تتجه الأنظار هذه الأيام إلى سوق «الجردة»
وسط مدينة «بريدة»، حيث يستقبل السوق يومياً أطناناً من
الجراد، يقابلها
طلب متزايد من «عشّاق الجراد»؛ مما أعطى للسوق حركة دؤوبة ونشطة لافتة
للأنظار.
ويتكون الجراد من دورة دموية بسيطة وهي عبارة عن أنبوب رقيق أو تجويف
دموي (haemocoel) يبدأ من المخ وينتهي بأسفل الجسم، ويغلظ في أجزاء ظهرية
تسمى جيوب (sinuses) تمثل القلب غير المتطور، وتُعد هذه الجيوب مخازن مؤقتة
للدم، ويوجد لها فتحات تمرر الدم عبر الأنسجة، وعند بداية الجناحين
تجويفان يمثلان أعضاء دموية نابضة مساعدة تكون مقام القلب المتطور في دفع
الدم للجناحين، ويتميز الجهاز الدموي في الجراد وبقية الحشرات بأنّه نظام
مفتوح وليس مغلقاً؛ وذلك يعني عدم احتفاظ الحشرة بالدم داخل الأوعية
الدموية، والدم القليل الموجود في الجراد غير مسؤول عن تبادل الأكسجين
ويقتصر فقط على تبادل الغذاء بين أنسجة الجسم والجهاز الدوراني.
بائع يرفع ما يملكه للزبائن
ويوصف الجراد أنه أكثر المقوّيات فاعلية -حسب مختصين في العلاج
بالأعشاب-، كما أنّ البعض يرى فيه علاجاً ل»الروماتيزم»، وآلام الظهر،
وتأخر نمو الأطفال، ويحفظ الجراد مجففاً ليؤكل بعد أكثر من عام بعد صيده.
وسبق وأن حذّر الأطباء من تناول الجراد؛ بسبب احتمال تعرّضه للرش
بالمبيدات الحشرية أو أدوية أخرى، وحصول مضاعفات خطيرة، إذ لا يسلم أبداً
من احتمال تعرّضه لكمية ولو قليلة جداً من أي مبيد، سواء كان موجوداً على
أوراق الأشجار التي تعالج أو يتم رشه مباشرة بالمبيدات، وهو ما قد يؤدي إلى
تعرّض جسم من يتناول الجراد لخطر التسمّم.
الزميل المقيطيب يتوسط بائعي الجراد
وقال «محمد بن صالح الخريصي»: إنّ الجراد أفاد والدته وساهم في تخفيف
آلام الركب المزمنة، مشيراً إلى أنّ من أنواع الجراد «مكن» و»زعيري»، حيث
ال»مكن» الأنثى وهي أكثر فائدة؛ لأنّها تأكل أكثر من الذكر وتحمل فوائد
صحية مضاعفة، وذلك حين يطبخ لمدة ساعة ونصف تقريباً في ماء مغلي وملح،
ساخراً من أنّ الجيل الحالي لا يأكل الجراد، بل يصف من يأكله أنّه يتغذّى
من حشرات.
وأوضح «محمد عبدالعزيز العبيد» أنّه يأكل الجراد ويبيعه منذ أربعين
عاماً، ويعمل «دلالاً» بالسوق، لافتاً إلى أنّ الجراد شبيه بحبوب
ال»فياغرا»، حيث يقوي الباءة خاصةً لكبار السن، وينشّط الجسم، ويزيد من
الطاقة؛ لإحتوائه على مواد متنوعة بسبب أنّه يأكل من كل شجرة، موضحاً أنّ
غالبية المستهلكين من كبار السن والبعض من فئة الشباب، يطلبونه لهذا السبب،
نافياً كل ما يقال إنّه علاج للأمراض المختلفة.
وأشار «زاحم الرشيدي» إلى أنّ (25) كيلو جراما من الجراد يتراوح سعرها
بين (90-140) ريالا، مبيّناً أنّ استخدام الجراد يكون لتقوية المناعة،
ولهبوط السكر، ولعلاج القولون العصبي، مضيفاً أنّه يتم جلب الجراد من
«رابغ»، و»مستورة»، و»المغينية» في الساحل الغربي من المملكة، حتى يصل إلى
مدينة «بريدة»، وقد يصل سعر «خياش» الجراد الكبيرة إلى (500) ريال.
كميات من الجراد معروضة للبيع في سوق الجردة
وبيّن «علي بن عبدالله الجربوع» أنّه قدم لشراء الجراد شوقاً ورغبة في
أكله، معتبراً إياه مرتبطاً بموسم مثل «السمبوسة في رمضان»، مشيراً إلى
أنّ اشترى بمبلغ (350) ريالاً ثلاثة أكياس تزن قرابة ثلاثة كيلو جرامات
ونصف، مضيفاً: «فوائد الجراد الغذائية كانت في توفر تكاليف المعيشة على
السابقين، ولهم طرق في حفظه وتخزينه طوال العام، حيث يتم تجفيفه ومن ثمّ
سلقه بالماء والملح، وبعضهم يطحنه ويخلطه مع الدقيق والتمر ليسد جوعه».
غالبية المستهلكين للجراد من كبار السن
بائع يعرض بضاعته على المتسوقين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..