تقرأ في هذه المقالة:
- حبس أنفاس، وموقف حساس في أمريكا.. ماذا قال طارق السويدان عن علماء السعودية ونسائها وقتها؟
- عندما امتلأت القاعات، وأغلقت أبوابها ببريدة قبل وصول السويدان.
- هل تعلم أن السويدان مشارك أساس في ثورة البحرين؟
- أيهما أعظم كلمة ابن سويد أو كلمات ابن سويدان؟
- تعريف الحرية عند الفيلسوف السويدان.
- هل أتاك حديث صالون ميس؟!
فلقد
مررت عرضا على طارق السويدان في أحاديثي عن النهضة والنهضوين، ووعدت بأن
أُفرِد الحديث عنه في أحاديث لاحقة، أبين فيها ما أعلمه عن الرجل وخطورة
أفكاره، لكن يبدو أن الرجل يستعجلنا للحديث عنه، من خلال مواقفه وتصريحاته
المشينة التي تصل حدّ الردة إن لم يتب ويتراجع.
وطارق
السويدان مثال للجاهل المتهور المجازف المتعجرف النفعي التوسلي التوصلي
المتعالم الخائض في ما يحسن ومالا يحسن، والمتقلب المتلون الذي يصدق عليه
قول الشاعر:
له ألف وجهٍ حينما غاب وجهه--- فلم تدرِ منها أي وجه تصدق
وأنا
أكتب هذا من خلال اطلاع ومعرفة بمواقفه وآرائه وتحولاته من قديم، ومعرفتي
بطارق السويدان ترجع إلى تاريخ 1411هـ، في الولايات المتحدة الأمريكية
وبالتحديد في مدينة (دترويت) بولاية (متشجن)، أثناء مشاركتي منتدبا من
جامعة الإمام لمؤتمر جمعية الكتاب والسنة بأمريكا الشمالية.
ذلك
المؤتمر الذي انعقد في ظروف غاية في الحساسية والحرج، بسبب احتلال العراق
للكويت، وتجمع القوات الدولية في الخليج، ونُذر الحرب قائمة توشك أن تنطلق
صافرات إنذارها، وكان التوتر قد عمّ العالم العربي والغربي طولا وعرضا،
والولايات المتحدة كانت خارطة بشرية تموج بالتناقضات والاضطرابات بين مؤيد
لهذا الفريق أو ذاك؛ من خلال التجمعات الطلابية العربية والمهاجرين العرب
فيها، والوضع كان كقش مرشوش بالبنزين ينتظر أدنى شرارة، وحرص المشاركون في
المؤتمر من شيوخ ومفكرين على النأي بالمسلمين في تلكم البلاد الأمريكية عن
معترك تلك الفتنة، وإشعارهم بضرورة التوحد والتآلف في تلكم البلاد
النصرانية، وألا ينعكس شقاق قادة بلدانهم عليهم.
كانت
المحاضرات والندوات تدور حول هذا المعنى، ولقد أبلى من المشاركين بلاء
حسنا مجموعة فاضلة من المشايخ؛ أذكر منهم الشيخ عبدالرحمن السدحان، والشيخ
أبا بكر الجزائري، والشيخ عدنان العرعور، والشيخ محمد بن أحمد بن إسماعيل
المقدم، والشيخ جعفر شيخ إدريس، والشيخ محمود مراد، والشيخ صالح العايد،
والشيخ حمود العقيل، وغيرهم من النصحاء والفضلاء، وكان لي شرف مشاركتهم،
إلا أن النفوس كانت مشحونة لدرجة تكاد تخرج عن السيطرة على مشاعرها، ولقد
مرت أيام كنا على أعصابنا يوشك أن تنفجر القاعات بالصراع والالتحام، ولكن
الله سلم.
وكان
من أكبر من يذكي هذا الشقاق والصراع وينفخ في جحيمه، ويؤجج ناره، ويلهب
أواره مجموعة من أهل الفتنة من أبرزهم: راشد الغنوشي (رئيس حزب النهضة
التونسي)؛ حيث روج أتباعه بيانا له يقطر بالدم، وينضح بالشر، لازلت أذكر
عنوانه (أي هول أعظم من هذا.. الصليبيون يحتلون الحرمين)
كانت
بيانات الغنوشي تنتشر في الأوساط الطلابية وغيرها في أمريكا وأوربا انتشار
النار في الهشيم، وكانت أسرع من الغث استدبرته الدبور، مستغلا حماس
الشباب، طاعنا في علماء السلفية، قاذفا لهم بأقذع الأوصاف وأقبح الألقاب،
ولا أدري أين كان هو في تلك الأيام وما بعدها، ومن يرعاه ويقوم عليه إلا
بلاد الصليب التي كان يزج باسمها في بياناته.
لا تخطئ العين أتباعا له مجندين في أروقة فندق المؤتمر وقاعاته، وفي كل مدينة نمر بها من المدن الأمريكية.
أما
المتعاطفون معه فكثر، وأما المخدوعون فجماهير غفيرة؛ كان يصور لهم في
بياناته أن الجندي الأمريكي عند الحجر، والبريطاني عند الحجرة النبوية،
والفرنسي عند باب السلام
وليلة
من اليالي امتلأت ردهات وقاعات وأبهاء وأروقة الفندق بآلاف الحضور من جميع
البلدان، ومختلف الاتجاهات (الإسلامية، واليسارية، والعلمانية، والبعثية)؛
إذ إن عنوان الندوة كان جاذبا؛ كان عن الأحداث الراهنة بإلحاح من الحضور،
وتحدث المتحدثون، وغير ما مرة كاد الجمهور يلتحم بالأيدي، بعد التحامه
بالألسنة، بالملاسنات والمشاتمات، ومرت دقائق الندوة كالقرون، واضطر
المتحدثون للتوقف بسبب المقاطعات، ولقد أبلى الداعية الموفق عدنان العرعور
بلاء حسنا واستطاع بتوفيق الله انتزاع فتيل المواجهة بعدما كانت في حكم
المحقق، بعدما انفلت الزمام من مدير الندوة (الجبالي)، وانصرف الآلاف تزمجر
حناجرهم، وتغلي مراجلهم، وتجيش صدورهم؛ كما قال الوليد البحتري:
وفرسان هيجاء تجيش صدورها --- بأحقادها حتى تضيق دروعها
شواجر أرماح تقطع بينهم--- وشائج أرحام ملوم قطوعها
تقطع من وتر أعز نفوسها --- عليها بأيد لا تكاد تطيعها
إذا احتربت يوما ففاضت دماؤها---تذكرت القربى ففاضت دموعها
غدونا
صباح الغد إلى جلسات الندوات الصباحية، وهاجس شعور ندوة البارحة مازال
مخيما على القلوب وجاثما على الصدور، وكان المشايخ يتواصون بإبعاد الشباب
عن أجواء الفتنة، وتذكيرهم بحق الأخوة وحياة الصحابة، واتخذ المحاضرون
أماكنهم، وقعدوا مقاعدهم، وكان من بينهم طارق السويدان، وعُرّف به بأنه أحد
الطلبة الكويتيين وأنه ناقش أطروحة الدكتوراه في الدراسات النفطية في
أكلوهوما، وذلك ليلة غزو صدام للكويت.
وتكلم
السويدان فرأيت وقود الفتنة يذرف بين ثناياه، وقرنها يذر من بين شفتيه،
وعاد لينكأ الجراح، ويلهب حماس الشباب ويفسد علينا أجواء تلاوة الفجر
الندية التي ذكر القارئ فيها بنعمة الأخوة، وعاد بنا إلى المربع الأول،
وعالج القضية بطريقة فجة ممقوتة وغير موفقة، وأذكر من حديثه
-
حمل على حكام وعلماء الخليج الخونة -حسب قوله- حملة شعواء، واتهمهم
بالعمالة والنفاق، وكل ما يخطر ببالك من ألفاظ السوء، بينما لم يتطرق لصدام
ولا البعث بكلمة، وكان ذلك مثار عجب الحضور ودهشتهم - لأنه كويتي- وزال
العجب لما رأيت أفواه الشباب تفتر بالابتسامات المعجبة، تطورت إلى تصفيق
حاد، علمت وقتها أن الرجل يحسن دغدغة المشاعر، وأنه لا يهمه الإصلاح بقدر
الإثارة وجذب الأنظار إليه، وتصيّد نظرات المعجبين.
-
ذكر في حديثه أنه قبل أن يحضر إلى المؤتمر كان في السعودية (كغيره من
الكويتيين الذين تشرفت باستضافتهم)، ولكن الرجل تحت استدراج الحضور له
بالتمادي في الحديث من خلال التصفيق والتصفير، افترى الكذب وقال البهتان
واختلق الزور؛ حيث قال -في معنى قوله-: جئتكم من السعودية وسجونها ملأى
بالمشايخ وطلبة العلم، ومنهم من قتل، وضخم الأمر وقام به وقعد، وأرغى
وأزبد،
ثم قال: وجئتكم من السعودية وفي أسواقها العجب من تبرج النساء، ولبس البناطيل والشعور الملفوفة (بهذه الألفاظ)،
وجئتكم من السعودية والفنادق فيها ما فيها من القنوات الإباحية وكأنك في بلاد الغرب.
ومرة
أخرى تملكني العجب، وقلت: لو كان هذا الكلام صحيحا؛ فما الفائدة لهؤلاء
الحضور (ولاحظوا أنني أتكلم عما قبل عشرين سنة وقت جيل الصحوة والخير
والإقبال على الله سقى الله أيامه وأعاد زمانه)، فكيف والأمر معظمه كذب
وأكثره تجنٍ وغالبه اختلاق، وصور البلاد النجدية والحجازية-حيث ذكر أنه مر
على فنادق مكة- لدى السامع بصورة أشبه ما تكون بنيويورك وشيكاغو وباريس،
ومضى في حديثه المختلق على هذا النحو يحدوه ولع الشباب (الجمهور) ويغريه
إعجابهم، حتى فرغ من حديثه الذي كان علينا (كجلمود صخر حطه السيل من عل)
وبعد
ذلك كانت المداخلات، ولم ينبرِ له من الحضور من يبل الصدى، بسبب أن
المشايخ كانوا إما ماكثين في المصلى لانتظار إشراق الشمس، أو في غرفهم،
وإما أن بعضهم لا يستحسن ولا أقول لا يحسن الدخول في هذه المهاترات
والمعتركات، لكن يا رب ماذا نفعل في أفاك:
مازال يعمل فينا حدّ مضطغن --- حتى ألحت بنا الأوتار والإحن
أنترك
الحضور ينصرفون بذلك الانطباع، أم ندعه ينفتل بتلك النشوة، أم أتكلم فأصنف
وأتهم بالعمالة، ولا يقبل لي حديث بعدها.. حقيقة كان امتحانا عصيبا أوجده
هذا الأفاك المفتري، وأخيرا استخرت ربي وحسمت أمري وطلبت الحديث، وكررت على
جمل حديثه بالنقض جملة جملة، وقلت: إنني ممن ناله بعض المضايقات في بلادي،
ولكن الإنصاف مطلوب، والكذب ممقوت، أما زعمه بأن كل من عارض مجيء القوات
وأبدى رأيه في الأحداث؛ فهو إما قتل أو سجن فهذا كذب ومحض اختلاق، وأنا على
منبر جامعي كان لي رأي أعلنته وها أنا بينكم، ولا أعلم من المشايخ في
السجن إلا الشيخ إبراهيم الدبيان، وأظنه خرج أو سيخرج، فقاطعني السويدان
قائلا: أسألك يا أخي أين الشيخ سفر الحوالي ألم يقتل؟ فقلت: اللهم لا.
فقال: ألم يحبس؟ فقلت: بل هو بين أهله في أنعم حال وأخفض عيش؛ فبهت الذي
كذب.
ثم
أجبت عما ذكره من حديث الفنادق والقنوات والأسواق والنساء، فقلت: إن الشر
موجود والبلاء كثير ولا أبرئ بلادي، ولكن التعميم قبيح، والجور ذميم، وما
الداعي لهذا الكلام هنا؟ فسُقط في يده وقال: ما بيني وبين الأخ خلاف، فقلت:
بلى، والله أبعد الخلاف.
ثم قام الشيخ حمود العقيل، فتكلم وأحسن القول، وانفضت الجلسة، وخرج الرجل ملوما مدحورا مشيعا بهالة من المعجبين والمعزين.
هذا
أول لقاء جمعني بطارق السويدان، ولا يذهب وهلك أيها القارئ الفاضل أني
أردت بهذا الإغراء به، والتحريض عليه.. كلا وما كان هذا لي بخلق حتى مع من
تعمدني بالإساءة، ولكن ليعرف أن الرجل متلون نفعي وصولي شعاره، وهو الآن
على رأس الهرم في واحدة من أشهر القنوات في بلادنا.
أرضهم ما دمت في أرضهم -- دارهم ما دمت في دارهم.
ثم كانت الأحداث المعروفة وغاب المشايخ عن الساحة في السجون.
وخرجنا
لنجد الساحة الفكرية مملوءة بأفكار شتى، ومنها بدايات الفكر النهضوي
التنويري، بل الظلامي الانتكاسي، الذي بدت طلائعه تتنفس مستغلة فراغ
الساحة، ووجدنا سوق الشريط رائجة لأناس منهم: طارق السويدان، فتعجبت ماالذي
جاء به؟ وزاد عجبي لما رأيته يتحدث في التاريخ، وأحداث السيرة والصحابة
والدويلات الإسلامية، على طريقة الحكواتية حاطبي الليل وجارفي السيل،
والقصاصين متصيدي الإعجاب ملتمسي الجماهيرية مكتسبي الدراهم.
ليته
كان هذا وحسب، بل وجدته يلت ويعجن ويضم ويخم، ويقمش ولا يفتش، حتى تجرأ
على ذكر ما شجر بين الصحابة مخالفا هدي السلف في الكف عما شجر بينهم، حتى
لا توغر صدور المؤمنين على أحد منهم، ويستغل ذلك الرافضة، وأنكر عليه أهل
العلم، واتهموه بالجهل والخلط، ومنهم ابن عثيمين والألباني والفوزان، لكنه
ردّ بأن ذكر ما شجر بين الصحابة قد يجب.
ثم
جاءت صيحة البرمجة العصبية والمهارات القيادية والإدارية، وعلى طريقته في
تقحم كل مجال والهجوم على كل جديد، نصب نفسه إماما في هذا الشأن، مستغلا
إعجاب الشباب بالعلم الجديد غير المفيد، وإنما هو كالمنطق الذي قال عنه شيخ
الإسلام: لا يحتاجه الذكي ولا ينتفع به الغبي، وليس فيه إلا إضاعة الزمان،
وكثرة الهذيان، والتشاغل عن القرآن، فتن الشباب بهذا العلم، وتسابقوا
إليه، وبرز السويدان كواحد من رواده مستميتا في جمع المبالغ الخيالية من
خلال دوراته، وكان أهل بلده الكويت على علم به ودجله، ولذلك لم يحتفلوا به،
ولم ينطل عليهم خداعه، ليس من باب: أزهد الناس في عالم أهله، ولا زامر
الحي لا يطرب، ولكن من باب:
هل سمعتم برويعي شائنا-- -يدعي عند بعيد فلسفة
يخدع الجاهل أما أهله--- عرفوا ذلك حق المعرفة
وإني
والله لأخجل إذا سألنا مشايخ الكويت وشبابه عن السويدان، وكيف يجد له سوقا
رائجة في بلاد العلم والسلف، ويبتسمون ابتسامة لها معنى، فأتصدد وأصد
بالحديث خجلا.
ولما
قيل: إن التذاكر نفدت في بريدة، قبل بدء محاضرته بوقت، وأن الناس تجمعوا
في الساحات لما أغلقت أبواب القاعة، بعدما اكتظت بالحضور، وأن سيارة
السويدان شقت به الطريق كالفاتحين إلى عتبة المنصة؛ أدركت أن الوقت مهيأ
جدا لخروج الدجال، وزال عجبي منذ الطفولة كيف ينطلي سحر الدجال على
الموحدين، وتحطمت أسطورة أن الخرافة لا تجد طريقها إلى بلاد نجد والحرمين،
كما تجدها إلى بلاد الأضرحة والقبور، حين رأينا تسابق أهل بلادنا إلى
خرافات تضحك الثكالى؛ كالتغزل بالتيوس،والتشبيب بالبدن، والزئبق الأحمر،
ومعبري الأحلام، والتوسع في الرقى، واعتقاد بركة الأنفاس، وبرمجة السويدان، وأمثاله؛ وحينها قلت:
يا نجد ويحك قد أصابك ما أصيب القوم غيرك
بني المزار بساحتيك وعاف بالأجواء طيرك
يانجد (ليس الكريم على القنا بمحرم).
لا
يذهب بنا الحديث بعيدا.. فلو أطعت شجونه لشط بي المزار.. فلنعد إلى
السويدان الذي دخل عالم الشهرة، وصنف في الشخصيات المرموقة، واتخذ رقما
متقدما في خانة ذوي الدخول الفلكية، لا بالتجارة النزيهة، والصناعة
الشريفة، ولكن بالدجل والخداع، وصارت كلمته بثمن باهض، وتسابق الشباب إلى
الحجز في دوراته الإدارية، ومهارته القيادية بأبهض الأجور، ليس هذا فحسب،
بل عمد إلى خلط الشباب بالشابات في أبهى زينة وتبرج في فنادق تركيا وغيرها؛
حيث يمكث الشباب من الجنسين مختلطين الليالي ذوات العدد في تلكم الفنادق
في دوراته التافهة، ويشنع السويدان بكل تهكم على من ينتقده في هذا الخلط، ويقول-
فيما معناه-: إذا قالوا إنهم قد يقعون في الحب، قلنا: بسيطة يتزوجون على
بعض، وينفجر ضاحكا، وهو والله يضحك على خيبته، ويقول أيضا في مقطع مصور
مسموع مخاطبا من حضره: عرضت هذا العرض في السعودية بما فيه من صور النساء
السافرات، فاعترض بعض الحضور، ويصور اعتراض من اعترض، رافعا صوته بصورة
المتهكم..حرام حرام قال: فصرت إذا جئت للسعودية غطيتها وإذا خرجت أعدتها،
ثم ينفجر ضاحكا مرة أخرى، ويضحك وراءه من استخفهم، فأطاعوه من طلابه، أي
أنه يصور السلفيين السعوديين بصورة التنطع والتشدد والغفلة والسذاجة.
وفي
السنين اللاحقة تمادى شر وخطر الظلاميين (المسمين زورا: التنويرين
والنهضويين)، واختطوا خطا عريضا واتجهوا اتجاها واضحا في المناهج الفكرية،
حتى حصل الزواج غير الشرعي وغير المبارك بين ذلك المنهج وبين عجوز عقيم، هي
العلمانية بلبوسها الجديد (اللبرالية)، وذلك لمواجهة الخطر السلفي، وما
أشبهه بزواج سجاح من مسيلمة، لقح هذا الزواج المشؤوم، فأنجب توأما فاسدا،
هما قناتا (روتانا والرسالة)، واختير السويدان ليكون حاخاما على الرسالة،
ولم يجد مرشحوه كبير عناء في إقناعه، فقبل الدعوة قبولا حسنا؛ إن لم يكن من
المشاركين في الفكرة امتداد لنفاقه ومصانعته لهذه البلاد، التي كان ومازال
يهاجمها، وقادتها وعلماءها.
وانفلت لسانه، ونضح إناؤه، وكل إناء بما فيه ينضح، بمقالات قبيحة تنم عن سوء مذهبه، واللسان دليل الفؤاد، قال الشاعر:
لا يعجبنك من خطيب خطبة--- حتى يكون مع البيان أصيلا
إن الكلام لفي الفؤاد وإنما -- جعل اللسان على الفؤاد دليلا
وستأتي الإشارة لبعض مواقفه وأقواله في آخر المقالة.
وجاء
الربيع العربي، وكانت الثورات، وثورة البحرين على يد المجوس الرافضة التي
لازالت جذوتها متقدة حتى هذه الساعة -نسأل الله أن يخضد شوكتها ويطفئ نار
مجوسها- واتخذت السنة والمملكة ودول الخليج موقفا أملاه عليهم الوعي بخطر
رافضة إيران، ومخططهم المدمر تجاه السنة والخليج، ولكن الملا طارق له رأي
آخر، فلم يعجبه ذلك، بل تبرم وتضجر وتأفف، وفكر وقدر ونظر، وعبس وبسر،
وأدبر واستكبر، ثم انفجر وفجر، وصرخ بأعلى صوته مناصرا للرافضة ناقما على
من أيد ثورة مصر وتونس، ووقف ضد ثورة البحرين، وزعم أنها مطالب شعب عادلة،
وأنها إصلاحية، وأن علينا تأييدهم ضد الحكومة ضاما صوته لنصر الشيطان، وحزب
اللات وإيران، والحنظلة النكدة الخارجة من القرضاوي (ابنه عبد الرحمن).
وطالب بمحاسبة الحكومة البحرينية، وقال: إنه لا يخاف من إيران على البحرين، يعني بقدر ما يخاف من حكومتها عليها.
وكان
لتأييد السويدان أبلغ الأثر في تمادي الرافضة في أعمال النهب والحرق
والتدمير والقتل، وفرح به الرافضة جدا، وأشادوا بموقفه؛ كالرافضي خالد
الملا وغيره، وقد قلت ولا زلت: إن الرجل ينبغي أن يحاسب هو- لا حكومة
البحرين كما طالب-، وأن يحاكم كمشارك أساس في فتنة البحرين، ويُحمّل
أوزارها وتبعاتها، فضلا أن يُترك في بلادنا يسرح ويمرح ويفسد ويخرب.
والظن
أنه لو وجد رافضة القطيف من فرصة الثورة ما وجد رافضة البحرين؛ فسيجدون
عند السويدان من المشاعر والتأييد ما وجد رافضة البحرين بلسانه، فإن لم
يستطع فبقلبه، وذلك أضعف المكر ( والقيام مع القدرة)، ولا يشفع لهذا
السويدان خروجه فيما بعد، وتباكيه على ما آلت إليه الأوضاع في البحرين،
وانتقاده على استحياء لأعمال السلب والنهب والقتل والحرق؛ لأن هذا داخل في
إطار تلونه وخداعه.
وإن رُمت تتبع أقواله أعياك الحصر، وأعجزك السبر، ولكن أذكر على عجالة بعض ما اشتهر عنه من الأقوال والمواقف:
- تعالمه
وغروره، وهو في الحقيقة جاهل، سمعته يقرأ آية لا أدري من أين جاء بها:
[ادخلوا هذا الدين أول النهار واكفروا آخره لعلهم يرجعون] والآية هي:
"آمنِوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره لعلهم يرجعون"
وقال: يقول القرآن: [لو كانوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا] والآية هي: "لو
خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا"، وقرأ " فخيل إليه من سحرهم أنها تسعى،
والآية: "يخيل إليه من سحرهم.."؛ فلا هو حافظ للقرآن، ولا هو عارف بالسنة،
ولا لغة العرب؛ سمعته مرارا يرفع صفة المجرور (أذهبُ
للبِ الرجل الحازم من إحداكن) وهي صفة لقوله: (ما رأيت من ناقصات عقل ولا
دين) مجرورة بالفتحة لمنعها من الصرف للوصفية ووزن أفعل، والعجيب أنه يرمي
أتباع السلفية بالكبر والغطرسة والاستبداد، يقول: لم أشاهد غرور وتكبر مثل
غرور المتدين لأنه يمارس غروره باسم الدين؛ فأي الفريقين أحق بذلك؟!! ولا
وقت لديه للشرح، فهو يكتفي بإشارات عابرة، ويحيلنا فضيلته على مقاطعه
المسجلة، لنستكمل الفائدة، وله الحق في الخوض في كل فن، وعلم؛ البترول،
والسياسة، والإدارة، والتاريخ، والحديث، والفقه، والاجتماع، والتربية
محدث أم فقيه أم مؤرخنا--- أم فيلسوف تعالى الله يا رجل
إذا يشاء جميع العلم يجمعه--- في ذهن مثلك فالأشياء تختزل
وبمناسبة
ذكر هذا الحديث، حرّف قصد النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه يقصد الدهاء،
وأن المرأة أذكى من الرجل، وعموما فهو في طرحه لقضايا المرأة نسوي أكثر من
النساء.
- يتحسر في لقاء مسجل على نشأته السلفية، ويعتبر قراءته لكتاب (تحرير المرأة في عصر الرسالة) فتحا عظيما في حياته.
- الرجل
يسلك مسلك المعتزلة في طرائق الاستدلال؛ حيث لا يرى أحاديث الآحاد أمام
القرآن؛ ( أحاديث المرأة وحد الردة مثالا)، وينكر مثلهم السحر، ويزعم أنه
خيال لا حقيقة، ويسخر ممن يشتكي من سحره، من بلد آخر ويقول ضاحكا: هذا سحر
بالريموت؛ وأهل السنة يرون أن السحر نوعان حقيقي، وسحر تخييل، والقرآن دل
على النوعين.
- الرجل يقترب من مذهب القرآنيين، الذين يكتفون بالقرآن، ولا يضمون إليه السنة تفسيرا وبيانا؛ ( حرية الدين وحد الردة مثالا).
- سيء
أدب مع الصحابة؛ يتلفظ عليهم بألفاظ السوء، ولا يرى فتاويهم وآراءهم شيئا
في تفسير القرآن؛ وهم من شهد التنزيل وعايش الرسول- صلى الله عليه وسلم-
قال عن الصحابي الجليل المغيرة بن شعبة: إنه فظ غليظ مع المقوقس، وإنه غير
مؤدب، وقال عن أبي هريرة-رضي الله عنه- مخاطبا الرافضي: تريد تسبه سبه في
بيتك -طريقة الرافضة مع الصحابة-
- أثنى
على البوطي عضد بشار وشريكه في الإجرام، ورأس الصوفية، وعدو السلفية، وقال
عنه: شيخنا وقال عنه: من أكبر العلماء، وأن موقفه لا يلغي فضله ودعاءنا
له.
- وفي
مقطع مرئي مسجل وفي إحدى الحسينيات أثنى على الصفار، واتهم الشيخ إحسان
إلهي ظهير بالكذب والافتراء وجمع الزلات، وأنه ما كان أمينا في نقله، وأنه
ما فيه عالم إلا وعنده زلة، وما فيه مذهب إلا وفيه زلة، وقال: لو أردت أنا
جمعت زلات علماء السنة الكبار، ووضعتها في كتاب، وقلت هذا مذهب أهل السنة
من كتبهم، والله نطلع كفار(حملٌ وديع مع الرافضة،وضبع شرس على السنة
دائما).
- طرح
قضايا الدين الكلية والمسلمات من الشريعة، وما هو معلوم من الدين بالضرورة
للتصويت والاستفتاء عبر قناة الرسالة، يصوت عليه المسلم والكافر، والعالم
والجاهل، والتقي والفاجر، والشباب والبنات؛ ومن ذلك: هل الحجاب عادة أو
عبادة؟ وهل توافق على حد الردة؟ والموقف من الولاء والبراء في هذا العصر من
الكافر وظهور الفتاة في التلفاز، وهل خطابها أكثر تأثيرا أو الرجل؟ وهل
توافق على تعدد الزوجات؟ وما رأيك بحد الرجم والقطع والتنقل بين الأديان،
وهل ما فعلته الصحف الدنمركية يستدعي الغضب؟
علّق الداعية الفاضل الشيخ وجدي غنيم على هذا الطرح بقوله: الرجل منحرف عن الإسلام تماما تماما، على خطر عظيم، وساق الأدلة.
وأقول
لطارق: ألا يسعك التسليم لله ورسوله، وترك الشغب على الدين، ألا يسعك ما
وسع الفاروق عمر- رضي الله عنه- الذي كان يجمع أهل بدر للنازلة التي لم
يقطع فيها قرآن ولا سنة، وأنت تستفتي المراهقين والمراهقات والفسقة
والفاسقات فيما هو من قطعيات الدين ومسلماته؟!!
- في
لقاء متلفز مع المذيع المعروف بخبثه (عمرو أديب) شنّع على السلفية، وزعم
أنهم أخرجوا 90% من السنة ، وأنهم حصروا الحق فيهم، ووصف هؤلاء التسعين
بالمئة حسب إحصائه المسحي، وهم الأشاعرة، والماتريدية بأنهم أغلبية أهل
السنة، وزعم أن غالبية الشافعية والحنفية والمالكية منهم، وزعم أن السلفية
مذهب خامس تابع في كل آرائه لآراء ابن تيمية- هكذا قالها حافة جافة توحي
بأنه يكن لهذا الإمام شيئا في صدره-.
- في
قناة الرسالة استضاف شيوعيا جلدا، رحّب به ووصفه بأستاذنا، وفي هذه القناة
تظهر النساء بالأصباغ والتبرج، وتعرض لقطات منحطة، وكلمات ساقطة، وتعاطي
الدخان في البرامج، وما أشبه ذلك.
- تتبنى
قناته قضايا للمرأة مخالفة للنص الصريح، والإجماع؛ ككون شعر المرأة ليس
بعورة، وترى صحة إمامة المرأة للصلاة، ولا يمانع في لقاء متلفز مع عمرو
أديب أن تكون المرأة رئيس جمهورية، وقال: قولهم إن المرأة عورة كلمة ثقيلة.
- موقفه
من الرافضة ملبس ومريب، فهو يرى أن من حق الرافضي أن يحكم، بل من حق
الكافر إذا اختاره الناس أن يحكم في بلاد المسلمين، وقال: المشكلة ليست في
الحكم الشرعي في نظره، المشكلة في اختيار الناس له.
وقد سبق قوله في حديثه لأحبابه الرافضة في إحدى ديوانياتهم: تريد تسب أبا هريرة سبه في بيتك، لا تسبه عندي.
إذن
ليست مشكلة الرافضة سبهم للصحابة، فليسبوهم ولن يمنعه ذلك أن يكون أكيلهم
وشربيهم وقعيدهم، ولكن لا يكن ذلك أمامه، والظن به أنهم لو سبوهم أمامه
فليس عنده كبير مشكل، وإنما قال ذلك خروجا من حرج الموقف عند أهل السنة.
وتأييده
لثورة الرافضة بالبحرين مشهور؛ حتى قال عنه الشيخ عدنان العرعور: إما إن
الرجل قد تشيع، أو أنه جاهل. وقال-ما معناه-: هو غير مؤهل للكلام في دم
الحيض فكيف يتكلم في دماء الأمة.
- ينكر مبدأ سد الذرائع تماما، ويقول: لا أراه..
يقولون هذا عندنا غير جائز--- ومن أنتم حتى يكون لكم عندُ
- يعمد
إلى تسيير حافلات مشحونة بالبنات في الغالب من سن 16 إلى 20 يسافر بهن
ويقيم دون محارم، ويسكن معهن في الفندق، ويأخذهن إلى المواقع التاريخية
ومقابر الصحابة في أحد وغيره، بحجة إقامة دورات تاريخية في السيرة. وقد صدم
هذا المشهد أحد أعضاء الهيئة، وقام بمساءلته، ويأخذ البنات السعوديات
وغيرهن إلى الخارج لإقامة دورات.
- يتوسع
في مفهوم الحرية الدينية، حتى ألغى حد الردة، وقال: لا أعترف به أنه حد
ديني بل حد سياسي، ولبّس ببعض الآيات، وعرّف الحرية حسب تعريف اختاره وسماه
تعريف السويدان في لقائه مع قناة القاهرة، بأنه: قول وفعل ما تشاء بلا ضرر
وبأدب، وقال: الحرية عندي قبل تطبيق الشريعة.ولا يغب عنك أيها اللبيب أن
هذه الجملة كانت عنوانا لإحدى ندوات ملتقى النهضة المعثور.
وذكر
في مقال الحرية طريق الريادة، أن من حق الإنسان اختيار الدين والطائفة،
وأن يعبد الرب الذي يختاره، وبالطريقة التي يختارها، وأنه ينبغي السماح
ببناء الكنائس والمعابد والحسينيات، بل رأى أن من واجب الدولة بناء وحماية
الكنائس، والسماح بحرية الردة التي سماها الأديان، وأنه لا يُمنع أحد أن
يدعو لدينه، حتى اليهودي والنصراني والشيوعي؛ وقد بالغ وأسرف، وشط وأجحف،
وقال: من حق كل أحد حرية التعبير والتفكير.. من حق كل أحد الاعتراض على
الدولة، بل الاعتراض على الإسلام، ما عندي مشكلة فيه، بل حتى الاعتراض على
الله ورسوله، وقال: [لما رحت مع الأستاذ عمرو خالد للدنمارك بعد الرسوم
المسيئة للرسول- صلى الله عليه وسلم- فلما قالوا لنا: أنتم جايين منزعجين
من حرية التعبير، قلت له: لا إحنا ما إحنا منزعجين أنا ما عندي مشكلة إنك
تتكلم عن إلهي ولا عندي مشكلة أنك تكفر بإلهي، وماعندي مشكلة أنك تتكلم على
رسولي وما عندي مشكلة أنك تكفر به، لكني عندي مشكلة إنك ما تعرف تفرق بين
حرية التعبير وسوء الأدب، فجئت أعلمك] قلت: وبعد هذا الحق الذي أعطاه،
وانتفاء المشكلات لديه لا أدري ما الذي يبقى من الأدب الذي سيعلمهم إياه؟!
وقد
ولج السويدان بهذا الكلام في نفق مظلم، وخاض غمار بحر مائج، وتقحم مسلكا
وعرا، ووقع في كلمة الكفر عياذا بالله رب العالمين، وأنكر حجية الحديث
المتفق عليه "من بدل دينه فاقتلوه" وحديث: " لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى
ثلاث"، وزعم أن هذا الحديث قرار سياسي من الرسول - صلى الله عليه وسلم -
حتى لا يتلاعب أحد في الدخول في الدين، واحتج بآيته التي جاء بها من كيسه[
ادخلوا في الدين أول النهار واكفروا آخره]، وزعم أن هذا القرار انتهى العمل
به بعد وفاة الرسول - صلى
الله عليه وسلم - مع أنه ثبت عن معاذٍ في ولايته على اليمن أنه حلف ألا
يقعد حتى يقتل المرتد، والحديث في صحيح البخاري، بل وعلى ذلك إجماع الأمة
الصحابة فمن بعدهم؛ فقد قاتل أبو بكر المرتدين، وقاتل معه الصحابة، وأجمعوا
على ذلك، وهو حكم ثابت في الكتاب والسنة وإجماع الأمة، ومثبت في كتب
الإسلام ودواوينه حديثا وتفسيرا وفقها؛ حيث لا يخلو كتاب فقه من كل المذاهب
من باب حد الردة، ويتجرأ هذا النكرة على إلغائه اتباعا لمناهج من قدم
العقل على النقل من معتزلة وغيرهم.
أما
الجمع بين أحاديث الردة، وبعض الآيات التي لبس بها كمثل قوله عز وجل:" لا
إكراه في الدين" وقوله: " فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر" فموضعه كتب
الحديث والتفسير التي لا يعترف بها السويدان، ولا يراها شيئا بقدر ما يعترف
بعقله المأفون.
أما مقولته الجائرة: إن من حق كل أحد الاعتراض على الدين وعلى رسوله، وما ماثلها، فلي عليها التعليق الآتي:
أولا:
لا شك ولا ريب مهما تأول قائلها أنها كلمة كفر وردة، والقرآن العظيم كفّر
أناسا بأهون من هذه الكلمة, قال تعالى: "يحذر المنافقون أن تنزل عليهم سورة
تنبئهم بما في قلوبهم قل استهزئوا إن الله مخرج ما تحذرون ولئن سألتهم
ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبا الله وآياته ورسوله كنتم تستهزؤون لا
تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة بأنهم كانوا
مجرمين"
وسبب
نزول هذه الآيات: أن رجلا قال في غزوة تبوك: قال: ما رأيت مثل قرائنا
هؤلاء أرغب بطونا، ولا أكذب ألسنا، ولا أجبن عند اللقاء؛ يعني رسول الله -
صلى الله عليه وسلم- وأصحابه القراء، فقال له عوف بن مالك: كذبت ولكنك
منافق؛ لأخبرن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذهب عوف إلى رسول الله -
صلى الله عليه وسلم- فوجد القرآن قد سبقه؛ فجاء ذلك الرجل إلى رسول الله -
صلى الله عليه وسلم-
وقد ارتحل وركب ناقته، فقال: يا رسول الله ، إنما كنا نخوض ونتحدث حديث
الركب نقطع به عناء الطريق، فقال ابن عمر: كأني أنظر إليه متعلقا بنسعة
ناقة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وإن الحجارة تنكب رجليه، وهو يقول: إنما كنا نخوض ونلعب، فيقول الرسول - صلى الله عليه وسلم-:
أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزؤون، ما يلتفت إليه ولا يزيده عليه" رواه
ابن جرير وغيره، وقد ورد في بعض الروايات أن القائل واحد والآخرين إنما
ضحكا على قوله، فحكم عليهما بحكمه.
وقال
تعالى: " يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد
إسلامهم.." وسبب نزولها: أن الجلاس بن سويد قال: إن كان ما جاء به محمد حقا
لنحن أضل من الحمر، رواه ابن إسحاق في المغازي، وعبدالرزاق، والبيهقي في
الدلائل، وابن أبي حاتم في التفسير.
فأيما أعظم وأكبر وأكفر أكلمة مخشي بن حُميّر وأصحابه، وما قاله ابن سويد، أم ما قاله ابن سويدان؟
وأنه
ينبغي أن يحاسب عليها ويحاكم، وأرى أنه بهذا المنهج أخطر من طريقة حمقى
الملاحدة؛ كالكشغري ونحوه، لأن الرجل يؤصل للكفر، ويشرع للإلحاد والزندقة.
ثانيا:
لا يشفع لهذا المتهور احتجاجه بأن القرآن نقل أقوال المعارضين من الكافرين
والشياطين؛ لأن الله لا يسأل عما يفعل، وهذه أفعال قدرية مسطورة في
القرآن، ولا يعارض الشرع بالقدر، وحكاية أقوالهم ليس فيها الأذن بكفرهم
وعنادهم أيها الجاهل.
ثالثا:
نبأتنا هذه المقولة من السويدان من أخبار حرية النهضويين التي ينشدون، وهم
دائما يدندون حول الحرية، حتى يخيل لسامعهم أنهم يكبلون باليدين والقدمين،
وهذا السويدان أحد حاخامات النهضة، احتفل به نواف القديمي -أحد القائمين
على ملتقياتهم- احتفالا باهجا حتى قال: إن كلمة طارق السويدان بحد ذاتها
ملتقى نهضة، ومعلوم أنه بعدما منعوا من إقامة ملتقاهم- بفضل الله ثم جهود
المخلصين-احتضنتهم جمعية الخرجين اللبرالية ومكنتهم من اللقاء، وجاء
السويدان إليهم معزيا ومسليا، وكان منه ما كان.
وقال
في إحدى تغريداته: نعتذر لضيوف الكويت بلد الحرية عن التصرف الذي قام به
من لا حجة له، فاستعمل ضغوطه، ليمنع ملتقاكم، ونعتب على الجهات التي
استجابت له.
فهنيئا
لك يا نواف بِطَارِق بَطَارِقك هذا، ولقد كان أكثر منكم جرأة، بل أحمق
وأشد تهورا حينما قال ما قال، وأنتم لا تزالون تدغمون إدغاما بغنة وبغير
غنة، وتشنشنون شنشنة نعرفها من أخزم، وإن كان لا يخفى علينا أمركم وما
أشواق حريتكم وشقة حريتهم إلا وجهان لعملة زائفة، وانظر إلى مثلك الذي ظلت
به معجبا، لنحرقنه ثم لننسفنه في اليم نسفا.. فلتبك على رفاته، ولتمرغ خدك
على عتباته، ليس هو فقط، بل وأمثاله ممن أضلكم وفتنكم. " وتالله لأكيدن
أصنامكم" فتربصوا إنا معكم متربصون.
وهل أتاك حديث صالون ميس (ميسون السويدان)..
أعلم
أنه ليس من المناسب تتبع أخبار النساء، ولكن ما الحيلة في امرأة سافرة
متبرجة متمردة مجاهرة، تكشف ستر الله عليها، وأذكرها هنا حتى يعلم أية
نوعية يريد أن يخرجها السويدان من خلال دوراته لبناتنا، وهذه مخرجاته ماثلة
للعيان، وهو يدعي أنه يروج للفضيلة ويبني للشخصية، ولقد كنت آنف من دخول
هذه المباءات ولو لكشف حقيقتها، وأضرب صفحا عن طلب بعض الأحبة، وأقول: ربما
كان أبوها لا يقر منها كل أعمالها- عافانا الله مما ابتلاهم به- حتى رأيت
مباركته لأعمالها، وتثبيته لها، عبر بعض التغريدات؛ حيث يقول لها: ميسون
الغالية لا تردي على أمثال هؤلاء فهذا انحطاط فكري وأخلاقي، فقط اعملي
(بلوك) يقصد حذف.
ولقد
فاحت أخبار هذا الصالون بالروائح الكريهة والمناظر المستبشعة، وإن دافع
عنها وعن أبيها عبر درس كامل حبيبهم المترفض الضال المضل عدو الصحابة حبيب
الرافضة المدعو عدنان إبراهيم الذي تفرغ للإفساد والتشكيك في أوروبا -عليه
من الله ما يستحق-.
أما
صالون ميس فهو صالون مختلط أقامته ابنة السويدان في مصر، يجتمع فيه
الشعراء ذكرانا وإناثا، وفيه من كشف الشعور، ولبس القصير المبرز لكثير من
البدن علوه وسفله، مع تعاطي الدخان جهرة من رجال وحريم، ويتم فيه مطارحة
الأشعار من قبل ضيوف الصالون وصاحبته ميسون، وهي تجلس بين الرجلين ببنطالها
الضيق سافرة متبرجة، لا يفصلها عن الرجال إلا ممر الهواء..
ويالله
ماذا يُطارح في هذا الصالون من غزل فاحش جدا، على ألسن الرجال والبنات،
ومنهن المضيفة بحركات وتقاسيم وجوه، وإشارات عيون، وآهات صدور، وزفرات
أنفاس، ولواعج أشواق، وشكوى هجران، وبث أحزان، تخجل المرأة السوية
أن تفعلها مع زوجها، كل هذا في مقاطع يسجلونها ويبثونها على اليوتيوب،
وتغطيها القنوات ( يهتكون ستر الله عليهم)، و ( كل أمتي معافى إلا
المجاهرين).
وكأني
بهذه المجاهرة بصالونها تريد أن تعيد ليالي ألف ليلة وليلة، وأغاني أبي
الفرج الأصبهاني، ومطارحات عريب مع الموصلي، وجحظة البرمكي ومساجلات ولادة
بنت المستكفي مع ابن زيدون مع أنني أجزم أن أولئك لا يصلون إلى الانحطاط في
اللباس، والمجاهرة وغيره بالمستوى الذي وصل إليه هؤلاء، وقد تجد أولئك
النسوان من ذكرانهن من يغار عليهن، ويوقف الرجال عند حدهم إلى درجة تطلبهم
للعقوبة الشديدة، كما فعل والد ولادة مع ابن زيدون، لما تسرب إلى سمعه
أبياته المشهورة في بنته، فقال في غربته وتشرده:
أضحى التنائي بديلا عن تدانينا--- وناب عن طيب لقيانا تجافينا
بنتم وبنا فما ابتلت جوانحنا--- شوقا إليكم ولا جفت مآقينا
يقول
طارق السويدان: صالون ميسون صالون شعري لكل أطياف الشعراء ومتذوقي الشعر،
وليس له أي اتجاه فكري، ويهدف (( للنهضة )) باللغة العربية المعاصرة
وفحولها..ا.ه
إي
والله يا طارق إنها الفحول تجالس ابنتك وبنات المسلمين، في ذلك الصالون
القذر، -فالحمد لله الذي عافانا مما ابتلاكم به، وفضلنا على كثير ممن خلق
تفضيلا- وحتى اللغة ما سلمت منكم يا طارق تريدون أن تنهضوا بها أيضا؛ إذن
نهضتكم شاملة ما شاء الله!!
وميسون بقيت ردحا من حياتها في أمريكا تدرس الفلسفة وتحمل شهادة في الوفاق بين المسلمين والنصارى.
ومن
تغريدات ميسون: أنها لا تناسبها حياة المتدينين، ومن تغريداتها: تقول
للجفري الصوفي: كم أحبك، وتقول: المضحك بالموضوع هو أن الوهابيين يشتمون من
يحتفل بمولد الرسول -صلى الله عليه وسلم- لأنه بشر كما يقولون ثم يشتمون
من يعامله دون قدسية، منطقيا عليهم أن يشتموا أنفسهم.
طبعا هي بذلك تدافع عن الكشغري، وقالت عنه في تغريدة أخرى: إنه غارق في حب الله ورسوله.
وقالت: ما أحب المطاوعة.
وتقول: أنا لست وهابية، وليس مرجعي ابن باز ورحم الله التصوف الذي أبقاني على دين الله.
وتقول: تذوب الطائفية فلا سني ولاشيعي مع الحب.
ومن أقوالها الشركية والكفرية: أنقذ أمتك يا رسول الله مدد مدد مدد.
وتقول
عن حديث ( لو كنت آمر أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها): لو
كان هذا الحديث صحيحا، لامتنع وجود رب عادل فأرجو أن تختار بين الإيمان
بوجود الله، وبين صحة هذا الحديث، فهما لا يجتمعان منطقيا.
وتقول لمن سألها مع من تسافرين: أنا محرم نفسي..
قلت: هذه إسقاطات نفسية وانعكاسات شعورية معبرة عن الإحباط، والفشل الاجتماعي، والنقمة على المجتمع والدين - اللهم لا شماتة-.
وأخيرا أقول كما قال أبو الطيب:
فلا يتهمني الكاشحون فإنني--- مضغت الردى حتى حلت لي علاقمه
ما
ذكرت والله ما ذكرت تشفيا وربي إنني أتمنى أنها من القانتات العابدات
الموفقات، وأن أباها كذلك، ولكن كما ذكرت هي مجاهرة متمردة تستقطب
المعجبات، وتؤثر على البنات ومن ضحاياها: السعودية منال الشريف التي تسافر
إليها، ولها معها صور جماعية، وتحاول منال أن تكون رأسا في التمرد في
بلادنا، وتحرض بنات بلادنا أرأيتم كيف تعدى شرهم.
وذكرت
ما ذكرت ليعلم أني لم أتجن على هذا السويدان بكلمة، وما قلت إلا بعض ما
فيه، وليعلم أي فضيلة يدعو إليها، وماذا يريد بمجتمعنا وشبابنا وبناتنا عبر
حربه المركزة التي يشنها من خلال قناة الرسالة وأصحابها الذين تبنوا
واحتضنوا وشجعوا كل نموذج شاذ في بلادنا؛ كالخيالة بنت الحويطي، والطيارة
بنت الهندي، فالهدف واحد والغاية مشتركة.
وأخيرا أختم مقالتي بالوصايا الآتية:
1-التحذير من خطر السويدان وأصحابه النهضويين العظيم، وبلاؤهم المستفحل ومدهم المتنامي، على المسلمين وخاصة بلاد التوحيد.
2-أدعو
المشايخ وطلبة العلم والغيورين إلى المطالبة الملحة بطرد هذا الرجل
وإبعاده، ومنع دخوله البلاد، وإقامة دوراته: صيانة لأفكار الشباب والشابات.
3-أدعو
من ذكرت إلى المطالبة بمحاكمته، فهو أولى بالمحاكمة الشرعية العادلة على
مواقفه وأقواله الكفرية، وتأييده للرافضة حتى أفسدوا في الأرض.
4-أرجو أن يكون هذا المقال بداية لحملة احتسابية تعريفية للشباب المخدوع، والمجتمع الغافل بخطر هذا السويدان وغيره.
والحمد لله رب العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين.
خاطرة..
يضطر
المرء مُكْرها لنبش العفن ونبثه، فيختنق بريح النتن، وإن كان يتخذ الأهبة
فيستغشي اللثام، ويعالج ركام الأقذار بالعصا الطويلة، حذرا من ملامسة
الأذى، كما قال أبو الطيب:
إلا وفي يده من نتنها عود
ولكن مع ذلك:
تفوح القذارة والرفث--- ويزكم آنافنا الحدث
ويخنق أنفاسنا ريحه--- فيقتلنا الجهد واللهث
فألقي
العصا وأضع القلم، وأميط اللثام، وأرفع رأسي مستنشقا ومعوضا ما فات من
هواء نقي، ويسرح الطرف، ويشرد الفكر، ويسلي النفس بمثل هذه الأبيات، قبل أن
أعيد اللثام، وأعود لنبث مدافن الأذى والشوك، وإماطة الأذى عن الطريق
صدقة:
سرى بك في قطع من الليل طارق--- فجفنك حتى شعشع الصبح آرِق
تعالج جيشا من هموم تدافعت--- إلى ساحة القلب المُعنَّى تَسابق
تشن عليها غارة بعد غارة--- كتائب من ليل الهموم زرادق
أعالج من أعبائها ما يهدني ---- أعالج ماذا والأسى يتلاحق؟!
إذا ما دهت ويلاتها وتواترت--- مواقعها فوق الرؤوس مطارق
ألا ليتني والهم والغم والعنا--- ولو لحظةً من عمرنا نتفارق
حليفين كالجفنين مهما تباينا--- تعُد منهما أهدابها تتطابق
أليفين كالصبين إما تفارقا--- تعود جسوم منهما تتعانق
وما طارقٌ إلا بِشَرٍ تعوّذت--- برب الورى منه الدنا والمشارق
فيا رب عذرا إن تجرأ جاهل---حقود على أهل العقيدة شارق
ظلوم غشوم جاهل متعالم--- لمذهب أهل الزيغ والكفر وامق
مسَفِّه أحلامٍ مصعر خده--- مقعر ألفاظ له متشادق
وثرثارة في كل نادٍ مهرج--- وعيرٌ أقض المستريحين ناهق
وقول له يهتز عرش إلهنا--- وترتج أرض، ساء ما قال مارق
بإعلامنا يعثو حقود ملبس--- يشاركه في الجرم باغ وسارق
بأموالنا يغوي فلاذ كبودنا--- ليتبعه مفتونة ومراهق
له الويل ماذا يبتغي من بلادنا--- أمنقذها أسطورة العصر خارق
أما كان يلقى في الديار مُرَاغَما--- ويؤيه غرب صاغه أو أفارق
أقول لنجد حين نامت أسودها--- وبال عليها في السبات منافق
أيا نجد عذرا يا حجاز رسالة--- أضاء به نور من الوحي فالق
لك الله يا أرض الرسالة كم على--- نواحيك أذكى فتنة الشر حانق
متى كان إعلام الرسالة عندنا---يوجهه مهراجة وزنادق
متى كان شرع الله يطرح للورى--- يصوت فيه رافض وموافق
متى كان فتيان الحمى وبناته--- تعج بهم صالاتهم والفنادق
رسالتكم أن تخرج البنت برزة--- ليعشقها من فتية الحي عاشق؟!
متى كان في الشاشات تبرز للملا---ذوات خدور كالمها وعواتق
ملونة الخدين محمرة الشَفا--- مزججة العينين والعطر عابق
خلِيلَيَّ إني أرق الهم مقلتي--- وأحرق قلبي من لظى الحزن حارق
تلومانني أن أنفث النار حرقة --- ألام أنا أم من بطغواه سابق
ألا إنه قهر الرجال فويلتا --- من القهر إذ يعلو على الحر ناعق
وأهون من قهر الرجال مهند --- يسل على أم الدماغ فرانق
أفي كل يوم محنة وبلية--- يصبحنا زلزالها وصواعق
تجرأ أزلام على الدين قولهم--- وساوس من أضغاثهم وهراطق
يقولون ما بالاختلاط غضاضة---ألا إن فصل اليافعين عوائق
ألا ثقة أم سوء ظن لديكمو---أمغتلم هذا الفقيه وشابق
دعوا الفحل يَشْتَمُّ الجمال إذا بدت--- فتاة إذا قامت لها العود باسق
لها مقلتا حور إذا رقرقتهما--- تحلحل ممرور العريكة غالق
وخد وقد والتفات وبسمة--- يهون لها سحر ببابل عاتق
وأروع ريان الشبيبة واضح--- له غصن بان قد تألق ماشق
تخالطه ذات الدلال وربما--- أجنهما جنح من الليل غاسق
فياليت شعري أي تقوى وخشيةٍ--- لصبين إلا أن تذوب الفوارق
ويا هؤلا من تخدعون أما لنا--- عقول فيسبينا من الزور بارق
فإن شئتمو شرعا فذا النص بيّنٌ--- وإن شئتمو عقلا فللشرع وافقوا
فإن قلتمو عن فقهنا فقه شهوة--- ففقهكمو العنين أنثاه طالق
بل الفقه جنس ثالث ليس منهما--- فيُؤمَن للجنسين منه البوائق
شغلنا بإطفاء الحرائق دهرنا--- وقد عمّ أنحاء البلاد حرائق
أنتركها ترعى وتأكل أهلنا--- وتشغلنا أموالنا والنمارق
شغلنا عن العلم اللذيذ ودعوة --- وكدنا لتين النعمتين نفارق
وما كاد يبقى للصلاة خشوعها--- وكيف وفكر المرء في الهم غارق
فيا رب هل إلا بك النصر يرتجى--- عليهم وإني فيك يا رب واثق
عُبيدك يرجو منك يا رب نفحة--- يحوز بها منك الرضا ويوافق
ومن أنا لولا أنت مهما بلغته--- ومهما أرى أني بصير وحاذق
أقل عثرتي واغفر ذنوبي ونجني--- من النار يا رب بك العفو لائق
الخميس، 19 أبريل، 2012
مجموعة الحقيل
مواضيع مشابهة أو ذات صلة:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..