كنت
أسمع عنها وعن مركزها النسائي(آسية) ويقع في يدي عدد من كتيباتها الجذابة
القريبة من الفتيات،فيثمر في روحي رغبة الإقتداء بها
في دعوتها واعتزازها
وشموخها وتأثيرها وكفاحها وعطائها ، ثم رأيتها كضيفة في مخيم أبها الدعوي
فأدهشتني بتواضعها وسعة علمها وابتسامتها ومحبة النساء لها وقربها منهم
حفظها الله.
وقبل
أيام تفاجأت في تويتر بوسم يدافع عنها مما يدل أن هناك هجوما قد حصل لم
أتبينه ، سبحت الله حينها وتذكرت قول الشاعر أبو تمام حبيب بن أوس:
وإذا أراد الله نشر فضيلة ***طويت أتاح لها لسان حسود
ولولا اشتعال النار فيما جاورت*** ما كان يعرف طيب عرف العود.
وفي
الحقيقة أنه لا جديد في هجوم أعداء الدعوة على الدعاة ، فلابد أن يقع
الدعاة (ورثة الأنبياء) فيما وقع فيه الرسل صلوات الله وسلامه عليهم قال
تعالى : ( وكذلك جعلنا لكل نبي عدواً من المجرمين وكفى بربك هادياً ونصيراً) الفرقان31،
فهذا أمر معلوم منذ أن بدأنا سبيل الدعوة متبعين لرسولنا صلى الله عليه
وسلم (قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن أتبعني ) ونحن موقنون
بأن هناك أعداء للدعوة وللدعاة وللأنبياء من قبل .
تشخيصي
لما حصل هو أن وسائل الإعلام القديمة التلقينية كان دور الداعيات فيه
مُغيب تماما مع أن حضورهن في الواقع الاجتماعي قوي، وبعد ظهور وسائل
الإعلام الجديد للتواصل الاجتماعي ظهر ما كان مُغيب ، ظهرت الداعيات يتجملن بعقولهن من وراء حجاب ، مما أقض مضجع أعداء الدعوة ، فنراهم بين الفينة والأخرى يجددون هجوم على داعية من الداعيات فيلفتون أنظار المجتمع إلى جمال عقلها.. ولا جديد !!.
نحن
على يقين بأن هناك أعداء للدعوة مادام إبليس موجود ولا جديد في تصرفاتهم ،
ونعلم أن الطاعنين المتهورين عندما يطعنون في معروف موثوق فهم يتكلمون من
منطلق عداوة وخصومة ، فيجادلون بالتلفيق والتهم ، والله أمرنا أن يكون
حالنا عند الخصومة ( ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم ) فصلت34 ، فلن نلتفت لحظ أنفسنا فيما يقولون فأمر الدعوة أهم ، وأنفسنا ودمائنا وأرواحنا وأموالنا وأعراضنا فداء لدين الله ، نتذكر قوله تعالى : (خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين) الأعراف199، وقوله تعالى : ( وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سلاما عليكم لا نبتغي الجاهلين ) القصص55، فلا نعتدي على أشخاصهم كما يفعلون وإن دافعنا عن منهج ديننا وذبينا عن أعراض إخواتنا بأسلوب مُسالم.
ختاما : ومن باب الذب عن عرض داعيتنا ، فإني أرى شهادتها الحقيقية في قوله تعالى (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات) المجادلة 11 ، فلا رسولنا صلى الله عليه وسلم ولا صحابته يحملون الشهادات الورقية التي يفتري فيها ويلغي أعداء الدعوة .
حصة أحمد الأسمري
إصلاحية مهتمة بشأن المرأة والمجتمع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..