب على الصحراء وساكنيها الذين لا يدينون برزقهم إلا لخالقهم وليس هناك فرق كبير في السلوك والمظهر بين شيخ القافلة وأدنى الجمالين المرافقين لهم وكلهم فخور بهويته العربية، هذا الكلام من رجل أوربي يدل على بساطة حياة العقيلات فلا شيخ القافلة يتميز عن غيره من رجالها بشيء ظاهر فكلهم متساوون مظهرياً في عين ذلك الأوربي وما خفي عنه أعظم من درجة الإيثار، كل واحد منهم قد يؤثر رفاقه على نفسه في الأكل والشرب والمنفعة، ومن هذا المنطلق تتساوى النفوس ومن قصص الإيثار أن الشيخ عبدالعزيز بن سليمان العريفي كان أول ما تصل قافلته القادمة من العراق إلى حائل تحمل الأطعمة وكان صاع الأرز العراقي "التمن" يساوي الشيء الكثير كان هذا العقيلي يعمد رأساً إلى حمل بعير كامل من أجود أنواع التمن الذي أحضرته قافلته ويوزعه على جيرانه وعلى المحتاجين ممن يعرف من أقاربه وغيرهم كل بقدر حجم عائلته وصادف ذات مرة أن وصلت القافلة وهو غائب فتم توزيع حمل بعير ولكن من نوع أقل جودة فلما حضر وعلم بذلك بكى، وعاد فوزع حملاً آخر من النوع الجيد الذي اعتاد توزيعه، هذا من باب الإيثار والإحسان إلى الفقراء الساغبين الذين هم بحاجة ماسة إلى لقمة العيش وغيره كثير ممن هم على شاكلته وإنما أوردت ذلك على سبيل الاستشهاد، هذه النماذج التي سقت شيئاً منها وبقي الكثير الكثير لم يدون مما يمتاز به العقيلات من الإيثار على النفس مثل مراعاة أن يركب الكبير أو الصغير أو المريض أو المرأة والشاب أو الفتى يسير على قدميه، ومنها تقديم الطعام أو الشراب للأكبر سناً وإيجاد الراحة له وغير ذلك من الأمور التي تحكمها وتنظمها عادات العقيلات وتقاليدهم وترتكز على محور الإيثار على النفس في المأكل والمشرب والمركب والمجلس وغيرها وبذلك كانت لهم مكانتهم التي احتلوها بفضل هذه الميزة.
7- حسن النية:
حسن النية هي منافات الشك واستبعاد حدوثه وأخذ الأمور حسب النية التي يقطع عليها القلب، وقد جاء في الأثر "على قدر نياتكم ترزقون" أو ما معناه ويقول المثل" "النية مطية" وقال الشاعر الشعبي إبراهيم الداوودي:
النون نيتك الذي في ضامرك * * * تسري وهي تضرب لك المصباح
من هذا المنطلق اتصف العقيلات بحسن النية وصفاء الطوية لم يذكر في تاريخ العقيلات الطويل أن واحداً منهم نقض اتفاقاً أو حل بيعاً حتى لو كلفه ذلك خسارة كبيرة في الوقت والجهد والمال، هذه صفة من صفاتهم فهم رجال يسيرون على نياتهم يحترمون كلمتهم لا يتراجع الواحد منهم عن موقفه البناء، يعتبر الكلمة التي قالها أقوى من أي ميثاق وألزم من أية اتفاقية يوقع عليها، ولذلك فإن الكلمة الواحدة من أحدهم تعد بمثابة الاتفاق يلتزم بها اشد الالتزام يحترمها غاية الاحترام يشتري الواحد منهم الصفقة الكبيرة من التجارة أو يقوم بتسيير قافلة كبيرة تحتوي على آلاف الأفراد بكلمة من تاجر دونما أية مكاتبة أو تدوين، يبيعون ويشترون بمئات الآلاف من الجنيهات الذهبية والريالات الفضية يحصلون على أرباح مجزية ويتحملون خسائر فادحة بمجرد كلام غير مكتوب يسهل التراجع عنه والروغان والزوغان منه لكنهم لا يفعلون ذلك استناداً إلى نياتهم المتينة الصادقة من كل غش ويراقبون ربهم ويخشون سطوته لمن أخلف النية أو خان، فالنفس البشرية لا أحد يزكيها من الزلل، فقد يوجد من بين العقيلات من لديه بعض الانحراف لكن سرعان ما ينكشف أمره ويصبح منبوذاً بين رفاقه في هذا الوسط الذي يمتاز بهذه الظاهرة الجيدة وبسبب حسن نياتهم أمكنهم التعامل مع مختلف المستويات في مجتمع البادية الذي تسود فيه روح القبلية والأمية وهي عدم القراءة والكتابة، وإنما وثائق الكتابة بينهم هي تلك الكلمة التي ينطق بها اللسان وترسخ جذورها في القلب، كما أن بإمكانهم التعامل مع من يجيد القراءة والكتابة وهذا أحد الرواد الغربيين الذي سافر أكثر من مرة مع العقيلات يقول "دزني": كنت متخوفاً عندما سافرت مع العقيلات لأول مرة فلم أسر معهم إلا بعد أن دونت اتفاقاً مترجماً دونته بنفسي ووقع عليه رئيس القافلة دون اكتراث وعاملوني معاملة أحسن مما جاء في الاتفاق وصار الاتفاق لا قيمة له وصرت في المرات التالية أسافر معهم دون اتفاق فأجد بنفسي منهم المعاملة الحسنة والاحترام المتوقع وفوق ما أتوقع وهذا عائد إلى طبيعتهم وحسن نيتهم، وقال غربي آخر: ما كان أشد عجبي عندما رأيت رئيس قافلة ضخمة تعدادها حوالي ثلاثة آلاف بعير وهو لا يقرأ ولا يكتب ومع هذا يجيد ضبط أموالها ويعطي كل ذي حق حقه غير منقوص. وحسن النية يرتكز على مراقبة الله عز وجل والخوف من العقوبة لمن غير نيته أو حاد عن طريق الصواب فالمسلم الحق دائماً يجعل الله نصب عينيه يراقبه في جميع أعماله وأقواله وهؤلاء نشأوا على فطرة الإسلام ولم يتعلموا طرق المراوغة والاحتيال أو قلب النية والتراجع عما قطع عليه قلب الواحد منهم وذلك بفضل الله ثم بفضل الفطرة التي جبلوا عليها وبفضل البيئة التي نشأوا فيها والمجال الذي تعاملوا فيه وبهذه الصفة شقوا طريقهم ونجحوا في تجارتهم وتعاملهم مع الآخرين في مختلف الأقطار العربية التي عملوا فيها حتى اشتهروا بهذه الصفة وهذا نموذج مما حصلت فيه حسن النية حينما كان العقيلي سليمان بن إبراهيم العميم رحمه الله في مدينة حائل إبان الحرب العالمية الأولى عام 1333- 1337هـ-1914- 1918م قبيل اندلاع الحرب بيوم أو يومين مر عليه في دكانه أحد العراقيين المقيمين في مدينة حائل آنذاك "المشاهدة" واحدهم "مشهدي" نسبة إلى مدينة النجف أو "المشهد" مر هذا المشهدي على سليمان وسام منه عدة أصناف من لفافات القماش "طاقات" بسعر كذا واستمرت المساومة بينهما حتى دفع المشهدي سعراً نوى سليمان أن يبيعه به عليه لكنه لم ينطق بكلمة البيع غادر المشهدي دكان سليمان وبعد ثلاثة أيام أو أربعة بعد اندلاع الحرب ارتفعت أسعار السلع كلها بما في ذلك القماش أضعافاً مضاعفة ومر المشهدي من عند دكان رفيقه فناداه وقال له: لقد نويت بيعك القماش بالسعر الذي سمته فيه فقال المشهدي: صحيح أنني سمت منك ذلك قبل أربعة أيام والآن قامت الحرب وارتفعت أقيام السلع وزاد سعره إلى أضعاف ما كان عليه يقول ذلك وهو يحسب رفيقه لا يعرف هذا، لكن رفيقه قال: أعلم ذلك ولكني نويت البيع عليك حين كنت بدكاني ولذلك لم أتصرف بالقماش والمال مالك إن أردته وإن لم ترده فهذا أمر آخر فأخذ المشهدي القماش بسعره الذي سامه فيه قبل ارتفاع قيمة السلع وهكذا نرى ثبات العقيلات على حسن النية غير أنهم لم يسلموا من بعض المقالب ولكن نادراً ما يحصل لهم مثل هذه المقالب لأن من يتعاملون معهم يخشون عاقبة ذلك لاستمرار تعاملهم معهم اللهم إذا حصل مثل هذا الفخ لمرة واحدة من رجل لا يتعامل مع العقيلات الذين يتمسكون بصفة حسن النية في تعاملاتهم.
8- الثقة بالنفس:
الثقة بالنفس عماد نجاح الإنسان في أموره الحياتية وثقته بالآخرين سر نجاحه في التعامل معهم وثقته بالله وهي أساس كل أعماله، فإذا كان الإنسان واثقاً بربه عز وجل فإن الله سيوفقه في أعماله كما جاء في الحديث الشريف: "أنا عند حسن ظن عبدي بي" أو ما في معناه، وإذا وثق بالآخرين من منطلق ثقته بنفسه مع توفيق الله له جزاء حسن ظنه فيه فإن النجاح سيكون حليفه بإذن الله من هذه الأمور التي جعلها العقيلات نصب أعينهم في تعاملاتهم التجارية والخدمات التي قاموا بها طيلة فترة تواجدهم على الساحة لبضعة قرون فكان الواحد منهم يتكلم عن ثقة وصدق ويأخذ كلام رفيقه عن ثقة بأن ما قاله هو عين الحقيقة التي لا ينافيها شيء آخر فكانت المبادلات التجارية تدل على الثقة يقول أحدهم الكلمة الصادقة المليئة بالثقة والاعتزاز بالنفس يبيع الصفقة الكبيرة أو يشتريها بكلمة ثقة حتى لو ترتب على هذه الكلمة الخسارة الفادحة أو قاصمة الظهر لا يزوغ عنها ولا يروغ بل يتحمل ما يترتب على كلامه، يذكر أحدهم عشرات أو مئات الإبل لبيع ويصفها بألوانها وأحوالها وأسنانها وسمنها وهزلها فيشتريها منه رفيقه دون أن يراها وغنما يأخذها حسب الثقة بكلام رفيقه وعند معاينتها يجدها كما وصفها رفيقه إن لم تكن أحسن مما وصف يأخذ النصح من رفيقه بشراء حاجة أو سلوك طريق أو تجنبه واثقاً من كلام رفيقه الذي يؤمن إيماناً تاماً أنه لن يخدعه إلا ما ندر وهذا لا حكم له، أما الغالبية منهم فإن كلام الواحد منهم يمثل الثقة بعينها التي لا يحيد عنها أحد، يأخذ أحدهم من رفيقه المبلغ من المال ويسأل رفيقه عن مقداره فإن قال له إنه كذا أخذه دون أن يعده واعتبر كلام رفيقه صحيحاً، وإن قال لا أعلم كم هي وعليك أن تعدها فعدها اعتبر صاحب المال الأول كلام رفيقه لا شائبة فيه، وما مر علينا من القصص التي جرت على العقيلات في حوادث سابقة تعطي البرهان القاطع على صحة ما نقول، فلو أن الشيخ فالح بن إبراهيم اليوسف لم يثق برفيقه إبراهيم بن ناصر الضبعان رحمهما الله لما أعطاه مفتاح خزنته التي يوجد بها الكثير من النقود وقال له: خذ حاجتك دون أن يسأله عن مقدار حاجته أو أن يكتب عليه كتابة أو وثيقة وعندما أعاد المبلغ أعطاه ذات المفتاح وقال له: أعد ما أخذت إلى مكانه دون أن يسأله عن مقدار ما أخذ ومقدار ما أعاد ولم يكن تعلله بالانشغال هو الانشغال فعلاَ ولكن تجنباً لإحراج رفيقه وحتى يكون فعلاً عند محل ثقته فيه، ولو لم يكن الشيخ عبدالكريم بن صالح السالم رحمه الله واثقاً من كلام رفيقه عيسى بن عبدالله القفاري رحمه الله لما أعطاه مبلغ الـ2000 ريال فرانسي لمجرد أنه طلب منه هذا المبلغ ولولا ثقة الشيخ إبراهيم بن عبدالله القفاري بكلام رفيقه زيد بن مبارك القريشي رحمه الله لما أعطاه الجنيهات الذهبية والريالات الفضية كما مر بنا في قصص سابقة في فقرة الأمانة وهذه القصص تعتبر نماذج لتلك الثقة التي كان يتصف بها أولئك الرجال وهناك مئات بل آلاف القصص من هذا القبيل التي لا يتسع المجال لذكرها وربما كان هناك ما هو أعمق منها وأكثر غرابة، فقلما يكتب العقيلات بين بعضهم البعض اتفاقيات أو تعهدات تجارية أو ما بينهم وبين من يتعاملون معهم وإنما يأخذون معظم أمورهم حسب الثقة المتبادلة سواء أكان ذلك في التجارة أو النقل أو الخدمات، حتى أن الرواد الغربيين من مستشرقين وتجار وغيرهم حينما عرفوا هذه الصفة عندهم لم يعودا يهتمون بكتابة مثل تلك الاتفاقيات والتعهدات إلا إذا كان ذلك لأول مرة قبل أن يتعاملوا معهم وحينما عرفوا حقيقة أمرهم صاروا يذهبون معهم ويعودون دون تعهدات ويكاد ينطبق هذا الأمر على الحجاج فقد كانت ثقتهم بناقليهم كبيرة اشتهر عدد كبير منهم بهذا الجانب وتعالم به الحجاج فكانوا يأتون إلى أولئك الأشخاص من باب الثقة بهم وهكذا نجد العقيلات قد نجحوا في مجالات عملهم بالثقة وحسن النية وهذا لا ينفي وجود بعض الشواذ ولكنها قليلة لدرجة تصل إلى الندرة.
9- الحذر:
الحذر من متطلبات الإنسان وخاصة من يعبرون الصحاري والقفار، ليس الحذر من الوحوش المفترسة بقدر الحذر من الإنسان ذي النفس المتوحشة الذي يتسم بالأخلاق الشريرة فيغتصب حقوق الآخرين وربما استباح دماءهم، ولهذا فالحذر من أهم متطلبات الإنسان عامة والعقيلات بصفة خاصة ولهذا نجدهم رغم أخلاقهم الطيبة بينهم وبين من يعرفون إلا أنهم حذرين أشد الحذر من الغرباء وذلك للمحافظة على أرواحهم وأموالهم وممتلكاتهم وأموال من اتمنوهم على أموالهم، ورغم أنهم يتحركون بقوافل كبيرة أو متوسطة أو صغيرة إلا أنهم يضعون الحذر نصب أينهم سواء في الطريق الذي يسلكونه أو الأشخاص الذين يرافقونهم أو الأفراد الذين يسيرون بمحاذاتهم، فإنه من تكوين رجال القافلة الأساسي كما مر بنا عناصر الحذر وهم رجال الطلائع أو السبور أو "القلوط" وهم الذين يسبرون الطريق الذي ستسلكه القافلة ليروا ما إذا كان آمناً وخالياً من قطاع الطرق أو غزوات السلب والنهب، هؤلاء الرجال يمثلون عن القافلة الحذرة التي تحرص أشد الحرص على أمان مسير القافلة وسلامة رفاقهم وضمان أموالهم وما دام في القافلة تلك العيون التي تراقب طريق القافلة أثناء سيرها وتكون أمامها مسافة كافية لاتقاء أي خطر يكمن في الطريق فيتخذ رئيس القافلة حذره قبل الوقوع فيه فيعمد إلى الإجراءات الكفيلة بتفاديه، سواء بتجنب الطريق كله إن كان هذا الخطر غزواً كبيراً من قبيلة معادية غير القبائل التي يوجد لها معرفين مع القافلة، أو إذا كان الخطر مجموعة أفراد من قطاع الطرق يمكن التغلب عليهم أو إقناعهم ولم تقتصر حراسة القوافل على هؤلاء الفئة، بل إن الحراسة تكون عن يمين القافلة ويسارها وأمامها وخلفها كما مر بنا وتستمر الحراسة في الليل عند مبيت القافلة أو راحتها، هذا الحذر فيما يتعلق بالقافلة، أما الحذر عن تعامل العقيلات مع من يتخذونهم حراساً ومرافقين فإنهم يختبرونهم ليعرفوا درجة حذرهم وحذقهم ونباهتهم قبل أن يتخذوا منهم رجالاً لحراستهم أو مرافقتهم، ومتى عرفوهم ووثقوا بهم أصبحوا من رجالهم تحت التجربة لعدة سفرات حتى يثقوا بهم تماماً ومن ثم يصبحوا من حراسهم ومرافقيهم على الدوام ويدفعون لهم أجوراً طيبة وقد حدثني الشيخ يوسف بن صالح السويطي عن مثل هذا الاختبار، قال في أول عملي مع العقيلات كنت شاباً في مقتبل العمر لم يطر شاربي فعرض علي عقيلي أن أصاحبه ضمن رجال قافلته إلى عمان وذهبنا إلى منزله وكانت إبله مناخة ومعقلة في ساحة أمام منزله منها الخلفات المعدة للحليب ومنها الركاب المعدة للركوب ومنها "الزمَّل" المعدة لحمل الأثقال، وبعد أن تناولنا طعام العشاء قال لي عليك أن تنام عند الإبل في الساحة حتى الصباح، فاضطجعت بمكان مرتفع أستطيع منه مراقبة الإبل كلها وهجعت الناس وبعد منتصف الليل، رأيت شخصاً يتسلل إلى الإبل تحت جنح الظلام فمكثت قليلاً لأتحقق ماذا سيفعل، وبعد لحظات عمد إلى إحدى النياق وحل عقالها وأثارها من مبركها فأسرعت إليه وإذا معه إناء يريد أن يحلب فيه الناقة وهو يحاول أن يحل صرارها فقلت له: مكانك ماذا تفعل، وتقدمت منه على حذر، عند ذلك قال: "عفيت ولدي" أي عافاك الله، وإذا هو العقيلي نفسه صاحب الإبل يريد أن يختبر حذري ومدى انتباهي لإبله، وعند ذلك أناخ الناقة وتوليت عقلها ومن ثم قفل عائداً إلى منزله وعدت إلى مكاني بقيت فيه يقظان نائم، بمثل هذا الاختبار المبدئي للفرد والأفراد العاملين مع العقيلات فما بالك بالتجار وأصحاب الخدمات الذين يتعاملون معهم فإذا اطمأن إليه حاز على ثقته وتقديره، وعلى هذا فإن العقيلات يأخذون بالحذر في طريقهم التي يسلكونها بما أعدوا لها من عدة وفي من يتعاملون معه باختبارهم أثناء التعامل معهم.
10- حسن التعامل:
حسن التعامل إحدى الركائز الأساسية لنجاح التجارة وغيرها من شئون الحياة ولذلك نرى العقيلات اتخذوها مقصدهم بدافع ديني وأخلاقي فقد ورد في الحديث الشريف عن الرسول صلى الله عليه وسلم قوله: "المسلم سمح إذا باع سمح إذا اشترى سمح إذا قضى سمح إذا اقتضى" ومن منطوق هذا الحديث كانت السماحة تمثل معظم تعاملاتهم التجارية والخدمات التي يقومون بها، فالسماحة والصدق من سمات حسن التعامل الذي نجح بسببه العقيلات إضافة إلى المزايا الأخرى، كان الواحد منهم إذا باع على رفيقه وهو يثق به لا يطالبه أن يسدد له ماله حاضراً إن لم يكن عنده ما يكفي وإن سدده شيئاً من حقه وبقي عليه شيء فإنه لا يضيق عليه من أجل تسديده في الحال بل يمهله فترة حتى تتيسر أموره ولو بعد حين، وإذا حصل لرفيقه خسارة ما، في نائبة من نوائب الدهر فإنه يمهله حتى يستعيد عافيته ويعوض عن خسارته وربما سامحه عن جزء من حقه وربما عن حقه كاملاً، وإذا كان هذا العقيلي متاجراً بمال رفيقه العقيلي الآخر على الطريقة المعروفة عندهم "بالبضاعة" وهي أن يأخذ العقيلي المبتدئ من العقيلي التاجر الكبير شيئاً من المال ويتاجر له بنفسه وعلى مسئوليته على أن يكون الربح مقاسمة بالنصف فيما بينهما وراس المال لصاحبه، فمن التاجر الكبير المال ومن العقيلي الصغير الجهد والحركة فإذا حصل أن العقيلي المبتدئ تعثر في طريقه ووثق التاجر الكبير إنما حصل ليس بسوء تصرف رفيقه أو إضاعة ماله أو التفريط به وإنما حصل بسبب تقلبات السوق رغماً عن التاجر المبتدئ، فإن رفيقه الكبير يعطيه مالاً آخر ينجح ويرد عليه ماله الأول ويستمر في المال الثاني في طريق نجاحه حتى يصبح في عداد التجار الكبار ومثال على ذلك ما فعل عبيد بن عبدالله المسلماني برفيقه علي بن سعد الزرقا عندما كان هذا الأخير بالشام ومرض وخسر جل ما معه في العلاج فأرسل لرفيقه قصيدته التي يجد القارئ منها أبياتاً في مكان آخر من هذا الكتاب ومطلعها:
سار القلم بالحبر وابديت الأمثال * * * قلته وأنا عند الطبيب المداوي
فأمده عبيد بمال آخر يتاجر به حتى استعاد وضعه ونجح في تجارته ورد المال لصاحبه، ذلك قليل من كثير وإنما أوردت هذا المثل كنموذج لإثبات صحة ما أشرت إليه آنفاً، هذا فيما يتعلق بتعاملهم مع بعضهم البعض أما ما يتعلق بتعاملهم مع الآخرين من غير العقيلات فلا يقل تسامحاً عن تعاملهم مع بعضهم، ذلك أنهم يتعاملون مع تجار كبار مقيمين في عواصم الأقطار العربية ومع قبائل مختلفة يشترون منهم الإبل بأعداد كبيرة والخيل بأعداد طيبة كما يتعاملون مع أولئك التجار الكبار بنقل تجارتهم من مكان إلى آخر ويقومون بنقل أعداد كثيرة من الحجاج من مكان انطلاقهم في العراق والشام إلى الأماكن المقدسة لأداء فريضة الحج ثم العودة بهم إلى بلدانهم وينقلون التجار والرواد والمستشرقين كما مر بنا إلى أنحاء متعددة من أقطار الوطن العربي ويقومون بخدمة السلطات التي تستعين بهم لأداء خدمة لها سواء في المجال الحربي أو غيره فيؤدون هذه الخدمات بإخلاص وتفاني جاعلين نصب أعينهم المعاملة الحسنة من تلك الأطراف ما أمكن، ولهذا فإن نجاحهم يعزى إلى ما يتمتعون به من أخلاق سامية سبق تفصيلها في الفقرات السابقة وكان آخرها هذه الفقرة وهي مسك الختام المتمثلة في حسن التعامل مع الآخرين سواء أكانوا من العقيلات أو من غيرهم خلال فترة تواجدهم على الساحة، ولا تزال بقايا بصماتهم الأخلاقية منطبقة على من كان لهم احتكاك بهم أو ساروا على نهجهم في الجزيرة العربية أو خارجها وقد وجدت مرة تاجراً في حي الحسين بالقاهرة وعندما تجاذبنا الحديث وعرف أني من نجد قفزت من عينية دمعتان وهو يجر زفرة عميقة ويقول: أنت يا بني من بلد العقيلات الذين يتصفون بالأخلاق الكريمة والمعاملة الحسنة، فقد كنت مع أبي ألذي يتعامل معهم وكان الرجل في العقد الثامن من عمره، هكذا ترك العقيلات بصماتهم الأخلاقية ومضوا وكانوا زهرة من زهرات وقتهم.
الثاني عشر: تراث العقيلات
1-ثقافتهم:
بحكم الاستعداد الفطري للعقيلات وذكائهم فقد حصلوا على قدر من الثقافة التي تجاري وقتهم ولو أن من تعلم منهم فإنما درس القرآن الكريم وبعض العلوم الشرعية، لكن نظراً لاحتكاكهم بسكان الحواضر الكبرى في الأقطار العربية التي تعتبر مهد الثقافة العربية الإسلامية منذ القدم وبحكم تعامل العقيلات مع تجار وحجاج من الحضارات الأخرى فقد ظهر أن من العقيلات مثقفون ثقافة عامة جعلت عند الواحد منهم معلومات كافية تؤهله للتعامل مع أولئك الأقوام الذين يحتك بهم، وفوق المعلومات التي استقوا منها حصيلة طيبة كان فيهم عدد كبير ممن يتكلمون اللغات المختلفة للأقوام الذين يتعاملون معهم كاللغة الأردية والفارسية والكردية والتركية والإنجليزية والفرنسية والإيطالية وغيرها وكانت هذه الحصيلة كافية لأن يتفاوض التاجر العقيلي مع التجار الآخرين بلغتهم في الأمصار التي يتعاملون مع تجارها مثل مدينة بومبي وحيدر آباد وشيراز واسطنبول وروما وباريس ولندن وغيرها من المدن العالمية سواء في مجال التجارة أو النقل العام أو نقل الحجاج فكان الكثير من العقيلات يتقنون التحدث بلغة القوم الذين يتعاملون معهم كالحجاج من شمال الهند والسند وفارس الذين يأتي حجاجهم عن طريق البر ويمرون عبر العراق مع طريق الحج البصري أو الكوفي الذي يمر إلى الشرق من مدينة حائل كما اكتسب العقيلات الذين عملوا مع الحكام الأتراك اللغة التركية وأتقنوها أثناء عملهم معهم الذي استمر قرابة مائة وخمسين سنة أتقنوا هذه اللغة تحدثاً وربما كتابة بحكم عملهم وربما كان لوجود بعض الكلمات الفارسية والتركية في اللهجة النجدية مما جلبه العقيلات معهم من تلك الأقطار ومثال ذلك من اللغة الفارسية "الدروازة" وهي البوابة "والدريشة" وهي الشباك و "خوش" و "خوب" يمعنى جيد و "خوب دري" بمعنى جيد جداً ومثال اللغة التركية "التفق" وهي ذخيرة البندقية أو السلاح و "التفاق" وهو الرامي و"القهوجي" وهو عامل القهوة "السفرجي" وهو من يقدم الطعام ومن اللغة الهندية "الكشتة" وهي النزهة وغير هذه الكلمات كثير وربما ذلك بحكم الاحتكاك بالتجار والحجاج لكن الأولى عندي أرجح وكانت اللغات التي اكتسبوها من تجار تلك البلدان هي لغة محادثة بحكم اختلاطهم بأولئك الأقوام استفادوا من التفاهم مع أولئك القوم واتخذوا أعمالهم وأدوا خدماتهم غير أن ذلك لم يكن على حساب لغتهم العربية أو لهجاتهم المحلية فقد كانوا يصطحبون مع قوافلهم شيوخاً يؤمونهم في الصلوات الخمس ويرشدونهم في أمور دينهم ويفتونهم في الأمور الشرعية ويحلون مواضيعهم القضائية وفق الشريعة الإسلامية إذا احتاجوا إلى ذلك وقلما يحتاجون إليهم لعدم وصول الأمر معهم إلى هذا الحد، وهناك فئة من العقيلات لديهم عمق ثقافي واطلاع واسع على الثقافة العربية الإسلامية وثقافات الأمم الأخرى مما يقرءونه من الكتب أثناء استراحاتهم في رحلاتهم الطويلة فهناك من يقرأ الكتاب وهو على ظهر مطيته وهناك من يقرأ إذا استراحت القافلة سيما إذا كانت استراحة طويلة تمتد بضعة أيام وربما شهر وأكثر عندما يجدون مرعى طيباً لإبلهم يريدونها أن تستفيد منه ونسمن فيكون الكتاب رفيق العقيلي يقضي معه وقتاً طيباً، ورغم أن طباعة الكتب لم تكن منتشرة في ذلك الوقت بدرجة كافية إلا أنهم كانوا يعتمدون على ما يطبع في مصر بمطابع بولاق أو بيروت-لبنان وما يطبع في ليدن بهولندا بالإضافة إلى المخطوطات التي يشترونها من عند الوراقين في كل من دمشق وبغداد والبصرة والقدس والقاهرة يتداولون الكتاب القارئ بعد الآخر فالعقيلات إجمالاً على درجة طيبة من الثقافة العامة نسبة إلى غيرهم وذلك بحكم احتكاكهم بالآخرين من أقطار عربية متعددة وأقطار ذات ثقافات مختلفة ممن يتعاملون معهم وإن لم يظهر فيهم مثقف بارز أو شاعر بالفصحى حسبما اطلعت عليه من مصادر أما شعرهم الشعبي فكثير وسنورد نماذج منه في فقرة لاحقة وأكثرهم يقرءون ويكتبون باللغة العربية وبعضهم بلغات غير العربية تبعاً للأقوام الذين يتعاملون معهم أما لغة التخاطب فيجيدها كثير منهم بحيث يستطيعون أن يتفاوضوا مع كبار التجار في العواصم العالمية كما رأينا ذلك في فقرة سابقة.
2 – أسماء الأشخاص:
أسماء العقيلات أكثر من أن تحصر في صفحات قليلة، لكن الكثير من الأسماء اندثرت لقدم العهد أو النسيان فحصيلة حوالي سبعة قرون من نشاط العقيلات ليست بالفترة اليسيرة سيما وأنه لا يوجد سجلات تحتوي على أسمائهم يمكن الرجوع إليها والتعويل على محتواها، لكن ما يدرك كله لا يترك كله، فقد جمعنا من العقيلات أنفسهم ومن كبار السن الذين يذكرون أسماء بعضهم ومن بعض الشبان النابهين الذين لهم اهتمام بهذا الجانب ولديهم أسماء قد استقوها من كبار السن عن العقيلات وهذه حصيلة ما توصلت إليه من الأسماء وأغلبهم من مدينة حائل بالإضافة إلى كل من مدينة بقعاء ومدينة الروضة ومدينة الغزالة ومدينة موقق ومدينة جبة وما حول هذه المدن من البلدات والقرى والبادية، وربما حصلت على أسماء إضافية فيما بعد يمكن إدراجها في محلها مستقبلاً في الطبعات التالية للكتاب ولكي يسهل على القارئ العثور على ما يريد من هذه الأسماء وهي كما يلي : -
- إبراهيم بن عبدالله الفرج
- إبراهيم بن رشيد الرشيد
- إبراهيم بن عبدالكريم العبيدا
- إبراهيم بن ناصر الحميد
- إبراهيم بن ناصر الضبعان
- إبراهيم بن صالح المشعان
- إبراهيم بن عبدالله الهدلق
- إبراهيم بن صالح الزيد
- إبراهيم بن عبدالكريم الفرج
- إبراهيم بن عبدالله العودة
- إبراهيم بن عبدالله القفاري
- إبراهيم بن عيسى الحميد
- إبراهيم بن سليمان العميم
- إبراهيم بن سالم النزهة
- إبراهيم بن صالح الجريفاني
- إبراهيم بن صالح المحيني
- إبراهيم بن صالح المرشدي
- إبراهيم بن صالح الطيار
- إبراهيم بن معجل الفرج
- إبراهيم بن جارالله الزيد
- أحمد بن سعد الخريصي
- أحمد بن إبراهيم السعيد
- أحمد بن عبدالعزيز الباتع
- أحمد بن زيد الجروان
- أحمد بن زيد العصيمي
- إسماعيل بن محمد الشومر
- باتع بن حمد الباتع
- بشير بن عنيزان الشمري
- بكر بن عبدالله البكر
- بكر بن عبدالله التركي
- تركي بن عبدالله السديري
- راشد بن عبدالله العطية
- جارالله بن إبراهيم المجراد
- جديع بن يْتيِّم الشمري
- حامد بن محمد الشعشاع
- حامد بن عودة الشمري
- حامد بن عبدالله الشمري
- حمد بن صالح اليحيا
- حمد بن صالح الصقيه
- حمد بن صالح العقيلي
- حمود بن إبراهيم الطيار
- حمود بن عبدالله الخلف
- حمود بن عبدالله الكريشان
- حمود بن سليمان العميم
- حميدي بن فيحان لاالشمري
- حواس بن إبراهيم الحواس
- خالد بن موسى الفهيد
- خدام بنى صالح الفايز
- خلف بن عيد الشمري
- خلف بن عبدالله الشمري
- خلف محمد الصقيه
- خلف بن ركاد العديلي
- خليفة بن محمد الناهض
- خميس بن محمد الناهض
- دخيل الله بن هجهوج العنزي
- دغيم بن شلوان الشمري
- ذعار بن مخيمر الشمري
- رباح بن مخيمر الشمري
- راشد بن سعود العارضي
- راشد بن زيد الجروان
- راشد بن عبدالله العطية
- راشد بن فريح الشرطان
- راشد بن محمد الجربوع
- راشد بن عبدالعزيز البدران
- راشد بن علي الرمالي
- راشد بن مناور الشمري
- رخى بن محمد الرمالي
- رشيد بن نحو الشمري
- رويق بن عروج الشمري
- زيدان بن جوفان الشمري
- زيد بن مبارك القريشي
- زيد بن حماد الرمالي
- زيد بن عبدالله الهمزاني
- سامر بن دراج الخفاجي
- سالم بن إبراهيم المشاري
- سالم بن مطلق الأزيمع
- سالم بن عبدالله الخلف
- سالم بن راجح الراجح
- سالم بن حسن النزهة
- سالم بن عتيق الشمري
- سالم بن سعود العارضي
- سالم بن عبدالرحمن المهوس
- سالم بن محمد الشمري
- سعود بن إبراهيم المشاري
- سعود بن محمد الشومر
- سعود بن مطر الشمري
- سعود بن عبدالعزيز الدحيم
- سعود بن عبدالله العسكر
- سعود بن عبدالله العقيلي
- سعود بن صالح الهدلق
- سعود بن محمد العيد
- سعود بن رجا الرمالي
- سعود بن طحيح الحازمي
- سعود بن محمد المرشدي
- سعود بن شعث الشمري
- سعدون بن حسين الشمري
- سعيد بن رجا الرمالي
- سلطان بن سليمان العنقري
- سلامة بن زيد الجارالله
- سليمان بن سعود العارضي
- سليمان بن خلف الدايود
- سليمان بن عودة العودة
- سليمان بن فهد الجحان
- سليمان بن فهد البقعاوي
- سليمان عبدالرحمن الفايز
- سليمان بن عبدالله المجراد
- سليمان بن عبدالعزيز العريفي
- سليمان بن عبدالعزيز القاسم
- سليمان بن صالح الفرج
- سليمان بن إبراهيم العميم
- سليمان بن إبراهيم الجميعة
- سليمان بن محمد الجريفاني
- سليمان بن صالح الشمر
- سليمان بن صالح الدخيل
- سليمان عبدالله الخلف
- سليمان بن صالح اليحيا
- سليمان بن حمود السيف
- سليمان بن حمد العويصي
- سليمان بن إبراهيم العتيق
- سليمان بن فرج الحنيظل
- سليمان بن فرج الخليفي
- سليمان بن عبدالله العطية
- سليمان بن حسن الحمدان
- سليم بن حسن الحمدان
- سليم بن صالح الهدلق
- سماح بن مرزوق الشمري
- سميحان بن حماد الشمري
- سمير بن صالح الخطيب
- شكر بن سويلم الغيثي
- شكر بن مشهور بن غازي
- صالح بن إبراهيم العريفي
- صالح بن عبدالله عطية
- صالح بن سليمان الحامد
- صالح بن محمد الزنيدي
- صالح بن محمد العبيدي
- صالح بن محمد اليحيا
- صالح السمير الخطيب
- صالح بن فهد النزهة
- صالح بن عبدالله الفراج
- صالح بن محمد الجديعي
- صالح بن محمد السيف
- صالح بن هدلق الهدلق
- صالح بن عبدالله الزقدي
- صالح بن محمد القواري
- صالح بن فايز العقلا
- طحيح بن عبدالعزيز الحازمي
- طراد بن سعد الجوفي
- طلال بن سلامة الشمري
- ظبيان بن خلف الشمري
- عادي بن محمد الرمالي
- عاشق بن فهيد الفهيد
- عامر بن بادي الرمالي
- عايد بن لقيط الشمري
- عبدالرحمن بن فهد العميم
- عبدالرحمن بن ناصر الخشمان
- عبدالرحمن بن زيد الجار الله
- عبدالرحمن بن زيد النصر الله
- عبدالرحمن بن صالح اليحيا
- عبدالرحمن بن عبدالله البكر
- عبدالرحمن بن إبراهيم المهوس
- عبدالرحمن بن عبدالله السويداء
- عبدالرحمن محمد البخناني
- عبدالرحمن بن محمد البراك
- عبدالرحمن بن عبدالله المجراد
- عبدالرحمن بن طحيح الحازمي
- عبدالرحمن بن رشيد الجميل
- عبدالرحمن بن كميان الشمري
- عبدالرزاق بن قاسم البغدادي
- عبدالعزيز بن زيد الجروان
- عبدالعزيز بن عودة العودة
- عبدالعزيز بن محمد الفايز
- عبدالعزيز بن دحيم العيسى
- عبدالعزيز بن ناصر الخشمان
- عبدالعزيز بن محمد العساف
- عبدالعزيز بن أحمد الأحمد
- عبدالعزيز بن أحمد العنبري
- عبدالعزيز بن عبدالمحسن الرخيص
- عبدالعزيز بن محمد القواري
- عبدالعزيز بن عثمان الغنيمي
- عبدالعزيز بن عبدالله الجلوي
- عبدالعزيز بن زيد الزيد
- عبدالعزيز بن جارالله النزهة
- عبدالعزيز بن طحيح الحازمي
- عبدالعزيز بن علي الزيد
- عبدالعزيز بن علي النصر الله
- عبدالعزيز بن علي الغشام
- عبدالعزيز بن زيد الجارالله
- عبدالعزيز بن عبدالله الضيف
- عبدالعزيز بن سليمان العريفي
- عبدالعزيز بن إبراهيم النزهة
- عبدالعزيز بن إبراهيم الزقدي
- عبدالعزيز بن عبدالله الخلف
- عبدالعزيز بن راشد البدران
- عبدالعزيز بن عبدالكريم الزرقان
- عبدالكريم بن محمد الفايز
- عبدالكريم بن معجل الفرج
- عبدالكريم بن ناصر الخشمان
- عبدالكريم بن صالح السالم
- عبدالكريم بن عبدالرحمن الملق
- عبدالكريم بن موسى الربيعان
- عبدالكريم بن عبدالعزيز الرزقان
- عبدالكريم بن عبيد المسلماني
- عبدالله بن علي الرشيد
- عبدالله بن إبراهيم العريفي
- عبدالله بن صالح النونان
- عبدالله بن عبدالرحمن اليحيا
- عبدالله بن عبده الفايز
- عبدالله بن نهار الشمري
- عبدالله بن محمد الطيار
- عبدالله بن فرحان الشمري
- عبدالله بن عودة البراهيم
- عبدالله بن عيادة الزويمل
- عبدالله بن جارالله النزهة
- عبدالله بن جارالله النصار
- عبدالله بن محمد الجميلي
- عبدالله بن عبيد المسلماني
- عبدالله بن سليمان الجريفاني
- عبدالله بن محمد العميم
- عبدالله بن علي القاسم
- عبدالله عبدالله بن ناصر الجميلي
- عبدالله بن زيد الجروان
- عبدالله بن علي الثويني
- عبدالله بن علي البراك
- عبدالله بن حمد الشمري
- عبدالله بن خلف الشغدلي
- عبدالله بن فهد العريفي
- عبدالله بن معجل الفرج
- عبدالله بن إبراهيم الرشيد
- عبدالله بن عبدالرحمن الفرج
- عبدالله بن عودة العودة
- عبدالله بن محمد السديري
- عبدالله بن محمد الضعيفي
- عبدالله بن فهد العميم
- عبدالله بن فهد الحجيلان
- عبدالله بن علي البليهي
- عبدالله بن إبراهيم الطيار
- عبدالله بن صالح الأشقر
- عبدالله بن صالح العيد
- عبدالله بن سالم البركة
- عبدالله بن محمد الوهيب
- عبدالله بن محمد اليحيا
- عبدالله بن جبر البراهيم
- عبدالمحسن بن خدام الفايز
- عبدالمحسن بن عبدالرحمن النزهة
- عبدالمحسن بن عبدالرحمن الملق
- عبدالمحسن بن مشاري المشاري
- عبدالمحسن بن عبدالرحمن المشاري
- عبدالمحسن بن عبدالرحمن المرشدي
- عبدالمحسن بن عبدالرحمن الغشام
- عبدالمحسن عبدالله الضبعان
- عبدالمحسن بن عبدالله العنبري
- عبدالمحسن بن علي العقيلي
- عبدالوهاب بن عبدالرحمن الفايز
- عبدالوهاب بن محمد الحميد
- عبيد بن عبدالله المسلماني
- عبيده بن محمد الفايز
- عبيده بن محمد الغسلان
- عبيده بن محمد العميم
- عبطان الرمالي الشمري
- عتيق بن الرمالي الرمالي
- عثمان بن إبراهيم السعيد
- عثمان بن محمد الزنيدي
- عثمان بن صالح الحر
- عثمان بن عبدالله السعيد
- عقيل بن مشهور الغازي
- عقيل بن صعب الشمري
- عقيل بن سايح الشمري
- عقيل بن راشد الخميس
- عقيل بن فهيد عروج الرمالي
- العقيل بن فهاد عروج الرمالي
- علي بن عبدالعزيز العريفي
- علي بن عبدالمحسن النزهة
- علي بن أحمد الخريصي
- علي بن عبدالله الخلف
- علي بن محمد الفايز
- علي بن سعد الزرقا
- علي بن فهد النزهة
- علي بن عبدالله السديري
- علي بن فهد الخالد
- علي بن فهد الداود
- علي بن عبدالله الثويني
- علي بن عبدالله الفريدي
- علي بن لفف الرمالي
- علي بن سلامة الشمري
- علي بن إبراهيم الطيار
- علي بن محمد العبيد
- علي بن محمد العجلان
- علي بن سليمان العريفي
- علي بن حمود الصقيه
- علي بن عبدالرحمن الزيد
- علي بن جارالله الزيد
- علي بن عبيد الفرج
- علي بن عبدالله الجلوي
- علي بن صقيه الصقيه
- علي بن صقيه الضعيفي
- عمر بن عبدالوهاب السويطي
- عمر بن عبدالعزيز الفحيل
- عمر بن بادي الرمالي
- عواد بن سلطان الشمري
- عواد بن معيوف الشمري
- عواد بن موسى الهمزاني
- عودة بن سرهيد الشمري
- عوض بن فهيد الهمزاني
- عيادة بن خليف الشمري
- عيد بن بادي الرمالي
- عيد بن بادي الدخيل
- عيد بن بدر الغازي
- عيد بن غازي الشمري
- عيسى بن دحيم العيسى
- عيسى بن مبارك العميم
- عيسى بن عبدالله القفاري
- غالي بن فهد الشمري
- غانم بن فيروز الشمري
- غانم بن فهد الغانم
- غريب بن طبش الشمري
- فالح بن إبراهيم اليوسف
- فالح بن عبدالمحسن العتيق
- فالح بن عبدالمحسن الغسلان
- فالح بن منور الشمري
- فراج بن مفرح الشمري
- فهاد بن عروج الرمالي
- فهد بن حسن العريفي
- فهد بن علي النزهة
- فهد بن مطلق الازيمع
- فهد بن حميد الشمري
- فهد بن محمد الزريقي
- فهد بن جارالله النزهة
- فهد بن عبدالمحسن النزهة
- فهد بن ناصر الشمري
- فهيد بن محمد الحريقي
- فهيد بن صالح الصقري
- كميان بن خلف الشمري
- مانع بن خلف الحبيب
- مبارك بن خلف السعد
- متعب بن عبدالله الرشيد
- مجول بن فهيد الشمري
- محمد بن عبدالله الرشيد
- محمد بن عبدالله الحلي
- محمد بن إبراهيم الطيار
- محمد بن عبدالله المديفع
- محمد بن عبدالله العديلي
- محمد بن صالح الشومر
- محمد بن حامد الشعشاع
- محمد بن رشيد الرشيد
- محمد بن صالح القريشي
- محمد بن عبدالله العودة
- محمد بن دخيل الله الازيمع
- محمد بن دخيل الله الحميان
- محمد بن ناصر الحماد
- محمد بن عبدالعزيز العتيق
- محمد بن عبدالعزيز النزهة
- محمد بن عبدالله العريفي
- محمد بن عبدالله العساف
- محمد بن عبدالكريم الفايز
- محمد بن عبدالله السديري
- محمد بن عبدالله العطية
- محمد بن صالح الجديعي
- محمد بن عبدالله الجريفاني
- محمد بن فهد القباع
- محمد بن صالح العثمان
- محمد بن عبدالله القرعاوي
- محمد بن عبدالله الضيف
- محمد بن فهد الخالد
- محمد بن صالح اليحيا
- محمد بن مفرج الشمري
- محمد بن عساف العصفور
- محمد بن مضيان الشمري
- محمد بن سليمان الطخيم
- محمد بن إبراهيم الركيان
- محمد بن عبدالله السيف
- محمد بن فالح الشمري
- محمد بن فالح العارضي
- محمد بن عبدالعزيز الظفر
- محمد بن عيسى الرديعان
- محمد بن سعد السعد
- محمد بن عبدالعزيز العتيق
- محسن بن عبدالعزيز الهمزاني
- محيسن بن عبدالعزيز الهمزاني
- مخلف السليطي الشمري
- مدلول بن بدر الغازي
- مذود بن عيد الهمزاني
- مذود بن سعيد الشمري
- مرزوق بن رميح الشمي
- مرشد بن مطلق التميمي
- مسلم الغريري الشمري
- مصيخ بن ذويخ الأسلمي
- معزى بن بخيت البخيت
- مطرب بن محسن السويداء
- مطر بن منزل الشمري
- مطلق بن عبدالله القاسم
- مطلق بن عبدالوهاب السويطي
- مطلق بن جارالله المجراد
- مطني بن شايع الشمري
- معجل بن عبدالكريم الفرج
- مقبل بن عوض الشمري
- ملهى بن فالح الشمري
- مناحي بن فهاد الرمالي
- منصور بن إبراهيم الجربوع
- منوخ بن فضي الغيثي
- منوخ بن تركي الشمري
- موسى بن لفف الرمالي
- ناصر بن سليمان الطخيم
- ناصر بن صالح الأشقر
- ناصر بن فهد القباع
- ناصر بن محمد العقيلي
- نايف بن محمد الصالحي
- نفجان بن سليمان الطخيم
- نواف بن مناور السعيد
- هدلق بن صالح الهدلق
- هندي بن سلامة الشمري
- يحيا بن صالح اليحيا
- يوسف بن صالح السويطي
- يوسف بن عبدالرحمن العريفي
- يوسف بن إبراهيم العتيق
3 – أسماء الشهداء:
اشترك العقيلات في الكثير من الحروب في الأقطار العربية العراق والشام وفلسطين ومصر كما مر بنا في فقرات الكتاب وما يهمنا في هذا المجال هي الحروب التي كان هدفها طرد المستعمر ودحره في الأقطار العربية مثل وقعة ميسلون في سوريا ومساندة عرابي في مصر ومقاومة الاحتلال اليهودي في فلسطين فضلاً عما حصل لهم من معارك طاحنة في العراق أثناء الحكم التركي سواء كان ذلك ضد الفرس أو ما بين الحكام الأتراك أنفسهم كما رأينا ذلك في مكانه، وللأسف الشديد أنني لم أحصل على أسماء الشهداء من العقيلات في سوريا ومصر وكل ما حصلت عليه هو بعض أسماء الشهداء الذين سقطوا على أرض فلسطين من العقيلات ومن التم عليهم من المتطوعين من الجزيرة العربية والمملكة العربية السعودية بالذات وسموا رسمياً بالمتطوعين، وليست هذه كل أسمائهم فهم أكثر من ذلك بكثير لكن هذا ما استطعت الحصول عليه الآن وربما حصلت فيما بعد على أسماء ممن استشهدوا في موقعة ميسلون أو مواقع عرابي أو تكملة عن فلسطين فأضيفها في طبعة قادمة إن شاء الله وليسهل على القارئ الوصول إلى الاسم الذي يريد رتبت الأسماء على حروف الهجاء كسابقتها وهي كالآتي ومن أراد الاستزادة فيما يتعلق بالأسماء والمواقع فيمكنه الرجوع إلى كتاب "سجل الشرف" للشيخ فهد المارك والجزء الثالث من كتابنا "جذوع وفروع"، وهذه أسماء الشهداء في فلسطين.
- أحمد بن إبراهيم العاصمي
- أحمد بن عتيق الغامدي
- أحمد بن عبدالله الحربي
- أحمد عبدالرحمن المطيري
- أحمد بن بري الغامدي
- أحمد بن رده المالكي
- بندر بن هادي المطيري
- تركي بن ناهض الجهني
- حامد بن مخلف الشمري
- حبيب بن إبراهيم الحربي
- حسن بن محمد الزهراني
- حسن بن محمد العسيري
- حسن بن سعيد العمري
- حسين بن محمد العجمي
- حماد بن محمد العطوي
- حمد بن عمر الشمري
- حمدان بن محمد الغامدي
- حميدان بن بصيلان الشمري
- حميد بن سعيد الجهني
- حميد بن دحيلان الشمري
- الحريب بن عطية الجهني
- خضر بن علي الزهراني
- خلف بن غنيم الشمري
- خلف بن خابور الشمري
- خليف بن مرشد العنزي
- خلف بن مرشد العنزي
- خلف بن فالح الشمري
- راشد بن صلاح الشمري
- راشد بن مغرم الشهري
- راشد بن عبدالله العمري
- زايد بن علي المدني
- زبن بن خزيم الشمري
- زعل بن حمود العنزي
- سالم بن محمد البلوي
- سالم بن علي الغامدي
- سالم بن بكري الغامدي
- سعد بن فريح النشيو الشمري
- سعد بن محمد الجهني
- سعد بن عايش الجهني
- سعد بن محمد الحربي
- سعد بن فالح الجهني
- سعد بن مرزوق المطيري
- سعود بن مانع البيشي
- سعيد بن عياد الشمري
- سعيد بن عبدالله العمري
- سعيد بن عبدالله الغامدي
- سلطان بن إبراهيم الجوفي
- سلامة بن محمد الجهني
- سليمان بن عودة العطوي
- سليمان بن إبراهيم الصخري
- سليمان بن عوض الحربي
- سليمان بن عوض الجوفي
- شخص بن دخيل الله الغامدي
- شلاش بن عواد العنزي
- شلش بن غانم العنزي
- شنين بن علي العنزي
- صالح بن هندي العمري
- صابح بن مصلح الغامدي
- صالح بن مرزوق الجهني
- ضاوي بن محمد العتيبي
- ضيف الله بن محمد الغامدي
- ظاهر بن رايق الجهني
- عايد بن منيس الشمري
- عايش بن عوض الشمري
- عامر بن سعد القحطاني
- عايض بن محمد الشمراني
- عبدالرحمن بن سعد المطيري
- عبدالرحمن بن محمد حجازي
- عبدالرحمن بن مطلق المطيري
- عبدالرحمن بن محمد العنزي
- عبدالرحمن بن شامان العنزي
- عبدالرحمن بن صالح العمري
- عبدالرحمن بن علي الشقراني
- عبدالله بن سعيد الحربي
- عبدالله بن شلاش العنزي
- عبدالله بن بكري الغامدي
- عبدالله بن غشان الشمري
- عبدالله بن يحيا الزهراني
- عبدالله بن محمد الجهني
- عبدالله بن رزق الحربي
- عبدالله بن شعيع السبيعي
- عبدالله بن جمعان الغامدي
- عبدالله بن نايف العتيبي
- عبدالله بن شلاش الشمري
- عبدالله بن عوضة الشهري
- عبدالوهاب بن محمد الشهري
- عبود بن محمد العمري
- عبيدالله بن عيادة الشمري
- عبيد بن سعيد الحربي
- عشوي بن عيادة الشمري
- عطا الله بن ضيف الجهني
- عطية بن عبدالواحد المالكي
- علي بن وقعان الشمري
- علي بن مصلح الحجاوي
- علي بن محمد الغامدي
- علي بن حمدان الشهري
- علي بن حسن الزهراني
- علي بن سليمان الشمري
- علي بن محمد حجازي
- علي بن سعيد الغامدي
- علي بن عبدالله الرفاعي
- علي بن صالح الشمري
- علي بن مفلح القحطاني
- علي بن جديد الغامدي
- علي بن درفاس الزهراني
- عواد بن علي الجهني
- عواد بن دخيل الجهني
- عوض بن بخيت الجهني
- عيد بن محمد الرشيدي
- عيد بن عيسى الصخري
- عيد بن معلول الحربي
- عيد بن رجا الحربي
- عيد بن خميس المالكي
- فارس بن عبدالله المطيري
- فرج بن حمد الجهني
- فريح بن مسلم الجهني
- فريح بن مليح الجهني
- قاسم بن جليدان الجهني
- كريم بن علي النحاس الجوفي
- لافي بن رشيد الخيبري
- مبروك بن علي المالكي
- مبروك بن حمد الحربي
- محمد بن عبيد الشمري
- محمد بن عبدالله الدوسري
- محمد بن سعيد المالكي
- محمد بن تومان الجوفي
- محمد بن حميد الجهني
- محمد بن عمر الشمري
- محمد بن غنيم الشمري
- محمد بن عبدالله الشمري
- محمد بن عبدالله المطيري
- محمد بن عبدالله الفرحان
- محمد بن سعيد المطيري
- محمد بن سعيف الزهراني
- محمد بن ظافر الشهري
- محمد بن متولي البلوي
- محمد بن سعيد الحربي
- محمد بن عبدالواحد الجهني
- محمد بن عبدالله الحربي
- محمد بن معوض الجهني
- محمد بن محسن الجهني
- محجوب بن سفر الغامدي
- مذود بن سالم الشمري
- مرزوق بن عبد ربه الجهني
- مساعد بن عواد الجهني
- مسلم بن سليم الجهني
- مشلخ بن عروج الشمري
- مشلخ بن فهاد الشمري
- مشرف بن عواد الجهني
- مصلح بن صالح الحربي
- مصلح بن مفرح الحربي
- معتوق بن محمد الحربي
- معاشي بن عبدالباري الرويلي
- مفرح بن فالح الشراري
- نشا بن محمد الشمري
- هواد بن عبدالله الحربي
- يتيم بن جبر العنزي.
أما من أصيبوا بعاهات مستديمة فهم :
- عبيد بن علي الرشيدي أصيب بشلل في الدماغ
- علي بن سليمان العريفي قطعت رجله
- محمد بن معيتق الحربي فقدت يده اليمنى
- مسفر بن راشد الجهني عطبت رجليه وبقيّ مقعداً
رحم الله الجميع برحمتع الواسعة وأسكنهم فسيح جناته جزاء تضحيتهم بأرواحهم .
4- ما قيل فيهم من أشعار:
الشعر إحدى الموارد التي يتسلى بها العقيلات ويستعينون بها على قطع المسافات الشاسعة بأسفارهم الطويلة وللأسف أنني لم أجد فيهم من الشعر الفصيح شيء ويبدو أن هذا الجانب إما أنه لم يدون ويتناقله الناس أو أنه لم يقل أحد فيهم من الشعر الفصيح شيء وهناك احتمال مرجح وهو أن دورهم القوي وذروة نشاطهم واكب عصر الركود الذي يسميه البعض عصر الانحطاط الأدبي كما صادف انتشار العامية والشعر العامي ولذلك كثر فيهم من يقوله وكثر استعمالهم له حيث يتغنون بالشعر للتسلية ويقولونه للدعابة والمزاح والمدح والهجاء وغير ذلك من الأغراض غير أن معظمه اندثر في ثنايا النسيان إلا ما كان من نتف متناثرة هنا وهناك جمعت نماذج منها مكتفياً من القصيدة بالأبيات التي يرد فيها ذكر للعقيلات وقد رتبتها على الحروف الهجائية ليسهل الرجوع إليها وشرحها في نهاية الكتاب.
قال فهد بن مطلق الأزيمع يعني رفيقه سليمان بن عبدالله الخلف:
(1) رِجلَك اللي جاه من زايد خطاها * * * خابر شغلك على عوص النجايب
(2) كم سريت وكم مشيتوا في شقاها * * * وكم جرى لك من هموم ومن مصايب
(3) أنشد الصوان والحوصا وماها * * * والطبيق وما شريت من الركايب
(4) يابو عبدالله ترى هذا بلاها * * * ما جرى لك به صواب ولا أنت شايت
(5) به رجال بالخطر شابت لحاها * * * وانت شابت ركبتك شيء عجايب
وقال سعد بن جريد الشريهي الشمري رحمه الله من قصيدة له:
(6) يا راكب من فوق عشرٍ على لون * * * شعل يهادون الأظلة خوات
(7) حوفوا عليهن وان نويتوا تمدون * * * حطوا معاليق الخلا والمات
(8) إمشوا قبال الجدي حتى تدلون * * * تر النعايم سبعةٍ بينات
(9) مدوا من التيم عساكم تعودون * * * الأولة بين النقا والبيات
(10) والثانية خب العرادي تعشون * * * تريحوا وركابكم ممرحات
(11) والثالثة جوب الحفر لا تعدون * * * والصبح من خل الحفر حايلات
(12) والرابعة بوعال ممشى على هون * * * لا تشحنون ركابكم مصدرات
(13) والخامسة باطراف حسنا تمسون * * * واظنهم عقب العشا ساريات
(14) والسادسة بالجوف عصر تحوطون * * * تريحوا وركابكم شاربات
(15) والسابعة بشغار وامسٍ عنه دون * * * وارهن على شيببا حلول الصلاة
(16) والثامنة بارض المعاصر تعشون * * * خمسٍ عشاهن بالعجل خايفات
(17) لا جيتوا السهلة تراكم تخافون * * * بالليل سمع وبالنهار التفات
(18) والتاسعة بثرا عليها تعشون * * * حطَّن حضوضي قفوهن مقفيات
(19) والعاشرة بدغيم الأزرق تنامون * * * عقب الكلل تريحن هاجعات
(20) والحادية في بطن حوران تبدون * * * مثل النعايم جلد مسرعات
(21) الصبح أقيموا بالغرابة تدورون * * * دوروا من الربعة لبطن النجاة
(22) أهل أربع منكم لزوم يتعدون * * * والخامسة لمعان تنهج وتأتي
(23) وأهل ذلولين لزوم يدورون * * * للشام والنقرة وحمص وحماة
(24) وترى وعدهن دار الأطرش تلاقون * * * شدن شوابيش الغنا لاقيات
والقصيدة كاملة مع شرحها في كتابنا "در الشعر الشعبي" الصادر عام 1420هـ:
وقال شاعر من عقيل لم أهتد لاسمه:
(25) ريمة ترزم فوق جال الركية * * * قلت أبشري بالري راعيك مياح
(26) لعيونها طبيت والشمس حية * * * ولا ظهرت إلا سنا الصبح قد لاح
(27) باغ ليا روح سعود عشية * * * وتلاوذوا بأكوارهن والعلق طاح
(28) رديتها للي ذلوله ردية * * * وعلقت أنا كوره وقلت أفلح رواح
(29) ماني بهلباج ينافر خويه * * * ليا طالت الفرجة غدا تقل نباح
وقال شاعر آخر:
(30) ياراكب ياللي من عقيل تقللوا * * * على أكوار كومٍ كاملات الكلايف
(31) تشوق مشتاق الهجين بشوفها * * * بحس الحداوي واختلاف السفايف
(32) شبهتها بالله لا صرمت بكم * * * تواثيب كدري القطا بالوصايف
(33) يا ركب ريضوها تقبلتوا الهدى * * * لو كان راضات النضا شرب عايف
(34) تسمعوا مني كلامي ومقصدي * * * أقول للعراف وش أنت شايف
(35) لا عاد لي يا وافي الخال حجة * * * طرسٍ تودونه عديم الوصايف
وقال شاعر آخر يصف جبل الشيخ قرب دمشق:
(36) هذا طويل الثلج يا طريف جيناه * * * وين الحطب نبي نسوي عشانا
(37) البق والبرغوث حنا وصلناه * * * الديرة اللي ما هواها هوانا
(38) لولا الغلا والدين ما كان جيناه * * * مير المصاري غاليات ورانا
وقال شاعر آخر من مودعي عقيل:
(39) لا سار ركب عقيل جينا نودع * * * واعزتا للحال من يوم يمشون
(40) مسيرهم للعز والجاه يصنع * * * بالسيف والمنسف بيوم يسيرون
(41) كم قالةٍ لعقيل والسيف يلمع * * * ضد الأعادي عزهم يوم ينوون
وقال آخر:
(42) يا راكب من عندنا فوق مومي * * * بعيد ثفن الكوع للزور ما جاه
(43) خله على كيفه يذب الحزومي * * * يعجبك لا طال المدى روح ممشاه
(44) صبح أربع يلفى شفاتي لزومي * * * عبدالله الصالح زبونه وملفاه
(45) إليا لفيته خبره بالعلوم * * * قل له يدور صويحبي بالهواداه
(46) تراه با مشكاي جاني بنومي * * * واسقان خمر ذايب من شافاياه
(47) يوم انتبهت وطار رايح حلومي * * * لاني وراسيف البحر ما اتحلاه
(48) عضيت بنيابي طوارف بهومي * * * وصفقت بالكفين من حر فرقاه
(49) قل له يدور عمان وارض البقوم * * * واكفيه مصر ونابلس مع قراياه
(50) حتى مع العربان لما لمومي * * * بالقيظ يوم إن الظوامي على ماه
(51) واعطيك أنا وصفه ثلاث الرقوم * * * اللي كما عنق الوضيحي حلاياه
وهذه مداعبة من المداعبات التي جرت في ذلك الوقت بين عقيلي شاعر ترك كلب صيد كان معه يصحبه مع القافلة عند عقيلي آخر في عمان وعند عودة هذا العقيلي الذي كان على علاقة طيبة بالأمير عبدالعزيز بن أحمد السديري رحمه الله أمير القريات يومذاك، سأل الأمير العقيلي الشاعر عن الكلب الذي كان معه عندما مروا بهم ذاهبين إلى عمان فأجابه شعراً:
(52) وكلت ابن.... على الكلب يشيله * * * حيثه ليا شاف السلق به حبابه
(53) هذا يقلقس له وهذا يدعيه * * * وهذاك يلعب له على أبو عتابه
(54) ومن حسن ذاته كل كلب مصافيه * * * ويكسر بذيله مثل قوس الربابة
(55) الله لهن من بد الاشخاص هاديه * * * عنده كلاب عقيل مثل العصابة
فاستحسن الأمير هذا الجواب وأرسل الدعابة إلى العقيلي المعنى وكان هو الآخر على علاقة طيبة به، وكان هذا لا يستطيع قول الشعر فاستعان بعقيلي آخر للرد على الشعر وأرسل هذه الأبيات للأمير:
(56) يامير مكتوبك فهمنا معانيه * * * حي الكتاب وحي من هو كتابه
(57) حي الكتاب اللي لفى وانت راعيه * * * ومهندزه ومتكزه عن عيابه
(58) ...... ما لقى من يلفيه * * * لولا جنابك كان عمد سرابه
(59) يامير دور له مقام يعليه * * * وظيفة يامير ياقف ببابه
(60) لكلابه الحازم وما حاش واديه * * * خله يجودهن ويضبط حسابه
(61) تراه شيخ شاطر لا تخليه * * * يفهم عذاريب السلق والكلابه
وقال عادي بن محمد الرمالي الشمري رحمه الله من قصيدة له:
(62) طرشتي صارت مع الحضر صادوفي * * * قلعوا بي وابعدوا عنك يا هلاله
(63) متعبٍ نفسي على غير مصروفي * * * يم يافا والمداريج وجباله
(64) يارخي من دونهم راف والجوفي * * * والنفود وديرة التنف وسهاله
(65)واعسى عشب الحيا عندهم طوفي * * * بخب جبة والمرابيب مدها له
وقال ساير بن عومان الشمري رحمه الله:
(66) واشوف أناكل الربوع متوازين * * * وكل ركب عقب العقيلي مسامه
وقال الأمير عبدالله بن علي الرشيد رحمه الله:
(67) اللي وسم حالي خفي على الناس * * * وسم المحوص بجال خطو الركية
(68) الغوش ركبوا ضمر مثل الأقواس * * * حيل يفتن حيل راع الردية
(69) تعاطن المعبار من عند دواس * * * وأنا على الخابور مالي مطية
(70) وكل تذكر عزوة له مع الناس * * * وانا اتذكر عزوة الشمرية
وقال محمد بن دخيل الله الأزيمع رحمه الله من قصيدة له:
(71) واو جودي وجد من ورد الأجلال * * * قربته في واهج القيظ مطوية
(72) ورد الشبرم ومنه العرب خالي * * * ضاع فكرة يوم هايق على الطية
وقال شاعر آخر:
(73) ياما حلى الجوف والجوبة * * * لما نوينا التغاريبي
(74) الله على كور منجوبه * * * من شايبات المحاقيبي
(75) أحلى من الهرش وركوبه * * * بأطراف زمل المعازيبي
وقال شاعر آخر:
(76) كل معيد ومستانس * * * وانا بسوق السبع عيدي
(77) البل ممهونة الخامس * * * أسوقه وقعدت بيدي
وقال شاعر آخر:
(78) يااهل الركاب منين لاوين باغين * * * أنتم عليكم لنج لاشي خافي
(79) لا انتم عقيلات عليكم سعادين * * * ولا أنتم صويطات عليكم كفافي
(80) إنتم طروش الحق ما انتم خفيين * * * يما خذويتوا من بطون لطاف
وقال محيسن الريشاني الرويلي رحمه الله:
(81) با راكب حمرا من الني تبني * * * ومرودم غير الدفوف السنامي
(82) ترعى زهر نوار برقٍ جذبني * * * مر باعها ما بين شرقٍ وشامي
(83) هات العقيلي وانسفه فوق زبني * * * وافرق نحرها يم وجه الايمامي
وقال شارع آخر:
(84) نبي نسير وجبة الظهر لعقيل * * * ياما سعد والا نصينا السناني
(85) دفاقة البن الحمر خالطة هيل * * * تلقى الرغيف مطرق بالصياني
(86) اللي يخوضون الفيافي على الخيل * * * كم ديرةٍ هاموا عسيره وهاني
وقال علي بن سعد الزرقا رحمه الله من قصيدة له:
(87) يركب على حمرا بنا تهذل اهذال * * * من فوقها واحلوا حس الحداوي
(88) قطم الفخوذ اللي بنا تقطع اللال * * * مامونةٍ خرجه صخيف حساوي
(89) يا هديب ياللي للملازيم شيال * * * يامنوتي من بد كل المناوي
5 - ما قيل فيهم من الأمثال:
الأمثال خلاصة تجارب الشعوب ونتائج معاناتهم فرسموا الجملة التي تختصر الكثير من الكلام، وقد قيل في العقيلات الكثير من الأمثال نقتطف منها هذه النماذج المحدودة كعينة وهي قليل من كثير:
1- "حب الشام لا يقتلك" يقال أن صبياً كان مستنداً بجانب أمه ذات مساء تحدثه ويحدثها عن آماله وطموحاته عندما يكبر ويصير رجلاً، فقال لها أنني عندما أكبر سأذهب إلى الشام وآتيك بأحمال كثيرة من حب الشام الذي تعطيني منه القليل لأقضمه، وعندما آتيك بتلك الأحمال فسوف أقضم منها وأقضم فما كان من الأم إلا أن لكدته بمرفقها وهي تقول له: "أبك حب الشام لا يقتلك"!! فذهب مثلاً لأمر لم يعد كونه حلماً لم يتحقق بعد.
2- "يطالع مناير مصر" اعتاد عقيلي على الحياة في مصر وعندما عاد إلى أهله في نجد ومكث عندهم فترة من الزمن حن إلى الحياة في مصر فقال لأمه ذات يوم وهو فوق أكمة مرتفعة أو فوق سطح المنزل وكأنه ينظر إلى مكان بعيد.. لا إله إلا الله، فقالت له أمه، ماذا تطالع يا بني؟ فقال إنني أطالع مناير مصر، أي أنه عازم على الذهاب إلى هناك فذهب قوله مثلاً سائراً يضرب للأمر يرى منه مالا يرى.
3- "على قلوة وشظاظ" القلوة هناة أو خشبة أو حجر بمقدار الكف المقبوضة أو أصغر قليلاً توضع في أعلى زاوية فرده البعير من فوهتها العليا وتربط عليها عروة الفردة حتى تتحمل ما في داخلها عندما تحمل على البعير والشظاظ عود بطول الفتر أو الشبر تقرن به عروتي الفردتين فوق ظهر البعير وإذا جهزت الأحمال ولم يبق إلا شبك العرى وشظها فيعتبر كل شيء جاهز، ويضرب المثل للسرعة ودرجة الاستعداد القصوى فيقال "على قلوة وشظاظ" أي بأقصى حالات التأهيب.
4- "بني عقيل" عقيل يمارسون الكثير من الأعمال بما في ذلك البناء لكنهم غير متخصصين فيه بدرجة رئيسة ويقال إن مجموعة من رجال عقيل مروا على أحد الفلاحين فقال لهم ألا تبنون لي هذا الجدار الساقط من "كتره" أي كتل الجدار المنهار قالوا: بلى واتفقوا على السعر وبنوا الجدار بناء دمشقة أي غير متقن فلا تستغربوا كلمة دمشقة فهي فصيحة واسم مدينة دمشق بالشام مشتق منها، فرأوا أن الجدار مائلاً على وشك السقوط، وهنا أمسكه مجموعة منهم من الجانب الآخر حيث لا يراهم الفلاح وذهب مجموعة منهم وأخذوا الأجرة المتفق عليها من الفلاح، وعند ذلك ابتعد الرجال عن الجدار فسقط مرة ثانية ويضرب المثل لرداءة العمل فيقال "بني عقيل".
5- "الشام شامك ليامن الدهر ضامك" كانت بلاد الشام وغيرها هي المكان الذي يجعله طالب الرزق نصب عينيه عندما تضيق البلد بأهلها بفعل الجدب وشح الأرزاق فكان الكثير مع الناس يذهبون مع عقيل إلى الأقطار العربية ليجدوا على الأقل ما يسد الرمق من لقمة العيش فضلاً عن أن يجد الواحد من الثروة ما يعود به إلى أهله ولذلك أطلق المثل أحد المحتاجين وفي الوقت الراهن الآية منعكسة الآن بفضل الله فالناس تأتي من تلك الأقطار إلى المملكة العربية السعودية لطلب الرزق.
6- "الهند هندك ليا قضى ما عندك" هذا المثل شبيه بسابقه مع اختلاف وجهة طالب الرزق إلى الهند، فقد كانت بلاد الهند والسند مقصد الكثير ممن تحكم عليهم ظروف قاسية في وقت مضى مثلما يحصل الآن لسكان الهند وغيرها الذين يفدون إلى هذه البلاد، وقد أطلق المثل من كان يقاسي تلك الظروف القاسية.
7- "جاب الجمل وما حمل" يضرب هذا المثل لمن جاء بالأمر كله مرة واحدة فلم يبق منه شيئاً.
8- "غيرها الطبة" يحكى أن أحد العقيلات تغرب إلى الشام لمدة 25 سنة متواصلة وحصل على ما حصل عليه من مال وعاد إلى أهله وعندما أشرف على بلده سطا عليه قطاع الطرق وسلبوه حصيلة عمره، ولم يتركوا له غير قربة الماء وشيئاً من الطعام فمر في الليل ببئر في طرف بلدته ليملأ قربته حيث صادف شخصاً يعرفه، ولكنه أخبر هذا الشخص أنه لن يذهب إلى أهله وإنما سيعود من حيث أتى إلى الشام وأنه خجل من أن يأتي إلى أهله بعد كل هذه الغيبة الطويلة خالي الوفاض وعندما ذكره هذا الرجل بأن يمر على أهله ويسلم عليهم بما فيهم والدته العجوز التي تنتظر عودته على أحر من الجمر لم يزد هذا العقيلي إلا أن قال: "غيرها الطبة" فذهب قوله مثلاً سائراً للأمر تعزف عنه وتتحاشاه.
9-"ما عنده بالجنطي" الجنطي حزام جلدي عريض يشبه "الكمر" في الوقت الحاضر بداخله وتجاويف توضع فيها النقود الفضية والذهبية يحزمه الإنسان على وسطه ليحفظ به نقوده ويدل المثل على الثقة المطلقة بالشخص المحدث عنه بأن ما عنده من مال مضمون وكأنه داخل مثاني الحزام.
10- "كثر الدراهم يودعنك سنافي" هذا المثل شطر من بيت شعر قاله أحد الشعراء منذ زمن بعيد والبيت يقول:
كثر الدراهم يودعنك سنافي * * * شف يا عملهن مسندي بابن رواف
وأسرة الرواف من أهل بريدة بالقصيم وهم من أشهر العقيلات وقد ذكر لهذه الأسرة في الكتاب وعلى رأسها الشيخ أحمد الرواف الذي فض النزاع بين آل مهنا أمراء قوافل الحجاج والأمير متعب بن عبدالله الرشيد في النصف الثاني من القرن الثالث عشر الهجري، فضلاً انظر فصل التنافس، ويعني المثل أن المال عصب الحياة الذي يسند الظهر وبهذا نكتفي بهذه القمشة الخفية من الأمثال.
6- ما حدث لهم من طرائف:
طرائف العقيلات كثيرة أكثر من أن تحصى حيث تحدث لكل مجموعة من الطرائف في كل سفرة من سفراتهم أو رحلة من رحلاتهم، وحسبنا من القلادة ما أحاط بالعنق كما يقول المثل العربي حسبنا أن نورد نماذج من هذه الطرائف.
*يقال أن رجلاً قال لرفيق له: "يا زين السكر زيناه" قال له رفيقه وهل ذقت السكر حتى تتمطق وترشف ريقك؟ فقال لا، ولكن ابن عمي قد ذاقه من وراء الخيشة زمان كان مع عقيل!!.
*عمل الشيخ هندي بن سلامة الشمري مع العقيلات فترة طويلة، وقد أخبرني أنه في إحدى الرحلات كان مرافقاً للعقيلي عبدالكريم النصرالله ونزل بالبئر يغرف بالدلو على السانية في بئر الحيانية إلى الشمال الشرقي عن مدينة حائل وكانت الإبل كثيرة العدد فبقي داخل البئر يومين بلياليهن يعني 48ساعة من العمل المتواصل.
*كان بعض العقيلات وهم قلة نادرة ممن يخادع رفاقه فيما يشتريه من بضائع وذلك من باب المنافسة يقال أن أحدهم عندما كانوا بالكويت يشترون بضائع ليخرجون بها إلى نجد سأله رفاقه عن البضاعة التي سوف يأخذها معه فقال إنني سأشتري "قاز" "كيروسين" في صفائح وكانوا يحضرونه من الكويت وذلك لغرض الإضاءة وكانت سوق هذا النوع من السلع تنشط في الشتاء وتفتر في الصيف والوقت الذي كانوا فيه باستقبال الصيف وقد أحضر على عيون رفاقه من تاجر رفيق له عدداً من صفائح "القاز" ووضعها في البيت الذي يسكنون فيه مؤقتاً حتى يغادروا المدينة فيأخذها رفيقه مرة ثانية وخدع أصحابه بهذه الطريقة فاشترى معظمهم صفائح "قاز" خاصة الذين كانوا بدور الأمعة من العقيلات الجدد وعندما خرجوا من المدينة بأحمالهم من "القاز" خرج هو بأحمال من القماش الصيفي النسائي والرجالي وخيوط الحرير "البرسيم" وغيره من البضائع التي تناسب السوق في الصيف فاكتشف أصحابه أنه خدعهم وفاز عليهم بثمرة الحملة وخسر الذين اشتروا "القاز".
*كان لكل حاضرة من حواضر نجد ميزة خاصة، واهتمام ينوع من البضائع والسلع، فمدينة يهتم أكثر عقيلاتها باستيراد المفروشات من البسط والقطائف وغيرها، ومدينة أخرى يهتم معظم عقيلاتها بالملابس الرجالية والنسائية مثل العبي "والزبنوات" و "الصايات" والعقل، وثياب النساء المطرزة وغيرها أو ما يسمى "هدم" ومدينة ثالثة غالبية عقيلاتها بالقهوة وأوانيها وبهاراتها وما إلى ذلك، وهكذا في كل مدينة. والتجار في الحواضر العربية يأخذون لمثل هذا الأمر أهبته وأهميته فكل أهل صنف يتباشرون إذا "طب" أي وصل أهل صنفهم لأنهم يبيعون من بضائعهم كميات كبيرة ويقال أن أحد تجار العقيلات في إحدى الحواضر العربية قيل له "طب" أي وصل أهل البلد الفلاني، فقال: بشر أهل "الزل" القطائف ونحوها وفي اليوم الثاني قيل له: لقد "طب" أهل البلد الفلاني قال: بشر أهل القهوة، وفي اليوم الثالث قيل له "طب" أهل البلد الفلاني فقال: بشر أهل "الهدم" وفي اليوم الرابع قيل له "طب" أهل البلد الفلاني فقال بشر أهل سوق الغناء والمغنيات.
*كان بعض العقيلات يتهربون من دفع الجمارك على الحدود وفي إحدى السنوات منعت السلطة في ذلك القطر خروج الذهب من الجنيهات الذهبية، وجاء عقيلي ومعه كمية كبيرة من الجنيهات يصعب إخفاؤها لكثرتها وليس معه إلا إبل بدون أحمال ولما اقترب من الحدود عمد إلى الجنيهات التي معه وأناخ ناقة مسنة معه وصار يعلفها إياها في كتل من التمر فيفتح فم الناقة ويعلفها إياها لتجرعها دون أن تعلكها حتى وضع كامل الكمية، التي معه من الجنيهات ثم اقتفى إبله مسرعاً وعبر بها الحدود حيث خضع لتفتيش دقيق ولم يعثروا معه على شيء وعندما اجتاز مركز التفتيش ودخل حدود البلد الآمن عمد إلى الناقة ونحرها واستخرج الجنيهات من كرشها دون نقص أو تأثر.
*روى لي الشيخ صالح بن علي الصمعاني وهو من عقيلات منطقة القصيم قال حينما صدر أمر جلالة الملك عبدالعزيز رحمه الله بعدم تصدير الإبل إلى خارج المملكة واستعد الشيخ عبدالله السليمان الحمدان رحمه الله وزير المالية يومذاك بشراء كل الإبل التي مع العقيلات كنا على مشارف العراق وتبلغنا بالبرقية التي نقلت مضمونها إلينا الدورية السعودية عدنا على الفور، وما علمنا إلا والدورية العراقية تلاحقنا بأفرادها المسلحين والسيارة التي عليها الرشاش مدعين أننا اجتزنا الحدود العراقية ولم ندفع جمرك الإبل وكنا ثلاثة معنا ثلاث رعايا من الإبل كل رعية سبعين بعيراً، فقدمنا إبلنا أمامنا ومررنا ببيت شعر كبير فاعترضنا صاحبه ودعانا لتناول القهوة فاعتذرنا إليه لكنه لزم علينا فأخبرناه بواقعنا فزاد إصراره ولزم علينا أكثر فحللنا ضيوفاً عنده وما كدنا نصل إلى البيت حتى وقف رجال الدورية فرحب بهم صاحب البيت وقدم لهم القهوة وقدم لنا طعام الغداء وكذلك هم وعندما انتهوا من الغداء كلموه في الأمر فقال لهم هؤلاء ضيوفي ومن المستحيل أن تمسوهم بسوء ووالله إن من مسهم بسوء سيرى ما يكره، فقالوا له: لكنهم مخالفين للقانون وعليهم دفع الجمرك، فقال: لو أمسكتم بهم قبل أن يصلوا إلى بيتي لكان لكم شانكم بهم أما الآن بعد أن وصلوا إلى بيتي وذاقوا طعامي فهم في وجهي ووالله لن تمسوهم بسوء فاذهبوا راشدين في سبيلكم واتركوا ضيوفي، ولم يكتف بذلك بل أرسل معنا أحد رجاله ومعنا إبلنا كاملة حتى بلغنا مأمننا في الأراضي السعودية ذلك الرجل هو الشيخ وبدان بن سعدون أحد شيوخ المنتفق جزاه الله خيراً ورحمه إن كان ميتاً.
كان أبناء سطام بن شعلان الرويلي العنزي خالد وطراد كل واحد منها في بيت مستقل بقرب بيت والدهم، فنزل بجانب طراد تاجر إبل عقيلي يشتري الإبل ممن يجلبها من أفراد الفريق، وذات يوم نزل بجانب بيت خالد ضيف من الضيوف، فعرف بعيراً له عند التاجر العقيلي وطلبه منه فأبى العقيلي الذي اشتراه من رجل جلبه مع مجموعة إبل واشتد النزاع بينهما، هذا مصر على أخذ بعيره والعقيلي متمسك بالبعير فقام طراد بن سطام بن شعلان ينافح مع جاره العقيلي وصار خالد بن سطام بن شعلان يحامي مع ضيفه واشتد اللغط بينهما واحتدم النزاع ووصل الأمر إلى قرب استخدام السلاح بين الأخوين في غيبة التفكير والعقل كما يحدث للبعض وكان أبوهما غائباً عن الحي في ذلك اليوم وانضم إلى كل من الأخوين أعوانه وتواعد الأخوان الميدان في الصباح لحسم الموقف على ظهور الخيل وكان الشاعر خلف بن زويد الشمري نازلاً بجوار الشيخ سطام بن شعلان ولما علم بما جرى بادر بقصيدة جيدة تتكون من 30بيتاً حلت النزاع بين الأخوين في تلك الليلة، ولما حضر والدهما من الغد وعلم بما جرى كافأ أبا زويد على ما فعل ومطلع القصيدة:
(90) يالله يا عالم خفيات الأسرار * * * عليم ما تخفى عليه الجحادة
إلى أن قال:
(91) وخلاف ذا يا راكب فوق مذعار * * * ما عليه إلا قربته مع شداده
(92) تلفى لخالد علمه كل الأخبار * * * عليه يظهرن السراير وكادة
(93) إصبر ولا بالصبر لك كسر تعبار * * * يمالك الدنيا تبين مقاده
(94) يا صار ضيف ومخطي له على جار * * * أنا أشهد أنك سالم من سواده
(95) ولولا رداة العقل ما صار ما صار * * * من خلقة الدنيا طlعها فساده
فحلت هذه القصيدة الإشكال وحقنت الدماء وأعطى خالد ضيفه بعيرين بدلاً من البعير الواحد وصار بيت أبي زويد ما قبل الأخير بمثابة قاعدة تحكم مثل هذا الموقف والقصيدة كاملة مع شرحها بكتابنا "من شعراء العاميين" الجزء الثاني.
7 - ما التصق بأسمائهم:
على اعتبار العقيلات إحدى القوى الفاعلة التي كان لها دور بارز كما مر بنا في الفقرات السابقة وكانت وسيلتهم التي يجوبون عليها الصحاري ويشقون بها القفار هي الإبل، وهي رفيق الإنسان العربي منذ أن وجد على تراب هذه الجزيرة العربية المعطاء وقد جابوا أنحاء هذه الجزيرة من أقصاها إلى أقصاها وطرقوا المدن والأمصار في الأقطار العربية الأخرى وقد عرف الناس عنهم الكثير مما يميزهم عن غيرهم فمن ذلك مظاهر اللباس، فالعقال الذي يلبسه الكثير من الناس في المملكة ودول الخليج والذي أصبح الآن أحد مظاهر الزينة وأحد المظاهر المميزة للباس العربي كانوا يلبسونه لبسة معينة وكان من قبل يسمى العصابة ولونه أبيض ويرى البعض وإن كنت لا أوافقه على ذلك للأسباب التي بينتها في موضعها في فقرة سابقة فقرة سبب التسمية، يرى هذا البعض أن اسم العقيلات مشتق من لبسهم للعقال، أما الشيء الثابت أن هناك نوع من الأشدة يسمى شداد عقيلي لرشاقته وظرافته فضلاً انظر ذلك في فصل الأشدة وقد قال فيه الشاعر عومان بن ساير الشمري:
واشوف أنا كل الربوع متوازين * * * وكل ركب عقب العقيلي مسامة
وهناك خرج من خروج الإبل يسمى عقيلي وهو خرج ظريف متوسط العثاكيل فضلاً انظر أدوات الركوب، كما أن هناك العديد من الأسر التي علق عليها لقب العقيلي في كثير من البلدان التي يصل إليها العقيلات حتى طغى اللقب على الاسم أو اللقب الأصلي للأسرة سواء أكان ذلك من باب الإطلاق الفعلي أي أن الرجل عقيلي أو عمل مع العقيلات أو أنه تشبه بهم، وكان لهم مظهر خاص في اللباس مثل لبسة العقال على الكوفية "الشماغ" أو "الغترة" و "الزبون" و "الصاية" وحتى الركوب على المطية كان العقيلي يظهر بشيء من التأنق والخيلاء بما يميزه عن غيره من الركبان هذه الصفة أخذها عن العقيلات جيش أو قوة الهجانة في الجيش العربي الأردني ومن شاهد رجال هذه القوة على ركابهم الزاهية بخروجها وعثاكيلها (دلالها) يرى نصب عينيه فرقة من ركبان عقيل يسمون هذه الهيئة بالعقل "الميالة" واللباس المميز وعصى الخيزران بالهيئة العقيلية أو هيئة عقيل وغير ذلك ما التصق بأسمائهم من الأمور التي تحتاج إلى بحث مستفيض.
8- اصطلاحاتهم:
يستخدم العقيلات مصطلحات عامة وسائدة في الأقطار التي يرتادونها وإن كان بعضها خاصاً بهم، والبعض الآخر موجود منذ أقدم العصور من موروثات العرب الأوائل وجل تلك الأسماء والكلمات إن لم تكن كلها فصيحة لا غبار عليها ومن هذه المصطلحات ما هو مستحدث، ومع كثرة هذه المصطلحات التي لا نستطيع الإلمام بها في هذه العجالة إلا أننا نجتزئ منها ما يلي:
غرَّبوا: تعني السفر إلى الشام مغربين.
الغربية: وتعني جهة الشام ويقصد بها على الأخص عمان.
شرَّقوا: وتعني عودتهم إلى الجزيرة العربية مشرقين.
عدوّا: وتعني عبروا نهر الأردن أو نهر النيل أو قناة السويس بعد حفرها أو نهر الفرات.
مضحَّي: مكان الاستراحة والإقامة ضحى لتناول الغداء.
معشَّي: وتعني الاستراحة والإقامة مساء لتناول طعام العشاء.
إبل مصدرة: أي أنها وردت الماء وارتوت وصدرت منه.
إبل عازبة: الإبل إذا تركت ترعى في المفلى لعدة أيام.
الرِّبع: من إظماء الإبل وهو أن ترد الإبل لليوم الرابع وقيل ثلاث ليال وأربعة أيام.
الخِمس: من إظماء الإبل وهو أن ترد الإبل الماء لليوم الخامس وقيل ترعى ثلاثة أيام وترد الرابع.
غِبْ: وهو أن تشرب الإبل يوماً وترعى يوماً.
جلب: الإبل والخيل والغنم تجلب للسوق للبيع.
رحول: الناقة متوسطة السن تعد للركوب والحمل قبل أن يفطرنا بها.
فاطر: الناقة الكبيرة التي فطر نابها.
هرش: الجمل المسن الكبير.
زمل: جمع زامل أو زاملة وهو الجمل المعد لنقل الأحمال الثقيلة.
بكرة: البكرة والبكر الفتية من النياق.
قعود: الفتى من الإبل أكبر من الحاشي قبل أن يثني.
الحاشي الصغير من الإبل حتى يصل إلى سن القعود.
عمانية: ناقة من حرائر الإبل من عمان والعماني الذكر من الإبل من حرار إبل عمان.
عنزية: إبل من إبل قبيلة عنزة وتمتاز إبل عنزة بضخامة الأجسام.
شرارية: إبل من إبل الشرارات وتمتاز للركوب حيث يربون سلالات ممتازة.
شمرية: إبل من قبيلة شمر وتمتاز بضخامة الأجسام مثل إبل عنزة.
نجدية: إبل من قبائل وسط نجد عتيبة قحطان مطير.
حويطية: من إبل قبيلة الحويطات.
صخرية: من إبل قبيلة بني صخر.
رويلية: من إبل قبيلة الرولة وتمتاز بضخامة الأجسام.
شقحاء: الإبل البيضاء دون سابقتها.
وضحاء: الإبل البيضاء دون سابقتها.
ملحاء: الإبل سوداء اللودن وسميت ملحاء تحاشياً من ذكر السواد.
صفراء: إبل بين السوداء والحمراء.
حمراء: إبل تميل إلى اللون الأحمر أو (الوردي الغامق).
قمراء: إبل حمراء بميل البياض أكثر من الشعلاء.
شعلاء: إبل حمراء بميل إلى البياض أقل من الشعلاء.
قعدة: الراحلة التي يركبها الراعي ويضع ماءه ومتاعه.
معزِّب: يجمع على معازيب وهم التجار المسئولون عن الحملة أو أصحابها ومن في حكمهم.
رفق: الرجل المرافق من القبيلة التي ترتبط مع العقيلات بأحلاف.
دليلة: من يدل الطريق ويهدي القافلة إلى الطريق الصواب.
ملحاق: مساعد الراعي الذي يلحق ما تخلف من الرعية.
خوي: الخوي المرافق للتاجر وغيره ويجمع على خوياء.
عمود: عمود البيت أو الخيمة أو الشراع ويخص منه الأوسط.
طنب: حبل تثبيت البيت أو الخيمة أو الشراع.
وتد: وتد أو ود وهو ما يثبت في الأرض ويربط حبل الطنب الذي يثبت الخيمة.
رسن: الحبل الذي تقاد به المطية.
شكيمة: نوع من الرسن تقاد به المطية انظر الفرق بينهما في موضعه.
ميسم: أداة من قضيب الحديد يحمى في النار وتوسم بها الإبل والغنم وغيرها.
صميل: وعاء اللبن.
شكوة: وعاء اللبن والماء الصغير.
قربة: وعاء نقل الماء وتبريده بأحجام مختلفة.
راوية: وعاء كبير لنقل الماء.
ثاية: يطلق على جميع احتياجات الشراع أو الخيمة من الفرش والمواد الغذائية وغيرها.
مقام: خشبة يستخرج عليها الماء من البئر فضلاً انظر تفصيلاً عنها بمكانها.
رشا: حبل تخرج به الدلو المليئة بالماء من البئر.
حوض: إناء مصنوع من الجلد يصب به الماء وتشرب به الإبل وغيرها.
شداد: الرحل المصنوع للركوب على ظهر المطية.
مسامة: الرحل المصنوع لنقل الأحمال الثقيلة.
الغبيط: الرحل المصنوع لنقل الأحمال ذات الحجم الكبير.
حداجة: نوع من الأشدة لنقل الأحمال.
قتب: نوع من الأشدة للسني.
ميركة: حشوة توضع فوق مقدمة الشداد لراحة الراكب.
مزودة: أو مزادة وعاء توضع فيه الأمتعة والملابس.
جراب: وعاء جلدي يوضع فيه بعض الأمتعة.
سفرة: وعاء جلدي يوضع فيه التمر الرطب وغيره.
خرج: وعاءين على ظهر المطية توضع فيهما الأمتعة.
عدل: أو فردة حمل وعاء مصنوع من الصوف توضع فيه الأحمال.
بضاعة: مال يأخذه تاجر مبتدئ من تاجر مقتدر انظر تفصيله في مكانه.
صدرية: جبة بدون أكمام على الصدر والظهر.
زبون: ثوب مشقوق طولاً من الأمام انظر ذلك في فقرة الملابس.
صاية: من نفس النوع مع اختلاف القماش وهي أخف من الزبون.
نسرية: الهواء الذي يهب من الشمال الشرقي من مطلع النسر الواقع شديد البرودة.
هيف: الرياح الجنوبية وتكون حارة صيفا.
النكباء: الرياح الشمالية الغربية شديدة وقوية.
خطيطة: أثر السابة من المطر وتكثر في مطر الوسمي.
باكورة: عصا من الخيزران معقوفة الرأس.
أم قنيَّة: عصا من الخيزران برأسها عقدة على هيئة كورة.
مشعاب: عصا غليظ برأسه جذع فرع.
قناة: عصا غليظة برأس كروي من صخر أو حديد أو معدن أو جذع شجرة.
أم فتيل: نوع من البنادق ذات الفتيل فضلاً انظر فقرة السلاح تجد تفصيلاً.
أم إصبع: نوع من البنادق ذات إصبع في زنادها.
عصملي: نوع من البنادق وردت في آخر العهد التركي.
فرد: أو المسدس نوع من البنادق الصغيرة الشخصية.
جنيه عصملي: جنيه ذهب عثماني.
دينار عراقي: عملة عراقية ورقية صدرت في آخر عهد العقيلات.
ليرة: عملة فلسطينية ورقية.
جنيه: عملة مصرية ذهبية ثم صارت ورقية.
ريال فرانسي: عملة فضية انظر تفصيلا عنها في محله.
ريال سعودي: عملة فضية سعودية ثم صارت ورقية.
9 - بقية بصماتهم:
لقد رأينا في فقرات الفصول السابقة أوضاع العقيلات منذ أن برزوا على الساحة قبل بضعة قرون وما كان لهم من دور إيجابي في عدة جوانب اقتصادية وسياسية وحربية واجتماعية ودينية وخدمات، ولذلك فقد بقيت بصماتهم واضحة المعالم حتى بعد انتهاء دورهم في الأقطار العربية التي كانوا يمارسون نشاطهم فيها فقد بقيت مدينة الزبير في جنوب العراق تمثل بقية آثارهم حتى وقتنا الراهن في مجال التجارة والعادات والتقاليد والتركيبة السكانية كما أن مثل هذا الأثر يوجد بمدينة سوق الشيوخ العراقية وله مثيل في مدينة الكويت وتمثل مدينة الزرقاء بالأردن بقية التواجد السكاني من العقيلات، كما أنه يوجد بحي الميدان بمدينة دمشق ومدينة دير الزور بسوريا تجمعات سكانية من بقايا العقيلات وكذا الحال في مدينة غزة بفلسطين يوجد هناك مجموعة كبيرة من العقيلات يقدر عددهم بخمسة آلاف وقد استوطنوا هناك واستقروا، كما يوجد في إمبابة والقنطرة والمطرية بمصر تجمعات سكانية من بقايا العقيلات هذا من الناحية "الديمغرافية" السكانية التي بقيت معالمها في تلك الأقطار أما الجوانب الاقتصادية فقد بقي منها أمور كانت بدايتها مع العقيلات وتطورت حتى وصلت إلى ما وصلت إليه في الوقت الراهن من ذلك المصارف التجارية "البنوك" فقد ابتدأت بالصرافة العادية لتجار معينين من العقيلات ثم تحولت بعد أن توسعت أعمالها إلى شركات مصارف مساهمة ومعظم البيوتات المالية العربية العريقة بدأت أول ما بدأت مع العقيلات في المدن العربية في كل من عمان ودمشق وبغداد والبصرة والزبير والنجف والكويت وغزة وبلبيس والقاهرة وأم درمان والمدينة المنورة وحائل والجوف وبريدة وعنيزة ومكة المكرمة وشقراء والأحساء والمجمعة والزلفي وكان العقيلات أول من بدأ بنواة هذه المصارف "البنوك" في الأقطار العربية كان الواحد يودع نقوده في عمان عند أحد كبار التجار ويأخذ حوالة على أي قطر يريد التوجه إليه ليأخذ نقوده من تاجر آخر في ذلك البلد مثلما يجري الآن في المصارف الحديثة وكانت النقود في ذلك الحين من الذهب والفضة التي يصعب حملها ويخاف من يحملها على نفسه فيأخذ عليها حوالة من هذا البلد إلى ذلك ومن أمثلة التجار الكبار أو وكلاء العقيلات الذين لهم فروع في مدن أخرى ففي دمشق مثلاً هناك عبدالله الحليسي وعبدالعزيز الحجيلان ومنصور الجربوع وعلي الفضل وغيرهم وفي غزة سليمان المهنا ومحمد الرميحي وعبدالعزيز العبيد وإبراهيم الفالح وغيرهم وفي مصر القنطرة شرق صالح الحليسي وسليمان البراك وجلوي الصقعبي وغيرهم وفي أم درمان عبدالعزيز الحجيلان وعبدالعزيز المجيدل ومحمد الصمعاني وغيرهم ولم يقتصر تعامل العقيلات في هذا المجال على التجار من العقيلات النجديين وإنما هناك بيوتات عربية مالية في الأقطار العربية الأخرى فعلى سبيل المثال لا الحصر هناك في العراق بيت الجعفري وبيت القدوري وفي سوريا بيت عمر هاشم وبيت ذياب وبيت البيكي وغيرهم وفي عمان بيت الشومان هذا في مجال الصرافة أما العلاقات التجارية والوكالات فإن هناك الكثير من الوكالات الكبيرة التي يمتد تاريخها من زمن العقيلات بين الأقطار العربية لولا أن تعصف بها بين الحين والآخر الزوابع السياسية في السنوات الأخيرة هذه بعض بصماتهم السكانية والاقتصادية وهناك بصمات أخرى لا يتسع المجال لذكرها في هذا الحيز الضيق وتحتاج إلى بحث أعمق وأشمل.
10 - انتهاء دورهم:
بعد أ أدى العقيلات هذا الدور الهام الذي لعبوه على مسرح الأحداث في مختلف المجالات كما مر بنا في فصول الكتاب وفقراته خلال بضعة قرون من الزمن بدا دورهم يتقلص شيئاً فشيئاً حتى وصلوا إلى نهايته وأهم العوامل التي أدت إلى هذا الأمر عوامل سياسية وتقنية واقتصادية ومن هذه العوامل:
1- تحديد الحدود التي وضعها المستعمر وقسم بها الوطن العربي إلى دويلات ضعيفة بعضها بقي تحت سيطرته مدة طويلة وشدد على تلك الحدود بحيث لا يعبرها من قطر إلى قطر إلا من يحمل جواز سفر وقد يحتاج إلى تأشيرة دخول مسبقة وتأشيرة خروج وغير ذلك من الإجراءات المعقدة التي أصبحت فيما بعد حجر عثرة في طريق العقيلات، تلك الطريق التي كانوا يسلكونها بدون عوائق ثم أصبحوا لا يجتازونها إلا تحت هذه الإجراءات بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى واقتسام البلاد العربية بين دول المحور الغربي بريطانيا وفرنسا وإيطاليا ثم ترسخ ذلك بشكل أكثر بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وهزيمة الغرب لألمانيا.
2- احتلال اليهود عام 1948م-1368هـ لأجزاء من فلسطين ظلماً وعدواناً بمساعدة ومساندة الدول الغربية والشرقية دون استثناء وفق مؤامرة يهودية صهيونية دولية محكمة وإن كان بعض الدول الغربية يتميز عن البعض الآخر بجانب معين هذا الجزء المحتل من فلسطين يمتد على طول شاطئ البحر الأبيض المتوسط حتى خليج العقبة على البحر الأحمر ويقطع الطريق ما ببين الأقطار العربية وفلسطين ومصر وأصبح عقبة كأداة في طريق العقيلات يصعب عبورها مما كان له كبير الأثر على إنهاء دورهم.
3- عوامل تقنية وهي الاستغناء عن الإبل والخيول التي كانت تمثل عصب الحياة والاستعاضة عنها بالسيارات والطائرات والقطارات للركوب والنقل واستخدام الآلة في الزراعة والري وغيرها بدلاً من الإبل والخيول مما أفقد العقيلات هذه التجارة الرائجة منذ قبل التاريخ عبر آلاف السنين حين حلت الآلة محلها في مختلف شئون الحياة.
4- توارد المخترعات الحديثة من أجهزة الاتصال التي اختصرت الوقت واستخدام الطائرات في الأسفار والنقل مما اختصر المسافات ويسر على الناس عملية الانتقال فقاربت البلدان وخففت تكلفة السفر فصارت الكرة الأرضية بكاملها فضلاً عن جزء منها وهو أقطار العالم العربي صارت هذه الكرة في عصر الأقمار الصناعية بمثابة القرية الصغيرة التي لا يخفى شيء منها في وقتنا الحاضر.
5- عوامل اقتصادية منها استغناء الإنسان عن استخدام الحيوانات كما أسلفنا وبذلك قلت القيمة الاقتصادية للإبل والخيل ولم يعد يقتنيها أحد إلا على نطاق ضيق جداً في الأرياف والمناطق الجبلية التي يصعب على السيارات الوصول إليها كما يقتنيها فئة من المترفين لغرض السباق.
6- القفزة الهائلة في أطر التجارة العالمية بعد تطور النقل البحري على السفن الضخمة التي تعمل بالنفط فضلاً عن النقل الجوي للبضائع الخفيفة الوزن الغالية الثمن بالإضافة إلى الأساليب التجارية الأخرى.
7- تطور الصناعات وكثرة المنتجات الصناعية بملايين الأصناف تحتاج إلى سرعة التصريف والتسويق وإيصال الجديد منها أولاً بأول في أسرع وقت إلى الأسواق العالمية.
هذه الأسباب وغيرها كان لها دور مؤثر على الانتهاء دور العقيلات التجاري والاقتصادي والحربي والاجتماعي الذي أدوه بأمانة وإخلاص وتفان منقطع النظير، فجزاهم الله خير الجزاء لقاء ما قدموه لأمتهم العربية المسلمة وللمسلمين كافة خلال بضعة قرون.
11- شرح أبيات الشعر الشعبي لمن لا يدرك معناها:
1- اللي: التي، عوص: جمع عوصاء الناقة طويلة الرقبة والظهر فصيحة.
يقول إن سبب ما صار لرجلك هو من كثرة ما مشيت عليها وقد خبرت ذلك بنفسي عندما كنت تسري وتجري على تلك النجائب العوص من الإبل الكريمة.
2- سرى: السرى السير بالليل فصيحة.
يقول كم يوم سرت فيه بالنهار وسريت في الليل وكم كابدت من مصاعب الحياة وشقائها وكم جرى لك من هموم في سبيل الحصول على لقمة العيش الكريمة.
3- انشد: اسأل، الصوان أرض منبسطة خشنة التضاريس بها حجر الصوان الذي يقدح به الزناد وتخرج منه النار بظهر الطبيق من الشمال، الحوصا إلى الشمال من الطبيق، الطبيق جبال شمال جو مغيرا غرب وادي السرحان، يقول عليك إذا أردت تصديق ما أقول أن تسأل تلك المعالم التي طالما مررت بها روحة وجيئة في أسفارك.
4- ترى: اعلم صواب: إصابة مؤثرة ببندقية وغيرها.
يقول: إن كثرة أسفارك وترددك على مثل تلك المواضع هي التي أثرت برجلك وإلا فرجلك لم تصب باذى ولا كنت شيخاً كبيراً.
5- يقول: إنه مما يبعث على العجب أن هناك رجال قد صبغ الشيب لحاهم من كثرة ما تداهمهم الأخطار، أما أنت فقد غزا الشيب ركبتك قبل أن يغزو شعر لحيتك.
6- شعل: جمع أشعل أو شعلاء وهي الوضحا مشوبة بحمرة يهادون يجفلن من أظلتهن يركب الشاعر أهل ركائب للبحث عن ابنيه "سيف وشوردي" الذين ذهبا مع عقيل وأطالا المدة عليه وذلك لطلب الرزق بالشام تلك الركاب اللواتي كلهن على لون واحد وهو اللون الأشعل وكأنهن أخوات.
7- حوفوا تفقدوا ركابكم، تمدون: تنطلقون، المعاليق: ما يعلق على المطية من المتاع، والماء جاهزات إذا عزمتم الانطلاق فتفقدوا لوازمكم وعلقوا على ركابكم لوازم السفر التي تحتاجونها.
8- الجدي: النجم القطبي المعروف والنعايم: الدب الأكبر أو بنات نعش التي تدور حول الجدي يوجه الشاعر الركب إلى جهة الشمال باتجاه الجدي وعلامته النجوم التي تدور حوله.
9- مدوا: انطلقوا، التيم: مورد تحول إلى هجرة في النفود إلى الشمال عن حائل ثم أصبحت قرية النقا: كثيب طويل إلى الشمال الشرقي عن مدينة جبة.
يقول إذا انطلقتم من التيم فأول ليلة يكون مراحكم بين النقا والبيات.
10-خب العرادي: خبوب في النفود على يمين المصعد من النقا والبيات.
يقول: إن مراحكم في الليلة الثانية في خب العرادي تعشون وتستريحون وتريحوا ركابكم.
11-الحفر: يعني حفرا بن رخيص الذي ذكره الأمير عبدالله بن رشيد حينما قال: "بالخمس مع نصف الثمانين ندليه، يقول إن مراحكم يكون على جوب الحفر فارتووا منه وفي الصباح أمضوا مع الخل إلى هدفكم.
12-وعال: يقصد خب قرب جبل أم أوعال في الحماد شمال شرق طريق وهو إلى الشرق الشمالي عن مدينة جبة 90كيلاً تشحنون: تشددون يقول الشاعر والليلة الرابعة تكونون على وعال وعيلكم المشي بالهوينى ولا تشطوا على ركابكم لأنها مصدره من الماء وتحتاج إلى لين في المسير.
13-حسناء: نازية من الكثبان الرملية في النفود.
يقول الشاعر: الليلة الخامسة تكونوا قد وصلتم أطراف حسناء وعليكم أن تسيروا ليلكم لأن الطريق واضح في هذا المكان بعد اجتياز متاهات النفود.
14-الجوف دومة الجندل المدينة العريقة المعروفة.
يقول في الليلة السادسة إنكم تصلون الجوف عصراً فاستريحوا واسقوا ركابكم استعداداً للمرحلة التالية.
15- شغار: مورد على الطريق، أرهن: أي أنظر إليهن، شيبا: مورد آخر من موارد وادي السرحان يقول في الليلة السابعة على ذلك الماء المسمى شغار ثم عده مورد شيبا عند حلول الصلاة.
16- المعاصر: مورد ماء بعد حضوضي من موارد وادي السرحان.
يقول في الليلة الثامنة تشربون من مورد المعاصر وعليكم أن تكونوا حذرين لأن هذه الأرض أرض مخوفة.
17- السهلة: الأرض المنبسطة هذا البيت غاية في الحذر والانتباه حيث يوصي الشاعر أهل تلك الركاب بانتهاج الحذر والاعتماد على التنصت بالليل والإلتفات بالنهار والنظر إلى ما حولكم حتى تجتازوا هذه الأرض المخوفة.
18- بثرا: اسم علم وحوله مورد، حطن: جعلن، حضوضي سبخة رخوة يغوص فيها من يقترب منها والتي أشار إليها الشاعر بقوله: "يا جديع في نقرة حضوضي رمى بي"
يقول في الليلة التاسعة تعشون على بثرا بعد أن وضعتم حضوضي خلفكم.
19- دغيم الأزرق أو دغلة شعاب مليئة بالطرفاء.
يقول في الليلة العاشرة بدغيم الأزرق تنامون وتسترحون بعد هذا الجهد.
20- حوران: جبل حوران من أرض الشام.
يقول إنكم في الليلة الحادية عشر تكونوا قد وصلتم إلى حوران ركابكم تجري بكم وكأنها النعائم منطلقات مسرعات بكم.
21- الغرابة: موضع تجمع، تدورون: تبحثون، الربعة: موضع بطن النجاة موضع يقول أقيموا ذلك اليوم بالغرابة وابحثوا عن أبنائي ما بين الربعة وبطن النجاة التي يحتمل أن يكون أبناؤه يوجدون هناك.
22- معان: المدينة المعروفة في الأردن.
وزع أهل الركاب من هذا الموضع فأهل أربع يذهبون إلى ما بعد هذا المكان تذهب لمعان ثلاث يذهبون إلى الروض والصقر.
23- وأهل ذلولين يذهبون إلى الشام وحمص وحماة وتلك الجهات.
24- دار الأطرش: يعني مدينة السويداء بجبل الزور، شوابيش الغنا: غناء الطرب لاقيات: واجدات ما ذهت من أجله.
يقول وأهل هذه الركاب التي وزعها موعد لقائهم في مدينة السويداء ببلد سلطان الأطرش وقد وجدوا ما كلفتهم بالبحث عنه.
25- ريمة اسم لناقته، ترزم تحن بترديد فصيحة جال جانب، فصيحة، الركية: البئر الصغيرة، مياح: يخرج الدلو بقوة ونشاط فصيحة.
يقول هذا العقيلي إن مطيته تحن وترزم على جانب المورد من شدة العطش فبشرها بأنها ستروى لأن صاحبها قادر على إروائها لأنه سيخرج لها الماء بقوة ونشاط.
26- طبيت: نزلت في البئر، وإنما أشار إلى ناقة واحدة رمزاً لكل الإبل التي معه يقول إنه من أجل عيني مطيته قد نزل في البئر ليخرج لها الماء منذ العصر وبقي طول الليل يغرف في جوف البئر ليسقي إبله ولم يخرج حتى بان فجر اليوم الثاني.
27- باغ: مريد، ليا: إذا، تلاوذوا: ركبوا فصيحة من لاذ أي ركب، العلق: ما يعلق على المطية يقول إنني أريد من وراء ذلك أن ألوذ بكورها عند وقت اللزوم في وقت الغارة عندما تغير الركاب بأصحابها ويكاد ما عليها من الأمتعة أن يسقط من شدة الجري.
28- للي: للذي، أفلح: تعال أو اذهب، رواح: أي أقبل إلى أو اذهب إلى هدفك. يقول إن ذلولي المشار إليها من خيار الإبل فإذا حصلت الغارة ثنيت خلف من مطيته ردية وحميته من الأعداء وقلت له أقبل إلي أو انطلق إلى هدفك آمناً غير خائف.
29- هلباج: الهلباج والهلباجة الرجل البليد الردئ فصيحة، خوية: رفيقة، الفرجة: طول السفر تقل: كأنه، نباح: كلب.
يفتخر الشاعر بنفسه فيقول إنني لست هلباجة ينافر رفيقه فإذا طالت عليه مسافة السفر أكثر على رفيقه من لغط الكلام وكأنه الكلب النابح.
30- تقللوا: ساروا أساسها فصيح، أكوار: جمع كور وهو الشداد فصيحة، الكلايف ما يلزمها.
يقول الشاعر إن إولاء الركب من عقيل الذين فوق أكوار تلك الركاب التي اكتمل ما عليها من مستلزمات السفر.
31- الهجن: الركاب فصيحة، بشوفها: برؤيتها فصيحة الأصل، الحداوي: جمع حداء نوع من الغناء على الإبل فصيحة، السفايف: عثاكيل الخرج المتدلية إلى الأرض بألوانها الزاهية.
يقول إن هذه الركاب عندما انطلقت بتلك الهيئة الكاملة فإنها تطرب من يشتاق لرؤية الركاب وعليها الركبان يرددون أحدياتهم وأغانيهم تتراقص عثاكيل الخرج تحتها.
32- صرمت: انطلقت مسرعة فصيحة، كدري القطا، نوع من القطا وهو الجون والكدري لونه بغبرة فصيحة.
يقول إنني قد شبهت تلك الركاب عندما انطلقت بكم مثل توثب القطا الكدري في سرعته واجتماعه.
33- ريضوها: تأنوا بعض الوقت فصيحة، النضا: الركاب جمع نضو فصيحة.
يقول بعد أن وصفها بتلك الصفات المغرية من فضلكم أريضولي بعض الوقت ولو أن التريض لأهل الركاب المنطلقين غير مستحب ولكن لأحملكم رسالة مني.
34- العراف: صاحب المعرفة، وش انت: أي شيء أنت، شايف: ترى .
يقول استمعوا مني ما سأقوله وأوجهه لصاحب المعرفة فيكم وأسأله ماذا يرى في هذا الكلام الذي سأحمل الركب إياه.
35- وافي الخال: كامل الحسب والنسب، حجة: حول، طرس: ورقة فصيحة تودونه: توصلونه فصيحة، عديم الوصايف: الذي لا أحد يماثله أو يشابهه.
يقول إن ما أحملكم إياه أيها الركب هو شيء خفيف فهي رسالة مكتوبة على الورق توصلونها إلى تلك التي لا يوجد من يشبه أوصافها.
36- طويل الثلج: يقصد جبل الشيخ الواقع إلى الجنوب الغربي عن دمشق بالشام، نبي: نريد، نسوي: نطبخ فصيحة الأصل من التسوية وهي التحسين والإبداع "خلق فسوى".
يقول الشاعر لرفيقه إننا قد وصلنا لهذا الجبل الأشم الذي لا يفارق الثلج قمته ولذا سمي جبل الشيخ فأين نريد أن نجهز عشاءنا.
37- العقيلات أكثر ما يسكنون في الغوطة والميدان جزء منها وهذا موضع غابات وتدفق مياه ولابد والحالة هذه أن يكون فيه تلك الحشرات التي ذكرها وهو متعود على جو الصحراء.
38- الغلا: غلاء الأسعار في بلدنا التي جئنا منها في نجد، مير: لكن، المصاري: النقود يقول إننا ما جئنا لهذه الديار إلا مضطرين تحت ضغط غلاء الأسعار وارتكام الديون علينا وقلة النقود التي جئنا في سبيل الحصول عليها.
39- يتألم هذا الشاعر المودع لركب عقيل إذا ساروا وجاء الناس يودعونهم ويقول واعزتا لمن شاهد هذا الموقف ويبدو أنه شعر امرأة.
40- المنسف: صحفة كبيرة يقدم بها الطعام ويرمز إلى الكرم.
يقول الشاعر إن مسيرهم يهدف إلى العز والجاه بالسيف وهو رمز الحرب والقوة والمنسف وهو رمز الكرم والبذل.
41- قالة: اشتباك أو مشكلة أو معركة.
يقول كم من معركة خاضها العقيلات بسيوفهم ضد أعدائهم حتى ارتفع عزهم وانتصروا على خصومهم بحد السيف.
42- مومي: سريع الجري، ثفن: جمع ثفنة وهي ما على المرفقين والزور والفخذين فصيحة، الكوع: المرفق، وتباعد الثفن من علامات الجودة.
يوصي الشاعر راكب تلك المطية التي تتمتع بصفات طيبة من تباعد ثفن المرفقين عن ثفنة الزور وهي من علامات الجودة والسرعة والنجابة.
43- خله: اتركه فصيحة، يذبك يجتاز فصيحة، الحزوم: جمع حزم وهو أكبر من الحزن فصيحة لا طال: إذا طال.
يقول اترك هذا الحر المطية يقطع ويجتاز الحزوم والحزون فإنه يعجبك جريه كلما طالت الفرجة وبعدت المسافة.
44- شفاتي: ما أنا حريص على رؤيته، زبونه: مقصده، ملفاه: من يؤول إليه فصيحة الأصل.
يقول أن هذه المطية ستكون صبح اليوم الرابع عند من أنا حريص على رؤيته وهو المسمى عبدالله الصالح فهو منتهى تلك المطية والتي ستؤول إليه.
45- إليا: إذا، لفيته: أتيت إليه ليلاً فصيحة، بالهواداة: بالهوادة والتؤدة والروية يقول إذا وصلت إلى عبدالله فبلغه سلامي وقل له يبحث عن صاحبي بالهدوء والروية حتى يجده.
46- مشكاي: يا من اشتكي إليه، جاني: جاءني.
يقول قل لرفيقي عبدالله إن صاحبي المشار إليه قد أتاني طيفه وأنا نائم وأسقاني من خمر ثغره الذائب فارتويت من شفتيه.
47- سيف: شاطئ فصيحة، أتحلاه: أراه.
يقول إنني عندما انتهيت من النوم وجدت أن ما حدث هو حلم لا حقيقة وأن الحقيقة أنني وراء سيف البحر لا أراه ولا يراني.
48- بهومي: إبهامي.
يقول إنني عندما انتبهت ورأيت أن الأمر عبارة عن حلم لم أزد على أن عضضت على إبهامي يدي ندماً وصفقت بكفي من شدة فراقة.
49- عمان: المعروفة في شرق جنوب الجزيرة العربية-البقوم: القبيلة العربية المعروفة يقول لرفيقه عبدالله عليك أن تبحث عن محبوبتي تلك في منطقة عمان أرض قبيلة البقوم وأنا سأكفيك الجهة التي أنا فيها أرض مصر ونابلس بفلسطين وقراها.
50- لما لموم: قاطبة.
يقول وعليك أن تبحث عنها مع العرب الرحل النازلين حول موارد المياه في فصل الصيف أو القيظ وستجدهم قد تجمعوا هناك على المناهل.
51- الرقوم ثلاث نقط مثل نقاط الثاء وهو رمز للوشم الذي كانت تستعمله النساء، الوضيحي: المها أو بقرة الوحشي فصيحة، حلاياه: أوصافها.
يقول إن من علامات محبوبته أن بها وشم ثلاث رقوم وأنها مثل عنق المهاة.
52- حذفت اسم المعنى تجنباً للحرج يشيله: يثيره ويدعوه فصيحة، ليا: إذا، السلق: جمع سلوق فصيحة.
يقول الشاعر أنني وكلت أمر كلب الصيد الخاص بي إلى ذلك الرجل حيث أنه يعرف طبائع كلاب الصيد وترتاح إليه.
53- يقلقس: يدعوه بكلمات يأتي إذا سمعها مثل: قس، قس، تس، تس، أبو عتابة: حركات مرحة تدل على الفرحة والسرور والحبور. يقول إنه يعالجهن ويداعبهن فيرتحن لوجوده ويظهرن له علامات المرح والسرور.
54- يكسر: يحنيه، الربابة: أداة الطرب المعروفة.
يقول إن تلك الكلاب إذا رأته ارتاحت له وبدأ بعضها يلعب وبعضها يظهر حركات تدل على المرح والسرور ومنها أن يحني ذيله مثل قوس الربابة.
55- بد: من بين.
يقول أن كلابة عقيل تتجمع عنده لما يحصل بينهن من المرح والحبور.
56- يقول لقد فهمنا مضمون رسالتك فحي هذه الرسالة وحي صاحبها.
57- اللي: الذي، لفى: وصل ليلاً فصيحة، راعيه: صاحبه، مهندرة: مهندسة بقلب السين إلى زاي أي متقنة، متكزة متقن كتابته ومبناه ومعناه.
58- حذفت اسم الشاعر تجنباً للحرج، لقى: وجد، يلفيه: يستقبله، عمد سرابه: صار بخاراً.
يقول إن هذا الشاعر الذي قال الدعابة السابقة لم يجد من يستقبله سواك ولولا وجودكم الكريم لذهب وصار بخاراً أو سراباً بقيعة.
59- دور إبحث، ياقف بباب: يداوم بها ويعمل.
يقول لعلك أيها الأمير تبحث له عن وظيفة يعمل بها ويداوم على ممارستها.
60- الحازم منطقة عند القريات، حاش: احتوى فصيحة، خله: اجعله.
يقول لا تعجزك أيها الأمير تلك الوظيفة فإن هناك منطقة الحازم وواديه وما فيه من الكلاب اجعله موكلاً بها يجود عددها ويضبط حسابها فإنه جدير بها.
61- تراه: اعلم أنه، شاطر: مقتدر وبارع، عذاريب: عيوب.
يقول أنه جدير بأن يشغل تلك الوظيفة فلا يفوتك أن تكل إليه أمور تلك الكلاب والسلق وهي كلاب الصيد لأنه يعرف عيوبها ومميزاتها.
62- طرشة: السفرة، صادوف: مصادفة، قلعوا: أبعدوا، هلاله، ابنة عمه ومحبوبته نقتطف من هذه القصيدة الطويلة الرائعة ما يختص بالسفر والقصيدة كاملة مع شرحها بكتابنا من شعراء الجبل العاميين يقول إن سفرتي مع الحضر ويعني العقيلات جاءت مصادفة بدون تخطيط مني وقد أبعدوا بي ونأيت عنك يا هلالة.
63- مصروف: فائدة، يم: جهة فصيحة، يافا: المدينة المشهورة بفلسطين، المداريج: منطقة بتلك الجهات.
يقول أنني قد أتعبت نفسي بتلك الجهات البعيدة على غير فائدة توازي قربي منك ولكن غربتي هي من أجل تحصيل المهر لأعود وأتزوجك.
64- رخي: وهو ابن عم الشاعر، راف جبل إلى الشمال الغربي عن الجوف، التنف منطقة إلى الشمال الغربي عن الجوف على طريق الجوف عمان.
يشتكي الشاعر إلى ابن عمه بعد محبوبته عنه بسبب سفره مع العقيلات وأن بينه وبينها تلك المسافات الشاسعة .
65- طوف: نامي مرتفع كثير ومتغطرف، خب: مثاني النفود فصيحة، المرابيب جبيلات إلى الجنوب الغربي عن مدينة جبة منها السطحية بها ورد ماء، وضحية، وكتيفة، وعراف وفيها مورد ماء، ولقيمين مدهاله: مآله وموهلة ومرابعه.
لا يسع الشاعر إلا أن يدعو للأرض التي تقطنها محبوبته بالغيث بحيث تنبت الأعشاب وتغيف في خب جبة وما حولها لتنعم مع أهلها في ذلك الربيع.
66- أشوف: أرى فصيحة، الربوع: الجماعة فصيحة، متوازين على مستوى واحد لا فرق بينهم فصيحة، عقب: بعد العقيلي: نوع من الأشدة سبقت الإشارة إليه، المسامة نوع أيضاً أشير إليه.
يقول إنني أرى الناس وقد تغيرت أوضاعهم بفعل الظرف الذي ألم بهم فلا فرق بينهم فأصحاب الجاه والناس العاديين صاروا في مستوى واحد وكل ركب بعد العقيلي على المسامة التي تنقل عليها الأحمال.
67- الوسم العلامة أو الحز أو الكي فصيحة، المحوص: جمع محص وهو الحبل القوي الشديد الفتل فصيحة الركية البئر القصيرة فصيحة.
يقول الشاعر أن الذي يشغل قلبه وقد حز في نفسه كما تحز المحوص والحبال تلك الصخور التي يطوى بها جال تلك الركية أو البئر.
68- الغوش الشباب أو الرجال الشجعان والكلمة أصلها كنعاني، الضمير يعني الركائب.
يقول الشاعر أن ما حز في نفسه وآلمه وضيق صدره أن أولئك الرجال الذين مروا عليه في أصيل ذلك اليوم وسروا من عنده على تلك النجايب التي تشبه انحناء الأقواس من الضمر وبوده لو كان معهم.
69- تعاطن: تجاذبن وعبرن، دواس موقع جسر يجتاز نهر الفرات سبقت الإشارة إليه، والخابور: نهر بالعراق.
يقول أن تلك النجائب يمتطيها أولئك الرجال النشطين قد عبرن نهر الفرات من معبر دواس وهو جالس بقرب نهر الخابور لا يوجد لديه مطية يمتطيها ويرافق صحبه.
70- العزوة: ما يعتزى به فصيحة.
يقول الشاعر أن لكل قبيلة أو عشيرة وربما عائلة أو فرد عزوة يعتزى بها فإذا اعتزى كل بعزوته فإنني أعتزي بالعزوة الشمرية التي هي عزوة قبيلته.
71- الوجد التألم مما يجد فصيحة، الأجلال: مورد سبق ذكره، واهج: شدة الحر فصيحة.
يقول الشاعر أن وجدي على زوجتي التي فقدتها مثل وجد ذلك الظمآن الذي وصل إلى ذلك المورد في شدة حر الصيف وليس معه رشاء يستقي فيه فبقي ظمآناً.
72- الشبرم: مورد سبقت الإشارة إليه، هايق: أطل ورأى بعد قعر البئر يواصل الشاعر ذكر وجده بوجد من ورد مورد الشبرم ولم يجد عليه أحد يمكن أن يستقي بدلوه والماء بعيد عنه فقد ضاع فكره عندما رأى عمق البئر.
73- الجوف: دومة الجندل، الجوبة: المنطقة المحيطة به والمنخفضة عما حولها، لما: عندما، التغريب: الذهاب إلى الغربية عمان وما وراءها.
يقول الشاعر ما أحلى عندما نصل إلى الجوف في طريقنا للذهاب إلى الغربية وذلك لأننا قطعنا من الطريق خلال رمال النفود.
74- كور: شداد فصيحة، منجوبة: مختارة، محاقيب موضع الحقب شابت من كثر الشد.
يتمنى الشاعر أن يركب على شداد مطية مختارة مما قد شاب موضع الحقب منها.
75- الهرش: الجمل المسن، زمل: الجمال المعدة للحمل، المعازيب جمع معزب وهو صاحب المال يقول أن هذه المطية خير من ركوب الجمل المسن ونكون مع إبل صاحب المال أو رئيس القافلة.
76- سوق السبع: أي سوق بئر السبع بفلسطين سبقت الإشارة إليه.
يقول الشاعر إن كل قد أدركه العيد عند أهله فاستأنس بقضاء أيام العيد بين أهله وأحبابه أما أنا فقد عيدت في سوق بئر السبع متكدر النفس.
77- ممهونة الخامس: جملة ذم وتأفف، أسوقه وأعرضها للبيع.
يقول أن الإبل النحسة قد بسلت في يدي وأبت أن تباع وكم حاولت بيعها لأعود إلى أهلي وأعيد عندهم ولكن بدون جدوى.
78- باغين: مريدين، لنج: هيئة أو شكل.
يقول هذا الشاعر الذي يختصر ويخيل إليه أنه رأى ركاباً عليها رجال من أين أتيتم وإلى أين تريدون فإن لكم هيئة تختلف عما رأيت.
79- عقيلات: من عقيل، سعادين: عباءات سعدونية، صويطات: أي من آل سويط أمراء الظفير، كفافي: جمع كفيه وكانت من لباس السويطات مثل الغترة.
يقول الشاعر إن هيئتكم تختلف فلا أنتم من العقيلات الذين يلبسون العباءات السعدونية ولا أنتم من السويط الذين يلبسون الكفافي فمن أنتم إذاً؟
80- طروش: مسافرين، الحق: الموت، بطون لطاف: أي الجميلات ناحلات الخصور من الشابات والنساء يقول إنكم بلا شك ملائكة الموت ولستم بخافين وياما أخذتم من الشباب والشابات الجميلات ذوات الأوساط المهضومة.
81- الني: الشحم يكتنز بالسنام، مرودم: تراكم الشحم في سنامها، الدفوف: جانبي السنام.
ينادي الشاعر راكب تلك المطية السمينة التي اكتنز الشحم في سنامها وجانبيه.
82- يقول إن تلك المطية قد رعت أعشاب وأزهار تلك الأرض المربعة الخصبة التي رأيت بروق السحائب التي تمطر عليها ولفت نظري ذلك البرق.
83- انسفه ضعه: إفرق نحرها: وجهها، يم جهة فصيحة، الإيمام: المقصود جهة الجنوب.
يقول أحضر الشداد العقيلي وضعه عليها ثم لذ بكورها وضع نحرها جهة المقصود الذي سأرسلك إليه.
84- نبي: نريد، وجبة الظهر: وقت الظهر، يا إما سعد: أن نظفر بخير، السنان: الرمح.
يقول إننا سوف نذهب إلى مكان تواجد العقيلات في وقت الظهيرة حينما ينتهون من عملية البيع والشراء فإما وجدنا عندهم ما نريد أو حربنا معهم.
85- دفاقة: مقدمة، مطرق: مقدم وعليه السمن الذي يدهن به وهو رمز للكرم.
يقول إن العقيلات يقدمون لمن يأتيهم القهوة العربية المبهرة بالهيل وفوق هذا يقدمون الطعام في تلك الصواني الكبيرة فيأكل منه الآكلون.
86- اللي: الذين، الفيافي: جمع فيفاء: الأرض الواسعة فصيحة، ديرة" بلد فصيحة.
يقول أولئك العقيلات الذين يخوضون ويقطعون الفيافي على ظهور خيولهم وإبلهم وكم بلد يعتقد بأنه يعسر الوصول إليه لكن العقيلات وصلوا إليه وهان أمره عليهم.
87- حمرا: يعني المطية، الحداوي: جمع أحدية فصيحة الأصل.
يقول إن ذلك الراكب أو المندوب يركب مثل تلك المطية التي تسرع في جريها ومن فوقها ما أجمل أصوات الأحديات التي يرددها الركبان.
88- قطم: قصيرة الفخذين، وهي ميزة جيدة من حيث متانة المطية، اللي: التي، اللال: السراب فصيحة، صخيف: غير عريض، حساوي صناعة الأحساء.
يقول إن ميزات تلك المطية التي تقطع بنا تلك الأرض التي يتراقص ويتموج فيها السراب وهي مأمونة الجري وعليها خرج ظريف من صنع الأحساء.
89- هديب: لقب لجمل يحمل ما يوضع عليه ويكنى به عن الرجل الذي يتحمل المهمات، الملازيم: اللازم من المهمات، شيال: حامل، منوتي: ما أتمنى، بد: من بين.
ينادي الشاعر رفيقه ويصفه بالكناية بأنه حمال الأثقال ويفديه بنفسه ويقول يا أمنيتي الوحيدة من بين ما أتمنى أن أراك.
90- يفتتح الشاعر هذه القصيدة بدعائه لربه عز وجل وهو عالم ما تخفى الصدور من أسرار ونوازع ولن يستطيع مخلوق أن يخفي أو يجحد عن ربه شيئاً.
91- وخلاف ذا: أي وبعد ذلك، مذعار: من الذعر وهي سريعة الجفول فصيحة القربة: وعاء الماء فصيحة، بعد أن فرغ الشاعر التفت إلى الموضوع للدخول فيه فأرسل مندوبه على تلك الناقة التي يجفلها أقل شيء وهي خفيفة الحمل ليس عليها إلا القربة متاع راكبها.
92- تلفى: تصل فصيحة، خالد: خالد بن سطام بن شعلان رحمه الله، وكاده: بالتأكيد.
ينادي الشاعر خالداً أن تلقى نصائحه أذناً صاغية منه وأن يرى آثار القبول على وجهه.
93- تعبار: اعتبار، يما: حتى، مقاده طريقها يوصي الشاعر خالداً بالصبر وقوة الاحتمال مبيناً له أن الصبر لا يهضم حقه ولا ينقص من اعتباره حتى تتضح الطريق السليمة.
94- يا صار: إذا صار، يتابع الشاعر إيضاح الموقف فيقول إذا كان ضيفك أخطأ على جار أخيك فإن العرف السائد يعفيك من اللائمة ويجتاز المحذور فجارك وضيف أخيك لا يجب أن يسببا القطيعة.
95- رداة العقل: ضعف التفكير يلوم الشاعر المعنيين بالأمر ويؤنب كل واحد مذكراً إياه أن كل ما حدث عائد إلى قصر النظر، وكل ما حدث ويحدث هو بسب أطماع الدنيا.
قائمة المصادر:
1- أخلاق الرولة: لويس موزل، ترجمة الدكتور محمد بن سليمان السديس-ط1 1414هـ 1994م/ جامعة الملك سعود.
2- الأخبار النجدية: محمد بن عمر الفاخري، تحقيق د. عبدالله بن يوسف الشبل، جامعة الإمام محمد بن سعود.
3- من أخبار نجد والحجاز/ تاريخ الجبرتي: محمد بن أديب غالب، ط1 1395هـ 1975م، دار اليمامة –الرياض.
4- الإبل في الشعر الجاهلي: د. أنور عليان أبو سليم- ط 1403هـ 1983م/ دار العلوم –الرياض.
5- الإبل: سليمان الأفنس الشراري –ص 1412هـ 1962م، طبرجل – الجوف.
6- الألف سنة الغامضة من تاريخ نجد: عبدالرحمن بن زيد السويداء – ط1413هـ 1993م، دار السويداء للنشر والتوزيع –الرياض.
7- اكتشاف جزيرة العرب: جاكلين بيرين، ترجمة قدري قلعجي، دار الفاخرية –الرياض.
8- أنساب الأسر الحاكمة في الأحساء: أبو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري، 1403هـ 1983م، دار اليمامة- الرياض.
9- آل الجرباء: ابو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري، 1403هـ 1983م، دار اليمامة- الرياض.
10- بنو خالد وعلاقتهم في نجد: عبدالكريم بن عبدالله الوهبي، 1410هـ 1990م/ دار ثقيف- الرياض.
11- تاريخ بعض الحوادث في نجد: إبراهيم بن صالح بن عيسى، ط2 1408هـ 1988م، دار اليمامة- الرياض.
12- تاريخ حمد بن لعبون: ط2 1408هـ 1988م، دار المعارف- الطائف.
13- تاريخ الكويت: يعقوب عبدالعزيز الرشيد: 1391هـ 1971م، مكتبة الحياة- بيروت.
14- تاريخ نجد: حسين بن غنام، تحقيق د. ناصرالدين الأسد، ط2 1403هـ 1983م.
15- تاريخ ابن ربيعة: تحقيق د. عبدالله بن يوسف الشبل ط1406هـ 1986م.
16- تحفة المشتاق في أخبار نجد والحجاز والعراق: عبدالله محمد البسام، مخطوطة.
17- تاريخ مطالع السعود: مقبل بن عبدالعزيز الذكير، مخطوطة عام 1331هـ.
18- تاريخ سيناء: نعوم شقير، دار الجيل- بيروت.
19- جذوع وفروع: عبدالرحمن بن زيد السويداء، 1409هـ 1989م، دار السويداء- الرياض.
20- خلاصة تاريخ مصر والشام والعراق والجزيرة العربية: نعوم شقير، دار الجيل- بيروت.
21- الحصان العربي: مهندس نذير الزيات ط1413هـ 1993م، دار الألباء- دمشق.
22- الدرر الفرائد المنظمة: عبدالقادر بن محمد الجزيري، تحقيق حمد الجاسر، 1403هـ 1983م، دار اليمامة- الرياض.
23- داود باشا والي بغداد: د. عبدالعزيز سليمان نوار، وزارة الثقافة- مصر 1378هـ 1958م.
24- الرحالة الغربيون: د. دوبن بدول، ترجمة: عبدالله آدم نصيف، ط1409هـ 1989م.
25- رحلة ابن بطوطة ط1405هـ 1985م، دار بيروت- لبنان.
26- رحلتي مع العقيلات: إبراهيم المسلم، ط2 1404هـ 1984م/ الجمعية العربية للثقافة والفنون- الرياض.
27- الزبير: عبدالله ناصر الزير، 1416/1995م- دار المجد- دمشق.
28- سجل الشرف: فهد المارك- ط1385هـ 1965م، مؤسسة المعارف- بيروت.
29- شذى الند في تاريخ نجد: مطلق بن صالح المطلق، مخطوطة.
30- طرق التجارة الدولية: نوال حمزة الصيرفي، ط1393هـ 1973م القاهرة.
31- العماد في علوم الخيل: مهند الغبرة، 1413هـ 1993م، دار طلاس- دمشق.
32- العقيلات: إبراهيم المسلم، ط2 1409هـ 1989م، مكتبة العقيلات- الرياض.
33- العلاقة بين الدولة السعودية الأولى والكويت: د. عبدالله بن صالح العثيمين، ط2 1411هـ – 1991م.
34- قلب جزيرة العرب: فؤاد حمزة، ط2 1388هـ 1968م، مكتبة النصر الحديثة- الرياض.
35- قبيلة العوازم: عبدالرحمن بن عبدالكريم العبيد، ط1391هـ 1971م.
36- قبيلة الشرارات: عبدالله قاسم النواق، ط1415هـ 1994م.
37- قصة رحلة إلى المدينة ومكة: المستشرق والين 1845م.
38- كتاب الخيل: عبدالله بن محمد الكلبي ط1406هـ 1986م- دار العرب الإسلامي- بيروت.
39- مسالك الابصار: أحمد بن يحى العمري، تحقيق دورو تياكرافوسكي، ط1 1406هـ 1986م، بيروت- لبنان.
40- معلمة التراث الأردني: روكس بن زايد العزيزي، ط 1403هـ 1983م، وزارة الثقافة الأردنية.
41- المناسك وطرق الحج: أبي إسحاق الحربي، تحقيق حمد الجاسر، ط1389هـ 1969م، دار اليمامة- الرياض.
42- مسائل في تاريخ الجزيرة العربية، أبو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري، ط2 ،1413هـ 1993م، دار الكتاب السعودي- الرياض.
43- من شعراء الجبل العاميين: عبدالرحمن بن زيد السويداء، ط1409هـ 1989م، دار السويداء- الرياض.
44- من حديث بوركهارت: ترجمة د. عبدالله صالح العثيمين، ط1411هـ 1991م، دار التوبة- الرياض.
45- نشأة أمارة آل الرشيد: د. عبدالله بن صالح العثيمين، ط1412هـ – 1991م.
46- نجديون وراء الحدود: د. عبدالعزيز عبدالغني إبراهيم، ط1410هـ -1990م.
47- النقود العربية الإسلامية: الأب انستانس الكرملي، مكتبة الثقافة الدينية- القاهرة.
48- نمر بن قبلان العدوان: روكس بن زايد العزيزي.
قائمة أسماء الرواة :
قائمة أسماء الرواة سواء أكانوا من العقيلات أنفسهم أو ممن يذكرون أسمائهم أو ممن لهم اهتمام بهذا الموضوع وزودوني بأسماء مما دونوه عن غيرهم:
إبراهيم بن عبدالله القفاري•
إبراهيم بن علي العبدالمنعم•
• أحمد بن فهد العريفي
حمود بن محمد النافع•
رجاء بن عادي الرمالي•
• زيد بنى عبدالرحمن السويداء
سعود بن عبدالله الجلعود•
سعود بن محمد• العيد
سعيد بن فهيد الهمزاني•
صالح بن سعد العصفور•
صالح بن علي• الصمعاني
عاشق بن فهيد الفهيد•
عبدالرحمن بن عبدالله السويداء•
• عبدالرحمن بن زيد الجارالله
عبدالعزيز بن عبدالمحسن الرخيص•
عبدالعزيز• بن رشيد الرديعان
عبدالعزيز بن عبدالكريم الزرقان•
عبدالله بن فهد• العميم
عبدالله بن علي المايز•
عبدالله بن عبدالعزيز البدران•
• عبدالله بن إبراهيم الرشيد
عبدالله بن علي القاسم•
عبدالله بن عبدالوهاب• السويطي
عبيد بن محمد العميم•
عيسى بن سالم السويداء•
فالح بن• عبدالمحسن العتيق
فهد بن مطلق الازيمع•
فهد بن علي العريفي•
محمد• بن عبدالله الجريفاني
محمد بن سلمان الرشدان•
محمد بن عبيد العميم•
• محمد بن عيسى الهذال
يوسف بن صالح السويطي.•
أسماء الأعلام ممن لم ترد أسماؤهم مع العقيلات:
- إبراهيم بن صالح عيسى
- إبراهيم بن محمد الفالح
- إبراهيم بن محمد الدايودي
- إبراهيم المسلم
- إبراهيم محمد علي باشا
- إبراهيم الرشيد
- إبراهيم الجطيلي
- ابن بطوطة
- ابن الجوزي
- ابن سند
- ابن دخيل
- ابن الجراح الطائي
- أبي محمد المناضحي
- أحمد بن يحيى بن عطوة
- أحمد عرابي
- أحمد الرواف
- أحمد حسن باشا
- أحمد حسن خان
- أحمد أغا
- أوليفر
- بدر بن حسنوية
- بشير بن نصار التميمي
- بنية من قرينيس الجربا
- جلوي الصقعبي
- "جلوب" "أبو حنيك"
- جوهان لودفج بوركهارت
- حمود بن ثامر المنتفق
- حمد بن عتيق الحربي
- حميد الجمال الهلالي
- حجيلان بن حمد آل أبو عليان
- حسن بن علي البسام
- حسن بن آبي نمي
- حسن باشا
- حسين باشا
- حنفي محمد باشا
- خالد بن سطام بن شعلان
- خلف بن زويد الشمري
- داود باشا
- داوتي
- دزني
- دوبريه
- رشاد الشواء
- زامل بن سلطان الخطيب
- زامل بن سليم
- زكروية القرمطي
- زين بن الحسين الشريف
- سطام بن شعلان الرويلي
- سعود بن عبدالعزيز بن محمد آل سعود
- سعيد باشا
- سليمان بن ناصر الوشمي
- سليمان باشا الكبير
- سليمان باشا الصغير
- سليمان الغنام
- سليمان فايق
- سليمان البراك
- سليم الثاني
- سليمان المهنا
- سونز
- صالح الزهير
- صالح السليمان
- صالح بن عيسى المنتفق
- صالح البلاع
- صالح الحليسي
- صفوق بن فارس الجربا
- طاهر بن حسن الطائي
- طراد بن سطام بن شعلان
- طلحة بن العوام
- ظالم بن موهوب العقيلي
- عبدالعزيز محمد آل سعود
- عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
- عبدالعزيز بن عبدالرحمن السديري
- عبدالعزيز العبيد
- عبدالعزيز الحجيلان
- د. عبد العزيز عبدالغني إبراهيم
- عبدالكريم أبا الخيل
- عبدالله بن فيصل آل سعود
- عبدالله بن سليمان الحمدان
- عبدالله بن أحمد بن حمدان
- عبدالله باشا
- عبدالله الحواس
- عبدالله الحليسي
- عبد شنون
- عبيد بن ناصر الرشيدي
- علي سليمان الخالدي
- علي محمد الطائي
- علي الفضل
- علي رضا باشا
- عمير بن حجيلان بن حمد
- عمر هاشم
- فارس بن محمد الجربا
- فلاح بن مصيخ الظفيري
- فيصل بن تركي آل سعود
- فيصل بن الحسين الشريف
- فهد بن معمر
- قاسم بن محمد الشاوي
- قاسم الرواف
- قرواش بن مقلد العقيلي
- قريش بن بدران العقيلي
- قرينيس بن محمد الجربا
- كعب بن مامة الإيادي
- الجعفري
- الدريعي الرويلي
- الذياب
- الزبير بن العوام
- السويدي
- الشريف الرضي
- الشريف المرتضى
- القدوري
- المقلد بن المسيب العقيلي
- البيكي
- ليارد
- اللنبي
- الليدي بلانت
- لورانس
- لويس موزل
- ماضي بن صلال الدوسري
- مانع بن جلود العنزي
- محمد بن المسيب العقيلي
- محمد بن عبدالله العوني
- محمد نجيب باشا
- محمد الرشودي
- محمد بن حسين بن حماد (الاصيفر)
- محمد الرواف
- محمد علي باشا
- محمد بن عبدالوهاب
- محمد إبراهيم بن حميدان
- محمد بن داود
- محمد الرميحي
- محمد محمود باشا
- محمد الشواربي باشا
- محمد الصمعاني
- محمود سبكتكين
- محسن بن خلف الغصاب
- مسلم بن قريش العقيلي
- مسفر بن راشد الجهني
- منصور بن راشد المنتفق
- موسى الرواف
- مهنا الصالح المهنا
- موزل
- نابليون بونابرت
- ناصر الدغيثر
- نامق باشا
- نادر شاه
- نيبوز
- وبدان بن سعدون المنتفق
- هيود
- يحيا بن زهير
مع تحيات واس
تم الاعداد والجمع والترتيب مقابل دعوة في ظهر الغيب
الشكر للنادي الادبي بحائل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..