بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ،
بداية .. أرجو من كل من يقرأ هذه الأسطر أن يقرأها بتجرد ، فدائما ما ينصدم الناس بالحقائق التي لم
يكونوا يتوقعونها ، ربما لأنهم عاشوا وسط الحدث وربما لأن الحدث ينقل إليهم برؤية وتصور بل وحكم غيرهم ! وما أكثر الغيورين الذين انساقوا وراء رؤى غيرهم لفترة الى ان اكتشفوا خلافها وإختلافها !
سأتحدث في هذه السطور عن منهج فكرت فيه هذا اليوم بعدما قرأت وسما في التويتر يخص #عريضة_جدة فلاحظت أسلوبا غريبا ، ليس هو الأول من نوعه "بالطبع " فقد سبقه الكثير سواءا في القضايا التي تخص المرأة و عملها .. مع وزير العمل أو بعض الملاحظات على الفكر غير الديني و الذي وجد له قدما في معارض الكتاب الخ..
هذه الطرق التي يستخدمها بعض المحتسبين من الدعاة .. في الغالب لا توجد حلاً للقضايا التي يطالبون بها ..
بينما يستمر الطرف الآخر المسمى"التغريبيين" بتمرير مقترحاتهم ونلاحظ أنها لا تلبث أن تظهر للعيان !
لماذا ؟ هل ما يسمى بالتغريبيين أقوى حجة ؟! أنا سأجيب بكل صراحة : لا
والسبب ان الدعاة والمحتسبين ينطلقون من منطلق شرعي لا يقبل الجدل حوله لمن اراد تطبيق الشرع !
اذا كيف استطاعوا أن يؤثروا في صنع القرار ؟! الجواب ايضا بسيط جدا : الأسلوب !
الأسلوب ؟! كيف !؟
باللين استطاع الماء أن يؤثر بالصخر .. ليس بقوة اندفاعه .. ولكن بتركيز وقعه واستمرار تكراره !
ولنتأمل قول الشاعر: اطلب ولا تضجرُ من مطلب ... فآفة الطالب أن يضجرا
أما ترى الماء بتكراره ... في الصخرة الصماء قد أثرا
فهل يكفي اللين والتكرار ؟
- لا لايكفي ! فلا بد من مقدمات و نهايات ! سأتطرق لها في ثنايا الأسطر التاليةمن هذا الموضوع !
ماذا عن الطريقة ؟
الطريقة التي يستخدمها من يسمون بـ التغريبيين هي الهدوء والعمل بصمت بعيد عن الضجة ، وبإحترام لصانع القرار ، ومالم يستطيعونه اليوم سيفاوضون على نصفه غدا أو بعد غد ! وما لم يكتمل بعد غد .. فالنار الهادئة كفيلة بإنضاجه ، وما يرونه من ظروف تستجد ، لعل أهمها إنقسام وشرخ بين الدعاة والمحتسبين أنفسهم كفيل بجعلهم يزدادون قناعة بأسلوب اللين و النفس الطويل .
والغريب أنهم يستخدمون من الأساليب ما لا يستخدمه المحتسبون مع انهم مأمورون به ، ولنتأمل أوامر ربنا سبحانه لنبيه عليه الصلاة والسلام :
قال تعالى :
ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ) النحل - الآية 125
بالحكمة ، و الموعظة الحسنة ، وجادلهم بالتي هي أحسن .
وفي آية أخرى :
فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ طه - الآية 44
لاحظ :
قولا: والخطاب لنبيين "موسى وهارون عليهما السلام ، وليس الدعاة والمحتسبين بمقام الأنبياء
له : أي لفرعون الذي ادعى الألوهية " وقال فرعون يا أيها الملأ ما علمت لكم من إله غيري " ، وليس بيننا " بحمد الله " من وصل لما أقدم عليه فرعون !
لينا : أي خاليا من أية شدة أو مما ينفر من الكلام ويستدعي الغضب !
وقال شاعر حكيم :
إذا كنت في حاجة مرسلا ... فأرسل حكيما و لا توصه !
فعلا ، انها الحكمة التي امر بها ربنا وهو العالم بأحوالنا ،
اذا أين الخطأ ؟ وأين الملاحظات ؟
الخطأ أن يكون طلب المقابلة غير منظم ، يسير فيه أعداد كلها ترغب في الإحتساب ، ولكن العبرة ليست بالكثرة ! بل بالتركيز والهدوء والبعد عن الإثارة !
أية إثارة ؟!
الإثارة أن يسبق أي مقابلة لوزير أو لولي الأمر ضجة يتداولها من لا يحسن طرحها في مواقع التواصل الإجتماعي ، وعرض للمطالب و متابعة لسير الأمور لحظة بلحظة بشكل يستفز المسؤول ويجعله يرفض المقابلة أحيانا أو يقابلهم وهو في وضع المشحون مسبقا !
والأمثلة كثيرة : هناك من ينشر المطالب ، وهناك من يضع الصور ، ومنهم من ينقل مباشرة وكأنه مراسل من قلب الحدث : هاهم المشايخ في الطريق الى الديوان لمقابلة .. وهاهم المشايخ في صالة أو في الممر وبإنتظار الوزير ، ها هو الشيخ الفلاني يصلح مشلحه ! و هاهم المشايخ يدعون على الوزير ، وهاهو الشيخ الفلاني رافعا صوته من بين الحاضرين بالدعاء .. الخ
هل هذا يليق ؟! وحتى لو وجد بعض ما يستدعي ،، كرفض المقابلة مثلا .. فالأفضل التحول من طريق لآخر ولكن بهدوء !
ماذا لو تمت المقابلات بشكل أكثر ودّيّة وبأسلوب فيه إحترام للمسؤول وبإنتهاز للمناسبات كالدعوات العامة و المناسبات الهامة ويكفي ان تطلب موعدا وتقابل المسؤول وتذهب بما لديك من أفكار منظمة موجزة وتسمح للمسؤول بالإطلاع عليها ومن ثم التنسيق والحوار حولها ، وما يمكن الوصول لبعضه اليوم قد يكتمل غدا .
أين هي الحكمة في كتابة الوسوم # في مواقع التواصل والتعريض بالمسؤول للسب والتدخل في أمور لا تخدم الغرض ، خاصة من بعض الدعاة لأنفسهم ممن يصرون على حشر أنفسهم من باب وضع بصمة له ! كأن يطالب البعض بإقالة هذا الوزير أو ذاك ! والتحريض والتدخل في أمر ليس هو له بأهل !
همسة أخيرة :
لنستذكر الوضع أيام الشيخ ابن باز رحمه الله ،،،
هل كان هناك غياب للتغريبيين ؟!
الجواب : أبدا فقدكانوا حاضرين ويعملون بشكل لا يقل عنه الآن !
وهل كان الشيخ صامتا لا يعمل !؟
حاشاه ، بل كان يعمل بصمت و تؤدة .. وبحكمة جعلت منه محل احترام و تقدير الكثيرين كبارا وصغارا ومن أكبر رأس إلى أصغر مقام ، لم يُسمع له جعجعة ولا تهجما ولا إساءة ولا دعوة على أحد بل كان الدعاء لهم بالهداية والصلاح ، والسعادة والفلاح !
لم نسمع أو نقرأ أنه ذهب و رفع صوته على هذا أو ذاك ! وكان يقابل ولي الأمر في المناسبات فيعرض ما لديه مراعيا مناسبة المقام والتوقيت ، بل كان يسمح بمجلسه لبعض من يسمون " التغريبيين" ويناقشه بهدوء أذهلهم وجعلهم يحترمونه !
إنها الحكمة يا أولي الألباب !
سبحان الله ،، تأملوا وتدبرواهذه الآية :
يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ
البقرة - الآية 269
يا لوقع هذه الآية ، ويا لعظمة وصفها ، وكل آيات الكتاب عظيمات محكمات !
" ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير "
بتجاوزنا لأوامره تعالى بالدعوة إلى سبيله بالحكمة والموعظة الحسنة ، إفتقدنا التجاوب ممن ندعوهم ! وأضعنا الكثير من الفرص السانحة بهدوء لعرض الأمور والنصح لولي الأمر ومن يقوم مقامه !
هل أتضح الخلل ؟! هل أدركنا فائدة الحكمة والموعظة الحسنة !؟
هل نحتاج للتذكير ببقية الآية لنكتشف أمرا آخرا !؟
حسنا .. إليكم بقية الآية :
" .. إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ "
هل تريدون أن أقرُنها بآية أخرى ؟!
" لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ ۗ "
هل تريدون إيضاحا لمحل الإقتران والإستشهاد ؟!
ان القصد هو أن عليك البلاغ وأن تقول كلمة الحق بالمناصحة المقترنة بالحكمة بعيدا عن التشنجات وإقحام غير أولي النهى في أمر المناصحة للحاكم أو من بيده أمر يخص المجتمع !
نسأل الله العظيم الكريم الرؤوف الرحيم بمنه وكرمه أن يصلح أحوالنا جميعا
وأن يرينا الحق حقا ويرزقنا إتباعه ، والباطل باطلا ويرزقنا إجتنابه
وأن يهدي ولاة أمرنا وأمور المسلمين كافة ويرزقهم البطانة الصالحة الناصحة التي تعينهم على الحق وترشدهم إليه و تنهاهم عن الباطل وما يخالف ويفسد على المجتمع |أمور دينه ودنياه
إنه سميع مجيب
وصل اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
سليمان الذويخ
الثلاثاء 23 /شعبان / 1434هـ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مواضيع مشابهة - أو - ذات صلة :
سطور من الماضي : و يجادلونك في " الوطن " !
بداية .. أرجو من كل من يقرأ هذه الأسطر أن يقرأها بتجرد ، فدائما ما ينصدم الناس بالحقائق التي لم
يكونوا يتوقعونها ، ربما لأنهم عاشوا وسط الحدث وربما لأن الحدث ينقل إليهم برؤية وتصور بل وحكم غيرهم ! وما أكثر الغيورين الذين انساقوا وراء رؤى غيرهم لفترة الى ان اكتشفوا خلافها وإختلافها !
سأتحدث في هذه السطور عن منهج فكرت فيه هذا اليوم بعدما قرأت وسما في التويتر يخص #عريضة_جدة فلاحظت أسلوبا غريبا ، ليس هو الأول من نوعه "بالطبع " فقد سبقه الكثير سواءا في القضايا التي تخص المرأة و عملها .. مع وزير العمل أو بعض الملاحظات على الفكر غير الديني و الذي وجد له قدما في معارض الكتاب الخ..
هذه الطرق التي يستخدمها بعض المحتسبين من الدعاة .. في الغالب لا توجد حلاً للقضايا التي يطالبون بها ..
بينما يستمر الطرف الآخر المسمى"التغريبيين" بتمرير مقترحاتهم ونلاحظ أنها لا تلبث أن تظهر للعيان !
لماذا ؟ هل ما يسمى بالتغريبيين أقوى حجة ؟! أنا سأجيب بكل صراحة : لا
والسبب ان الدعاة والمحتسبين ينطلقون من منطلق شرعي لا يقبل الجدل حوله لمن اراد تطبيق الشرع !
اذا كيف استطاعوا أن يؤثروا في صنع القرار ؟! الجواب ايضا بسيط جدا : الأسلوب !
الأسلوب ؟! كيف !؟
باللين استطاع الماء أن يؤثر بالصخر .. ليس بقوة اندفاعه .. ولكن بتركيز وقعه واستمرار تكراره !
ولنتأمل قول الشاعر: اطلب ولا تضجرُ من مطلب ... فآفة الطالب أن يضجرا
أما ترى الماء بتكراره ... في الصخرة الصماء قد أثرا
فهل يكفي اللين والتكرار ؟
- لا لايكفي ! فلا بد من مقدمات و نهايات ! سأتطرق لها في ثنايا الأسطر التاليةمن هذا الموضوع !
ماذا عن الطريقة ؟
الطريقة التي يستخدمها من يسمون بـ التغريبيين هي الهدوء والعمل بصمت بعيد عن الضجة ، وبإحترام لصانع القرار ، ومالم يستطيعونه اليوم سيفاوضون على نصفه غدا أو بعد غد ! وما لم يكتمل بعد غد .. فالنار الهادئة كفيلة بإنضاجه ، وما يرونه من ظروف تستجد ، لعل أهمها إنقسام وشرخ بين الدعاة والمحتسبين أنفسهم كفيل بجعلهم يزدادون قناعة بأسلوب اللين و النفس الطويل .
والغريب أنهم يستخدمون من الأساليب ما لا يستخدمه المحتسبون مع انهم مأمورون به ، ولنتأمل أوامر ربنا سبحانه لنبيه عليه الصلاة والسلام :
قال تعالى :
ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ) النحل - الآية 125
بالحكمة ، و الموعظة الحسنة ، وجادلهم بالتي هي أحسن .
وفي آية أخرى :
فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ طه - الآية 44
لاحظ :
قولا: والخطاب لنبيين "موسى وهارون عليهما السلام ، وليس الدعاة والمحتسبين بمقام الأنبياء
له : أي لفرعون الذي ادعى الألوهية " وقال فرعون يا أيها الملأ ما علمت لكم من إله غيري " ، وليس بيننا " بحمد الله " من وصل لما أقدم عليه فرعون !
لينا : أي خاليا من أية شدة أو مما ينفر من الكلام ويستدعي الغضب !
وقال شاعر حكيم :
إذا كنت في حاجة مرسلا ... فأرسل حكيما و لا توصه !
فعلا ، انها الحكمة التي امر بها ربنا وهو العالم بأحوالنا ،
اذا أين الخطأ ؟ وأين الملاحظات ؟
الخطأ أن يكون طلب المقابلة غير منظم ، يسير فيه أعداد كلها ترغب في الإحتساب ، ولكن العبرة ليست بالكثرة ! بل بالتركيز والهدوء والبعد عن الإثارة !
أية إثارة ؟!
الإثارة أن يسبق أي مقابلة لوزير أو لولي الأمر ضجة يتداولها من لا يحسن طرحها في مواقع التواصل الإجتماعي ، وعرض للمطالب و متابعة لسير الأمور لحظة بلحظة بشكل يستفز المسؤول ويجعله يرفض المقابلة أحيانا أو يقابلهم وهو في وضع المشحون مسبقا !
والأمثلة كثيرة : هناك من ينشر المطالب ، وهناك من يضع الصور ، ومنهم من ينقل مباشرة وكأنه مراسل من قلب الحدث : هاهم المشايخ في الطريق الى الديوان لمقابلة .. وهاهم المشايخ في صالة أو في الممر وبإنتظار الوزير ، ها هو الشيخ الفلاني يصلح مشلحه ! و هاهم المشايخ يدعون على الوزير ، وهاهو الشيخ الفلاني رافعا صوته من بين الحاضرين بالدعاء .. الخ
هل هذا يليق ؟! وحتى لو وجد بعض ما يستدعي ،، كرفض المقابلة مثلا .. فالأفضل التحول من طريق لآخر ولكن بهدوء !
ماذا لو تمت المقابلات بشكل أكثر ودّيّة وبأسلوب فيه إحترام للمسؤول وبإنتهاز للمناسبات كالدعوات العامة و المناسبات الهامة ويكفي ان تطلب موعدا وتقابل المسؤول وتذهب بما لديك من أفكار منظمة موجزة وتسمح للمسؤول بالإطلاع عليها ومن ثم التنسيق والحوار حولها ، وما يمكن الوصول لبعضه اليوم قد يكتمل غدا .
أين هي الحكمة في كتابة الوسوم # في مواقع التواصل والتعريض بالمسؤول للسب والتدخل في أمور لا تخدم الغرض ، خاصة من بعض الدعاة لأنفسهم ممن يصرون على حشر أنفسهم من باب وضع بصمة له ! كأن يطالب البعض بإقالة هذا الوزير أو ذاك ! والتحريض والتدخل في أمر ليس هو له بأهل !
همسة أخيرة :
لنستذكر الوضع أيام الشيخ ابن باز رحمه الله ،،،
هل كان هناك غياب للتغريبيين ؟!
الجواب : أبدا فقدكانوا حاضرين ويعملون بشكل لا يقل عنه الآن !
وهل كان الشيخ صامتا لا يعمل !؟
حاشاه ، بل كان يعمل بصمت و تؤدة .. وبحكمة جعلت منه محل احترام و تقدير الكثيرين كبارا وصغارا ومن أكبر رأس إلى أصغر مقام ، لم يُسمع له جعجعة ولا تهجما ولا إساءة ولا دعوة على أحد بل كان الدعاء لهم بالهداية والصلاح ، والسعادة والفلاح !
لم نسمع أو نقرأ أنه ذهب و رفع صوته على هذا أو ذاك ! وكان يقابل ولي الأمر في المناسبات فيعرض ما لديه مراعيا مناسبة المقام والتوقيت ، بل كان يسمح بمجلسه لبعض من يسمون " التغريبيين" ويناقشه بهدوء أذهلهم وجعلهم يحترمونه !
إنها الحكمة يا أولي الألباب !
سبحان الله ،، تأملوا وتدبرواهذه الآية :
يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ
البقرة - الآية 269
يا لوقع هذه الآية ، ويا لعظمة وصفها ، وكل آيات الكتاب عظيمات محكمات !
" ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير "
بتجاوزنا لأوامره تعالى بالدعوة إلى سبيله بالحكمة والموعظة الحسنة ، إفتقدنا التجاوب ممن ندعوهم ! وأضعنا الكثير من الفرص السانحة بهدوء لعرض الأمور والنصح لولي الأمر ومن يقوم مقامه !
هل أتضح الخلل ؟! هل أدركنا فائدة الحكمة والموعظة الحسنة !؟
هل نحتاج للتذكير ببقية الآية لنكتشف أمرا آخرا !؟
حسنا .. إليكم بقية الآية :
" .. إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ "
هل تريدون أن أقرُنها بآية أخرى ؟!
" لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ ۗ "
هل تريدون إيضاحا لمحل الإقتران والإستشهاد ؟!
ان القصد هو أن عليك البلاغ وأن تقول كلمة الحق بالمناصحة المقترنة بالحكمة بعيدا عن التشنجات وإقحام غير أولي النهى في أمر المناصحة للحاكم أو من بيده أمر يخص المجتمع !
نسأل الله العظيم الكريم الرؤوف الرحيم بمنه وكرمه أن يصلح أحوالنا جميعا
وأن يرينا الحق حقا ويرزقنا إتباعه ، والباطل باطلا ويرزقنا إجتنابه
وأن يهدي ولاة أمرنا وأمور المسلمين كافة ويرزقهم البطانة الصالحة الناصحة التي تعينهم على الحق وترشدهم إليه و تنهاهم عن الباطل وما يخالف ويفسد على المجتمع |أمور دينه ودنياه
إنه سميع مجيب
وصل اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
سليمان الذويخ
الثلاثاء 23 /شعبان / 1434هـ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مواضيع مشابهة - أو - ذات صلة :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..