في بيئات العمل اليوم، يختار بعض الأشخاص بلوغ أهدافهم، ليس عبر الجهد والمنافسة النزيهة، بل بإضعاف زملائهم عمداً، سواء عبر التشويه أو العرقلة أو التلاعب، ظناً منهم أن إسقاط الآخرين سيمنحهم طريقاً أسرع إلى الصعود والظهور.
والواقع أثبت كثيراً أن الطرق الملتوية قد تمنح لحظة صعود، لكنها لا تصنع نجاحاً يدوم. فالإنجاز القائم على إقصاء الآخرين يفقد قيمته سريعاً، ويكشف عن ضحالة مهارات الشخص المتلاعب، ويترك خلفه بيئة مثقلة بالشكوك والتوتر.
أما النجاح الحقيقي، فلا يبنى على إزاحة من حولك، بل على إتقان ما تفعله، وبذل أفضل ما لديك، مع الإيمان بأن العالم يتسع للناجحين جميعهم مهما بلغ عددهم. وكما قال غازي القصيبي: "أي نجاح لا يتحقق إلا بفشل الآخرين هو في حقيقته هزيمة ترتدي ثياب النصر".
هذا النصر الزائف لا يطيح بصاحبه فحسب، بل يفضح ضعف القيادة التي سمحت بحدوثه. فالمدير الذي يغض الطرف عن هذه الممارسات أو يتجاهل مؤشرات وقوعها، يرسخ بيئة عمل طاردة للمواهب، مثقلة بالشكوك وخالية من الثقة.
القيادة الحقيقية لا تقاس بعدد الإنجازات المسجلة على الورق، بل بقدرتها على حماية المنافسة النزيهة، وتحفيز الأفراد على أن يكون تفوقهم ثمرة جهد صادق لا نتيجة حيلة أو تلاعب. هي بيئة تقول لكل فرد: لديك الحق أن تحلم، وأن تحاول، وأن تنجح دون أن تدفع ثمن صعودك من رصيد غيرك.
في ذكرى رحيل غازي القصيبي، لا نرثي مفكراً إدارياً وأديباً فقط، بل نستحضر دعوته لبناء بيئات عمل عادلة، تحترم الجهد، وتكافئ النزاهة، وتعيد للنجاح معناه الأصيل.
في هذا السياق، ندعوكم لقراءة مقال "النصائح الخمس الذهبية التي أوصى بها غازي القصيبي لكل مدير"، فربما يكون بداية لتعيد النظر في مفهومك عن القيادة وتعزز كفاءتك كمدير.
منشور من هارفارد بزنس ريفيو (@hbrarabia)
منشور من هارفارد بزنس ريفيو (@hbrarabia)

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..