الجمعة، 16 سبتمبر 2022

هذه تغريدات مفيدة إن شاءالله حول التكيف مع حياة لم تأت على ما تريد.

من قدر الله تعالى وحكمته في أحوال الناس، أن يعيش بعضهم عيشة صعبة، فتصبح حياته ليست على ما يريد.
إما فقر وحال مادية صعبة، أو مرض مزمن منغص، أو تعثر في الدراسة أو الوظيفة، أو مشكلات عائلية مزمنة صعبة، أو حرمان من الذرية، أو أولاد عاقين أو منحرفين، في قائمة ليست بالقصيرة.
كيف يساعدنا #علم_النفس_الإسلامي، على التكيف مع هذا النوع من الحياة؟ النموذج المقترح يقوم على 3 أركان: 1]تقوية النفس أمام الصعوبات 2]تحسين المسارات الموازية في الحياة. 3]بذل الأسباب
1]تقوية النفس لتصمد أمام الصعوبات ينص الركن الأول في نظرية التكيف الإسلامي، على ضرورة تقوية النفس، كي تتحمل الظروف الصعبة قو نفسك كي تعيش بنفسية جيدة برغم وجود هذا الجزء من الحياة الذي لم يأت على هواك برغبتك حسن من حالتك النفسية اعمل على الداخل: اشتغل على نفسك، قوّ بناءك النفسي
تقوية البناء النفسي: تعني أن تركز على تقوية الصفات النفسية اللازمة، للصمود في وجه المصاعب، والعيش في صحة نفسية جيدة، برغم المعاناة. وأهمها 5 مجموعات من الصفات النفسية:
1-الصبر وما يلحق به من الهدوء والسكينة وضبط الانفعالات والثبات والصمود 2-الرضا وما يلحق به من الحمد والشكر والاحتساب والتسليم والإيمان بالقدر 3-التوكل وما يلحق به من الإرادة وقوة العزيمة والاستعانة 4-الرجاء وما يلحق به من الأمل والتفاؤل وحسن الظن بالله 5-التخلص من الجزع والسخط
تحسين الحالة النفسية وتقوية بناءك النفسي واشتغالك على نفسك، في وقت الأزمات، ليس عبئا إضافيا عليك وإنما هو برنامج علاجي.
الركن الثاني: 2] تحسين المسارات الموازية في الحياة. المقصود بالمسارات الموازية في الحياة، أهمية الاستئناف وتجاوز الأزمة، والبحث في الحياة عن زوايا أخرى يمكن استثمارها. وهي بدائل كثيرة تعوض بها النقص الذي تشتكي منه. وهي 3 نقاط:
الأولى: قو الجانب الروحي والديني في حياتك. استثمر في مسار ديني مواز. ما أكثر ما رأينا وسمعنا من أناس لم تأت حياتهم على ما يريدون، فوفقهم الله تعالى لتعويض هذا الجزء المفقود من حياتهم، بتقوية الجانب الديني والروحي فيهم.
تقوية الجانب الديني وتقوية العلاقة مع الله والزيادة من العبادات والذكر والقرآن والصحبة الصالحة، تولد زخما كبيرا من الانفعالات والأحوال النفسية الداخلية الطيبة المريحة، فتنشأ حياة داخلية مغمورة بالسكينة والطمأنينة والراحة والصفاء النفسي.
وهذا داخل في قول الله تعالى ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة. لأن من أعظم حسنات الدنيا هذه الحياة الدينية الروحية الجالبة للصفاء والسكينة والطمأنينة.
النقطة الثانية في المسارات الموازية: استمتع بالأجزاء الأخرى من حياتك، خارج هذه الصعوبات. حياتك مهما بدت لك ضيقة وصعبة وعسيرة، ففيها حتما ولابد زوايا بيضاء. الحياة متنوعة ثرية متعددة لها جوانب كثيرة جدا هناك أنشطة تعويضية كثيرة: دينية واجتماعية ومهارية وغيرها.
النقطة الثالثة في المسارات الموازية: استثمار الأزمة للتصحيح والترقي، الديني والدنيوي. كم من أشخاص تعرضوا لأزمات كبيرة جدا في حياتهم، فكانت دافعا قويا لهم للانخراط في مشاريع نوعية. أو كانت سببا في تصحيح كثير من أوضاعهم الدينية أو الدنيوية. يجب أن تستحضر دوما هذه المكاسب.
نعم قد لا يغير دخولك المسارات الموازية من وضعك الحياتي الصعب، لكن ليس الهدف الوحيد لنا في هذه الدنيا هو مجرد تحقيق المصالح الدنيوية بأنماطها المادية البحتة. هناك مصالح معنوية كثيرة إذا حققناها فإننا نكون رفعنا من جودة الحياة، ربما أكثر مما لو حصلنا المكاسب المادية.
وحتى تنتفع بخطة المسارات الموازية، فلابد أن يتغير ما في قلبك، من قوة التعلق بالجزء المفقود من حياتك، ومن تعظيم مصالح الدنيا تعظيما مبالغا فيه يضرك ولا ينفعك. البعض يشغل نفسه بمسارات وأنشطة موازية، لكنه في قرارة نفسه لا يزال قلبه متحسرا وساخطا على غياب هذا الجزء المفقود من حياته.
الركن الثالث في التكيف مع الحياة الصعبة: 3]بذل الأسباب الركن الثالث في التكيف مع الحياة التي لم تأت على وفق ما تريد، يدور حول تقوية نفسك في الجوانب المهارية والعملية الحياتية. بحيث تستطيع إيجاد حلول، إما كلية أو جزئية، للصعوبات والمشكلات التي تمر بها.
ويدخل في ذلك التصرف بحكمة وبذل الأسباب. لأن الملاحظ أن جزءا من صعوبات الحياة ناشئ عن سوء التصرف ابتداء، أو سوء التصرف في ردة الفعل، أو في الاستسلام وعدم بذل الأسباب المفيدة والنافعة.
والأسباب نوعان أسباب مادية حسية وأسباب شرعية غيبية. ومن أهم الأسباب الشرعية الغيبية الدعاء والرقية والصدقة ونحو ذلك.
وجعلنا هذا الركن في الترتيب ثالثا، ليس تقليلا من أهميته، بل هو ضروري. ولكن للتأكيد على أن تعليق النفس بحل المشكلة، والإصرار على ذلك، دون الاهتمام بالأركان الأخرى، مرهق جدا للنفس، وآثاره عليها عكسية. بل لا يمكن حل المشكلة دون الأركان الأخرى.
ختاما: هذا ملخص نظرية التكيف مع الأزمات من منظور إسلامي. ومن يتصبر يصبره الله


د خالد بن حمد الجابر
@Khalid_Aljaber
٢٠ تغريدة، ١٦ سبتمبر ٢٠٢٢

-

.... مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..