﴿فَلَمّا رَأَتهُ حَسِبَتهُ لُجَّةً وَكَشَفَت عَن ساقَيها﴾ [النمل: ٤٤]،
ومع أن الحديث عن ملكة كافرة كانت تعبد الشمس من دون الله، إلا أن في هذه الإشارة اللطيفة لفتة مقاصدية لعفتها واحتشامها وأنها كانت مسبلة لثيابها، وفي كامل احتشامها!
فهي ملكة مستورة محتشمة ..
جاءت إلى نبي الله سليمان عليه السلام، بعقلها لا بجسدها ..
وبعَرضها السياسي لا بعِرضها الأخلاقي!
وجاءت تفاوضه من مصدر قوة
وليس لتغريه بأنوثتها عن ضعف ..
وفي لحظة انبهار بما رأته من إبداع هندسي فريد وقصر شفاف مشيد
وملك يعجز عنه الوصف، ويقصر عنه الطرف ..
حسبت الماء الذي يمشي من تحت هذا العرش السليماني العظيم لجةً
أي: ظنته بحرًا ..
ولم يكن لها بمثله سبق معرفة، ولا على صنع مثله قدرة ..
فغاب شعورها في لحظة ذهول
فنسيت نفسها، وكشفت عن ساقيها ..
فلما قيل لها :
إنَّه صرحٌ من قوارير
حينها أدركت أنها أمام نبي كريم وليس ملِكًا عاديًا
فقالت :
( رَبِّ إِنّي ظَلَمتُ نَفسي وَأَسلَمتُ مَعَ سُلَيمانَ لِلَّهِ رَبِّ العالَمينَ).
فهل تعي هذا الدرس بعض نساء وفتيات المسلمين الكاشفات عن سوقهن ونحورهن في الشوارع عن عمد وإصرار .. ؟
انبهارًا بأمواج التعري القادمة من الغرب ..
ولهاثًا خلف سراب الموضة الخادع والتقليد الأعمى دون حشمة ولا حياء ولا عقل!!!
فصلوات الله وسلامه على نبيه الكريم سليمان ورضوان الله ورحمته على ملكة سبأ المؤمنة العفيفة .
*د.عبدالله بن غالب الحميدي*
بارك الله لكم سعيكم وجهدكم الفمباركح
ردحذف