الثلاثاء، 4 يونيو 2013

فن تحييد الخصوم

      الكل يعلم عندما تفقد أى قوى سياسية أو اجتماعية أو حركية ما زمام السيطرة فى أى صراع من الصراعات أو توجه من التوجهات , فلابد أن

تسعى بكل الطرق إلى استعادتها مرة أخرى، مهما كلف ذلك الأمر من خسائر أو مبالغ للحد من هذا الأمر، ولأن عدم السيطرة على هذا الصراع يعنى ظهورها فى موقف العجز والتبرير وربما أجازف بالاندثار والاختفاء من المشهد، وكل هذا لأن القوى المنافسة والمعارضة لن تترك المجال ولا الفرصة لها بالقيام لاستعادة مكانتها وهذا نراه فى أساليب الضغط حتى لو وصل الأمر فى بعض الأحيان لاستخدام السلاح ضدها لإبعادها وإلحاق انكسار وهذيمة بها، وكل هذا من أجل تحقيق إستراتيجية خاصة لهذه القوى المعادية إذا صح التعبير.
وهناك طرق وأساليب عديدة لاستعادة هذا الاستقرار السياسى أو الاجتماعى يختلف حسب الظروف الخاصة بين المتصارعين، فمنها الأمور التى يتصارع من أجلها الطرفيين والمساحة المتصارع والمتفق عليها وطبيعة الخصوم وانتمائهم والفكر الأيدلوجى لكل منهم ومقدار القبول الشعبى لهم والقبول الخارجى، فهناك أساليب مباشرة وغير مباشرة فالمباشر منها يكون على شكل المواجهة المفتوحة والصريحة معهم فى طلبهم بالحشد للموارد المادية ومتطلبات الدولة ووضعهم فى مكانك أمام الجميع حتى يعلم الكل موقفهم، وهناك الغير مباشرة وهو فن تحييد الخصوم وهو محور حديثى والذى لابد أن يأخذ أشكالاً مختلفة ومتنوعة وذلك بعض تشخيص القوى الراغبة فى تحييدها ومن أساليبه.
الإغراءات والتلويح ببعض المصالح والمكتسبات المادية والمعنوية والشكلية، ولابد من وضع خطة مدروسة لتنفيذ هذا التحييد وكيفية تنفيذه وما مقدار الأشياء التى يمكن العرض بها لنجاح التحييد وإرضاء هؤلاء المتصارعين وكل هذا فى نطاق أمور ملموسة للجميع بل قد يتطرق الأمر إلى حدوث بعض التحالفات كما سبق وحدث فترة الانتخابات ما بعد الثورة سوأ كان متفقين أو مختلفين معك ايدولوجيا أو عملياً، وذلك فى نظر بعض القوى هو أفضل من المخاطر التى تهددهم فى حالة حدوث صراع وجها لوجه بينهم ومن هذه الأمثلة ما يدور على المستوى الداخلى والكل يعلم ولا داعى للذكر فالكل بعد الثور انكشفا وبان.
وعلى المستوى الإقليمى الصراعات الدائرة فى السودان من زمن بعيد انتهى إلى تقسيمها إلى شمال وجنوب السودان حتى لايزيد الصراع بينهم.
وعلى المستوى الدولى لا ننسى تجربة الاتحاد السوفيتى مع النازية فى بداية الحرب العالمية الثانية والكل يعلم عداء النازيين ضد السوفيت لا يحتاج لبراهين.
لذلك إذا تمت دراسة جيدة وتشخيص عميق وشامل وقوى للقوى التى يجب استخدام فن التحييد معها سوف نصل إلى الاستقرار السياسى.


الكاتب :
خالد عبد العظيم  :
الثلاثاء، 04 يونيو 2013 
 

المصدر

-


.... مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
--------

متطلبات النظر في السياسة الشرعية.


--------

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..