الاثنين، 2 يناير 2017

اﻷبناء..عندما يتحررون من اﻷنانية ... يصبحون نعمة.

📌 قصة  واقعية قمة في الروعة والفائدة 👍
 يقول :د.عبدالعزيز الأحمد ✨
فواز .. طالبي الإيجابي !
ذو التسعة عشر ربيعاً،  صاحب خلق و جد، يدرس في المستوى الثاني قسم اللغة الانجليزية، و كنت
أدرسهم مادة "مهارات التفكير".
كان من ضمن موضوعات المقرر "مهارة حل المشكلات" و التي تدور حول الإحساس بالمشكلة، و تحديدها، و جمع بياناتها، و تبويب البيانات، و معرفة الأشخاص الذين لهم علاقة بها، ثم وضع الحلول المتعددة و البدء بالأسهل، ثم التطبيق، و أخيراً التقييم، مع التأكيد على أهمية الدقة والموضوعية
كان من ضمن أسلوب حل المشكلات، ملحظ حيوي جداً، و هو أنّه أثناء السعي لحل المشكلة، لا بد للشخص من الشعور بأنه جزء من المشكلة حتى يتحمل جزءًا من الحل.، و من هنا تبدأ القصّة!
كنتُ أعطي الطلاب على أيّ موضوع تطبيقاً، وكان ذلك بالنسبة لي و لهم كامتحان أعمال السنة،
من هؤلاء كان "فواز"، كلماتنا في المحاضرة حفزته، وبدأ يفكر و يتأمل.. نعم؛ و بدأ يحكي قصته:
أبي و أمي شبه منفصلين و هما في بيت واحد، الشجار ديدنهما، يدخل أبي البيت بعد عمله مجهداً، و أمي مشغولة بإخوتي أو بإعداد الطعام أو نظافة البيت، فليس الوضع مهيأ، ينزعج جداً فيرفع الصوت، فتغضب أمي، ثم يبدأ الصخب و السباب،
نحن في البيت عددنا كبير، أنا في الجامعة، أختي في الثانوية، إخوة لي في المتوسط و الابتدائي، و جميعنا نشاهد ذلك الصخب، فينقلب ألما في نفوسنا و بكاء في عيوننا، تطور الأمر حتى طلق أبي أمي مرتين و لم يبق سوى الأخيرة،
تطور الشقاق و أصبح أبي يتناول حبوب الاكتئاب، و لا يحب الجلوس في البيت، أمي معظم الوقت متضايقة و متوترة.
يقول: لما أخذت مهارات التفكير و أهميتها و كيف أهملناها! و بدأت أمارس التفكير الناقد، و التفكير الإبداعي، فعلاً أحسست بأني كنت مهملاً نفسي وحياتي، و كيف بلغت بي السلبية إلى عدم وجود أي أثر أو مشاركة لي في البيت، فقط أدرس، آكل، أشرب، أنام، وقد ألعب مع إخواني، و لي طلعات مع أصدقائي! أختي مثلي كذلك. كلانا نعزف نغم السلبية في بيتنا..
يقول فواز: و لما مررنا على "استراتيجيات" حل المشكلات،، و طبقت و مارست، عرفت كم أنا مقصر مع نفسي و أبي و أمي، كنت أتصور أن المهمات و المسؤوليات على أبي و أمي فقط، أما نحن فلا، و قد حركني تجاههما أمران قلتهما يا دكتور، إذا احسست بمشكلة حولك فلن تحلها حتى تحس بأنك جزءًا  من المشكلة و الحل، و الأمر الآخر أنه لا شيء مستحيل، هنا فعلاً فكرت لماذا أنقد والدي و والدتي و لم أنقد نفسي! أين دوري؟ ثم فكرت بأسباب المشكلة، فوجدت من أبرزها؛ أن هناك ضغطاً جسدياً و نفسياً على الوالدين؛ فالأب يعمل في الصباح حتى قبيل العصر؛ ثم يأتي مجهدا فيتابع البيت و متطلباته، و متابعتنا تعليمياً و تربوياً إضافة إلى مهام الأسرة و الأقارب..الخ، لاحظت أن أبي لديه ١٤ مهمة، و أمي لديها مثلها في البيت، و أنا و أختي لا نشارك إطلاقاً، فوضعت خطة لتحمل أربع مهام من مهام والدي، المشتريات، متابعة دروس أخي الصغير، القيام "بمشاوير" الوالدة، إضافة الى إحداث جلسة للأسرة في بعض المغربيات أديرها أنا و فيها سوالف و فوائد و طرائف.
أيضا أختي ناقشتها و اقتنعت بإعانة أمي، فتقوم بأربع مسؤوليات؛ تقوم بالإشراف على سفرة الطعام تقديما و تنظيفا، تعين في تنظيف البيت، تشرف على نظافة أختي الصغيرة، و تدرس أختي الصغيرة الأخرى، بقينا ننفذ ذلك لمدة شهر، لاحظت تغيراً واضحاً في نفسية الوالد، أمي هدأت أكثر، نحن بدأنا نحس بدورنا في البيت.. و غاب ٦٠٪ من المشكلة!
قلت: حقيقة أعجبت بهذه المبادرة و الذكاء من فواز فحفزته، و شجعته، و حثثته على شكر أخته و أن يعطيها هدية كحافز، بعد ذلك اقترحت عليه أن يطلب من أبيه طلبا والمهمة نفسها تقوم بها أخته؛ و هو أن يعطيا والديهما "إجازة الوالدين من الأسرة" بحيث يطلبان منهما أخذ اجازة و يذهبان بمفردهما إلى مكان في السعودية، أو خارجها لمدة ثلاثة أيام وينسيان هموم البيت و الأسرة و الأولاد ليستجما و يرتاحا، ثم يعودا أكثر نشاطاً، و قلت له ربما يرفض الوالدان من باب الخوف عليكما فجهز حلاً مناسباً، وهو تذهبان لبيت جدك و جدتك يوما، و اليوم الآخر تأتي جدتك إليكم، و فعلا فواز و أخته نظما الأمر واختارا وقتاً مناسباً، و هيا الوضع، و طلبا من والديهما أن يرتاحا عدة أيام ليجددا الحياة! في أول الأمر رفضا خوفاً عليهما من تركهما وحدهما - و حياء ربما - ولكنهما في الأخير اقتنعا، وفي الأسبوع الذي يليه حزما حقائبهما و سافرا ظهر الأربعاء، و لم يرجعا إلا العاشرة ليلة السبت، و كان بينهما و أولادهما الهاتف،، قال لي فواز و هو يضحك: رجع والداي و الله كعروسين، و وجه أمي ينضح بالبشر و الارتواء كأنها عروسة اللحظة!! أما أبي فلقد كان سعيداً مطمئناً غاب حزنه و ترك الحبوب النفسية،، و عند دخوله ضمني و قبلني ثم بكى و قال: يا حبيبي يا فواز، كان حقا علي أن أزوجك، فإذا بك أنت من يزوجني!! كان لزاماً علي أن أبني سعادة بيتنا فإذا بك أنت و أختك من يمد قلبي و قلب أمك بالحب و الحنان بعدما كاد ينكسر الزجاج، و ينثلم الفؤاد،، يا بني علمتني أنت أن الحياة نحن من يصنعها في دواخلنا، علمتني بذكائك و لباقتك، أن المشاركة للكل راحة للكل، و أن المركزية تقتل سعادة المرء، فهو متعب دائماً و الناس معه متعبون، و الآن شاركتم و بادرتم و ريحتم. انتهى!
كتب ذلك كله لي "فواز" وقال لي: يا دكتور الكثير لقد غابت المشكلة كلها تقريبا، لكن لأول مرة أدرس العلم تطبيقا، هنا يا أحبابي أرغمني "فواز" أن أعطيه الدرجة كاملة،
💓💞💓💞💓💞💓💞
أرسلوها لأولادكم ، فكم من اولاد في بيوت أبائهم كضيوف .....!؟ا

مواضيع مشابهة أو ذات صلة:

تربية الأبناء  .. د. الخليفي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..