د. عبدالرزاق الحمد
|
وقد تحدث ل "الرياض" الدكتور عبدالرزاق الحمد استشاري الطب النفسي بمستشفى الملك خالد الجامعي ورئيس قسم طب النفس والذي انتقد المعلومات التي اوردها الاخصائي العلمي وان يبتعد عن النظرة الشخصية او الانطباعات الخاصة وقال ان المتحدث كان يفتقر للتأصيل العلمي لما يقول فنسبة الفصام لا تتجاوز 1% في غالبية الدول التي تتوفر بها احصائيات وفي المملكة لا توجد احصائيات مجتمعية تستطيع ان تبين النسبة الصحيحة لكن كل الاحصائيات المتوفرة في المستشفيات تؤكد ان نسبة مرضى الفصام لا تتجاوز النسبة العالمية 1% بين المجتمع.
ويقول الدكتور الحمد: مرض الفصام عدة انواع فهناك نوع قد يأتي المريض لمرة واحدة ثم ينتهي كنوبة وحيدة ونوع من الفصام يستجيب للعلاج وتختفي الاعراض ويستطيع المريض ان يواصل حياته العملية والاجتماعية والأسرية بشكل طبيعي جدا بعده، ويؤكد الحمد انه يراجعه في العيادة بالمستشفى مرضى فصام مستقرون ويمارسون عملهم وحياتهم الاجتماعية بشكل طبيعي.
ويواصل حديثه بالقول: هناك فئة من الفصام حوالي 25% من مرضى الفصام حالات مزمنة صعبة وهذه الحالات تكون استجابتها ضعيفة للأدوية والاعراض متقلبة ويكونون في وضع غير مستقر، اما بالنسبة للخطورة اذا كان المقصود ارتباطها بالعنف والجريمة فمرضى الفصام يرتبطون بالجريمة في نوع واحد من الفصام وهو النوع الاضطهادي القائم على الافكار الاضطهادية وعلى الشكوك في الآخرين انهم يضطهدون المريض او يلاحقونه فيكون عند بعضهم ردة فعل ضد المجتمع او ضد الناس الذي يعتقد انهم يتعرضون له او يحاولون ان يضطهدونه وهؤلاء نسبة من الفصام ومرض واحد من امراض الفصام وليس كل مرضى الفصام خطرين كما صورهم المتحدث.
ويضيف الدكتور عبدالرزاق: ارتباط المرض النفسي بالجريمة ارتباط قليل جدا ولا يتجاوز 10% من المجرمين يوجد لديهم امراض نفسية بمعنى ان الجريمة الاصل فيها ليس المرض النفسي وانما الانحراف السلوكي والانحراف الفكري وهو انحراف عن الوضع الطبيعي وليس مرضاً وأما المرض النفسي فلا يرتبط بالجريمة الا ارتباطاً قليلاً في حالات قليلة ولكن مشكلة المريض النفسي انه إذا وقع في المشكلة ضخمت إعلامياً وصارت لها أصداء كبيرة ويحملون الناس الجريمة على المرض النفسي وهو على عكس حالة المريض النفسي الذي يمتلئ قلبه خوفاً من الناس لأنه مريض ولديه اضطراب داخلي وبالتالي يخاف أكثر مما يكون جريئاً للوقوع في الجريمة فهو يخاف ويحتاج للحماية ولا يقع في جريمة الا دفاعاً عن نفسه في آخر المراحل حينما تتفاقم الحالة النفسية ولا تعالج علاجاً جيداً.
ونصح الدكتور عبدالرزاق الذي أورد المعلومات الخاطئة بأن يرجع للاحصائيات العالمية ويطلع على تقارير منظمة الصحة العالمية عن مرض الفصام ويوثق كلامه بدلاً من التخرص عبر قناعات فردية أو شخصية أو انطباعات خاصة.
وحول جهاز الجلسات الكهربائية أو ما يسمى بعلاج الصدمات الكهربائية أوضح ان هذا النوع من العلاج اكتشف في الستينات من هذا القرن وهذا العلاج تطور وأصبح يستخدم فيه التخدير العام ومرخ للعضلات وبالتالي يكون المريض نائماً ولا يشعر بأي شيء والعضلات تكون مرتخية ولا يكون هناك أي سلبيات وقد ثبت فعالية جهاز الصدمات الكهربائية عالمياً بدون أدنى شك وهناك لجنة كونتها جمعية الطب النفسي الأمريكي وكانت خاصة بدراسة فعالية العلاج بالصدمات الكهربائية وطبع هذا التقرير في كتاب منذ عام 1982م وحدث في عام 1998م وموجود في مطبوعات الجمعية الأمريكية للطب النفسي وكذلك الكلية الملكية للأطباء النفسيين أيضاً أصدرت تقارير من لجنة متخصصة قامت على دراسة فعالية هذا العلاج ووضعت ضوابط لاستخدامه والحالات التي يفيد فيها وثبت بما لا يجعل مجالاً للشك عالمياً بأن هذا العلاج له فعالية كبيرة في حالات الاكتئاب الذهاني وحالات الاكتئاب المصحوب بالانتحار ووحالات الاكتئاب الصامت عندما يصل الحد بالمريض ان لا يتكلم ولا يأكل ولا يشرب بسبب الاكتئاب وفعالية الجلسات فيه قوية وناجحة وتنقذ حياة المريض وكذلك ثبتت فعاليته في حالات الهوس والفصام الذي لا يستجيب للأدوية.
وذكر الدكتور الحمد ان الجهاز يستخدم في كلية الطب وله مكان خاص ومبرمج مع طبيب التخدير ولا يقرر العلاج به إلاّ فريق يقوده الاستشاري وقد قام الدكتور الحمد بدراسة على هذا العلاج في مستشفى الملك خالد الجامعي على مدى عشر سنوات وتم مراجعة جميع الحالات التي أعطيت جلسات كهربائية ولم يستخدم هذا العلاج الا في حوالي 105حالات تقريباً خلال العشر سنوات وهذا يدل على ان استخدامه علمي ودقيق وان الاستشاريين لا يستخدمونه الا بتميحص وفي مكانه الصحيح وكشفت الدراسة ان جميع الحالات التي أعطيت استجابت بشكل جيد للعلاج ولم يكن هناك أي آثار جانبية حتى الآثار الشائعة لم يسجل أي منها خلال العشر سنوات. ويؤكد الدكتور عبدالرزاق ان هذا العلاج اوصى به الطب النفسي لحالات معينة وسيبقى كبديل من البدائل العلاجية التي يستفيد منها بعض المرضى حينما يستخدمها الطبيب في محلها الصحيح وبعلم ودراية.
وفيما يخص معاناة الطب النفسي من بعض الجاهلين لهذا العلم يقول: ان الطب النفسي يعاني من هذه المشكلة وبالذات مع بعض المتعصبين لآرائهم الشخصية والذين ينكرون جميع المدارس الأخرى دون الرجوع للأدلة العلمية، والطب النفسي تطور خلال الثلاثين سنة الماضية وبنى كماً هائلاً من الابحاث العلمية الكبيرة والعميقة التي صدرت عن اكثر من مركز من المراكز البحثية المرموقة واثبتت بما لا يدع مجالا للشك ان الامراض النفسية امراض لها اسباب عضوية ولها اسباب فسيولوجية واسباب اجتماعية ونفسية وكلها تتسبب في المرض النفسي بما يلزم اعطاءه العلاج المناسب حسب حالته فبعض المرضى يعالجون بالادوية وبعضهم بالأدوية مع الجلسات النفسية وآخرون بالادوية والجلسات النفسية والتأهيل الاجتماعي والوظيفي والمهني وغيره ولذا لابد لمن يتكلم مع الرأي العام ان يكون على دراية وعلم ويطرح القضايا التي يطرحها بدليل علمي ويرجع للمؤسسات المحترمة عالميا التي تنضبط بمعايير البحث العلمي التجريبي الصحيح، واما الحديث برأي او بنظرة شخصية فهذه القضية انتهت فلم يعد العلم الطبي وعلم الطب النفسي خاضع لرأي شخصي او نظرة شخصية او انطباع خارجي يراه الإنسان بذاته من حالة او حالتين للمرضى او من تجربة مختصرة في العيادة وعليه ان يبني رأيه على الدليل التجريبي العلمي.
وحول تفهم الأسر لدورها في علاج المريض النفسي ختم الدكتور عبدالرزاق حديثه ل "الرياض" بقوله: الأسرة اصبحت أكثر وعياً وتفهماً لدورها ونتوقع ان يزداد الوعي اكثر اذا اعتمدنا في التوعية على الممارسة الصحيحة بعيداً عن تجاوزات بعض الجهال او المحسوبين على العلاج النفسي.
الثلاثاء 18 شوال 1428هـ - 30 اكتوبر 2007م - العدد 14372
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..