إلى من يستشهدون بالثورة الجزائرية لتبرير #محرقة_غزة..
أولا: الأرقام التي تقدم عن عدد الشهداء في الجزائر من مليون ونصف مليون شهيد الذي أطلقه جمال عبدالناصر وبن بلة في بداية الاستقلال أو خمسة ملايين وستمائة وثلاثين ألف الرقم الذي أطلقه تبون في حملته الانتخابية لعام 2019 وغيرها من الأرقام الخرافية لم تثبتها تحقيقات ولا دراسات بل أن وزارة المجاهدين المعنية بالأمر لم تعترف إلا بنحو 450 ألف شهيد، ولا نقول ذلك للتقليل من الثورة بل هذه هي الحقيقة وقد يكونون بالملايين فعلا لكن طالهم التجاهل وعدم الاهتمام بهم وفق دراسات علمية وتاريخية موثقة وتحقيقات رسمية تتبناها الدولة وتوثقها وهذا الذي لم يحدث للأسف الشديد.
ثانيا: مجزرة 8 مايو 1945 التي استشهد فيها نحو 45 ألف جزائري في قالمة وسطيف وخراطة ما سوق لها الجزائريون ولا قيادات المجتمع الرافض حينها لفرنسية الجزائر على أنها انتصار وما كان الشعب يذبح وهم يتباهون بنصر مبين على المستعمر الفرنسي بل اعتبروها إبادة من محتل لمدنيين عزّل.
ثالثا: قامت عدة مقاومات على مدار 132 سنة من احتلال الجزائر كثورة المقراني وبوعمامة والأمير عبدالقادر وغيرهم، وسقط شهداء وقتلوا الكثيرين من جنود الاحتلال، ولكن انتهت هذه المقاومات ولم تنجح في تحرير الجزائر واعتبرها أصحابها فاشلة وهزائم مني بها الجزائريون وانتصر فيها المحتل حينها ولا يخجلون منها بل كانت لهم كل الجرأة في اعتبارها تجارب فاشلة في وقتها وبعدها أيضا.
رابعا: الأمير عبدالقادر خاض مقاومة ضد المحتل بدأها قوية كبدت الفرنسيين خسائر جسيمة ثم مرت بمراحل فيها محاولة بناء دولة والمعاهدات وانتهت باستسلام قائدها عام 1847 بعد ضعف المقاومة والحصار وانتهى المطاف بالأمير في الشام ووفاته هناك بعد مروره بالسجن في فرنسا، ورغم الكثير مما قيل لكن لا أحد ينكر أن الأمير الجزائري قاوم وأذاق الويلات للمستعمر ثم ضعف واستسلم وانتهت ثورته وما وصفها أحد بالنصر المبين بل كانت تجربة غير ناجحة ضمن تجارب الجزائريين في مقاومة المحتل.
خامسا: الجزائريون في فترة الاستعمار كانوا يخوضون المعارك خاصة في ثورة التحرير (1954-1962) بينها التي انتصروا فيها وأخرى هزموا واستشهد ثوار وقادة وأحرقت فرنسا بيوت المدنيين وذبحت المواطنين الأبرياء ولم يتم إعلان النصر إلا في 19 مارس 1962 بعد الاتفاق النهائي في إيفيان على تقرير المصير الذي توج باستفتاء ثم الاستقلال في 05/07/1962 ولكن أثناء الثورة الجزائريون يموتون ويقاومون وما كان ساستهم وممثلي جبهة التحرير في المغرب ومصر مثلا يعلنون النصر يوميا بل في فرنسا ذاتها كانت مقاومة شعبية ومدنية وتعرضوا للاضطهاد وما فعلوا ما يفعله غيرهم الآن.
النصر أعلن باستقلال الجزائر وخلال حرب التحرر عاش الجزائريون معارك مختلفة بينها الخاسرة وأخرى رابحة.
سادسا: الثورة الجزائرية كانت لها واجهة سياسية واحدة تتمثل في جبهة التحرير الوطني وجناح عسكري واحد وهو جيش التحرير رغم تعدد التيارات في تاريخ الجزائر السياسي والثقافي، وكانت الثورة لتحرير كامل التراب الجزائري وليس كما نراه في فلسطييين مع أطروحة حل الدولتين ونجد سلطة في رام الله وحكومة ثانية في القطاع وداخل غزززة نفسها فصائل متعددة فهذه كتائب القسااام وتلك سرايا القدس على المستوى العسكري، أما السياسي فنجد حماااس والجهاااد ولا نتحدث عن التمويل الخارجي ولا عن الولاءات لجهات أجنبية.
هناك جوانب كثيرة قد نعود إليها ليفهم الذين يبررون الضريية الكارثية في غزززة بما حدث في الجزائر، وأقول لهؤلاء من يريد أن يستفيد من تجربة عليه أن يركز على سلبياتها أولا وقبل كل شيء حتى لا يقع فيما وقع فيه غيره، فالثورة الجزائرية لها إيجابيات كثيرة لكن نحن ندفع ثمن خطايا أرتكبت في فترة الاحتلال ومع الاستقلال وما بعده ووصلنا لحال صار الشباب الجزائري يفر عبر قوراب الموت في البحار عله يجد الأمان عند مستعمر الأمس وللحديث بقية..
#انور_مالك
#انور_مالك

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..