الاثنين، 16 يناير 2017

الرد على الدكتور محمد شحرور [ حلقات متتابعة ]

            إن الظروف المشبوهة التي رافقت الشحرور في رحلته إلى موسكو اثناء دراسته وتأليفه لكتابه المشبوه تروي لنا قصة رجل اختير ليكون معول هدم في هذا الدين:
فالدكتور شحرور كان في الأصل
شيوعياً واشتراكياً قبل أن يبتعث إلى روسيا، وكان سبب بعثته إلى روسيا انتسابه للحزب الشيوعي...
ابتعث لدراسة هندسة ميكانيكا التربة والأساسات في روسيا اواخر الخمسينات، زمن وجود الاتحاد السوفياتي. وهذا يعني اطلاعه تأكيدا اكيدا على الفكر الماركسي والشيوعية عندما كان مبتعثًا إلى روسيا لدراسة الهندسة المدنية ما بين ( 1958 - 1964م ) .
وقد اكتمل تأثره بالمستشرقين خلال دراسته في إيرلندة « دبلن » ، لدراسة الماجستير والدكتوراه ما بين ( 1970م - 1980م ) في الهندسة المدنية أيضًا.
وهو رجل سوري شهد ما سمي بالصحوة الإسلامية السلفية، وشهد وهو في سوريا بعد عودته من روسيا انهيار الاتحاد السوفياتي، ومع انهيار الاتحاد السوفياتي برزت للعيان الدعوة للتخلص من الكيانات الشمولية ، والعودة للرأي والرأي الآخر ـ أي الدعوة للحريات الديمقراطية ـ تلك هي الظروف التي أثرت في نمط تفكيره : شيوعية مفككة، اسلام متشدد ، راسمالية ديمقراطية نشطة تسيطر على فكر المفكرين وخاصة العرب ، من هنا كان المولود الأول كتابه ( الكتاب والقرآن ـ قراءة معاصرة ـ )
والذي قام فيه الدكتور شحرور بوضع تساؤل حول المنهج المتبع في الكتاب ، فهذا الكتاب مؤلف وفق منهج معين سنعرفه من أقواله هو فقط لا غير!
والدكتور شحرور يقر أن النتائج التي توصل لها الكتاب لا توجد في كتب السلف!!
فمن هم مراده من السلف؟
لم يصرح!!
إذن ستبقى كلمة السلف بدون قيد!!!
لذا نستطيع القول ان كل كلام قاله الشحرور هو كلام سلف ايضا: سلف لغوي؛ سلف فلسفي مغرق في الزمن الماضي يوناني؛ سلف ماركسي، ولا بد لكل من اراد أن يقوم بأي قراءة عصرية للقرآن من سلف يعتمد عليه في تشكيل فكرة معينة يريدها هو. فسلفه الذي اعتمد عليه هو سلف فلسفي قديم اطلع عليه واستفاد منه، وسلف ماركسي تأثر بأفكاره يوم ابتعث للاتحاد السوفييتي للدراسة حيث اطلع بشكل واف على الماركسية بأوسع معانيها فتأثر بها وطبق منهجها على كتاب الله تعالى.
غالبا ما يقصد الشحرور انتقاد منهج السلف الصالح، والتي شكلت هاجسا عند الدكتور شحرور كون الشيخ الألباني رحمه الله تعالى كان يدرس في بيت والده في القبو.
فلما أرسله أبوه لروسيا حدثت لديه الأزمة الفكرية التي اولدت كتابه.
إن من عجائب آراء شحرور، أنه يستخدم منهجا هو اصلا منهج موروث لهدم منهج موروث آخر، تحت مسمى وادعاء التجديد. فهو يتنكر لأصول وقواعد الفقه الإسلامي، ويطالب بتجديدها بعد هدمها من جذورها، ويستخدم في ذلك اللغة العربية التي ورث قواعدها أيضاً، فقد وضعت قواعدها في ذات الحقبة الزمنية التي وضعت فيها قواعد الفقه الإسلامي. فما الذي دفعه إلى المطالبة بهدم العلوم الشرعية والفقهية، وعدم التجرؤ إلى هدم قواعد وأصول علم النحو والصرف؟! هل هو الهوى يا ترى، أم هي قلة الحجة والحيلة؟
إن احتمال حصول تلك الأخطاء الشحرورية عند واحد متخصص في الهندسة أكثر من حصولها عند واحد قضى طول عمره بين يدي العلماء يبحث عن المعرفة والحكمة في الدين و أصوله...
وأضف اليها تضلعه الواضح كحال من تربوا في المدارس الماركسية والمادية والإلحادية، وشربوا منها حتى الثمالة ...فخرجت منهم الأفكار مشوهة ممسوخة كحال تلك التي أوردها شحرور ومناصروه ووجدوا فيها منقذا من "تكلس التشريعات" وثبات الثوابت ووضوح الواضحات في ديننا الأسلامي ...
لقد درس « شحرور » الرأسمالية وعشق مبدأ الحريات المنبثق عنها، و (انصبغ ) بالواقـع الظاهر لهـذه الحريات، بيـد أنـه لم يتعمق في المبدأ الرأسمالي وبطريقة تطبيقه بدقـة ، ولو فعل ذلك لوجد أن الديمقراطيات الغربية بما فيها أمريكا، هي أعتى ديكتاتورية وجدت على وجه الأرض، وأن الدستور والقانون يضعه أصحاب رؤوس الأموال الصناعيون والبنكيون ...
لكن محمد شحرور مع الولايات المتحدة....
واسألك بالله عليك أي جزء أو فصل في الكتاب دعا لتغيير النظام السياسي المسيطر نظام الولايات المتحدة وشركائها؟؟؟!
ولذلك يزول عجبنا حين نرى بيليترو ـ أحد مستشاري الخارجية الأمريكية في خطاب ألقاه أمام مجلس العلاقات الخارجية في نيويورك بتاريخ 8/ 5/ 1996 ـ يثني على مجموعة من الكتاب العلمانيين الذين أُطلق عليهم عمداً لقب الباحثين الإسلاميين والمجددين ومنهم الدكتور محمد شحرور.
لقد كان في نظر الكاتب الشحرور أنه لا بد من نظرية جديدة لإنهاض العرب والمسلمين ، تقوم على تلبيس الإسلام طاقية الماركسية ، بعد إدخال بعض التعديلات الجوهرية على الماركسية والإسلام ، وأن يغلف ذلك بالحريات التي أطلقها المبدأ الرأسمالي...
ولماذا لا يطعّم فلسفته السفيهة تلك ببعض مبادئ رياضة اليوغا البوذية وعليها قليل من قصيدة الهوى غلاب .. فتصير طبخة .. ولكن طبخة غير معتبرة طبعا!!
رشيد ابو ناجي الحسن
16/1/2017

الحلقة الثانية:
بداية لا بد من إخبار الأخ القارئ بأن هناك من عمل تقديما لكتاب الدكتور شحرور وهو صديقه الذي التقاه بروسيا (جعفر دك الباب) وتأثر به كثيرا وألهمه افكارا كثيرة.
يقول دك الباب:
تقديــم المنهج اللغوي في الكتــاب بقلم: الدكتــور جعفر دك الباب.
: (لقد توصل الدكتور شحرور في قراءته المعاصرة إلى نتائج جديدة مغايرة لما هو سائد الآن في التراث العربي الإسلامي).
ثم قال وأرجو الانتباه إلى التحريف الذي سيورده حرفيا لتخدم هذه الجملة منهج شحرور بزعم ان قائلها هو ابن جني الذي لم يقل بهذه الفكرة اصلا، قال: (انطلق ابن جني من منطلق وصف البنية اللغوية...إلى ان قال: ويعني هذا أن ابن جني لجأ إلى الوصف التطوري لبنية الكلمة الذي يأخذ بالاعتبار عامل الزمن!!!).
الرد:
سؤالنا الآن لدك الباب وشحرور :
في أي جزء، وفي أي ورقة من الخصائص قال ابن جني ب: (الوصف التطوري لبنية الكلمة الذي يأخذ بالاعتبار عامل الزمن) ؟
ثم قام بشرح جوانب نظرية الإمام الجرجاني التي بلورها في دلائل الإعجاز ليخدم فكرة التطور فشرح النظرية...)
الرد:
ما ذكره في شرح نظرية الجرجاني إنما هو بحث في فقه اللغة، أي: في نشأتها وفي توسعها " المجاز" وفي تلاؤم مخارجها، وليس بحثا في تطورها كما ادعى!!!
كل ذلك لخدمة الفكرة التي يريدون الترويج لها وهي:
(اللغة نشأت وتطور نظامها واكتمل، بشكل مواز لنشأة التفكير الإنساني وتطور نظامه واكتماله).
ثم قال جعفر دك الباب ملهم محمد شحرور اللغوي:
(إنني أرى أن نظريتي ابن جني والجرجاني متتامتان، بل يصح القول أنهما تؤلفان جانبين لنظرية لسانية واحدة تعبر-برأيي- عن اتجاه مدرسة أبي علي الفارسي اللغوية)!!
الرد:
اللغة كما تقول النظريتان دالة على معنى ذهني، فهل ينقلب المعنى الذهني، وتبقى اللغة تحمل من المعاني ما يريده متأخرون عن زمن وضع اللغة؟! والإعجاز فرع عن نظم العربية وليس عن معناها. وهكذا تسقط نظرية إعجاز المعنى، والتي هي عملية تزييف قام بها جعفر دك الباب الملهم اللغوي للدكتور شحرور وصديقه المقرب.
نهاية الحلقة الثانية
رشيد ابو ناجي الحسن
16/1/2017

الحلقة الثالثة:
اتابع في هذه الحلقة الثالثة مع مقدمة كتاب القرآن قراءة معاصرة التي كتبها صديقه وملهمه الذي التقى به في روسيا وألهمه الفكرة اللغوية لكتابه.
يقول الدكتور جعفر دك الباب: (وأرى أن الملامح العامة لاتجاه مدرسة أبي علي الفارسي اللغوية يمكن تحديدها في المبادئ التالية:
1- الانطلاق من أن اللغة نظام.
2- اللغة ظاهرة اجتماعية، وترتبط البنية اللغوية بوظيفة الاتصال التي تؤديها اللغة.
3- تلازم اللغة والتفكير. ثم قال وارجو التركيز على هذه العبارة الملفقة : (وبما أن النظام اللغوي في حركة مستمرة!!).
وللرد على هذا الكلام اقول: المقدمات الثلاثة المذكورة لا علاقة لها بهذا التلفيق!
ثم يتابع قائلا: (وصل الباحث إلى ذلك انطلاقاً من فهم جديد قدمه لمعنى "ترتيل القرآن".
إن المعنى السائد للترتيل هو التأنق في تلاوته...ولكن الباحث استند إلى الأصل اللغوية في المادة "ر ت ل" رتل الشيء: نسقه ونظمه.
فمعنى: (ورتل القرآن ترتيلا) هو رتب أو نظم الموضوعات الواحدة الواردة في آيات مختلفة من القرآن، في نسق واحد كي يسهل فهمها.
ادعو كل قارئ لكلامي ان يقرأ نظرية عدم وجود الترادف (نظرية المعتزلة)، وان يتنبه للتلاعب بها من قبل جعفر دك الباب ومحمد شحرور.
فمحمد شحرور يدعي أنه لم يرتل القرآن غيره، حتى ولا النبي المخاطب يرتل، من هنا سمى شحرور قراءته: (قراءة معاصرة) فهي ليست قراءة القرآن فقط، بل هي معاصرة ايضا.
نهاية الحلقة الثالثة..
رشيد ابو ناجي الحسن
16/1/2017

الحلقة الرابعة:
اتابع في هذه الحلقة مع مقدمة كتاب (القرآن قراءة معاصرة) التي كتبها صديقه وملهمه الذي التقى به في روسيا وألهمه الفكرة اللغوية لكتابه.
يقول الدكتور جعفر دك الباب مادحا منهج شحرور التاريخي العلمي القائم على قانون الجدل العام:
(فأكدت هذه الآيات أن القرآن يشتمل على قانون الجدل العام (كل شيء هالك إلا وجهه) من ناحية، ويشتمل من ناحية أخرى، على قانون الجدل الخاص بالإنسان)!
الرد:
أتحير حقيقة كيف يخرج دك الباب ومثله شحرور من فكرة صحيحة أو ممكنة أو موجودة في كلام غيره ليقوما بتشكيلها وفق منهج مسبق الصنع هو بالتحديد: (المنهج الماركسي في التفكير ومنهج الحريات في مسار الحياة)!
فقه اللغة يعني البحث في نشأة لغة معينة وخصائصها، وهو أمر لازم وملزم لمن يريد الاعتماد على اللغة في فهم موضوع ما، وإلا دبت الفوضى في اللسان (المبنى والمعنى) ونشأة اللغة ليست نظرية، بل هو عمل استقرائي ميداني، وهذا ما فعله الخليل بن أحمد في معجمه العين ، فالكلمة العربية وضعت إزاء معنى، واتسعت منتقلة لمعان أخرى متعددة لعلاقة معنوية بين الكلمة الأصل والمعنى الذي انتقلت إليه.
الدكتور شحرور للأسف خالف هذه القاعدة، وهي قاعدة (عرفت بالاستقراء)، فحمل الكلمات معاني لا تحتملها. ولم يقدم نظرية جديدة، بل لفق أقوالا، إن قال: إنها ثابتة في الدلالة فقد خالف نظريته، وإن قال: إنها غير ثابتة فقد نقض نظريته، ولذلك يبقى القول التالي هو الحق:
اللغة كما تقول النظريتان دالة على معنى ذهني، فهل ينقلب المعنى الذهني، وتبقى اللغة تحمل من المعاني ما يريده متأخرون عن زمن وضع اللغة؟!
وإن قيل: إن الدكتور شحرور حاول العودة إلى المعنى الأصلي قبل تحوير المعاني من قبل بعض العلماء فإننا نقول له: هذا كلام لا دليل عليه، فهل عرفه النبي وأخبر به أصحابه؟ أم لم يخبر به النبي، وتركنا على خلاف قواعد اللغة؟ وعلينا معرفته من جعفر دك الباب وشحرور !!!
ما هي النتائج التي توصل إليها وتترابط وتتسق؟؟؟ دلني على بعض منها!
الخلاصة: الدكتور شحرور قدم نظرية، عدد صفحات كتابه الأول (الكتاب والقرآن ـ قراءة معاصرة) 822 صفحة ، شرح فيه نظريته، أقامها على التزييف والتلفيق والهوى، فالكتاب يقدم جملا يلغي بعضها بعضا، لذا فالكتاب الذي الفه الدكتور شحرور إنما هو في حقيقته دعوة لسيطرة الفكر الليبرالي في الحياة، هات فكرة واحدة في كتابه لا تخدم ذلك، أبقى من الماركسية تفسيرها للوجود بعد أن لونها بلون التسليم بوجود الله فقط! ولذلك راينا كيف فرح بالكتاب من قراء العربية منذ ظهوره العلمانيون والليبراليون واللادينيون.
الماركسيون يرفضونه ثقافة ولا يستخدمونه أبدا، وليس في الكتاب فائدة يمكن توظيفها في تحقيق أي هدف سياسي مثل: الوحدة والتحرير والحضارة والأمة المميزة والوجود تحت الشمس دون هوان وسيطرة وفقر وجهل ومرض.
هو كما ذكرت سابقا مع الولايات المتحدة، بالله عليك أي جزء أو فصل في الكتاب دعا لتغيير النظام السياسي المسيطر نظام الولايات المتحدة وشركائها؟!
ولذلك يزول عجبنا -وهذا الكلام ذكرته في الحلقة الأولى-حين نرى بيليترو ـ أحد مستشاري الخارجية الأمريكية في خطاب ألقاه أمام مجلس العلاقات الخارجية في نيويورك بتاريخ 8/ 5/ 1996 ـ يثني على مجموعة من الكتاب العلمانيين الذين أُطلق عليهم عمداً لقب الباحثين الإسلاميين والمجددين ومنهم الدكتور محمد شحرور.
فأي نسق فكري عليه مقالات شحرور؟ وما الذي أخذته انت من شحرور؟ وجعلته دعوة أو عملا؟!
اعطني أمرا واحدا أفتيته لنفسك وطبقته في حياتك استنادا لكتاب شحرور؟!
لماذا لا نضع الإنسان بكونه مدركا لذاته، أي: يعلم من البحث أنه مخلوق ؛ وعاقل ؛ ومفكر ؛ و متكلم ؛ وفاهم ؛ بدل وضع جمل (شحرور) موضع البحث. فما قيمة جمل شحرور؟!
إن ما جاء على لسان الرجل إنما هو إعادة إنتاج للفكر الماركسي في التفسير للوجود، والدعوة للسير الليبرالي في الحياة ليس إلا، ومن حيث قيمته المعرفية ـ إذا نزع عنه ثوب التلفيق والاستعارة ـ من التراث الإسلامي ومن الفكر الماركسي ـ لم يبق منه شيء ابدا...
وختاما احب أن اشير إلى ان ما سماه الكاتب شحرور بالقانون الثاني للجدل ،انما هو محاولة لإسقاط التفسير المادي للتاريخ على التاريخ الإسلامي.
والجدلية نظرية فلسفية نادى بها إنجلز مثلما نادى ماركس بالشيوعية، وكلاهما يهوديان، وقد هوت الشيوعية، وهوت معها التفسير المادي للتاريخ وكان من المفترض ةفق التفسير المادي أن تكون الشيوعية هي المحطة الأخيرة في سلسلة النظم الإجتماعية التي عرفتها البشرية، لذا فإن إسقاط المصطلحات المستوردة الميتة على كتاب الله مع ثبوت بطلانها وفشلها وإخفائها فيه تجن كبير على كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
نهاية الحلقة الرابعة
رشيد ابو ناجي الحسن
16/1/2017

الحلقة الخامسة:
يقول شحرور شارحا منهجه في فهم القرآن الكريم:
(إن النهج المتبع عنده هو ما يلي:
- العلاقة بين الوعي والوجود المادي، هي المسألة الأساسية في الفلسفة، وقد انطلقنا في تحديد تلك العلاقة من أن مصدر المعرفة الإنسانية هو العالم المادي خارج الذات الإنسانية، ويعني ذلك أن المعرفة الحقيقية "غير الوهمية" ليست مجرد صور ذهنية، بل تقابلها أشياء في الواقع...).
ماذا نسمي هذه الفلسفة؟؟؟
إنها فلسفة الماديين في المعرفة ويقابلها فلسفة المثاليين في المعرفة، وهما مدرستا الفكر الغربي، فشحرور جعل الفكر الغربي مركزيا في ذهنه، وهذه كارثة خطاب التخلف. المعرفة
كما هي الآن هي كمية كبرى، لكن في حالة الرجوع للوراء تقل وتقل، فالمعرفة سائرة في هرم مقلوب وهي تعتمد المنتج الإبداعي في نموها، وتعتمد الأصل الملقن في بدأها، وهي أحكام معرفية على وقائع، ولا بد أن تصل المعرفة في سبر تاريخها إلى رأس الهرم المقلوب ففي رأس الهرم هذا زمن المعرفة القليلة جدا من اين جاء تلقين أول المعلومات التي سارت وسارت حتى تفجرت المعرفة هل هناك حاجة للتذكير أن عزل طفل منذ الولادة ووضع كل المنتجات المادية حوله وعدم اتصاله بسماع أسماء المسميات لن تجعله ناطقا أو مفكرا أو فاهما أو عالما، فالأية التي جاء بها هي آية ضد قوله( فبدون سمع لإسم مقترن ببصر لوجود مادي واستقرار الإسم في الفؤاد اي الذاكرة لن يكون مفكرا). فوجود الوقائع المادية وحده دون تلقينه معرفة لها سيبقيه من البهائم، فالعقل مكتسب ليس من الوجود المادي ولا من الوجود المثالي، بل من تلقين اسماء المسميات مبصرة ومسموع التلقين ومستقر في الذاكرة بحيث يمكن استرجاعه مع وجود الواقع أو تذكره. فالمادة موضع التفكير وليس مصدر التفكير . هذا الشرح وهو تمثيل واقعي اسقط القول الأول له، وبسقوطه يسقط كل منهجه.
نهاية الحلقة الخامسة
رشيد ابو ناجي الحسن
16/1/2017

الحلقة السادسة:
إن النهج المتبع عند محمد شحرور هو ما قاله شحرور نفسه:
- (العلاقة بين الوعي والوجود المادي، هي المسألة الأساسية في الفلسفة، وقد انطلقنا في تحديد تلك العلاقة من أن مصدر المعرفة الإنسانية هو العالم المادي خارج الذات الإنسانية، ويعني ذلك أن المعرفة الحقيقية "غير الوهمية" ليست مجرد صور ذهنية، بل تقابلها أشياء في الواقع...).
الرد:
ماذا نسمي هذه الفلسفة؟!
اليست فلسفة الماديين في المعرفة! ويقابلها فلسفة المثاليين في المعرفة! وهما مدرستا الفكر الغربي.
فالدكتور شحرور جعل الفكر الغربي مركزيا في ذهنه، وهذه كارثة خطاب التخلف.
المعرفة كما هي الآن هي كمية كبرى، لكن في حالة الرجوع للوراء تقل وتقل، فالمعرفة سائرة في هرم مقلوب وهي تعتمد المنتج الإبداعي في نموها، وتعتمد الأصل الملقن في بدئها، وهي أحكام معرفية على وقائع، ولا بد أن تصل المعرفة في سبر تاريخها إلى رأس الهرم المقلوب ففي رأس الهرم هذا زمن المعرفة القليلة جدا، من اين جاء تلقين أول المعلومات التي سارت وسارت حتى تفجرت المعرفة؟! هل هناك حاجة للتذكير أن عزل طفل منذ الولادة، ووضع كل المنتجات المادية حوله، وعدم اتصاله بسماع أسماء المسميات لن تجعله ناطقا أو مفكرا أو فاهما أو عالما، فالأية التي جاء بها هي آية ضد قوله: (فبدون سمع لاسم مقترن ببصر لوجود مادي واستقرار الاسم في الفؤاد اي الذاكرة لن يكون مفكرا). فوجود الوقائع المادية وحده دون تلقينه معرفة لها سيبقيه من البهائم، فالعقل مكتسب ليس من الوجود المادي، ولا من الوجود المثالي، بل من تلقين اسماء المسميات مبصرة ومسموع التلقين ومستقر في الذاكرة بحيث يمكن استرجاعه مع وجود الواقع أو تذكره. فالمادة موضع التفكير، وليس مصدر التفكير .
هذا الشرح وهو تمثيل واقعي اسقط القول الأول له، وبسقوطه يسقط كل منهجه.
ثم يقول: (الكون مادي والعقل الإنساني قادر على إدراكه ومعرفته، ولا توجد حدود يتوقف العقل عندها ولا يعترف العلم بوجود عالم غير مادي يعجز العقل عن إدراكه)!
الرد:
يرد على هذا الكلام بأن العقل محدود بما وصل إليه دائما وينمو فيكون بحد ثان، وينمو فيكون بحد ثالث، وهكذا دواليك تتسع معرفته ويبقى محدودا فالعقل دائما عند حد.
ثم يقول الدكتور شحرور:
(وعليه فإن عالم الشهادة وعالم الغيب ماديان. وتاريخ تقدم المعارف الإنسانية والعلوم هو توسع مستمر لما يدخل في عالم الشهادة، وتقلص مستمر لما يدخل في عالم الغيب، وبهذا المعنى يظهر أن "علم الغيب" هو عالم مادي ولكه غاب عن إدراكنا الآن لأن درجة تطور العلوم لم تبلغ مرحلة تمكن من معرفته)!
الرد:
عالم الغيب هو عالم الغيب وشروط عالم الغيب أنه محجوب في الزمان أو المكان فزوال حاجب المكان ينقله عن أمر ينقله لعالم الشهادة، لكن الماضي كيف يعرف. والماضي حاجبه، ولذلك قال الله تعالى في أمر مضى: (ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ).
(تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ).
حوادث من عالم الماضي كيف تعرفها دون نقل يثبت العقل صدقه؟!
ثم يقول الدكتور شحرور: (الإطلاع على آخر ما توصلت إليه علوم اللسانيات الحديثة من نتائج وعلى رأسها أن كل الألسن الإنسانية لا تحوي خاصية الترادف، بل العكس هو الصحيح، وهو أن الكلمة الواحدة ضمن التطور التاريخي إما أن تهلك أو تحمل معنى جديداً بالإضافة إلى المعنى الأول وقد وجدنا هذه الخاصية واضحة كل الوضوح في اللسان العربي).
ويرد عليه بالقول: مارايك بهذه الكلمات:
الله ؛ البعث ؛ الرسول ، الملائكة ؛ الجن ؛ العذاب ؛ الجزاء ؛ الإنسان ؛ العمل ؛ التراب ؛ الهواء ؛ الغنم ؛ البقر ؛ اللغة العربية ؛ التاريخ ؛ المعاجم ؛ القمر ؛ النبات ؛ الأرض ، الفلك ، الكروية؟!!!!!
والآلاف من الكلمات التي لا تتطور ابدا...
اين الترادف إذن؟!
الترادف له موضوعه المعروف...
ثم إنه يدعي انه قدم فهما جديدا للقرآن الكريم...
ولكن نقول له: كثير غيرك قدموا فهما للقرآن فهو لا يخلق على كثرة الرد، لكن لا يعني ان من قدم جديدا انه هو الصحيح، فمنه الغث، ومنه التحريف، ومنه الضلال، ومنه التزوير، ومنه التزييف.
نهاية الحلقة السادسة
رشيد ابو ناجي الحسن
16/1/2017
-المرجع


.... مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

تعرف على ضلالات : محمد شحرور


فضح ضلالات محمد شحرور مِن قراءة منهجه ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..