الخميس، 6 نوفمبر 2025

التوسع في المباحات "حين يتحوّل المباح إلى فخّ خفيّ للإيمان"

السلام عليكم ورحمةالله وبركاته :
المباحات في أصلها مساحة رحمة، لكن  .. 
حين تتحوّل إلى إدمانٍ واستهلاكٍ كامل، تصير غطاءً ثقيلاً يطفئ حرارة القلب.
الناس اليوم غرقوا في تفاصيل المباح: ساعة في الطعام، وساعات في الترفيه، وأيامًا في الشاشات… حتى جُرِّدت حياتهم من المعالي.
الخطر أنهم لا يرونه خطرًا؛ لأنهم لا يعصون صراحة، لكنهم يضيّعون أعمارهم في ما لا يقرّبهم من الله.
الصحابة كانوا يرون المباح ساحة اختبار، يتركون كثيرًا منه خشية أن يجرّهم إلى غفلة أو إلى الحرام.
كانوا يربّون قلوبهم على قاعدة: "ما لا ينفعني في آخرتي… فلستُ محتاجًا إليه".
اليوم صار معيار الناس: "ما لا يحرّمه الشرع صراحة… فأنا أُفرغ نفسي فيه بلا حدود".
الفارق بين الصحابة وبين الناس اليوم: أن الصحابة جعلوا المباح جسرًا للآخرة، والناس جعلوه مستنقعًا يغرقون فيه.
المباح إذا أُخذ بقدر، صار نعمةً تحفظ القلب من الجفاف، وإذا أُخذ بلا ضابط صار نقمةً تسلب النور.
القلب لا يفسد بالحرام فقط؛ بل يفسد أيضًا بالشبع من المباحات حتى يثقل عن الطاعات.
فمن أراد صفاء الإيمان فليزن نفسه: هل المباح عندي وسيلة تعينني، أم عادة تسرقني؟

الحكمة: "المباح بلا ميزان… طريق خفيّ إلى الهلاك".

نصائح مختصرة
⬅️ ضع للمباح وقتًا محدودًا لا يتجاوز الحاجة.
⬅️ اجعل نيتك في المباح صالحة: راحة للجسد لتنشط للطاعة.
⬅️ قدّم النافع للآخرة على النافع للدنيا.
⬅️ عوّد نفسك أن تترك بعض المباح اختيارًا؛ لتذوّق لذّة الإيمان وضبط الهوى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..