قصيدة تصف حال المرء مع دنياه ،، جادت بها قريحة الشاعر ،، بحرها يذكرني بأبيات :
بلينا وما تبلى النجومُ الطَّوالِعُ / الشهيرة للشاعر : لبيد بن ربيعة العامري
وهنا يجاريها شاعرنا المعاصر
محمود سامي البارودي بقصيدته : متى أنتَ عَن أحموقة ِ الغى ِّ نازِعُ
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
بلينا وما تبلى النجومُ الطَّوالِعُ / الشهيرة للشاعر : لبيد بن ربيعة العامري
وهنا يجاريها شاعرنا المعاصر
محمود سامي البارودي بقصيدته : متى أنتَ عَن أحموقة ِ الغى ِّ نازِعُ
| متى أنتَ عَن أحموقة ِ الغى ِّ نازِعُ | وفى الشَّيبِ للنَّفسِ الأبيَّة ِ وازِعُ ؟ |
| أَلاَ إِنَّ فِي تِسْعٍ وَعِشْرِينَ حِجَّة ً | لِكُلِّ أَخِي لَهْوٍ عَنِ اللَّهْوِ رَادِعُ |
| فحتامُ تصبيكَ الغوانى بِدلِّها | وتَهْفُ وبِلِيتَيْكَ الْحَمَامُ السَّوَاجِعُ؟ |
| أما لكَ فى الماضينَ قبلكَ زاجرٌ | يَكفُّكَ عن هذا ؟ بلى ، أنتَ طامِعُ |
| وَهَلْ يَسْتَفِيقُ الْمَرْءُ مِنْ سَكْرَة ِ الصِّبَا | إذا لم تُهذِّب جانبيهِ الوقائعُ ؟ |
| يَرَى الْمَرْءُ عُنْوَانَ الْمَنُونِ بِرَأْسِهِ | ويذهبُ يُلهى نفسَهُ ويصانِعُ |
| أَلا إِنَّمَا هَذِي اللَّيَالِي عَقَارِبٌ | تَدِبُّ، وَهَذَا الدَّهْرُ ذِئْبٌ مُخَادِعُ |
| فلا تحسبنَّ الدَّهرَ لعبَة َ هازلٍ | فما هوَ إلاَّ صرفهُ والفجائعُ |
| فَيَا رُبَّمَا بَاتَ الْفَتَى وَهْوَ آمِنٌ | وأصبحَ قَد سُدَّت عليهِ المطالِعُ |
| ففيمَ اقتناءُ الدِّرعِ والسَّهمُ نافِذٌ ؟ | وَفِيمَ ادِّخَارُ الْمَالِ وَالْعُمْرُ ضَائعُ؟ |
| يَودُّ الفتى أن يَجمعَ الأرضَ كُلَّها | إليهِ ، ولمَّا يدرِ ما اللهُ صانِعُ |
| فَقَدْ يَسْتَحِيلُ الْمَالُ حَتْفاً لِرَبِّهِ | وَتَأْتِي عَلَى أَعْقَابِهِنَّ المَطَامِعُ |
| أَلا إِنَّمَا الأَيَّامُ تَجْرِي بِحُكْمِها | فَيُحْرَمُ ذُو كَدٍّ، وَيُرْزَقُ وَادِعُ |
| فلا تقعدَن للدهر تنظر غِبَّهُ | على حَسرة ٍ ، فاللهُ مُعطٍ ومانعُ |
| فلو أنَّ ما يُعطى الفتى قدرُ نفسهِ | لما باتَ رِئبالُ الشَّرى وهوَ جائعُ |
| ودَع كًلَّ ذى عقلٍ يسيرُ بعقلهِ | يُنازِعُ من أهوائهِ ما ينازعُ |
| فما النَّاسُ إلاَّ كالَّذى أنا عالمٌ | قَدِيماً، وَعِلْمُ الْمَرْءِ بِالشَّيءِ نَافِعُ |
| ولستُ بِعلاَّمِ الغيوبِ ، وإنَّما | أَرَى بِلِحَاظِ الرَّأْيِ مَا هُوَ وَاقِعُ |
| وَذَرْهُمْ يَخُوضُوا، إِنَّمَا هِيَ فِتْنَة ٌ | لَهُمْ بَيْنَهَا عَمَّا قَلِيلٍ مَصَارِعُ |
| فَلَوْ عَلِمَ الإِنْسَانُ مَا هُوَ كَائِنٌ | لما نامَ سُمَّارٌ ، ولا هبَّ هاجِعُ |
| وما هذِهِ الأجسامُ إلاَّ هياكلٌ | مُصوَّرة ٌ ، فيها النُّفوسُ ودائعُ |
| فَأَيْنَ الْمُلُوكُ الأَقْدَمُونَ تَسَنَّمُوا | قِلاَل الْعُلاَ؟ فَالأرْضُ مِنْهُمْ بَلاقِعُ |
| مَضَوْا، وَأَقَامَ الدَّهْرُ، وَانْتَابَ بَعْدَهُمْ | مُلُوكٌ، وَبَادُوا، وَاسْتَهَلَّتْ طَلاَئِعُ |
| أَرَى كُلَّ حَيٍّ ذَاهِباً بِيَدِ الرَّدى | فهل أحدٌ ممَّن ترحَّلَ راجِعُ ؟ |
| أنادى بِأعلى الصوتِ ، أسأل عنهمُ | فهل أنتَ يا دهرَ الأعاجيبِ سامِعُ ؟ |
| فإن كنتَ لم تَسمع نِداءً ، ولم تُحرْ | جَوَاباً، فَأَيُّ الشَّيْءِ أَنْتَ أُنَازِعُ؟ |
| خيالٌ لَعمرى ، ليسَ يُجدى طِلابهُ | وَمَأْسَفَة ٌ تُدْمَى عَلَيْهَا الأَصَابعُ |
| فَمَنْ لِي وَرَوْعَاتُ الْمُنَى طَيْفُ حَالِمٍ | بِذِي خُلَّة ٍ تَزْكُو لَديْهِ الصَّنَائعُ؟ |
| أشاطِرهُ ودِّى ، وأُفضى لِسمعهِ | بِسرِّى ، وأُمليهِ المُنى وهو رابِعُ |
| لَعلِّى إذا صادفتُ فى القولِ راحة ً | نَضَحْتُ غَلِيلاً مَا رَوَتْهُ الْمَشَارِعُ |
| لَعَمْرُ أَبِي، وهْو الَّذِي لَوْ ذَكَرْتُهُ | لما اختالَ فخَّارٌ ، ولا احتالَ خادِعُ |
| لما نازَعتنى النَّفسُ فى غيرِ حَقِّها | وَلاَ ذَلَّلَتْنِي لِلرِّجَال الْمطَامِعُ |
| ومَا أَنَا وَالدُّنْيَا نَعِيمٌ وَلَذَّة ٌ | بِذِي تَرَفٍ تَحْنُو عَلَيْهِ الْمَضَاجِعُ |
| فلا السيفُ مَفلولٌ ، ولا الرَّأى ُ عازبٌ | وَلاَ الزَّنْدُ مَغْلُولٌ، وَلاَ السَّاقُ ظَالِعُ |
| وَلَكِنَّنِي فِي مَعْشَرٍ لَمْ يَقُمْ بِهِمْ | كَرِيمٌ، وَلَمْ يَرْكَبْ شَبَا السَّيْفِ خَالِعُ |
| لواعبُ بالأسماءِ يبتدِرونها | سَفاهاً ، وبالألقابِ ، فهى بضائعُ |
| وهلْ فِي التَّحَلِّي بِالْكُنَى مِنْ فَضِيلَة ٍ | إذا لم تزيَّن بِالفعالِ الطبائعُ ؟ |
| أُعاشِرُهُمْ رَغْماً، وَوُدِّي لَوَ انَّ لِي | بِهِمْ نَعَماً أَدْعُو بِهِ فَيُسَارعُ |
| فيا قومُ ، هبُّوا ، إنَّما العُمرُ فرصة ً | وفى الدهرِ طُرقٌ جَمَّة ٌ ومنافِعُ |
| أَصَبْراً عَلَى مَسِّ الْهَوَانِ وَأَنْتُمُ | عديدُ الحصى ؟ إنِّى إلى اللهِ راجِعُ |
| وَكَيْفَ تَرَوْنَ الذُّلَّ دَارَ إِقَامَة ٍ | وذلكَ فضلُ اللهِ فى الأرضِ واسِعُ |
| أرى أرؤساً قَد أينعتْ لِحصادِها | فَأَيْنَ وَلاَ أَيْنَ السُّيُوفُ الْقَوَاطِعُ؟ |
| فكونوا حصيداً خامدينَ ، أوِ افزعوا | إِلَى الْحَرْبِ حَتَّى يَدْفَعَ الضَّيْمَ دَافِعُ |
| أهبتُ ، فعادَ الصَوتُ لم يَقضِ حاجة ً | إلى َّ ، ولبَّانى الصَدى وهوَ طائعُ |
| فَلَمْ أَدْرِ أَنَّ اللَّه صوَّرَ قَبْلَكُمْ | تماثيلَ لم يُخلَقْ لَهُنَّ مسامِعُ |
| فلا تَدعوا هَذى القلوبَ ، فإنَّها | قواريرُ مَحنى ٌّ عليها الأضالِعُ |
| وَدُونَكُمُوهَا صَعْدَة ً مَنْطِقِيَّة ً | تَفُلُّ شَبَا الأَرْمَاحِ وَهْيَ شَوَارِعُ |
| تَسِيرُ بهَا الرُّكْبَانُ فِي كُلِّ مَنْزِلٍ | وتلتفُّ من شوقٍ إليها المجامعُ |
| فَمِنْهَا لِقَوْم أَوْشُحٌ وَقَلائِدٌ | ومنها لِقومٍ آخرينَ جوامعُ |
| ألا إنَّها تِلكَ الَّتى لو تنزَّلت | على جبلٍ أهوت بهِ ، فهو خاشِعُ |
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..