من المعلوم لدى متدبر القرآن أن الفعل (نقبل) يتعدى بالحرف (من) كقوله تعالى :
(وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا (يُقْبَلُ مِنْهَا) شَفَاعَةٌ)
(وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا (يُقْبَلُ مِنْهَا) شَفَاعَةٌ)
فلماذا يأتي متعديا بالحرف (عن) في بعض الآيات؟
كقوله تعالى : (أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ هُوَ (يَقْبَلُ) التَّوْبَةَ (عَنْ) عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ)
الجواب
القاعدة العامة التي تحكم المسألة في القرآن أن (قَبِلَ عَنْ): دال على القبول والتجاوز عن السيئات.
(قَبِل مِنْ): ليس شرطا القبول والتجاوز عن السيئات وإنما قد تقبل وقد لا تقبل
والفعل يسبق بأداة نفي.
ولنتدبر (قبل عن)
(أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ هُوَ (يَقْبَلُ) التَّوْبَةَ (عَنْ) عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ)
هنا تجاوز وغفران وقبول.
اقرأ (وَهُوَ الَّذِي (يَقْبَلُ) التَّوْبَةَ (عَنْ) عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ)
كذلك تجاوز وغفران وقبول
لذا يقول العلماء: "الفعل (يقبل) مع الحرف (عن) يشعر: بقبول الأعمال الصالحة، والتوبة الخالصة، والتجاوز عن السيئات
فأفادت محو الذنوب وصرفها عنهم فضلا منه ورحمة،
وكأن الله ميز الأعمال الصالحة وعزلها عن الأعمال السيئة
فقبل الطيب منها، وتجاوز عن سيئها.
أما لو جاء بعد الفعل (قبل) الحرف (من) فليس شرطا القبول والمغفرة".
تدبر ( قبل من): (وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا (وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا) شَفَاعَةٌ)
جواز عدم القبول،
تأمل (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ (يُقْبَلَ مِنْ) أَحَدِهِمْ مِلْءُ الْأَرْضِ)
﴿وَمَن يَبتَغِ غَيرَ الإِسلامِ دينًا (فَلَن يُقبَلَ مِنه)ُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الخاسِرينَ﴾
عدم القبول حتما.
ومن ثم فإن المتدبر للقرآن ينبغي له الالتفات إلى هذه الدقائق القرآنية علها تساعده على إتقان لغته وضبط فكره.
والله إن له لحلاوة
أسأل الله أن يوفقنا لفقه القرآن واستشعار حلاوته.
والله أعلم بالصواب
مواضيع مشابهة-أو-ذات صلة :
ما الفرق بين (عليم حكيم) و(حكيم عليم) في القرآن الكريم ؟
الفرق بين (طوعت ) و(سولت ) في القرآن الكريم
الفرق بين أتى وجاء في القرآن الكريم
مواضيع مشابهة-أو-ذات صلة :
ما الفرق بين (عليم حكيم) و(حكيم عليم) في القرآن الكريم ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..