الثلاثاء، 14 أبريل 2015

أصول الخوارج ومنهجهم وسماتهم العامة

 صفاتهم ومنهاجهم
مر عليك يا محب الخير بعضاً من أخبار وعقائد هذه الطائفة الضالة والفرقة المنحرفة ولنأت في هذا المبحث لبيان (صفاتهم وسماتهم)

ولما كان الأمر يتعلق بالعقيدة: فلا يجوز بأي حال من الأحوال أن نتقول على الله بلا علم ونتكلم دون بينة إذ أن القول في الفرق يتعلق بالعقيدة والعقيدة لابد لها من علم صحيح وصريح لا يحتاج إلى الظن والتخمين ونحن والحمد لله نملك تراثاً طويلا يغنى صاحب الحق.

فإذن نحن نذكر صفاتهم كم تلقيناها عن الرسول صلى الله عليه وسلم وعن صحابته الكرام الذين عايشوا هذه الفتنة فما غرهم ما وجدوا من عبادة بل قدموا الدليل على العاطفة, وإليك هذه الطائفة من أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم وكلها من صحيح الجامع الصغير:
1- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إن بعدي من أمتي قوم يقرؤون القرآن, لا يجاوز حلاقيهم{ مفردها: حلقوم},يمرقون{ينفذون, وهو كناية عن سرعة خروجهم من الدين} كما يمرق السهم من الرمية{ الصيد الذي يرمى بالسهام}, ثم لا يعودون إليه شر الخلق والخليقة{البهائم}" رواه أحمد ومسلم.
2-وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن من ضئضئى {اي:صلبه ونسله} هذا قوم يقرؤون القرآن لا يجاوز {يتعدى} حناجرهم, يقتلون أهل الإسلام ويدعون {يسالمون} أهل الأوثان, يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية, لئن أدركتهم أقتلنهم قتل عاد" متفق عليه.
3-وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن ناسا من أمتى سيماهم التحليق{حلق شعر رؤوسهم}, يقرؤون القرآن, لا يجاوز حلوقهم, يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية, هم شر الخلق والخليقة" رواه أحمد ومسلم.
4-وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إنه يخرج من ضئضئى هذا قوم يتلون كتاب الله رطبا, لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل ثمود " أحمد والبخارى ومسلم.
5-وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"تمرق مارقة عند فرقة بين المسلمين, فيقتلها أولى الطائفتين بالحق {يعني عليا وأصحابه}" رواه مسلم وأبو داود.
6-وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" الخوارج كلاب النار " رواه أحمد والحاكم .
7-وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"سيخرج أقوام من أمتي يشربون القرآن {يسلقونه من غير تدبر لمعانيه ولا تأمل} كشربهم اللبن" رواه الطبراني.
8-وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" سيخرج أقوام في آخر الزمان قوم أحداث اسنان {شباب-صغار السن}, سفهاء {جهال}الأحلام{القول}, يقولون من خير قول البرية, يقرؤون القرآن, لا يجاوز حناجرهم,يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية, فإذا لقيتموهم فاقتلوهم, فإن في قتلهم أجر لمن قتلهم عند الله يوم القيامة" رواه البخارى ومسلم.
9-وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"سيقرأ القرآن رجال لا يجاوز حناجرهم, يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية" رواه أحمد والبخارى.
10-وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" سيكون بعدي من أمتى قوم يقرؤون القرآن لا يجاوز حلاقيمهم, يخرجون من الدين كما يخرج السهم من الرمية, ثم لا يعودون فيه, هم شر الخلق والخليقة, سيماهم التحليق"رواه أحمد ومسلم.
11-وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"سيكون في أمتى اختلاف وفرقة, قوم يحسنون القيل{القول}, ويسيئون الفعل, ويقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم{مفردها: ترقوه.. وهي العظمة التي بين ثغرة النحر والعاتق}, يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية, ولا يرجعون حتى يرتد على فوقه{موضع مقوع الوتر من السهم} هم شرار الخلق والخليقة, طوبى لمن قتلهم وقتلوه, يدعون إلى كتاب الله وليسوا منه في شئ من قاتلهم كان أولى بالله منهم, سيماهم التحليق"رواه داود وأحمد و الحاكم.
12-وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ليقرؤون القرآن ناس من أمتي يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية" رواه أحمد والدرامي.
13-وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من يطيع الله إذا عصيته؟! إن من ضئضئى هذا قوما يقرؤون القرآن, ولا يجاوز حناجرهم, يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية, ثم يعودون فيه, هم شر الخلق والخليقة,سيماهم التحليق{قاله صلى الله عليه وسلم-قال له أعدل يا محمد صلى الله عليه وسلم- وكان يقسم مالً بين الناس}" رواه البخاري.
14-وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"يخرج في آخر الزمان قوم أحداث اسنان سفهاء الأحلام يقرؤون القرآن بألسنتهم, لايجاوز إيمانهم حناجرهم, فاقتلوهم لأن في قتلهم أجر لمن قتلهم يوم القيامه" رواه البخاري وأبوداود.
15-وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"يخرج في آخر الزمان قوم أحداث اسنان سفهاء الأحلام يقرؤون القرآن بألسنتهم, لايجاوز تراقيهم, يقولون من قول خير البرية, يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية فمن لقيهم فايقتلهم,فإن في قتلهم أجرا عظيما عند الله لمن قتلهم"رواه أحمد والترمذي.
16-وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"يخرج فيكم قوم تحقرون{تستصغرونها} صلاتكم مع صلاتهم, وصيامكم مع صيامهم, وعملكم مع عملهم,يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم, يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية, ينظر الرامي في النصل{حديدة السهم} فلا يرى شيئاً ,وينظر في الريش فلا يرى شيئاً, ويتمادى{يجادل} في الفوق{موضع وقوع الوتر من السهم}, هل علق به من الدم شئ؟" رواه البخاري.
17-وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" يخرج قوم في آخر الزمان, يقرؤون القرآن, لا يجاوز تراقيهم, سيماهم التحليق,اذا لقيتموهم فاقتلوهم" رواه أحمد وأبو داود .
18-وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"يخرج قوم من أمتي يقرؤون القرآن, ليس قراءتكم إلى قراءتهم بشئ, ولا صلاتكم إلى صلاتهم بشئ, ولا صيامكم إلى صيامهم بشئ, ويقرؤون القرآن, يحسبون أنه لهم, وهو عليهم, ولا تجاوز صلاتهم تراقيهم, يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية, لو يعلم الجيش أين يصيبونهم ما قضى لهم على لسان نبيهم لا تكلوا{المراد كسلوا عنه}, عن العمل, و آية ذلك فيهم رجلا له عضد ليس فيه ذراع{صغير اليد, ناقصها} على رأس عضدة مثل حلمة الثدي, عليه شعرات بيض".
19-وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"يخرج من المشرق محلقة رؤوسهم, يقرؤون القرآن بألسنتهم, لا يعدو{يجاوز} تراقيهم, يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية" رواه البخاري وأحمد.
20-وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"يخرج ناس من قبل المشرق, يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم, يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية , ثم لا يعودون فيه, حتى يعود السهم إلى فوقه,سيماهم التحليق"رواه أحمد والبخارى.

هذه الطائفة من الأحاديث سقتها ليعلم القارئ أن هذه الفرقة الضالة قد حذر منها المصطفى صلى الله عليه وسلم وان أمرها عظيم وشرها مستطير حتى يدع القارئ العاطفة ولا يغتر بالمظاهر, حتى تزن الأمور بالعقائد.

قال" الشيخ الدكتور/ ناصر العقل" سماتهم في كتابة النافع (الخوارج) فقال: أصول الخوارج الأولين ومنهجهم وسماتهم العامة إلى الأصول والسمات التالية:
1- التكفير بالمعاصي {الكبائر} والحاق أهلها {المسلمين} بالكفار في الأحكام والدار والمعاملة والقتال.
2- الخروج على أئمة المسلمين اعتقاداً وعملاً - غالباً- أو أحدهما أحيانا.
3- الخروج على جماعة المسلمين ومعاملتهم معاملة الكفار في الدار والأحكام...والبراءة منهم وامتحانهم, واستحلال دمهم.
4- صرف نصوص الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى منازعة الأئمة والخروج عليهم, وقتال المخالفين.
5-كثرة القراء الجهلة فيهم والأعراب, وأغلبهم كما وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم حدثاء اسنان سفهاء الأحلام .
6- ظهور سيم الصالحين عليهم, وكثرة العبادة كالصلاة والصيام , وأثر السجود, وتشمير الثياب, مسهمة وجوههم من السهر ويكثر فيهم الورع على غير فقه والصدق والزهد مع التشدد والتنطع في الدين كما وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم"تحقرون صلاتكم الى صلاتهم......."
7-ضعف الفقه في الدين وقلة الحصيلة من العلم الشرعي كما وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم" يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم"
8- ليس فيهم من الصحابة ولا الأئمة والعلماء وأهل الفقه في الدين أحد كما قال ابن عباس .
9- الغرور والتعالي على العلماء, حتى زعموا أنهم أعلم من علي وابن عباس وسائر الصحابة, والتفوا على الأحداث الصغار الجهلة قليلي العلم من رؤوسهم.
10- الخلل في منهج الاستدلال, حيث أخذوا بآيات الوعيد وتركوا آيات الوعد, واستدلوا بالآيات الواردة في الكفار وجعلوها في المخالفين لهم من المسلمين كما قال فيهم ابن عمر رضي الله عنهما:"انطلقوا إلى آيات الكفار فجعلوها على المؤمنين ".
11- الجهل بالسنة واقتصارهم على الاستدلال بالقرآن غالباً .
12- سرعة التقلب واختلاف الرأي وتغييره"عواطف بلا علم ولا فقه" لذلك يكثر تنازعهم وافتراقهم فيما بينهم, وإذا اختلفوا تفاضلوا وتقاتلوا.
13- التعجل في إطلاق الأحكام والمواقف من المخالفين" سرعة إطلاق الحكم على المخالف بلا تثبت"
14- الحكم على القلوب واتهامها باللوازم والظنون.
15- القوة والخشونة والجلد والجفاء والغلظة في الأحكام والتعامل وفي القتال والجدال.
16- فصر النظر وضيق التفطن وقلة الصبر, واستعجال النتائج.
17- يقتلون أهل الإسلام ويخاصمونهم, ويدعون أهل الأوثان كما جاء وصفهم في الحديث.
أعتقد أنى بهذا البيان قد فصلت لك صفات القوم نقلا وليس من نتاج عقلي حتى تستطيع التعرف عليهم وتقى نفسك ومن تحب.

واختم بوصف لهم تستطيع حتى وإن كنت ممن لم يتمرس بالقرآن معرفتهم به :
1- طرح قضية "الحاكمية" والتحاكم الشرعي" وهذا حق لا مرية فيه وأمر يجب المطالبة به ولأنك مسلم ملزم بالسعي الجاد لتطبيق دين الله بعمومة عقيدة وشريعة بالأرض" لكنهم يحصرون الأمر في الحكام ويكثرون من الدندنة مع أن الحاكمية عام شامل.
2- اتهام العلماء الذين لا يوافقونهم بأنهم عملاء للحكام أو مرجئة.
3- تلاحظ عليهم أن لهم قولاً خاصة لشبابهم بالتكفير للحكومة وآخر للعامة خلاف ذلك.
4- تعظيمهم وتأييدهم لكل انحرافات الخوارج والثوار في العصر ويسمون ذلك جهاداً.
5- ألغو أحكام الجهاد الشرعية وجعلوا كل من أراد أن يخرج على حاكم أو يقاتل شعبه فهو مجاهد.
والله الهادى
والحمدلله رب العالمين

مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..