هو الذي رفع القلم فارتفعت به الأمم، وخطّ الحرف فانبثقت منه الحضارات.
هو الذي علّم العقل كيف يفكر، واللسان كيف ينطق، واليد كيف تُبدع، والقلب كيف يؤمن.
لا وجود للثقافة بلا معلّم،
ولا وجود للبلاغة بلا معلّم،
ولا وجود للفصاحة بلا معلّم.
فمنه انبثقت العقول،
ومنه توهجت الأرواح،
ومنه تولدت الأفكار،
ومنه علت الأمم في علوها،
ومنه قامت الحضارات في سموها.
المعلّم هو الذي صنع التاريخ،
وهو الذي صنع الذين صنعوا التاريخ،
وهو التاريخ ذاته في أبهى معانيه.
هو النهر الذي يروي الصحراء قبل أن يروي الشجرة لتحيا به الحياة.
هو صانع الحضارات الذي يبني بالإنسان قبل الحجر.
هو جسر متواضع تعبر فوقه الأجيال إلى مستقبلها.
هو زارع بذور لا يرى ثمارها، لكنه يزرع على أمل.
هو ناقل المشعل من جيل إلى جيل، يحمل النور ولا يحتكره.
هو خريطة القلوب قبل خريطة العقول.
هو صانع الأسئلة قبل مُعطي الإجابات.
هو الظل الذي يحميك من حرّ الجهل حتى تصبح شجرة قوية.
هو الذي يعطيك البوصلة ليهديك الطريق، ويزرع فيك الإرادة لتشق الدرب بخطى ثابتة ويقين.
كل طبيب أنقذ حياة… علّمه معلم.
كل مهندس شاد صروحًا… أدّبه معلم.
كل قاضٍ أقام عدلًا… ربّاه معلم.
كل قائدٍ رفع راية… صنعه معلم.
كل شاعرٍ أبدع بلاغة… أطلق لسانه معلم.
وكل عالمٍ اخترق أسرار الكون… أضاء فكره معلم.
المعلّم ليس شخصًا يمضي، بل هو أمة خالدة، هو جذر الحياة وأصل البقاء.
كاد أن يكون رسولًا… لأنه وارث النور، وباعث الحضارة، وصانع الإنسان.
فيا أيها المعلّم…
أنت البداية التي لا تنتهي،
وأنت المجد الذي لا يزول،
وأنت الأمة التي لا تُحصر في كتاب ولا في سطور،
لأنك أعظم من أن تسعك الكلمات… وأجلّ من أن تُدركك الحروف.
قُم للمعلم إجلالًا… فإنه ليس مجرد إنسان، بل هو أمة بأكملها تمشي على الأرض.
💢كتبه / مازن المليح .
يوم الأربعاء بتاريخ 1447/04/09هـ
الموافق 2025/10/01م .

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..