الجمعة، 13 يونيو 2025

المفاضلة بين الدعاء وقراءة القرآن بين الأذان والإقامة

في المسألة قولان:
الأول: أن الدعاء أفضل.
وهذا هو قول جمهور أهل العلم من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة، بل لم يُنقل عن أحدٍ من السلف تفضيل قراءة القرآن في هذا الوقت على الدعاء، وإنما قالوا بجوازها دون مفاضلة.
*قال ابن قدامة في المغني (2/159): "ويستحب أن يدعو بين الأذان والإقامة، لأنه وقت رجاء الإجابة."*
*وقال النووي في المجموع (3/108): "ويُشتغل فيه بالدعاء لا سيما بعد الصلاة على النبي ﷺ وسؤال الوسيلة له."*
*وقال المباركفوري في تحفة الأحوذي (2/349): "ظاهر الحديث أن الدعاء في هذا الوقت من أرجى مواطن الإجابة، فكان الاشتغال به أولى من غيره."*
*القول الثاني: أن قراءة القرآن أفضل أو مساوية،*
*وهو قول لبعض المتأخرين الذين قالوا: إنّ قراءة القرآن من أعظم القربات، وهي أولى من الاشتغال بغيرها، لكنهم لم يستدلوا بنصٍ خاص في هذا الموطن، وإنما اعتمدوا على عموم النصوص في فضل تلاوة القرآن.*
*ومن ذلك ما جاء في الصحيح:*
*«خيركم من تعلم القرآن وعلّمه» [رواه البخاري (5027)].*
*لكن هذا لا يقتضي تفضيل التلاوة في كل موطن، بل ينبغي أن يُنظر في النصوص الخاصة.*
*الترجيح:*
*الراجح - والله أعلم - أن الدعاء في هذا الوقت أفضل من قراءة القرآن، لما يلي:*
*١- وجود نصوص صريحة تفيد استحباب الدعاء وتُرجّي إجابته بين الأذان والإقامة.*
*٢-عدم وجود نصّ خاص في تفضيل قراءة القرآن في هذا الوقت بالذات.*
*٣-موافقة هدي السلف الصالح، فإنهم كانوا يتحرّون أوقات الإجابة، ولا يُعرف عنهم انشغالهم بالتلاوة في هذا الموطن.*
*قال العلامة ابن باز في مجموع فتاواه (10/356): "الدعاء بين الأذان والإقامة مشروع، وهو مظنّة الإجابة، وهو أفضل من تلاوة القرآن في هذا الوقت."*
*وقال علي القاري في مرقاة المفاتيح (2/353): "يُفهم من الحديث أن الدعاء بين الأذان والإقامة أولى من الذكر أو التلاوة؛ لأنه مظنة القبول."*
*قلت :لا يمنع هذا من أن يقرأ الإنسان من القرآن في هذا الوقت، خاصة إن كان له ورد يومي، لكن لا ينبغي أن يُشغل نفسه عن الدعاء كله.*
*والخلاصة أن الدعاء بين الأذان والإقامة هو الأفضل، وهو المشروع في هذا الموطن بنص الأحاديث الصحيحة، وبه قال جمهور العلماء.*


*وكتبه أ.د/محمد بن مطر السهلي الحربي.*
*مكة المكرمة،* 
*الأربعاء ١٤٤٦/١٢/١٥.*

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..