السبت، 18 أغسطس 2018

استراتيجية التطرف والإرهاب في التجنيد.. 5 مراحل من التمهيد إلى التنفيذ

             يمر فكر الإرهاب بالمتطرف بعدة مراحل تبدأ من التمهيد إلى أن يصلوا به لمرحلة التنفيذ ولقد قسمت هذه المراحل إلى خمسة، وسأقوم بشرح كل مرحلة من تلك المراحل بشكل مفصل
(التمهيد، العزل، الانتماء والتصنيف، التخصص، التنفيذ).

أطراف التطرف والإرهاب:
* جماعة الإخوان المسلمين (والفرق المتفرعة عنها).
*الليبرالية.
*الصفوية.
*الإصلاح.
*حسم وما يعرف بـ (الحقوقيين).

بالرغم من اختلاف تلك الجماعات عن بعضها البعض في الأيدلوجيا والفكر والمرجعية ويصل بهم ذلك أحيانًا كثيرة العداء المعلن إلا أن هناك نقاط التقاء تجمعهم سواء في الطريقة أو في الأسلوب المتبع ناهيك طبعًا عن الأهداف المشتركة سواء المرحلية منها أو النهائية.

ومن تلك الأساليب المشتركة:

*تشويه صورة المجتمع:
حرصهم على إظهار  سلبيات المجتمع وتضخيمها والانتقاص من كل منجز للوطن لخلق صورة قاتمة عن المجتمع بشكل عام  وذلك لبث الاحباط بين افراد المجتمع للتأثير على الروح المعنوية للمجتمع فيصبح الفرد حينها مجرد متلقي  لا مفكر.

*إثارة القضايا والتجييش:
تعمل تلك الجماعات وبشكل مستمر للحشد لنفسها  واستجلاب تأييد جماهيري عبر  إثارة عدة مواضيع وقضايا رأي عام لإشاعة الخلاف بين أفراد المجتمع منها:
-التشكيك بإجراءات جهاز الآمن ونزاهة الجهاز القضائي عبر ما يسمى بـ (الاعتقالات).
-قضايا ما يسمى بـ (حقوق المرأة).
-التعريض بالنظام الأساسي للحكم عبر المطالبة بما  يسمى بـ (الحقوق المدنية).
-شؤون خاصة تتعلق بالأسرة الملكية الحاكمة.
-قضايا الفساد المالي.

المرحلة الأولى: (التمهيد) والأدوار الرئيسة لكل جماعة

الجماعة الصفوية:
تركز على ترسيخ وجود أقلية طائفية مضطهدة وبذات الوقت تقوم بتأجيج الطائفية عبر تبادل الدور مع جماعات أخرى.

الجماعة الليبرالية:
تتجتهد بإظهار أن المجتمع يعيش في تخلف و"ظلامية" لذلك نراها تتقمص دور الحداثية والدعوة  للتنوير وترسيخ فكرة وجود سلطة دينية "رجعية" كما  تركز على قضايا المرأة والادعاء بأنها  مضطهدة وتجعل من ذلك مثار خلافات. مع طرف اخر من تلك الجماعات .

جماعة الإخوان (والفرق المتفرعة عنها):
يتبنون فكر حسن البنا ومنهج سيد قطب عبر احتكار الدين في جماعتهم ويدعون حرصهم على قضايا الأمة الإسلامية و يظهرون أنفسهم  بدور حماة الفضيلة ومنقذي الشعب ويدعون محاربة الليبرالية والصفوية مع الادعاء بمحاربة ما يسمونه بموجات التغريب ومسألة الاختلاط.

الإصلاح سعد الفقيه وجماعته:
يركزون على الاسرة الحاكمة وجعلهم سبب لكل مشاكل الدولة والمجتمع واستغلال كل القضايا التي تخدم توجههم لتأجيج المجتمع على ولاة الامر وتجدهم طرف داعم لكل اطراف الفتنة .

حسم والحقوقيين:
تركيزهم على الانتقاص من نظام الحكم والمطالبة بتغييره بحجة الحقوق المدنية وحقوق الانسان ودائما نجدهم يرسلون تقارير غير صحيحة إلى ما يسمى  بمنظمات حقوق الانسان  وذلك لتشويه سمعة الدولة وهم متعاونون مع جميع تلك الجماعات.

جميع الأطراف أعلاه تعزز تواجدها في المجتمع عبر التذرع بوجود خطر من الطرف الآخر وكل طرف يخلق سبب لزيادة انتشار الآخر مما ينتج عنه تقسيم المجتمع سواء عبر نشر فكرة المناطقية أو الطبقية والتصنيف وفق الأيدلوجيا.

المرحلة الثانية: (العزل)
 

تعريف:
هو عزل الفرد عن المجتمع العام الى داخل مجتمع الجماعة الأصغر بحيث لا يرى الا مجتمع الجماعة ويعتبر ما هو خارجها باطل وعدو مع تجهيل الغير ويزرع فيه الخوف من المجتمع العام ليزداد ارتباطه بمجتمع الجماعة الاصغر ويصبح في نظره هو فقط الكيان الاكبر والاساس

كيفيته:
بعد المرحلة التمهيدية وتجهيز الفرد و بعد زرع الإحباط في نفسه وادخاله في صراعات قضايا الرأي العام المفتعلة وتحيزه لأحد الأطراف يكون جاهزًا لتلقي الأفكار، والمعلومات المضللة حينها يتم تنفير الفرد من مخالفيهم عن طريق ما يسمى بالتصنيف عبر مصطلحات ومسميات منها ما هو معروف و منها ما يكون مجرد نبز لا وجود له .

بعض التصنيفات ومصطلحات التنفير:
جامية ليبرالية، عبيد الطواغيت، رافضة، ليبرو جامية ، شبيحة المباحث، مداخلة، ادعياء السلفية، غلاة الطاعة، ادعياء الوطنية.

طرق العزل:
السخرية والكوميديا.
المناطقية والثقافة.
الرقي والمثالية.
العلم والمعرفة.

ينتشر كل ما سبق في العديد من مواقع التواصل الاجتماعي وبما يسمى الاعلام الحديث من مقاطع باليوتيوب او صحف الكترونية وبمحتوى وشكل متنوع و الغرض من التنوع جذب المتابع دون اظهار توجه الحساب حتى يكسب ثقة المتابعين وبكثرة المتابعين تزيد الثقة بما يقدمه لأنه تم ترسيخ زيادة العدد كدليل جودة لما يقدمه الحساب اي كان توجهه .

النماذج:
 تتوزع نماذج الحسابات الموجهة لعزل الفرد عبر وسائل عدة منها: "قنوات فضائية، حسابات في مواقع التواصل الاجتماعي كـ (تويتر واليوتيوب إلخ)، مواقع الإنترنت، ندوات، ودورات".

مجتمعات العزل المصغرة، مجتمع ليبرالي، مجتمع إسلامي "حزبي"، وكل طرف يوجه الأفراد نحو معاداة الى الآخر وكلا المجتمعين المعزولة تهاجم المجتمع العام إما بوصفه بالظلامي المتخلف المحارب للتطور" أو "ضال منحرف فاسد محارب للدين وأهله، وكل مجتمع عازل يسعى لخلق اتباع أصحاب طاعة حزبية عمياء.

ملاحظة:
يوجد مجتمعات اقليات مذهبية لا تدخل ضمن العزل والتطرف والإرهاب مع انها تستغل لتغذية المجتمعين التي تم ذكرها.

ربط ما سبق وضعنا نقاط وشرح موجز لكل نقطة ولكن السؤال لماذا يتم عزل الأفراد وما سلبيات الأمر؟، وما مخاطره؟، كما نعلم أن التطرف والإرهاب جزء من منظومة لمحاربة الدولة وإضعاف المجتمع طمعًا فيما تملكه وكرها لما تمثله.

ربط الفرد بدعاة الفتن ورموزه: يقوم الأبواق وبالاستشهاد برموز الفتنة وبالوسائل المتاحة بتحطيم كل مفاهيم وثوابت الوطن؛ وتغييرها بما يخدمهم و ينتقصون من ولاة الامر وكبار العلماء ويشككون في تاريخ الوطن ومكوناته ومنظومته وذلك باستخدام التصنيف.

وهكذا يصبح الفرد لا يقتنع إلا بما يسمعه من دعاة الفتن وما هو خارج هذا المجتمع لا يستمع له ويراه مجرد كذب وخداع.

ملخص في نهاية مرحلة العزل والمرحلة التمهيدية، ننوه على عدة نقاط:
*القائم بالدور هم أبواق الفتنة والذي سبق توصيفهم.
*تشترك جميع أطراف الفتن بها.
*التركيز في هذه المرحلتين على نفسية الفرد وتشكيكه بكل شيء حوله.
*تعتبر أهم مرحلتين ويكون الخطاب فيها عام وكل المجتمع مستهدف به ويتم الفرز فيهما. 

المرحلة الثالثة: (الانتماء والتصنيف)

هي المرحلة الثالثة بعد عزل الفرد في المجتمع المصغر للجماعة يبدأ الفرد بالانتماء معتقدًا بصحة توجهه، ويبدأ بالتعمق ويأخذ الأفكار المتقدمة من رموز ودعاة الفتن مباشرة.

ملامح المرحلة:
*مهاجمة كل المجتمع الخارج عن مجموعته أو جماعته.
*يبدأ بوضع المجتمع في تصنيفات وكل تصنيف لديه عنده له تصور سلبي معلب جاهز.
*يبدأ بنشر وجهات النظر المخالفة.
*يحتقر المجتمع باستثناء مجتمعه المصغر أو جماعته.
*يكون الفرد متلقي وناقل لأقوال رموزه وأبواق الفتنة ودعاتها دون تفكير.
*ناقم على الدولة منتقص لقدراتها وقح في وصفه.
*يروج لمجتمعه المصغر مفتخرًا به شاتم لغيره.

أطراف الفتنة والانتماء:

الإخوان المسلمين:
يكون انتماء "فكري" في الغالب وتبني أفكارها عبر تضخيم وتعظيم رموزها ومنهجها، وقد لا يعلم الفرد أنه منتمي لهذه الجماعة ولكنه مؤيد لها ومتعاطف معها ويكون الفرد من المنعزلين في المجتمع المصغر (الإسلامي)، وتجده يردد أنا لست إخواني ولكنهم إخواني.

الليبرالية:
الانتماء لليبرالية غالبًا انتماء شكلي ظاهري مجتمعي في هذه المرحلة كنوع من التطور والبرستيج، فيبدأ الفرد بتغيير سلوكه الأخلاقي كنوع من الحرية ويبدأ بالترويج لرموزه ومخالفة المجتمع ومنظومته ووصف مخالفه بالرجعي والظلامي وينقم على المجتمع ويبدأ بالإسقاطات لتبرير انتماءه عبر التذمر مما يسميهم بـ(رجال الدين)، (السلطة الدينية) (الكهنوت)، طبعًا هنا يصرح الفرد بانتمائه مفتخر كذلك يصنف مخالفه.

الإصلاح (جماعة سعد الفقيه):
الانتماء لهذا الطرف يكون سري جدًا ويكون المنتمين له مزدوجي الانتماء فقد تجده منتمي لأطراف فتنة أخرى وأغلبهم كارهين لولاة الأمر أو الأسرة الحاكمة وهم نتاج المراحل الأولى والثانية وأغلب مطالبهم مادية مغلفة بالإصلاح طبعًا في هذه المرحلة يتواصلون مع سعد الفقيه وجماعته عن طريق معرفات مستعارة ووهمية ويصنفون مخالفهم بالعبيد المنبطحين شبيحة المباحث ويصفون أنفسهم بالأحرار ويكونون من الذين تم عزلهم في كلا من المجتمعين المصغرين الأساسية تكمن خطورتهم بازدواجيتهم في الانتماء الفكري لليبرالية أو الإسلامية الحزبية.

حسم (الحقوقين):
لا يختلف المنتمين لهذا الطرف عن سابقهم من حيث ازدواج الانتماء لأطراف الفتنة هذا انتماء توجه لا فكر فتجد هنا الليبرالي والإسلامي والإصلاحي والصفوي، وانتمائهم انتماء ظهور وشهرة ومتخذين من مطالبتهم بحقوق الإنسان والحقوق المدنية تعبير عن أنفسهم ولفت نظر في هذه المرحلة، طبعًا تلاحظهم يمدحون جميع أطراف الفتنة ومبررين لهم متهجمين ومصنفين للمجتمع الرافض لأي طرف، هذا الطرف الأكثر تناقضًا والأقل أبواقًا، ويعتبرون أنفسهم مؤسسة مدنية ومهمتين بالمجتمع و يتسمون بالنشطاء الحقوقين.

الصفوية:
ينتمي أصحاب هذا الطرف لمجتمع المذهب المحدد الطائفي، وهنا أشير المنتمين لهذا الطرف ليس كل من على المذهب الشيعي بل جزء تابع للسياسة الإيرانية الصفوية وهنا يجب التفريق بين المذهب الشيعي والصفوية كتنظيم سياسي ديني طبعًا فيه من يظهر انتمائه ومنهم من يخفيه داخل مجتمعهم الخاص طبعًا مصنفين لمخالفهم بالوهابي أو السلولي.

بعض صفات أفراد هذه المرحلة:
كل المنتمين في هذه المرحلة يتصفون بالتالي:
*متلقين وناقلين لأبواق الفتنة ودعاتها.
*يتعرفون على أفكار الطرف المنتمين له ورموزه ومراجعه.
*يرفض الاستماع إلا لأبواق ورموز الطرف المنتمي له.
*مازال له انتماء لوطنه ولكنه ليس بقوة انتمائه لطرف الفتنة.
*يعانون من مشكلة ثقة وعقدة نقص اجتماعي أو نفسي.
*مندفعين للدنيا وأغلبهم في سن مراهقة أو في مراحل جامعية أي أعمارهم ما بين (١٣-٢٠) قليلي معرفة وتجربة بالحياة.

ملاحظة:
مدة استمرار الفرد في هذه المرحلة قد تكون أشهر أو عدة سنوات وقد لا ينتقل منها والغالبية أدوات تنفيذ لا أكثر.

خاتمة المرحلة:
هذا إيجاز لهذه المرحلة وتصور عام لها وكل جزء منها قد يتشعب ولكن بربطها بالمراحل السابقة تتضح الصورة أكثر.

المرحلة الرابعة: (التخصص)
 

التعريف:
من اسمها يتضح تعريفها وهو أن يقوم الفرد المنتمي للجماعة بالتخصص في عمل محدد ويقوم بدور معين يخدم الطرف المنتمي اليه من اطراف الفتنة.

أنواع التخصصات:
نختصر أهم التخصصات من باب الإيجاز لا الحصر:
*دعائي يروج للطرف المنتمي.
*تمويلي يروج للجهات التبرع أو يجمع تبرعات.
*إعلامي بالتخصص في الميديا ومقاطع الفيديو أو الإعلام المرئي أو المكتوب.
*تشريعي يروج للفتاوى أو المبادئ أو المنظرين للطرف المنتمي له أو يكون منظر أو مفتي.
*مجند للعناصر وموزع للمهام عن طريق الترويج أو العمل الفعلي بذلك.
*استخباراتي جمع المعلومات أو نشرها بما يخدم الطرف المنتمي له.

مراحل التخصص:
لفهم التخصصات نقسمها على ثلاث مراحل بمسميات تعريفية:
*بوق: وهو من يقوم بالترويج والإعلان حسب تخصصه ويكون نقطة تجمع للمنتمين في المرحلة الثانية والثالثة ومفعل لقضايا الرأي في المرحلة التمهيدية.
*داعي: هذا يقوم بتوجيه الأبواق وملمع لها ومتابع ويكون وضعه إشرافي وهمزة الوصل بين الرمز والبوق وأحيانًا يكون بصفة معلنة وله مكانة اجتماعية ويمكن ان يكون جامع تبرعات أو داعم في الإعلام أو برامج الميديا.
*رمز: هو قمة التخصص ويكون صاحب مكانة اجتماعية أو علم ومعرفة أو مكانة مالية.
  
آلية العمل بين أفراد هذه المرحلة:
فيما سبق قسمنا التخصصات ومراحل التخصص بإيجاز لنتمكن من شرح التصور العام لهذه المرحلة، طبعًا الانتقال بين المراحل يحتاج مدة قد تكون قصيرة وقد تمتد لسنوات.

بعد تخصص الفرد تقوم الأبواق الأقدم بتلميع الأفضل فيهم عن طريق جميع الوسائل ليكون نقطة تجمع  وبوق جديد وإثارة حماس من في المراحل السابقة أيضًا يقوم الرموز والداعين بتلميع الأبواق الأفضل لتصعيدهم إلى المرحلة الأعلى وإبعاد الرقابة الأمنية عنه والاعتماد على بوق جديد.

لذا نلاحظ اختفاء أبواق قديمة وظهور جديدة، الرموز يعتبرون القيادة والحامي والمزكي للداعيين الجدد؛ طبعًا هذا ينطبق على جميع أطراف الفتنة مع اختلاف الأسلوب.


عمل أفراد المرحلة وصفاتهم:
هذه المرحلة يكون الفرد دخل ضمن التنظيم ويعمل بتوجيه ويتم تكليفه بمهام ويتلقى دعم معنوي وأحيانًا دعم مالي وقد تجد صفة مشتركة في أفراد هذه المرحلة حب الشهرة والأضواء وسطحية الطرح والتركيز على أفراد مرحلة الانتماء والعزل لمنعهم من الاستماع لصوت المجتمع والدولة فتجد الكذب والتلون وصناعة قطيع من الإمعات.

سمات عامة للمرحلة وأفرادها:
يعتبر أفراد هذه المرحلة يد طرف الفتنة والتي تقوم بالأعمال ويعود ذلك لأنهم أكثر عدد وأقل شهرة من الرموز ويصعب متابعتهم أمنيًا ويتوزعون على أكثر من وسيلة وهناك تناغم في تبادل الأدوار، إذ تنشط مجموعة ثم تخمل وتنشط أخرى وكما قلنا سابقًا نقاط التجمع هم الأبواق.
يقوم أفراد هذه المجموعة بتكوين رأي عام وهمي مع أطراف أخرى من أطراف الفتن بتنظيم الإشاعة أو تضخيم القضايا مما يجعل أفرادهم في الإعلام يستندون عليهم لتحويل الحدث المصطنع لقضية رأي عام فعلي.

ملخص و ترتيب للأفكار:
أفراد هذه المجموعة يتخصصون في تخصصات محددة وهم يمرون بـ ٣ مراحل.
أفراد هذه المرحلة يعتبرون هم المحركين للمرحلة الثانية والثالثة من مراحل التطرف والإرهاب.
المرحلة غنية بالتفاصيل لذا اكتفينا بخطوط عريضة والتركيز على التخصصات ومراحلها وأهم سماتها ومحركيها والقارئ له البحث والتركيز على من اسميناهن بالأبواق لأهمية دورهم ولعدم شهرتهم وضعفهم الاجتماعي.


المرحلة الخامسة: (التنفيذ)
 

تعريف:
هذه المرحلة  تعتبر نتاج ما سبق وفيها تظهر أعمال أطراف الفتنة في المجتمع وتنقسم إلى قسمين: حسب طبيعة العمل: أولًا: أعمال سلمية، ثانيًا: أعمال عنف.

الأعمال السلمية:
الأعمال السلمية حسب تعريفهم؛ ولكن هي في الأساس تمهيد لأعمال العنف وتبريرها وهنا يشترك جميع أطراف الفتنة فيها مباشرة ويشارك رموزهم ودعاتهم وأبواقهم فيها ويتم استغلال كل المنتمين لها في جميع المراحل السابقة وتنقسم إلى قسمين:

أولاً نشاط معنوي مجتمعي:
هذا
القسم يعتمد على بث الإشاعة والإثارة واختلاق قضايا رأي عام وإشاعة الاختلاف للوصول إلى الخلاف ويشارك فيها الأبواق والداعيين والرموز بتناوب متقن حسب أهمية الموضوع وتوقيته ويستخدم كل الوسائل التي سبق ذكرها في المراحل السابقة وتنقسم أهدافهم إلى:
*تجييش.
*تحريض.
*تشتيت وتقسيم المجتمع.
*ضغط على الدولة.
*نشر روح الإحباط في المجتمع.
*إبراز السلبيات وتضخيمها.

وكل ذلك يتم عبر كل وسيلة متاحة: (وسائل التواصل الاجتماعي، قنوات فضائية، الواتساب، الميديا، الإنترنت، صحف إليكترونية).

ثانيًا: النشاط العملي:
هنا يكون التنفيذ عمليًا أي القيام بأعمال باستخدام الأفراد والخروج عن النظام والإخلال به بأعمال     يسمونها سلمية مثل:
*مسيرات ويتم تصويرها.
*اعتصامات.
*خروج فردي مخالف للأنظمة ومستفز للمجتمع مثل قيادة المرأة وتصويره ونشره بتحدي صارخ.
*بعض التصرفات المخالفة والتعدي على ثوابت الشرع والمجتمع مثل سب الرسول صلى الله عليه وسلم أو الصحابة والظهور بمظهر أخلاقي نشاز.
*خروج مسيرات طائفية مستفزة للمجتمع والدولة.

الهدف منها حصول صدامات بين القوات الأمنية وأفراد أطراف الفتن أو تصادم بين أفراد المجتمع وأفراد أطراف الفتن بما يحقق الإخلال بالأمن أو خلق فوضى أو خلق ذرائع للتدخل الخارجي.

أعمال العنف:
أعمال العنف لا يقوم بها أطراف الفتن مباشرة بل يقوم بها تنظيمات ظاهرها مستقلة وهي في الحقيقة امتداد لفكر أطراف الفتن وجزء منهم باختصار نسميه الإرهاب.

دعم أطراف الفتنة للتنظيمات:
ذكرنا أن أعمال العنف تتمثل في الإرهاب بطريق تنظيمات قتالية يتم دعمها من أطراف الفتنة، وينقسم الدعم لعدة أقسام:
*توفير المجندين: بزراعة الفكر الضال والتجييش.
*الدعم المالي: عن طريق جمع التبرعات أو الدعم المباشر.
*الدعم المعنوي والتشريعي.
*تضخيم منجزات التنظيمات وخلق أبطال وتلميع رموزها.
*تهيئة الذرائع والمبررات عن طريق الصراعات بين أطراف الفتنة.

من يصنع الإرهاب ومن المستفيد منه:
بمراجعة المراحل السابقة نجد أن أطراف الفتنة هم صانعي الإرهاب بطريق مباشر أو غير مباشر والإرهاب وسيلة من وسائل محاربة الدولة لإسقاطها وأطراف الفتنة متلونين وبينهم مصالح متقاطعة هدفهم النهائي واحد ويختلفون في الأساليب مضمونهم واحد وأغلفتهم مختلفة.

التنظيمات الإرهابية: للإرهاب تنظيمات قتالية من أهمها: "داعش بفروعه، القاعدة بفروعها (أنصار الشريعة، جبهة النصرة)، حزب الله بفروعه، أنصار الله (الحوثيين)".

تساؤلات مشروعة:
هل هذه التنظيمات هي من تقوم بتهيئة الفرد وزرع الفكر الضال أو أطراف الفتنة من تقوم بذلك؟
من أين يتم تمويلهم؟

الإجابة على السؤالين السابقين تحل الكثير من الأشكال، الإرهاب يشبه عمل فني له منتج ومخرج ومؤلف وسيناريو وممثلين وكومبارس وبداية ونهاية وزعها على أطراف الفتنة ومن خلفهم.

ملاحظة: المنتج قد يكون خارج أطراف الفتنة وقد يكون جهة خارجية.

الخاتمة:
اتمنى من الله أنني استطعت تقديم تصور عام وبإيجاز مفيد، وأن تكون الأفكار وصلت بسهولة فإن أصبت فمن الله، وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان، هذا مجرد اجتهاد من فرد من المجتمع لتحليل مشكلة لإيجاد حلول وأدام الله علينا نعمة الأمن والأمان.



إعداد -  عبد العزيز القحطاني
باحث في شؤون الجماعات المتطرفة




-


.... مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..