حَزِنتُ لأنَّهُ فَقَدَ البَرِيقَا
حزنتُ لأنَّهُ وَالَى عَدوَّاً
وأيَّد ظَالماً وَغْداً (صَفِيقَا)
وللعُلمَاءِ في البُوطِيِّ درْسٌ
يُذكِّرُ غَافِلا منهُم غَرِيقَا
مُمَالأةُ الطُّغاةِ نَفَتْهُ حتَّى
رَأينَا بُعدَهُ عنَّا سَحِيقا
حزِنتُ لهُ رَأى شَعْباً جَريحاً
تسيلُ دِمَاؤُهُ وَ رَأى حَرِيقَا
فأغضي طَرْفَهُ عنْ جورِ بَاغٍ
و أَيَّدَهُ ولَم يَرْعَ الحُقُوقَا
مضَى البُوطيّ وهوَ يَرَى بيُوتاً
مُهدَّمةً وَنهرَ دَمٍ أُرِيقَا
فلَمْ يُنكر على البَاغين بغْياً
على الشَّعبِ الجريحِ ولا عُقُوقَا
ولَمْ تُبْصِرهُ عَينُ الشَّامِ شَيخاً
يقولُ الحَقَّ أو رَجُلاً شَفِيقَا
لقدْ زَكَّى طُغَاةَ الشَّام حتى
رآهُ النَّاسُ للطُّغيَانِ بُوقَا
وتلَك رَزيَِّةٌ في العِلْمِ كُبرَى
تَزيدُ بها قُلُوبُ النَّاسِ ضِيقَا
وأَنَّى ينفَعُ العُلمَاء عِلْمٌ
إذا نقَضُوا بهِ الحَبلَ الوَثِيقَا ؟
أعُوذُ بخِالِقِي من شَرِّ وَهْمٍ
يُصيِّرُنِي بمَنْ يَبْغِي رَفِيقَا
رَأى البُوطِيُّ أحدَاثاً جِسَاما
وأبصَرَ شَعبَهُ دَخَلَ المضِيقَا
فلَمْ يصْدَعْ بقَولِ الحَقِّ فيهَا
وكانَ - لو اسْتَقَامَ - بهِ خَليقَا
لقدْ نَصَرَ الطُّغَاةَ فكَانَ لحْناً
لهُمْ و عَلى مَسَامِعنا نَعِيقَا
وَمَا تركُوهُ بَل قَتَلُوهُ عَمْداً
كَذاكَ البَغيُ لا يَرعَى صَدِيقاً
عبدالرحمن العشماوي
١٤٣٤/٥/١٠هـ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..