الأحد، 26 أكتوبر 2025

طَلِّقْنِي

💔 *كلمة تتكرّر وتقتل السكينة: -* 
 *طَلِّقْنِي* ... كلمةٌ قبيحةٌ أخذت تطفو على السطح في مجتمعنا، فرفعت معدلات الطلاق، وكَسرت لُبَّ الأسرة، وشتّتت شملها، وأطفأت دفءَ المودّة بين الزوجين.

💔 *طلقني…* أصبحت هذه الكلمة تُقال لأتفه الأسباب، وتُتلفّظ بها على غير وعي، فتخرج من بعض النساء في لحظة انفعالٍ أو نقاشٍ حادٍّ، دون إدراكٍ لعواقبها.

💔 *ظنٌّ باطلٌ وطوق نجاةٍ موهوم: -* 
 *طلقني …* تنطقها المسكينة ظنًّا منها أنها طوق نجاةٍ من مشكلات الحياة، وحبلُ خلاصٍ من أكدارها، وهي في حقيقتها بداية الشقاء، وبوابة الندم الطويل.

💔 *طلقني…* تظن أن تكرارها لهذه الكلمة استثارةٌ لزوجها، أو وسيلةٌ لإثبات قوتها واعتزازها بنفسها، بينما هي في الواقع تُضعف مكانتها، وتُقلّل من قدرها واحترامها عند زوجها.

💔 *خراب البيوت يبدأ من اللسان: -* 
إن كلمة *طَلِّقْنِي* هي شرارة الصراع، وبداية خراب البيوت، بل خرابٌ على المرأة نفسها ومستقبلها. ولذلك قال العوام قديماً: «العزومات ندامات».

💔 المرأة التي تُردّد هذه الكلمة عند كل مشكلة، لا ترفع قيمتها، بل تضعفها أمام زوجها وأمام نفسها، لأن الاحترام لا يُبنى بالصوت المرتفع، بل بالحكمة والعقل والرزانة.

💔 *حين تكتشف المرأة الندم: -* 
علاج هذه الكلمة الخطيرة يبدأ بقراءة قصص المطلقات، والتأمل في معاناتهن بعد الانفصال.
كم من امرأةٍ طلبت الطلاق ثم ندمت ندمًا عظيمًا، بعد أن ذاقت مرارة الفُرقة، خاصةً إن لم يكن لها عائلٌ ولا مصدر رزقٍ سوى الزوج.

💔 *ضحية الأبناء قبل الآباء: -* 
إن الخاسر الأكبر من كلمة طَلِّقْنِي هم الأبناء؛ فحين يفترق الأبوان، يفقد الصغار الأمان، ويُحرَم بعضهم من حنان الأم، وبعضهم من رعاية الأب.
وهكذا تتشظّى الأسرة، ويكبر الأبناء على الحرمان والتشتّت.

💔 *تذكّري حديث المصطفى ﷺ:-* 
قال النبي ﷺ:
(أيما امرأة سألت الطلاق من غير ما بأس لم ترح رائحة الجنة) — رواه أصحاب السنن.
فهل بعد هذا الوعيد موعظةٌ أبلغ؟!

💔 *متى يُقبل طلب الطلاق؟* 
طلب الطلاق لا يكون محمودًا إلا إذا وُجدت أسبابٌ معتبرة، كأن يكون الزوج فاسقًا، سكيرًا، أو يتعاطى المخدرات، أو يترك الصلاة، أو يظلم ويؤذي بالضرب، فهنا يكون لكِ العذر، وتسعى الجهات الشرعية لحمايتك وفسخ النكاح.

💔 *حذارِ من نصائح الثعالب: -* 
احذري من بعض النساء اللاتي يُزيّنَّ لك طلب الطلاق بحجة الحرية أو القوة؛ فهؤلاء كالتي قطع الثعلب ذيله، فأراد أن يقطع ذيول أصحابه ليشعر بالمواساة!

🤲🏻 *دعاء وخاتمة* 
نسأل الله أن يحمي نساءنا وبناتنا من التفوّه بهذه الكلمة، وأن يهديهنَّ لكل خيرٍ وفضيلة، ويعيذهنَّ بمنِّه وكرمه من كل شرٍّ ورذيلة، إنه سبحانه الهادي إلى سواء السبيل


✍🏻 د. عبدالعزيز بن حمود المشيقح – بريدة
3 - 5 - 1447

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..