أتوقع أن أعداداً ليست قليلة من القراء الكرام سوف يستغربون من هذا العنوان،وربما يستفزّهم، وربما يستنكرونه ويرفضونه ويستهجنون كتابته لالشيء سوى أن هذه الكلمة القبيحة – المخانيث – لم تعد مستخدمة؛ فقد تم تغييبها من مصطلحات وألفاظ المجتمع والاستعاضة عنها بكلمات مثل: الشواذ أو المثليين أو مجتمع ميم أو ماشابه ذلك من تسميات جرى نشرها وتسويقها في مجتمعاتنا الإسلامية بغية تخفيف وطأة المحرمات وتزيين المنكرات بأسماء لطيفة وخفيفة وصولاً إلى القبول بها والرضا بالتعايش معها ومن ثم اعتبارها أموراً طبيعية ومألوفة لاتستدعي غضبة ولاتستحق استنكاراً فضلاً عن التأديب والعقاب.
الصحيح أن (المخانيث) هي التسمية الشرعية واللغوية والعرفية لهذه الفئة المسمّاة الآن بـ (المثليين) وهي فئة وظاهرة آخذة بالانتشار الواسع في مختلف دول العالم ، تفرضها منظمات وتُنشأ لها اتحادات وتحالفات وتحميها حكومات ودول وتسوّق لها حتى سفارات دول وعلى مايبدو أنها أصبحت أجندة دولية يجري فرضها والدعوة للقبول بها (غصب طيب)! حتى أن أحد الأسوياء في الغرب يقول في مقطع (فيديو مسجل)
أن رجلاً قرر ترك البلد؛ فسألته عن السبب. فقال: بسبب الشذوذ. "يقول قبل 300 سنة كانت عقوبة الشذوذ الإعدام شنقاً أو بالإغراق. ثم بعد مائة عام كانت العقوبة الإعدام شنقاً. ثم جرى تخفيفها قبل 50 سنة لتكون السجن 20 عاماً ثم قبل عشر سنوات تم تخفيفها إلى الغرامة والسجن سنتين، ثم خفّفت إلى غرامة بسيطة وإعفاء ووصلت الآن إلى الإفراج مع تعهد فقط. وختم حديثه بأنه سيرحل قبل أن يجعلون الشذوذ إجبارياً".
تسمية الأشياء بغير أسمائها أصبح نهجاً مدروساً لتمييع الحرام وتزييف المنكرات واستمرائها وفتح أبواب قبولها في دنيا الناس بالمخالفة لتعاليم الدين الحنيف وكسراً للأعراف والتقاليد. فعلى سبيل المثال وليس الحصر: المخانيث يسمّونهم المثليين، الخمور يسمونها المشروبات الروحيّة، الزنا والدعارة يسمونها حرية شخصية، المخدرات يسمونها مؤثرات عقلية، الكفر والشرك بالله صار القبول بها (حرية معتقدات وتعدّد أديان) والحفاوة بملل الكفر وأساطين الشرك أصبح تعايش وتسامح حتى وإن كان أصحاب تلك الملل والديانات ينكّلون بالمسلمين ويذبحونهم بل ويحرقونهم وهم أحياء، القوادة يسمونها اتجار بالبشر، الرقص والغناء الماجن و(الهشّك بشّك) يسمونها ثقافة وتُقام لها مهرجانات يسمونها مهرجانات ثقافية مع أنها لاصلة لها بالمصطلح المتعارف عليه للثقافة ، السفور وخلع الحجاب بات من علامات الرقي والتحضّر. وغيرها من مسميات لمحرّمات ومنكرات كانت محل ازدراء واستهجان الناس فإذا بها تظهر الآن بأسماء أخرى جديدة استوطنت وعينا الجمعي وأصبحنا نتناقلها ونذكرها بكل أريحية و(لطافة) إلى درجة أن ذكر تسميتها الصحيحة والحقيقية تكون مستهجنة ومستنكرة، بالضبط مثلما سوف يستغرب ويستنكر البعض على العبد الفقير إلى ربّه عنونة مقاله بالتسمية الشرعية واللغوية للمثليين أو مجتمع ميم وهي (المخانيث).
سانحة :
تسمية المحرّمات والكبائر بغير تسمياتها هي ضمن عمليات كثيرة لتحييد الدين الإسلامي وإبعاده عن حياة الناس وحصره في مجرّد طقوس وعبادات ومن ثم تغيير هوية المجتمعات الإسلامية وإضعاف ثوابتها ومبادئها. والمطلوب من مشايخنا وعلمائنا الكرام وطلبة العلم وعموم الغيارى على دينهم التصدّي لمثل الهجمات وعدم الانشغال بصغائر الأمور بينما يتداعى الجميع للنيل من الإسلام بشتى الطرق ومن خلال حرب غير معلنة تستهدف مداميك الإسلام وثوابته
جمال جاسم زويد
كاتب صحفي – جميع الحقوق محفوظة
المصدر
08/06/2022jzowaid
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..