الجمعة، 24 أكتوبر 2025

ابن عثيمين ألمعيٌّ ماهر

                مما تميز به العلامة ابن عثيمين -رحمه الله- أنه نقاد بصير، ذو نظر ثاقب، فتراه يبين نكارة بعض المتون الحديثية لمخالفتها القرآن، أو لمخالفتها السنة الصحيحة الثابتة، أو لمخالفتها أصول الشريعة العامة، أو لما فيها من ركاكة يُنّزه عنها كلام رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
-ومن أمثلة ذلك أنه سئل عن حديث: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا دخل رجب، قال: " اللهم بارك لنا في رجب وشعبان، وبلغنا رمضان ".
فأجاب بأنه ضعيف ولا يصح عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-؛ ثم علل الشيخ ذلك بقوله: (إن النبي -صلى الله عليه وسلم – سيكون أحرص الناس على أن يبارك له في رمضان، فكيف يقول: بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان.
كيف لا يدعو بالبركة في رمضان).
-ومن ذلك حديث : "ألبان البقر دواء، ولحمها داء" حكم عليه الشيخ بأنه مكذوب؛ وعلل ذلك بأن الله أباح لحم البقر، ولا يمكن أن يبيح الله عزوجل شيئاً فيه داء.
-ومن ذلك حديث: "أبغض الحلال إلى الله الطلاق" ضعفه الشيخ، وعلل ذلك بأن الحديث يقتضي أن يكون الحلال بغيضاً إلى الله، ولو كان بغيضاً إلى الله ما كان حلالاً؛ لأن كل ما كان بغيضاً إلى الله أقل أحواله أن يكون حراماً.
وقد جمع شيخنا المفيد الدكتور محمد القناص عدداً من الأحاديث في ذلك مما ضعفه الشيخ بسبب نكارة متنه في كتاب سماه: (المعايير النقدية لمتون السنة عند الشيخ ابن عثيمين)، والموضوع قابل للزيادة، وهو حقيق بالبحث، ويستحق أن يقوم به طالب في رسالة ماجستير، بحيث يقوم بتخريج الحديث الذي استنكره الشيخ ودراسة إسناده، ثم ينقل كلام الشيخ مقروناً بكلام أهل العلم من الشراح وغيرهم.  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..