الاثنين، 30 أبريل 2018

تعليمنا و /الأسبوع الأعظم

        هو الأسبوع الأخير الذي يسبق الاختبارات النهائية من كل فصل دراسي ، وله أسماء عديدة من أسبوع الوزير إلى الأسبوع الميت .
والحق أقول أن هذا الأسبوع هو الأعظم من بين أسابيع الدرسة جميعها ، ففيه تُضاعف العقوبات على الغياب ، وفيه تُقرع أجراس الانضباط الورقي ، وفيه يفرح الطلاب بالذهاب إلى المهرجانات اليومية بالمدرسة حيث تتخللها فقرات ترفيهية وتقديم الجوائز ...

ستة عشر أسبوعاً دراسياً ، لا تسأل أو تهتم الوزارة والإدارات التعليمية بالطالب من حيث حضوره وغيابه ، إتقانه وإخفاقه ، حتى مستلزمات تعليمه من كتب ومعلمين وأدوات لا يتم اكتمالها إلا منتصف الفصل وأحيناً لا تكتمل ...
ولكن حين تُشرق شمس أول يوم في الأسبوع الأعظم ، تُجيش الجيوش وترسل إدارة التعليم في كل المدارس حاشرين لا يأتؤنها إلا بنسبة حضور تقارب الكمال إن لم تكن الكمال نفسه .
طوال العام نتشدق بضرورة جعل المدرسة بيئة جاذبة للطالب وتكثر البرامج واللقاءات حتى أُصبنا بتخمة تربوية - إن صحّ التعبير - ، وحين تنطلق صافرة الأسبوع الأعظم يرمي قادة المدارس والمشرفين بكل ذلك وراء ظهورهم ويبدأ برنامج يامدراء المدارس أحضروا الطالب حيا أو ميتا ، أحضروهم أجسادا بلا أرواح ، وتبدأ عملية جر الطالب إلى المدرسة إما بالترهيب والتهديد بدرجات المواظبة أو بالترغيب بالبلاي ستيشن وجوالات آخر موديل للمرحلة الابتدائية ، أو باستخدام أسلوب الخُبث الدراسي عن طريق تأجيل اختباراتهم العملية أو اختبارات الفترة .
ما آلمني هذا الفصل هو مشاركة إدارة التعليم محراب التربية لدينا في هذه المسرحية الهزلية التي أصبح الطالب يعرف ممثليها وكومبرسها .
تجلت هذه المسرحية الهزلية في "توجيه الإدارة بنسيء اختبارات الحاسب ولغتي للمرحلة المتوسطة إلى يومي الأربعاء والخميس من الأسبوع الأعظم جريا على عادة العرب في النسيء" ، وهذا ما أسميه النسيء التربوي ، ظنا منها بأنها بذلك ضمنت تواجد الطلاب إلى آخر يوم دوام ، وتحصل بذلك على جائزة الانضباط من الوزارة . ولا أعلم مَن في محرابنا التربوي أشار بفكرة النسيء التربوي هذه ، وكما أن النسيء زيادة في الكفر كما وصفه الله تعالى
(إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ ۖ...الآية )
فإن النسيء التربوي زيادة في تشتيت الطالب ، ويتضح من هذا العمل بأن إدارتنا ليست حريصة على المستوى التحصيلي لطلابنا بقدر حرصها للحصول على جائزة نوبل للانضباط . ففي الوقت الذي قدمت الوزارة اختبارات بعض المواد العملية والشفوية وبعض المواد للطالب حتى يتسنى له ترتيب وقته والحصول على متسع كافٍ من الوقت للاستذكار ، فإن إدارتنا جعلت بين آخر اختبار وأول يوم للاختبارات الفعلية ثمان وأربعين ساعة فقط ، لا لشيء إلا أن يقال تعليم ...........
نسبة الحضور إلى آخر يوم من الأسبوع الأعظم هي 150% فهنيئا لكم .
والله مهزلة تربوية وتعليمية هذا الذي يحدث ، ثلاثة أيام يذهب الطلاب للمدارس للجلوس في المدرسة حتى يذهب مراقب العد ثم من تبقى منهم يقضي يومه في الجلوس واللعب في انتظار اختباراتهم التي أجلت إلى آخر يومين بتوجيه الإدارة .
ياوزارة التعليم إن كان هذا الأسبوع هو أيقونة النجاح بالنسبة لكم وحضور الطالب ضرورة قومية فاحتسبوا الأيام الفعلية لحضور الطالب واجعلوها شرط للاجتياز للمرحلة التي تليها، فالطالب يجب عليه حضور 80 يوما فعلية لكل فصل دراسي، وحينها الطالب وولي أمره سيحرصان على كل الأسابيع ، بدلا عن هذا التجييش لكل كوادر وطاقات الإدارات التعليمية .
أجمل مافي هذا الأسبوع هو عندما سألني وافد يعمل في محلات أبو ريالين :ياستاذ متى أسبوع أخير دراسة ؟ أدركت أنه يسأل عن الأسبوع الأعظم !
سألته ليش تسأل؟ قال : علشان اروح جدة أجيب بضاعة هدايا وألعاب للمدارس !
أكثر من يحب هذا الأسبوع أطفال الابتدائية ، والهنود في أبو ريالين .
والله يعين قادة المدارس على الخسائر ...
تبغون الكراسي ...اشتروا هدايا ...واشحتوا الطلاب من أولياء أمورهم ...حتى يجعل الله لكم مخرجا .

- محمد الزحيمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..