السبت، 16 مايو 2015

الصدقة وهرمون "الأوكسيتوسن"!!

لصحتك.. من الأفضل أن تعطي عوضاً عن أن تأخذ!! هذه خلاصة بعض الدراسات الطبية التي بدأت تظهر حول علاقة الجود والإنفاق والصدقة بصحتك.
 
أوضحت دراسة للمعهد الأمريكي للصحة، تمّ فيها استخدام الرنين المغناطيسي للدماغ، أن القيام بأعمال خيرية كالإنفاق والكرم يؤدي إلى توهج مركز الثواب في الدماغ، وهو ما يسميه بعضهم "وهج الكرم"!!، كما أن أبحاث المعهد تشير إلى أن العطاء يساعد على إفراز هرمونات تحفز جهاز المناعة بالجسم.
 
هنا نتحدث عن هرمونات سحرية تعطي جرعات عالية من الشعور بالسعادة والارتياح كهرمون الدوبامين والأندروفين، عدا إفراز هرمون الأوكسيتوسن أو ما يسمّى "هرمون الحب"، الذي يشحنك بجرعات من الحب والسرور والاطمئنان.. كل ذلك له انعكاساتٌ إيجابية على صحة القلب، وانخفاض ضغط الدم، وتخفيف الضغوط النفسية والهموم والأحزان.
 
لنقف هنا قليلاً.. ثم لنتأمل قوله تعالى " الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ثُمَّ لاَ يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُواُ مَنّاً وَلاَ أَذًى لَّهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ" سورة البقرة.
 
ولنتذكّر هنا أن الإنفاق والعطاء ليسا محصورين في المال فقط، كما تشير الدراسات، بل في مساعدة الآخرين بشتى صور التعاون والتكاتف، كالرحمة، والعطف، والإيثار، والكلمة الطيبة، وصور التطوع المعنوية والحسية والمادية كافة.
 
والعطاء والإنفاق بشتى صورهما، ووفقاً لعديد من الدراسات، يرتبطان بدرجات أعلى في انخفاض القلق والاكتئاب، وبزيادة العمر، بمشيئة الله.
 
هنا، دعونا نتأمل بعُمق وروية هذا الحديث النبوي الشريف "صَدَقَةُ السِّرِّ تُطْفِئ غَضَبَ الرَّبِّ، وَصِلَةُ الرَّحِمِ تَزِيْدُ فِي الْعُمرِ، وَفِعلُ الْمَعْرُوف يَقِي مَصَارِعَ السُّوءِ" صحيح الجامع. وتأملوا معي، أيضاً، حديث المصطفى - صلوات الله وسلامه عليه - في الحديث الحسن" دَاوُوا مَرضاكُمْ بِالصَّدقةِ".
 
كمسلمين، نحن نعلم يقينا أن الصدقة طهارة للبدن وتزكية للنفس، ألم يقل الله - عزّ وجلّ - في سورة التوبة "خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ"؟
 
لا ننسى، أيضاً، أن ديننا الحنيف يدعونا إلى التصدُّق عن عظامنا ومفاصلنا، "في ابنِ آدمَ سِتونَ وثلاثُمِائَةِ سُلامَى أوْ عَظْمٍ أوْ مَفْصِلٍ، على كلِّ واحِدٍ في كلِّ يَوْمٍ صدقةٌ، كلُّ كَلِمَةٍ طيبةٍ صدقةٌ، وعَوْنُ الرجُلِ أخاهُ صدقةٌ، والشَّرْبَةُ مِنَ الماءِ يَسْقِيها صدقةٌ، وإِماطَةُ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ" صحّحه الألباني.

 

26 رجب 1436-2015-05-1501:16 PM
د. عبدالرحمن يحيى القحطاني
دعواتكم..

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..