الثلاثاء، 6 أغسطس 2013

أمنُنا بين المُخلِصين والمُتأمِرين!

لايعادلُ نعمة الآمن في الآوطان بعد نعمة الإسلام نعمةٌ من النعم,بل إن شعائر الدين والعبادات لاتكتمل البتة بلا أمن وأمان فالآمن بإذن الله صمام متين,وحافظ للدين والأعراض والأوطان ألأمن أغلى مايظلل الوطن, وأغلى مايفرضه السلطان,وأسمى ما مايبعث السعادة في الآنفس, وأرقى مايجلب العيش الهنيء للإنسان
ألأمن في الآوطان أقوى الدروع وأحصن الحصون في وجوه الأعداء, ولايحققه بإذن الله إلا السلطان(ولي الآمر)!
لم يسأل نبي الله إبراهيم ربه حين ترك زوجه وولده بمكة شيئا قبل الآمن,سأل الله ألأمن ثم سأله الرزق لآن الرزق لايتحقق الا بالآمن
قال تعالى(وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَىٰ عَذَابِ النَّارِ ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ)! وقد أجاب الله دعوته وحقق له سؤله عليه السلام,قال تعالى(أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَماً آمِناً وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ )!
ولقد قيض الله لهذا الوطن الكبير المترامي الآطراف,رجلا عظيما بكل ماتعني الكلمة,فلمّ شمله ووحد كلمته وألف بين قبائلة المتناحرة المتباغضة حتى غدتْ تحت راية واحدة كل منها تفدي أختها من أجل حب الدين والوطن.. ولتعطشها للآمن والآمان الذي حرمت منه طويلا,فأتى به الله على يد البطل المغوار الملك عبدالعزيز!
ولا زلنا ولله الحمد ننعم بهذا الآمن الوارف,ونتفيأ ظلاله,فأبناء وأحفاد المؤسس البطل يسيرون وفق النهج الذي رسمه لهم صانع الكيان الشامخ(المملكة العربية السعودية) الملك عبدالعزيز الذي بنى البناء,وجعل الدستور كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم..فأكْرِم به من دستور وأنْعِم به من ملك وشعب ووطن!
 يقول لي جدي لآبي والله الذي لاإله إلا هو أننا كنا نتخفّى في بيوتنا ولانخرج منها إلا خلسة خوفا من وابل الرصاص الذي يُمطرنا به أهل القرى المجاورة وهم أبناء عمومتنا, وقال أننا في يوم مولد أبيك لانقدر على الخروج من الدار,وأن القرى المجاورة تعاني من رجالنا مانعانيه منها,حتى انعم الله علينا بعبدالعزيز في ذلك العام!
لايختلف إثنان في هذا العالم بأسره,أن أعظم أمن وأشمله وأكمله هو مايظلل هذه البلاد,وهي البلاد المترامية الاطراف الشاسعة الارجاء المختلفة التضاريس العريقة في عروبتها وقبائلها وشدة رجالها وجلدها..بيد أن طعم ألأمن وحلاوة الدعوة ودستور الحكم روّضتها حتى جعلتها راضية غير مرغمة محبة غير كارهة!
ولا يختلف اثنان ايضا.. وفي هذا العالم الكبير المضطرب أن أمن هذا الوطن مُستهدف منذ أن أصبح كيانا شامخاً أمناً مطمئنا,فأعداء الملة والدين لايفتأون يحبكون المؤامرات ويفتلون المشاورات يتربصون بهذه البلاد الدوائر لانها مأرز الاسلام وقبلة المسلمين وحاضنة الحرمين والمشاعر المقدسة وموطن النبي الكريم وجُلّ اصحابه الكرام,وصاحبة الخصوصية السامية في دستورهاالعظيم وعاداتها المستمدة من شريعتهاالغراء,سيما في هذا الزمن المتأرجح
وحين علم المتربصون بأمننا.. بقوة دستورنا وتماسك شعبنا وتألف لحمتنا مع قيادتنا وعلمائنا,أيقنوا حقا أن إختراق هذا الآمن لايكون إلا بإصطياد الموتورين المخذولين من المنافقين والمستغربين والغالين في الدين والحاسدين والسذج والسفهاء!
فأعدّوا لكل فئة عدتها,من حيث تََعْلم أو لاتعلم, وألّبوا واسْتفززوهم بأصواتهم عبر إعلامهم,وأجلبوا عليهم بخيلهم ورجلهم,وحرضوا وشجبوا وبثوا الدعايات الكاذبة عن ولاة الآمر والعلماء وصناع القرار,وكثّفوا الترهات ضد مؤسسات الدولة ورجالاتها,لزرع الكراهية وعدم الثقة بين الشعب وحكومته!
وهاهم يدلفون بمكرهم إلى صحافة التغريب وقنوات الفساد والانحلال والفجور طمعاً في جعل المجتمع المسلم المحافظ يستمريء الرذيلة ويتناسى الفضيلة,فيسهل عليه الآمر في قبول الحرية المطلقة!
توغلوا في أفكار المتطرفين فأججوهم على بلادهم وقادتهم وأنسوهم معتقد اهل السنة والجماعة المعتدل الذي يفرض عليهم طاعة ولاة أمرهم فيما أطاعوا الله ورسوله,وسخروهم أوراقاً في أيديهم تثير البلبلة وتربك ألأمن العام,حين يشائون!
واستقطبوا أهل البدع وزينوا لهم بدعهم وأوهموهم أنهم محرومون من مزاولة بدعهم بين الشريحة الكبرى من أهل السنة والجماعة
وصوروا لهم أحلاماً زائفة ووعدوهم مواعيد كاذبة,وأقنعوهم أن غناهم فقرا وأمنهم خوفا وأن وطنيتهم لآهل ملتهم أولى وإن كانوا وراء البحار,وليس هذا حباً فيهم بل لزعزعة الآمن القوي الوارف!
لقد توغلوا في أنفس التغريبيين حتى ملكوا الحب كله,وتربعوا في سويداء قلوبهم,فهم يقرون لهم بكل حرية مطلقة تعارض الدين والمُسلّمات الشرعية والعادات الحميدة والقيم الراقية والفضائل السامية..فالتغريبيون يحملون بأيديهم النتنة معاولا للهدم والخراب تَضرب في جدار الوطن كل يوم ضربات لتوهن الآمن والإستقرار فالحريات التي يدْعون لها تناقض دستورنا العظيم الذي لايمكن لهذا الوطن أن يقوم إلا على أركانه..وإلا فالفوضى والخراب والدمار..لاسمح الله!
إن المتأمرين على أمن الوطن كُثر,لكن أخطرهم وأشرسهم,أهل البدع الموالين لآسيادهم خارج حدود الوطن,والذين لايرضيهم شيئا فلو أن الحكومة فرشتْ لهم الارض لؤلؤا وزبرجدا وعمّرت لهم المساكن بالذهب والفضة والفسيفساء وملّكتهم أكبر المخططات وأغدقتْ عليهم الآموال...لقالوا لم نر خيرا قط ولهتفوالأعداء وطنهم.. وهم الذين جوّعوا شعوبَهم الذين هم من بني جلدتهم!
حقا انهم هم الآخطر لآنهم قد استطاعوا أن يندسوا في كل صف من صفوف الوطنيين المخلصين والوطنيين الرسميين,فينبرون لإختلاق القضايا والهنات والحقوق كلٌ في صفه الذي يخصه !
 والمتأمل في أحوال هؤلاء المتأمرين يجدهم على النحو التالي:
1-  يتناغمون مع الكتاب  والمفكرين التغريبيين عبر الصحافة التي تغص بهم ويرحبون بكل مايطرحة التغريبيون باسم الحرية الفكرية والاجتماعية.
2-  يتسللون الى جميع المواقع حتى المواقع السلفية ومواقع العلماء,ويطرحون قضايا واستفسارات تثير التشابه وتكون اجتهادية,فيروجون ويشجبون هذه الاختلافات ويظهرونها للناس ,على أنهم سلفيون محرومون من الإجابات الشافية
وأن علماء السنة مختلفون,وهذا لتشكيك العامة وأنصاف المتعلمين!
3- يتصيدون القضايا السياسية التي يكثر فيها الخوض فيتحاملون على صناع القرار ويخطئونهم,على أنهم وطنيون مخلصون للوطن,وليس إلا ليزرعوا عدم الرضا بين الناس!
4-  يقومون بحملات إعلامية عبر الوسائل الحديثة كالشبكة العنكبوتية (والتويتر والفيس بوك والواتس أب)ويتظلمون ويتشاكون ويتباكون من قلة الخدمات أو من عدمها في جهات متعددة من البلاد..فنجدهم يتحدثون عن قضية في جيزان (مثلا) وهم من أقصى الشرق (مثلا),وليس إلا ليبثوا المظلومية والتذمر بين أطياف المجتمع!
5-  يدلفون إلى جميع الصحف الورقية والالكترونية وبأسماء مستعارة ,وعلى أنهم من الذين يسيرون على منهج النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه,فيقومون بالردود على المقالات والطروحات بالصيغ التي تخدم توجهاتهم وتسيء لصناع القرارات ومؤسسات الدولة,وهذا من أجل أن يتجرأ الناس على قول مايسيء دون ردع أو عقاب!
6- يؤججون المظاهرات الالكترونية عن طريق خدمة التويتر والواتس أب, وأكاد أجزم أنهم خلف مليونية هاشتاق الراتب لايكفي,وليس لهم طمع في الراتب بقدر طمعهم في احداث الفوضى بين أبناء الشعب,وقد انساق خلفهم البسطاء والسذج والسفهاء,وروجوا لهذه المليونية الزائفة المسيسة..ولكن ليت هذه الخدمة تُراقَب حقا أوتُلغى دون عودة..فالآمن غايتنا!
إن هؤلاء المتأمرين على أمن بلادنا سيظلون يـتأمرون ويعبثون,حتى يفطن المخلصون لهذا الوطن الحريصون على امنه وأمن شعبه.. لكيدهم وخبثهم,وحتى يكون المخلصون صفاً واحداً كالبنيان المرصوص,في خدمة دينهم وأمنهم فلا
تنطلي عليهم ألاعيب وأساليب المتأمرين على الوطن وأمنه!
إن أمن هذا الوطن أمانة في اعناقنا جميعا,أمانة في عنق كل من انتمى لهذا الوطن من رأس الهرم حتى أصغر مولود يولد في هذه اللحظة,أمانة في عنق كل مسلم موحدٍ يعلم أن بلادنا  مهبط الوحي ومهوى أفئدة المسلمين,دستورها القرأن والسنة!
إن أمنَنَا أمانةٌ في أعناق كل من يتجاهل أو يتناسى أويغفل عن من يعلم أنه يعبث بأمننا وهو يستطيع كبح شره بالطرق النظامية التي تتولى أمرها الجهات الآمنية!
إن ألأمن في هذا الوطن ليس كالأمن في أي بلدٍ أخر,فأمنه أمنٌ لبلاد المسلمين قاطبة,وتفككه تفككٌ لكثير من بلدان العالم فهو القلب النابض لآمة الاسلام التي تنتشر في كل صقع من أصقاع الآرض وفي كل بلد من بلدان العالم!
ولايمكن لهذه البلاد أن تعيش إلا أمنة فأرضها المتباعدة الشاسعة وقبائلها المتناثرة وهجرها النائية,ومدنها الغاصّة بكل اطياف الوطن..لاتكون إلا أمنة كما هي الآن..لاسيما أن هذه البلاد تفتقر للموارد المائية والزراعية(شرايين الحياة)!
إن هذه البلاد الكريمة قد تأسستْ على الكتاب والسنة ولايعدلهما دستور أو تشريع,إن ولاة أمرنا من أفضل الحكام على هذه الآرض,وهم بشرٌ يخطئون ويصيبون وليسوا معصومين.. غير أنهم ينْزلون العلماء منازلهم ويستشيرون في كل الآمور,وأبوابهم مشرعة أمام الجميع..ومحاكم هذا الوطن تحكم بالشرع الاسلامي الحنيف..وهذا الذي نحن نريد
ولكني أقول لكل مخلصٍ شريف يريد أن يعيش هو وأبناؤه وأحفاده بكرامةٍ وعزّة.. ويحب أن يؤدي ما افترضه الله عليه بكل طمأنينة ويحفظ عرضه وماله ونفسه..الله الله في أمن الوطن.. الآمن.. الآمن..الآمن.. ولقد قال خادم الحرمين الشريفين حفظه الله (وطن لانحميه لانستحق العيش فيه)!!!

         رافع علي الشهري
 
_______
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..