السبت، 20 يوليو 2013

حتى أنت يا (سلمان)!

هكذا أخوة الإيمان، انسلخ الشيخ سلمان العودة عن إخوانيته، بعد أن أعلنها صراحة، هل كانت
مفاجأة؟ لا أعتقد، فأنا منذ قرأت عنوان أحد مؤلفاته «أنا وأخواتها» عرفت أن الإخواني ليس على ما يرام، لكن أي قسوة قلب تلك التي دفعتك لذلك يا شيخ، إخوانك بحاجة لك، كيف لك أن تباركهم، ومن ثم تورطهم، وبعد ذلك تحضهم، ومن ثم تنقلب عليهم.

بالله عليك قل لنا يا شيخ كيف لك أن تعلم أنهم ينامون بالعراء، ويتوسدون مأساتهم كل ليلة على رصيف «رابعة العدوية» على أنغام الموسيقى والأغاني المثيرة للشجن، ثم تأتي وتقول إنك لست منهم، حسناً ماذا عن رئيسك في اتحاد العلماء المسلمين، وفارسك المغوار حامي الديار الشيخ الإخواني الأكبر والمنظر الأول للإخوان، الذي منحك بركته الشيخ يوسف القرضاوي؟ تُرى هل سيسمح لك بالجلوس على الكرسي بعد ذلك، وهو الذي أعييتنا وأنت تتغزل به، ترى هل يقبل بهذا الانقلاب على «الشرعية» التي منحتموها للإخوان أنتم وفريق معكم، أم أن الموجة الآن تتطلب الانقلاب، ربما، لكن الغريب الذي عجزت أن أستوعبه هو لماذا عناصر الإخوان ينكرون إخوانيتهم، ويتبرؤون منها ماداموا مقتنعين أنهم على المسار الصحيح، إلا إذا كانوا يعلمون أنهم عكس ذلك!

الانقلاب على الإخوان لا يقتصر فقط على «العودة»، فهذا بروفيسور، «بحسب الشهادة فقط»، يخرج على الشاشة الصغيرة ليمجد بالإخوان بصراخ تارة ونواحٍ تارات، لكن عند سؤاله عن انتمائه للإخوان «يتفكك» وكأنه يتحدث عن أمل العوضي «التي تغار منها السعوديات»، فيما قبلها بأسابيع يؤكد إخوانيته، بل أكثر من ذلك فهو يعلن أنه إخواني أماً عن أم... ويقول «ماما إخوانية»!

عار الإخوان من هذه النماذج يفوق عار فكرهم وينحدر بهم إلى الدرك الأسفل، وعار علينا أن يكون بيننا مثل هذه العقليات المتقلبة التي تسوق ذاتها على حساب دينها ووطنها ونتغاضى عن أراجيفها.

هنا دعوني أتساءل عما يقوله الأطباء عن حرف الدال، فهم اكتشفوا فجأة أن السعوديات تحديداً ينقصهن فيتامين «د»، وأنا أقول إنه على النقيض من السعوديات، فالذكور معاناتهم ليست في نقص هذا الحرف، بل في التخمة منه، فنحن نعاني إشكالية معه، والدليل أن كثيراً من أساتذة الجامعات يحملون هذا الحرف لكن تكتشف أنه «ينقصهم» ليزيل الترهل عن عقولهم والغبار عن أفكارهم.

إذاً هنا لابد من القول إن معاناتنا تتلخص في حرف الدال، فالإناث لديهم نقص في فيتامينه، والذكور يصيبهم بتخمة تجعل حديثهم متقلباً إقصائياً متوتراً أقرب إلى الخرف، لكن الأغرب والقاسم المشترك هنا هو أن الخرف الباكر نجده يصيب الإخوان «المنقلبين» سريعاً، فهم تارة مع، وتارة ضد، وتارات لا مع ولا ضد، وأخرى مع وضد، مشروعهم الفشل، وسياستهم الخراب، تُرى هل ندين بكشف الإخوان وعقليتهم إلى سقوط مرسي؟

أعتقد الإجابة نعم، فمن فضائل سقوط ذلك المهزوز أنه أسقط معه جهد 80 عاماً كان تنظيمه يعمل خلاله للوصول إلى السلطة، ذلك بالنسبة لفريق الإخوان، أما بالنسبة لنا، فقد كان سقوطه نذير شؤم على الكثيرين بيننا، إذ عرى بعض الرؤوس الخاوية، وكشف أخرى هاوية، فيما عقول فريق منهم بين تويتر ورابعة العدوية لاهية...!



 سعود الريس
_______
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

رسالة مفتوحة لـ د . سلمان العودة

-الدعاة يخشون سلمان العودة
 سلمان العودة ،، لن تكون صورة مستنسخة من (نيلسون مانديلا) !

 وقفات مع خطاب / سلمان العودة-
-

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..