قال تعالى في سورة الأنبياء (وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ ){91}
وقال في سورة التحريم (وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَت بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ ){12}
في سورة الأنبياء لم يذكر اسم مريم عليها السلام بينما ذكره في سورة التحريم.
والسبب في ذلك هو أنه أولاً في سورة الأنبياء كان السياق في ذكر الأنبياء (إبراهيم، لوط، موسى، وزكريا ويحيى)
ثم قال (والتي أحصنت فرجها) ولم يُصرّح القرآن باسمها في سورة الأنبياء لأن السياق في ذكر الأنبياء
وهي ليست نبيّة
ثم قال (والتي أحصنت فرجها) ولم يُصرّح القرآن باسمها في سورة الأنبياء لأن السياق في ذكر الأنبياء
وهي ليست نبيّة
أما في سورة التحريم فذكر اسمها لأن السياق كان في ذكر النساء ومنهم (امرأة فرعون، امرأة لوط وامرأة نوح)
فناسب ذكر اسمها حيث ذكر النساء.
فناسب ذكر اسمها حيث ذكر النساء.
والتصريح بالاسم يكون أمدح إذا كان في المدح وأذمّ إذا كان في الذّم. ونلاحظ في سورة التحريم أنها من أعلى المذكورات في سياق النساء ولهذا ذكر اسمها من باب المدح.
أما في سورة الأنبياء فهي أقلّ المذكورين في السورة منزلة أي الأنبياء فلم يذكر اسمها وهذا من باب المدح أيضاً.
ذكر ابنها في سورة الأنبياء ولم يذكره في سورة التحريم.
وهذا لأن سياق سورة الأنبياء في ذكر الأنبياء وابنها (عيسى) - عليه السلام - نبيّ أيضاً فناسب ذكره في السورة وكذلك لأن سورة الأنبياء ورد فيها ذكر ابني إبراهيم ويحيى بن زكريا فناسب ذكر ابنها أيضاً في الآية
وهذا لأن سياق سورة الأنبياء في ذكر الأنبياء وابنها (عيسى) - عليه السلام - نبيّ أيضاً فناسب ذكره في السورة وكذلك لأن سورة الأنبياء ورد فيها ذكر ابني إبراهيم ويحيى بن زكريا فناسب ذكر ابنها أيضاً في الآية
ولم يذكره في التحريم لأن السياق في ذكر النساء ولا يناسب أن يذكر اسم ابنها مع ذكر النساء.
لم يذكر أنها من القانتين في الأنبياء وذكرها من القانتين في سورة التحريم. ونسأل لماذا لم تأتٍ (القانتات) بدل (القانتين) ؟
لأنه في القاعدة العامة عند العرب أنهم يغلّبون الذكور على الإناث وكذلك في القرآن الكريم عندما يذكر المؤمنين والمسلمين يغلّب الذكور إلا إذا احتاج السياق ذكر النساء ومخاطبتهن.
وكذلك عندما يذكر جماعة الذكور يقصد بها العموم. وإضافة إلى التغليب وجماعة الذكور فهناك سبب آخر أنه ذكرها من القانتين وهو أن آباءها كانوا قانتين فهي إذن تنحدر من سلالة قانتين فكان هذا أمدح لها.
وكذلك أن الذين كملوا من الرجال كثير وأعلى أي هي مع الجماعة الذين هم أعلى فمدحها أيضاً بأنها من القانتين ومدحها بآبائها وجماعة الذكور والتغليب أيضاً.
ونعود إلى الآيتين ونقول لماذا جاء لفظ (فيه) مرة و(فيها) مرة أخرى؟
فنقول :إن الآية في سورة الأنبياء (فنفخنا فيها من روحنا) أعمّ وأمدح:
دليل أنها أعمّ: ونسأل أيهما أخصّ في التعبير (ومريم ابنت عمران التي أحصنت فرجها) سورة التحريم أو (والتي أحصنت فرجها) سورة الأنبياء. فنقول أن الأخصّ مريم ابنة عمران وقوله تعالى: (ونفخنا فيها من روحنا) أعمّ من (نفخنا فيه) وأمدح.
إذن مريم ابنة عمران أخصّ من التي أحصنت فرجها فذكر الأخصّ مع الأخصّ (فنفخنا فيه) وجعل العام مع العام (ونفخنا فيها) .
وكذلك في قوله تعالى (وجعلناها وابنها) في سورة الأنبياء أعمّ فجاء بـ (فيها) ليجعل الأعمّ مع الأعمّ. وسياق الآيات في سورة الأنبياء تدل على الأعمّ.
عرفنا الآن لماذا هي أعم ويبقى أن نعرف لماذا هي أمدح؟
أيهما أكثر مدحاً الآية (وجعلناها وابنها آية) أو(صدّقت بكلمات ربها)؟
أيهما أكثر مدحاً الآية (وجعلناها وابنها آية) أو(صدّقت بكلمات ربها)؟
الآية الأولى أمدح لأن أي كان ممكن أن يصدق بكلمات ربها لكن لا يكون أي كان آية، والأمر الثاني أن ذكرها مع الأنبياء في سورة الأنبياء لا شك أنه أمدح من ذكرها مع النساء في سورة التحريم فالآية في سورة الأنبياء إذن هي أمدح لها.
ومن الملاحظ في قصة مريم وعيسى - عليهما السلام - أن الله تعالى جاء بضمير التعظيم في قوله تعالى (فنفخنا فيها) أي عن طريق جبريل - عليه السلام - وهذا الضمير للتعظيم يأتي دائماً مع ذكر قصة مريم وعيسى -عليهما السلام-.
أما في قصة آدم - عليه السلام - يأتي الخطاب (فنفخت فيه من روحي) لأن الله تعالى قد نفخ في آدم الروح بعد خلقه مباشرة أما في مريم فالنفخ عن طريق جبريل - عليه السلام -.
والله اعلم بالصواب
مواضيع مشابهة-أو-ذات صلة :
ما الفرق بين (عليم حكيم) و(حكيم عليم) في القرآن الكريم ؟
الفرق بين (طوعت ) و(سولت ) في القرآن الكريم
الفرق بين أتى وجاء في القرآن الكريم
ما الفرق بين {يَقْبَلُ مِنْ} و {يَقْبَلُ عَنْ} في لغة القرآن؟
مواضيع مشابهة-أو-ذات صلة :
ما الفرق بين (عليم حكيم) و(حكيم عليم) في القرآن الكريم ؟
تدبر:قاعدة لغوية في القرآن الكريم تنطبق على جميع السور
ماالفرق بين يا ويلتنا ويا ويلنا ؟
الـفرق بين: ميِّت (بالتشديد) و ميْت (بالسكون على الياء):
الفرق من الناحية البيانية بين قوله تعالى (فنفخنا فيها) وقوله (فنفخنا فيه) في قصة مريم عليها السلام
ما الفرق بين *(إنا رسول رب العالمين)* بالإفراد و *(إنا رسولا ربك )* بالتثنية في القرآن؟
الفرق بين يفعلون و يعملون و يصنعون في القرآن الكريم
الفرق بين (طوعت ) و(سولت ) في القرآن الكريم
الفرق بين أتى وجاء في القرآن الكريم
مقارنة بديعة بين قصتي ( يوسف وموسى ) عليهما السلام
تأمل قوله تعالى: "(دعانا لجنبه) و (على جنوبهم)
تدبر كلمة في آية : " ِكسَفا و كِسٍفا"
ما الفرق بين (العصا) و(المنسأة)في القرآن الكريم ؟
ما الفرق بين (عليم حكيم) و(حكيم عليم) في القرآن الكريم ؟
ماالفرق بين : ( والله بما تعملون بصير ) و: ( والله بصير بما تعملون )؟
ماالفرق بين الكُره والكَره .. في القرآن الكريم ؟
الفرق بين النصيب والكفل في سورة النساء من حيث المعنى ودلالة استخدامهما في القرآن
مالفرق بين المكث واللبث فى التعبير القرآنى ؟
ما اللمسة البيانية في استعمال كلمة (سلام) و (السلام)؟في القرآن الكريم ؟
ماالفرق بين المودة والرحمة؟ والفرق بين الرأفة والرحمة
الفرق بين ( النظر و البصر و الرؤية ) في القرآن الكريم
الفرق بين (فيما كانوا فيه يختلفون ) و ( فيما فيه يختلفون ) في القرآن الكريم
ما الفرق بين (أولئك عليهم لعنة الله ) و (أولئك يلعنهم الله ) /في القرآن الكريم ؟
لِمَ أخَّر( للناس) في سورة الـكهف وقدمها في سورة الإسراء؟
ينظر >>>والبلاغة في القرآن الكريم
لماذا قال أسرى بعبده ولم يقل برسوله ولا بمحمد وإنما قال بعبده ؟
الرشد
مالفرق بين المكث واللبث فى التعبير القرآنىما الفرق بين {يَقْبَلُ مِنْ} و {يَقْبَلُ عَنْ} في لغة القرآن؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..