الاثنين، 12 مارس 2012

من يقف خلف أحداث أبها؟ الأخوان أم إيران؟ ‏



الإتّهامات تعدّدت حول من يقف خلف أحداث أبها والنتيجة واحدة: السعودية ليست بمنأى عن 'الربيع ‏العربي'.‏
 
ميدل ايست أونلاين

باريس - من حبيب طرابلسي

السعودية ليست محصّنة ضدّ 'الربيع العربي'‏
إتّهم الفريق ضاحي خلفان، القائد العام لشرطة دبي، بشدّة الإخوان المسلمين بالوقوف
خلف تحركات الطلبة في الجامعات السعودية، التي تزامنت مع الذكرى السّنوية الأولى لـ"ثورة حنين" والتي وجّهت فيها الرياض إصبع الإتّهام إلى إيران. فمن يقف خلف أحداث جامعة الملك خالد في أبها؟ الأخوان أم إيران؟
كلا الطرفين قد يكونان متحمّسين للتحرك الآن بسبب غياب الرّجل القوي في السعودية، ولي العهد ووزير الدّاخلية السعودي الأمير نايف بن عبدالعزيز، العدوّ الّدود للأخوان وإيران، في رحلة علاج في الخارج.
كتب خلفان على حسابه في شبكة التواصل الاجتماعي "تويتر" "الإخوان في المملكة شرّعوا في خلق البلبلة. إنهم على الدّوام يستغلون أسلوب البلطجة في إثارة الفتن".وأضاف "يمارس الإخوان أسلوب الخميني في استغلال طلاب الجامعات".
وجدّد خلفان الأحد إتّهامه للإخوان عند ردّه على الدّاعية الكويتي طارق سويدان الذي دعاه لـ"الاعتذارعن خطأه في حق الشيخ يوسف القرضاوي"، رئيس اتحاد علماء المسلمين.
وكان قائد شرطة دبي قد شنّ هجومًا عنيفًا على القرضاوي، مهدداً إياه بإصدار "مذكرة إلقاء القبض" عليه بسبب تطرّقه إلى قضية سحب الجنسيات من مواطنين إماراتيين وقضية ترحيل عدد من الناشطين السوريين بتهمة التظاهر غير المشروع.
في ردّه على سويدان إتّهم خلفان الإخوان بأنهم "فسدة، ليسوا من الدين في شيء" وبأنهم "جنود" يعملون بالسر لصالح واشنطن في تنفيذ "مخطط الفوضى".
غنيّ عن القول بأن جماعة "لإخوان المسلمين"، التي تعيش عصرها الذهبي في تونس والمغرب ومصر بفضل "الربيع العربي"، لا يمكن إلا أن تنظر بعين الرضا لأي إحتجاجات في السعودية.
وكانت الرياض قد غيّرت موقفها من الحركة عقب هجمات سبتمبر بعد أن منحت منذ ستّينات القرن الماضي تأييداً كبيراً للإخوان الذين لجأوا الى المملكة من مصر الناصرية هرباً من الاضطهاد.
ويعتبر ولي العهد ووزير الداخلية السعودي، الأمير نايف بن عبد العزيز، الإخوان "سبب المشاكل في عالمنا العربي وربما في عالمنا الاسلامي" واتّهمهم سابقا بـ"تسييس الاسلام لأهداف ذاتية" وبـ"ارتداء عباءة الدين لزعزعة الأمة وتفتيتها".
ومن البديهي القول بأن إيران تتمنّى أن تنتقل الفوضى من حليفتها سوريا إلى غريمتها السعودية لتلتحق بالبحرين التي تعيش منذ 14 شباط/ فبراير 2011 على وقع الإحتجاجات العارمة.
لذلك تجنّدت قناة "العالم" الإيرانية منذ اندلاع الاحتجاج الأول الأربعاء بجامعة الملك خالد للبنات بأبها لتغطّي، أحيانا لعدّة ساعات، "الاحداث التي أخذت شكلا منتظما وانتشارا واسعا لتشمل كافة القطاعات الشعبية والثقافية"، حسب قولها.
واستضافت القناة للتعليق على الأحداث عددا من المعارضين السعوديين في المنفى.
فقال فؤاد ابراهيم أن "رياح التغيير انطلقت من أبها" وأن "حاجز الخوف لدى الغالبية من ابناء الشعب قد انكسر". وسخر ابراهيم من "محاولة احدى الجهات الجامعية الإيحاء بوجود اجندة خارجية، وكأنما تشير الى دور ايراني افتراضي".
وقالت الاكاديمية والباحثة السعودية مضاوي الرشيد ان الاحتجاجات في بلادها جاءت نتيجة اهمال مطالب المجتمع، متوقعة ان تكون هذه الاحتجاجات هي بداية لأخرى ربما ستكون اوسع من سابقتها خاصة وان حاجز الخوف قد انكسر". وبينت ان هذه الاحتجاجات هي بداية لاحتجاجات ربما تطال مدن اخرى". وادانت حالات البطالة والفساد الاداري التي تعاني منها بلادها، محملة نظام ال سعود المسؤولية عن الوضع المتردي لابناء شعبها".
ويبدو أن "العالم" تفوّقت على "الجزيرة"، الفضائية القطرية، في فنّ التّهويل والتّلفيق والتّحريض، الأولى بالنسبة إلى البحرين والسعودية، والثانية بالنسبة إلى ما يجري في درعا ودوما وبانياس وحمص، وغيرها من المدن السورية من "مجازر" لا يسمح النّظام السوري للإعلام بتغطيتها لنقل الحقائق كما هي.
وتشاء الصّدف، أن يحاول شاب سعودي إحراق نفسه على الطريقة الـ"بوعزيزية" قُبيل الذكرى السنوية الأولى لـ"ثورة الغضب" المزوّرة (التي حملت على صفحة فيسبوك إسم "ثورة حنين") وأُجهضت في 11 مارس/آذار2011، بينما كانت صفحة تحمل عنوان "الثورة السعودية يوم 20 مارس" تنادي بتنظيم مظاهرات للمطالبة بالملكية الدستورية وبالحريات وباجراء انتخابات تشريعية.
واتّهمت السلطات السعودية آنذاك "قوى خارجية"، أي إيران، بـ"تدبير" هذه الأحداث.
فقد ذكرت مصادر إخبارية متعددة، من بينها " وكالة الجزيرة العربية للأنباء"، أن بائع خضار في مدينة عرعر، شمال السعودية، أقدم على إحراق نفسه، في حادث يشبه ما فعله بائع الخضار التونسي، محمد البوعزيزي، مفجّر"الربيع العربي".
الفارق البسيط هو أن السعودي كان يبيع الخضار بواسطة شاحنة صغيرة، والتونسي بواسطة عربة يجرّها بيده لكن دخلت الفيسبوك والتّاريخ ولا تقدّر بثمن. والفارق الكبير هو أن البوعزيزي مات، أما الشاب السعودي، الذي قيل أنه يعاني من الفقر، تمّ ‏إنقاذه واتّهم بالمعاناة من "اضطرابات نفيسة".‏
وتشاء الصّدف كذلك أن تندلع أحداث أبها بُعيد سفر الأمير نايف إلى الولايات المتحدة الأميركية، فخرج "ناشط سعودي" يدعى "موج البحر" في منتدى الساحات ليعلن أن الأمير "مصاب بجلطة دماغية كبيرة، اضافة الى الجلطات التي اصابته في القلب".
ودعّمت "وكالة الجزيرة العربية للأنباء" رواية "موج البحر"، مذكّرة بأنه كان "أول من نشر خبر تدهور صحة ولي العهد السابق، سلطان بن عبد العزيز".
"وكالة الجزيرة العربية للأنباء"، التي تعرّف نفسها بأنّها "مؤسسة إعلامية الكترونية من الجزيرة العربية وإليها، شعارها حرية ومصداقية بلا حدود"، كانت سبّاقة، مثل "العالم"، في تغطية الأحداث أولا بأول.
كما أن الأحداث الأخيرة في السعودية تزامنت مع نشر مجلة "فورين بوليسي" الأميركية تقريرا تتّهم فيه النظام في الرياض بـ"استغلال احتجاجات المواطنين الشيعة كذريعة لتخويف السعوديين السنة من استيلاء إيران على حقول النفط في المملكة بمساعدة من الشيعة المحليين".
وأضافت المجلة بأن "السّلوك القمعي الذي تنتهجه القيادة السعودية تجاه الشيعة يعد جزءًا أساسيًا من الشرعية السياسية في المملكة".
وذكّرت قناة "السي إن إن" الأميركية في تقرير مطول بأن محافظة القطيف "ذات الأغلبية الشّيعية"، وأنحاء أخرى من المملكة، شهدت مظاهر احتجاجية مؤخراً، تزامناً مع التحركات التي ما زالت تجري في عدد من الدول العربية، وخاصةً في البحرين المجاورة، حيث تخوض قوى شيعية مواجهة مع السلطات في الشارع".
وتجاهلت وسائل الإعلام السعودية بالكامل تكريم وزارة الخارجية الاميركية للناشطة الحقوقية الشيّعية السعودية سمر بدوي التي تسلّمت جائزة أشجع نساء العالم ضمن عشر نساء جرى تكريمهن في حفل عالمي أقيم مؤخّرا في واشنطن.
وإختيار سمر بدوي، وهي زوجة الناشط الحقوقي البارز وليد أبوالخير، من طرف الخارجية الاميركية، جاء لدورها البارز في الدفاع عن حقوق المرأة السعودية.
بقطع النّظر عمَّن يقف خلف أحداث أبها، فإن السعودية ليست بمنأى عن "الربيع العربي".
فبلد حوالي ربع مواطنيه يعيشون تحت خط الفقر وحوالي ثلاثة أرباعهم من الشباب تعاني نسبة كبيرة منهم من البطالة، والديمقراطية مفقودة، وشبكة التواصل الاجتماعي متوفّرة، من الصّعب أن يتجنّب رياح الربيع.
وكانت منظمة هيومان رايتس ووتش، المعنية بحقوق الإنسان، قد طالبت مؤخّرا وزارة الداخلية السعودية بإطلاق سراح العشرات من المحتجزين والمدانين من دعاة الإصلاح المسالمين، مؤكدة أن "المملكة ليست محصنة ضد الربيع العربي".
لذلك حرص الأمير فيصل بن خالد بن عبد العزيز، أمير منطقة عسير، خلال جولة غير مسبوقة في كلية التربية والآداب للبنات بجامعة الملك خالد بأبها، على تهدئة الأمور.
فأكد الأمير فيصل بأن مطالب طلاب وطالبات هي محل الاهتمام و"سوف تتحقق في القريب العاجل" وأن مكتبه وبيته وهاتفه "مفتوح للجميع".
لكنه هدّد بـ"التعامل بكل شدّة" مع التجمعات والمظاهرات والاعتصامات، مشدّدا على أنه "بدون أمن سوف يضيع كل شي... والدليل ما نراه من حولنا في بعض الدول. عندما ضاع الأمن ضاعت دول".
وتقول الصحف المحلية الإثنين أن الهدوء عاد إلى الكلّيات.
لكن ناشطين نشروا على الفيسبوك ومواقع الكترونية بيانا يحدد "السبت 24ربيع الثاني/1433هـ الموافق 17مارس/2012م يوم اعتصامات في جميع الجامعات والمدارس السعودية".


ع ق  1355

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..