في منتصف التسعينات الهجرية ، 1395 هـ تحديدا .. كنا في المرحلة الثانوية ، وفي بداية تغيير المناهج وبداية تطبيق نظام الفصلين .. وأتذكر أن أهم ما علق في ذهني من المواد
ليس الرياضيات التي كانت 7 مواد آنذاك ، ولا العلوم التي كانت أربع مواد بل كانت مادة "التوحيد " فقد كانت تدرس في ثانوية الرياض بشكل مختلف ،،
فقد أسندت الى مدرس جعل منها مادة مختلفة ،، وقد كان يملي علينا إضافات للمقرر " لاتجدها في المدارس الأخرى" فالهامش الذي في الصفحة يمتلىء من إضافاته ، طبعا منها الجيد الذي تشربناه وهو خاص بالتوحيد والبعد عن الشركيات ومظاهرها ،، ولكن .. بعض إملاءاته كانت حول "الحاكمية" ويجلبها من "الظلال" وكان مما كنت أسمعه يردده هو و أحد معلمي اللغة العربية " فلسطيني" وكانت تضايقني .. هي نبذ مصطلح " الوطن" فكانوا يرددون وينطقونها " الوثن" .. طبعا لا ألوم كثيرا ذلك المعلم الفلسطيني الذي سلبت أرضه فحسدك على وطنك ،لكني كنت متأثرا كثيرا "برغم صغر السن " من ذلك الذي يلبس لباسنا ويتكلم بلهجتنا !
ذلك المدرس كان يتمتع بنفوذ غريب وهيبة عند مدير المدرسة برغم نحافة جسمه "الهزيل " ،
ومن الأشياء المزعجة أيضا أن هذا المدرس كان شديدا على طلبة دون غيرهم ، فمن ينتمي لجمعية التوعية الإسلامية كان يحظى بإهتمامه ، بينما من هو خارجها يجد المنغصات ، وأتذكر مرة أني حصلت على أعلى درجة في الفصل في مادة اللغة الإنجليزية مع أني لست من الطلبة الأوائل ، فأشتعلت الغيرة من طالب كان يحصل على ترتيب "الأول" وكان من أعضاء هيئة التوعية تلك ، فشاهد رسما صغيرا لمطرقة و سندان ، رسمتها وأنا اذاكر وأشاهد برنامجا اسمه " من سجلات التاريخ"
كان يقدمه المذيع "محمد صبيحي" وهي تخص شعار الإتحاد السوفيتي ،،
الطالب الذي عملت الغيرة فيه عملها ،، شاهدها ولم يصدق إنتهاء الدرس الأول .. ومع الجرس .. طار الى ذلك المدرس الذي جاء بدوره مندفعا وطلب مني الحضور معه ، وهات يا تحقيق : ما هذه ؟ وماذا تعني ؟ وأين شاهدتها؟ وهل عندكم تلفزيون في البيت ؟
ومن هم اصدقاؤك خارج المدرسة ؟ وكنت أسأل الله أن ينتهي هذا التحقيق لأخرج وأتناول سندوتشا في جيبي "وجبة إفطار مستعجلة" ..
لكنه استمر في أسئلته ولم يخرج بنتيجة ، فالموضوع مجرد رسمة شاهدتها فرسمتها ليس إلا !
هذا الصنف من التشدد مع طلبة دون غيرهم مع ترديده لكلمة " وثن " هو ما جعلني أكره في نفسي ذلك المدرس وما جعلني أكرهه أكثر ، أنه في السنة التالية استمر يدرسنا التوحيد و القرآن الكريم ، وبلغني من أحد أعضاء جماعة التوعية أنه قال : أستطعت أن أخصم من "سليمان" درجات في مادة التوحيد ،لكن ما قدرت عليه في درجات القرآن الكريم !!!
والسبب أن تدريس القرآن الكريم كان "تلاوة " فقط ، وكنا نتلو القرآن الكريم في الفصل أمام الجميع وبالتالي لا يستطيع أن يبخس حقي ولم يكن له سبيل إلى ذلك "بحمد الله " فقد استفدت من حلقات كانت تعقد في مساجد "السحيباني" و "الباحوث" في حي المرقب ،، والتحقت بها من منتصف الثمانينات الهجرية حتى بدايات التسعينات الهجرية تقريبا ..
نعود إلى مصطلح " الوطن" وتلك الحرب الشعواء من ذلك المدرس ومن حوله عليه ، وإستبدالها بكلمة وثن !!
فهل أنقرض هذا الفكر ؟! بكل أسف أقولها "بعد قرابة 40 عاما من تلك الفترة " أنه لم ينقرض !!
في ليلة السابع من رمضان هذا العام 1435هـ وفي مجلس #تويتر .. اقتحم الحوار أحدهم بتغريدة غريبة يستنكر فيها حب الوطن .. تقلب فكره شمالا ويمينا .. وهو يحاول إقناعنا أن هناك ما هو أهم من حب الوطن !
ما هو يا ترى ؟! قال حب الدين و حب الله !!
عجبا !! وهل ترى اننا لا نحب الله أو لا نحب الدين !؟ عياذا بالله !!
لكن حبنا للوطن ليس كحبنا لله تعالى !
حبنا لله عقيدة يسقط معها إن لم نطبقها كل شيء دونها !
وأرجو التنبه لهذه الجملة !!
حتى لا يفهم منها خلاف ما أقصده !
فالمسلم المؤمن يحب الله .. يتربى على ذلك .. منذ ولادته إلى أن يموت ،
في أي حال كان وفي أي زمن أو مكان !
لا ينازعه في ذلك أحد ! لا حاكم ولا محكوم ولا غير ذلك
أما حب الوطن فمرتبط بنشأتنا فيه وأن فيه مراتع صبانا ومسكننا ،،
فما بالكم إذا كان هذا الوطن حاضنا للحرمين الشريفين ،، بل لقبلة المسلمين ومهوى أفئدتهم !؟
أي فكر يحمله هؤلاء المتنكرين لأوطانهم !؟
يدورون حول بعض المواضيع ولا يستطيعون الإفصاح عنها ! يلبسونها لباسا لا يناسبها !
كثيرة تلك المواضيع ، تتجدد مع الوقت وتتخذ أساليبا مختلفة
وجاءت وسائل التواصل الإجتماعي .. فأظهرت الكثير منها
وللحديث بقية ..
سليمان
22 8 1434
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
ليس الرياضيات التي كانت 7 مواد آنذاك ، ولا العلوم التي كانت أربع مواد بل كانت مادة "التوحيد " فقد كانت تدرس في ثانوية الرياض بشكل مختلف ،،
فقد أسندت الى مدرس جعل منها مادة مختلفة ،، وقد كان يملي علينا إضافات للمقرر " لاتجدها في المدارس الأخرى" فالهامش الذي في الصفحة يمتلىء من إضافاته ، طبعا منها الجيد الذي تشربناه وهو خاص بالتوحيد والبعد عن الشركيات ومظاهرها ،، ولكن .. بعض إملاءاته كانت حول "الحاكمية" ويجلبها من "الظلال" وكان مما كنت أسمعه يردده هو و أحد معلمي اللغة العربية " فلسطيني" وكانت تضايقني .. هي نبذ مصطلح " الوطن" فكانوا يرددون وينطقونها " الوثن" .. طبعا لا ألوم كثيرا ذلك المعلم الفلسطيني الذي سلبت أرضه فحسدك على وطنك ،لكني كنت متأثرا كثيرا "برغم صغر السن " من ذلك الذي يلبس لباسنا ويتكلم بلهجتنا !
ذلك المدرس كان يتمتع بنفوذ غريب وهيبة عند مدير المدرسة برغم نحافة جسمه "الهزيل " ،
ومن الأشياء المزعجة أيضا أن هذا المدرس كان شديدا على طلبة دون غيرهم ، فمن ينتمي لجمعية التوعية الإسلامية كان يحظى بإهتمامه ، بينما من هو خارجها يجد المنغصات ، وأتذكر مرة أني حصلت على أعلى درجة في الفصل في مادة اللغة الإنجليزية مع أني لست من الطلبة الأوائل ، فأشتعلت الغيرة من طالب كان يحصل على ترتيب "الأول" وكان من أعضاء هيئة التوعية تلك ، فشاهد رسما صغيرا لمطرقة و سندان ، رسمتها وأنا اذاكر وأشاهد برنامجا اسمه " من سجلات التاريخ"
كان يقدمه المذيع "محمد صبيحي" وهي تخص شعار الإتحاد السوفيتي ،،
الطالب الذي عملت الغيرة فيه عملها ،، شاهدها ولم يصدق إنتهاء الدرس الأول .. ومع الجرس .. طار الى ذلك المدرس الذي جاء بدوره مندفعا وطلب مني الحضور معه ، وهات يا تحقيق : ما هذه ؟ وماذا تعني ؟ وأين شاهدتها؟ وهل عندكم تلفزيون في البيت ؟
ومن هم اصدقاؤك خارج المدرسة ؟ وكنت أسأل الله أن ينتهي هذا التحقيق لأخرج وأتناول سندوتشا في جيبي "وجبة إفطار مستعجلة" ..
لكنه استمر في أسئلته ولم يخرج بنتيجة ، فالموضوع مجرد رسمة شاهدتها فرسمتها ليس إلا !
هذا الصنف من التشدد مع طلبة دون غيرهم مع ترديده لكلمة " وثن " هو ما جعلني أكره في نفسي ذلك المدرس وما جعلني أكرهه أكثر ، أنه في السنة التالية استمر يدرسنا التوحيد و القرآن الكريم ، وبلغني من أحد أعضاء جماعة التوعية أنه قال : أستطعت أن أخصم من "سليمان" درجات في مادة التوحيد ،لكن ما قدرت عليه في درجات القرآن الكريم !!!
والسبب أن تدريس القرآن الكريم كان "تلاوة " فقط ، وكنا نتلو القرآن الكريم في الفصل أمام الجميع وبالتالي لا يستطيع أن يبخس حقي ولم يكن له سبيل إلى ذلك "بحمد الله " فقد استفدت من حلقات كانت تعقد في مساجد "السحيباني" و "الباحوث" في حي المرقب ،، والتحقت بها من منتصف الثمانينات الهجرية حتى بدايات التسعينات الهجرية تقريبا ..
نعود إلى مصطلح " الوطن" وتلك الحرب الشعواء من ذلك المدرس ومن حوله عليه ، وإستبدالها بكلمة وثن !!
فهل أنقرض هذا الفكر ؟! بكل أسف أقولها "بعد قرابة 40 عاما من تلك الفترة " أنه لم ينقرض !!
في ليلة السابع من رمضان هذا العام 1435هـ وفي مجلس #تويتر .. اقتحم الحوار أحدهم بتغريدة غريبة يستنكر فيها حب الوطن .. تقلب فكره شمالا ويمينا .. وهو يحاول إقناعنا أن هناك ما هو أهم من حب الوطن !
ما هو يا ترى ؟! قال حب الدين و حب الله !!
عجبا !! وهل ترى اننا لا نحب الله أو لا نحب الدين !؟ عياذا بالله !!
لكن حبنا للوطن ليس كحبنا لله تعالى !
حبنا لله عقيدة يسقط معها إن لم نطبقها كل شيء دونها !
وأرجو التنبه لهذه الجملة !!
حتى لا يفهم منها خلاف ما أقصده !
فالمسلم المؤمن يحب الله .. يتربى على ذلك .. منذ ولادته إلى أن يموت ،
في أي حال كان وفي أي زمن أو مكان !
لا ينازعه في ذلك أحد ! لا حاكم ولا محكوم ولا غير ذلك
أما حب الوطن فمرتبط بنشأتنا فيه وأن فيه مراتع صبانا ومسكننا ،،
فما بالكم إذا كان هذا الوطن حاضنا للحرمين الشريفين ،، بل لقبلة المسلمين ومهوى أفئدتهم !؟
أي فكر يحمله هؤلاء المتنكرين لأوطانهم !؟
يدورون حول بعض المواضيع ولا يستطيعون الإفصاح عنها ! يلبسونها لباسا لا يناسبها !
كثيرة تلك المواضيع ، تتجدد مع الوقت وتتخذ أساليبا مختلفة
وجاءت وسائل التواصل الإجتماعي .. فأظهرت الكثير منها
وللحديث بقية ..
سليمان
22 8 1434
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..