الأحد، 30 نوفمبر 2025

مقترح وطني لإلزام تغليف محكم للمنتجات سريعة التأكسد

💢 من تاريخ الفتح إلى تاريخ الخطر…‼️
(مقترح وطني لإلزام تغليف محكم للمنتجات سريعة التأكسد)..
في أسواقنا اليوم تُطرح مئات المنتجات التي تحمل عبارة من نوع:
«يُستخدم خلال 12 شهرًا من تاريخ الفتح» أو «24 شهرًا بعد الفتح»…
هذه العبارة ليست للزينة، بل هي نتيجة دراسات كيميائية دقيقة؛ لأن بعض التركيبات تتأكسد مع الهواء، فتفقد فعاليتها أو تتحول لا قدر الله إلى مادة قد تُلحق ضررًا بالمستهلك.

لكن الخلل ليس هنا…
الخلل في أن العبوة تُفتح وهي على الرف، يبدأ عدّاد «مدة الاستخدام بعد الفتح»، ثم تُغلق وتُعاد مكانها، دون أن يكون عليها أصلًا أي تغليف محكم أو غلاف يدل على أنها فُتحت من قبل، فيأتي مستهلكٌ مسكين بعد 4 أو 6 أو 8 أشهر، فيشتري منتجًا دخل فعلًا في مرحلة التفاعل الكيميائي، وهو لا يعلم!

من هنا ينبع هذا المقترح الوطني.

🔹 أولًا: ماهية الإشكال!!
1. طبيعة بعض المنتجات
بعض الشامبوهات، الكريمات، مستحضرات العناية، وبعض المنتجات الكيميائية أو شبه الدوائية، تحتوي على عناصر:
تتأكسد بمجرد ملامسة الهواء،
أو تتحلل تدريجيًا بعد الفتح،
أو تقل فعاليتها شيئًا فشيئًا مع الزمن بعد فتح العبوة.
لذلك يُكتب عليها: 12M أو 24M (أي 12 أو 24 شهرًا بعد الفتح).
2. السلوك الواقع في الأسواق
بعض المتسوقين يفتح العبوة على الرف:
ليتأكد من الرائحة،
أو القوام،
أو اللون…
ثم يغلقها ويتركها، ويبقى تاريخ "الفتح الأول" مجهولًا.
تأتي بعدها شهور، ثم يشتريها مستهلك آخر وهو يظن أنه اشترى منتجًا "سليمًا" لم يسبق فتحه.
3. نقطة الخطر
خلال هذه الشهور قد تكون:
المواد الفعالة فقدت جزءًا كبيرًا من تأثيرها،
أو حدث تفاعل كيميائي جعل المنتج غير آمن،
أو أصبح بيئة مناسبة لنمو بكتيريا أو فطريات في بعض التركيبات.

وهنا تتحول عبارة "يُستخدم بعد الفتح خلال…"
من وسيلة حماية… إلى قنبلة زمنية لا يشعر بها المستهلك.

🔹 ثانيًا: الآثار الصحية والاقتصادية!!
1. أثر صحي محتمل
تعرض المستهلك لمواد متأكسدة أو متغيرة الخواص قد يسبب:
حساسية جلدية،
تهيّجات،
التهابات،
أو في الحالات القصوى مضاعفات صحية تستدعي العلاج.
2. أثر اقتصادي على المستهلك
يدفع قيمة منتج "منتهٍ عمليًا" من حيث الجودة أو الفعالية،
يهدر ماله على سلعة لا تؤدي الغرض الذي اشتراها من أجله.
3. أثر على الثقة في السوق
تتضرر الثقة بالمنتجات والعلامات التجارية،
ويُساء الظن بالرقابة والمتابعة،
مع أن أصل الخلل في تصميم العبوة وآلية طرحها على الرف.

🔹 ثالثًا: جوهر المقترح الوطني!!

المقترح:
إلزام جميع المنتجات التي تحمل عبارة مدة استخدام محددة بعد الفتح (12 شهرًا، 24 شهرًا، …) أو التي تحتوي على عناصر شديدة التأثر بالأكسجين أو الهواء، بأن تُطرح في عبوات ذات تغليف خارجي محكم/غير قابل للفتح دون أثر واضح، بحيث:
1. يستحيل فتحها في الرف دون أن يظهر الأثر بوضوح
مثل:
أختام لاصقة تتمزق عند الفتح،
شرائط أمان،
تغليف بلاستيكي حراري محكم لا يعود كما كان بعد الفتح.
2. يستطيع المستهلك العادي أن يميز فورًا
إن كانت العبوة:
لم تُفتح من قبل (التغليف سليم)،
أو سبق فتحها (التغليف ممزق، مختوم بشكل مكسور، …).
3. ربط "تاريخ الاستخدام بعد الفتح" بالتغليف الخارجي
بحيث يكون:
ما لم يُكسر التغليف الخارجي فالتاريخ لم يبدأ بعد،
وإذا كُسر التغليف، فالمستهلك يلاحظ مباشرة، فيمتنع عن الشراء.

🔹 رابعًا: الجهات المعنية ودور كل جهة!!
1. الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة
إصدار مواصفة إلزامية تنص على:
اشتراط تغليف محكم/مانع للتلاعب لجميع المنتجات التي يُذكر عليها "مدة استخدام بعد الفتح"،
تحديد الحد الأدنى لمعايير التغليف (Tamper-Evident Packaging).
2. الهيئة العامة للغذاء والدواء (للمنتجات الداخلة في نطاقها)
تضمين هذا الشرط ضمن:
متطلبات التسجيل،
وترخيص المنتجات،
ومراجعة بطاقات المنتجات ومواصفاتها الفنية.
عدم السماح بتسويق أي منتج من هذه الفئة دون تغليف محكم.
3. وزارة التجارة
متابعة الالتزام في:
منافذ البيع،
الأسواق الكبرى،
المتاجر الإلكترونية.
اعتبار بيع منتج من هذه الفئة وقد فُتح تغليفه، مخالفة تجارية تمس حقوق المستهلك.
4. المصنِّعون والمورِّدون
إعادة تصميم عبواتهم لتتوافق مع المواصفة الجديدة،
وتحمّل تكاليف التعديل بوصفه جزءًا من مسؤوليتهم في حماية المستهلك والمحافظة على سمعة منتجاتهم.

🔹 خامسًا: مراحل التنفيذ المقترحة!!
1. مرحلة انتقالية (12–18 شهرًا)
تمنح فيها المصانع والمستوردون فرصة:
لتعديل عبواتهم،
وتصفية المخزون القديم،
مع إلزامهم بوضع تحذير واضح على المنتجات القديمة لحين انتهاء المرحلة الانتقالية.
2. مرحلة التطبيق الإلزامي
منع دخول أو تداول أي منتج من الفئة المستهدفة لا يطابق اشتراط التغليف المحكم.
تكثيف الجولات الرقابية.
3. مرحلة التقييم والتحسين
بعد سنتين من التطبيق:
تقييم الأثر الصحي والشكاوى،
قياس مستوى رضا المستهلك،
تطوير المواصفة عند الحاجة.

🔹 سادسًا: التوعية المساندة!!

لا يكفي أن نُعدّل التغليف…
بل يجب أن نُنوِّر المستهلك:
1. حملات توعية عبر:
المنصات الرسمية،
وسائل التواصل،
نقاط البيع الكبرى.
2. توضيح:
معنى عبارة "12M بعد الفتح"،
وخطورة شراء عبوة يظهر عليها أثر فتح أو كسر تغليف،
وحق المستهلك في رفض العبوة المفتوحة والإبلاغ عنها.

🔹 خاتمة المقترح:

هذا المقترح ليس ترفًا تنظيميًّا،
بل هو نابع من ثلاث قيم كبرى:
صحة المستهلك أولًا،
جودة المنتج ثانيًا،
وثقة السوق ثالثًا.

إن إلزام العبوات ذات "مدة الاستخدام بعد الفتح" بتغليف خارجي محكم ومانع للتلاعب،
سيحوّل تلك العبارة الصغيرة المطبوعة على العبوة
من "سطر فني" لا يلتفت إليه أحد…
إلى خط دفاع حقيقي عن صحة المجتمع،
وخطوة واعية نحو سوق أكثر أمانًا وإنصافًا للمستهلك.
✍️مازن المليح.
📍قناة أثر وتأثير .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..