المذهب الأول: جواز الوقف على رؤوس الآي، والابتداء بما بعدها مطلقا مهما اشتد تعلق ما بعدها بها؛ كالوقف على قوله - تعالى -:
﴿ فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ ﴾ [الماعون: 4]، والابتداء بقوله - تعالى -: ﴿ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ ﴾ [الماعون: 5].
وقال أصحاب هذا المذهب:
إن الوقف على رؤوس الآي سنة يثاب القارئ على فعلها، واستُدِلَّ لهذا المذهب بقول أم سلمة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - رضي الله عنها: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا قرأ يقطع قراءته آية آية: ﴿ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾ [الفاتحة: 1 - 3][1].
وهذا المذهب، هو الأشهر عند أكثر أهل الأداء.
المذهب الثاني:
جواز الوقف على رؤوس الآي، والابتداء بما بعدها إن لم يكن ارتباط لفظي بينها وبين ما بعدها، أو لم يكن في الوقف عليها أو الابتداء بما بعدها إيهام خلاف المراد؛ فإن كان هناك ارتباط لفظي بين الآيتين؛ وقف على الأولى، ثم يرجع فيَصِل آخر الآية الأولى بالآية الثانية؛ كالوقف على قوله - تعالى -: ﴿ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ ﴾ [المطففين: 4]، وبعدها الآية: ﴿ لِيَوْمٍ عَظِيمٍ ﴾ [المطففين: 5].
ويفعل القارئ هذا أيضًا إذا كان الوقف على رأس الآية صحيحًا لا يوهم شيئًا، ولكن الابتداء بما بعده يوهم معنى فاسدًا؛ كالوقف على قوله - تعالى -: ﴿ أَلَا إِنَّهُمْ مِنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ ﴾ [الصافات: 151]، والبدء هكذا: ﴿وَلَدَ اللَّهُ ﴾ [الصافات: 152].
وأما إذا كان الوقف على رأس الآية يوهم معنى فاسدًا؛ كالوقف على قوله - تعالى -: ﴿ فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ ﴾ [الماعون: 4]؛ فلا يجوز الوقف حينئذٍ، بل يتعين الوصل بما بعده؛ دفعًا لتوهم المعنى الفاسد، ومسارعة إلى بيان المعنى المقصود.
المذهب الثالث:
جواز السكت بلا تنفُّس على رأس كل آية، وقد حمل أصحاب هذا المذهب الوقف في حديث أم سلمة - رضي الله عنها - على السكت، وهذا خلاف الظاهر، وهذا المذهب في غاية الضعف عند عامة القراء وأهل الأداء.
المذهب الرابع:
أن حكم الوقف على رؤوس الآيات كحكمه على غيرها مما ليس برأس آية؛ فحينئذٍ يُنظر إلى ما بعد رأس الآية من حيث التعلق وعدمه، فإن كان له تعلق لفظي برأس الآية، فلا يجوز الوقف على رأس الآية، وإن لم يكن له به تعلق لفظي جاز الوقف، ومعلوم أن التعلق اللفظي يلزمه التعلق المعنوي لا العكس.
ووضع أصحاب هذا المذهب علامات الوقف المختلفة فوق رؤوس الآي، وفوق غيرها مما ليس بآية، وقد منعوا الوقف على رأس بعض الآيات بالنسبة لقراءة، وأجازوه بالنسبة لأخرى.
ومن أمثلة ذلك:
عدم جواز الوقف على كلمة: ﴿ الْآصَالِ ﴾ [النور: 36]، في قوله - تعالى -: ﴿ رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ ﴾ [النور: 37]، في قراءة مَن قرأ "يسبح" بكسر الباء، نظرًا للتعلق اللفظي بما بعدها فإن لفظ: (رجال) فاعل لقوله يسبح، وهذا بخلاف من قرأها بفتح الباء. ومن الأمثلة أيضا عدم جواز الوقف على كلمة: ﴿ الْحَمِيدِ ﴾، من قوله - تعالى -: ﴿ صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ * اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ﴾ [إبراهيم: 1- 2].
وذلك عند مَن قرأ لفظ الجلالة بجر الهاء؛ نظرًا للتعلق اللفظي، وهو أن لفظ الجلالة على هذه القراءة بدل من لفظ العزيز، أو عطف بيان له، وهذا بخلاف مَن قرأ لفظ الجلالة هنا برفع الهاء[2].
المواضع السبعة التي يمتنع الوصل فيها بما سبقها
قال الإمام الزركشي في البرهان: "جميع ما في القرآن من الذين، والذى، إذا وقع أحد اللفظين في صدر الآيات، يجوز فيه الوصل بما قبله نعتًا له، والقطع على أنه خبر مبتدأ، إلا في سبعة مواضع؛ فإن الابتداء بها هو المتعيَّن:
الموضع الأول: ﴿ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ﴾ [البقرة: 275].
الموضع الثانى: ﴿ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ ﴾ [البقرة: 121].
الموضع الثالث: ﴿ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ ﴾ [البقرة: 146].
الموضع الرابع: ﴿ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمُ ﴾ [الأنعام: 20].
الموضع الخامس: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ ﴾ [التوبة: 20].
الموضع السادس: ﴿ الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَى جَهَنَّمَ ﴾ [الفرقان: 34].
الموضع السابع: ﴿ الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ ﴾ [غافر: 7].
قال د.سعيد بن صالح - حفظه الله -: "ويستبشع وصل البسملة بأول سورة محمد - صلى الله عليه وسلم".
الوقف على (نعم):
نعم: حرف جواب يجاب به عن كلام قبله، ويختلف معناها باختلاف ما قبلها:
• فإن كان ما قبلها جملة خبرية، فإن (نعم) حينئذٍ تفيد التصديق.
• وأما إن كان ما قبلها جملة إنشائية؛ فإن (نعم) حينئذٍ، تفيد وعد الطالب بتحقيق مطلوبه؛
• وأما إن كان ما قبلها استفهامًا؛ فإن (نعم) حينئذٍ تفيد الإعلام بجواب الاستفهام.
وبهذا المعنى وقعت (نعم) في القرآن الكريم؛ وإليك مواضعها الأربعة:
الموضع الأول:
﴿ وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قَالُوا نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ﴾ [الأعراف: 44].
الموضع الثانى:
﴿ وَجَاءَ السَّحَرَةُ فِرْعَوْنَ قَالُوا إِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ * قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ ﴾ [الأعراف: 113-114].
الموضع الثالث:
﴿ فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالُوا لِفِرْعَوْنَ أَئِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ * قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذًا لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ ﴾ [الشعراء: 41- 42].
الموضع الرابع:
﴿ قُلْ نَعَمْ وَأَنْتُمْ دَاخِرُونَ ﴾ [الصافات: 18].
ولا يصح الوقف على (نعم) إلا بموضع واحد وهو الأول.
الوقف على (بلى):
بلى: حرف جواب، يجاب بها عن كلام قبلها، وتختص بالنفي؛ فلا تقع إلا بعد كلام منفي، وتفيد إبطال النفي قبلها، وتقرر نقيضه، وقد وقعت (بلى) في القرآن الكريم في اثنين وعشرين موضعًا، وهي ثلاثة أقسام:
• قسم يجوز فيه الوقف عليها.
• وقسم لا يجوز فيه الوقف عليها.
• وقسم اختلف في جواز الوقف عليها، والراجح المنع.
القسم الأول: يجوز الوقف فيه على (بلى)؛ لأنها جواب لما قبلها، غير متعلقة بما بعدها، وذلك في عشرة مواضع، وهي:
الموضع الأول: ﴿ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ * بَلَى ﴾ [البقرة: 80- 81].
الموضع الثاني: ﴿ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * بَلَى ﴾ [البقرة: 111- 112].
الموضع الثالث: ﴿ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ * بَلَى ﴾ [آل عمران: 75- 76].
الموضع الرابع: ﴿ بِثَلَاثَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُنْزَلِينَ * بَلَى ﴾ [آل عمران: 124- 125].
الموضع الخامس: ﴿ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى ﴾ [الأعراف: 172].
الموضع السادس: ﴿ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ بَلَى ﴾ [النحل: 28].
الموضع السابع: ﴿ أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى ﴾ [يس: 81].
الموضع الثامن: ﴿ قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى ﴾ [غافر: 50].
الموضع التاسع: ﴿ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى بَلَى ﴾ [الأحقاف: 33].
الموضع العاشر: ﴿ إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ * بَلَى ﴾ [الانشقاق: 14- 15].
القسم الثاني: لا يجوز الوقف فيه على (بلى)؛ لتعلق ما بعدها بها وبما قبلها، وذلك في سبعة مواضع؛ وهي:
الموضع الأول: ﴿ قَالَ أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ قَالُوا بَلَى ﴾ [الأنعام: 30].
الموضع الثاني: ﴿ وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ بَلَى وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [النحل: 38].
الموضع الثالث: ﴿ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ ﴾ [سبأ: 3].
الموضع الرابع: ﴿ بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴾ [الزمر: 59].
الموضع الخامس: ﴿ قَالُوا بَلَى وَرَبِّنَا قَالَ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ ﴾ [الأحقاف: 34].
الموضع السادس: ﴿ زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ﴾ [التغابن: 7].
الموضع السابع: قوله - تعالى -: ﴿ بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ ﴾ [القيامة: 4].
القسم الثالث: اختلف في الوقف فيه على (بلى)، والراجح المنع؛ لأن ما بعدها متصل بها وبما قبلها، وذلك في خمسة مواضع؛ وهي:
الموضع الأول: ﴿ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ﴾ [البقرة: 260].
الموضع الثاني: ﴿ قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ ﴾ [الزمر: 71].
الموضع الثالث: ﴿ أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ ﴾ [الزخرف: 80].
الموضع الرابع: ﴿ يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ ﴾ [الحديد: 14].
الموضع الخامس: ﴿ قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ ﴾ [الملك: 9].
الوقف على (كلا):
كلا: حرف اختلف في معناه على خمسة أقوال:
الأول: إنه حرف ردع وزجر.
والثاني: إنها بمعنى حقًّا.
والثالث: إنها حرف جواب بمثابة (إي) و(نعم).
والرابع: إنها أداة استفتاح بمنزلة (ألا الاستفتاحية).
والخامس: إنها تأتي بمعنى (لا النافية)، وقد تستعمل (كلا) في بعض المواضع محتملة معنيين أو أكثر من هذه المعاني.
وقد وقعت (كلا) في القرآن الكريم في ثلاثة وثلاثين موضعًا، كلها في النصف الثاني من القرآن؛ وهي تنقسم من حيث الوقف إلى أربعة أقسام:
• قسم يحسن الوقف فيه عليها، ويجوز الابتداء بما بعدها.
• وقسم لا يحسن الوقف فيه عليها، ولكن يبتدأ بها.
• وقسم لا يحسن الوقف فيه عليها، ولا يحسن الابتداء بها.
• وقسم يحسن الوقف فيه عليها، ولا يجوز الابتداء بها.
وإليك التفصيل:
القسم الأول: يحسن الوقف فيه على (كلا)، على أنها بمعنى النفي والإنكار لما تقدمها، ويجوز الابتداء بها على أنها بمعنى (حقًّا)، أو (ألا الاستفتاحية)، وذلك في أحد عشر موضعًا؛ وهي:
الموضع الأول: ﴿ أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا * كَلَّا ﴾ [مريم: 78 - 79].
الموضع الثاني: ﴿ وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا * كَلَّا ﴾ [مريم: 81- 82].
الموضع الثالث: ﴿ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا ﴾ [المؤمنون: 100].
الموضع الرابع: ﴿ قُلْ أَرُونِيَ الَّذِينَ أَلْحَقْتُمْ بِهِ شُرَكَاءَ كَلَّا ﴾ [سبأ: 27].
الموضع الخامس: ﴿ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنْجِيهِ * كَلَّا ﴾ [المعارج: 14- 15].
الموضع السادس: ﴿ أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ * كَلَّا ﴾ [المعارج: 38-39].
الموضع السابع: ﴿ ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ * كَلَّا ﴾ [المدثر: 15- 16].
الموضع الثامن: ﴿ بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتَى صُحُفًا مُنَشَّرَةً * كَلَّا ﴾ [المدثر: 52-53].
الموضع التاسع: ﴿ إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ * كَلَّا ﴾ [المطففين: 13- 14].
الموضع العاشر: ﴿ وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ * كَلَّا ﴾ [الفجر: 16-17].
الموضع الحادي عشر: ﴿ يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ * كَلَّا ﴾ [الهمزة: 3-4].
القسم الثاني: لا يحسن الوقف فيه على (كلا)، ولكن يبتدأ بها على أنها بمعنى (حقًّا) أو (ألا)، وذلك في ثمانية عشر موضعًا؛ وهي:
الموضع الأول: ﴿ كَلَّا وَالْقَمَرِ ﴾ [المدثر: 32].
الموضع الثاني: ﴿ كَلَّا إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ ﴾ [المدثر: 54].
الموضع الثالث: ﴿ كَلَّا لَا وَزَرَ ﴾ [القيامة: 11].
الموضع الرابع: ﴿ كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ ﴾ [القيامة: 20].
الموضع الخامس: ﴿ كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ ﴾ [القيامة: 26].
الموضع السادس: ﴿ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ ﴾ [النبأ: 4].
الموضع السابع: ﴿ كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ ﴾ [عبس: 11].
الموضع الثامن: ﴿ كَلَّا لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ ﴾ [عبس: 23].
الموضع التاسع: ﴿ كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ ﴾ [الانفطار: 9].
الموضع العاشر: ﴿ كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ ﴾ [المطففين: 7].
الموضع الحادي عشر: ﴿ كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ ﴾ [المطففين: 15].
الموضع الثاني عشر: ﴿ كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ ﴾ [المطففين: 18].
الموضع الثالث عشر: ﴿ كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا ﴾ [الفجر: 21].
الموضع الرابع عشر: ﴿ كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى ﴾ [العلق: 6].
الموضع الخامس عشر: ﴿ كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ ﴾ [العلق: 15].
الموضع السادس عشر: ﴿ كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ ﴾ [العلق: 19].
الموضع السابع عشر: ﴿ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴾ [التكاثر: 3].
الموضع الثامن عشر: ﴿ كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ ﴾ [التكاثر: 5].
القسم الثالث: لا يحسن الوقف فيه على (كلا) ولا يحسن الابتداء بها، بل تكون موصولة بما قبلها وبما بعدها، وذلك في موضعين؛ وهما:
الموضع الأول: ﴿ ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ ﴾ [النبأ: 5].
الموضع الثاني: ﴿ ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴾ [التكاثر: 4].
القسم الرابع: يحسن الوقف فيه على (كلا)، ولا يجوز الابتداء بها بل توصل بما قبلها، وذلك في موضعين؛ هما:
الموضع الأول: ﴿ قَالَ كَلَّا فَاذْهَبَا بِآيَاتِنَا إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ ﴾ [الشعراء: 15].
الموضع الثاني: ﴿ قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ ﴾ [الشعراء: 62].
الوقف على (ذلك):
ذلك: لفظ يستعمل في الانتقال من شأن إلى شأن، ومن معنى إلى آخر، ومن قصة إلى أخرى، وتكون إشارة لمعنى متعلق بما قبلها:
• فقد تكون (ذلك) خبرًا لمبتدأ محذوف، والتقدير: الواجب في حقكم ذلك، أو: جزاء من سلف ذكرهم ذلك.
• أو أن تكون (ذلك) مبتدأ محذوف الخبر، والتقدير: ذلك حكم كذا، أو جزاء كذا.
• أو أن تكون (ذلك) مفعولاً به لفعل محذوف، والتقدير: اعملوا، أو اتبعوا، أو الزموا ذلك.
هذا ولا يصح الوقف على (ذلك)، إلا في أربعة مواضع في القرآن الكريم؛ وهي:
الموضع الأول: ﴿ ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ * ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ ﴾ [الحج: 29- 30].
الموضع الثاني: ﴿ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ * ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ﴾ [الحج: 31، 32].
الموضع الثالث: ﴿ لَيُدْخِلَنَّهُمْ مُدْخَلًا يَرْضَوْنَهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ * ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ ﴾ [الحج: 59، 60].
الموضع الرابع: ﴿ فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكَ ﴾ [محمد: 4].
الوقف على (كذلك):
عند الوقف على (كذلك) يحتمل أن تكون الكاف فيها في موضع رفع على أنها خبر لمبتدأ محذوف، والتقدير: أمر كذا كذلك، كما حكيناه وقصصناه، أو الأمر كذلك، وقد تأتي الكاف بمعنى مثل، في موضع رفع أو نصب أو جر؛ أي: مثل ما سبق أن وصفناه، وبهذا تكون الجملة التي بعد (كذلك) مستأنفة لا موضع لها من الإعراب، هذا ولا يصح الوقف على (كذلك) إلا في أربعة مواضع في القرآن الكريم؛ وهي:
الموضع الأول: ﴿ حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا * كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا ﴾ [الكهف: 90، 91].
الموضع الثاني: ﴿ فَأَخْرَجْنَاهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ * كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ ﴾ [الشعراء: 57 - 59].
الموضع الثالث: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ﴾ [فاطر: 28].
الموضع الرابع: ﴿ كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ * وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ * كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ ﴾ [الدخان: 25 - 28].
الوقف على (هذا):
هذا: اسم إشارة للقريب، وعند الوقف عليها يحتمل أن يكون (هذا) خبرًا لمبتدأ محذوف، والتقدير: أمر كذا هذا الذي سبق بيانه.
• ويحتمل أن يكون (هذا) مبتدأ خبره محذوف، والتقدير: هذا الذي سبق بيانه، جزاء أو شأن كذا.
• ويحتمل أن يكون (هذا) مفعولاً به لفعل محذوف، والتقدير: اعلموا هذا.
ولا يصح الوقف على (هذا)، إلا في ثلاثة مواضع في القرآن الكريم؛ وهي:
الموضع الأول: ﴿ إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِنْ نَفَادٍ * هَذَا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ ﴾ [ص: 54، 55].
الموضع الثاني: ﴿ جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمِهَادُ * هَذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ ﴾ [ص: 56، 57].
الموضع الثالث: ﴿ قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ ﴾ [يس: 52].
وكان الشيخ الحصري - رحمه الله - لا يحب الوقف على (هذا) في هذا الموضع والابتداء ب (ما) بعد ذلك؛ خشية إيهام السامع أن (ما) نافية، وللعلماء في هذا الموضع توجيهات في الوقف على (هذا)، والابتداء بما بعدها.
الوقف على ما قبل (لكن) والبدء بها:
وردت (لكن) هكذا مفردة، وبغير تشديد النون في ستة مواضع من القرآن الكريم.
يستحب الوقف على ما قبلها، والبدء بها في جميع المواضع، على مذهب الوقف على رؤوس الآي، إلا إنه يستحب وصلها بما قبلها وما بعدها في موضع واحد، ليست (لكن) فيه رأس آية، وهو قوله - تعالى -: ﴿ أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنَا لَكِنِ الظَّالِمُونَ الْيَوْمَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾ [مريم: 38].
الوقف على ما قبل (ولكن) والبَدْء بها:
وردت (ولكن) هكذا مع الواو في أربعة عشر ومائة موضع من القرآن الكريم؛ وفيها مذهبان:
الأول: هو أنه لا يصح الوقف على ما قبلها، والبدء بها في جميع المواضع إلا في موضع واحد، (ولكن) فيه رأس آية، وهو قوله - تعالى -: ﴿ وَلَكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى ﴾ [القيامة: 32]، وهو ما عليه العمل عندنا.
الثاني: يصح الوقف على ما قبلها، والبدء بها في جميع المواضع؛ نحو قوله - تعالى -: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ﴾ [يونس: 44].
إلا سبعة وعشرين موضعًا؛ وهي:
• أربعة مواضع بسورة البقرة، بالآيات: [13، 112، 235، 260].
• وبسورة آل عمران ثلاثة مواضع، بالآيات: [67، 79، 117].
• وبسورة النساء موضع واحد بالآية [157].
• وبسورة الأنعام بالآية [69].
• وبسورة الأعراف بالآية [143].
• وبسورة الأنفال بالآية [17]، (ولكن) الثانية.
• وبسورة التوبة بالآيتين [42، 56].
• وبسورة هود بالآية [101].
• وبسورة إبراهيم بالآية [11].
• وبسورة النحل بالآية [38].
• وبسورة الحج بالآية [2، 37، 46].
• وبسورة الروم بالآيتين [30، 56].
• وبسورة الزمر بالآية [71].
• وبسورة الزخرف بالآية [76].
• وبسورة الحجرات بالآية [14].
• وبسورة ق بالآية [27].
• وبسورة الواقعة بالآية [85].
• وبسورة الحديد بالآية [14].
وأما باقي المواضع، فإنه يصح الوقف بها على (ولكن)، وهذا هو مذهب علماء الوقف بالمغرب.
الوقف على ما قبل (أن) والبدء بها:
تكرر هذا الحرف في القرآن الكريم بكثرة لا تعد، لا يصح في جميعها الوقف على ما قبل (أن)، والبدء بها داخل الآيات، إلا في موضع واحد؛ وهو قوله - تعالى -: ﴿ وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ ﴾ [الأعراف: 172].
الوقف على ما قبل (إلا) والبدء بها:
تكررت أداة الاستثناء (إلا) في القرآن الكريم بكثرة لا تعد.
والاستثناء نوعان: متصل، ومنقطع:
المتصل هو الذي يكون فيه المستثنى من جنس المستثنى منه.
وأما المنقطع، فهو الذي يكون فيه المستثنى من غير جنس المستثنى منه؛ فلا يصح الوقف على المستثنى منه إن كان الاستثناء متصلاً؛ نحو قوله - تعالى -: ﴿ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ ﴾ [البقرة: 249].
وأما إن كان الاستثناء منقطعًا، ففي الوقف عليه ثلاثة مذاهب؛ الأول: الجواز مطلقًا؛ لأنه في معنى مبتدأ، حذف خبره؛ للدلالة عليه.
والثاني: المنع مطلقًا؛ لاحتياجه إلى ما قبله لفظًا ومعنى، وهو ما عليه العمل عندنا.
والثالث: التفصيل، فإن صرح بالخبر جاز؛ لاستقلال الجملة واستغنائها عما قبلها، كما في قوله - تعالى -: ﴿ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ ﴾ [البقرة: 34].
وأما إن لم يصرح بالخبر، فلا يصح الوقف؛ لافتقار الجملة إلى ما قبلها، كما في قوله - تعالى -: ﴿ وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ ﴾ [البقرة: 78]؛ والأماني: الأكاذيب.
هذا ويصح الوقف على ما قبل أداة الاستثناء منقطعًا كان أم متصلاً، والبدء بها إذا وقعت رأس آية، على مذهب استحباب الوقف على رؤوس الآي؛ نحو قوله - تعالى -: ﴿ إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ ﴾ [الصافات: 160].
الوقف على ما قبل (ما) والبدء بها:
(ما) الموصولة - التي هي بمعنى (الذي) - تكررت في القرآن الكريم بكثرة لا تعد، لا يصح في جميعها الوقف على ما قبلها والبدء بها، سواء كانت مفردة أو مرتبطة بحرف آخر، نحو (في ما)؛ لما في ذلك من إيهام للمستمع بأنها (ما) النافية أو (ما) الاستفهامية؛ نحو: ﴿ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ ﴾ [البقرة: 27].
أو نحو: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴾ [الزمر: 3].
تتمة هامة:
النقاط التالية يمتنع فيها الوقف باستثناء رؤوس الآي، ولئن انقطع النفس اضطراريًّا؛ فلا بد من تلاوة ما سبق موضع الوقف الممنوع، ووصله بما بعده كما هو معلوم.
1- لا يجوز الوقف على المضاف دون المضاف إليه؛ نحو: ﴿ بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ﴾ [سبأ: 33].
2- لا يجوز الوقف على الفاعل دون المفعول؛ نحو: ﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا ﴾ [سبأ: 10].
3- لا يجوز الوقف على الفعل دون الفاعل؛ نحو: ﴿ لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ ﴾ [الأحزاب: 73].
4- لا يجوز الوقف على المبتدأ دون الخبر؛ نحو: ﴿ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ ﴾ [الزمر: 62].
5- لا يجوز الوقف على كان وأخواتها؛ نحو: ﴿ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [النساء: 96].
6- لا يجوز الوقف على إن وأخواتها؛ نحو: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 115].
7- لا يجوز الوقف على النعت دون المنعوت؛ نحو: ﴿ وَأَنْزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ﴾ [النور: 1].
8- لا يجوز الوقف على العطف عليه دون المعطوف؛ نحو: ﴿ سُورَةٌ أَنْزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا ﴾ [النور: 1].
9- لا يجوز الوقف على القسم دون جوابه؛ نحو: ﴿ قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُمْ ﴾ [يوسف: 73].
10- لا يجوز الوقف على ما قبل (لام التعليل)؛ نحو: ﴿ تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللَّهِ ﴾ [غافر: 42].
11- لا يجوز الوقف على ما قبل (كي)؛ نحو: ﴿ فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا ﴾ [طه: 40].
12- لا يجوز الوقف على ما قبل (عسى) أو (لعل)، وإن أفادت الترجي أو معنى آخر؛ نحو: ﴿ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا ﴾ [القصص: 9]، ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [البقرة: 189].
13- لا يجوز الوقف على ما قبل (لولا) هكذا مفردة؛ نحو: ﴿ وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ ﴾ [الأعراف: 43].
14- لا يجوز فصل القول عن قائله؛ نحو: ﴿ وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ﴾ [المائدة: 14].
15- لا يجوز الوقف على حروف الجر؛ نحو: ﴿ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ ﴾ [الأنعام: 157].
16- لا يجوز الوقف على (إذ)؛ نحو: ﴿ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ ﴾ [القصص: 76].
هذا ولولا عموم البلوى في كثير من القراء، ما ذكرت هذه التتمة، وبالله التوفيق.
[1] أثر صحيح: رواه الدارقطني (1/37) (1/312)، والحاكم (2909) (2/252)، (2910) (2/252)، والترمذي (5/185)، وأحمد (6/302)، وأبو داود (4001) (2/433)، والطبراني في الكبير (603) (23/278)، والبيهقي في الشعب (2319) (2/435)، (2587) (2/520)، وفي الكبرى (2212) (2/44)، وابن راهويه في مسنده (1872) (4/103).
[2] من كتاب معالم الاهتداء للشيخ الحصري - رحمه الله - بتصرف.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..