.
ثم تحالفت إيران مع روسيا لتدمير سوريا، وكان ذلك بتفاهم وتنسيق مع الأمريكان أيضا.
ولقد تمددت إيران في اليمن ولبنان، وكل هذا بعلم الأمريكان، ولي من الشواهد والقصص ما لا يتسع المجال لسرده الآن.
.
٢-لشدة هذه التنسيقات والتفاهمات ظن البعض أن العلاقة بين المشروع الإيراني والمشروع الصهيو أمريكي زواج دائم، والحقيقة أنه (زواج متعة)، فإيران بقيت تحت سقف اقتصادي وتكنولوجي محدد حتى في أوج علاقتها بهم، بمعنى أن تمدد مليشياتها كان تمددا وظيفيا لترويض السنّة، ولحرث المنطقة وتخريبها تحت عنوان (الفوضى الخلاقة) وهو المشروع الذي أعلنته كوندليزا رايس.
وبعد انتهاء هذه المهمة بدأ البيت الأبيض يعمل على إنهاء هذا الوضع، ضمن سيناريوهات وخيارات محددة منها:
-إنهاء نظام ولاية الفقيه بالكامل وكل من يتعلق به، وإعادة إيران كدولة قومية علمانية كما في عهد الشاه.
-أو البقاء على النظام لاحتمال الاستفادة منه مستقبلا لكن مع تسليم الدولة لجهاز (اطلاعات) وإنهاء دور (الحرس الثوري) وكل المليشيات المرتبطة به في الخارج.
.
٣-هذه السيناريوهات تسربت إلى عدد من الشيعة المرتبطين بالغرب -ولا حاجة لذكر أسمائهم- فظهروا كمنجمين سياسيين، يحذّرون الشيعة من خطورة المستقبل، وقد حددوا بداية ذلك في سنة 2024. ومن الطبيعي أن يبادر هؤلاء بالقفز من سفينة الولي الفقيه.
.
4-بدأ البيت الأبيض بتنفيذ خطته بالتدريج، وكان مقتل سليماني بمثابة البيان الأول العملي، ثم توالت الضربات المتلاحقة، ضربات على المطارات في دمشق وحلب، وعلى منصات الصوار يخ ومخازن الأ سلحة، والأرتال المليشاوية المتحركة بين العراق وسوريا.
.
5-كل هذا كان يحصل وجبهة غز ة في هدوء تام، وعندي من المعلومات الدقيقة من الداخل الفلسطيني بأن هذا الهدوء كان قرارا تكتيكيا، وشخصيا كنت أظن أنه بسبب قراءة واعية لخارطة الصراع الجديدة، لكن تبيّن أن الإخوة عندهم فكرة أخرى.
.
6-في هذا الوضع كان الإيرانيون يخططون بدهاء ومكر من أجل إحداث قدر من المشاغلة وتأخير ساعة الحسم لعلهم يكسبون وقتا مضافا للوصول إلى حلمهم في (التصنيع النووي)، فكان مشروع (وحدة الساحات) والعمل على إشعال الحرائق البعيدة، حتى لو كان ذلك يقتضي التضحية بكل مليشياتها وأذرعها الخارجية، وهذا الذي أدركته بعض المليشيات في لبنان والعراق، انظر مثلا تصريح (أوس الخفاجي) قائد مليشيا (أبو الفضل العباس) الذي قال: (إن إيران ضحت بالسيد حسن، يعني ضحت بذراعها اليمين من أجل بقاء القلب).
وإذا كان هذا بالنسبة لحزب الله، فما بالك بالنسبة لحما س ولغز ة؟!
وربما كان أذكى هذه الأذرع هو الذراع العراقي، حيث رفضت أغلب المليشيات العراقية التدخل في سورية، حتى لو كان تحت شعار (حماية السيدة زينب)، كما رفضوا عمليا فكرة إسناد غز ة.
.
7- من طرف حما س والجها د فهؤلاء لا يبدو أنهم كانوا على غفلة من ذلك، وإنما أرادوا أن يستثمروها فرصة، من أجل أن يتزودوا بما يمكن لهم أن يتزودوا به من الطرف الإيراني، وقد سمعت وقتها من رئيس الحركة -رحمه الله- قال: إن إيران تهدف من مساعدتنا تحقيق المشاغلة، ونحن نستفيد كذلك في إدامة زخم المقا ومة.
.
وهنا لا بد أن أذكّر العراقيين خاصة بمدى الدعم الذي حظيت به دا عش وقبلها (القاعدة) من الطرف الإيراني، مع الاختلاف العقدي الكبير بين الطرفين (انظر مثلا تصريحات أبي حفص الموريتاني على اليوتيوب)
.
وأذكر بهذا الصدد أيضا، يوم التقينا بتسخيري وهو من صناع القرار في إيران، وكان اللقاء على هامش مؤتمر نصرة النبي صلى الله عليه وسلم المنعقد في البحرين إثر الإساءات الدنماركية، قال تسخيري: إن سياسة إيران هي دعم كل من يطرق بابها (سنة، شيعة، كرد، شيوعيون، علمانيون، سلفيون)
وهذا يعني أن مشروع (التوظيف) قائم على قدم وساق، وكل جهة يخاطبونها باللغة التي تفهمها.
.
وإن عجبي لا ينتهي من (مفكري السنّة) الذين يصرون على أن إيران ومليشياتها هبّت لنصرة غز ة، بينما أن (مفكري الشيعة) في العراق ولبنان، أدركوا حقيقة الدعم الإيراني لهم والغاية منه فضلا عن دعم إيران للسنّة.
.
8-
يتبع لطفا
٥:٠٤ م · ٢٨ أبريل ٢٠٢٥
·8- وهنا لا يفوتني أن أذكر أن العدو الصهيو ني، قد أدرك اللعبة الإيرانية، فلم ينشغل بغز ة عن معركته تلك، رغم أن غز ة أذلته وأهانت جيشه،
بل أصر على جر رجل حزب الله وتدميره، ثم مواصلة الضرب في العمق السوري والإيراني،
بمعنى أن خارطة المعركة لم تتغير عنده. وهذا يؤكد أن مشروع تحجيم إيران وتقليم أظافرها
وقلع أنيابها ماضٍ ولا رجعة عنه. .

د. محمد عياش الكبيسي
@maiash10
المصدر
مواضيع مشابهة-أو-ذات صلة :

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..