الثلاثاء، 11 يونيو 2013

أبو جهل يستمتع بالتقنية

أزعم أن الحساسات المثبتة في السيارات هي أكثر إحساساً من بعض بني البشر، أكثر رهافة واحتراماً لحيز المكان، أكثر تقديراً لحقوق الآخرين. وهي لمن لا يعرفها مجسات استشعار صغيرة تقوم بمهمة
التحذير عند الاقتراب من جسم ثابت أو متحرك.
بالطبع نحن لم نصنع هذه الحساسات، لذلك من «المفهوم» أن بعضنا لا يصل إلى إحساسها ولا سرعة استجابتها وجاهزيتها، لكن هذا لا يعني القبول بتفشي سلوكيات سلبية.
وبعيداً من المركبة والمركبات وأيضاً «دفر» المشاة، في ما يفترض يمتاز الكاتب بحساسات تدفعه للتنبيه عن أخطار وظواهر بكشفها والبحث عن حلول لها، وفي الكشف والتشخيص مقدمة وتهيئة لسبل الإصلاح، والدافع هنا هو الحب ثم الحب، والمنشود هو سد الشقوق والبناء على أفضل ما تم بأفضل منه لخير الجميع. وحين يأتي من يستغل اسم الكاتب في نصوص يزورها واضعاً إياها على وسائل الاتصال والتطبيقات فهو يخطئ في حق الكاتب والمجتمع، وكلما كان «النص» مثيراً انتشر أكثر، وعلى الكاتب النفي ثم النفي، وتجاوز الأمر نصوص مقالات محرفة ومجتزأة إلى مقاطع مصورة، مثل ما انتشر عن سجين سعودي في أميركا أنه وصل إلى الوطن ويقوم بواجب السلام على والدته، ونحن تابعنا قبل أيام رفض المحكمة هناك قبول الاستئناف. انظر إلى أثر هذا على أسرته ومعاناتهم.
أنا متأكد أن من يزوّر نصوصاً أو مقاطع ويضع عليها تعليقاً من عنده «كائن» بلا إحساس، وأشك أن لديه دماً، وأتمنى ألا يتبرع لأحد، لأنه سينقل مرضاً يعاني منه لآخرين. فهو من ذوات الدم البارد.
ومهما بلغ بالفرد الاحتقان والإحباط لا يصح له التزييف والتزوير بأسماء آخرين، كل السلبيات التي نراها من حولنا لا يمكن أن تعمينا عن الإيجابيات الكثيرة، أيضاً لا يمكن للأخيرة أن تحد من تطلعاتنا وطموحاتنا للأفضل.
ومثل جماعة «تبي ينلحس مخك» على «تويتر»، وهي جماعة غريبة تريد أكل المخ والسيطرة عليه، هناك جماعة «دبل الكبد» وإعادة إنتاج الأوجاع بعد تطويرها وبث روح الحياة الافتراضية فيها، تستخدم هذه الجماعة أسماء كتاب – الموقع أدناه من بينها – في نشر نصوص مزيفة بأسمائهم، تتنقل هذه النصوص لترد على إثرها اتصالات واستفسارات بكل وسائل الاتصال المعروفة، هل صحيح؟ معقولة؟ ولا أقول سوى حسبي الله على المتسبب. هذا هو أبو جهل حين تقع في يده أجهزة تفوق بكثير مستواه.
Posted: 10 Jun 2013 07:39 PM PDT
عبد العزيز  أحمد السويد

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مواضيع مشابهة - أو - ذات صلة :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..