أهداف الدرس
من المتوقّع بعد الانتهاء
من دراسة هذا الموضوع أن
يصبح المتدرّب قادراً على
أن:
ـ يحدّد مفهوم التقويم.
ـ يميّز بين القياس
والتقييم والتقويم.
ـ يسمّي وظائف التقويم.
ـ يعدّد وظائف التقويم.
ـ يستذكر أهداف تقويم
المعلّم للمتعلّمين.
ـ يصنّف مستويات تقويم
أداء المتعلّمين.
تمهيد:
التقويم هو تحديد قيمة
الأشياء، وهو الحكم على
مدى نجاح الأعمال
والمشروعات. وقد استخدم
الإنسان التقويم بصوره
المختلفة وأساليبه
المتنوعة منذ كانت هناك
أمامه غايات ينبغي الوصول
إليها وآمال يسعى إلى
تحقيقها. ويعتبر التقويم
أساساً من مقوّمات
العمليّة التعليميّة
نظرًا لما للتقويم من
أهمّيّة كبرى في مجال
تطوير التعليم.
مفهوم التقويم:
في اللّغة قوّم الشيء
يعني وزنه وقدّره وأعطاه
ثمنًا معيّناً وتعني
الكلمة كذلك صوبّه وعدّله
ووجّهه نحو الصواب.
أمّا التقويم في التربية
الحديثة فيعني العمليّة
الّتي تستهدف الوقوف على
مدى تحقيق الأهداف
التربويّة ومدى فاعليّة
البرنامج التربويّ بأكمله
من تخطيط وتنفيذ وأساليب
ووسائل تعليميّة1.
وهنا يجب أن نشير إلى
أنّنا إذا أردنا أن نصل
إلى مفهوم إجرائيّ عن
التقويم فيجب علينا أن
نفهم ما يلي فهماً سليماً:
تحديد مستوى الطلّاب
لدراسة معيّنة.
تحديد الاستعداد أو
المعلومات السابقة وتشخيص
الضعف أو صعوبات التعلّم.
تقويم فاعليّة التدريس،
من خلال:
أ ـ مقارنة النتائج الّتي
حصلت عليها مجموعة من
الطلّاب بنتائج مجموعة
أخرى.
ب ـ نقل الطلاب من مستوى
تعليميّ إلى مستوى تعليميّ
آخر.
الفرق بين القياس
والتقييم والتقويم:
يتبادر إلى ذهن بعض
التربويّين أنّ القياس
والتقييم والتقويم هي
مفاهيم مترادفة، أو أنّها
تؤدّي إلى مفهوم معنويّ
واحد، والصحيح أن بينها
فروقاً واضحة، وذلك على
النحو التالي:
القياس: وصف كمّيّ
لظاهرة أو جوانب متعدّدة.
ويعبّر عن ذلك عددياً.
فعندما يحصل التلميذ أحمد
على 90 درجة من 100 فهذا
قياس، أما إذا قلنا إنّ
أحمد حصل على تقدير ممتاز
فهذا تقييم، حيث أصدرنا
حكماً على تحصيل أحمد في
حدود مستوى معيّن وصل
إليه وهو مستوى ممتاز.
هذا المستوى تمّ تحديده
من قبل كمعيار، فمن يحصل
على درجة 90 فأكثر سوف
يأخذ تقدير ممتاز، لهذا
فالقياس سابق للتقييم
وأساس له. وتستخدم في
القياس أدوات مثل
الاختبارات.
التقييم: إصدار
حكم على قيمة الأشياء أو
الأفكار أو الجوانب أو
الاستجابات لتقدير مدى
كفاية هذه الأشياء
ودّقتها وفاعليّتها، على
أن يتمّ هذا الحكم في ضوء
مستوى أو محكّ أو معيار
معيّن. ويتمّ تقييم
التلميذ أحمد في ضوء
المستويات المحدّدة من
قبل مثل: ضعيف، مقبول،
جيّد، جيّد جدّاً، ممتاز.
التقويم: التعديل
والإصلاح بعد التشخيص،
لذا فالتقويم هو الأعمّ
والأشمل من بين المصطلحات
الثلاثة2.
والمصطلحات الثلاثة يمكن
أن تكون الفروق بينها على
النحو التالي:
إنّ القياس وصف، والتقييم
إصدار حكم، أمّا التقويم
فهو تعديل. على أن
استخدام التقويم في كثير
من المجالات يقصد به
التقييم، كما هو حاصل في
اختبارات المتعلّمين
النصفيّة والنهائيّة في
المدارس، فمهمّة المعلّم
تتوقّف على إصدار الحكم
على المتعلّم دون معالجة
القصور عنده، ويستثنى من
ذلك الاختبارات الشهريّة
والّتي يحاول بعض
المعلّمين من خلالها
معالجة القصور عند
التلاميذ وتقديم العلاج
المناسب لهم.
ولتوضيح العلاقة بينها
يمكن ضرب المثال التالي:
نفترض أنّ معلماً ما قام
بإجراء اختبار لأحمد
وتلاميذ صفّه فحصل أحمد
على 60 درجة من 100، فهذا
يعني قياساً لمستواه في
التحصيل، ولا يعني شيئاً
محدّداً من حيث التفوّق
أو التأخّر. ولتوضيح معنى
هذه الدرجة فإنّنا نقوم
بعمليّة التقييم فنقول
إنّه يستحقّ درجة مقبول
في ضوء مستويات محدّدة من
قبل، أما إذا قام المعلّم
بتعديل مستوى أحمد وإصلاح
جوانب القصور وتدعيم
جوانب القوّة في مستواه
التحصيليّ فإنّه يقوم
بعمليّة التقويم3.
تقويم المعلّم
للمتعلّمين:
يُعتبر تقويم المعلّم
لمتعلّميه من أهمّ ميادين
التقويم التربويّ إن لم
يكن أهمّها جميعاً.
فالمعلّم يلجأ إلى تقويم
متعلّميه للحصول على
معلومات وملاحظات متعدّدة
عن هؤلاء المتعلّمين من
حيث مستوياتهم التحصيليّة
والعقليّة المختلفة، وذلك
حتى يستخدمها في توجيه
عمليّة التعلّم التوجيه
السليم. ويمكن تلخيص
الأهداف التي يحاول
المعلّم تحقيقها من
تقويمه للمتعلّمين في
النواحي الآتية:
1 ـ الحكم على قيمة
الأهداف التعليميّة الّتي
تتبنّاها المدرسة
والتأكّد من مراعاتها
لخصائص وطبيعة الفرد
المتعلّم ولفلسفة وحاجات
المجتمع وطبيعة المادّة
الدراسيّة. كما يساعد
التقويم على وضوح هذه
الأهداف ودقّتها وترتيبها
حسب الأولويّة.
2 ـ اكتشاف نواحي الضعف
والقوّة وتصحيح المسار
الّذي تسير فيه العمليّة
التعليميّة، وهذا يؤكّد
الوظيفة التشخيصيّة
العلاجيّة معًا للتقويم
التربويّ.
3 ـ مساعدة المعلّم على
معرفة تلاميذه فرداً فرداً
والوقوف على قدراتهم
ومشكلاتهم، وبهذا يتحقّق
مبدأ الفروق الفرديّة.
4 ـ إعطاء المتعلّمين
قدرًا من التعزيز
والإثابة بقصد زيادة
الدافعيّة لديهم لمزيد من
التعلّم والاكتشاف.
5 ـ مساعدة المعلّمين على
إدراك مدى فاعليّتهم في
التدريس وفي مساعدة
المتعلّمين على تحقيق
أهدافهم. وهذا التقويم
الذاتيّ من شأنه أن يدفع
بالمعلّم إلى تطوير
أساليبه وتحسين طرقه
وبالتالي رفع مستوى أدائه..4
معايير التقويم الناجح:
يجب أن تتوفّر في عمليّات
التقويم ليكون ناجحاً
ومحقّقاً للغرض منه، جملة
أمور:
1 - الصدق:
المقصود به هو أنّ الأداة
تقيس ما صمّمت له، فإذا
صمّمنا اختباراً يقوّم
قدرة المتعلّم في الحساب
فيجب أن يقيس فعلًا قدرة
المتعلّم على إجراء
العمليّات الحسابيّة.
2 - الثبات:
والمقصود به أنّه إذا ما
أعيد إعطاء الاختبار
لمجموعة متكافئة من
المتعلّمين فإنّه يعطي
نفس النتائج تقريباً.
3 - الموضوعيّة:
وتعني عدم تأثّر نتائج
الاختبار بالعوامل
الشخصيّة للمقوّم
واحتكامه إلى معايير
واضحة ومحدّدة في تحليل
وتفسير نتائج الاختبار
وأداء التقويم5.
مستويات التقويم:
يمكن تصنيف تقويم أداء
المتعلّمين تبعاً
للمستويات التالية:
التقويم المبدئيّ (التصنيفيّ):
وهو تحديد أداء
المتعلّم في بداية
التدريس ويكون قبل
التدريس للوحدة الدراسيّة،
ويهدف إلى معرفة مستوى
المتعلّمين من معلومات
ومهارات واتّجاهات وقيم.
أدواته:
الاختبارات، الملاحظات،
التقارير الذاتيّة.
التقويم البنائيّ:
وهو متابعة تقدّم تعلّم
المتعلّمين أثناء الدرس،
ويهدف إلى تقديم المعالجة
والإصلاح المبكر، وإمداد
المعلّم بالمعلومات حول
فاعليّة الطرق والأنشطة
والوسائل المستخدمة.
أدواته: الأسئلة
الصفّيّة أثناء عمليّة
التدريس، الاختبارات
القصيرة، الأسئلة،
الملاحظات، المناقشات
الجماعيّة.
التقويم التشخيصيّ:
وهو تشخيص صعوبات التعلّم
أثناء التدريس والّتي
أظهرها التقويم البنائيّ
السابق، ثم تشخيص
المشكلات الجسديّة من
سمعيّة وبصريّة وعقليّة،
أو الاجتماعيّة مثل
الانطواء، أو الانفعاليّة
مثل الأمزجة.
أدواته: الملاحظات
المباشرة وغير المباشرة،
الاختبارات التشخيصيّة
لهذا الغرض.
التقويم النهائيّ:
وهو غالباً ما يتمّ في
نهاية التدريس أو الفصل
الدراسيّ أو العام
الدراسيّ لتحديد إلى أيّ
حدّ تمّ تحقيق الأهداف
التعليميّة المحدّدة، من
خلال عمليّة القياس أو
الملاحظات، وبالتالي
تصنيف مستويات المتعلّمين
النهائيّة، وكذلك الحكم
على فاعليّة عمليّة
التدريس.
أدواته: الملاحظات،
اختبارات المعلّمين،
مقاييس وقوائم التقدير
للأداء العمليّ،
الاختبارات الشفويّة،
الأبحاث، التقارير6.
|
|
أسئلة
حول الدرس
|
1-
صنّف مستويات
تقويم أداء المتعلّمين.
2-
بيّن المقصود من
التقويم في المجال
التربويّ.
3-
أوضح الفروق بين
التقييم والتقويم والقياس.
4-
حدّد وظائف
التقويم.
5-
بيّن أهداف تقويم
المعلّم للمتعلّمين.
6-
استعرض مستويات
تقويم أداء المتعلّمين.
|
|
|
للمطالعة
|
أهمّيّة القيم
الاجتماعيّة
إذا انتقلنا إلى أهمّيّة
القيم وما يمكن أن
تؤدّيها نجدها تتمثّل في
الآتي:
ـ أنّها تهيّئ للأفراد
اختيارات معيّنة تحدّد
السلوك الصادر عنهم،
وبمعنى آخر تحدّد شكل
الاستجابات، وبالتالي
تلعب دوراً هاماً في
تشكيل الشخصيّة الفرديّة
وتحدّد أهدافها في إطار
معياريّ صحيح.
يمكن التنبّؤ بسلوك
صاحبها متى عرف ما لديه
من قيم أو أخلاقيّات في
المواقف المختلفة،
وبالتالي يكون التعامل
معه في ضوء التنبّوء
بسلوكه.
ـ أنّها تعطي الفرد
إمكانيّة أداء ما هو
مطلوب منه وتمنحه القدرة
على التكيّف والتوافق
وتحقيق الرضى عن نفسه
لتجاوبه مع الجماعة في
مبادئها وعقائدها الصحيحة.
ـ أنّها تحقّق له الإحساس
بالأمان، وتعطي له الفرصة
في التعبير عن نفسه، بل
وتساعده على فهم العالم
المحيط به وتوسّع إطاره
المرجعيّ في فهم حياته
وعلاقاته.
ـ أنّها تعمل على ضبط
الفرد لشهواته كي لا
تتغلّب على عقله ووجدانه
لأنّها تربط سلوكه
وتصرّفاته بمعايير وأحكام
يتصرّف في ضوئها وعلى
هديها.
ـ تشير القيم إلى
الكيفيّة الّتي سيتعامل
بها الإنسان في المواقف
المستقبليّة، وتساعده على
التفكير فيما ينبغي له أن
يفعله تجاه تلك المواقف
والأحداث، وتحدّد له
الأساليب والوسائل الّتي
يختارها تجاهها بالإضافة
إلى تفسير السلوك الصادر
عنها.
ـ تحفظ للمجتمع تماسكه،
وتحدّد له أهداف حياته
ومثله العليا ومبادئه
الثابتة المستقرّة الّتي
تحفظ له هذا التماسك
والثبات اللّازمين
لممارسة حياة اجتماعيّة
سليمة.
ـ تساعد المجتمع على
مواجهة التغيّرات الّتي
تحدث فيه بتحديدها
الاختيارات الصحيحة الّتي
تسهّل للناس حياتهم وتحفظ
للمجتمع استقراره وكيانه
في إطار موحّد.
ـ تربط مختلف ثقافات
المجتمع بعضها ببعض حتى
تبدو متناسقة.
ـ تقي المجتمع من
الأنانيّة المفرطة
والنزعات والشهوات
الطائشة، حيث إنّها تحمل
الأفراد على التفكير في
أعمالهم على أنّها محاولة
للوصول إلى أهداف هي
غايات في حدّ ذاتها بدلًا
من النظر إليها على أنّها
مجرّد أعمال لإشباع
الرغبات والشهوات.
ـ تساعد على التنبّوء بما
ستكون عليه المجتمعات.
فالقيم والأخلاقيّات
الحميدة هي الركيزة
الأساسيّة الّتي تقوم
عليها الحضارات، وبالتالي
فهي تعدّ مؤشّرات للحضارة.
فالمجتمع الّذي يحمل
أفراده قيم وأخلاقيّات
مجتمع يُتنبّأ له بحضارة
ورقيّ وازدهار، وإذا ما
انهارت تلك القيم
والأخلاقيّات سقطت
الحضارة وأصبحت الأمم في
طريقها إلى التخلّف، وهذا
ما حدث لكلّ الحضارات
السابقة.
ـ تتوقّف قوّة المجتمع
إلى حدّ كبير على وحدة
القيم، فكلّما زادت القيم
داخل المجتمع زاد تماسكه
وارتباطه، وكلّما قلّ
ارتباطها زاد التفكّك
الاجتماعيّ7.
|
|
|
|
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..