الثلاثاء، 26 أغسطس 2025

تُغازِلُني المَنيَّةُ مِن قَريبِ

تُغازِلُني المَنيَّةُ مِن قَريبِ
وَتَلحَظُني مُلاحَظَةَ الرَقيبِ

وَتَنشُرُ لي كِتاباً فيهِ طَيِّي
بِخَطِّ الدَهرِ أَسطُرُهُ مَشيبي

كِتابٌ في مَعانيهِ غُموضٌ
يَلوحُ لِكُلِّ أَوّابٍ مُنيبِ

أَرى الأَعصارَ تَعصِرُ ماءَ عودي
وَقِدماً كُنتُ رَيّانَ القَضيبِ

أَدالَ الشَيبُ يا صاحِ شَبابي
فَعُوِّضتُ البَغيضَ مِنَ الحَبيبِ

وَبَدَّلتُ التَثاقُلَ مِن نَشاطي
وَمِن حُسنِ النَضارَةِ بِالشُحوبِ

كَذاكَ الشَمسُ يَعلوها اِصفِرارٌ
إِذا جَنَحَت وَمالَت لِلغُروبِ

تُحارِبُنا جُنودٌ لا تُجارى
وَلا تُلقى بِآسادِ الحُروبِ

هِيَ الأَقدارُ وَالآجالُ تَأتي
فَتَنزِلُ بِالمُطَبَّبِ وَالطَبيبِ

تُفَوِّقُ أَسهُماً عَن قَوسِ غَيبٍ
وَما أَغراضُها غَيرُ القُلوبِ

فَأَنّى بِاِحتِراسٍ مِن جُنودٍ
مُؤَيَّدَةٍ تُمَدُّ مِنَ الغُيوبِ

وَما آسى عَلى الدُنيا وَلَكِن
عَلى ما قَد رَكِبتُ مِنَ الذُنوبِ

فَيا لَهَفي عَلى طولِ اِغتِراري
وَيا وَيحي مِنَ اليَومِ العَصيبِ

إِذا أَنا لَم أَنُح نَفسي وَأَبكي
عَلى حوبي بِتَهتانٍ سَكوبِ

فَمَن هَذا الَّذي بَعدي سَيَبكي
عَلَيها مِن بَعيدٍ أَو قَريبِ



أبو إسحاق الإلبيري 
العصر المملوكي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..