الاثنين، 26 ديسمبر 2016

ثالوث سرطاني يتشكّل على الخليج

"أنتم منزعجون من الحشد الشعبي، زيدوا من انزعاجكم لأن بسطار الحشد يشرفكم، ويجب أن تضعوا في متاحف دبي والشارقة أنموذجاً لبسطار الحشد الشعبي الذي سيدخل الخليج بأمر المرجعية بعد أن نقضي على مرتزقتكم".
قائل هذه العبارة القائد القميء
أوس الخفاجي، الأمين العام لقوات أبي الفضل العباس التابعة للحشد الشعبي، مهددا الشقيقة الخليجية الإمارات، حينما انتبه وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد الى الروح المتطرفة التي تتلبس فصائل هذا الحشد ذي النزعة الأيدولوجية والانتماء الايراني الصريح، ودعا الوزير الإماراتي بكل صراحة وجرأة إلى إدراج الحشد الشعبي ضمن الجماعات الإرهابية كداعش والقاعدة وغيرهما.
صدّرت المقالة بذلكم التهديد الأخرق من أحد قادة الحشد تجاه الخليج، فأي تهديد يطال أية دولة خليجية هو بالتأكيد يطال منظومة مجلس التعاون بالكامل، وما خفي في صدروهم الممتلئة حقدا أيدولوجيا متوارثا تجاهنا أعظم، ونحن، والأحداث تمور بتسارع حولنا، ربما غفلنا عن تمدد هذا السرطان، إن كان فكرا أو وجودا أو مسلكا، ومن الضروري جدا أن يكون الحشد الشعبي أحد أولوياتنا الكبرى هذا العام.
التقارير تتوالى حول وحشية هذا الحشد، الذي يقترف جرائمه بروح طائفية نتنة، ومنظمة العفو الدولية قالت بإحدى تقاريرها: "إن الحشد الشعبي يقتل عشرات المدنيين السنة في إعدامات عشوائية، وممارساتهم بحق العراقيين ترتقي إلى جرائم حرب".
مشاهد قطع الرؤوس وسلخ الجلود والقتل الجماعي هي أبرز مهنة الحشد الشعبي، خصوصًا في مناطق السنة، وصدرت عن وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر اعترافات خطيرة؛ إذ قال: "شاهدت جميع جرائم الحروب العسكرية التي حصلت على الأرض لكن ما وصل لنا من فيديوهات خاصة عما يحصل في معارك الفلوجة وما حصل في الصقلاوية أوقع لي صدمة كبيرة جدا!، جرائم شاهدتها لم أرها في حروب الأرض ولم أتوقع أن تحصل مثل هذه الجرائم أبدا.. أطفال تمزق جماجمهم وهم أحياء، نساء يتم اغتصابهن بطريقة وحشية! فتيات صغيرات يغتصبن وبعدها يتم قتلهن.. رجال تقطع ذكورهم وبعدها يتم تمزيقهم في العربات وهم أحياء.. لن أتكلم عن الجرائم الأخرى فهي صعبة وصادمة تفوق الخيال".
سقت تلك الشواهد على وحشية هذا التنظيم لأؤكد على أن مثل هذه الجرائم، لا تنطلق عادة إلا من روح أيدولوجية متعصبة، ومئات الآلاف من هؤلاء الصفويين الذين التحقوا بفصائل الحشد الشعبي التي أربت على ال42 فصيلا، استجابوا لدعوة المرجعية الشيعية علي السيستاني بوجوب الجهاد الكفائي في 13 يونيو 2014 وبأمر من إيران، للدفاع عن حكومة بغداد التي أوشكت على السقوط عقب الانتفاضة المسلحة التي شارك فيها عدد من التيارات والتنظيمات العراقية المسلحة؛ سيكون همهم الأول الخليج، وخلخلة أمنه، وتحقيق الحلم الصفوي القديم باحتلال الحرمين الشريفين، فالأيدولوجيا العمياء تسوقهم إلينا.
قيس الخزعلي، الأمين العام لتنظيم "عصائب أهل الحق" في العراق، قال صراحة بتبني "خيار العنف المسلح" ضد الحكومتين البحرينية والسعودية، وقال: "نحن مع هذا الخيار، وندعمه بكل ما نستطيع، ونفكر فيه، وعندنا استعداد لنصرة إخواننا في البحرين والأحساء والقطيف أكثر مما يمكن أن نتكلم الآن".
الناطق الرسمي للحشد الشعبي قال بأنهم سيذهبون إلى سوريا بعد الموصل، وسيتحدون هناك مع "حزب الله"، وتصوروا المشهد، عندما ينضم لهم  الحوثيون أيضا، كيف سيطوقون دول الخليج؟!.
المسألة تحتاج من دول الخليج الكثير من الصراحة والشفافية، بمثل خطوة وزير الإماراتي الشجاع عبدالله بن زايد، وقبله سفيرنا ثامر السبهان، الذي كان يتحدث بكل الصراحة عن هذا الحشد وتوجهاته، وأثق بقدرتنا في مجابهتهم، انطلاقا اولا من توحيد الجبهة الداخلية لدولنا وتنسيق مواقفنا كدول خليج .
بتر الورم السرطاني في بداياته؛ أسهل بكثير في العلاج قبل استفحاله.. بدّدوهم قبل أن يجتمع الثالوث السرطاني علينا.

مقالتي اليوم تتحدث عن تشكل قريب للحشد الشعبي وحزب الله ومعهم الحوثيون..وخطر ذلك علينا.
    بقلم: عبدالعزيز قاسم
    إعلامي وكاتب سعودي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..