الأحد، 23 فبراير 2025

إن لم يجد النصح فالبيان واجب

        المراقب العام للإخوان المسلمين في العراق يطمئن الأمة أن (استشهاد) نصر الله لن يكون نهاية المطاف، بل سيخلفه قادة جدد يحملون راية المقاو مة كما حصل بعد استشهاد أحمد ياسين.!!
.
هذا الخطاب الحماسي في هذا (الجو الإيمانيّ) يأتي من قلب بغداد الجريحة التي تخضع اليوم لمليشيات إيران والتي أحالتها إلى بؤرة للفساد والجريمة والشذوذ والتخلف.
.
لقد وصلني هذا الصوت المنكر، فتمهلت لأيام، واتصلت ببعض المعارف، ثم بدأت أكتب تلميحا لا تصريحا بضرورة التوبة من هذه الموبقات، خاصة ونحن مقبلون على شهر رمضان.
.
لكن الذي صدمني قبل قليل أن أحد المشايخ الأفاضل المقربين من هذا (المراقب) اتصل بي ليقول: إنه يؤيدني في التحذير من هذا الوباء الأسود، لكنه يرجوني أن أحذف تلك الإشارات والمقتطفات لأنها تسبب بعض الحرج وربما الضرر. سألته: هل منكم من أنكر عليه ذلك؟ فسكت! كنت أريد أن أقول له: لو أن واحدا منكم أنكر عليه ذلك، لاكتفيت به. أما بقاء المنكر من دون نكير فإننا جميعا نتحمل الإثم، خاصة حينما يأتي هذا المنكر من رأس (الجماعة الإسلامية) وليس من سياسي أو إعلامي مرتزق.
.
وإذا كانت العقيدة لا تعنيكم بشيء فقولوا لنا: ما هي المصلحة في مثل هذه الهتافات؟
كنتم تقولون: إن تصريحات بعض قيادات حما س المجاملة لإيران كانت تحت الضرورة، والضرورة هناك لا ينكرها أحد -مع أن بعض علماء غز ة- وأنا متواصل معهم يرى أن الضرورة لا تستلزم التزكية الدينية، لكن أنتم ما هي ضرورتكم؟
.
أيجوز يا ناس حتى في حساب المصالح أن نضحي نحن أهل العراق بعلاقتنا بسورية والثوار السوريين ونصر على الارتماء بالحضن الإيراني؟
(وهنا أتكلم عن هذا الصوت النشاز ومن يبرر له) أما أهل العراق فهم والله مع سورية الحرة بهويتها وعقيدتها وأهدافها وتطلعاتها.
.
تجدر الملاحظة هنا أن تنظيم الإخوان الحالي قد خسر أغلب رجالاته المعروفين، ولو ظهرت (القيادة الحالية) للناس لما عرفهم أحد إلا ما شاء الله.
.
ولو يسمع من بقي منهم النصح لقلت لهم: والله لو انشغلتم بالدعوة إلى الله وتزكية النفوس والدورات القرآنية وعمّرتم مساجدكم لكان ذلك خيرا لكم في دينكم ودنياكم.
.
أما أنكم تخوضون في دين الله بغير علم وتلبسون الحق بالباطل وتريدون منا أن نجاملكم فهذا والله لن يكون لا لكم ولا لغيركم، لإني أعد ذلك خيانة لأمانة العلم.
.
(إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون) أعاذنا الله من ذلك.
.
محمد عياش الكبيسي
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..