من الأمور التي تعين على تدبر معاني القرآن الكريم، لسامعه وتاليه، رعاية الوقوف
عند لزومها.
و أذكر هنا إجمالا الوقف اللازم في سور القرآن جميعها، ثم
الوقف اللازم هو عند جمهور القراء نوع من الوقف التام، وقد عرفه الإمام السجاوندي بقوله: هو ما قد يوهم خلاف المراد إذا وصل بما بعده. وقال نظام الدين النيسابوري: هو ما لو وصل طرفاه غيّر المرام وشنع الكلام. وقال المرعشي: هو ما لو وصل طرفاه أوهم معنى غير المراد. وقال الشيخ عبد الرحمن اليمني: هو ما يتأكد الوقف عليه لبيان معنى مقصود.
وأول من سماه اللازم هو الإمام السجاوندي، وتبعه جماعة، منهم العلامة ابن الجندي والنكزاوي وأبو السماح البقري والبحر الأجهوري. وسماه جماعة بالوقف الأتم، وآخرون الوقف الواجب.
وعنى أكثر المشارقة باستيعاب مواضعه والنص عليها في مصاحفهم والتزام الوقف عليها في تلاوتهم. وذكر منها صاحب النهاية خمسة عشر موضعاً. وذكر منها المرحوم الشيخ محمد علي خلف الحسيني شيخ المقارئ السابق -رحمه الله- أربعة وعشرين موضعاً. وعدها النيسابوري ستين. والسجاوندي ثمانين. وأوصلها صاحب الخلاصة إلى تسعين. وأوصلها مساجقلي زاده إلى مائة موضع.
منها في سورة البقرة اثنا عشر موضعاً وهي:
1 – قوله تعالى:﴿ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ ﴾ – آ 8.
2 – قوله تعالى:﴿ فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا ﴾ – آ 26.
3 – قوله تعالى:﴿ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ ﴾ – آ 118.
4 – قوله تعالى:﴿ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ ﴾ – آ 120.
5 – قوله تعالى:﴿ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ ﴾ – آ 145.
6 – قوله تعالى:﴿ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾ – آ 146.
7 – قوله تعالى:﴿ وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا ﴾ – آ 212.
8 – قوله تعالى:﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى ﴾ – آ 246.
9 – قوله تعالى:﴿ تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ ﴾ – آ 253.
10 – قوله تعالى:﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آَتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ ﴾ – آ 258.
11 – قوله تعالى:﴿ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾– آ 274.
12 – قوله تعالى:﴿ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا ﴾ – آ 275.
وفي سورة آل عمران أربعة مواضع وهي:
1 – قوله تعالى:﴿ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ ﴾ – آ 7.
2 – قوله تعالى:﴿ وَلَا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ ﴾ – آ 153.
3 – قوله تعالى:﴿ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ – آ 170.
4 – قوله تعالى:﴿ لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ ﴾ – آ 181.
وفي سورة النساء موضعان وهما:
1 – قوله تعالى:﴿ وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَرِيدًا .لَعَنَهُ اللهُ ﴾ – آ 118.
2 – قوله تعالى:﴿ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ ﴾ – آ 171.
وفي سورة المائدة ستة مواضع وهي:
1 – قوله تعالى:﴿ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا ﴾ – آ 2.
2 – قوله تعالى:﴿ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آَدَمَ بِالْحَقِّ ﴾ – آ 27.
3 – قوله تعالى:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ ﴾ – آ 51.
4 – قوله تعالى:﴿ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا ﴾ – آ 64.
5 – قوله تعالى:﴿ لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ ﴾ – آ 73.
6 – قوله تعالى:﴿ إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلى وَالِدَتِكَ ﴾ – آ 110.
وفي سورة الأنعام خمسة مواضع وهي:
1 – قوله تعالى:﴿ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ ﴾ – آ 19.
2 – قوله تعالى:﴿ الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمُ ﴾ – آ 20.
3 – قوله تعالى:﴿ إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ ﴾ – آ 36.
4 – قوله تعالى:﴿ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ – آ 81.
5 – قوله تعالى:﴿ قَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ ﴾ – آ 124.
وفي سورة الأعراف خمسة مواضع وهي:
1 – قوله تعالى:﴿ وَهُمْ بِالْآَخِرَةِ كَافِرُونَ ﴾ – آ 45.
2 – قوله تعالى:﴿ وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا ﴾ – آ 73.
3 – قوله تعالى:﴿ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لَا يُكَلِّمُهُمْ وَلَا يَهْدِيهِمْ سَبِيلًا ﴾ – آ 148.
4 – قوله تعالى:﴿ وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ ﴾ – آ 163.
5 – قوله تعالى:﴿ لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ﴾ – آ 187.
وفي سورة التوبة ثلاثة مواضع وهي:
1 – قوله تعالى:﴿ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴾ – آ 19.
2 – قوله تعالى:﴿ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ ﴾ – آ 67.
3 – قوله تعالى:﴿ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ﴾ – آ 71.
وفي سورة يونس موضعان وهما:
1 – قوله تعالى:﴿ وَلَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ ﴾ – آ 65.
2 – قوله تعالى:﴿ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ ﴾ – آ 71.
وفي سورة هود موضعان وهما:
1 – قوله تعالى:﴿ وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ﴾ – آ 20.
2 – قوله تعالى: ﴿ وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا ﴾ – آ 61.
وفي سورة الحجر موضعان وهما:
1 – قوله تعالى: ﴿ وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ ﴾ – آ 51.
2 – قوله تعالى:﴿ فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ ﴾ – آ 79.
وفي النحل موضع وهو:
1 – قوله تعالى:﴿ وَلَأَجْرُ الْآَخِرَةِ أَكْبَرُ ﴾ – آ 41.
وفي سورة الإسراء موضعان وهما:
1 – قوله تعالى:﴿ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا ﴾ – آ 8.
2 – قوله تعالى:﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا ﴾ – آ 105.
وفي سورة مريم أربعة مواضع وهي:
1 – قوله تعالى:﴿ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ ﴾ – آ 16.
2 – قوله تعالى:﴿ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ ﴾ – آ 39.
3 – قوله تعالى:﴿ وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا ﴾ – آ 86.
4 – قوله تعالى:﴿ لَا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا ﴾ – آ 87.
وفي سورة طه موضعان وهما:
1 – قوله تعالى:﴿ وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى ﴾ – آ 9.
2 – قوله تعالى:﴿ وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي ﴾ – آ 39.
وفي الأنبياء موضع وهو :
1-قوله تعالى:﴿ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ ﴾ – آ 77.
وفي سورة المؤمنون موضعان وهما:
1 – قوله تعالى:﴿ وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ ﴾ – آ 9.
2 – قوله تعالى:﴿ فَأَنْشَأْنَا لَكُمْ بِهِ جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ ﴾ – آ 19.
وفي الشعراء موضع وهو:
1- قوله تعالى:﴿ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ ﴾ – آ 69.
وفي سورة القصص موضع واحد وهو:
1 – قوله تعالى:﴿ وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ ﴾ – آ 88.
وفي سورة العنكبوت ثلاثة مواضع وهي:
1 – قوله تعالى:﴿ فَآَمَنَ لَهُ لُوطٌ ﴾ – آ 26.
2 – قوله تعالى:﴿ وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ ﴾ – آ 41.
3 – قوله تعالى:﴿ وَإِنَّ الدَّارَ الْآَخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ ﴾ – آ 64.
وفي سورة يس ثلاثة مواضع وهي:
1 – قوله تعالى:﴿ وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ ﴾ – آ 13.
2 – قوله تعالى:﴿ قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا ﴾ – آ 52.
3 – قوله تعالى:﴿ فَلَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ ﴾ – آ 76.
وفي سورة الصافات موضع وهو:
1- قوله تعالى:﴿ وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ ﴾ – آ 82.
وفي سورة ص موضعان وهما:
1 – قوله تعالى:﴿ وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ ﴾ – آ 21.
2 – قوله تعالى:﴿ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ ﴾ – آ 41.
وفي سورة الزمر موضعان وهما:
1 – قوله تعالى:﴿ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ ﴾ – آ 3.
2 – قوله تعالى:﴿ وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَكْبَرُ ﴾ – آ 26.
وفي سورة المؤمن موضعان وهما:
1 – قوله تعالى:﴿ وَكَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ أَصْحَابُ النَّارِ ﴾ – آ 6.
2 – قوله تعالى:﴿ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ ﴾ – آ 62.
وفي سورة الزخرف موضعان وهما:
1 – قوله تعالى:﴿ وَقِيلِهِ يَا رَبِّ إِنَّ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ لَا يُؤْمِنُونَ ﴾ – آ 88.
2 – قوله تعالى:﴿ فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ ﴾ – آ 89.
وفي سورة الدخان أربعة مواضع وهي:
1 – قوله تعالى:﴿ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ﴾ – آ 7.
2 – قوله تعالى:﴿ ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ ﴾ – آ 14.
3 – قوله تعالى:﴿ إِنَّكُمْ عَائِدُونَ ﴾ – آ 15.
4 – قوله تعالى: ﴿ كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ ﴾ – آ 54.
وفي سورة الأحقاف موضع وهو قوله تعالى:﴿ وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ ﴾ – آ 21.
وفي سورة القتال موضع وهو قوله تعالى:﴿ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ ﴾ – آ 35.
وفي سورة الذاريات موضع واحد وهو قوله تعالى:﴿ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ المُكْرَمِينَ ﴾ – آ 24.
وفي سورة الطور موضع وهو قوله تعالى:﴿ الَّذِينَ هُمْ فِي خَوْضٍ يَلْعَبُونَ ﴾ – آ 12.
وفي سورة القمر موضعان وهما:
1 – قوله تعالى:﴿ فَتَوَلَّ عَنْهُمْ ﴾ – آ 6.
2 – قوله تعالى:﴿ إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ ﴾ – آ 47.
وفي سورة الرحمن موضع وهو قوله تعالى: ﴿ هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ ﴾ – آ 43.
وفي سورة الواقعة موضع وهو قوله تعالى:﴿ لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ ﴾ – آ 2.
وفي سورة الحشر موضعان وهما:
1 – قوله تعالى:﴿ هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ ﴾ – آ 2.
2 – قوله تعالى:﴿ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ – آ 7.
وفي سورة المنافقون موضع وهو قوله تعالى:﴿ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ ﴾ – آ 1.
وفي سورة التحريم موضع وهو قوله تعالى:﴿ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آَمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ ﴾ – آ 11.
وفي سورة الملك موضع وهو قوله تعالى:﴿ أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ ﴾ – آ 19.
وفي سورة القلم ثلاثة مواضع وهي:
1 – قوله تعالى:﴿ وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَكْبَرُ ﴾ – آ 23.
2 – قوله تعالى:﴿ وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ ﴾ – آ 48.
3 – قوله تعالى:﴿ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ ﴾ – آ 51.
وفي سورة نوح موضع وهو قوله تعالى:﴿ إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ لَا يُؤَخَّرُ ﴾ – آ 4.
وفي سورة النازعات أربعة مواضع وهي:
1 – قوله تعالى:﴿ فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا ﴾ – آ 5.
2 – قوله تعالى:﴿ أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ ﴾ – آ 9.
3 – قوله تعالى:﴿ قَالُوا تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ ﴾ – آ 12.
4 – قوله تعالى:﴿ هَلْ أتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى ﴾ – آ 15.
وفي سورة عبس موضع وهو قوله تعالى:﴿ فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ ﴾ – آ 12.
وفي سورة الغاشية موضع وهو قوله تعالى:﴿ فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ ﴾ – آ 12.
وفي سورة البلد موضع وهو قوله تعالى:﴿ أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ ﴾ – آ 5.
تفصيل الكلام على كل وقف:
قوله تعالى:﴿ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ ﴾ الآية 8 [من سورة البقرة].
الوقف عليه حسن عند من جعل الوقف على رءوس الآي سنة. وقال النيسابوري: لازم، إذ لو وصل بقوله ﴿ يُخَادِعُونَ اللَّهَ ﴾ صارت الجملة صفة للمؤمنين، فانتفى الخداع عنهم وتقرر الإيمان خالصا عن الخداع، كما تقول: ما هو بمؤمن مخادع. ومراد الله جل ذكره نفي الإيمان وإثبات الخداع. ا هـ.
وقال القسطلاني: بمؤمنين، يتأكد الوقوف عليه لئلا توهم الوصلية حالا، أو تام على اللاحق مستأنف، كأن قائلا يقول: لِمَ يتظاهرون بالإيمان وليسوا بمؤمنين؟ فقيل: يخادعون ... الخ. أو ناقص على أن يكون بدلا من يقول، أو كاف وفاقا للداني وابن الأنباري. ا هـ.
وقال الأشموني: تام إن جعل ما بعده استئنافا بيانيا. كأن قائلا يقول: ما بالهم قالوا آمنا ويظهرون الإيمان وما هم بمؤمنين؟ فقيل:﴿ يُخَادِعُونَ اللَّهَ ﴾.
وليس بوقف إن جعلت الجملة بدلا من الجملة الواقعة صلة لمن وهي يقول، وتكون من بدل الاشتمال لأن قولهم مشتمل على الخداع، أو حال من ضمير يقول. ولا يجوز أن يكون يخادعون في محل جر صفة لمؤمنين، لأن ذلك يوجب نفي خداعهم، والمعنى على إثبات الخداع لهم ونفي الإيمان عنهم، أي وما هم بمؤمنين مخادعين، وكل من الحال والصفة قيد يتسلط النفي عليه. وعليهما فليس بوقف. ا هـ.
وفي الإملاء ما نصه: يخادعون الله – في الجملة وجهان: أحدهما لا موضع لها. والثاني: موضعها نصب على الحال. وفي صاحب الحال والعامل فيها وجهان: أحدهما هي من الضمير في يقول، فيكون العامل فيها يقول، والتقدير يقول: آمنا مخادعين. والثاني هي حال من الضمير في قوله بمؤمنين، والعامل فيها اسم الفاعل، والتقدير: وما هم بمؤمنين في حال خداعهم، ولا يجوز أن يكون في موضع جر على الصفة لمؤمنين؛ لأن ذلك يوجب نفي خداعهم، والمعنى على إثبات الخداع. ولا يجوز أن تكون الجملة حالا من الضمير في آمنا، لأن آمنا محكي عنهم بيقول، فلو كان يخادعون حالا من الضمير في آمنا لكانت محكية أيضا، وهذا محال لوجهين: أحدهما: أنهم ما قالوا آمنا وخادعنا.
والثاني أنه أخبر عنهم بقوله: يخادعون ولو كان منهم لكان نخادع بالنون، وفي الكلام حذف تقديره: يخادعون نبي الله. وقيل هو على ظاهره من غير حذف ا هـ.
وفي الدر: وجاز في يخادعون أن يكون مستأنفا كأن قائلا يقول: لِم يتظاهرون بالإيمان وليسوا بمؤمنين؟ فقيل يخادعون. قيل: وأن يكون بدلا من يقول أو حالا من ضمير يقول. ولا يجوز أن يكون حالا من الضمير في بمؤمنين والعامل فيها اسم الفاعل كما ذهب إليه أبو البقاء، وهذا إعراب خطأ.
وذلك أن «ما» دخلت على الجملة فنفت نسبة الإيمان إليهم فإذا قيدت تلك النسبة بحال تسلط النفي على تلك الحال وهو القيد فنفته، ولذلك طريقان في لسان العرب: أحدهما وهو الأكثر أن ينتفي ذلك القيد فقط ويكون إذ ذاك قد ثبت العامل في ذلك القيد، فإذا قلت: ما زيد أقبل ضاحكا. فمفهومه نفى الضحك ويكون قد أقبل غير ضاحك، وليس معنى الآية على هذا، إذ لا ينفي عنهم الخداع فقط فيثبت لهم الإيمان بغير خداع، بل المعنى نفي الإيمان عنهم مطلقا.
والطريق الثاني وهو الأقل هو أن ينتفي القيد وينتفي العامل فيه، فكأنه قال في المثال السابق لم يقبل زيد ولم يضحك، أي لم يكن منه إقبال ولا ضحك. وليس معنى الآية على هذا إذ ليس المراد نفي الإيمان عنهم ونفي الخداع.
والعجب من أبى البقاء كيف تنبه لشيء من هذا فمنع أن يكون يخادعون في موضع الصفة فقال: ولا يجوز أن يكون يخادعون في موضع على الصفة لمؤمنين لأن ذلك يوجب نفي خداعهم والمعنى على إثبات الخداع. ا هـ كلامه فأجاز ذلك في الحال ولم يجز ذلك في الصفة وهما سواء، ولا فرق بين الحال والصفة في ذلك بل كل منهما قد يتسلط المنفي عليه ا هـ.
وفي إعراب السمين: هذه الجملة الفعلية «يعني جملة يخادعون الخ – تحتمل أن تكون مستأنفة جوابا لسؤال مقدر، وهو ما بالهم قالوا آمنا وما هم بمؤمنين؟ فقيل يخادعون الله، وتحتمل أن تكون بدلا من الجملة الواقعة صلة لمن وهي يقول، ويكون هذا من بدل الاشتمال، لأن قولهم كذا مشتمل على الخداع. ا هـ.
قوله تعالى:﴿ فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا ﴾ آ 26[من سورة البقرة].
قال النيسابوري: لازم، لأنه لو وصل صار ما بعده صفة له، وليس بصفة، إنما هو ابتداء لإخبار من الله عز وجل جوابا لهم.
وقال القسطلاني: كامل على جعل التالي – يعني ﴿ يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا ﴾ استئنافا جوابا لكلامهم؛ أي إنما أراد الله أن يضل به كثيرا وهم الذين لا يؤمنون، ويهدي به كثيرا وهم المؤمنون؛ فهما جملتان مستأنفتان جاريتان مجرى البيان والتفسير للجملتين السابقتين. أو (ناقص) على أنهما من كلام الكفار، والمعنى أنهم قالوا لِمَ ضرب الله مثلا فهمه البعض ولم يفهمه البعض وقد كان يجب أن يضرب مثلا يفهمه جميع الناس؟ فأجابهم الله تعالى بقوله:﴿ وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ ﴾ وأما تجويز ابن عطية بأن يكون يضل به كثيراً من كلام الكفار ويهدي به كثيرا من كلام الله تعالى، فقال في النهر: هو تفكيك للكلام وهو غير ظاهر. ا هـ.
وقال شيخ الإسلام زكرياء: كاف؛ إن جعل ما بعده مستأنفا جوابا من الله لكلام الكافرين، وإن جعل من تمام الحكاية عن الكفار لم يحسن الوقف على ذلك، ولا يبعد أن يكون جائزا. ا هـ.
وفي المنار ما نصه: كاف على استئناف ما بعده جوابا من الله للكفار، وإن جعل من تتمة الحكاية عنهم كان جائزا . ا هـ.
وفي البحر: قوله تعالى:﴿ يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا ﴾ [البقرة: 26] جملتان مستأنفتان جاريتان مجرى البيان والتفسير للجملتين السابقتين المصدرتين بأما. واختار بعض المعربين والمفسرين أن يكون قوله تعالى ﴿ يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا ﴾ [البقرة: 26] في موضع الصفة لمثلًا؛ وكأن المعنى: ماذا أراد الله بهذا مثلا يفرق به الناس إلى ضلال وإلى هداية؟ فعلى هذا يكون من كلام الذين كفروا. وهذا الوجه ليس بظاهر، لأن الذي ذكر أن الله لا يستحي منه هو ضرب مثل ما أي مثل كان بعوضة أو ما فوقها، والذين كفروا إنما سألوا سؤال استهزاء وليسوا معترفين بأن هذا المثل يضل الله به كثيرا ويهدي به كثيرا، إلا إن ضمن أن معنى الكلام أن ذلك على حسب اعتقادكم وزعمكم أيها المؤمنون، فيمكن ذلك.
ولكن كونه إخبارا من الله تعالى هو الظاهر. ا هـ.
وفي الفتوحات الإلهية: وهاتان الجملتان لا محل لهما، لأنهما كالبيان للجملتين قبلهما المصدرتين بأما وهما من كلام الله تعالى، وقيل في محل نصب لأنهما صفتان لمثلا، أي مثلا يفترق به الناس إلى ضالين ومهتدين، وهما على هذا من كلام الكفار. وأجاز أبو البقاء أن يكون حالا من اسم الله أي مضلا به كثيرا وهاديا به. وجوز ابن عطية أن تكون جملة قوله يضل به كثيرا من كلام الكفار، وجملة قوله ويهدي به كثيرا من كلام الباري تعالى، وهذا ليس بظاهر لأنه إلباس في التركيب. ا هـ.
قوله تعالى: ﴿ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ ﴾ آ 120[من سورة البقرة].
الجمهور على أنه تام والجملة بعده استئنافية وجعله بعض كاتبي المصاحف من المشارقة لازما، ولم أر له وجهاً، والظاهر أنه من الأوقاف المأثورة المسماة عند بعضهم بالأوقاف المنزلة.
قوله تعالى:﴿ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ ﴾ آ 145 [من سورة البقرة].
قال النيسابوري: لازم، لأنه لو وصل صار صفة وهو مبتدأ في مدح عبد الله بن سلام وأضرابه. ا هـ.
وقال القسطلاني: كامل لأن الذين آتيناهم الكتاب مبتدأ خبره يعرفونه كما يعرفون أبناءهم. وقال ابن الأنباري والداني وزكريا والأشموني: تام، وفي الإملاء:﴿ الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ ﴾ مبتدأ ويعرفونه الخبر. ويجوز أن يكون الذين بدلا من الذين أوتوا الكتاب في الآية قبلها. ويجوز أن يكون بدلا من الظالمين فيكون يعرفونه حالا من الكتاب أو من الذين، لأن فيه ضميرين راجعين عليهما. ويجوز أن يكون نصبا على تقدير أعني، ورفعا على تقدير: هم. ا هـ.
وفي البحر: وجوز أن يكون الذين مجرورا على أنه صفة للظالمين، أو على أنه بدل من الظالمين، أو على أنه بدل من الذين أوتوا الكتاب في الآية التي قبلها، ومرفوعا على أنه خبر مبتدأ محذوف، أي هم الذين، ومنصوبا على إضمار أعني. وعلى هذه الأعاريب يكون قوله يعرفونه جملة في موضع الحال إما من المفعول الأول في آتيناهم، أو من الثاني الذي هو الكتاب لأن في يعرفونه ضميرين يعودان عليهما. والظاهر هو الإعراب الأول (يعني الذين آتيناهم الكتاب، مبتدأ، ويعرفونه جملة في موضع الخبر عنه) لاستقلال الكلام بجملة منعقدة من مبتدأ وخبر، والظاهر انتهاء الكلام عند قوله: إنك إذا لمن الظالمين. والضمير المنصوب في يعرفونه عائد على النبي صلى الله عليه وسلم. قاله مجاهد وقتادة وغيرهما. وروى عن ابن عباس واختاره الزجاج ورجحه التبريزي، وبدأ به الزمخشري فقال: يعرفونه معرفة جلية يميزون بينه وبين غيره بالوصف المعين للشخص. قال الزمخشري وغيره واللفظ للزمخشري: وجاز الإضمار وإن لم يسبق له ذكر، لأن الكلام يدل عليه ولا يلتبس على السامع ومثل هذا الإضمار فيه تفخيم وإشعار بأنه لشهرته وكونه علما، معلوم بغير إعلام. انتهى.
وأقول: ليس كما قالوه من أنه إضمار قبل الذكر، بل هذا من باب الالتفات، لأنه تعالى قال: ﴿ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ ﴾ [البقرة: 144] ثم قال: ﴿ وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ ... ﴾ [البقرة: 145] إلى آخر الآية، فهذه كلها ضمائر خطاب لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثم التفت عن ضمير الخطاب إلى ضمير الغيبة، وحكمة هذا الالتفات أنه لما فرغ من الإقبال عليه بالخطاب أقبل على الناس فقال:﴿ الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ ﴾ واخترناهم لتحمل العلم والوحي يعرفون هذا الذي خاطبناه في الآية السابقة وأمرناه ونهيناه لا يشكون في معرفته ولا في صدق أخباره بما كلفناه من التكاليف التي منها نسخ بيت المقدس بالكعبة لما في كتابهم من ذكره ونعته والنص عليه، يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل. فقد اتضح بما ذكرناه أنه ليس من باب الإضمار قبل الذكر وأنه من باب الالتفات، وتبينت حكمة الالتفات.
ويؤيد كون الضمير لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما روى أن عمر سأل عبد الله بن سلام -رضي الله عنهما- وقال: إن الله قد أنزل على نبيه الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه الآية فكيف هذه المعرفة؟ فقال عبد الله يا عمر، لقد عرفته حين رأيته كما أعرف ابني، ومعرفتي بمحمد صلى الله عليه وسلم أشد من معرفتي بابني. فقال عمر: وكيف ذلك؟ فقال أشهد أنه رسول الله حقا وقد نعته الله في كتابنا ولا أدري ما يصنع النساء. فقال عمر: وفقك الله يا بن سلام فقد صدقت.
وقد روى هذا الأثر مختصرا بما يرادف بعض ألفاظه ويقاربها وفيه: قبّل عمر رأسه. وإذا كان الضمير للرسول فقيل المراد معرفة الوجه وتمييزه لا معرفة حقيقة النسب، وقيل المعنى يعرفون صدقه ونبوته. وقيل الضمير عائد على الحق الذي هو التحول إلى الكعبة. قاله ابن عباس وقتادة أيضا وابن جريج والربيع. وقيل عائد على القرآن، وقيل على العلم، وقيل على كون البيت الحرام قبلة إبراهيم ومن قبله من الأنبياء. وهذه المعرفة مختصة بالعلماء لأنه قال الذين آتيناهم الكتاب، فإن تعلقت المعرفة بالنبي صلى الله عليه وسلم فيكون حصولها بالرؤية والوصف، أو بالقرآن فحصلت من تصديق كتابهم للقرآن وبنبوة محمد صلى الله عليه وسلم وصفته، أو بالقبلة أو التحويل فحصلت بخبر القرآن وخبر الرسول المؤيد بالخوارق. ا هـ.
قوله تعالى:﴿ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾ آ 146[البقرة ],
قال في العقد: كاف وقال في المنار: تام على أن الحق مبتدأ وخبره من ربك، أو مبتدأ والخبر محذوف، أي الحق من ربك يعرفونه، أو الحق خبر مبتدأ محذوف؛ أي هو الحق من ربك، أو مرفوع بفعل مقدر أي جاءك الحق من ربك، فعلى هذه الوجوه يكون تاما. وليس بوقف إن نصب الحق بدلا من الحق؛ أي ليكتمون الحق من ربك، وعلى هذا لا يوقف على يعلمون لأنه لا يفصل بين البدل والمبدل منه ا هـ.
وقال الصاوي: الأظهر أنه (يعني الحق) مبتدأ خبره الجار والمجرور بعده؛ أو مبتدأ والخبر محذوف تقديره يعرفونه.
وفي الإملاء: الحق من ربك ابتداء وخبر. وقيل الحق خبر مبتدأ محذوف تقديره ما كتموه الحق أو ما عرفوه. وقيل هو مبتدأ والخبر محذوف تقديره يعرفونه أو يتلونه، ومن ربك على الوجهين حال. وقرأ عليه السلام الحق بالنصب بيعلمون. ا هـ.
وعبارة السمين قوله الحق من ربك فيه ثلاثة أوجه، أظهرها أنه مبتدأ وخبره الجار والمجرور بعده؛ وفي الألف واللام حينئذ وجهان: أن تكون للعهد والإشارة للحق الذي عليه الرسول -صلى الله عليه وسلم-، أو إلى الحق الذي في قوله يكتمون الحق. أي هذا الذي يكتمونه هو الحق من ربك؛ وأن تكون الجنس على معنى أن جنس الحق من الله لا من غيره.
الثاني: أنه خبر مبتدأ محذوف أي هو الحق من ربك، والضمير يعود على الحق المكتوم أي ما كتموه هو الحق.
الثالث: أنه مبتدأ والخبر محذوف تقديره الحق من ربك يعرفونه، والجار والمجرور على هذين القولين في محل نصب على الحال من الحق. ا هـ.
وفي البحر: الحق من ربك قرأ الجمهور برفع الحق على أنه مبتدأ والخبر هو من ربك، فيكون المجرور في موضع رفع؛ أو على أنه خبر مبتدأ محذوف أي هو الحق من ربك، والضمير عائد على الحق المكتوم أي ما كتموه هو الحق من ربك ويكون المجرور في موضع الحال، أو خبراً بعد خبر. وأبعد من ذهب إلى أنه مبتدأ وخبره محذوف تقديره الحق من ربك يعرفونه. والألف واللام في الحق للعهد وهو الحق الذي عليه الرسول، أو الحق الذي كتموه، أو للجنس على معنى أن الحق هو من الله لا من غيره، أي ما ثبت أنه حق فهو من الله كالذي عليه الرسول، وما لم تثبت حقيقته فليس من الله كالباطل الذي عليه أهل الكتاب.
وقرأ علي بن أبي طالب الحق بالنصب: وأعرب
بأن يكون بدلا من الحق المكتوم. فيكون التقدير يكتمون الحق من ربك. قاله
الزمخشري. أو على أن يكون معمولا ليعلمون. قاله ابن عطية. ويكون مما وقع
فيه الظاهر موقع المضمر أي وهم يعلمونه كائناً من ربك، وذلك سائغ حسن في
أماكن التفخيم والتهويل كقوله: لا أرى الموت يسبق الموت شيء. أي يسبقه شيء.
وجوز ابن عطية أن يكون منصوباً بفعل محذوف تقديره الزم الحق من ربك، ويدل
عليه الخطاب بعده
ا هـ.
وذهب بعض كاتبي المصاحف إلى جعل الوقف على ﴿ وهم يعلمون ﴾ لازما. والظاهر أنه من الأوقاف المأثورة التي سماها بعضهم بالأوقاف المنزلة. ا هـ.
المصدر: مجلة كنوز الفرقان؛ العدد: (الخامس)؛ السنة: (الأولى)
-------
المصدر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..