#تصريحات_تميم لمن يهتمّ :
ربّما غداً ، سأكتب سلسلة تغريدات عن أزمة قطر مع محيطها الخليجي والعربي .
#تصريحات_تميم هاتَف تميم روحاني وهنّأه ، وأسأل : ماذا
سيقول السعودي المنافح دون موقف قطر ؟
لو صدق زعم قطر ، لِمَ لم يتصل تميم بالرياض ؟
١/ السلام عليكم . أغرّد بسلسلة أرجو ألاّ تطول عن الأزمة بين قطر ومحيطها الخليجي والعربي . وقبل البدء ، وددت إيضاح الآتي :
٢/ أ. ما أطرحه يُعنى بقطر (السياسة) لا قطر (الإنسان) ، وهذا بيت القصيد. ب. ما أطرحه ( قراءة شخصيّة ) باعثها حبّي لبلدي .
٣/ ج. سأحرص على كتابة مكثّفة لا تجنح للتفصيل ؛ حرصاً على وقتكم ولتعذّر ذلك عطفاً على طبيعة المنصة التي أطلّ منها : تويتر .
٤/ د. ستعرض السلسلة للحدث الأخير وتداعياته أولاً ، ثم تعود لتقرأ سياسة قطر في العقدَين الأخيرين ؛ لنفهم جذور ما يحدث الآن !
٥/ ما الذي حدث ؟ نشرت منصات الإعلام القطري الرسمي في الساعة الأخيرة من يوم الثلاثاء ٢٣ مايو تصريحات كارثيّة لأمير قطر !
٦/ تمحورت التصريحات حول : أ. (الحكمة) في مد جسور العلاقات مع إيران (الحالية) التي تعبث وتقتل وتدمّر في غير بلدٍ عربيّ ! =
٧/ب. وصف حزب الله بالمقاوم ! إي نعم ، يقصد الحزب الذي أوغل في الدمّ السوري ، ويقصد من صنّفه مجلس التعاون الخليجي أولاً =
٨/بالإرهابي ، ثم تبعهم وزراء الداخلية العرب في دورتهم الثالثة والثلاثين - مارس ٢٠١٦ - بتصنيفه حزباً إرهابيّاً ! ج. تحمي =
٩/ قاعدةُ العديد قطرَ من دول الجوار ، وهنا لا أفهم - وفق منطقه - مصدراً يهدّده غير السعودية ؛ لأنه لا يرَ إيرانَ خطراً !
١٠/د. انتقدت التصريحات عقود التسليح الضخمة في المنطقة ورأت أنها باعث للقلاقل ، وهذا لمز بالسعودية ولا غيرها ! ما أن تمّ =
١١/ نشر هذه التصريحات حتى جوبهت بردة فعل سعودية وخليجيّة غاضبة تمثّلت في لغة (إعلاميّة) غير مسبوقة تجاه (النظام) القطري .
١٢/ جاء الردّ القطري باهتاً بارداً بأنّ منصاته الإعلاميّة الرسميّة تعرضت لقرصنة ، وأن ما نُسِب إلى أميرها محض كذب وافتراء !
١٣/ صدّق البعض الرواية القطريّة - وهذا حقهم - في وقت لم يصدّقها البعض الآخر - وهذا حقّهم أيضاً - . لكن ، هنا لي وقفة :
١٤/ ١. هل ثمة تباين بين التصريحات التي نُشرت وبين سلوك قطر السياسي ؟
بمعنى ، وإن نفيت (القول) هل يُمكنك نفي (الفعل) الذي =
١٥/ يتماهى وينسجم واقعاً مع القول الذي تريد نفيه ! ٢. تصريحات ستشرخ - تحفّظاً لم أقل تهدم - علاقاتِ قطر مع محيطها ، ألا =
١٦/ تستوجب أن ينتفض أميرها بالتحرك - هاتفياً على الأقل - وتبيان حقيقة موقفه للعاهل السعودي ؟ ٣. عُرف عن الإعلام السعودي =
١٧/ الرسمي أنه إعلامٌ محافظ حدّ الرتابة ، وبالتالي فإن حدة ردة الفعل غير المسبوقة تعني أنه سُمح له بذلك ، وبطبيعة الحال =
١٨/ لم يأتِ السماح نتيجة غضبة عابرة ؛ لأن الدبلوماسية السعودية لا تغضب سريعاً ، وإن غضبت لا تُعبر علناً إلا في أدق الظروف .
١٩/ ٤. استمرار لغة (الإعلام) السعودية الحادة في مقابل الصمت القطري يعني لي أن لدى السعوديين دليلاً مادياً قوياً بتورّط قطر.
٢٠/ هل هذا كلّ ما تم ؟ لا ، فقد تسربت أنباء عن اجتماع وزير خارجية الدوحة مع قاسم سليماني في بغداد قبل #قمة_الرياض بيوم =
21/ اللقاء تم تسريبه من قبل المخابرات الأمريكيّة والبريطانية وكانت تعلم به الرياض ، ولا يعني سوى طعنة في خاصرة دول الخليج !
٢٢/هل توقفت التداعيات هنا ؟
لا ، هاتَف تميم روحاني مهنّئاً بولايته الجديدة وطالباً تعزيز العلاقات أكثر من أي وقت مضى !
٢٣/ في خطوة تتماهى مع سلوك قطر بعد كل أزمة : الهروب إلى الأمام!
ما سبق هو مُجمل للأزمة (الأخيرة) التي ستتطوّر تداعياتها .
٢٤/ السؤال الآن : ما الذي قد يدفع قطر إلى إشعال أزمة كبرى في هذا الوقت بالتحديد ؟
الإجابة على هذا السؤال تستدعي العودة =
٢٥/ إلى منتصف التسعينات لنبدأ الحكاية من سطرها الأول .
التاريخ : يونيو ١٩٩٥ . الحدث : حمد بن خليفة آل ثاني يودّع أمير =
٢٦/ قطر وقتها (أباه الشيخ خليفة) المغادر إلى فرنسا لقضاء إجازته السنويّة .
لم يكن يتصوّر الأمير أنه يغادر للمرة الأخيرة =
٢٧/ ولم يدر بخلده أنه سيهبط في مطار شارل ديغول الباريسي بصفته (الأمير السابق) لدولة قطر ! اعتلى حمد عرشَ قطر وبدأت القصة .
٢٨/ في تلك السنوات ، كانت السعودية تعيش أوضاعاً اقتصادية غير مريحة نتيجة تكلفة حرب تحرير الكويت ، وكان العالم قد دخل في =
٢٩/ حقبة النظام العالمي الجديد.
وجد حمد نفسه أميراً على قطر بالتزامن مع نهضة الغاز ، وفي وقت أُريد لقطر أن تلعب دوراً ما !
٣٠/ أن ( تلعب ) دوراً ما ! • ماهو الدور ؟ • الفوضى الخلّاقة . • من المستهدف الأول ؟
• السعوديّة .
درست العقول التي =
٣١/ ترسم خطوات حمد الخصم - السعودية - وحدّدت مكامن ثقلها الإستراتيجي ، والأذرع أو الأدوات التي (تملكها) لرسم وتنفيذ دورها .
٣٢/ كان على حمد أن ينافس دولة ثقيلة على المستوى الاستراتيجي : سياسيّاً واقتصادياً ودينيّاً وجغرافياً ، في وقت لا تملك قطر =
٣٣/ مقومات الثقل الاستراتيجي . وهنا لي وقفة بين هلالين : ( أقرأ لمزاً وسخرية عند بعض المثقفين يسخرون من صغر مساحة قطر =
٣٤/ وكيف لدولة - أو دويلة حسب وصفهم - أن تقوم بكلّ هذا ؟.
فات على هؤلاء أن مساحة الدولة (فقط) لا تلعب دوراً محوريّاً في =
٣٥/ قوة أو ضعف حضورها الدولي ، فمثلاً بريطانيا التي حكمت في وقت ما مساحة لا تغيب عنها الشمس ، مساحتها الفعلية تعادل =
٣٦/ تُسع ( ٩:١ ) مساحة السعودية ، في وقت لم تُعطِ المساحة الشاسعة الجزائر أو السودان ثقلاً استراتيجيّاً يتوافق ومساحتيهما .
٣٧/ نعود إلى حمد . بالنظر إلى ثقل السعوديّة استراتيجيّاً ، كان عليه أن يبحث عن أدوات ، أو حتى يخلقها ، تُعطيه قدرة على =
٣٨/ مناكفة السعودية . ما الخطة إذاً ؟ الخطة أن تخلق ، أو تبحث ، عن أدوات (عابرة للحدود) تستطيع من خلالها النفوذ إلى شعوب=
3٩/ المنطقة . كيف ؟ قبل أن تخلق الأدوات ، دقّق في المستهدفين .
يمكن بنظرة خاطفة للشعوب العربية أن تلحظ عاطفتها الدينية =
٤٠/ عدا تطلعها لسقف حرية وهامش تمثيل أعلى .
ولأن الحالة كذلك ، كان لا بد من تبنّي نهج يدغدغ المسألتَين : الدين والحريات .
٤١/ بحث حمد عن (خلطة دينيّة) عابرة للحدود تمكّنه من :
١. النفاذ لشعوب المنطقة . ٢. مزاحمة النفوذ السعودي الديني تمهيداً =
٤٢/ لسحب البساط من تحتها ، فوجد ضالّته في تنظيم الأخوان المسلمين !
لماذا الأخوان ؟
اختار حمد أن يلعب بورقة الأخوان =
٤٣/ لأنهم يتميّزون بأربع صفات هو بحاجة إليها :
١. لهم أتباع ومريدون في جلّ البلاد العربية ، مما يسهل معه تشكيل خلايا نائمة=
٤٤/ يسهل تحريكها متى أُريد ذلك .
٢. مناوئة أو معارضة لحكومات بلدانها ، مما يعني أن حمد سيُمسك بعصا المعارضة في غير بلد =
٤٥/ عربيّ .
٣. تمثّل الصورة الفاقعة للإسلام الحركي ، ولها تنظيم متماسك ، وتغلغل في مجتمعاتها ، خصوصاً مصر . ٤. تتعارض =
٤٦/ مع المدرسة السلفيّة التقليدية في السعودية ! بالمقابل ، وجد الأخوان في حمد المال الوفير والملاذ الآمن ، فتشكّلت خلطة =
٤٧/ الدين والسياسة في أبشع صورها .
بذلك توفّرت الأداة (الدينيّة) العابرة للحدود ، وتبقّى لحمد أن يُوجد أداة أخرى عابرة =
٤٨/للحدود بها يعزف على وتر الحريات في وجدان شعوب عربيّة يقاسي جلّها آفةَ الاستبداد السياسي ، فكان التأسيس لقناة الجزيرة .
٤٩/ عند هذه النقطة ، امتلكت قطر (الأدوات) وبقي أن تُرسم الخطة .
الهدف النهائي : خلق الفوضى للإمساك بتلابيب قيادة العالم =
٥٠/ العربي . ولأن الدولة المستهدفة الأولى هي السعودية - سأكتفي بدورها ضد السعودية ولن أتشعّب بالحديث عن باقي الدول - تمّت =
٥١/ عملية تحديد عناصر القوة الوطنيّة السعودية ، أو بلغة أخرى مقوّمات الثقل الاستراتيجي ؛ سعياً لتقويضه .
للسعودية ثقل =
٥٢/ سياسي كبير على المستوى العالمي ، إحدى ركائزه مكانتها الدينيّة ، فماذا فعل حمد في هذا الجانب ؟ لو تأمّلتَ العناصر =
٥٣/ التي تشكّل بمجموعها مكانة السعودية الدينيّة ستجدها تكمن بشكل رئيس في : • الحرمين الشريفين • المؤسسة الدينية السعودية
٥٤/ • المؤسسات الدينية ذات الطابع الدولي والمنسجمة مع القرار السعودي (المؤتمر الإسلامي ، رابطة العالم الإسلامي) وما يتبعها=
٥٥/ من عمل خيري يتمثل في مؤسسة قائمة : هيئة الإغاثة الإسلامية العالميّة . ماذا فعل حمد ؟ • أولاً : الحرمان الشريفان /
٥٦/ الإيعاز لذراعه الإعلامي العابر للحدود (قناة الجزيرة) بمحاولة التركيز على أي جانب قصور يتم رصده في مواسم الحج والعمرة =
٥٧/ والغاية البعيدة من وراء ذلك : تدويل إدارة الحرمين ! لأنّ تدويل إدارة الحرمين تعني عمليّاً حرمان السعوديين من ميزة =
٥٨/ وجود الحرمين على أراضيهم . ثانياً : المؤسسات الدينيّة / تقويضاً لدور رابطة العالم الإسلامي والمؤتمر الإسلامي ، قامت =
٥٩/ قطر في عام ( ٢٠٠٤ ) بتأسيس الهيئة العالمية لعلماء المسلمين برئاسة القرضاوي ، وبتكليف السعودي ناصر العمر بالاضطلاع =
٦٠/ بأمانتها العامّة . وهنا لي وقفة : دلالة التاريخ (٢٠٠٤) تعني أن قطر أنشأت هذه الهيئة بعد أحداث ١١ سبتمبر وما تلاها =
٦١/ من غضب عالمي (مسيّس) تجاه السعودية ومؤسستها الدينيّة ، وبالنظر إلى تكليف سعودي بأمانتها العامّة ، هذا يعني لي أن هدف =
٦٢/ حمد هنا مزدوج :
١. تقويض دور الرابطة والمؤتمر دوليّاً بتقديم هذه المؤسسة الناشئة . ٢. تقويض دور المؤسسة الدينية =
٦٢/ السعودية لدى مسلمي الخارج بتقديم بديل جديد (غير سلفي) في جو كان محموماً ضدّ كل ما هو سلفي .
٣. استمالة الشباب السعودي=
٦٣/ المتديّن في ظل وجود أمينها العام ، وهذا خلْقٌ لنفاذ ، قد يتبعه تأثير ونفوذ ، داخل أوساط الشباب السعودي " المتديّن " !
٦٤/ ثالثاً : المؤسسة الدينيّة السعودية / تقويضها بانتقاد رموزها ، وتصويرهم بعلماء السلاطين ، وفتح فضاء الجزيرة لمهاجمة =
٦٥/ المدرسة السلفيّة التقليدية ، عدا عن تبنّي الفكر الأخواني المناهض للسلفيّة . ليس ذلك فحسب بل دعم السلفيّة الجهادية عن =
٦٦/ طريق بثّ تسجيلات ابن لادن والظواهري على مرأى من العالم أجمع ! هذا الدعم للسلفيّة الجهادية ، المتماهي مع الشراكة =
٦٧/ مع الأخوان يصبُّ في المصبِّ ذاته : الإمساك بورقة الإسلام الحركي !
السؤال : بماذا يضرّ السعودية دعم قطر للسلفيَّة الجهاديّة ؟ =
٦٨/
١. نقل معركة القاعدة إلى الداخل السعودي ، وهذا حدث مطلع الألفيّة !
٢. استقطاب أو تجنيد شباب متديّن يتأثر=
٦٩/ بطرح - أو بالأدقّ جنون - بن لادن والظواهري ، بحيث متى أقدم أولئك الشباب على أي جريمة إرهابيّة أُلصقت التهم بالسعودية !
٧٠/ وماذنب السعودية ؟ لأن العالم لا يفهم ، أو بالأحرى لا يريد أن يفهم ، الفرق بين السلفيّة التقليديّة والسلفيّة الجهادية !
٧١/ وبالتالي تسهل شيطنة السعوديين إثر كل عمل إرهابي يُنسب للسلفية الجهاديّة !
وهنا أودّ القول : تقديمي لقراءتي الشخصيّة =
٧٢/ لا تعنِ تبنيّاً لرؤى المؤسسة الدينيّة السعودية التي لا أتفق معها في بعض الشأن الداخلي .
نعود إلى حمد ، وماذا بعد ؟
٧٣/ رابعاً : العمل الإغاثي / أنشأت قطر الهيئة القطرية للأعمال الخيريّة لتقويض دور هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية التابعة=
٧٣- أ/ لرابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة .
هذه الهيئة أوصلت (تأثير) قطر إلى كل شعوب العالم الإسلامي ، خصوصاً الفقراء منهم.
٧٤/ ما سبق لمحة عن الفعل القطري للتأثير على المكانة (الدينيّة) للسعودية وبالتالي ثقلها السياسي . واتِّساقاً مع ذات التوجه=
٧٥/ لا يُغفَل دور قطر في إنشاء صندوق الدعم العربي لينافس الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي الذي يتماشى مع القرار السعودي =
٧٦/ والهدف هنا التأثير في الدول (الممنوحة) بحيث لا تعد تدور في الفلك السعودي .
السؤال : وكيف حمت قطر نفسها ؟
٧٧/ أولاً وقبل كلّ شئ ، قاعدة العديد الأمريكيّة ، ثم تحالفها لاحقاً مع تركيا ( تجمعهما اتفاقية دفاع مشترك ) ، ومع إيران !
٧٨/ وبعد ، جاءت لحظة ١١ سبتمبر ، وأصبحت السعوديّة في مرمى سهام العالم (المسيّس) ، مما أعطى الدور القطري دفعة قوية لم يحلم بها !
٧٩/ بعد أحداث سبتمبر ، توصّل صانع القرار الأمريكي إلى قناعة مفادها أنّ الخطر عليهم لن يأتِ إلا من السلفيّة الجهاديّة =
٨٠/ وهذا دعاه إلى :
١. ممارسة الضغط على الدول التي تتبنّى السلفيّة التقليديّة :
السعودية وباكستان تحديداً .
٢. العمل =
٨٠- أ/ على إحلال بديل إسلامي محل السلفيّة ، ولم يكن هذا البديل سوى تنظيم الأخوان ، وهذا جزءٌ من مخطط الشرق الأوسط الجديد !
٨١/ بدأت قطر تمارس دورها في لعبة الشرق الأوسط الجديد بشكل علني لا تخطؤه عين المراقب لتمارس مناكفة علنيّة للسعودية لم تقتصر=
٨٢/ على التصعيد في قناة الجزيرة ! عليه ، أحضر حمد - وبشكل استفزازي - أحمدي نجاد كضيف شرف في القمة الخليجيّة بالدوحة ٢٠٠٧ !
٨٣/ وهذا يعني أن نظام قطر يتماهى مع رؤية ملالي طهران حيال قضايا المنطقة .
ثم استضافت قطر قمة غزة (٢٠٠٩) قبل القمة العربية=
٨٤/ الرسميّة بالكويت التي كانت ستُعقد خلال أسبوع ، والهدف من ذلك إظهار دول الاعتدال العربي (السعودية ومصر والأردن) بمظهر=
٨٥/ الدول المعيقة لأعمال المقاومة ! وللمفارقة ، كان بين حضور قمة غزة - التي ترفع شعار دعم أهل غزة - بشار وأحمدي نجاد !
٨٦/ ويا للمفارقة أيضاً ، كيف رفعت الجزيرة شعار محور المقاومة ( قطر - سوريا - العراق - إيران ) ثم تحوّل في أدبيات الجزيرة =
٨٧/ إلى محور ( مماتعة ) بعد خروج قطر منه ، وسنرى بماذا ستصفه الجزيرة في قادم الأيام !
وبذكر دور قطر المشبوه ، لا نغفل =
٨٨/ التسجيل الصوتي المسرّب لمكالمة هاتفية جمعت الثلاثي : حمد بن خليفة و حمد بن جاسم والقذافي ، وكان موضوع النقاش : إسقاط =
٨٩/ النظام السعودي وتقسيم السعودية ! غيّب الموت واحداً .. وخرج الاثنان الباقيان من دهاليز السلطة وبقيت السعودية شامخة أبيّة !
٩٠/ وما أن حانت لحظة الربيع العربي ٢٠١١ ، حتى تهيّأت أكثر الظروف ملاءمة لقطر لممارسة دورها في تشكيل الشرق الأوسط الجديد !
٩١/ سقط مبارك (خصم قطر) ، واعتلى الأخوان سدّة الحكم (بدعم أمريكي) ، فشعرت قطر أنها تقترب أكثر وأكثر من النجاح في مهمّتها .
٩٢/ عليه ، لم يبقَ على المسرح الاستراتيجي العربي سوى السعودية ( مصر في قبضة الأخوان ، العراق في قبضة إيران ، سوريا تعيش =
٩٣/ حالة ثورية ). هذا يعني أنّ السعودية هي الهدف القادم ، فشعر السعوديّون بتهديد وجودي !
هذا قاد السعودية ومعها الإمارات =
٩٤/ إلى دعم ثورة ( ٣٠ يونيو ) وإزاحة الأخوان من حكم مصر ، رغماً عن أنف أوباما والإدارة الأمريكيّة . وللتدليل ، عودوا إلى =
٩٥/ تصريحات سعود الفيصل في باريس ، وتحركاته في دعم ثورة ٣٠ يونيو ، والتي جاءت ردة فعل على موقف أمريكا المعارض بشدّة =
٩٦/ لسقوط الأخوان ! بسقوط الأخوان في مصر ، سقطت أهم ركائز مشروع أوباما في المنطقة ، وهذا يُفسّر دعم أوباما (الخفي) للشغب =
٩٧/ في البحرين ، ويُفسّر أيضاً غزله الفاقع لنظام الملالي في طهران !
نعود إلى قطر . دعمت قطر الأخوان ؛ إشعالاً للشارع =
٩٨/ وخلقاً للفوضى ! قطر ليست مهتمة بالديمقراطيات أو الحريّات ، بل بدور تعمل عليه ، رأت بوادر نجاحه تظهر جليّة ، ثم انهار !
٩٩/ هذا ما دفعها لدعم الفوضى إعلاميّاً وماليّاً ، عدا عن التصرف بمراهقة غير محسوبة ، دفعت السعودية والإمارات والبحرين إلى=
١٠٠/ سحب سفرائهم في مارس ٢٠١٤. عاد السفراء بعد وساطة الكويت في ديسمبر من نفس العام ، لكن قطر لم تلتزم بما نصّت عليه شروط =
١٠١/ المصالحة ! لم يفت السعوديّون أن تميماً لم يلتزم بوعوده ، لكن فضّلت الاحتواء ، طالما أن جنوح قطر هدأت وتيرته نسبيّاً .
١٠٢/ وبالتالي فإن العارفين ببواطن الأمور يعلمون يقيناً أن جذور الخلاف لم تُحل ، وأن الحالة أشبه بحالة هدنة ، لا حالة وفاق !
١٠٣/ وللتدليل على ذلك فإن السعودية لا تزال تُعطّل مشاريع قطر الاستراتيجية :
١. أنبوب الغاز الممتد إلى الكويت.
٢. أنبوب=
١٠٤/ الغاز الممتد إلى تركيا مروراً بسوريا.
٣. الجسر البري الذي يربط قطر بالبحرين .
٤. الجسر البري الذي يربطها بالإمارات .
١٠٥/ ٥. تجميد رخصة النقل الجوي داخل المملكة والتي حصلت عليها الخطوط القطريّة .
بلغة أخرى ، بقيت بعض نيران الأزمة السابقة =
١٠٦/ تشتعل تحت الرماد ! حسناً ، ما الذي أشعل نيران الأزمة الأخيرة ؟
برأيي ، هو مجيئ ترمب إلى البيت الأبيض وانقلابه على =
١٠٧/ مشروع أوباما ، وبالتالي دور قطر . بلغة أخرى ، مع مجيئ ترمب لن يكون هناك مستقبل للتنظيمات العابرة للحدود ، مثل تنظيم =
١٠٨/ الأخوان . عليه ، شعرت قطر بالخطر لأنها ستفقد أدواتها العابرة للحدود وستعود إلى حجمها ، فقررت الهروب للأمام بإعادة =
١٠٩/ التموضع والانتقال إلى المعسكر الآخر : إيران .
وهذا يُفسّر الاجتماع السرّي بين وزير خارجية قطر وقاسم سليماني في =
١١٠/ بغداد قبل #قمة_الرياض الرياض بيوم واحد ، كم أنّه ( قد) يُفسّر أحداث البحرين والقطيف الأخيرة ، خصوصاً وأنَّ تسريباتٍ =
١١١/ تحكي عن تنسيق بين قطر وحزب الله لدعم حزب الله الحجاز في المنطقة الشرقية !
وثقوا لن يصل حجم الغضب السعودي إلى هذا =
١١٢/ المستوى غير المسبوق إلا بسبب تورط قطر في مؤامرة تستهدف الوجود السعودي .
السؤال : ما التوقعات للمستقبل ؟
١. تأزّم =
١١٣/ الوضع مع الأتراك .
٢. تقارب نسبي مع القاهرة ، وتشكّل ملامح حلف سعودي - إماراتي - أردني - مصري .
٣. تقارب تركي =
١١٤/ إيراني .
٤. زيادة الدعم للحوثيين .
٥. تهديد وجودي لنظام تميم إن استمر في توجهه الحالي ! ٦. زيادة الاشتعال في =
١١٥/ في ليبيا ، وسيناء ؛ إشغالاً لمصر !
٧. لن توقف قطر دعمَ جبهة النصرة - من تحت الطاولة - لأنها لن تحرق هذه الورقة !
١١٦/ ٨. قد نشهد لاحقاً تقارباً قطرياً روسياً ، لكن لن يكون عاملاً ذا قيمة كبرى ، بالنظر إلى :
١. علاقة الروس المميزة مع =
١١٧/ الإمارات .
٢. علاقة الروس التي تتطوّر إيجابياً مع السعوديين وستتوّج بزيارة مرتقبة للعاهل السعودي إلى موسكو .
١١٨/ ٩. ستواجه حكومة سعد الحريري في لبنان مصاعب شتّى .
١٠ ربّما تستمر وتيرة الشغب بشكل أكثر عنفاً في البحرين .
١١٩/ ما هي خيارات السعوديين ؟ لن أذكر كل الخيارات ، وسأكتفي باثنين :
١. إغلاق منفذ سلوى البرّي.
٢. إغلاق المجال الجوي =
١٢٠/ السعودي أمام الطيران القطري .
ما سبق قراءة شخصية متجرّدة لما أعتقد أنّه صواب ، أودّ في ختامها أن أقول :
١. يؤلمني =
١٢١/ أن نصل إلى هذا الحال المتردّي داخل المنظومة الخليجيّة .
٢. تبقى لشعب قطر ( الحبيب ) كل مشاعر الحب والودّ والاحترام .
١٢٢/ ٣. لا أتفق مع بعض الإسفاف الذي قرأته في بعض إعلامنا المحلي بالأيام الماضية .
٤. أتطلّع إلى غدٍ أفضل تتم فيه تسوية كل=
١٢٣/ الخلافات الخليجيّة القطريّة ، وهذا لن يتأتّى إلا بانفصال عقد شراكة " قطر - الأخوان " ، وعودة قطر إلى حجمها الطبيعي .
١٢٤/ ولتعلم قطر أنّه لو حدث لها أيّ مكروه لا سمح الله فلن تجد غير السعودية عمقاً استراتيجيّاً لها ، وهذا لن يقوله مستشارو =
١٢٥/ الشر ؛ عزمي بشاره وغيره . ختاماً : قلت الأهمّ فقط ، لا كل شئ .
أشكر مروركم ، وأعتذر بشدّة عن الإطالة . دمتم بود 🌹
التغريدات منقولة من حساب
....
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
ربّما غداً ، سأكتب سلسلة تغريدات عن أزمة قطر مع محيطها الخليجي والعربي .
#تصريحات_تميم هاتَف تميم روحاني وهنّأه ، وأسأل : ماذا
سيقول السعودي المنافح دون موقف قطر ؟
لو صدق زعم قطر ، لِمَ لم يتصل تميم بالرياض ؟
١/ السلام عليكم . أغرّد بسلسلة أرجو ألاّ تطول عن الأزمة بين قطر ومحيطها الخليجي والعربي . وقبل البدء ، وددت إيضاح الآتي :
٢/ أ. ما أطرحه يُعنى بقطر (السياسة) لا قطر (الإنسان) ، وهذا بيت القصيد. ب. ما أطرحه ( قراءة شخصيّة ) باعثها حبّي لبلدي .
٣/ ج. سأحرص على كتابة مكثّفة لا تجنح للتفصيل ؛ حرصاً على وقتكم ولتعذّر ذلك عطفاً على طبيعة المنصة التي أطلّ منها : تويتر .
٤/ د. ستعرض السلسلة للحدث الأخير وتداعياته أولاً ، ثم تعود لتقرأ سياسة قطر في العقدَين الأخيرين ؛ لنفهم جذور ما يحدث الآن !
٥/ ما الذي حدث ؟ نشرت منصات الإعلام القطري الرسمي في الساعة الأخيرة من يوم الثلاثاء ٢٣ مايو تصريحات كارثيّة لأمير قطر !
٦/ تمحورت التصريحات حول : أ. (الحكمة) في مد جسور العلاقات مع إيران (الحالية) التي تعبث وتقتل وتدمّر في غير بلدٍ عربيّ ! =
٧/ب. وصف حزب الله بالمقاوم ! إي نعم ، يقصد الحزب الذي أوغل في الدمّ السوري ، ويقصد من صنّفه مجلس التعاون الخليجي أولاً =
٨/بالإرهابي ، ثم تبعهم وزراء الداخلية العرب في دورتهم الثالثة والثلاثين - مارس ٢٠١٦ - بتصنيفه حزباً إرهابيّاً ! ج. تحمي =
٩/ قاعدةُ العديد قطرَ من دول الجوار ، وهنا لا أفهم - وفق منطقه - مصدراً يهدّده غير السعودية ؛ لأنه لا يرَ إيرانَ خطراً !
١٠/د. انتقدت التصريحات عقود التسليح الضخمة في المنطقة ورأت أنها باعث للقلاقل ، وهذا لمز بالسعودية ولا غيرها ! ما أن تمّ =
١١/ نشر هذه التصريحات حتى جوبهت بردة فعل سعودية وخليجيّة غاضبة تمثّلت في لغة (إعلاميّة) غير مسبوقة تجاه (النظام) القطري .
١٢/ جاء الردّ القطري باهتاً بارداً بأنّ منصاته الإعلاميّة الرسميّة تعرضت لقرصنة ، وأن ما نُسِب إلى أميرها محض كذب وافتراء !
١٣/ صدّق البعض الرواية القطريّة - وهذا حقهم - في وقت لم يصدّقها البعض الآخر - وهذا حقّهم أيضاً - . لكن ، هنا لي وقفة :
١٤/ ١. هل ثمة تباين بين التصريحات التي نُشرت وبين سلوك قطر السياسي ؟
بمعنى ، وإن نفيت (القول) هل يُمكنك نفي (الفعل) الذي =
١٥/ يتماهى وينسجم واقعاً مع القول الذي تريد نفيه ! ٢. تصريحات ستشرخ - تحفّظاً لم أقل تهدم - علاقاتِ قطر مع محيطها ، ألا =
١٦/ تستوجب أن ينتفض أميرها بالتحرك - هاتفياً على الأقل - وتبيان حقيقة موقفه للعاهل السعودي ؟ ٣. عُرف عن الإعلام السعودي =
١٧/ الرسمي أنه إعلامٌ محافظ حدّ الرتابة ، وبالتالي فإن حدة ردة الفعل غير المسبوقة تعني أنه سُمح له بذلك ، وبطبيعة الحال =
١٨/ لم يأتِ السماح نتيجة غضبة عابرة ؛ لأن الدبلوماسية السعودية لا تغضب سريعاً ، وإن غضبت لا تُعبر علناً إلا في أدق الظروف .
١٩/ ٤. استمرار لغة (الإعلام) السعودية الحادة في مقابل الصمت القطري يعني لي أن لدى السعوديين دليلاً مادياً قوياً بتورّط قطر.
٢٠/ هل هذا كلّ ما تم ؟ لا ، فقد تسربت أنباء عن اجتماع وزير خارجية الدوحة مع قاسم سليماني في بغداد قبل #قمة_الرياض بيوم =
21/ اللقاء تم تسريبه من قبل المخابرات الأمريكيّة والبريطانية وكانت تعلم به الرياض ، ولا يعني سوى طعنة في خاصرة دول الخليج !
٢٢/هل توقفت التداعيات هنا ؟
لا ، هاتَف تميم روحاني مهنّئاً بولايته الجديدة وطالباً تعزيز العلاقات أكثر من أي وقت مضى !
٢٣/ في خطوة تتماهى مع سلوك قطر بعد كل أزمة : الهروب إلى الأمام!
ما سبق هو مُجمل للأزمة (الأخيرة) التي ستتطوّر تداعياتها .
٢٤/ السؤال الآن : ما الذي قد يدفع قطر إلى إشعال أزمة كبرى في هذا الوقت بالتحديد ؟
الإجابة على هذا السؤال تستدعي العودة =
٢٥/ إلى منتصف التسعينات لنبدأ الحكاية من سطرها الأول .
التاريخ : يونيو ١٩٩٥ . الحدث : حمد بن خليفة آل ثاني يودّع أمير =
٢٦/ قطر وقتها (أباه الشيخ خليفة) المغادر إلى فرنسا لقضاء إجازته السنويّة .
لم يكن يتصوّر الأمير أنه يغادر للمرة الأخيرة =
٢٧/ ولم يدر بخلده أنه سيهبط في مطار شارل ديغول الباريسي بصفته (الأمير السابق) لدولة قطر ! اعتلى حمد عرشَ قطر وبدأت القصة .
٢٨/ في تلك السنوات ، كانت السعودية تعيش أوضاعاً اقتصادية غير مريحة نتيجة تكلفة حرب تحرير الكويت ، وكان العالم قد دخل في =
٢٩/ حقبة النظام العالمي الجديد.
وجد حمد نفسه أميراً على قطر بالتزامن مع نهضة الغاز ، وفي وقت أُريد لقطر أن تلعب دوراً ما !
٣٠/ أن ( تلعب ) دوراً ما ! • ماهو الدور ؟ • الفوضى الخلّاقة . • من المستهدف الأول ؟
• السعوديّة .
درست العقول التي =
٣١/ ترسم خطوات حمد الخصم - السعودية - وحدّدت مكامن ثقلها الإستراتيجي ، والأذرع أو الأدوات التي (تملكها) لرسم وتنفيذ دورها .
٣٢/ كان على حمد أن ينافس دولة ثقيلة على المستوى الاستراتيجي : سياسيّاً واقتصادياً ودينيّاً وجغرافياً ، في وقت لا تملك قطر =
٣٣/ مقومات الثقل الاستراتيجي . وهنا لي وقفة بين هلالين : ( أقرأ لمزاً وسخرية عند بعض المثقفين يسخرون من صغر مساحة قطر =
٣٤/ وكيف لدولة - أو دويلة حسب وصفهم - أن تقوم بكلّ هذا ؟.
فات على هؤلاء أن مساحة الدولة (فقط) لا تلعب دوراً محوريّاً في =
٣٥/ قوة أو ضعف حضورها الدولي ، فمثلاً بريطانيا التي حكمت في وقت ما مساحة لا تغيب عنها الشمس ، مساحتها الفعلية تعادل =
٣٦/ تُسع ( ٩:١ ) مساحة السعودية ، في وقت لم تُعطِ المساحة الشاسعة الجزائر أو السودان ثقلاً استراتيجيّاً يتوافق ومساحتيهما .
٣٧/ نعود إلى حمد . بالنظر إلى ثقل السعوديّة استراتيجيّاً ، كان عليه أن يبحث عن أدوات ، أو حتى يخلقها ، تُعطيه قدرة على =
٣٨/ مناكفة السعودية . ما الخطة إذاً ؟ الخطة أن تخلق ، أو تبحث ، عن أدوات (عابرة للحدود) تستطيع من خلالها النفوذ إلى شعوب=
3٩/ المنطقة . كيف ؟ قبل أن تخلق الأدوات ، دقّق في المستهدفين .
يمكن بنظرة خاطفة للشعوب العربية أن تلحظ عاطفتها الدينية =
٤٠/ عدا تطلعها لسقف حرية وهامش تمثيل أعلى .
ولأن الحالة كذلك ، كان لا بد من تبنّي نهج يدغدغ المسألتَين : الدين والحريات .
٤١/ بحث حمد عن (خلطة دينيّة) عابرة للحدود تمكّنه من :
١. النفاذ لشعوب المنطقة . ٢. مزاحمة النفوذ السعودي الديني تمهيداً =
٤٢/ لسحب البساط من تحتها ، فوجد ضالّته في تنظيم الأخوان المسلمين !
لماذا الأخوان ؟
اختار حمد أن يلعب بورقة الأخوان =
٤٣/ لأنهم يتميّزون بأربع صفات هو بحاجة إليها :
١. لهم أتباع ومريدون في جلّ البلاد العربية ، مما يسهل معه تشكيل خلايا نائمة=
٤٤/ يسهل تحريكها متى أُريد ذلك .
٢. مناوئة أو معارضة لحكومات بلدانها ، مما يعني أن حمد سيُمسك بعصا المعارضة في غير بلد =
٤٥/ عربيّ .
٣. تمثّل الصورة الفاقعة للإسلام الحركي ، ولها تنظيم متماسك ، وتغلغل في مجتمعاتها ، خصوصاً مصر . ٤. تتعارض =
٤٦/ مع المدرسة السلفيّة التقليدية في السعودية ! بالمقابل ، وجد الأخوان في حمد المال الوفير والملاذ الآمن ، فتشكّلت خلطة =
٤٧/ الدين والسياسة في أبشع صورها .
بذلك توفّرت الأداة (الدينيّة) العابرة للحدود ، وتبقّى لحمد أن يُوجد أداة أخرى عابرة =
٤٨/للحدود بها يعزف على وتر الحريات في وجدان شعوب عربيّة يقاسي جلّها آفةَ الاستبداد السياسي ، فكان التأسيس لقناة الجزيرة .
٤٩/ عند هذه النقطة ، امتلكت قطر (الأدوات) وبقي أن تُرسم الخطة .
الهدف النهائي : خلق الفوضى للإمساك بتلابيب قيادة العالم =
٥٠/ العربي . ولأن الدولة المستهدفة الأولى هي السعودية - سأكتفي بدورها ضد السعودية ولن أتشعّب بالحديث عن باقي الدول - تمّت =
٥١/ عملية تحديد عناصر القوة الوطنيّة السعودية ، أو بلغة أخرى مقوّمات الثقل الاستراتيجي ؛ سعياً لتقويضه .
للسعودية ثقل =
٥٢/ سياسي كبير على المستوى العالمي ، إحدى ركائزه مكانتها الدينيّة ، فماذا فعل حمد في هذا الجانب ؟ لو تأمّلتَ العناصر =
٥٣/ التي تشكّل بمجموعها مكانة السعودية الدينيّة ستجدها تكمن بشكل رئيس في : • الحرمين الشريفين • المؤسسة الدينية السعودية
٥٤/ • المؤسسات الدينية ذات الطابع الدولي والمنسجمة مع القرار السعودي (المؤتمر الإسلامي ، رابطة العالم الإسلامي) وما يتبعها=
٥٥/ من عمل خيري يتمثل في مؤسسة قائمة : هيئة الإغاثة الإسلامية العالميّة . ماذا فعل حمد ؟ • أولاً : الحرمان الشريفان /
٥٦/ الإيعاز لذراعه الإعلامي العابر للحدود (قناة الجزيرة) بمحاولة التركيز على أي جانب قصور يتم رصده في مواسم الحج والعمرة =
٥٧/ والغاية البعيدة من وراء ذلك : تدويل إدارة الحرمين ! لأنّ تدويل إدارة الحرمين تعني عمليّاً حرمان السعوديين من ميزة =
٥٨/ وجود الحرمين على أراضيهم . ثانياً : المؤسسات الدينيّة / تقويضاً لدور رابطة العالم الإسلامي والمؤتمر الإسلامي ، قامت =
٥٩/ قطر في عام ( ٢٠٠٤ ) بتأسيس الهيئة العالمية لعلماء المسلمين برئاسة القرضاوي ، وبتكليف السعودي ناصر العمر بالاضطلاع =
٦٠/ بأمانتها العامّة . وهنا لي وقفة : دلالة التاريخ (٢٠٠٤) تعني أن قطر أنشأت هذه الهيئة بعد أحداث ١١ سبتمبر وما تلاها =
٦١/ من غضب عالمي (مسيّس) تجاه السعودية ومؤسستها الدينيّة ، وبالنظر إلى تكليف سعودي بأمانتها العامّة ، هذا يعني لي أن هدف =
٦٢/ حمد هنا مزدوج :
١. تقويض دور الرابطة والمؤتمر دوليّاً بتقديم هذه المؤسسة الناشئة . ٢. تقويض دور المؤسسة الدينية =
٦٢/ السعودية لدى مسلمي الخارج بتقديم بديل جديد (غير سلفي) في جو كان محموماً ضدّ كل ما هو سلفي .
٣. استمالة الشباب السعودي=
٦٣/ المتديّن في ظل وجود أمينها العام ، وهذا خلْقٌ لنفاذ ، قد يتبعه تأثير ونفوذ ، داخل أوساط الشباب السعودي " المتديّن " !
٦٤/ ثالثاً : المؤسسة الدينيّة السعودية / تقويضها بانتقاد رموزها ، وتصويرهم بعلماء السلاطين ، وفتح فضاء الجزيرة لمهاجمة =
٦٥/ المدرسة السلفيّة التقليدية ، عدا عن تبنّي الفكر الأخواني المناهض للسلفيّة . ليس ذلك فحسب بل دعم السلفيّة الجهادية عن =
٦٦/ طريق بثّ تسجيلات ابن لادن والظواهري على مرأى من العالم أجمع ! هذا الدعم للسلفيّة الجهادية ، المتماهي مع الشراكة =
٦٧/ مع الأخوان يصبُّ في المصبِّ ذاته : الإمساك بورقة الإسلام الحركي !
السؤال : بماذا يضرّ السعودية دعم قطر للسلفيَّة الجهاديّة ؟ =
٦٨/
١. نقل معركة القاعدة إلى الداخل السعودي ، وهذا حدث مطلع الألفيّة !
٢. استقطاب أو تجنيد شباب متديّن يتأثر=
٦٩/ بطرح - أو بالأدقّ جنون - بن لادن والظواهري ، بحيث متى أقدم أولئك الشباب على أي جريمة إرهابيّة أُلصقت التهم بالسعودية !
٧٠/ وماذنب السعودية ؟ لأن العالم لا يفهم ، أو بالأحرى لا يريد أن يفهم ، الفرق بين السلفيّة التقليديّة والسلفيّة الجهادية !
٧١/ وبالتالي تسهل شيطنة السعوديين إثر كل عمل إرهابي يُنسب للسلفية الجهاديّة !
وهنا أودّ القول : تقديمي لقراءتي الشخصيّة =
٧٢/ لا تعنِ تبنيّاً لرؤى المؤسسة الدينيّة السعودية التي لا أتفق معها في بعض الشأن الداخلي .
نعود إلى حمد ، وماذا بعد ؟
٧٣/ رابعاً : العمل الإغاثي / أنشأت قطر الهيئة القطرية للأعمال الخيريّة لتقويض دور هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية التابعة=
٧٣- أ/ لرابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة .
هذه الهيئة أوصلت (تأثير) قطر إلى كل شعوب العالم الإسلامي ، خصوصاً الفقراء منهم.
٧٤/ ما سبق لمحة عن الفعل القطري للتأثير على المكانة (الدينيّة) للسعودية وبالتالي ثقلها السياسي . واتِّساقاً مع ذات التوجه=
٧٥/ لا يُغفَل دور قطر في إنشاء صندوق الدعم العربي لينافس الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي الذي يتماشى مع القرار السعودي =
٧٦/ والهدف هنا التأثير في الدول (الممنوحة) بحيث لا تعد تدور في الفلك السعودي .
السؤال : وكيف حمت قطر نفسها ؟
٧٧/ أولاً وقبل كلّ شئ ، قاعدة العديد الأمريكيّة ، ثم تحالفها لاحقاً مع تركيا ( تجمعهما اتفاقية دفاع مشترك ) ، ومع إيران !
٧٨/ وبعد ، جاءت لحظة ١١ سبتمبر ، وأصبحت السعوديّة في مرمى سهام العالم (المسيّس) ، مما أعطى الدور القطري دفعة قوية لم يحلم بها !
٧٩/ بعد أحداث سبتمبر ، توصّل صانع القرار الأمريكي إلى قناعة مفادها أنّ الخطر عليهم لن يأتِ إلا من السلفيّة الجهاديّة =
٨٠/ وهذا دعاه إلى :
١. ممارسة الضغط على الدول التي تتبنّى السلفيّة التقليديّة :
السعودية وباكستان تحديداً .
٢. العمل =
٨٠- أ/ على إحلال بديل إسلامي محل السلفيّة ، ولم يكن هذا البديل سوى تنظيم الأخوان ، وهذا جزءٌ من مخطط الشرق الأوسط الجديد !
٨١/ بدأت قطر تمارس دورها في لعبة الشرق الأوسط الجديد بشكل علني لا تخطؤه عين المراقب لتمارس مناكفة علنيّة للسعودية لم تقتصر=
٨٢/ على التصعيد في قناة الجزيرة ! عليه ، أحضر حمد - وبشكل استفزازي - أحمدي نجاد كضيف شرف في القمة الخليجيّة بالدوحة ٢٠٠٧ !
٨٣/ وهذا يعني أن نظام قطر يتماهى مع رؤية ملالي طهران حيال قضايا المنطقة .
ثم استضافت قطر قمة غزة (٢٠٠٩) قبل القمة العربية=
٨٤/ الرسميّة بالكويت التي كانت ستُعقد خلال أسبوع ، والهدف من ذلك إظهار دول الاعتدال العربي (السعودية ومصر والأردن) بمظهر=
٨٥/ الدول المعيقة لأعمال المقاومة ! وللمفارقة ، كان بين حضور قمة غزة - التي ترفع شعار دعم أهل غزة - بشار وأحمدي نجاد !
٨٦/ ويا للمفارقة أيضاً ، كيف رفعت الجزيرة شعار محور المقاومة ( قطر - سوريا - العراق - إيران ) ثم تحوّل في أدبيات الجزيرة =
٨٧/ إلى محور ( مماتعة ) بعد خروج قطر منه ، وسنرى بماذا ستصفه الجزيرة في قادم الأيام !
وبذكر دور قطر المشبوه ، لا نغفل =
٨٨/ التسجيل الصوتي المسرّب لمكالمة هاتفية جمعت الثلاثي : حمد بن خليفة و حمد بن جاسم والقذافي ، وكان موضوع النقاش : إسقاط =
٨٩/ النظام السعودي وتقسيم السعودية ! غيّب الموت واحداً .. وخرج الاثنان الباقيان من دهاليز السلطة وبقيت السعودية شامخة أبيّة !
٩٠/ وما أن حانت لحظة الربيع العربي ٢٠١١ ، حتى تهيّأت أكثر الظروف ملاءمة لقطر لممارسة دورها في تشكيل الشرق الأوسط الجديد !
٩١/ سقط مبارك (خصم قطر) ، واعتلى الأخوان سدّة الحكم (بدعم أمريكي) ، فشعرت قطر أنها تقترب أكثر وأكثر من النجاح في مهمّتها .
٩٢/ عليه ، لم يبقَ على المسرح الاستراتيجي العربي سوى السعودية ( مصر في قبضة الأخوان ، العراق في قبضة إيران ، سوريا تعيش =
٩٣/ حالة ثورية ). هذا يعني أنّ السعودية هي الهدف القادم ، فشعر السعوديّون بتهديد وجودي !
هذا قاد السعودية ومعها الإمارات =
٩٤/ إلى دعم ثورة ( ٣٠ يونيو ) وإزاحة الأخوان من حكم مصر ، رغماً عن أنف أوباما والإدارة الأمريكيّة . وللتدليل ، عودوا إلى =
٩٥/ تصريحات سعود الفيصل في باريس ، وتحركاته في دعم ثورة ٣٠ يونيو ، والتي جاءت ردة فعل على موقف أمريكا المعارض بشدّة =
٩٦/ لسقوط الأخوان ! بسقوط الأخوان في مصر ، سقطت أهم ركائز مشروع أوباما في المنطقة ، وهذا يُفسّر دعم أوباما (الخفي) للشغب =
٩٧/ في البحرين ، ويُفسّر أيضاً غزله الفاقع لنظام الملالي في طهران !
نعود إلى قطر . دعمت قطر الأخوان ؛ إشعالاً للشارع =
٩٨/ وخلقاً للفوضى ! قطر ليست مهتمة بالديمقراطيات أو الحريّات ، بل بدور تعمل عليه ، رأت بوادر نجاحه تظهر جليّة ، ثم انهار !
٩٩/ هذا ما دفعها لدعم الفوضى إعلاميّاً وماليّاً ، عدا عن التصرف بمراهقة غير محسوبة ، دفعت السعودية والإمارات والبحرين إلى=
١٠٠/ سحب سفرائهم في مارس ٢٠١٤. عاد السفراء بعد وساطة الكويت في ديسمبر من نفس العام ، لكن قطر لم تلتزم بما نصّت عليه شروط =
١٠١/ المصالحة ! لم يفت السعوديّون أن تميماً لم يلتزم بوعوده ، لكن فضّلت الاحتواء ، طالما أن جنوح قطر هدأت وتيرته نسبيّاً .
١٠٢/ وبالتالي فإن العارفين ببواطن الأمور يعلمون يقيناً أن جذور الخلاف لم تُحل ، وأن الحالة أشبه بحالة هدنة ، لا حالة وفاق !
١٠٣/ وللتدليل على ذلك فإن السعودية لا تزال تُعطّل مشاريع قطر الاستراتيجية :
١. أنبوب الغاز الممتد إلى الكويت.
٢. أنبوب=
١٠٤/ الغاز الممتد إلى تركيا مروراً بسوريا.
٣. الجسر البري الذي يربط قطر بالبحرين .
٤. الجسر البري الذي يربطها بالإمارات .
١٠٥/ ٥. تجميد رخصة النقل الجوي داخل المملكة والتي حصلت عليها الخطوط القطريّة .
بلغة أخرى ، بقيت بعض نيران الأزمة السابقة =
١٠٦/ تشتعل تحت الرماد ! حسناً ، ما الذي أشعل نيران الأزمة الأخيرة ؟
برأيي ، هو مجيئ ترمب إلى البيت الأبيض وانقلابه على =
١٠٧/ مشروع أوباما ، وبالتالي دور قطر . بلغة أخرى ، مع مجيئ ترمب لن يكون هناك مستقبل للتنظيمات العابرة للحدود ، مثل تنظيم =
١٠٨/ الأخوان . عليه ، شعرت قطر بالخطر لأنها ستفقد أدواتها العابرة للحدود وستعود إلى حجمها ، فقررت الهروب للأمام بإعادة =
١٠٩/ التموضع والانتقال إلى المعسكر الآخر : إيران .
وهذا يُفسّر الاجتماع السرّي بين وزير خارجية قطر وقاسم سليماني في =
١١٠/ بغداد قبل #قمة_الرياض الرياض بيوم واحد ، كم أنّه ( قد) يُفسّر أحداث البحرين والقطيف الأخيرة ، خصوصاً وأنَّ تسريباتٍ =
١١١/ تحكي عن تنسيق بين قطر وحزب الله لدعم حزب الله الحجاز في المنطقة الشرقية !
وثقوا لن يصل حجم الغضب السعودي إلى هذا =
١١٢/ المستوى غير المسبوق إلا بسبب تورط قطر في مؤامرة تستهدف الوجود السعودي .
السؤال : ما التوقعات للمستقبل ؟
١. تأزّم =
١١٣/ الوضع مع الأتراك .
٢. تقارب نسبي مع القاهرة ، وتشكّل ملامح حلف سعودي - إماراتي - أردني - مصري .
٣. تقارب تركي =
١١٤/ إيراني .
٤. زيادة الدعم للحوثيين .
٥. تهديد وجودي لنظام تميم إن استمر في توجهه الحالي ! ٦. زيادة الاشتعال في =
١١٥/ في ليبيا ، وسيناء ؛ إشغالاً لمصر !
٧. لن توقف قطر دعمَ جبهة النصرة - من تحت الطاولة - لأنها لن تحرق هذه الورقة !
١١٦/ ٨. قد نشهد لاحقاً تقارباً قطرياً روسياً ، لكن لن يكون عاملاً ذا قيمة كبرى ، بالنظر إلى :
١. علاقة الروس المميزة مع =
١١٧/ الإمارات .
٢. علاقة الروس التي تتطوّر إيجابياً مع السعوديين وستتوّج بزيارة مرتقبة للعاهل السعودي إلى موسكو .
١١٨/ ٩. ستواجه حكومة سعد الحريري في لبنان مصاعب شتّى .
١٠ ربّما تستمر وتيرة الشغب بشكل أكثر عنفاً في البحرين .
١١٩/ ما هي خيارات السعوديين ؟ لن أذكر كل الخيارات ، وسأكتفي باثنين :
١. إغلاق منفذ سلوى البرّي.
٢. إغلاق المجال الجوي =
١٢٠/ السعودي أمام الطيران القطري .
ما سبق قراءة شخصية متجرّدة لما أعتقد أنّه صواب ، أودّ في ختامها أن أقول :
١. يؤلمني =
١٢١/ أن نصل إلى هذا الحال المتردّي داخل المنظومة الخليجيّة .
٢. تبقى لشعب قطر ( الحبيب ) كل مشاعر الحب والودّ والاحترام .
١٢٢/ ٣. لا أتفق مع بعض الإسفاف الذي قرأته في بعض إعلامنا المحلي بالأيام الماضية .
٤. أتطلّع إلى غدٍ أفضل تتم فيه تسوية كل=
١٢٣/ الخلافات الخليجيّة القطريّة ، وهذا لن يتأتّى إلا بانفصال عقد شراكة " قطر - الأخوان " ، وعودة قطر إلى حجمها الطبيعي .
١٢٤/ ولتعلم قطر أنّه لو حدث لها أيّ مكروه لا سمح الله فلن تجد غير السعودية عمقاً استراتيجيّاً لها ، وهذا لن يقوله مستشارو =
١٢٥/ الشر ؛ عزمي بشاره وغيره . ختاماً : قلت الأهمّ فقط ، لا كل شئ .
أشكر مروركم ، وأعتذر بشدّة عن الإطالة . دمتم بود 🌹
التغريدات منقولة من حساب
....
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..