وردت
كلمة الفساد في القرآن الكريم مرات عدة، ولذلك اعتبر الفساد بمختلف أشكاله
من الكبائر، والتحذير من المغبة فيه، وتوعّد الله تعالى مرتكبيه بعذاب في
الدنيا والآخرة، والطرد من رحمة الله.
ولذلك لا يمكن تحديد معنى واحد للفساد لأن الله عز وجل ذكره بعدة معاني مختلفة..
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
ومن
الآيات التي ذكرت في القرآن الكريم، في سورة البقرة ، قال تعالى: {وَإِذَا
قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ
مُصْلِحُونَ} ، وقال تعالى: {أَلاَ إِنَّهُمْ هُمُ المُفْسِدُونَ وَلَكِن
لاَّ يَشْعُرُونَ}، وقال تعالى: {قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ
فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ
لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ}، وقال تعالى: {وَإِذَا
تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الحَرْثَ
وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ }، وقال تعالى : {وَاللَّهُ
يَعْلَمُ المُفْسِدَ مِنَ المُصْلِحِ}، وقال تعالى: {وَلَوْلا دَفْعُ
اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ
اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى العَالَمِينَ}.
وقال
تعالى في سورة آل عمران : {فإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ
بِالْمُفْسِدِينَ} .وقال تعالى في سورة المائدة: {وَيَسْعَوْنَ فِي
الأَرْضِ فَسَاداً}، وقال تعالى: {مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ
فَسَادٍ فِي الأَرْضِ}، وقال تعالى: { كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَاراً
لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً
وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ المُفْسِدِينَ}.وقال تعالى في سورة الأعراف :
{فَاذْكُرُوا آلاءَ اللَّهِ وَلاَ تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ}
{وَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ المُفْسِدِينَ}، وقال تعالى: {ثُمَّ
بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِم مُّوسَى بِآيَاتِنَا إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ
فَظَلَمُوا بِهَا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ المُفْسِدِينَ}، وقال
تعالى: { وَقَالَ المَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَى
وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ}، وقال تعالى: {وَقَالَ مُوسَى
لأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلاَ تَتَّبِعْ
سَبِيلَ المُفْسِدِينَ}.
وقال
تعالى في سورة يونس:{وَمِنْهُم مَّن يُؤْمِنُ بِهِ وَمِنْهُم مَّن لاَّ
يُؤْمِنُ بِهِ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِالْمُفْسِدِينَ}، وقال تعالى:
{فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُم بِهِ السِّحْرُ إِنَّ
اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ المُفْسِدِينَ}،
وقال تعالى: {وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ المُفْسِدِينَ} .
وقال
تعالى في سورة هود: {وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا المِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ
بِالْقِسْطِ وَلاَ تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلاَ تَعْثَوْا فِي
الأَرْضِ مُفْسِدِينَ}.وقال تعالى في سورة العنكبوت:{وَإِلَى مَدْيَنَ
أَخَاهُمْ شُعَيْباً فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَارْجُوا
اليَوْمَ الآخِرَ وَلاَ تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ}.
وقال
تعالى في سورة الروم: {ظَهَرَ الفَسَادُ فِي البَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا
كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا
لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}. وقال تعالى في سورة الفجر: {فَأَكْثَرُوا فِيهَا
الفَسَادَ} .
وقال
تعالى في سورة القصص: { إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأَرْضِ ... يُذَبِّحُ
أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ
المُفْسِدِينَ}، وقال تعالى: { وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ
وَلاَ تَبْغِ الفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ
المُفْسِدِينَ}، وقال تعالى: {تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا
لِلَّذِينَ لاَ يُرِيدُونَ عُلُواًّ فِي الأَرْضِ وَلاَ فَسَاداً
وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ}.
وقال
تعالى في سورة الرعد :{وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ
مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ
وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُوْلَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ
الدَّار}.
وفي
تفسير قوله تعالى في سورة الروم : {ظَهَرَ الفَسَادُ فِي البَرِّ
وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي
عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}، قال ابن عباس، وعكرمة، والضحاك،
والسدي، وغيرهم : المراد بالبر هنا : الفيافي، والبحر: الأمصار والقرى، وفي
رواية عن ابن عباس وعكرمة :
البحر : الأمصار، والقرى كما كان منه جانب النهر . وقال آخرون : بل المراد
بالبر هو البر المعروف، والبحر: البحر المعروف، وقال زيد بن رفيع {ظَهَرَ
الفَسَادُ} يعني : انقطاع المطر عن البر يعقبه القحط، وعن البحر يعني
دوابه، رواه بن أبي حاتم، وقال حدثنا محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ عن
سفيان، عن حميد بن قيس الأعرج، عن مجاهد: {ظَهَرَ الفَسَادُ فِي البَرِّ
وَالْبَحْرِ}، قال: فساد البر: قتل ابن آدم، وفساد البحر: أخذ السفينة
غصبًا، وهو ما يسمى اليوم القرصنة البحرية حسب رأي الباحث، وقال عطاء
الخراساني : المراد بالبر: ما فيه من المدائن والقرى، وبالبحر: جزائره،
وذكر محمد بن أبي إسحاق أن معنى قوله تعالى: {ظَهَرَ الفَسَادُ فِي البَرِّ
وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ}، أي : بأن النقص في الثمار
والزروع بسبب المعاصي. وقال أبو العالية : من عصى الله في الأرض؛ فقد أفسد
في الأرض؛ لأن صلاح الأرض والسماء بالطاعات، وروى مالك عن زيد بن أسلم أن
المراد بالفساد ها هنا الشرك، وفيه نظر وقوله تعالى: {لِيُذِيقَهُم بَعْضَ
الَّذِي عَمِلُوا}، أي : يبتليهم نقص الأموال والأنفس والثمرات، اختبارًا
منه لهم ومجازاتهم على صنيعهم.
| ||||
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..