مرض الفُصام العقلي، والذي يُعتبر أكثر
الأمراض النفسية خطورة، وكذلك صعوبةً في العلاج. هذا المرض الذي أطلق عليه
مرض
الفصام عام 1911بعدما أطلق عليه الطبيب النفسي السويسري بلولر هذا الاسم والذي يعاني فُصام العقل. إطلاق الاسم على هذا المرض عام 1911لا يعني بأن هذا المرض الخطير، والذي يُعّد من أصعب الأمراض النفسية والعقلية وكذلك العضوية لم يكن موجوداً قبل هذا التاريخ بل إنه ورد في المخطوطات الهندية قبل ألف وخمسمئة عام قبل الميلاد فهو مرض قديم، لكن لا يعرف الكثيرون عنه أي معلومات. فهو مرضٌ يأتي في مرحلةٍ عمرية مُبكرة، حيث أثبتت جميع الأبحاث بأن هذا المرض يأتي في سن المراهقة وبداية العشرينيات من العمر، وللأسف الشديد فإن هذا المرض العقلي يبدأ تدريجياً، وبالرغم من أننا كتبنا عنه عدة مقالات، إلا أن الأسئلة، سواء كانت المكتوبة أو الشفهية عن طريق الاتصال بي لا يزال أكثرها يستفسر عن علاج هذا المرض، وكيفية التعامل مع المريض وما هو مآل المريض وعن صعوبة العيش مع مريض بمرض الفُصام والذي قد يُصبح مأساة على الأهل وعلى المجتمع. فمريض الفُصام لا يؤثر فقط في أهله ومن يُحيطون به ولكنه يؤثر في المجتمع بأسره ؛ حيث يقوم بعض المرضى بأنواعٍ معينة من أمراض الفُصام بعملياتٍ إجرامية دون وعي وإدراك لما يفعلون. ونقرأ في الصحف، وللأسف أصبحنا،
هذه الأيام نقرأ بكثرة عن الجرائم التي يقوم بها المرضى النفسيون ،خاصةً مرضى الفُصام. فالصُحف تنشر عن مريض قتل والديه أو قتل شقيقه أو أحرق منزل عائلته، وهذا ما يُنشر أما ما لم يُنشر فهو الأكثر، نظراً لأن كثيراً من العائلات تخشى الفضيحة ولا ترغب في نشر مثل هذه الأخبار. وقد كتب الزميل محمد الأحيدب في هذه الجريدة قبل عدة أيام عن مأساة المرضى النفسيين والعقليين ومُعاناة عائلاتهم، وتحّدث بمرارةٍ عن الحوادث التي كتبتها الصحف خلال الفترة القصيرة لحوادث مؤلمة قام بها المرضى النفسيون والعقليون من قتل بصورةٍ بشعة لأقرب الناس لهم، وتحّدث بصورةٍ حزينة عن إهمال المرضى النفسيين وعلاجهم والاهتمام بهم . ولقد كتب الزميل محمد الأحيدب مراتٍ عديدة عن مسألة إهمال المرضى النفسيين، وعدم وجود أسرة كافية للعلاج، وكذلك عدم وجود أماكن للمرضى الخطرين على أنفسهم وعلى المجتمع. وهذا للأسف أيضاً مُعضلةٌ كبرى لأن يبقى مرضى خطيرون داخل المجتمع ويُعاني الأهل مُعاناةٍ شديدة في سبيل إيجاد مكانٍ مناسب لمثل هؤلاء المرضى الذين يُشكّلون خطراً على أنفسهم وعلى المجتمع.
مصاب بالفُصام الزوراني
لقد اتصل بي شخص من إحدى المدن السعودية، وهو في حالةٍ يُرثى لها. فشقيقه البالغ من العمر أربعة وعشرين عاماً مصاب بالفُصام الزوراني، وهو نوع من أنواع الفُصام يكون العرض الأكثر ظهوراً هو الشكوك المرضية والضلالات، التي قد تؤدي بالمريض إلى ارتكاب جرائم ضد أشخاص قد لا تربطهم به أي صلةٍ، إضافةٍ إلى أنه قد يرتكب جرائم بحق أقرب الناس له، كما أخبرني شقيق المريض بأنهم أدخلوا المريض مستشفى الصحة النفسية في المدينة التي يُقيمون فيها، ولكن المستشفى أخرجه بعد شهر بعذرٍ أنهم لا يستطيعون عمل شيء أكثر مما فعلوه.! وبعد أن خرج المريض من المستشفى، ولم تتحسّن الضلالات والشكوك المرضية، وفُصل من عمله، وحاول الوالد إقناعه بالعلاج، فما كان من المريض إلا أن هدد والده، بأنه لو أخذه إلى أي طبيب نفسي أو مستشفى للصحة النفسية، فسيكون ذلك آخر يوم في حياة الوالد، فما كان من العائلة إلا أنها أقنعت المريض بأنهم سوف يأخذونه إلى إحدى الدول العربية لكي يُكمل دراسته في الجامعة. وبالفعل سافر المريض مع أحد أشقائه إلى إحدى الدول العربية الشقيقة، لكي يتم إدخاله إلى المستشفى النفسي في تلك الدولة. وبالفعل بدأت المفاوضات على إدخاله إلى المستشفى، وبالرغم من أن الأهل عرضوا المريض على استشاريين سعوديين، وكذلك قام أشقاء المريض بالبحث في الشبكة العنكبوتيه عن علاج للمرض، وكانت النتائج التي توصلوا لها بأن مرض شقيقهم العقلي ليس من السهل علاجه ويقاوم العلاج الدوائي وليس له علاج نفسي، وكان هذا هو كلام الأطباء الاستشاريين السعوديين الذين عُرض عليهم المريض، لكن في تلك الدولة العربية، قالوا له بأنه بإمكانهم علاجه، ولكن ذلك يتكّلف مبالغ مُرتفعة. ووجد الأهل بأن المستشفى بدأ يُغيّر الاتفاق، برفع سعر المبلغ الذي تم الاتفاق عليه إلى أكثر من 50%.!. وبدأ الأطباء في المستشفى في تلك الدولة العربية الشقيقة الذين لا يتعاملون سوى بالدولار، بوضع إضافات وأدوية أخرى وجلسات علاج نفسي لرفع التكلفة مرةً أخرى. رغم معرفة أشقاء المريض، وهم أشخاص متعلمون، ولديهم إلمام جيد بالمرض الذي يُعاني منه شقيقهم، عن طريق البحث في الكتب والشبكة العنكبوتية، إلا أنهم لم يجدوا حلاً لمشكلة شقيقهم سوى الذهاب به إلى خارج المملكة، ودفع مبالغ كبيرة مقابل خدمة رديئة. لكن السؤال المهم، كما طرحه أحد أشقاء المريض ؛ ما الحل الذي بقي في أيدينا ولم نفعله في المملكة العربية السعودية؟. لقد دخل مستشفى الصحة النفسية وخرج بعد حوالي شهر بحجة أن المستشفى لا يستطيع أن يحتمل بقاء مرضى أكثر من هذه المدة، حتى لو كان المريض لا يزال بحاجةٍ للعلاج، وحتى لو كان يُشكل خطراً على الأهل وعلى المجتمع وعلى نفسه.!!. المستشفيات النفسية الخاصة في المملكة أسوأ حالاً من مثيلاتها في الدول العربية ، والأطباء الذين يعملون بها هم من أقل الأطباء النفسيين كفاءةً، وأكثرهم بحثا عن المادة، وأقلهم تمسكاً واتباعاً للأنظمة الخاصة بعلاج المرضى النفسيين.. فهناك الكثير من سوء الممارسة في العيادات النفسية الخاصة والمستشفيات التي تستقبل المرضى النفسيين.
يختلف عن الأمراض العقلية
نعود إلى الموضوع الرئيس، وهو ماذا يفعل الأهل إذا كان لديهم مريض مُصاب بمرض الفُصام العقلي، والمستشفيات النفسية ليس لديها طاقة لقبوله، والمريض لا يستجيب للعلاج بصورةٍ جيدة، بل ربما لا يستجيب للعلاج إطلاقاً. هل نترك المسؤولية كاملةً على الأهل، دون تدّخل أي جهةٍ حكومية؟.
إن مسؤولية علاج المرضى النفسيين والعقليين خاصةً مرضى الفُصام يجب أن تكون من أولويات الجهات الحكومية المسؤولة عن الصحة، فهذا المرض يختلف في طبيعته عن الأمراض العقلية الأخرى، ويُعاني الأهل مُعاناةٍ شديدة، ويعيشون كل لحظةٍ في رعب من أن يقوم المريض بعملٍ خطير، قد يكون ضحيته أبرياء من الأهل والأقارب.. أو حتى من اشخاص ليس لهم علاقةٍ بالمريض!. لقد ذكرت في المقدمة كيف أن مرضى خرجوا من مستشفيات الصحة النفسية وارتكبوا جرائم بشعة من قتلٍ لأقرب الناس لهم ونشرتها الصحف في معظم مناطق المملكة، ولكن المسؤولين في وزارة الصحة ،كأنما هذه الجرائم وقعت في جزر واق الواق، وليس لهم أدنى علاقة بالمرضى النفسيين! بينما عندما قام مريض فصام في لندن بارتكاب جريمة قتل اضطرت وزيرة الصحة للاستقالة في ذلك الوقت وهي الوزيرة فرجينا بوتوملي، وقريباً عندما حدث حريق في مستشفى في الجهراء بالكويت فوراً استقالت وزيرة الصحة الكويتية، وهذا نتيجة لتحمّل المسؤولية.
الأدوية النفسية الحديثة التي تُعالج مرض الفُصام، خاصةً الأنواع التي يصعب علاجها بالأدوية التقليدية التي لا يستطيع المرضى تحمّل الأعراض الجانبية لهذه الأدوية القديمة، وكذلك إرتفاع أسعار الأدوية الحديثة غير التقليدية لعلاج مرض الفُصام، ولكن المستشفيات الخاصة بعلاج المرضى النفسيين لا تستطيع توفير هذه الأدوية الجديدة لعلاج الفُصام، حتى إن بعض المستشفيات تطلب المعونة من التجار ورجال الأعمال لشراء الأدوية الحديثة لعلاج مرض الفُصام، وهذا أمرٌ فيه شيء من الحزن لأن نصل إلى هذا المستوى من إهمالنا لعلاج مرضى ذوي مرض أو أمراض صعبة ولها تأثير سلبي على المجتمع إذا لم يُعالج.! أعرف بأن كلامي وكتابتي هذه لن يكون لها أي مردود كما حدث لكل من كتب في هذا الشأن.
الفصام عام 1911بعدما أطلق عليه الطبيب النفسي السويسري بلولر هذا الاسم والذي يعاني فُصام العقل. إطلاق الاسم على هذا المرض عام 1911لا يعني بأن هذا المرض الخطير، والذي يُعّد من أصعب الأمراض النفسية والعقلية وكذلك العضوية لم يكن موجوداً قبل هذا التاريخ بل إنه ورد في المخطوطات الهندية قبل ألف وخمسمئة عام قبل الميلاد فهو مرض قديم، لكن لا يعرف الكثيرون عنه أي معلومات. فهو مرضٌ يأتي في مرحلةٍ عمرية مُبكرة، حيث أثبتت جميع الأبحاث بأن هذا المرض يأتي في سن المراهقة وبداية العشرينيات من العمر، وللأسف الشديد فإن هذا المرض العقلي يبدأ تدريجياً، وبالرغم من أننا كتبنا عنه عدة مقالات، إلا أن الأسئلة، سواء كانت المكتوبة أو الشفهية عن طريق الاتصال بي لا يزال أكثرها يستفسر عن علاج هذا المرض، وكيفية التعامل مع المريض وما هو مآل المريض وعن صعوبة العيش مع مريض بمرض الفُصام والذي قد يُصبح مأساة على الأهل وعلى المجتمع. فمريض الفُصام لا يؤثر فقط في أهله ومن يُحيطون به ولكنه يؤثر في المجتمع بأسره ؛ حيث يقوم بعض المرضى بأنواعٍ معينة من أمراض الفُصام بعملياتٍ إجرامية دون وعي وإدراك لما يفعلون. ونقرأ في الصحف، وللأسف أصبحنا،
هذه الأيام نقرأ بكثرة عن الجرائم التي يقوم بها المرضى النفسيون ،خاصةً مرضى الفُصام. فالصُحف تنشر عن مريض قتل والديه أو قتل شقيقه أو أحرق منزل عائلته، وهذا ما يُنشر أما ما لم يُنشر فهو الأكثر، نظراً لأن كثيراً من العائلات تخشى الفضيحة ولا ترغب في نشر مثل هذه الأخبار. وقد كتب الزميل محمد الأحيدب في هذه الجريدة قبل عدة أيام عن مأساة المرضى النفسيين والعقليين ومُعاناة عائلاتهم، وتحّدث بمرارةٍ عن الحوادث التي كتبتها الصحف خلال الفترة القصيرة لحوادث مؤلمة قام بها المرضى النفسيون والعقليون من قتل بصورةٍ بشعة لأقرب الناس لهم، وتحّدث بصورةٍ حزينة عن إهمال المرضى النفسيين وعلاجهم والاهتمام بهم . ولقد كتب الزميل محمد الأحيدب مراتٍ عديدة عن مسألة إهمال المرضى النفسيين، وعدم وجود أسرة كافية للعلاج، وكذلك عدم وجود أماكن للمرضى الخطرين على أنفسهم وعلى المجتمع. وهذا للأسف أيضاً مُعضلةٌ كبرى لأن يبقى مرضى خطيرون داخل المجتمع ويُعاني الأهل مُعاناةٍ شديدة في سبيل إيجاد مكانٍ مناسب لمثل هؤلاء المرضى الذين يُشكّلون خطراً على أنفسهم وعلى المجتمع.
مصاب بالفُصام الزوراني
لقد اتصل بي شخص من إحدى المدن السعودية، وهو في حالةٍ يُرثى لها. فشقيقه البالغ من العمر أربعة وعشرين عاماً مصاب بالفُصام الزوراني، وهو نوع من أنواع الفُصام يكون العرض الأكثر ظهوراً هو الشكوك المرضية والضلالات، التي قد تؤدي بالمريض إلى ارتكاب جرائم ضد أشخاص قد لا تربطهم به أي صلةٍ، إضافةٍ إلى أنه قد يرتكب جرائم بحق أقرب الناس له، كما أخبرني شقيق المريض بأنهم أدخلوا المريض مستشفى الصحة النفسية في المدينة التي يُقيمون فيها، ولكن المستشفى أخرجه بعد شهر بعذرٍ أنهم لا يستطيعون عمل شيء أكثر مما فعلوه.! وبعد أن خرج المريض من المستشفى، ولم تتحسّن الضلالات والشكوك المرضية، وفُصل من عمله، وحاول الوالد إقناعه بالعلاج، فما كان من المريض إلا أن هدد والده، بأنه لو أخذه إلى أي طبيب نفسي أو مستشفى للصحة النفسية، فسيكون ذلك آخر يوم في حياة الوالد، فما كان من العائلة إلا أنها أقنعت المريض بأنهم سوف يأخذونه إلى إحدى الدول العربية لكي يُكمل دراسته في الجامعة. وبالفعل سافر المريض مع أحد أشقائه إلى إحدى الدول العربية الشقيقة، لكي يتم إدخاله إلى المستشفى النفسي في تلك الدولة. وبالفعل بدأت المفاوضات على إدخاله إلى المستشفى، وبالرغم من أن الأهل عرضوا المريض على استشاريين سعوديين، وكذلك قام أشقاء المريض بالبحث في الشبكة العنكبوتيه عن علاج للمرض، وكانت النتائج التي توصلوا لها بأن مرض شقيقهم العقلي ليس من السهل علاجه ويقاوم العلاج الدوائي وليس له علاج نفسي، وكان هذا هو كلام الأطباء الاستشاريين السعوديين الذين عُرض عليهم المريض، لكن في تلك الدولة العربية، قالوا له بأنه بإمكانهم علاجه، ولكن ذلك يتكّلف مبالغ مُرتفعة. ووجد الأهل بأن المستشفى بدأ يُغيّر الاتفاق، برفع سعر المبلغ الذي تم الاتفاق عليه إلى أكثر من 50%.!. وبدأ الأطباء في المستشفى في تلك الدولة العربية الشقيقة الذين لا يتعاملون سوى بالدولار، بوضع إضافات وأدوية أخرى وجلسات علاج نفسي لرفع التكلفة مرةً أخرى. رغم معرفة أشقاء المريض، وهم أشخاص متعلمون، ولديهم إلمام جيد بالمرض الذي يُعاني منه شقيقهم، عن طريق البحث في الكتب والشبكة العنكبوتية، إلا أنهم لم يجدوا حلاً لمشكلة شقيقهم سوى الذهاب به إلى خارج المملكة، ودفع مبالغ كبيرة مقابل خدمة رديئة. لكن السؤال المهم، كما طرحه أحد أشقاء المريض ؛ ما الحل الذي بقي في أيدينا ولم نفعله في المملكة العربية السعودية؟. لقد دخل مستشفى الصحة النفسية وخرج بعد حوالي شهر بحجة أن المستشفى لا يستطيع أن يحتمل بقاء مرضى أكثر من هذه المدة، حتى لو كان المريض لا يزال بحاجةٍ للعلاج، وحتى لو كان يُشكل خطراً على الأهل وعلى المجتمع وعلى نفسه.!!. المستشفيات النفسية الخاصة في المملكة أسوأ حالاً من مثيلاتها في الدول العربية ، والأطباء الذين يعملون بها هم من أقل الأطباء النفسيين كفاءةً، وأكثرهم بحثا عن المادة، وأقلهم تمسكاً واتباعاً للأنظمة الخاصة بعلاج المرضى النفسيين.. فهناك الكثير من سوء الممارسة في العيادات النفسية الخاصة والمستشفيات التي تستقبل المرضى النفسيين.
يختلف عن الأمراض العقلية
نعود إلى الموضوع الرئيس، وهو ماذا يفعل الأهل إذا كان لديهم مريض مُصاب بمرض الفُصام العقلي، والمستشفيات النفسية ليس لديها طاقة لقبوله، والمريض لا يستجيب للعلاج بصورةٍ جيدة، بل ربما لا يستجيب للعلاج إطلاقاً. هل نترك المسؤولية كاملةً على الأهل، دون تدّخل أي جهةٍ حكومية؟.
إن مسؤولية علاج المرضى النفسيين والعقليين خاصةً مرضى الفُصام يجب أن تكون من أولويات الجهات الحكومية المسؤولة عن الصحة، فهذا المرض يختلف في طبيعته عن الأمراض العقلية الأخرى، ويُعاني الأهل مُعاناةٍ شديدة، ويعيشون كل لحظةٍ في رعب من أن يقوم المريض بعملٍ خطير، قد يكون ضحيته أبرياء من الأهل والأقارب.. أو حتى من اشخاص ليس لهم علاقةٍ بالمريض!. لقد ذكرت في المقدمة كيف أن مرضى خرجوا من مستشفيات الصحة النفسية وارتكبوا جرائم بشعة من قتلٍ لأقرب الناس لهم ونشرتها الصحف في معظم مناطق المملكة، ولكن المسؤولين في وزارة الصحة ،كأنما هذه الجرائم وقعت في جزر واق الواق، وليس لهم أدنى علاقة بالمرضى النفسيين! بينما عندما قام مريض فصام في لندن بارتكاب جريمة قتل اضطرت وزيرة الصحة للاستقالة في ذلك الوقت وهي الوزيرة فرجينا بوتوملي، وقريباً عندما حدث حريق في مستشفى في الجهراء بالكويت فوراً استقالت وزيرة الصحة الكويتية، وهذا نتيجة لتحمّل المسؤولية.
الأدوية النفسية الحديثة التي تُعالج مرض الفُصام، خاصةً الأنواع التي يصعب علاجها بالأدوية التقليدية التي لا يستطيع المرضى تحمّل الأعراض الجانبية لهذه الأدوية القديمة، وكذلك إرتفاع أسعار الأدوية الحديثة غير التقليدية لعلاج مرض الفُصام، ولكن المستشفيات الخاصة بعلاج المرضى النفسيين لا تستطيع توفير هذه الأدوية الجديدة لعلاج الفُصام، حتى إن بعض المستشفيات تطلب المعونة من التجار ورجال الأعمال لشراء الأدوية الحديثة لعلاج مرض الفُصام، وهذا أمرٌ فيه شيء من الحزن لأن نصل إلى هذا المستوى من إهمالنا لعلاج مرضى ذوي مرض أو أمراض صعبة ولها تأثير سلبي على المجتمع إذا لم يُعالج.! أعرف بأن كلامي وكتابتي هذه لن يكون لها أي مردود كما حدث لكل من كتب في هذا الشأن.
الجمعه 27 ذي القعدة 1428 هـ - 7 ديسمبر 2007م - العدد 14410
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..