الخميس، 11 أبريل 2013

ملاحظات على : ( جناية المطبلين والغافلين على غير الثائرين)

(اللون الأسود لمحمد جلال واللون الأحمر رد)
النظم الملكية امتصت موجة الثورات الأولى برشوة الشعب بالنقود، وبغض النظر عن
أنها طالت موظفي الحكومة أكثر من غيرهم، وبغض النظر عن أنها كانت نقوداً ولم تكن وظائف ومشاريعاً إنتاجية (
قال نبينا صلى الله عليه وسلم (لعن الله الراشي والمرتشي) هل يليق أن تصف الشعب الخليجي بالمرتشي؟ ثم إن الحكومات مطالبة بمثل هذه القرارات وغيرها التي فيها خير لشعوبهم هو ما يدندن حوله مدعي الإصلاح ويعتبرونه من أبسط حقوق الشعوب (وهو كذلك)، لكن لما صدرت قرارات الحكومات الخليجية بالدفع بالمزيد من الأموال لشعوبهم إعتبروها رشوة واتهموا الناس بالباطل ووقعوا في خطأ كبير ، وعلى العموم كل تلك القرارات صفق لها بعض المتلونين والمعارضين السياسيين في الخليج ثم ظهروا في مقالات أخرى و وصفوها بــ (رشوة الشعب) وهذا إن دل على شيء فيدل على أن أولئك المتلونين وأهل ( المظهرية ) يسعون لأنفسهم وليس لمصلحة الناس ويركبون الموجات إن خير فخير وإن شر فشر يفرحون إذا فرح الجماهير و يسخطون إذا سخطت الجماهير لا تعرف لهم هدفاً سامياً ولا طريقة ثابتة ، سامحك الله أيها الأخ الكريم (محمد جلال القصاص)كيف تصف إخوانك في الخليج بالمرتشين!! ،

فإن الخير يكون أكثر في إيجاد فرص إنتاجية يستفيد منها الجميع لا بدفع نقود تسبب تضخماً (مطاردة كمية كبيرة من الأموال لعدد قليل من السلع، فتزيد الأسعار)، وبالتالي يتم سحب الأموال ثانية من خلال ارتفاع الأسعار وإضرار من لم ينله شيء منها، وهو ما كان بالفعل، بغض النظر عن هذا كله، فإن تمرير الأزمة بنقود كان إيجابياً نوعاً ما واستفاد منه المواطن العادي بدرجةٍ ما.( مسألة إقتصادية لا علاقة لها بالموضوع ويحاول الكاتب أن يكثف بها خطأ الحكومات الخليجية التي لا نوافقها على  كل ما تعمله)
 واليوم تمرر الأزمة بعددٍ من الأمور التي تحول دون حدوث تطوير لواقع الناس اقتصادياً أو سياسياً، بل ودفعهم لأسوأ مما كانوا عليه.!!
وملخص الموضوع أن "النظم المحافظة" تحاول تفجير الوضع الداخلي في بلاد الثورات لتعطي رسالة لشعوبهم بأنه هذه هي ثمرة الثورات التي فرحتم بها، فهل تريدون أن تكونوا مثلهم؟!.(لكن لا يوجد دليل قاطع يثبت أن دول الخليج مجتمعة تسببت في ما يحدث في مصر سوى إتهامات للمسؤولين في إمارة أبو ظبي و إمارة دبي (وليس الإمارات)  والذي يظهر أن الدعم السعودي والقطري واضح وكبير لمصر فأين محاولة الخليجيين لتفجير الأوضاع في مصر؟ لماذا يا أخي الكريم لا تتهم الغرب الكافر و الكيان الصهيوني و الكيان الصفوي بتفجير الأوضاع في مصر فهم يستفيدون من الفوضى أكثر من المسلمين والعرب؟ أم تحاول تبرئة الغرب حتى لا يصدق قول القائل بأن الثورة مؤامرة من أعداء الملة والدين وإرهاص لمخطط الشرق الأوسط الجديد؟ على أي حال فإن في ماذكره أخي محمد جلال إعتراف ضمني بأن الثورة في مصر تكلفتها باهظة جداً وأن الشيء الوحيد الذي تحقق هو إسقاط الرأس في حين أن القلب ينبض ونسأل الله لمصر وأهلها السلامة من الشرور.
ومناقشة الموضوع تحتاج لاستحضار عدد من الأبعاد.
أولها: السياق الداخلي (في الدول الملكية التي لم تطالها الثورة): في هذا السياق يتم تهييج "المطبلين"، و"الغافلين"، و"المنتفعين" وقصيري النظر" (كل نظام وجماعة وحزب له مطبلين و راقصين كذلك ولكن الحق أحق أن يتبع سواء ً معي أو معك فالمدافعين عن سياسات الإخوان ومكتب الإرشاد  لهم مطبلين و لهم أبواق وخصومهم يرونهم كذلك .)
كل منهم يساعد في رسم مشهد منفر من تغيير الأوضاع الظالمة في الأمة المسلمة؛ فيأتي من ليقول بأن الثورات أتت بالإخوان الذين شدوا الحبال مع الروافض أعداء الله، وكأن "النظم المحافظة" التي تسترقه
(محاولة من الكاتب أن يرغم مخالفه ويهينه ، فهل من العقل أن أقول أن مبارك وقبله السادات وعبد الناصر كانوا يـــــسْــــتــَــرِّقْونك و يـــــسْــــتــَــرِّقْون أباءك؟ أو أن حكام بني أمية كانوا يـــــسْــــتــَــرِّقْون الصحابة وقد كان بعض الصحابة داخلين في حكمهم؟ هذا منطق خاطئ وتفكير بنفس غاضبة وإنتصار للنفس وغير صحيح أن نقول مثل هذا القول الفاسد و الذي يناقض فكرة التعايش مع الواقع الذي أصم أذاننا به مدعو الإصلاح والتنوير في حين أنهم يقبلون التعايش في ظل الحكم الكفري ) 
قطعوا دابر الرفض من بلادهم،  فلم يتمادى الروافض في شرق الجزيرة وغربها وجنوبها وعلى أطرافها، وكأن "النظم المحافظة" يقاطعون إيران ويحاربونها ليل نهار، وكأن إيران لا تبيع منتجاتها في دول الخليج، وتدعم "شيعتها" في دول الخليج بل وفي الحرم، وتحتل أرض الجزيرة (طمب الصغرى والكبرى وأبي موسى)
( لما قدمنا الوطنية تمكن القوم فأصبحنا نتفق و نختلف على أسس وطنية و أرضية وليس على عقيدة ربانية تملاء الأرض عدلاً للموافق والمخالف ، فيوم كانت فيه الدولة أكثر تمسكاً بالشرع كانت نارهم باردة! أما بالنسبة لبيع منتجاتهم فليس في ذلك إثم)، وترغم القوم على تسمية بحر العرب ببحر الفرس (ونحن نرغمهم على تسميته ببحر العرب!)،
وتقيم لهم بقع قتالية نشطة تقض مضطجعهم وتستنزف جهدهم (ونحن شوكة في نحورهم بإذن الله) (أكبر ميزانية تسلح على مستوى العالم هي السعودية)
(قال الله تعالى : وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل.. الآية، هذا أمر بالإعداد و مالفائدة من التنمية إذا لم يكن هناك سلاح يحميها بعد الله ، فلن يهابك عدوك إلا بقوتك المادية والمعنوية ، ولكن لو قلت يجب أن تكون صناعة الأسلحة محلية فأنا أوافقك الرأي علماً بأن السعودية مثلاً تسعى لبناء مصانع للأسلحة للإكتفاء الذاتي إلا أن العدو متربص والصديق ضعيف وما خبر الشركة السويدية التي تسعى السعودية بالاتفاق معها لبناء مصنع متقدم في السعودية للأسلحة ببعيد ولعل في الأزمة الأوروبية الآن فرصة للمسلمين والعرب لمثل ذلك) ، وكأن "أستاذ العقيدة" ومن حوله انتفضوا قضوا على كل متعدٍ على الدين وحرية الناس، من أمريكان وأوروبيين بل وشرقيين!!!(؟؟؟؟)
ويأتي "المطبلون" للنظم المحافظة يتحدثون بأن نعمة الله عليهم اليوم في الأمن الاستقرار تحت حكم هؤلاء.(هل كل من يتحدث عن نعمة الأمن في ظل وجود أي نظام يعتبر مطبل له؟ وأسألك يا أخي هل كل من يتحدث عن نعمة الأمن الآن في مصر مطبل لجماعة الإخوان ولمرسي؟ العاقل يريد الإصلاح و التغيير للأفضل ولكن ليس بهذا النفس الغاضب وليس بهذه الطريقة المنفعلة والتحريضية ، حتى أصبح الذي يؤيد الحق وإن كان قليلا لدى الحكومات مطبل و بوق!!!!!؟ )
إن هؤلاء "المطبلين" و"الغافلين" و"المنتفعين" يأكلون أموال الناس بالباطل، ويتسببون في إهانة الناس (أكل أموال الناس بالباطل حرام ولا يُقبل سواء من مطبل أو معارض أو مدعي إصلاح أو من حزب أو جماعة ومتفقون على هذا) ،
فبدل أن كان ثمن سكوت الشعوب هو نوع من الرفاهية ـ وإنْ كانت محدودة ـ أصبح الثمن هو أن لا يصير حالهم كحال من ثاروا؛( هداك الله ، ومن يتمنى أن يصبح الناس كل واحد يأخذ حقه بيده؟ أو كل قبيلة تحمي حدها ومناطق نفوذها؟ ومن يمنع الناس من شر بعضها؟ و مالداعي إلى الكلام إذا كان الخير في السكوت؟ لا تصور لنا أن حال مصر أفضل الآن أبداً وأنا لا أقول أن حال مصر في عهد مبارك طيب بل إن مبارك لم يكن مبارك ولكن سقوط فاسد قد يفتح الباب للفاسدين وفساد واحد أرحم من فساد عشرة مثله وسارق واحد ولا عشرة سُراق يتنافسون ، هل تريدني أن أُعجب بتفرق التيارات الإسلامية وهم على دين واحد؟ أم هل تريدني أعجب بالإنشقاقات في جماعة الإخوان؟ أم هل تريدني أفرح بعبدالمنعم أبو الفتوح الذي يطالب بمراقبة تمويل جماعته السابقة؟ لماذا لم يقل ذلك سابقاً لما كان على عهدة الجماعة؟ أم هل تريدني أرتاح لما أرى الخلافات السياسية بين المسلمين الموحدين؟) ،  
وبدل أن كانت الأمور تسير إلى شيء من استرداد الشعوب حقها في مراقبة حكامها، أصبح من حق الحكام أن يتسلطوا على رقاب الناس حتى لا تكون "ثورة" تفعل بهم كما فُعل بغيرهم.( هل الثورة كانت من أجل مراقبة الحاكم؟ هل كل هذا الثمن من أجل هذه القضية؟ لا أحد يقول ولا يرضى بأن من حق الحاكم التسلط على رقاب الناس ، لكن من حق الشعوب أن تعيش بأمان و إطمئنان وتؤدي الحق الذي عليها وتسأل الله الذي لها فهو المعطي والمانع سبحانه ، وهذا ليس ضعف بل دين وأمر شرعي.)
خواطر:
أتوقع أن الجميع يرى أن الثورات في ( البلاد الإسلامية ) ليست طريقاً صحيحاً للتغيير للأفضل.
على العلماء والعقلاء مسؤولية توجيه الثورات للطريق الصحيح لتحقيق الهدف بأسرع الطرق وليس لمزيد من الحرائق ،وهذا ما لم يحدث في بلاد الربيع للأسف.
الضعفاء والبسطاء والعامة هم أول من تحرقهم نار الثورة وهم وقودها وهم آخر من يستفيد منها.
ليس في سوريا ثورة بل جهاد وعلى العلماء وطلبة العلم ترسيخ هذا المعنى
.
وكتبه : أبو فهد عبدالله بن سعد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..