السبت، 11 أغسطس 2012

كيف استغل الإخوان عمر بن الخطاب في رمضان




تسللت أصابع القرضاوي والعودة والتمويل القطري إلى تاريخ صدر الإسلام لتعيد
ترتيب الأولويات بما يخدم الهدف الحالي: إقامة الخلافة الأخوانية.

ميدل ايست أونلاين
حاولت جاهدا الوصول او الحصول على نقاش او اتجاه للكتابة في عمق حديث الموسم التلفزيوني وهو مسلسل عمر بن الخطاب الذي يعرض حاليا. لعل التوجه الوحيد - ولا ادري هل هذا التوجه مقصود او بالمصادفة وعلى مبدأ شعبي مع الخيل يا شقرا - هو التوجه الذي يحكم معظم النقاشات والخلافات والذي ينحصر في قضيتي التحليل والتحريم في تمثيل الصحابة. واعتقد انها نقطة أشبعت نقاشا وحديثا.
بالصدفة قرأت مقال الكاتب السعودي عبدالله بن بجاد العتيبي. ولمعرفتي بما يكتب توقعت ان يغرد خارج السرب ليصل الى ما اقصد. لعله كان كعادته مجيدا في طرحه ولكنه لم يبتعد عن ذلك الخط وهو خط التحليل والتحريم والخلاف المذهبي او الطائفي في التعامل مع الشخصيات التاريخية في الدراما وخصوصا الانبياء والخلفاء. ولعل الاتجاه الاخر في مقاله كان للدفاع عن قناة الام بي سي. والحال، يقول الاستاذ عبدالله "جدل جديد سبق رمضان ومسلسلاته كالعادة، وهذه السنة كان محور هذا الجدل - وما زال - هو مسلسل عمر، هذا المسلسل الذي يشكل نقلة في تاريخ الدراما العربية من جرأة الموضوع إلى ضخامة الإنتاج وصولا إلى سعة انتشار غير مسبوق لعمل درامي حيث يعرض العمل الآن على عدد من القنوات العربية في قطر ولبنان وتونس والجزائر، ومدبلجا أو مترجما في إندونيسيا وتركيا وبعض وسائل الإعلام الفرنسية الخاصة الموجهة للعرب والمسلمين، وبعد رمضان في ماليزيا، ثم في الولايات المتحدة الأميركية لاحقا، وأحسب أنه أول مسلسل عربي تتم ترجمته أو دبلجته للغات أخرى".
ما اريد الحديث عنه وبالطبع لن يكفيه مقال واحد هو الربط بين قصة وسيناريو هذا العمل من جهة ولجنة الإجازة والتعديل وكذلك المؤسسة القائمة على انتاج هذا العمل والتابعة لدولة قطر من جهة أخرى. سؤال لا بد أن يُطرح: هل يجتمع وجود يوسف القرضاوي وسلمان العودة مع الانتاج القطري اعتباطا ومجردا من اي توجهات تخدم ما يدور حاليا على ارض الواقع؟
دعونا نتذكر بعض المفردات: الحرية والعدالة؛ مشروع النهضة؛ مؤسسة التغيير.
هل تدل هذه المفردات على شيء؟ أرد وأقول إنها تدل على الكثير.
سيسألني البعض: ولكن ما علاقتها بالمسلسل؟
كتبت قبل رمضان تغريدة على تويتر وطرحت فيها تساؤلا بسيطا: يا ترى كيف سيتم تمرير فكر التغيير الاخواني من خلال هذا المسلسل؟
الجواب كان واضحا بدءا من الحلقة الاولى. فمن خلال مدخل المسلسل وخطبة الفاروق، وقبل ان يبدأ المسلسل بطريقة الفلاش باك ليمر عبر خطوط درامية تلتقي عند نقطة واحدة وهي تظهر بشكل واضح من خلال التضخيم الكبير وفي ثمان حلقات تقريبا لشخصيتين قد تكونان ثانوية نوعا ما تاريخيا ولكنهما اصبحتا رئيسيتان بقدرة قادر، حتى لتتلاشى امامهما شخصيتي أبي بكر الصديق وحمزة بن عبدالمطلبن بل وحتى لشخصية المسلسل المحورية نفسها، أي الخليفة عمر بن الخطاب. ولا اعتقد ان الكاتب قد اعطاهما هذا الحجم. ولكن لماذا لا يكون المراجع هو من أوحى له بفكرة هذا التضخيم ليصل الى الهدف. العبودية هي الانطلاق الى الحرية والعدالة والتغيير. ويمكن ملاحظة ذلك من خلال الحوارات المتعددة بين بلال ووحشي، والأخيرة هي الشخصية التي أعطيت هذا الحجم الكبير لاول مرة في تاريخ الدراما!
وحتى لا اتهم بالتقليل من شأن الصحابة رضي الله عنهم جميعا، فأنا أتحدث هنا عن التعامل التلفزيوني مع هذه الشخصيات. لم نصل الى عصر الفتوحات. وهنا دعوني اتنبأ قليلا وأرجو ان تعودوا الى هذا المقال عندما نصل الى الحلقات التي أقصدها. كتب سلمان العودة في أسئلة في الثورة يقول "الشكل الجديد هي دولة المواطنين جميعهم البر والفاجر... والمؤمن وغير المؤمن."
صفق له القرضاوي رغم انه ينطلق من مبدأ حزبي. فانت طالما رضيت بي حاكما فلك ما اردت ولي ما أنكرت سابقا. اذا كيف سيكون سيناريو التعامل مع المرتدين؟ كيف سيكون سيناريو التعامل مع الديانات الاخرى؟ كيف سيكون سيناريو التعامل مع المبتدعين؟ وهل ستظهر بعض النماذج التي كانت غائبة او التي لا ذكر لها ولكن لا نها تخدم أهدافا في هذا التوجه وتصبح مضخمة من خلال هذا العمل؟ لننتظر ونرى!
الان دعونا نعود الى ما قبل أذان المغرب وعلى قناة الام بي سي نفسها. عمر صانع حضارة. هل يمكن ان تكون مصادفة أن يتحرك عمرو خالد تلفزيونيا بنفس الخط الدرامي للمسلسل! ويقوم بتهنئتنا لتقبل ما سيحدث في المسلسل؟ قد لا تكون هناك مصادفة.. لنلقي نظره اخرى على برنامج يقدمه نبيل العوضي: عمر أيضاً! ما هذا! هل توقف التاريخ الاسلامي عن نماذج اخرى يمكن تقديمها؟
عمر بن الخطاب رضي الله عنه رمز والحديث هنا عن التكرار لشخصية واحدة والحديث باتجاه واحد عن التغيير والنهضة والحرية. هل هو استغلال من هؤلاء ام هو مصادفة وحسب؟
لنكمل ونحاول وصل الخطوط بالخط الاخير. إنها بعض تغريدات الدكتور سلمان العودة. الملاحظ انها بدأت تتغير واتخذت منحى اكثر شدة ووضوحا وتحريضا. أيضاً باتجاه التغيير والتحرر والتركيز على نماذج معتقلة احيانا.
هذا مجرد انطباع شخصي وقد يوحي للبعض بأشياء لم تكن في باله وقد لا يعيرها البعض اهتماما ولكن اقول: ان ما ذكرته سابقا هو الأساس الذي قام عليه هذا الحزب منذ تأسيسه وهو الإيحاء بأن البشر مستعبدون من انظمتهم بدءا بالاستعمار الذي كان هدفا في البداية ثم اصبح النظام الحاكم هو الهدف القادم للتحرر من عبوديته والخروج الي ساحات الحرية والنهوض بالمسلمين كما يروجون للوصول الى عهد الخلافة الاخوانية او كما يقولون... الولايات العربية الاسلامية.
عارف عمر
كاتب من الإمارات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..